حمّل بحث علمي بعنوان ((توجيهات الداني لظواهر الرسم القرآني))

إنضم
8 أبريل 2008
المشاركات
459
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
53
الإقامة
الأردن
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد المرسلين حبيبنا وقرّة أعيننا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
الإخوة الأحبّة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أرفع لكم بحثي الموسوم
(( توجيهات الداني لظواهر الرسم القرآني ))
رجاء دعوة صالحة لوالدي ولي ولأخوتي وللمسلمين .

وما هو إلا جهد المُقِل ، وبضاعة المُفلس ، فمن وجد فيه شيئا من مجانبة الصِّحة فليدركه بفضله ولا يبخل عليّ بتوجيهه مشكورا .
د.حسن عبد الجليل العبادلة

ملاحظة للمهتمين بالنقط : سبق أن رفعت بحثي الموسوم (( أبو الأسود الدؤلي وجهوده في نقط المصحف)) على صفحات هذا المنتدى المبارك أهله .
 
مشكور د.حسن ونفع الله بك.. البحث جد ثمين وقد تصفحته مبدئيا؛ ويحتاج لقراءة متأنية فهو سهل العبارة كبير الفائدة ! تقبل الله دعاءنا لك ولمن طلبت لهم الدعاء .. آمين
 
تلخيص وتبويب

تلخيص وتبويب


[ظننت أن عنوان البحث هو منهج الداني في توجيه الرسم، فكتبت مراجعة له على هذا الظن، ثم تبين لي بعد أن نشرت الموضوع أن الدكتور حسن أيده الله قد وسم بحثه بـ"ـتوجيهات الداني لظواهر الرسم القرآني" وليس بـ"ـمنهج الداني.." فأصبح تعليقي غير ذي فائدة من هذا الجانب، لكني أستميح الأخ الأستاذ حسن العذر في إبقائه لأن فيه وجهة نظر يوافقني عليها حول الكتابة في الكشف عن منهج أي عالم، ولا حق لي عليه أخلاقيا عليه ولكن قد شاء الله تعالى أن يكون الأمر على هذا النحو. هذا التعليق جاء بناء على توهم أن عنوانه منهج الداني في التوجيه، ولا يمكن انتقاد بحث الدكتور حسن بجميع ما فيه، ولكن الظن الثاني يظل في صميم الموضوع وهذا ما حدا بي إلى استئذانه في إبقائه مع بقاء اعتذاري له أعلى الصفحة]
قلت:

موضوع حي واختيار موفق، جزاكم الله خيرا د. حسن على ما أنفقتم فيه من وقت، وقد تصفحته سريعا رغم حبي للموضوع ولأبي عمرو كثيرا، ولي عليه بعض الظنون العلمية التي لا تغضّ من قدره ، فالموضوع تَبينُ قيمته بقدر ما يستثير من تفكير ويحمل على تأمل.
الظن الأول انقدح في ذهني منذ أن قرأت الملخص الذي جاء في مقدمة البحث حين لم أر أنكم قارنتم بين صنيع غير أبي عمرو في المسألة ممن ألف في الرسم، وممن وجه الرسم في كتب خَصت الرسم وفي الكتب الجامعة ككتب إعراب القرآن وبعض التفاسير.
وهذا الأمر أنتم غير ملزمين به عرفًا لو كان عنوان البحث تلخيصا وتبويبا لآراء أبي عمرو. أما الكتابة في المنهج فهي تعني الانطلاق من عرف عام هو المنهج الذي لا يقتصر على شخص معين ، بل على استخدام هذا الشخص لهذا العرف العام، والعرف العام لا تتضح معالمه بالاقتصار على اعمال شخص بعينه بل على توصيف عادة اهل الصنعة أولا ليبين "المنهج" ثم الدخول إلى صنيع الشخص المدروس وما خالف به أو وافق فيه ذلك العرف العام الذي هو المنهج.
فلا يستطيع رأيي القاصر أن يفهم أن يكتب أي باحث في منهج أي عالم دون مقارنة صنيعه بصنيع عادة أهل ذلك العلم في ذلك الشأن فيه.وبيان النهج العام للشأن أولاً.
فبحثكم ما لم تضيفوا إليه هذا الأمر هو تلخيص وتبوب وإيضاح لطريقة أبي عمرو رحمه الله وإياكم لا بيان لمنهجه.
بيان منهج أي عالم لا يكون من خلال ما كتبه فقط ألبتة، لأن بيان المنهج يقتضي بيان عرف شكلي (صوري) جرت عليه عادة أهل الشأن، ويكون ذلك عمليا بمقارنة صنيع أساطين الشأن فيه، ثم الدخول في صنيع الشخص المدروس ما وافق فيه وما خالف.
وأظن أنكم توافقونني الرأي لأنكم قد سرتم فيه على بصيرة تجلت في قولكم :"أما عملي في هذا الكتاب [كتاب أبي عمرو] فـ..
قمت باستقراء هذا الكتاب أكثر من مرة
واستخرجت جميع عبارات الداني التي يظهر فيها توجيهه لظواهر الرسم
ووضعت لها أبواباً
ورتبتها فيها
وعلقت على توجيهاته
"
وهذا واضح من صنيعكم المشكور وجهدكم المبذول أنه تلخيص وتبويب وإيضاح لآراء أبي عمرو وكانت تعليقاتكم بيانا تفسيريا لعباراته.
ولو قدر لهذا البحث أن يترجم إلى إحدى اللغتنين الألمانية او الإنكليزية لقيل فيه ما أقوله هنا من أنه لا يكون كاشفا عن منهج أبي عمرو إلا بأن ينطلق من مقارنة عمل أبي عمرو بأعمال من قبله ومن بعده في الموضوع ، وجمع شذرات التوجيهات المبثوثة في كتب المعاني والتفاسير، ولا يكون الباحث ملزما في مثل هذه الحال بالاستقصاء بل يكتفي بما تتحدد به معالم المنهج عموما، فالمنهج لا يكون من ابتداع شخص واحد ألبتة، بل يضيف لمساته على عرف عام وشأن معروف.


ويظل بحثكم راقيا من حيث الجهد الذي أفادكم أولا واستفدنا نحن قراؤكم منه ثانيا، وعسى أن يبارك الله في وقتكم فتضيفوا إليه توصيف منهج تعليل الرسم من غير ابي عمرو ثم بيان خصوصية صنيع أبي عمرو بالمقارنة التي لا يستغنى عنها في بيان أي منهج.

الظن الثاني الذي قدحه في ذهني بحثكم الماتع يدور حول دافعكم إلى كتابة البحث الذي أفصحتم عنه بقولكم " والذي دفعني لهذا البحث, ما سمعته من قول يكاد ينتشر في هذا العصر بين طلبة العلم، خصوصا طلبة القراءات القرآنية ورسم المصحف الشريف، وهذا القول هو توجيههم لرسم المصحف بقولهم: كتب المصحف على مراد الوصل، وضُبطت حركاته على مراد الوقف" ثم قررتم أن "هذا القول بعيد عن الصحة، حيث قصر توجيهات الرسم على توجيه واحد فقط وحقيقة المنهج العلمي تقتضي أن لا نطلق مثل هذا الحكم والتعميم إلا بالدراسة المستفيضة لمرسوم الآيات وأقوال العلماء المتقدكين فيها، خصوصا توجيهات هذا العالم الذي يعد من أبرز العلماء في هذا الشأن" [أي أبي عمرو الداني].(ص 40 من بحثكم). وظني أنكم قد ظلمتم هذا القول حيث ذهبتم إلى أنه يقصر التوجيهات على توجيه واحد فقط. فهذا القول لا قصر فيه، بل هو قاعدة عامة، ولا يبطلها ولا يضعفها وجود توجيهات كثيرة لفرادى الأماكن.
والحق أن هذه القاعدة لو رعيت حق رعايتها، وتؤملت لأدت إلى تجنب كثير مما لا يليق ارتكابه بناء على ظنون القراء ومذاهبهم.
فأذكر أني استوقفني عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله حين قرأ قوله تعالى {ذلك ما كنا نبغ فارتدا} ووقف على{ نبغ }بسكون الغين وهو مذهب كل قارئ وقف على مرسوم الخط. وأصل هذا الفعل نبغي بالياء ومحله الرفع لتجرده عن الناصب والجازم وثبوت يائه هو الأصل لكن ورد في القرآن حذف الياء التي وجهها النحاة بقولهم اكتفوا بالكسرة عن الياء كما قالوا "لا أدرِ" ، وهذا لا بأس به، لكن حين وقفنا على مرسوم الخط حذفنا الكسرة أيضا، فأنهكنا الكلمة. ونحن في الحق نحتاج قاعدة جديدة تستقرى من دارسي النحو تجيز الوقف على ما حذفت منه الياء على هذه اللهجة بحذف الكسرة أيضا.
وقد وددت أن يتخذ القراء الكبار قرارا أن لا يوقف على ما كتب مرادا به الوصل ألبتة، لأنك إن وقفت واحترمت اجتهاد الرواة والقراء في الوقف على مرسوم الخط لم تأمن أن تقع في مخالفة قواعد اللغة التي تجيز كثيرا من الأشياء في الوصل ولا تجيزها في الوقف، فكان الأورع والأعلم أن لا يوقف ألبتة على{ يوم يدع } في قوله تعالى {يوم يدع الداع} لأن الواو تحذف لالتقاء الساكنين في الوصل وكتبها الصحابة بهذه النية فكيف نحذفها في الوقف بحجة "الوقوف على ظاهر الخط" اللهم عفواً.ما أرى من وقف على يوم يدعو يوم يدعْ إلا مرتكبا لخطأ جسيم، يستطيع تجنبه بأن لا يقف هاهنا أبدا.
وهذا مثال سقته لأهمية موضوعكم وحسن صنيعكم فيه ، وقد كاشفتكم ما أثار فيّ من ظنون لا تغض من قدره ولا تؤثر في وجوب شكركم والإشادة بكم

ودمتم بودّ​

 
عودة
أعلى