حوار حول الواقع المعاصر للدراسات الاستشراقية مع المستشرق الألماني د. ميكلوش موراني

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
أما السؤال لعبد الله حسن :
في مقولة ان العقل المسلم لم يتحدث عن الاخلاق ؟ و كل ما كتبوه عن الاخلاق منقول اما من الحضارة الفارسية او من افكار الفلسفة اليونانية

....فلم أتجاهله قصدا , بل بحثت عن هذا الكلام فيما عندي في مكتبتي الخاصة فلم أعثر على شيء من هذا القبيل .
لمن هذه المقولة ؟
مما لا شك فيه أنّ العرب الذين خرجوا تحت لواء الاسلام وفتحوا البلاد المجاورة قد تأثروا بحضارات الشعوب بما في ذلك الحضارة الفارسية والفلسفة اليونانية . ألم يتم ترجمة فلسفة اليونان في بغداد ( وبعد ذلك في طليطلة ) ؟ ألم يكن ذلك الخطوة الأولى لنشر هذه الأفكار (بما في ذلك الآراء حول صفة الله !) في الغرب ؟
فكيف تكون الحضارة الاسلامية العربية خالية مما حولها من الحضارات الأخرى ؟
 
يا أستاذ موراني، ارجع للسؤال مرة أخرى لو سمحت... هل تقول بأن ما كتبه المسلمون عن الاخلاق منقول عن القرآن الكريم والسنة النبوية أم من الحضارة الفارسية وافكار الفلسفة اليونانية؟!
 
هذا سؤال آخر في نظري .

أما رأيي الشخصي ـ فلا أقول الا برأيي ـ واجابتي على هذا السؤال :
بأن ما كتبه المسلمون عن الاخلاق منقول عن القرآن الكريم والسنة النبوية أم من الحضارة الفارسية وافكار الفلسفة اليونانية؟!

فأقول : من كلاهما : من القرآن والسنة ومن الحضارات المجاورة
وأضيف : وفي أشعار العرب وأمثالها تجد كثيرا من الأخلاق الحسنة .
فأنظر :
اليأس احدى الراحتين
تجده في ديوان البحتري :
واليأس احدى الراحتين ولن ترى
تعبا كظنّ الخائب المكدود

أما تفسير الآية 12 في سورة الروم عند فخر الدين الرازي :
والابلاس يأس مع حيرة يعني يوم تقوم الساعة يكون للمجرم يأس محيّر لا يأس هو احدى الراحتين .

أما في مختار الحكم ومحاسن الكلم للمبشّر بن فاتك ( تحقيق عبد الرحمن البدوي . مدريد 1958 ) , ص 204 :
وللطالب المحروم راحة الاياس ( عن أرسطو!)
 
بخصوص المخطوطات العربية

بخصوص المخطوطات العربية

دكتور موراني أرجوا إفادتي بأمر شغلني حقيقة لمدة من الزمن يخص المخطوطات العربية الموجودةفي برلين وغيرها.وسؤالي كيف حصلت المكتبات والمتاحف الألمانية على هذا الكم الهائل والنادر من المخطوطات؟هل هي من ما غنمته الدول المستعمرة خلال فترة الإحتلال لدول العالم الإسلامي؟ثم ألا ترون بأنه جدير بإعادة هذه المخطوطات لأصحابها؟ففي حواركم أشرتم أنكم كنتم من الذين طالبوا بإعادة مجموعة من المخطوطات إلى جامع القيروان بعد أن كانت قد نقلت إلى القصر الجمهوري على حد قولكم.

أطرح هذه الأسئلة لأني عندما أحضرت صورا لبعض المخطوطات من برلين فوجئت بالبروفسور المشرف يسأل بوقاحة عن من يريدها ومن أجل أي بحث كأنه ورثها كابرا عن كابر!!!!!
 
مسألة اعادة المخطوطات الى أصحابها

مسألة اعادة المخطوطات الى أصحابها

بخصوص أصل المخطوطات التي في حوزة المكتبات فتجد تأريخ انشاء هذه المجموعة الهائلة , كما تقول , على صفحات المكتبات نفسها على الشبكة . أما ما (غنمته) الدول المسعمرة فيجب ألا تنسى أن ألمانية لم تكن دولة مستعمرة الا لفترة وجيزة في ناميبيا وتانزانيا .... هذا من جانب . تم جمع كثير من المخطوطات من طريق الشراء على يد المستشرق ريتر Ritter الذي قام أكثر من 30 سنة في تركيا . وهناك أيضا اهداءات للمكتبات واقتناءات أخرى منذ قرون .
من أصحاب هذه المخطوطات ؟ هذا تراث للبشرية جميعا , فليس هناك صاحب بعينه لهذه المخطوطات . لا أحد يفكر في أن ترجع المكتبة السليمانية المخطوطات التي جمعها السلاطين في الدولة العثمانية ونقلواها رأسا الي القسطنطينة من جميع أنحاء العالم العربي .
لقد أتيحت الفرصة لي لكي أتجول في كثير من المكتبات في العالم العربي : دار الكتب المصرية ومكتبة الأزهر كانتا في بداية هذا الطريق الطويل ورأيت كيف يتعامل الموظف بالمخطوطات وكيف رمى به (!نعم أنا لا أبالغ !) من مائدته قاعدا على كرسيه الى عدد لا يحصى من المخطوطات الأخرى التي أعادها ضيوف المكتبة بعد قرائتهم فيها !
كما رأيت موظفا صغير السن في الأزهر أكل (الطعمية والفول) داخل المكتبة والى جانبه مخطوطات .
لقد دخلت رواق المغاربة في الأزهر فيه مخطوطات لم تكن مهرسة لا في وقتها عام 1980 ولا اليوم . عندما فتحت الدلاب فيه المخطوطات نزلت الحشرات من الرفوف هاربا ....
دخلت مكتبات مغربية ودخلت الخزانة حيث عمل مدير المكتبة ورأيت على رفوف مخطوطات وطرفها كأنه قطن! عند فتح الكتاب تمزقت الأوراق على شكل القطن الأبيض .
اعادة هذا التراث الى (أصحابها) ؟ الى من يتعامل معه كأنه ليس بتراث ؟ ولي أمثلة أخرى ....
هل دخلت المكتبة البريطانية مثلا ؟ قبل دخولك قاعة المخطوطات الشرقية ترى انذارا بسيطا على المدخل :
pencil only قلم رصاص فقط . ورأيت عكس ذلك تماما , العالم المحترم يقرأ في المخطوط ويتابع السطور التي يقرأ فيها بـ(ـستيلو) بيده !
أنا أعرف الاستاذ المشرف في مكتبة برلين شخصيا , من المستحيل أن سألك بوقاحة كما تقول . غير أنه من حقه بل الواجب عليه أن يسألك عن رغبتك وأهدافك العلمية في المخطوط . نعم ! ورثها كابرا عن كابر وهو يحافظ عليها . تكاد لا تجد مخطوطا هناك غير مجلد على سبيل المثال .
أما ما ذكرت حول القيروان فالمكان الأصلي لتلك المخطوطات خير من الرطوبة التي كثيرا تسيطر على تونس العاصمة . وأغلب المخطوطات محبوسة محبسة على مدينة القيروان ولا يجوز اخراجها كما أخرجوها الى المكتبة الوطنية ( لا الى القصر الجمهوري) بأمر الرئيس السابق , وحيث سرق كثير منها خاصة أوراق وألواح من المصاحف وظهرت بعد أعوام في دور المزاد في أوروبا وفي أمريكا .
هذا حول مسألة اعادة المخطوطات الى أصحابها .
 
* الأورو إسلام *

* الأورو إسلام *

* الأورو إسلام *
مرة أخرى : أنظر الرقم 22 من المشاركات .

اليكم بالوثيقة التي صدرت عن المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا
حول المفهوم الذاتي وحول الاسلام في أوروبا .
ليست هذه الوثيقة من أعمال المستشرقين بل من المسلمين المقيمين في البلاد ومن انضم اليهم من الألمان الذين دخلوا في الاسلام ( ولهم كامل الحرية أن يفعلوا ذلك وفقا للدستور ) .

والجدير بالذكر أنّ النص لم يصدر بالعربية ( ان كنت مخطئا , أعتذر , فأرجو بافادتي بالنص العربي المترجم)

هذا هو الرابط :

http://www.islam.de/?site=sonstiges/events/charta&di=en

وهذا هو المفهوم *لأورواسلام* ......

وهنا أتساءل أنا : ما هو رأي المسلم في هذا ؟

وذلك لمجرد التوضيح .
 
بعد قراءة سريعة

بعد قراءة سريعة

خلال قراءة سريعة وجدت ملاحظتين على هذه المقالة:

الاولى - احدى قواعد الاسلام انه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق .. فاذا قضى القضاء الالماني مثلا بالتوريث على اساس يخالف الشريعة الاسلامية مثلا فعلى المسلمين تلافي هذا الخطا و قسمة الاث بينهم بالطريقة الشرعة ... الاقرار بالقوانين الغربية و التزام طاعتها لا يكون بتقديمها على شرع الله ...اذا اقر القضاء الالماني زواج المسلمة بغير المسلم فهذا لا يعني ان هذا الزواج صحيح .لم يتم توضيح هذه الناحية في المقالة ابدا ..

الثانية - الفقرة الاخيرة في المقالة تقول ان المسلمين محايديين سياسيا لكنها فيما يبدو لي تناقض نفسها عندما تقول أنها ستدعم الاحزاب التي تخدم الاسلام بشكل كبير
 
عبد الله حسن :
ليس هذا نص (مقالة) , بل وثيقة للمجلس المذكور أعلاه
وتعتبر موقفا رسميا له من الأمور السياسية والقانونية في البلاد
بما فيها القضايا التي لمستموها .

لقد ذكرت هذه الوثيقة ( أو ميثاق كما يقولون : Charta ) دليلا على أنّ الاستشراق لا يخلق أرضية جديدة
لدين جديد (كذا!) مسمّى بأورواسلام , بل هذا التيار يأتي من زاوية أخرى تماما .
 
دكتور موراني المحترم
أولا لم تعطوني رداعلميا كما عهدنا منكم بخصوص المخطوطات العربية،بل حاولتم تبرير ذلك بضرب أمثلة من الواقع.ومن دون شك أن الدول الإسلامية اليوم قد أعرضت عن هذا التراث.لكن تبقى حقائق تاريخية أن معظم هذه المخطوطات قد سرقت ونقلت إلى أوروبا.أما قولكم أنه ورثها كابراعن كابر فهذا كذب كما لا يخفى عليكم.بل أن الورثة الحقيقيين اليوم وأصحاب هذه المخطوطات وهم ورثة الأنبياء مطالبون بتقديم توضيحات إذا ما أرادوا الوصول إلى ما خلفه أجدادهم والله المستعان.

الأمر الثاني لا يخفى على الدكتور المحترم أنه ليس هناك للمسلمين جهة واحدة تمثلهم في ألمانيا فما يعرف بالمجلس الأعلى للمسلمين لا يمثل سوى 800.000 مسلم حسب الإحصائيات الرسمية وكذلك ما يعرف بمجلس الفتوى الأوروبي وكل هذه المسميات هي محاولة لفرض الوصاية على المسلمين وواقع الحال يبين أن عددا كبيرا من الجمعيات لا يتبع هذه الشرذمة من المنهزمين.
لكن هناك مسألة يا دكتور أكررها لعلي أوفق هذه المرة لتوضيحها،وهي أن الحكومة الألمانية رغم التنازلات التي يقدمها هؤلاء المخذولون غير راضية عن اقتراحاتهم.سواء كان ذلك على المستوى العقدي أو الفقهي ولم يحدث وأن استشهد أحد الساسة بمقولة للمجلس الأعلى على حد علمي.بل إن مجموعة من الأحزاب ووسائل الإعلام تصنف المجلس تحت لواء التطرف.في حين أن غالبية الإستشارات تتم مع المستشرقين وخبراء الشرق الأوسط وأذكر مثلا عند مقتل فانكوخ قامت قناة ntv الإخبارية باستجواب بروفسور مستشرق من جامعة بون للأسف حاولت أن أجدالإسم ولم أوفق .
 
أمين نور شريف :
تقول : قولكم أنه ورثها كابراعن كابر فهذا كذب كما لا يخفى عليكم

اسمح لي : أنا لا أحاور على هذا الأساس

أما المجلس المذكور أعلاه فسبق لي أن قلت انّ المسلمين في البلاد لا يجمعون على كلمة واحدة

فعندما يظهر مستشرق على شاشة التلوزة ليس معناه أن الحكومة يستشيرهم في جميع الأمور .

هناك جهات أخرى ومعروفة تقوم بهذا العمل , وهذا معروف , وأسست هذه الجهات لهذه الأغراض .
يجب أن نفرق بين هذا المستوى والمستوى الأكاديمي في الكليات الذي أنا بصدده هنا فحسب .
 
أنا أعرف هذا الموقع منذ ثلاثة أعوام تقريبا . كانت فيه تغييرات تقنية كما أظن
واتصلت بصاحب الموقع وكان بيننا مراسلات .

لقد أخرجت من هذه الصفحات مقالات حول المفهوم الاستشراق وقرأتها وناقشتها مع طلابي تقريبا قبل عامين .
في هذا الموقع ترى الخلاف بين منطلقات البحث العلمي التي أشرت اليها في بداية هذا اللقاء .
 
نشكركم على إجراء هذ اللقاء الهادف ونأمل منكم استضافة شخصيات أخرى لمحاورتها
 
بعد شكرنا الدكتور موراني على تفضله بإجابة الأسئلة ، يسرنا أن نسأل الدكتور موراني عن الجديد لديه في مذهب المالكية، فقد سمعنا أن له مشاريع جديدة مع حميد لحمر، فهلا سرّب لنا بعض الأخبار ( ابتسامة)
كما نأمل منه أي يفيدنا عن مكان وجود أي نسخة لكتاب الطراز للقاضي سند بن عنان الأزدي الذي هو موضوع أطروحة الدكتوراة وبإشراف صديق قديم لكم علما بأني على علم بنسخة الخزانة العامة بالرباط ونسخة المكتبة المحمودية بالمدينة وبما أن الدكتور من المهتمين بالمدونة، والطراز شرح لها فإننأمل أن نتواصل معه ونستفيد منه حول هذا الموضوع ولو عن طريق المكاتبة الخاصة . وشكرا مرة أخرى
 
مصطفى المازني , أشكر لك على أهتمامك الذي عبّرت عنه في هذا السطور .
فيما يتعلق بـ(ـالمشاريع الجديدة) , كما تقول , فقد سبق لي أن ذكرت المكتبة الرقمية لاحياء التراث
للمذهب المالكي في الفقرات الأخيرة في الحوار .
يتركز هذا المشروع على دراسة المخطوطات للكتب التي ألّفت بين انتشار الموطأ لمالك بن أنس برواياته وتكوين المدونة والمختلطة لسحنون بن سعيد أي ما يقرب 60 الى 70 عاما من الحركة الفكرية الفقهية في افريقيا , وذلك نظرا الى أنّ أغلب هذه الكتب لم تزل موجودة في مكتبة القيروان .
ويضاف الى هذه أمهات المذهب مختصر المدونة والمختلطة لابن أبي زيد القيرواني الذي لم ينشر منه الا الجامع .
هذا المشروع الكبير يحتاج الى كل من الطاقة البشرية والى الجهات التي تتبنى هذا العمل من الناحية المالية للدراسة وللاخراج وللنشر معا . لقد تم ادخال عدد كبير من هذه المؤلفات وترتيبه في الحاسوب من طريق المصورات الرقمية التي أجريتها في المكتبة .
وفي نهاية المطاف قد يكون من المستحسن اخراج المدونة والمختلطة لسحنون اعتمادا على هذه أمهات المذهب والى المخطوطات التي نسخت قبل نهاية القرن الخامس الهجري في كل من القيروان والمغرب والأندلس .

أما كتاب الطراز فلا علم لي بوجوده في مكتبات أخرى .
 
أشكر القائمين على هذا الموقع الموفق ما شاء الله تبارك الله. لقاء ممتع من أحسن اللقاءات التي اطلعت عليها على الانترنت . فقد خرجت بشيء جديد . معظم دراسات الاستشراق التي اطلعت عليها تؤكد الجانب السلبي للاستشراق مع عدم إنكارها ، ولكن هناك جوانب إيجابية ينبغي لنا أن نستفيد منها كما في هذا اللقاء. والدكتور موراني فيما يبدو لي من المستشرقين المنصفين ، ولم يظهر منه ما يدل على سوء نية نحو الإسلام أو كتبه.
لي تعليق حول كلام الأستاذ أمين نور شريف حول قضية إعادة المخطوطات العربية التي في المكتبات الغربية أقول : كلامك من حيث المبدأ صحيح لو ثبت أن تلك المخطوطات قد سرقت فعلاً ، ولكن مع تسليمي أن هناك من المخطوطات جزء قد أخذ عنوة في الحروب المختلفة ولكن هناك عدد كبير من المسلمين باع هذه المخطوطات على غربيين . وقصة الحلواني في المدينة المنورة الذي باع الكثير من المخطوطات للمستشرقين وغيرهم قصة معروفة. بل إنه قد باع كثيراً من مخطوطات المكتبة المحمودية في المدينة ! وما كان بيعاً بهذه الصورة فالذنب ذنب البائع لا ذنب المشتري. هذه واحدة .
والثانية أن دور المخطوطات العربية تعيش حالة من الضعف وسوء التنظيم وسوء القيام على حفظ هذه المخطوطات كما ذكر موراني عن الذي يأكل الفول والطعمية بجانب المخطوطات ليس غريباً بل هو مألوف معروف. وأمثلة ذلك كثيرة . فالمشكلة يا أخ أمين مشكلة حضارية دولية وليست فردية. والمفترض أن تقوم الدول العربية والإسلامية بتبني حفظ هذا التراث وإحيائه وإعادة ما يمكن إعادته من أصول المخطوطات بالشراء إن أمكن . وقد بذلت كثير من دور المخطوطات شيئاً من الجهد في ذلك مثل مركز الماجد في الإمارات وغيره.
أؤيد فكرة طباعة هذا اللقاء بعد اكتماله تماماً كما ذكر الإخوة المشرفون وسيكون هذا سبقاً علمياً لموقع شبكة التفسير .
 
مصير المخطوطات العربية

مصير المخطوطات العربية

أشكر لفهد بن عبدالرحمن الناصر المحترم على ما تفضل بتوضيحه حول مصير المخطوطات الاسلامية في العالم العربي . لقد دفعني حديثه المفيد الى أن ألقي ضوء على جانب آخر في هذه القضية التي يتناوله البعض بحماسة أكثر منه موضوعيا .
عندما أكتب هذه السطور وبين يديّ مخطوط عتيق من المكتبة الوطنية في باريس ( الرقم : 6151 arabe ) ,
يأتي على وجه الكتاب :
كتاب العتق الأول من المسائل المستخرجة من الأسمعة مما ليس في المدونة استخراج محمد بن أحمد العتبي رواية محمد بن عبد العزيز عنه مما عني بتبويبه وترسيمه عبد الله بن أبي زيد الفقيه .
يأتي بعد ذلك بخط مغاير ذكر تحبيس الكتاب انّ هذا الدفتر من الكتب المحبسة على طلبة العلم بمدينة القيروان ....
يأتي بعد ذلك مباشرة في سطر جديد وبخط آخر :
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على جميع المرسلين
هذا الكتاب النادر الوجود وهو كتاب العتق من المسائل المستخرجة من الأسمعة مما ليس في المدونة ومستخرجه محمد العتبي ومؤلفه عبد الله بن أبي زيد القيرواني ,
قد أهداه عائلة السيد بيقوني لخزانة الدولة يوم 11 ماي عام 1904 .
كاتبه الحفناوي بن الشيخ .
انتهى .

لقد بحثت بالقيروان عن اسم هذه العائلة ( بيقوني ــ بثلاث نقط على ق ـــ) بلا جدوى , فيبدو لي كأنّ الاسم ليس قيروانيا غير أنّ اسم الكاتب قيرواني أصيل .
أما ذكر خزانة الدولة فهي المكتبة الوطنية في باريس اليوم .

هذا , وفي آخر الكتاب الذي كتب بخط قيرواني عتيق على الرقّ ملحق على ورق وهو رسالة بخط يد المستشرق الفرنسي Fagnan وجهها الي المكتبة الوطنية بتاريخ شهر يونيو 1904 من الجزائر العاصمة , وهو يشرح فيها أهمية هذا الكتاب.

خلاصة القول أنه استلم هذا المخطوط بالقيروان من العائلة المذكورة اهداء للمكتبة .

مما لا شك فيه على الاطلاق أن هذا المخطوط كغيره من المخطوطات لهذا الكتاب كان محفوظا ( أو بعبارة أصح وأدق : غير محفوظ ! ) أصلا في مجموعة المخطوطات النفيسة المودعة في مقصورة الجامع الكبير بالقيروان ( جامع عقبة بن نافع) .
وهناك يتساءل المرء بالحق : كيف صار هذا المخطوط الى حوزة العائلة المذكورة ومتى اخرج من المقصورة ؟

وبهذه المناسبة لا يسعني الا أن أنتهز الفرصة لكي أشير الى المحاضرة التي ألقاها العالم الفاضل السيد محمد بك بيرم في الجمعية الجغرافية المصرية في شهر مارس عام 1897 ( أي سبعة أعوام قبل هذا *الاهداء *) والتي نشرت في مجلة المقتطف , ج 4 و سنة 21 ( شوال 1314 ) تحت العنوان : مدينة القيروان
( ص 241 وما بعدها ) .
جاء في هذه المحاضرة :

وفي هذه المقصورة أيضا خزانتان كبيرتان مملوءتان برزم من الورق مربوطة بالحبال والأمراس مختلطة بعضها ببعض اختلاط الحابل بالنابل يعلوها الغبار والتراب ونسخ العنكبوت وهي كل ما بقي من مكتبة القيروان التي اعتنى سلاطينها بجمعها . واذا نظر اليها الناظر لم يخطر على باله ما فيها من الكنوز الثمينة ....وقد عبثت بها الأيام فجمعت في هذه الرزم بلا ترتيب ولا نظام , الكبير مع الصغير والصغير مع الكبير صفحة من هذا المصحف وصفحة من ذاك مع صفحات من كتب أخرى في مواضيع مختلفة , وهلّم جرّا . رأيت هذه الرزم وفككتها وقلّبتها وقد انصدع فؤادي لما حلّ بها . ثم فارقتها متحسرا عليها متأسفا على بقائها في مكان تضيع فيه ويجهل قدرها .

نعم , في بداية أبحاثي عام 1982 بالقيروان وجدت هذه المخطوطات على حالها تقريبا كما وصفها محمد بك بيرم عام 1897 اذ لم يطرأ على حالها تغيير يذكر . جمع بعضها في ظروف ودوسيهات ورقية في غير ترتيب ما .

مجرّد مودتي تجاه هذا التراث دفعتني منذ مدة , حيث رأيت اليأس الكبير الذي أحاط بالمخطوطات في المكتبات المختلفة , الى القول انّ Napoleon قد ارتكب خطأ فاحشا عندما نقل كثيرا من الآثار المصرية القديمة الى فرنسا وأهمل تلك المخطوطات ! ولو نقلها أو كثيرا منها الى باريس لكانت كل ورقة منها في تداول الجميع ولم تضع أو *لم يختف * منها شيء كما حدث ذلك أخيرا عندما انتقلت دار الكتب المصرية من مكانها القديم في رملة بلاق الى مكانه الحديث.....والله المستعان !
 
اضافة سريعة الى ما جاء ذكره أعلاه :
من المخطوطات المصورة في مكتبتي الخاصة مثلا :
كتاب الفتن لنعيم بن حماد . مخطوط في المكتبة البريطانية , الرقم 9449
في بداية الكتاب التسجيل التالي :
Bought of M. Nahman
1924, 14 June
أي بشراء فلان .... تأريخ

وكذلك المخطوط بالرقم 9810 وهو السماع لابن القاسم العتقي برواية سحنون ( أصلا في مكتبة القيروان وفقا لما جاء فيه من التحبيس ! )
Bought of J.L. Wilson
1927; July 9

وغيرهما . وهذا التسجيل متواصل في المكتبة : أنظر الفهارس الداخلية المكتوبة بخط أيدي الموظفين تسجيلا الاقتناءات الجديدة للمكتبة .
المخطوطات الكثيرة التي قرأت فيها في هذه المكتبة كلها مجلدة تجليدا حديثا بعناية المكتبة .

وهذا تعليق آخر الى مسألة * اعادة المخطوطات العربية الى أصحابها * .
 
دكتور موراني : تحية خاصة .
بالنسبة للعتبية ، هل لها نص مخطوط مستقل متكامل ، غير ما نقله ابن رشد في البيان والتحصيل ؟
وهل يوجد للبيان والتحصيل مختصر ؟ أشكركم مرة أخرى .
 
حضرة الدكتور موراني: إثبات وصول مجموعة من المخطوطات عن طريق الشراء أو الإهداء للمكتبات الغربية، لا يعني أن كل ما في تلك الخزائن وصل إليها بنفس الطريقة، فالحديث عن الآف المخطوطات وليس عن عشرة أو عشرين.
والإهمال الموجود في بعض الدور العربية الخاصة بحفظ تلك المخطوطات - إضافة على أنه أمر قديم والحال اليوم في معظمها غيره بالأمس - فإنه ليس مبررا إطلاقا لبقاء تلك المخطوطات العلمية هناك في الغرب، أو مبررا لأخذها من أول مرة أصلا.
فأجدادنا لم يمنعوا طلبة العلم من الوافدين من أوروبا لدراسة العلم من طلبه لأنهم كانوا في ظلام آنذاك، ولا حجبوا عنهم مصادره لأنهم لم يكونوا يحسنون فهمها أو حتى حسن المحافظة عليها.
فكان اللآئق بالغربيين أن يرشدوا أصحاب هذا الموروث لكيفية حفظه والإهتمام به، بدل أن يأخذوه غنيمة إلى بلادهم، ثم يتعللوا بما تدلي به من حجج .
الحديث عن رجوع تلك المسروقات د: موراني ليس حديث حماسة، وإن وصفته أنت بذلك، نحن نراه بحق حديثا عن رجوع حقوق لأصحابها، ولن يتحول بكلامك إلى حديث حماسة.
وأنا أرى حال هذا التراث الذي يقبع هناك مثل حال الأسير الذي وقع تحت ذل الأسر ينتظر بكل شوق لحظة الرجوع إلى داره وأهله، ليستنشق رحيق الشرق العطر، وينعم بمجاورة من هم أهله وذووه، وإن كان يوما منهم تقصير في حقه، وإهمال له، بسبب جهل أو شغل صدر ممن لا خلاق لهم من ولاة أمر المسلمين، فإن علماءنا وأهل الفضل منا لم ينسوا أهمية هذا التراث، ولكن لم يكن لهم في الأمر حيلة، فقد بيعت الأمة وتراثها وأرضها بثمن بخس، وستأتي لحظة العودة أوالإعادة إلى الأصل قريبا، وإنا لمنتظرون، فلا تشك في هذا دكتور.
وأنا أعلم جيدا أن هذا الحديث لا يعجبك د: موراني لأنك قد ألفت تلك المخطوطات وأحببتها، وأن مجرد شعورك بفقدها يؤلمك، ولكن تذكر أن هناك أناسا هم أشد منك ألما لفقدانهم لتلك الكنوز، قد قضى منهم من قضى، ومنهم بقية تزيد ولا تنقص حملت تلك الآلآم ( والحماسة )تسعى لإعادة تلك الموروثات لأهلها، وأنت لو سألت ما بين يديك من تلك المخطوطات - وكان لها لسان يجيب - لأجابتك بكل ذرة منها، مكاني هناك حيث نشأ وترعع من كتبني ومن خطني، ومن سهر على وضع عقله وفكره وشعوره فيّ، وأحفادهم هم أعرف الناس بي - وإن أهملوني زمنا - وأحبهم إلىّ، وإن قصروا في حقي.
لاتزعل دكتور مني، فهذه الحقيقة كما أراها، سمها عاطفة حماسة أو ما شئت، ولكنها تبقى هي الحقيقة عندي وعند كل مسلم، وسيرثها عنا كل من يأتي بعد من أبنائنا، إلى أن يأتي المخلص.
ملاحظة الباجي = الفهم الصحيح.
 
@ المازني : أشكر لك على هذا السؤال الهام .
هناك السجل القديم للمكتبة العتيقة نشره ابراهيم شبوح في مجلة معهد المخطوطات العربية ,
ج 2 , عام 1956 , ص 339 وما بعدها .
جاء هناك الذكر لعشرة دفاتير للمستخرجة .....
وما بين يدينا اليوم ليس الا أوراق متفرقة متبقية من هذا الجزء وذاك أشرت اليها في دراسات في مصادلا الفقه المالكي .... فأين الباقي ؟ في *غنيمة* الاستعمار ؟ اقرأ ما جاء في المحاضرة لمحمد بك بيرم مرة أخرى ......
لم يكن هناك نسخة متكاملة مستقلة للكتاب اذ جمعه القدماء في أجزاء وحسب المواد الفقهية كما جمعوا أيضا المدونة في رزم . رزمة فيها كتب الصلاة , رزمة فيها كتب البيوع... الخ .
هناك جزء كامل للكتاب الحج من المستخرجة ( والجزء الكامل في العتق المشار اليه أعلاه )
لقد سبق لي أن قارنت نص كتاب الحج من المستخرجة بما جاء في كتاب الحج في البيان والتحصيل فاذا النص هو هو! ما عدا ترتيب الفقرات في الكتابين .
من هنا يمكن أن ننطلق افتراضيا من أنّ ما ذكره أبو الوليد بن رشد في البيان هو النص الأصلي في المستخرجة , ربما لم يذكر كل ما جاء في العتبية , الا أنّ مقابلتي للنصين من كتاب الحج تؤكد ذلك .
ليس عندي علم بمختصر للبيان والتحصيل .
 
@ الباجي المحترم ,
لا أصف حديثك الا أنه حديث الحماسة والعواطف عندما تتمنى , بل ربما تطلب , اعادة التراث الى أصحابه .

حسن ! هل تطلب اعادة المخطوطات من السليمانية الى * أصحابها* ؟
هل تطلب اعادة المخطوطات التي اشتراها الخواص والتي دخلت في مجموعات الخواص مثل ناصر د . خليلي ؟
ألق نظرة الى بيت القرآن في البحرين , هل كل ما هناك ملكية أصلية للبحرين ؟

وبعد , تذكر أصحاب التراث , من هم ؟

الأمة الاسلامية أم من ؟ الى أين تعاد المخطوطات مثلا من مكتبة برلين ؟
أنت تقول : الى أهلها ! من هو هذا الأهل ؟
ألا ترى أن هذا الطلب خال من كل جدية وواقعية ؟

هل يعقل هذا الطلب باعادة التراث الي حيث لا عناية به كما هو مسلّم به , الى حيث يضيع ويجهل أمره , كما هو الواقع بصورة عامة الى يومنا هذا , اللهم الاّ في القليل النادر جدا .... ؟
هناك أمثلة كثيرة تؤيد الآراء في عدم اعادة هذا التراث .

أرجوك ألا تكون متفائلا في تحقيق هذه الأغراض , بل عندما ستدخل مكتبة مثل مكتبة برلين والمكتبة البريطانية أو غيرهما ترى مستوى العناية بهذا التراث وربما تكون ممن يشكر ويثني على هذه الخدمة التي بذلها أجيال من المتخصصين للحفاظ عليه .
 
بارك الله في الباجي وأصلح باله وقد أثلجت كلماتك صدري ويعلم الله كم يتحسر القلب على هذا التراث المغتصب.وإن القارئ للردود التي أوردها الدكتور موراني يستشف أن الغرب والمستشرقين قد أنقذوا هذا التراث من الضياع ويقول الدكتور المحترم
مجرّد مودتي تجاه هذا التراث دفعتني منذ مدة , حيث رأيت اليأس الكبير الذي أحاط بالمخطوطات في المكتبات المختلفة , الى القول انّ Napoleon قد ارتكب خطأ فاحشا عندما نقل كثيرا من الآثار المصرية القديمة الى فرنسا وأهمل تلك المخطوطات ! ولو نقلها أو كثيرا منها الى باريس لكانت كل ورقة منها في تداول الجميع ولم تضع أو *لم يختف * منها شيء كما حدث ذلك أخيرا عندما انتقلت دار الكتب المصرية من مكانها القديم في رملة بلاق الى مكانه الحديث.....والله المستعان

الله أكبر فتح الله ونصر!
أولا يا دكتور لم ينقل نابليون المجرم بل سرق وغصب !!!ولكن الغرب اجتهد في تزييف الحقائق و تغيير المصطلحات بحيث سمي الإحتلال استعمارا و حماية وغيرهامن المسميات.أما الآثار فلا حاجة لنا بها أما المخطوطات فستنقل إلى أصحابها كما نقلت إلى الغرب بإذن الله
المخطوطات يا دكتور هي صورة من صور الإحتلال والوصاية التي ما زلتم تفرضونها على العالم الإسلامي منذ زمن.حارب المستعمر الجامعات الإسلامية لأنه عرف دورها في المجتمع مثل الأزهر والقرويين وغيرها .وحارب العلماء وطلبة العلم وقتلهم! وسعى إلى تمييع المفاهيم وطمس الهوية الإسلامية.الموظف الذي يأكل الطعمية كما تقول والمخطوطات التي أكلها التراب هي نتاج سياستكم الإمبريالية لاغير
وبعد هذا كله يقول الدكتور المحترم أن هذه المخطوطات قد تم شراؤها أوإنقاذها.
صدقني يا دكتور أن الأمة الإسلامية أعلم بمصلحتها وهي قادرة على معالجة مشاكلها بشرط أن لا يتدخل الغرب في قضاياها.وهي قادرة على الحفاظ على تراثها ومن تم الحفاظ على تلك المخطوطات وأهم من هذا كله العمل بمافي تلك المخطوطات ولكن هل يرضى الغرب بذلك؟

وهناك تعليق آخر حول قضية عدم اجتماع كلمة المسلمين في ألمانيا فأقول أن
كلمة التوحيد قبل توحيد الكلمة

هذه قاعدة مهمة لا بد من تحقيقها أما الإجتماع على شعارات كاذبة وحقائق مزيفة ومميعة فأولى تركه والله أعلم
 
أنا لا أسوق حوارا مع أحد أساسه الغضب المستعر والاتهام
ودمت بخير وعافية
 
د: موراني.
عندي جواب لكل ما ذكرتَ - بإذن الله - ولكن دعنا من ذلك، فهو حديث جرت إليه المناسبة، المهم فيه أن يعلم أن ما هناك ملك للمسلمين، وأعلم يقينا كما قلت لك سابقا أنك تحب هذا التراث ولا يمكن أن تتخيل مفارقته، وحق لك ذلك، فكل من عرفه أسره.
وحدثنا - مشكورا - عن مشروع المكتبة الرقمية للتراث المالكي، إلى أين وصلتم، وما هي أهم أسماء عناوين الكتب التي تشتغلون عليها، وهل يدخل ضمنها ما طبع من تحقيقك من كتب، مثل تفسير ابن وهب، وكتاب المحاربة و... أم هذه غير المشروع؟
 
لقد جرى الحديث حول المكتبة الرقمية للتراث المالكي بالتفصيل في هذا اللقاء .
عليك أن تفهم أن جميع المحاولات لاعادة التراث فشلت الا اذا ثبتت ملكية التراث ــ مهما كان ـــ
وفقا للقانون الدولي العام . هناك اتفاقيات سياسية وثقافية وغيرها بين الدول ثنائية كانت أو على مستوى المنظمات الدولية ,وليس فيها *ملك المسلمين* . هذا , ولم أكن أتوقع أن أجد اجابة منك على الاسئلة التي طرحتها .
 
د: موراني، مساء الخير.

ليس هناك حديث مفصل عما سألتُ عنه حول المكتبة الرقمية – وإنما هناك أشياء تحتاج إلى تعليق فيها تعميمات واطلاقات لا تنبغي - كل ما هناك ذكر المدونة والمختلطة ومختصر ابن أبي زيد، هل هناك غير هذه؟ أريد بعض العناوين الأخرى التي تشتغل عليها غير ما ذكر، وغير ما حققته من الواضحة، وهل ما خرج من تحقيقات يتبع هذه المكتبة الرقمية؟

كثيرا ما تشير في كلامك إلى المدونة والمختلطة بطريقة يفهم منها أنهما مختلفان، فهل ذكرت لنا - سراعا – حقيقة هذين الاسمين، وعلى ما يدلان؟

إجابة ما تقدم أهم عندي من إجابة ما يأتي، فلا تنسى، ثم إني لا أريد أن أخرج بالنقاش عن مساره، والأمر كما قلت لك: إنما هو تعليق جرت إليه كلمات.

وقد فهمتُ – والحمد لله – أن هناك محاولات لإرجاع أملاكنا إلينا، ولعله يكون قريبا – إن شاء الله -.

والأصل ملكية هذا التراث لنا، ومن حازه الآن هو الذي عليه أن يثبت حيازته بطريق شرعي، فمن كان يتكلم أو يكتب بالعربية في ألمانيا وفرنسا وهولندا ...، بل من كان يعرف تلك العلوم الطبية والهندسية... فضلا عن الإلهية والشرعية في ذلك الوقت الذي كتبت فيه، لقد كانت أوروبا في ظلام دامس آنذاك.

والقوانين وضعت لحماية مصالح من وضعها، وهذا أمر بدهي.

والمعاهدات تلزم الحكومات التي وقعتها فقط، ولا تلزم الحكومات في كل زمان.

أما حديثي فسمه حماسة أو عاطفة كما قلتُ لك سابقا، وأنا أسميه حقيقة ومطلبا شرعيا سيتحقق يوما ما، أراه أمام عيني كما أرى كلماتك الآن، بل وكما أرى من خلالها الخوف من تحقق ذلك.

و ما في السليمانية يعد في دولة شعبها مسلم، وتمت ملكيته بطريق شرعي من قبل السلطان المسلم.

و كذا ما ملكه الأفراد بطريق شرعي فهو ملك لهم.

وما عندكم ملك لكل المسلمين، وإذا ثبت بطريق شرعي أن ملكيته تعود لأناس خاصين فهو حقهم يرجع لهم، والباقي يعود إلى المكتبات التي سلب منها، وهذا معروف تجده في التحبيسات والتملكات، كما وجدت الاهداءات والتملكات على بعض ما اقتناه الغربيون من تراثنا.

وعموما هذه مشكلتنا نحلها نحن المسلمون، المهم سلموا لنا أملاكنا فمن استلمها من حكام المسلمين فنحن به راضون.

ومطلبي هذا واقعي وجدي، ولن يضيع التراث بين أيدينا، وخاصة الآن، ولم يجهل المسلمون يوما قيمة تراثهم وعلم أجدادهم، وإنما هي تهمة تريدون أن تلبسوها لنا لتبرير استحواذكم على ما ليس لكم.

وهذه الآراء التي تؤيد بقاء هذا التراث هناك، هي من قبيل: إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق.

وأنا على يقين – ولست متفائلا فقط - من عودة وإعادة هذا التراث – قريبا – إلى حيث مكانه الطبيعي وإلى حيث ينتسب.

ولو شكرتُ القائمين على المحافظة على هذا التراث – لمصلحتهم الخاصة – فلن أعذرهم في سلبه من مكانه، والذهاب به إلى هناك.
 
الباجي ... مساء النور ,
أولا : لي تعليق سريع وملخص على ما قلت حول ملكية التراث وحول اعادته .

يتبين لي من خلال حديثك العاطفي أنك , مع علمك الواسع في الدراسات الاسلامية ,
أنك لا تفهم شيئا عما هو المسلم به في القوانين الدولية العامة .
هذا من جانب .
من جانب آخر : من يتطلب باعادة التراث والى من ؟
فتقول :
ما في السليمانية يعد في دولة شعبها مسلم، وتمت ملكيته بطريق شرعي من قبل السلطان المسلم.

أنظر في كتب التأريخ بتعمق فسترى أنّ الدولة العثمانية نقلت من البلدان العربية الأخرى التي سيطرت عليها عبر القرون
هذا التراث الى عاصمتها ....بغير حق , بل بحق المسطير فحسب .

وفي ختام هذا النقاش غير المثمر أرجوك أن تتساءل منطلقا من الافتراض التالي :
في حوزتي مخطوطات وأنا على استعداد لاعادتها : الى من أرسل بهذه المخطوطات ؟

انني أخشى أن الحوار حول هذا الموضوع لن يسفر عن شيء يذكر .

أما رأيك :
ولم يجهل المسلمون يوما قيمة تراثهم وعلم أجدادهم

وفي هذا الكلام نظر فلا أود أن أضيف ملاحظات أخرى تنبثق مما شاهدت أثناء زياراتي الكثيرة في شتى مكتبات .....

أما المشروع المذكور فسأعطيك معلومات أخرى حوله حسب أسئلتك .
 
الإخوة الكرام في هذا الملتقى: السلام عليكم ورحمة الله : ما هو النهج المقترح لإعادة المخطــوطات العربية الموجودة في خزائن العالم ؟
ماذا لو تشكلت لجنة من هذه الملتقى وتبنت الموضوع، ثم طرح على محامين في القانون الدولي ،أو حتى من محامين غربيين منصفين، بشرط أن يلقى الموضوع دعما من الدول أو الجهات المسئولة ،؟ ون أما مجرد الكلام فهو وإن كان يريح البال لكنه لا يحقق الآمال ، والدكتور موراني أول من سيرجع ما عنده؛ لأنه وعد بذلك إذا وجد من يستلم منه ( ابتسامة )، ولا أحسب أن هناك طريقة أخرى متاحة الآن غير هذه ، آمل المشاركة وفتح النقاش في الموضوع .وشكرا .
 
تعليقاً على موضوع إعادة المخطوطات :
أولاً : أشكركم جميعاً على ما تفضلتم به ، وأخص الإخوة أمين نور شريف ، وفهد الناصر، والمازني ، والباجي ففي كلامهم عاطفة صادقة ، وأدب ووقار في الحوار.
ثانياً : أشكر الدكتور موراني على أجوبته ، ومتابعته.
ثالثاً : أن هذا الموضوع موضوع أكبر من أن يناقش في مثل هذا الحوار ، لتعدد أبعاده من جهة ، وطول الوقت الذي تشكلت فيه هذه القضية. وأنا شخصياً مع اتفاقي مع المطالبين بإعادة المخطوطات للمكتبات الإسلامية في البلاد الإسلامية باعتبار أن هذا التراث يخص الأمة بمجموعها ، إلا أنني أتفق مع الدكتور موراني من جهة أن البلاد الإسلامية والأفراد المسلمين قد فرطوا - وما زالوا - في هذا التراث تفريطاً ظاهراً على مدى قرون. وأسباب هذا التفريط كثيرة ، ولكن النتيجة واحدة في نهاية المطاف.
أرجو أن يكون هذا بداية جادة لاستعادة ما يمكن استعادته بثمنه إن كان أخذ بالثمن ، والنظر في الطرق القانونية المناسبة لاسترجاعه إن كان هناك قوانين مسنونة لمثل هذا. ويبقى هذا الجرح كغيره من جراح الأمة الإسلامية الكثيرة في حاجة إلى علاج ما بقي على الأرض مسلمون يريدون استرجاع هويتهم وتراثهم ، وإن كان الواقع المنظور لا يبعث على الأمل كثيراً والله المستعان ، ولكننا متفائلون على الرغم من كل ذلك.
والحقيقة أن ما أشار إليه الدكتور موراني من عناية الغرب بالمخطوطات الإسلامية فيه جانب كبير من الصواب ، وهذا هو الواقع بغض النظر عن الأهداف من أخذ هذه المخطوطات. لكن لا بد من قول كلمة الحق هنا ، وقارن بين أي دار من دور المخطوطات في العالم العربي وتلك المكتبات في برلين ولندن وأسبانيا ودبلن وغيرها. ولن أطيل ...
أرجو أن نترك النقاش في هذا الموضوع الآن فلعله يكون له مجال آخر ، ويتكرم الدكتور موراني بالإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالموضوع بحسب ما يراه ثم نغلق الحوار على أمل اللقاء في حوار علمي قادم بإذن الله على صفحات هذا الملتقى العلمي. وقد كان حواراً طريفاً وممتعاً ولله الحمد.
 
لو كنت من مازن لم تستبح إبلي....
أخي الفاضل المازني - نفع الله بك - لا نريد أن نكثر على الدكتور في هذا، فهو - أبدا - لا يحب هذا الكلام، وصدق إذ وصف النقاش في هذا الأمر بغير المثمر، والقوم اليوم في شغل عنا وعن المخطوطات، وادع الله أن لا يسلموا بقية ما في أيديهم إلى الغرب، فالأمر اليوم شديد، والكرب عظيم، واسم الإسلام فقط - مجردا - أصبح يثير أكثر من استفهام، فما بالك لو ذهبت تطالب بما نتحدث عنه، فما أظنك إلا وقد رميت بأعظم من تهمة الإر..، وأصدق من كل أقوالنا كلمة عمر الفاروق - رضي الله عنه - لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له.
وسيأتي المخلص لأسرانا قريبا - إن شاء الله -.
د: موراني جهلي بالمسلم به في القانون الدولي - مع أني لا أجهل ذلك - يسميه علماؤنا: جهل لا يضر، لأني ...
عموما دكتور كما أخبرتك سابقا أنا أكبر فيك حبك لهذا التراث، وأقدر أنك لا تصبر على مفارقته، وأعلم أنه أصبح جزءا من نفسك، وراحتك وسعادتك في وجودك بينه، ولكن الحق أكبر من ذلك كله... وفي بني عمي من أهل الإسلام من هو أشد بكثير منك في هذا، مع رابطة الدين والدم الذي تربطه بمن كتبوا ودونوا تلك الأسفار الغوالي.
وأنا لا أحب الحديث في أعمق من هذا بالنسبة لهذا الأمر، لأني مثلك لا أحب الحديث في السياسة، وقد بدأنا ندخل أعماقها، ولسنا على الساحل.
د: موراني سألتني سؤالا أجيبك عنه بكل صراحة أمام الملأ: لم يسبق لي أن طلبت مخطوطا من إحدى المكتبات الغربية، ولو كنت أحسن لغة أجنبية لكان لي طلب كل أسبوع، إن لم يكن كل يوم، ولا أريد أن أرهق غيري.
وما سمعته عن حسن استجابتهم في هذا الأمر كثير، وعن محافظتهم على هذا التراث أكثر...
ولكن هذا لا يمنع من المطالبة بالحق.
من أخذ ابنك أو أباك عنوة مهما أحسن إليه وأكرمه يبقى أسيرا، وتطالب بعودته إليك، وإلا حسبت عاقا أو مضيعا، ولن يرحمك الناس والتاريخ، فكذلك نحن نعتب على من مضى، ونلوم الحاضرين على تقصيرهم، وندعوا أن يأتي - قريبا - المخلص.
د: موراني: كم هي المخطوطات... المحجوبة التي لا يدري عنها طلبة العلم شيئا في الخزائن الأوربية فقط؟ إن كنت على يقين أجب د، وإن لم تكن.. فالسكوت أسلم.
إذا كانت المخطوطات المعروفة من خزائن المغرب قدر الربع - كما سمعته من في العلامة أبو خبزة حفظه الله - فما بالك بما عندكم، أرجو أن تكون فهمت ما أعنيه.: أنا في انتظار اجابتك عن أسئلتي حول التراث المالكي، وربما عندي غيرها.
تحياتي.
 
د: موراني.
يبدو أن أجل الحوار قارب على الانتهاء - وإن كان بيني وبينك لن ينقطع بإذن الله أليس كذلك دكتور؟ - فأستغل الفرصة، وأسأل عن بعض كتابات المستشرقين حول الفقه المالكي وعن مصادره، وعن أعلامه، فلا شك د: موراني أنه بحكم اهتمامك، أنك وقفت على كتابات بعضهم حول ما نتحدث عنه، فهلا ذكرت لنا أسماء بعض تلك الدراسات، وحبذا لو خصصت الباجي ( الحقيقي) بشئ من ذلك، أظن أن المستشرقين الإسبان لهم بعض الدراسات حوله أكثر من غيرهم، فلعلي أراسل بيدرو منتابت، أو اقناثيو نياكي في هذا، ولكن لا غنى لي عن فوائدك.
 
لكي نغلق الحوار حول الموضوع * اعادة المخطوطات الى أصحابها* أودّ أن أضرب مثلا واحدا سيعيه
كل من يهتم باعادتها , بل يشتاق اليه .
بين يدي مصورا على سبيل المثال : كتاب الكمال في تأريخ الرجال للمقدسي ( غير كامل) ,وتذهيب التهذيب للذهبي (كاملا) كلاهما في مكتبة برلين .
السؤال : من أين هذا المخطوط أصلا ؟ من الخزانة الخدوية سابقا , أي من دار الكتب المصرية اليوم ؟
ان كان الأمر كذلك فعلى دار الكتب المصرية كالطرف الطالب أن ترفع دعواه وأن تأتي (من طريق الدولة ) بالدلائل القاطعة أنّ هذه الكتب كانت في حوزتها مؤكّدة بذلك صحة طلبها لاعادة هذه الكتب.....وغيرها ...وهلم جرا!
أما الحديث أن هذا التراث هو تراث المسلمين فليس في محله في هذه القضية قانونيا لمجرد عدم وجود طرف طالب بعينه .
انني شخصيا لا أخشى أنني يجب أن *أفارق* هذه المخطوطات المحفوظة في المكتبات الغربية في يوم ما , اذ ذكرت في بداية الحوار حول هذا الموضوع أنّ هذه المخطوطات تراث للبشرية كلها ولا لجزء منها , وكذلك ننعى به ونحافظ عليه .
أتمنى أن أكون قد بلغت الغاية في توضيح هذا الأمر وأرجو أن يتأمل المشاركون عليه بموضوعية أكثر منه عاطفيا وبعيدا عن تكذيب الطرف الآخر في الحوار .
 
حول المشروع ( مرة أخرى)

حول المشروع ( مرة أخرى)

لقد سمّيت هذا المشروع بــ(احياء أمهات الكتاب المالكية ونشرها . المكتبة الرقمية للتراث المالكي )

الهدف المنشود لهذا المشروع هو احياء الكتب المخطوطة للمذهب المالكي ونشرها في سلسلة من الكتب المحققة تحقيقا علميا ودراستها دراسة تحليلية في الكليات للدراسات الاسلامية في العالم الاسلامي .
يسعى المشروع أولا الى ترتيب هذه المخطوطات حتى نهاية القرن الخامس الهجري كما يسعى الى حفاظ عليها وتسجيلها في مصورات رقمية وتخزينها في الحاسوب الآلي .
في المرحلة الاعدادية تم تصوير عدد كبير من المخطوطات في رصيد المكتبة العتيقة بالقيروان تصويرا رقميا كما تم ادخالها في الحاسوب Macintosh وترتيبها وفقا لأسماء الكتب وتأريخ تأليفها . يشتمل هذا العمل على الأجزاء الكاملة وغير الكاملة من الكتب الفقهية التي قد نسخت في افريقيا والمغرب الاسلامي حتى نهاية القرن الخامس الهجري .
انّ البحث عن هذه النوادر وتصويرها قد تم في اطار التعاون العلمي والمثمر والقائم منذ عدة أعوام بين الجهات المعنية بالقيروان والمشروع (تأريخ المذهب المالكي حسب نوادر المخطوطات بالقيروان والمغرب الاسلامي ـــ جامعة بون ــ تحت اشرافي . ونظرا الى ما تم الاتفاق عليه بين الجانبين والتزاما به طيلة الأعوام السابقة فان جميع الحقوق لنشر هذه المخطوطات المصورة محفوظة لدى المشروع وصاحبه .
غير أن لي جميع الحقوق في التعاون والاستشارة مع جهات أخرى التي تلبّي بتنبّي هذا المشروع .

لم يخرج المشروع الى الآن من مرحلته الأولى وهي التمهيدية : جمع المخطوطات المعنية على الرق في مكتبات القيران وفاس والرباط وتصويرها رقميا بما في ذلك تصوير الحواشي تصويرا خاصا وادخال المصورات في الحاسوب وترتيب الكتب حسب موادها : العبادات والبيوع والنكاح ....الخ .

وفي هذه المرحلة التمهيدية ينوي المشروع القاء سلسلة من المحاضرات حول هذه المخطوطات التي سيلقيها أعضاء المشروع ومحققو المخطوطات , ومن هنا فللمشروع أيضا أبعاده التربوية والثقافية والتعليمية من خلال لقاءات مع الجيل الجديد المهتم باحياء التراث .

وفي المرحلة الثانية سيتم توزيع المصورات على أقراص على أعضاء المشروع من أجل :
النسخ الاعدادي وتحضير المسودات
ادخال النسخ الاعدادية في الحاسوب بما في ذلك الحواشي كحواش بالترقيم .
تحقيق النصوص في الحاسوب : مقارنة النص المحقق بالأصل من طريق اعادة النظر في المصورات على الأقراص
تخريج أهم الشواهد.... الخ .

تم ترتيب المخطوطات التالية في الحاسوب على مصورات رقمية :

(اختصار)

مختصر المدونة والمختلطة لابن أبي زيد القيرواني , 25 جزء كتب أغلبها عام 402 الى 404 هـ بالقيروان

المدونة لسحنون , 12 جزء بعضها من منتصف القرن الرابع الهجري ومن حلقات القابسي بروايات أصحاب سحنون .
سيضاف الى هذه المجموعة المخطوطات في فاس والرباط بحواشيها النادرة .

المختلطة لسحنون , 13 جزء , ويضاف اليها الأجزاء في فاس .


كتب أشهب بن عبد العزيز ( العتق , كتب الحج , الدعوى والبينات , مجالس أشهب ) على بعضها سماع مؤرخ على عام 297 هــ !
جزء من الأمالي لمحمد بن سحنون
تفسير كتاب الحج لابن مزين
كتاب الزكاة من كتب ابن أبي الغمر ( في آخرخ سماع من عام 272 !
كتب عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ( من الحج , الطلاق والبيوع في جزء مبتور وفي جزء كامل )
كتاب في اختلاف المذاهب ربما يضاف الى كتب محمد بن سحنون
كتب عبد الملك بن حبيب القرطبي : الواضحة والسماع , ثم تحقيق جميع الكتب الموجودة من كتب الصلاة والحج من الواضحة .
 
بعض كتابات المستشرقين حول الفقه المالكي

بعض كتابات المستشرقين حول الفقه المالكي

الدراسات حول الفقه المالكي ليست كثيرة .
نشر المستشرق الأمريكي J. E. Brockopp دراسة مفصلة حول ابن عبد الحكم وكتابه المختصر في الفقه وهو المستشرق الوحيد الذي زار المكتبة القيروانية ـ باقتراحي ـ واستفاد فيها من القطع المتبقية من المختصر الكبير والمختصر الصغير . نشر هذه الدراسة بالعنوان :
Early Maliki Law. Ibn 'Abd al-Hakam and his Major Compedmium of Jurisprudence. Leiden/Brill 2000
وفي عام 1999 نشر المستشرق الألماني Christian Mueller دراسة حول القضاء في مدينة قرطبة في القرن الخامس الهجري واعتمد فيها على كتاب الأحكام لابن سهل , وعلى الونشريسي وغيرهما .
الكتاب باللغة الألمانية , صدر أيضا عن بريل في ليدن .
بهذه المناسبة أود أن أشير الى قطعة صغيرة وجدتها بمكتبة القيروان على الكاغذ .
( الكاغذ كلمة صينية تسربت الى العربية حينما أخذ العرب صناعة الورق من الصين . وكان يصنع بالقيروان ويالأندلس من الخرقة والقماش .) بعد بحث طويل استغرق أكثر من نصف عام تبين لي أن هذه الأوراق المتبقية جزء من كتاب أحكام زياد , وهو القاضي أحمد بن محمد بن زياد , قاضي الجماعة بقرطبة .
تحتوي هذه الأوراق على نوازل أندلسية لها شواهد عند ابن سهل والونشريسي . وسبق لي أن نشرت دراسة حول هذه الأوراق استخراجا بعد فقرات منها في مجلة المستشرقين الألمان عام 1998 .
وللمستشرقين الاسبان نشاط كبير في هذا الميدان ولهم مجلة خاصة تنشر دراساتهم فيها , وهي مجلة القنطرة al-Qantara , في الغالب باللغة الاسبانية .
 
أشكر الدكتور موراني على إجابته، وأنتظر المزيد.
 
حقا د: موراني قبل أن أنسى - ولو أننا سندخل حديثا في حديث - ما حقيقة المدعو( كريستوفر لكسمبورغ) وكتابه عن اللغة الآرامية.. وما علاقة كلامه بالقرآن الكريم؟
وقد أخبرني أحد المتتبعين أن جماعة من المستشرقين ردوا عليه، ومن أقواهم ردا باحث أمريكي نسيت اسمه الآن.
 
نعم دكتور: LUXENBERG. CHRISTObHER.
واسم الكتاب ( قراءات في الآرامية والسريانية في القران).
صدر عن: مكتبة دار الكتاب العربي. بألمانيا، للمستعرب: هانس شيلر. وهذا مشهور عندكم.
وما كان من خطأ فصلح من عندك دكتور.
أرجو أن لا يشغلك هذا عن الحديث عن المالكية ومصادر الفقه المالكي: المدونة. المختلطة. الباجي..
ولي بعدُ سؤال أو أكثر ربما.
تحياتي
 
Luxenberg................
هذا اسم مستعار كما سمعت , ولا يكتب باسمه الحقيقي .
أنا شخصيا لا أغمس لساني فيما يكتب......
أكتب اسمه في جوجل في البحث هكذا فتجد نقاش حوله وآراءه مرفوضة تماما في الاستشراق .
كما سمعت هذا الشخص ينشر كتاباته على نفقاته.....
 
شكرا د: موراني. وإنما كان يهمني من جوابك قولك: ( وآراءه مرفوضة تماما في الاستشراق) .
الرجاء الاستمرار في الحديث عن المدونة. المختلطة...
 
مما له صلة بهذا اللقاء .
وصلتني دعوة على الفاكس من مركزالملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية لحضور ندوة علمية بعنوان :
ألمانيا والثقافة العربية
وذلك بالتعاون مع السفارة الألمانية بالمملكة.
وموعد الندوة اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء 20 - 21 /محرم /1426هـ تبدأ الساعة السابعة مساء بقاعة المحاضرات التابعة للمركز. وسيشارك في الندوة عدد من المعنيين بهذا الموضوع من الباحثين من العرب والألمان. وقد وجدت خبراً عن هذه الندوة على موقع المركز تجده هنا .

ولكن لم يذكر في الموقع تفاصيل مضمون هذه الندوة ، غير أنه في الدعوة المرسلة بالفاكس ذكروا أن هذه الندوة تشتمل على ثلاث جلسات :
الجلسة الأولى بعنوان :(تطور المعرفة الألمانية للثقافة العربية) من 8 - 10 مساءً اليوم الأول. وفيها :
- الدراسات العربية والإسلامية في ألمانيا للدكتور إشقيفان لير
- المناهج الألمانية في دراسة الثقافة العربية - تجربة خاصة للدكتور فالح العجمي .
- دراسات حول الشرق الأوسط المعاصر للدكتور توماس فيليب.
- صورة العرب في العلوم الاجتماعية في ألمانيا للدكتور عبدالقادر عرابي.

الجلسة الثانية : العلاقات العربية الألمانية - نحو حوار فاعل. وفيها :
- المعايير والقيم والحوار بين الثقافات للدكتور غودرون كريمر.
- التعاون الثقافي العربي الألماني للدكتور عبدالراضي محمد عبدالمحسن .
- المبادرات الألمانية في الحوار بين الثقافات - موقع القنطرة في الانترنت أنموذجاً (دراسة وتحليل) للدكتور مازن مطبقاني.

الجلسة الثالثة : الجهود الألمانية في دراسة الثقافة العربية ، ومما فيها :
- مساهمة المستشرقين الألمان في نشر أعمال التراث العربي للدكتور فؤاد فرسوقي.
- جهود الاستشراق الألماني في دراسة اللهجات المحكية للدكتور سعد الصويان.

وهناك معرض مصاحب لهذه الندوة .
 
د: موراني.
أين أنت؟ لا زلت أنتظر بقية جوابك عن دلالة اسم المدونة والمختلطة، هل هما اسمان لشئ واحد، أم لشيئين متغايرين، أم ماذا؟ وذلك من خلال ما عندك من مخطوطات لهما، وتحليلك لما فيهما من أقوال.
ولو ذكرت لنا - متفضلا - أي خبر عن الأسدية، هل وجدت لها نسخا؟ وهل عليها تعليقات لعلماء المالكية يصححون ما فيها من نقول؟ أم هي على ما دونها عليه الإمام أسد - رحمه الله -.
 
@الباجي

نقاش هذا الموضوع يفرض علينا توسيع الحوار في هذا اللقاء , ما لم يكن مقصودا منه أصلا .
أهم النقاط في الموضوع : المختلطة ليست الأسدية من قريب أو بعيد , كما يزعم ذلك البعض . لا ذكر فيها لأسد . المسائل كلها لابن القاسم برواية سحنون .
هذا مؤكّد اليوم .
فعند اخراج المدونة اخراجا علميا لا بد من مقابلة هذه النسخ بالنسخ الأخرى الكثيرة للمدونة والاّ
يقبى الحال كما هو : ليس لدينا حتى اليوم (المدونة لسحنون) محققا علميا معتمدا . أنا أدعو منذ عام 1991 الى تنفيذ هذا العمل بلا جدوى ....

أشكرك على اهتمامك .
 
طيب دكتور حدثنا عن أهم ما تمتاز به المدرسة القيروانية في الفقه المالكي عن مدرسة العراق ومدرسة الأندلس خلال القرون الثالث والرابع والخامس.
 
دكتور موراني : بعد التحية ، هل لكم موقع خاص على الشبكة باللغة العربية يمكن التواصل فيه في حال انتهاء الحوار في ملتقى التفسير؟ ، وما هو بريدكم اللإلكتروني؟ مع خالص الشكر .
 
أخي العزيز الباجي : لا تنس المدرسة المصرية في المذهب ، فربما يكون لها من الخصائص والميزات ما ليس لغيرها . أليس منها أشهب وابن القاسم وابن عبد الحكم وابن وهب وغيرهم ؟ وشكرا
 
وعلم الحجازيين بالمغرب ينتهي الى خير من فيهم وأطيبهم خبرا

وأقومهم طرا لسنّة أحمد وأعظمهم لله في دينه نصرا

وأوسعهم علما وأصدقهم تقى وأورعهم جهرا وأورعهم سرا

فذاك الرضى سحنون فالزمه تستفد به البر والتقوى وتجتنب العسرا


رغبة بعدم توسيع الموضوع الأصلي لهذا اللقاء

نكتفي بهذا حول المذهب المالكي , فربما نجد مناسبة أخرى لاجراء الحديث حول المذهب وخصائصه ومزاياه في الأقطار الاسلامية في القرون الأولى الهجرية .
 
دكتور موراني:
بعد هذا الانتظار الذي افتقدناك فيه، ولا جواب ( ابتسامة).
وإنما كان يكفينا منك ما يسد الرمق، ولو بالإشارة، وكنت أود أن أتبع ذلك بسؤال عن ( التطور) كما تراه في نصوص المذهب، من خلال دراستك وتحليلك لها من خلال الموطأ و المدونة وما بعدهما...
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى