حلقات برنامج بينات للعام 1432 هـ - فيديو ونص

الحلقات التي تم تفريغها إلى الآن :

الحلقات من 1 إلى الحلقة 16 - تم تفريغها وهي مرفوعة ضمن هذه الصفحة مع رابط الفيديو لكل حلقة.
الحلقة 21 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة 24 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة (أظن أنها الحلقة رقم 29) (تأملات في الآيات 131 - 136) - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
-----------------
الحلقات التي لم تفرّغ بعد:

الحلقة 17
الحلقة 18
الحلقة 19
الحلقة 20
الحلقة 22 - الأخت رحاب محمد
الحلقة 23- الأخت رحاب محمد
الحلقة 25 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 26 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 27
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141
وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً
-------------
 
الحلقات التي تم تفريغها إلى الآن :

الحلقات من 1 إلى الحلقة 17 - تم تفريغها وهي مرفوعة ضمن هذه الصفحة مع رابط الفيديو لكل حلقة.
الحلقة 21 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة 22 -
تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة 24 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة (أظن أنها الحلقة رقم 29) (تأملات في الآيات 131 - 136) - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
-----------------
الحلقات التي لم تفرّغ بعد:

الحلقة 18
الحلقة 19
الحلقة 20
الحلقة 23- الأخت رحاب محمد
الحلقة 25 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 26 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 27
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141
وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً
-------------
 
من تفريغ الأخت الفاضلة أم أديب جزاها الله خيراً هذه هي الحلقة 17 من برنامج بينات للعام 1432 هـ بعد تنقيحها

[FONT=&quot]الحلقة 17 – تأملات في سورة النساء – الآيات (97 - 99)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة السابعة عشر رمضان 1432‬‎ - YouTube[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧﴾ إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨﴾ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿٩٩﴾) [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. مشاهدي الكرام ما زلنا نتحدث في هذه السورة العظيمة سورة النساء وقد وصلنا إلى قول الله عز وجل (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ﴿٩٥﴾ دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿٩٦﴾) تحدثنا في هذه الآيات بما نظن أن المعنى بها اتضح وأيضاً اتضحت بها كثير من أسرار هذه الآيات وإن كان في الآيات من الحديث ما لا يمكن أن يحيط به إنسان.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ثم قال الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) هذه الآية جاءت ببيان ذنب أولئك الذين تخلّفوا عن الهجرة فلعلك أبا عبد الله تحدثنا عنها [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم. قبل أن ننتقل إلى هذه الآية أريد أن أذكر ببعض الفوائد في الآية التي كانت قبلها وهي في قوله سبحانه وتعالى (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ) فوصف الله سبحانه وتعالى من لم يكن قادراً على الخروج في الجهاد كأن يكون كفيفاً أو مشلولاً أو أعرجاً أو إلى آخره سماهم "غير أولي الضرر" فسمى ما بهم من علة ضرراً وهذه فيها فائدة قضية تسمية -نحن كما تعلمون يسمون من يعاني من إعاقة يسمونه معاق ولذلك تجدون عندنا في بعض قالوا مثلاً كرسي للمعاقين أو مدخل أو موقف للمعاقين إلى آخره هذه العبارة تُشعر الشخص المعاق بأنه فيها نوع من جرح مشاعر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] نعم تنقيص منه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك أصبحوا في دراساتهم التي تتحدث عن المعاقين يقترحون بديلاً عنها أنهم يسمون ذوي الاحتياجات الخاصة وفعلاً بدأوا الناس يستخدمون هذه العبارة كأنها ألطف من المعاق ثم لاحظت أيضاً أقرأ في بعض الدراسات الأمريكية الآن أنهم الآن بدأوا الآن يستخدمون عبارة ألطف لأنك عندما تقول احتياجات خاصة أيضاً هي تشعره بنوع من النقص وأن الأولى أن تستخدم عبارة تدل على أنه ليس يعني لا فرق بينه وبين غيره من المجتمع فيسمونهم ذوي القدرات المختلفة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ذوي القدرات المختلفة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فهم يقولون هؤلاء أصحاب قدرات مختلفة ولو تأملت فيها طبعاً هي تسمية جميلة وهي على كل حال يعني اقتراح وبدأوا يستخدمونها لو تأملت أنت بعض الذين يعانون من إعاقات لديه ما شاء الله من الجَلَد ومن الصبر لاحظ على سبيل المثال رجل كفيف كم تعرفون من الحُفّاظ والمبدعين والمتميزين من المكفوفين؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كثير[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كثير[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] علماؤنا في بلدنا هذا الآن من قرابة خمسين سنة رؤساؤهم من المكفوفين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم ليس هذا إلا لتميزهم، لحفظهم، لإمامتهم، لجلالتهم، وكان هذا في التاريخ الإسلامي كثيراً تجد بعض أيضاً الذي يعاني من العرج مثلاً تجد فيه شخصيات ممن يعاني من العرج فيه من الشدة ومن القيادة ومن الدهاء ما لا تجده في الأشخاص السوي الخلقة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وقس على ذلك وقد رأيت بنفسي أنا رجلاً معاقاً ليس معه رجلاً من ذوي الاحتياجات أو القدرات المختلفة ما نقول معاق ليس معه يدين من الكتف ليس معه يدين [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] عجيب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يكتب برجليه بخط أجمل من خطي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] عجيب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إي والله ويفعل كل ما تفعله بيدك يفعله برجله شيء مذهل جداً شيء مذهل ولديه من الجلد ومن الصبر فيعني أردت أن أشير إلى هذا المعنى أن القرآن الكريم يستخدم عبارات لا تجرح المشاعر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وتقلل، وتقلل أو يكون لها إيحاءات سلبية على الشخص سبحان الله![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه فيها فائدة لنا نحن المجتمع المسلم أننا نحن أولى الناس بتهذيب الألفاظ واستخدام العبارات التي لا تجرح الشخص الذي يسمعها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً واستعمال العبارات الإيجابية التي تجعل الشخص يكون إيجابياً في التعاطي مع المشكلة يعني عندما تأتي إلى الأعمى وتقول هذا مسكين ترى أنت بهذه الصورة تصنع منه شخصاً مسكيناً أي عالة على المجتمع لكن تقول هذا الرجل مميز يعني عنده صحيح إنه فقد البصر لكن عنده قوة الحفظ فأنت تعزز الجانب الإيجابي أنا أقول مثل هذه مثلاً لو طالب رسب في الامتحان في مادة أو مادتين ما تقول فلان راسب تقول فلان نجح في كل المواد بقي عليه اثنتان [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يعني هذه تعزز الناحية الإيجابية إذا قلت راسب معناه أن كل المواد الأربعة عشر كلها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: مالها قيمة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قد أخفق فيها القيمة كلها لهذه المادة التي رسب فيها فأنت سميته راسب بناءً عليها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ودعنا عندما نقول مثل هذه العبارات أحياناً ربما بعض الناس يسمعها ويظن أنها ليست مهمة، بعض المربين وبعض الآباء للأسف الشديد يحطم أبناءه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، أنت ما فيك خير[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يحطم أبناءه دائماً بمثل هذه العبارات أنت راسب وأنت ما فيك خير أنت لو كان فيك خير كان فعلت كذا فيقتل في نفسه هذه المعاني السامية[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بل إن الابن قد يسعى لتحقيق هذا، عدم الخيرية [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم بالضبط[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] طالما أنا ليس بي خير دعني أفعل كذا، لو يقول دائماً أنا أرجو فيك كذا وآمل فيك كذا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] ولو رجعنا للآية طبعاً أبو عبد الله رجعنا للآية التي قبلها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعود للآية التي بدأنا فيها في قوله تعالى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] المناسبة بين (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] اذكرها أبا عبد الملك[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هو الملاحظ فيها نوع من القعود لكن هناك قعود بين المؤمنين وهذا قعود بين الكافرين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذه الآية خاصة طبعاً فيمن كانوا قعدوا بين ظهراني أهل مكة (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ) وتلك قالوا إنها خاصة بمن كان قعد من المسلمين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني تركوا الهجرة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد[/FONT][FONT=&quot]: تركوا الهجرة وهو قادر على أن يهاجر (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ) كما سيأتي الاستثناء[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] فناسب أن يُذكَر قعود هؤلاء الذين قعدوا عن الهجرة لما ذكر القاعدين عن الجهاد. القاعدون عن الجهاد هنا نقول أنه فرض كفائي لم يؤنبهم الله عز وجل بل إنه جعلهم المؤمنين ووعدهم بالحسنى أما هذا النوع من القاعدين الذين قعدوا عن الهجرة فأولئك قد جاءهم من التأنيب والتهديد والوعيد ما ذكرته الآيات فلعل هذا نوع من المناسبة بين الأمرين يعني لما ذكر حال القاعدين هنا كأنه وقع سؤال فما حال القاعدين؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل وهذا مناسبة لطيفة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم بما أنك قلت القاعدين ما هو الفرق بين القاعدين والجالسين؟ الذي يظهر لي أن القعود يكون من قيام [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] كان قائماً فقعد [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأما الجلوس فهو من اتكاء أو من اضطجاع[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الخضيري، الشهري، د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] كان متكئاً فجلس[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والقعود أبلغ في الدلالة على ترك الشيء الرفيع ولذلك قال (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ) ما قال الجالسون، يعني القاعد هو إنسان يعني في مقابل قائم فالقائم بأمر الله مجاهد هذا يعني شرفه عظيم فسمى المقابل له قاعداً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح وهذا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولم يسمه يعني جالساً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وحتى ذُموا في أكثر من موضع، أنا ما أذكر في موضع من مواضع القرآن الكريم مُدح فيه القاعد حتى (وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) التوبة) (إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) المائدة)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ) كلها مع أنه قد يكون واقفاً يعني هؤلاء القاعدون والذين قعدوا عن الجهاد قد يكون واقفاً بأعماله الخاصة لكنه سُمي تركه لهذا الخروج في سبيل الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] قاعداً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] قعوداً (وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) التوبة)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء (60) النور)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] يعني كأن مادة قعد أدل على اللصوق بالأرض من مادة جلس[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا وأدل على مقابل السعي والقيام بأمر الله من جلس لأنه ما استعملت الجالسين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] النهوض[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في هذا المعنى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا هو تعبير العرب إذا أرادوا أن يعبروا عن التخلف عبروا عنه بالقعود وإذا أرادوا أن يعبروا عن الهمّ بالشيء عبروا بالنهوض والقيام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بالسير[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والقيام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والقيام، قام به[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] قام بالأمر يعني نهض به[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك قال مثل القائم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] على حدود الله والواقع فيه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، القائم على الحدود كأنه واقف دائماً يراقبها مع أنه قد يكون وهو قاعد يراقب لكنه سمي قائماً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لأن هذا فيه من معاني القيام و... الخ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] قول الشاعر:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]أطوف ما أطوف ثم آوي إلى بيت قعيدته لكاع[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يعني أيضاً في نفس المعنى. هو كثير التطواف والتجوال وهي قاعدة في البيت معنى أنها لا يلزم أنها قاعدة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يمكن واقفة تشتغل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] تشتغل هي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] صدقت صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل جميل جداً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ) الحقيقة التوفي ورد في القرآن منسوباً إلى الله سبحانه وتعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا (42) الزمر) وورد منسوباً إلى ملك الموت (قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ (11) السجدة)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ملك الموت[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وفي هذه الآية (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ) يعني ما هو الجواب أبا عبد الله في هذه القضية؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا (42) الزمر) لأنه هو الذي قدّر وأمر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يعني لا تعارض بين هذه الآيات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ليس هناك تعارض، فنُسب الأمر إلى الله الفعل إلى الله سبحانه وتعالى لأنه هو الآمر به والمقدّر له، ونُسب الفعل إلى ملك الموت لأنه المسؤول الأول يعني الذي كلفه الله بذلك، والملائكة لأنهم هم الذين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يباشرونه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يباشرون العمل تحت إشراف ملك الموت[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله! وبهذا نعرف كيف نجيب على ما يظهر منه التعارض في مثل هذه الآيات التي ينسب فيها الشيء إلى أكثر من فاعل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مثله أيضاً نسبة القرآن الكريم أنه نسب إلى الله سبحانه وتعالى (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ (6) التوبة)، وأمثالها ونسب إلى جبريل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (19) ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ (20) التكوير)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ونُسِب إلى محمد [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ونسب إلى محمد صلى الله عليه وسلم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ (41) الحاقة)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بالضبط، فنسب إلى كل واحد نسبة إلى الله لأنه كلامه ونسبة إلى جبريل لأنه هو الذي بلغه ونسبه إلى محمد لأنه هو الذي بلغه أيضاً لنا [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا وهنا ننبه الإخوة المشاهدين إلى أن العبارات أحياناً تدل على هذه النسب فلما جاء إلى نسبته إلى الله ما قال يعني أيّ عبارة أخرى إلا لفظ الجلالة لما جاء إلى نسبته إلى جبريل وإلى محمد قال (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ (40) الحاقة) فما قال لقول محمد أو لقول جبريل قال رسول يعني مرسل برسالة يحمل فيها قولاً. إذن هو الآن بالفعل يعني ليس قائلاً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: نسبته إليه نسبة مُرسَل مبلِّغ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مبلغ شف ولذلك جاء بوصف الرسالة ولم يأت باسمه الذي هو عَلَمٌ عليه ونفس القول لا يدل على صدوره من[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] المبلِّغ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] المبلِّغ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد[/FONT][FONT=&quot]: أنا لا أذكر من طرائف أيام الثانوي كان فيه وقع سؤال كذا في المسابقات من قائل أو كذا عبارة ويأتي ببيت شعر للمتنبي أو غيره طبعاً المجيب يقول المتنبي يقول لا أنا القائل بناء على هذا المعنى. في قوله (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ) في الدرس الماضي أنتم ذكرتم فائدة في قضية الإطناب والإطناب الحقيقة طبعاً نعرف أن العرب تقوم على الاختصار يقولون "البلاغة اختصار" لكن هنا يُهضم حق الإطناب أو لا يُلتفت إليه ونحن من المهم جداً أن ننبه على أن البلاغة كما قالوا أن يوافق المقال المقام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مراعاة الحال[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] مراعاة الحال هذه هي بالفعل سواء كان اختصاراً أو كان إطناباً فليس كل الاختصار بلاغة، ولا كل الإطالة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] عيّا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] ولا العكس. فلما نأتي الآن (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ) لو قال إن الذين يموتون ظالمي أنفسهم أو الذين تُوفوا ظالمي أنفسهم هذا أيضاً نوع من ما يقع عليه الآن عنه السؤال وهو قد يقول قائل أنتم لماذا تفترضون هذه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الافتراضات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هذه الافتراضات؟ وهذا سؤال مهم وملحّ بالفعل. عندنا دائماً ونحن ننظر إلى هذا ولعل الإخوة يرجعون إلى الدرس السابق الشيخ محمد كان ذكر بعض العبارات، عندنا أن يؤدى المعنى الكلي المراد بعبارة، المعنى الكلي المراد بعبارة أن هؤلاء الذين ظلموا أنفسهم يموتون هذا هو المؤدى الذي تدل عليه العبارة، المؤدى الجملي أو الكلي الذي تريد العبارة أن تؤديه أنها تريد أن تنبهنا على أن هؤلاء الذين يموتون وهم في حال ظلم أنفسهم، كيف يعبَّر عن هذه؟ تأتي الآن البلاغة هنا المعنى الكلي متفق عليه لكن البلاغة كيف تعبر عنه؟ ولماذا ذكرت هذا اللفظ دون ذلك اللفظ؟ فنحن حينما نضع المعيار ونوازن بين عبارة وعبارة لكي ننبه أو نبين ما هي الأشياء التي جاءت في العبارة أو في كلام الله سبحانه وتعالى وأراد الله سبحانه وتعالى أن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يوصلها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] أن يوصلها أيضاً في هذا الأمر فلاحظ لما أقول إن الذين يموتون ظالمي أنفسهم أو يتوفون ظالمي أنفسهم أو الذين ماتوا ظالمي أنفسهم هي فقط مجرد أراد إشارة للموت لكن لما أقول (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ) فيه نوع من التشنيع عليهم فكأن الملائكة أخذتهم أخذاً معيناً، فجاء ذكر الملائكة هنا كأن فيه إشارة إلى تشنيع ما هم عليه من العمل (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ) الذين هم من أشرف خلق الله في حال كونهم ظالموا أتنفسهم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أضف إلى ذلك أبا عبد الملك فيها أيضاً معنى آخر وهي أن الملائكة تباشر سؤالهم في تلك اللحظات المحرجة وهي لحظات التوفي فيقال أهذا المكان الذي تموتون فيه أهو لائق بكم؟ يعني ما تستحون على وجوهكم جالسين في هذا المكان تهضمون دينكم ويعني تتركون المكان اللائق بكم وهو مكان العز وتكونون مع رسول الله تجاهدون معه لاحظت؟![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً واضح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يعني فلما يستحضره المؤمن يستبشع أن يكون فعلاً كذلك أو أن يلحق به شيء من ذلك يعني أن يصل إلى هذه المرحلة أن الملائكة عند قبض روحه تقول يعني ما الذي أقعدك هنا؟! هذا ليس مكاناً لائقاً بك أنت من أهل الإيمان ابحث عن أرض العز إذهب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك نسب يعني التوفي إليهم والقول إليهم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] نعم هذه الفائدة الثانية أنه لو لم يذكر الملائكة (قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ) يبقى فيه نوع من إبهام في القائل من هو لكن لما أظهر الملائكة هنا أعاد القول إليهم لأن الذين قالوا هم الملائكة الذين توفوهم، فهذه أيضاً الفائدة الثانية في إبراز الملائكة يعني إبراز أو الفائدة الأولى نوع من التشنيع والتفظيع لحال هؤلاء وأن الملائكة الكرام يتوفونهم حال كونهم ظالمي أنفسهم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] الفائدة الثانية إعادة القول إليهم في قولهم (قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ) وأن الملائكة تُسائلهم في تلك الحال كما ذكر الدكتور محمد في حال سكرة الموت ما الذي جعلكم تجلسون في هذا المكان الذي ليس لائقاً بكم ولكنكم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: بقيتم فيه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد[/FONT][FONT=&quot]: نعم بقيتم فيه [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً تلاحظون في هذه الآية إشارة إلى مسألة وهي ذم ضعيف الهمة ويعني الذي تضعف همته عن الهجرة في سبيل الله إما عجزاً أو كسلاً أو ..[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ركوداً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لأي سبب من الأسباب في حين أن أرض الله سبحانه وتعالى واسعة جداً جداً لكن بعض الناس يعني تضيق الدنيا في نظره فيظن أن الدنيا كلها هي مكة وأني إذا خرجت من مكة معناتها أني سأموت[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] سأضيع[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وسأضيع، في حين أن الذي يلف ويطوف الأرض يكتشف أن أرض الله سبحانه وتعالى أوسع من أن الإنسان يضيق على نفسه في مكان مثلاً إذا وجد حتى لو فقط إذا ابتليت بجار سوء فمن الحكمة ومن العقل أنك تترك هذا المكان وتذهب إلى مكان ترتاح فيه لكي تعبد الله وأنت مطمئن ورخيّ البال حتى في الجاهلية كانوا يفعلون ذلك ولذلك يقول الشنفرة في لاميته[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لعمرك ما في الأرض ضيق على امرئ سرى راغباً أو راهباً وهو يعقل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أي والله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني فيه في الأرض ملتئا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مراغم كثير وسعة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك الله سبحانه وتعالى قال (أخرجوا) تجدون مكان واسع وهادئ تعبدون الله فيه هذا الكلام قديماً، أنا يعني عندما تذهب إلى أقصى أوروبا مثلاً أو تذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية أو تذهب إلى أقصى المشرق فتجد الأرض أجمل من الأرض التي نحن نعيش فيها في الجزيرة وإذا فيها من الأنهار ومن البحار ومن الثمار فتقول يعني مثل هذه الآية تستحضرها عندما كان هؤلاء يصر إنه يبقى في هذا المكان أو في ذاك لماذا لا يخرج ولذلك انظر ماذا صنع المسلمون الأوائل عندما خرجوا وفتحوا البلاد وكيف فتح الله عليهم هذه الجنات ونشروا الإسلام في كل مكان[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لو كانوا بقوا حتى مع أنهم في أمن وفي طمأنينة لكنهم لبوا داعي الله في الخروج والجهاد في سبيل الله وفي إيصال هذا الدين إلى أصقاع الأرض ولذلك الآن انظر المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها ينعمون بفضل الله سبحانه وتعالى أولاً ثم بفضل همة أولئك الذين خرجوا يبلغون الدين ولم يركنوا إلى إلى ديارهم وإلى أماكنهم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله هذا من الجزاء المعجّل للمهاجرين خرجوا طبعاً وقد يعني قطعوا قلوبهم من أوطانهم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: ديارهم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ايه نعم وهذا شديد على النفوس بلا شك النفوس تتعلق بالأوطان التي تربت فيها وترعرعت فيها لكن الله عز وجل يجعل لهم جزاء معجلاً وهذا لكل مهاجر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كل من هاجر من دياره ابتغاء ما عند الله عز وجل وسّع الله عليه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الله أكبر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وأعظم الأمثلة لذلك الصحابة خرجوا وقد ترك بعضهم مثل صهيب الرومي ترك ماله وما حصل حتى قال للذين أرادوا أن يردوه قال أنتم ماذا تبغون مني؟ ماذا تريدون [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] المال[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] المال إن مالي في مكان كذا اذهبوا إليه وخذوه كله قالوا فقط ما نريد شيئاً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]قال إذن اذهبوا لما قدم المدينة اسقبله النبي صلى الله عليه وسلم قال ربح البيع أبا يحيى ربح البيع أبا يحيى فما من واحد من أولئك المهاجرين الأول إلا ومات عن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ثروة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ألوف مؤلفة الزبير بن العوام كانوا يظنون ديونه ستطغى عليه حتى لا يستطاع تسديد دينه فعبد الله بن الزبير في قصة طويلة مذكورة في الصحيح يعني وجد من مال الزبير والده شيئاً لا يقادر قدره يعني وصل لكل واحدة من زوجات الزبير قرابة ثمانية ملايين درهم كل واحدة من زوجاته هذا غير[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ثمن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا الثمن، ربع الثمن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أو ربع الثمن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ايه ربع الثمن لاحظ واحد من أربعة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أوه صح صح ربع الثمن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فوصل إليه مبالغ هائلة جداً مما يدل على أن الله عز وجل قد وسّع عليه وذلك بسبب أنهم تركوا شيئاً لله فعوضهم الله خيراً منه، وهذه القاعدة من قواعد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، هذه قد ذكرها الله هنا ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغماً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مراغماً كثيراً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وسعة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] المراغم المكان الذي يراغم به عدوه كما سيأتي والسعة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه تدخل فيها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كل شيء[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] السعة في المال والسعة في الرزق والسعة في النفس والسعة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] في (قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا) هذه فيها إشارة إلى أن تلك الحجة التي ذكرها هؤلاء (قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ) إشارة أنهم لم يكونوا من أهل الاستضعاف [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ايه نعم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] يعني كأنهم عللوا لأنفسهم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] من دون علة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] من دون علة وكأنهم قد غُلبوا أو غلبهم الشيطان أو غلبتهم النفس على هذا وإلا حقيقة الأمر أنهم لم يكونوا كذلك وإلا لما وقع عليهم هذا العقاب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح. وهذا يدل يا أبا عبد الملك أن الإنسان قد يعتذر لنفسه لكنه لو يمحِّص ذلك العذر لوجده غير صحيح ونجدها كثيرة في أنفسنا والله لماذا مثلاً ما صنعت الشيء الفلاني أو تخلفت عن الفعل الفلاني تجد الإنسان يقول لك عذراً معيناً هو يعلم حقيقة لو ناقش نفسه فيه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] استفت قلبك[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ايه نعم أنه غير صحيح وأنه قد قام بأكثر من هذا في أماكن أخرى الآن مثلاً بعض الناس تقول له يا فلان الآن عمرك مثلاً خمس وعشرين ما حجيت وراه؟ قال أنت عارف يا أخي التزامات وكذا والخ يأتي بأشياء والله هو أول الناس غير المقتنعين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بأنه ليس عذراً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أن هذا ليس عذراً بدليل أنه تجده سافر مثلاً إلى أوروبا ثلاث مرات خلال هذه الفترة وذهب إلى البرّ وخيّم فيه أسبوعين كاملين في صحراء والماء قليل والحال بائسة ويعني ماذا تقول[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: لمجرد المتعة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لمجرد المتعة والتغيير[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] النفس تشتهيه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وعندما يأتي الحج لا، فيه شيء فتجده يعتذر بشيء هو أدرى الناس بأنه ليس بعذر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هذا صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري: [/FONT][FONT=&quot]في قوله (فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أنت صعّدت بنا يا أبا عبد الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لماذا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] بقي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بقي (قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] إذا لم تكن أرض الله واسعة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فتهاجروا فيها [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] فتهاجروا فيها هذه قلنا في الكلام عنها عن أن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الأرض واسعة، وأن الإنسان لا تقعد به همته خاصة المؤمن، الإيمان أو الإسلام القرآن يربي في المؤمن علو الهمة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد: [/FONT][FONT=&quot]أنا كنت أريك أن أسألك أنت دائماً تذكر عن النماص وشارعها الوحيد هذاك حقهم تصوراتك أنت بين النماص .[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أنت لماذا تقول شارعها الوحيد هو فيه غيره يعني على أساس تقول [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] هذا من باب التنكيت[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لا لا الآن فيه أنا كنت قلت للشيخ نشأت وأنا صغير في النماص فكنت أرى كل شيء مكتوب عنوانه النماص الشارع العام، فكنت أقول في نفسي يعني الشارع العام هذا عليه كل عليه المحكمة وعليه البلدية وعليه المطاعم وعليه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الإمارة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كل شيء، ثم لما كبرت وعرفت خرجت من القرية إلى المدينة نفسها وعرفت أنه ما فيها إلا هذا الشارع فقط ثم كنت أتصور أن الدنيا كلها حدها هو حدّ مدينة النماص أن بعد هذه المدينة لا توجد حياة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ايه نعم سبحان الله![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ثم تبين لي أن النماص لا شيء ثم إن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولا تهون [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولا تهون[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تقول لا شيء أقول ولا تهون إن شاء الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الشاهد المعنى أن أرض الله واسعة لما خرج الصحابة رضي الله عنهم والنبي صلى الله عليه وسلم من مكة كيف وسع الله عليهم في الأرزاق ووسع الله عليهم في الأموال والذكر ثم أيضاً خرجوا مجاهدين في سبيل الله خارج الجزيرة حتى وصل عقبة بن نافع رضي الله عنه إلى حدود البحر الأطلسي [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم المحيط[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في المغرب وقال والله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وخاض[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وخاض بفرسه المحيط وقال اللهم إني بذلت المجهود[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا إله إلا الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ووالله لو أعلم أن وراء هذا البحر أناس لخضته حتى أبلِّغ دين الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا إله إلا الله [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ثم الشاهد أنه كيف نشر الله بهم ثم أيضاً تجاوزوه إلى ما وراء ذلك الآن لو تذهب إلى كل مكان والله إني أذكر يوم وأنا في مقدونيا في دولة مقدونيا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] معروفة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في مدينة اسمها اسكوبيا كانت عاصمة الدولة فصعدت بسيارتي إلى رأس جبل جبل يعني شاهق فلما تركت سيارتي على[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هل يكون الجبل الذي فوقه صليب ويقولون أكبر صليب في العالم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ما أذكر أن فيه صليب لكن الشاهد أنني في وقت صلاة العصر فإذا بي أسمع آذان الصلاة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا إله إلا الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في مسجد قريب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فقلت في نفسي وهو إذا به يقول أشهد أن محمداً رسول الله أشهد أن محمداً رسول الله في مكان يعني أين هو محمد عليه الصلاة والسلام من هذا المكان؟![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كيف بلغت دعوته هذا المكان النائي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا إله إلا الله [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وكيف أصبح من يقول أشهد أن محمداً رسول الله في هذه البلاد النائية خرج الناس وجاهدوا وبلغوا هذا الدين في كل مكان فانظر يعني هذا هو معنى قوله (يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وسعة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (وسعة) يعني لأن الخروج من الوطن في العادة أنه كما تفضلتم شاق على النفس[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ايه نعم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ومرتبط أنك ستتعذب وسوف تفتقر وربما تُهان ولكن الله يقول (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ) وهذا هو القيد، أما الذي يخرج لطلب الرزق فقد يتعرض لكن في سبيل الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أبداً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في العادة أن الله سبحانه وتعالى يعوضه جزاء ما ترك وما خلف يعوضه سعة ورزق وبركة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ويقاس على هذا كل من ترك شيئاً لله عز وجل ونحن رأينا أناساً كانوا متعلقين ببعض الوظائف يرون أن رزقهم فيها ولأجل مثلاً قيامهم ببعض أمر الله عز وجل فصِلوا مثلاً أو حصل لهم شيء من الإشكال والله يا أخي إنهم كانوا يقولون ليت هذا الفصل كان مبكراً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشهري:[/FONT][FONT=&quot] من زمان[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم لأنهم رأوا الراحة والرزق بعد ما خرجوا من هذه الارتباطات التي كانت. (فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا) هذا فيه الدلالة على أن من ترك الهجرة من بلاد الكفر البلاد التي لا يستطيع أن يقيم فيها دين الله عز وجل أنه موعود بالنار و [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] متوعد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم آسف متوعد بالنار وأن هذا من كبائر الذنوب لأن الوعيد فيه جاء بجهنم، وكل ذنب جاء الوعيد فيه بحد في الدنيا أو بعقوبة في الآخرة فهو دلالة على أنه من كبائر الذنوب فهؤلاء قد وقعوا في كبيرة من كبائر الذنوب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] عندما تركوا الهجرة مع القدرة عليها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تركوا الهجرة من بلد الكفر مع القدرة عليها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لكن بلد الكفر الذي لا يستطيع أن يقيم فيه دين الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] دين الله أو لو استطاع أن يقيم فيه دين الله أبا عبد الملك وهو لا غرض له في الجلوس فيه وهذا قيد أيضاً مهم لأنه من الناس من يجلس في بلد الكفر الذي يستطيع أن يقيم فيه دين الله من أجل الدعوة فيقال هذا يُحثّ على الجلوس لأنه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] يدعو[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] اي نعم يدعو إلى الله لكن إنسان والله من أجل المال يجلس في بلاد الكفر لا لشيء وإنما لأجل والله إنه هناك حياة منظمة وإدارية رائعة ومثلاً فيها أسباب الرزق ميسرة فيقال لا يجوز للإنسان أن يقيم في بلاد يرى فيها المعاصي والذنوب وقد يكون سبباً في تغيير أديان أبنائه وجيله الذي يأتي بعده من دون أن تكون له حجة عند الله سبحانه وتعالى بل هاجر إلى بلاد المسلمين التي تسمع فيها الآذان وتستطيع أن تأمن فيها على نفسك وعلى ذريتك من أن ينحرفوا عن دينهم. وقد رأيت بعض الإخوة الذين سافروا إلى أوروبا هاجروا لأجل الدنيا فقط ما هاجروا فراراً بدينهم أو ظلم أوطانهم لهم كما هو الحاصل في بعض البلاد الإسلامية. والله أحدهم وكان من إحدى الدول الإسلامية لما جلس إلي يعني يحكي لي معاناته مع أبنائه وأن منهم فيهم واحداً يرجو أن يكون مسلماً ثم أخذ ينهمر بالبكاء فقلت يعني ما الذي؟ قال يا أخي نحن تزوجنا هنا وارتبطنا وأبناؤنا الآن ما صاروا على ديننا وهذا يغيظني غيظاً شديداً والله كل المكاسب التي حصلتها والمال الذي وصلت إليه أنا الآن في الستين أو السبعين من عمري أنه لا يساوي شيئاً أمام رؤيتي لبعض أبنائي وهم يذهبون لقداس الأحد مع أمهم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لا حول ولا قوة إلا بالله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كيف هذا الضيم الهائم أنا يخرج من صلبي أناس كفار يخرج من صلبي أناس لا يعبدون الله يشركون مع الله غيره؟! يقولون أشياء غير معقولة! واحد منهم أرجوه الآن في أنه يكون على ملتي وملة آبائي وهذا الدين الحق الذي أنا مقتنع به لكن نحن فرطنا في هذا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فأقول هذه موعظة لمن يسمعنا ممن آثروا البقاء في ديار الكفار لغير[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] حاجة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] حاجة اي نعم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولا ضرورة حتى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أو معنى شرعي، اي نعم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] صحيح الحقيقة الآن وضع المسلمين وضع مزري جداً كما تلاحظون وأحياناً تختلط الأمور وهي الحقيقة النوازل بعض الناس مع الأسف لما يأتي يتكلم عن بعض الوقائع مثل حال الآن السكنى بين الكفار وغرارهم كأنه يتكلم عن أيام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صدقت نعم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] أيام الخلفاء الراشدين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهي مليئة ترى بالإشكالات التي ذكرها الدكتور محمد يعني العيش في أوروبا وفي بلاد غير المسلمين يعني يكتنفها كثيراً من المخاطر خاصة التربوية والأخلاقية والدينية [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح أنك ربما يكون راتبك أعلى ربما تكون الأمور التنظيمية وأسباب الحياة والحقوق المدنية كما يسمونها الآن الحرية الخ لكنك تفقد صوت الآذان لا تكاد تسمعه ربما لا تسمعه أصلاً أيضاً النظام نفسه يعني يلزمك بترك الحرية لأبنائك فربما يعني ربما وهذا يقع كثيراً أنه تتدخل الشرطة بينك وبين أبنائك فربما تكف يدك عن تربيتهم لو أردت أن تربيهم على الصلاة أو تجبرهم على شيء من هذا أو ذاك فيخرجون من يدك وتتزوج البنت شاباً من النصارى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] عِلجاً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أو الخ وكما ذكر الشيخ يعني الجيل الثاني والثالث من أبناء المسلمين هناك[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يذوبون[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يذوبون ولا يكاد يبقى معهم من الإسلام شيئاً وهذا [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] خطير[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لا يوازن كل المكاسب التي يذكرونها يعني هذا بحسب يكفيه خسران[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد: [/FONT][FONT=&quot]بشِّروا بشِّروا ولا تنفروا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أنا أضرب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] أنا قصدي أيضاً فيه جانب الحمد لله الآن نسمع إنه الجيل الثالث من المسلمين بدأ يعود الآن إلى أصوله لأنهم صاروا يجدون تضييقاً عليهم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بسبب التضييق لكن ليس بسبب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] صحيح لكن لم يُحسن الكفار سياسة هذا الأمر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أحسنت لكن يا شيخ مساعد يعني عندما نتحدث الآن في ضوء الآيات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] في ضوء الآيات نعم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم فالله سبحانه وتعالى يتحدث عن الذين يبقون في مجتمع كافر وهم مسلمون ولا يهاجرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم طبعاً الهجرة لست واجبة الآن لكن هي كانت واجبة في ذلك الوقت[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] صحيح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الذي نزلت فيه الآيات وجوب الهجرة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولذلك توعد من ترك الهجرة مع القدرة عليها بهذا العذاب وهو في جهنم اليوم نحن نقول ليست الهجرة واجبة كما كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكن أنظر إليها أيضاً من ناحية تربوية ومن ناحية المستقبل أن تعيش في بلاد المسلمين ويعيش أبناؤك في بلاد المسلمين ويصلون مع المسلمين ويصومون مع المسلمين ويتربون بأخلاق المسلمين ويقرأون القرآن ويقرأون السنن يتربى تربية إسلامية[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يتشرب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يتشربها أو أن يذهب إلى غيرها فيعيش غريباً وحتى يمارس كل شيء بشكل خاص الخ لا شك أنه فرق بين هذا وهذا يعني هذه الفكرة يعني[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لاحظوا هناك مسألة أخرى وهي أن الإنسان إذا ضيق عليه في دينه حتى لا يستطيع إقامة الشعائر في بلده ثم هاجر من أجل أن يجد مكاناً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مكاناً يعبد الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مكاناً يعبد الله سبحانه وتعالى فيه هذا لا إشكال فيه أن الهجرة مشروعة في حقه. هناك مسألة خاصة بعصرنا وهي أن يكون الرجل داعية أو طالب علم فلا يمكّن من الدعوة إلى الله في بلده لكنه يستطيع إقامة الشعائر يصلي ويصوم ويعني يمارس بقية لكن الدعوة قد سدت أبوابها بالنسبة له فهل هذا يسوغ له أن يهاجر إلى بلد يدعو إلى الله فيه؟ الشيخ ابن عثيمين أثار هذه المسألة وقال هذه عندي محل نظر ونقول بالفعل هي مسألة تحتاج إلى يعني بحث ودراسة هل يحق للإنسان أن يهاجر إلى بلد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري: [/FONT][FONT=&quot]يعني يعتبر منعه من الدعوة تضييقاً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تضييقاً وسبباً [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] للهجرة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] للهجرة خصوصاً أنه سيذهب إلى بلاد كفار أحياناً كما حصل لبعض المسلمين أنه يذهب ويقول لأن بلدي منعوني من الكلام منعوني من الدعوة منعوني من الإمامة من الخطابة من الخ فهل هذه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والله أنا من وجهة نظري يعني الآن عندما يخرج الداعية ويدعو إلى الله سبحنه وتعالى في بلاد غير مسلمة هذا أمر مشروع في أصله أصلاً سواء كان مضيقاً عليه في بلده أو غير مضيق عليه لأنها كيف تنتشر الدعوة إلى الله وكيف يبلغ العلم إلى الناس إلا بمثل هذا وفي تصوري أنه لو أمسك الدعاة والمسلمون في أول الإسلام عن الخروج لمجرد أنهم لا يستطيعون أن يمارسوا الدعوة في بلادهم لما انتشر الإسلام أليس كذلك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] ملحظ جيد نعم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] خاصة الداعية لأن العادة أن الداعية يكون هو المؤثر في من حوله ففي بقائه في أي مجتمع سواء كان في مجتمع مسلم أو غير مسلم سيكون بقاء مؤثراً وقد لقيت أنا أحد الإخوان المتخرجين تخرج من الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة فلقيته في أحد المدن النائية الأمريكية فقال أنا أتيت إلى هنا منذ خمسة عشر سنة وكنت لا أتحدث الإنجليزية ولا أفهم فيها شيئاً قال لكن يقول درست الأمر من عدة زوايا فلما ذهب يقول ذهبت إلى هذه المدينة قال فلم أجد فيها مسجداً واحداً هذا الكلام قبل خمسة عشر سنة فقط قال الآن ولله الحمد فيها ثلاث وعشرين مسجد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما شاء الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهو ما شاء الله الذي قام عليها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما شاء الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] قال ثم المسجد الذي أنا فيه الآن نصلي فيه الجمعة ثلاث دفعات فقلت كم يستوعب المسجد قال يستوعب ما يقارب ثمانمئة إلى تسعمئة مصلي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فيصلون ثمانمئة ثم ثمانمئة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فيقول ثم نصلي ثمانمئة ثم ثمانمئة ثم ثمانمئة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أي والله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهو منقطع للتدريس والتعليم والدفن والصلاة على الموتى والخ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فانظر يعني كيف مع أنه بدأ يتعلم الإنجليزية عندما ذهب إلى هناك وهو خريج كلية الشريعة فالفكرة أن أيضاً لا بد أن ينظر هذه النظرة النظرة الإيجابية في تبليغ الدين وتعليم الجاهلين والخ فإن هذا باب عظيم من أبواب الدعوة إلى الله [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قال (فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا (97) إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً (98)) ماذا عندك أبا عبد الملك فيها؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذا استثناء من الظالمي أنفسهم لأنه قال (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ) هؤلاء استثنى منهم ليس ظالماً لنفسه من كان من[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] المستضعفين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] المستضعفين ولهذا لاحظ أن علة أولئك ادعوا أنهم من المستضعفين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] وكأنهم يعرفون أو كأنهم يعلمون أن هؤلاء معذورون فأرادوا أن يأخذوا بهذه العلة وهي الاستضعاف فالله سبحانه وتعالى بيّن أنه يخرج من الظالم نفسه من كان به هذه الصفة مستضعف لا يستطيع حيلة ولا يهتدون سبيلاً بمعنى أنه حتى المستضعف إذا استطاع حيلة فإذاً يجب عليه أن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أن يهاجر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] أن يهاجر، المرأة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم وقد حصل هذا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] اي نعم منهم الولد والرجال لكن قد يقع السؤال لماذا بدأ بالرجال؟ لاحظ قال (إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مع أنهم ليسوا مظنة الاستضعاف[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لأنهم ليسوا مظنة الاستضعاف فبدأ بهم لأنه هناك من هو مستضعف من الرجال[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني العادة أن الرجل قادر لكنني استضعف[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] نعم وهم الذين بدأ بهم في توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم، المستضعف مثلاً أجير يعني عبد أو يكون مثلاً من ذوي الأعذار أصحاب الضرر الذين سبق ذكرهم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أو تم حبسه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] أو تم حبسه وقيد مثل [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أبو جندل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] ابن نصير وأبو جندل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أبو جندل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد[/FONT][FONT=&quot]: اي نعم وعبد الله بن عياش والوليد بن الوليد ذكروا جماعة من هؤلاء كانوا قد قيّدوا بالحبس[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] يعني وضع بهم القيد لا يستطيعون فهؤلاء لا شك أنهم يدخلوا في معنى المستضعفين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فجزاؤهم قال (فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لاحظ جاء بـ "عسى" وإن كانوا قالوا عسى من الله واجبة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري، د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] واجبة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لكن فيها الدلالة على أن هؤلاء ترجى لهم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] نعم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يرجى لهم العفو مما يؤكد أن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ما فعلوه يعني عظيم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أن العقوبة على من فعل ذلك وهو غير من المستضعف أن العقوبة فيه مؤكدة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] التأكيد لما سبق[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم التأكيد لما سبق (فَأُوْلَـئِكَ عَسَى اللّهُ أَن يَعْفُوَ عَنْهُمْ) ما هو العفو يا أبا عبد الملك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] قلنا العفو الذي هو الإزالة العفو بمعنى الإزالة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] عفت الريح الأثر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] الأثر يعني كأنه أزيل عنهم آثار[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري[/FONT][FONT=&quot]: الذنب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] الذنب[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم قال (وَكَانَ اللّهُ عَفُوًّا غَفُورًا) ما الفرق بين عفواً وغفوراً أبا عبد الله؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً سبق الحديث عنها أن العفو هو محو آثار الذنب والمغفرة ستره والتجاوز عنه وعن المؤاخذة به وكلها مأخوذة يعني في معانيها اللغوية لو تتبعت كلام العرب في استخدامهم للمغفرة والعفو والرحمة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري، د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] والصفح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: والصفح عفوا والصفح (فأعرض عنهم) (فاصفح) تجد أن العفو مأخوذ من عفت الرياح آثار الأقدام بمعنى أنه يمشي الشخص في آثار التراب ثم تأتي الريح[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري[/FONT][FONT=&quot]: فتعفوا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فتعفوا الأثر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري[/FONT][FONT=&quot]: فتجد يعني[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بقايا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري[/FONT][FONT=&quot]: بقايا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك يقول اللبيد بن ربيعة في المعلقة يقول[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]عفت الديار محلها فمقامها بمنى تأبد غولها فرجامها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فيقول يعني أن هذه الرياح قد عفّت الآثار ولم تبق إلا بقايا وهذا موجود في شعر الجاهلية بكثرة وهذه العبارة موجودة بكثرة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] إذا كان العفو فيه معنى الإزالة لكن فيه بقايا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فيه بقايا تدل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] فيأتي فتأتي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] المغفرة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] تأتي المغفرة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فتأتي المغفرة لتستر الباقي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] لتستر الباقي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] اي نعم. ثم يأتي بعد ذلك الغفور الذي هو بمعنى التجاوز[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تمام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وعدم المؤاخذة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والصفح فيه المعنى الذي ذكرتموه وهو كأنك تعطيه صفحة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] عنقك[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] عنقك يعني إعراضاً عن هذا الموضوع وكأنك تنساه تماماً وهذا موجود في قوله تعالى (أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا (5) الزخرف)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] عنكم الذكر صفحاً يعني كأنك يعني تتجاهل الموضوع تنساه، [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد:[/FONT][FONT=&quot] فاعف[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ما كأنك فعلته. وهذا يعني في غاية العفو والتجاوز عن الموضوع[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا يؤكد لنا يا أخواني أن ذكر اسمين من أسماء الله لا بد أن يكون بينهما ارتباطاً ولا بد أن ينشأ منهما معنى آخر[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] دلالة الاقتران بين أسماء الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أسماء الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الحسنى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الحسنى نسأل الله سبحانه وتعالى أن ينفعنا بكتابه وأن يجعلنا جميعاً من أهل القرآن العظيم الذين هم أهل الله وخاصته نستودعكم الله على أمل اللقاء بكم في حلقة قادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وعليكم السلام[/FONT]
 
بارك الله فيكم وتقبل منكم هذه الجهود الرائعة الدؤوبة التي ننتفع بها كثيراً .
اللهم تقبل منهم وبارك لهم في أعمارهنَّ وأوقاتهنَّ وأعمالهنَّ يا رب العالمين على صبرهم على متابعة وتفريغ هذه الحلقات .
وهذه الجهود والصبر منكنَّ تدفعنا نحن المشاركين إلى الاستمرار في هذا البرنامج والصبر على ذلك .
 
الحلقات التي تم تفريغها إلى الآن :

الحلقات من 1 إلى الحلقة 18 - تم تفريغها وهي مرفوعة ضمن هذه الصفحة مع رابط الفيديو لكل حلقة.
الحلقة 21 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة 22 -
تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة 24 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة (أظن أنها الحلقة رقم 29) (تأملات في الآيات 131 - 136) - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
-----------------
الحلقات التي لم تفرّغ بعد:

الحلقة 19- الأخت نوال عزيز
الحلقة 20
الحلقة 23- الأخت رحاب محمد
الحلقة 25 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 26 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 27
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141
وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً
-------------
 
الحلقة 18 – تأملات في سورة النساء – الآيات (100 - 101)
رابط الحلقة
‫برنامج بينات الشيخ الشهري الحلقة الثامنة عشر رمضان 1432‬‎ - YouTube
(وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿١٠٠﴾ وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا ﴿١٠١﴾)
د. الخضيري: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. ما زلنا نتحدث في سورة النساء وقد وصلنا فيها الى قول الله عز وجل (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴿١٠٠﴾) هذه الآية بلا شك مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما قبلها وهي الآيات التي ورد فيها ذمُّ أولئك الذين تأخروا عن الهجرة وقد قال الله في حقّهم (إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ﴿٩٧﴾) ثم عذر الله أقواماً لعُذرهم (إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا ﴿٩٨﴾ فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا ﴿٩٩﴾). بعدما ذكر ذلك العتاب وذلك العذر بيّن أنه سبحانه وتعالى قد وعد كل من هاجر بأن يوسّع الله عليه وان يفتح له أبواب المراغمة وأبواب السعة حتى يجد ما لم يكن يتصوره أو يتوقعه. نعيش في هذه الحلقة مع هذه الآية وما يليها ونبدأ بالدكتور مساعد ماذا عندك في هذه الآية؟
د. مساعد: هذه الآية هي معطوفة على آية الذين تتوفاهم الملائكة وهي تُشعِر بتلك النفسية نفسية القاعد عن الهجرة في ذلك الوقت وكأنه من أسباب قعوده ظنّه السيئ في أنه إن خرج من موطنه فإنه لن يجد سعة لأنه تصور الأسوأ والآيات في هذا (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً) إن كنتم خائفين على الدنيا فإن الله سبحانه وتعالى سيفتح لكم هذه الدنيا فكأن فيها هذه الإشارة وكأنها تشير الى هذه النفسية القاعدة المتكاسلة عن الهجرة الى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ولهذا ربطها في قوله (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) ولم يقل "من يهاجر يجد في الأرض مراغماً كثيرا وسعة" هنا
د. الخضيري: لا بد أن يكون القيد (في سبيل الله)
د. مساعد: مع أنها قد تكون معلومة من السياق لكن إبراز هذا أنه أخلص نيته في سبيل كما أبرظنا هذا في حلقة سابقة عن صهيب الرومي رضي الله عنه مع أنه كان من أغنياء الصحابة في مكة وكان أيضاً عبداً حتى يسمى بصهيب الرومي يُنسب إلى الروم إشارة إلى أنه كان عبداً ولكن مع ذلك أغناه الله سبحنانه وتعالى فترك كل ماله في سبيل الله فوسّع الله سبحانه وتعالى عليه، وكذلك غيره من الصحابة الذين أعطاهم الله قدره في التجارة والتكسّب مثل عبدالرحمن بن عوف وغيره م من الصحابة. فالمقصود بالتنبيه على (في سبيل الله) هذا القيد بالذات هو التنبيه على أن يكون الخروج محضاً لله سبحانه وتعالى ومن فعل هذا سيجد مراغماً في الأرض وسعة
د. الخضيري: أيضاً في قضية (في سبيل الله) يا أبا عبد الملك معنى آخر فضلاً عن النية والقصد أيضاً أن يكون في سبيل الله أي مشروعاً، خروجاً مشروعاً يعني موافقاً لشرع الله فكلمة (سبيل الله)
د. الشهري: يدخل تحتها كل هذه المعاني
د. الخضيري: معنى القصد أن يكون نيته وجه الله سبحانه وتعالى والدار الآخرة وأيضاً أن يكون موافقاً لشرع الله عز وجل في سبيله ليس خارجاً عنه
د. الشهري: هذه الآية فيها معنى جميل جداً نريد أن نلفت نظر الإخوة المشاهدين إليه وهو أن القرآن الكريم والاسلام جاء يفتح باب الأمل واسعاً أمام المسلم وأن الاسلام هو فتح لباب الأمل بكل معانيه: الأمل في رحمة الله سبحانه وتعالى والأمل في الدنيا سعة الرزق وفي مراغمة الأعداء وفي كيدهم وفي كبتهم.
المعنى الأول وهو الحسّي الذي ذكرتموه الهجرة في سبيل الله مضيّق عليك لا تستطيع أن تقيم دينك ولا تقيم شعائر هذا الدين فتخرج من هذا الضيق فيقول الله سبحانه وتعالى (وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً) والمراغم الكثير هو الأمر الذي ترغم به أعداء الله سبحانه وتعالى فأنت تخرج فتقيم دينك، إقامتك لدينك مراغمة لهم، ولذلك لاحظوا في قول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة (مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ (120)) لذلك أعجبتني – لا أذكر - في مقدمة الرافعي أو الشيخ محمد الخضر حسين يكتب في احدى مقدماته أو في مقالاته مقالة يرد بها على بعض الذين يثيرون الشبهات حول القرآن فقال: وأرجو أن يكون ما كتبته في هذا موطئا أطأ به موطئاً يغيظ أعداء الله. الفكره فكرة التوسيع والفكرة فكرة فتح باب الأمل قد يظن الذي يهاجر دائماً أنه سيتعرض للفقر ويتعرض للحاجة ويتعرض للغربة والله سبحانه وهو العليم بما كان وما لم يكن وما سيكون يقول لا، إذا هاجرت في سبيل الله فأبشر بالسعة وأبشر بالخير ووأبشر بالفضل
أيضا نقطة أخرى وهي الهجرة المعنوية الآن بعض الناس وهو غير مستقيم على أوامر الله وبعض الناس يظن أن الالتزام بأوامر الله والالتزام بهذا الدين وشعائر السنة وتتبع سنن النبي صلى الله عليه وسلم والالتزام بها هو تضييق على النفس في حين أنها بخلاف ذلك فإن الالتزام بسنة النبي هو السعة الحقيقية وأن تتبع الشهوات هو الضيق. تعال عند من يشرب المسكرات مثلاً ويرى أنه بهذا وسّع على نفسه وعلى صدره يفرفش هو يظن ذلك هو في الحقيقة يعيش في ضيق لا يعلمه الا الله وأن السعة الحقيقية والسعادة الحقيقية هي في الاستجابة لأمر الله وترك المحرمات وهذا فتح لباب الأمل وهو هجرة في الحقيقة هجرة من المعصية الى الطاعة بكل معانيها
د. الخضيري: مما يضاف أن كل من أُغلق عليه باب من أبواب الخير بسبب منه أو بسبب من غيره كسلطان قاهر يجب عليه أن يعلم أن الأسباب التي يعبد الله من خلالها أو يراغم بها أعداء الله أو يقدم فيها خدمة للدين أنها كثيرة جداً
د. الشهري: وأنها أوسع من أن تغلق كلها
د. الخضيري: أنت تتوقع أنهم عندما أغلقوا مثلا باب الشريط الاسلامي أنه انتهت الدعوة وفني الدين وأن المسلين عادوا إلى ظلمات الجهل وهذا ليس بصحيح بالعكس يٌغلق هذا الباب فيفتح الله سبحانه وتعالى بسببه أبواباً كثيرة، لاحظ قبل عشرين سنة كان الشريط له صولة وجولة وكان هو المحرك والدافع الآن لا مقام له ولا أحد يسأل عنه.
د. الشهري: أعطاني أحد الإخوة شريطاً أستمع إليه وإلى الآن لم أجد جهازاً أستمع به إليه، سيارتي ليس فيها مسجّل، انقرضت
د. الطيار: والبيت فسد المسجل فتركته ولم تصلحه! في قوله (مراغماً) قيل أنه مأخوذ من الرَغام وهو التراب وكان أحدهم يضع وجه صاحبه على الرغام كأنه يذلّه رغم أنفه
د. الشهري: رغِم أنفه
د. الطيار: رغم أنفه، فكأنه مأخوذ من هذا. (يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا) يعني يجد مكاناً يُراغم فيه غيره ممن كان يضيّق عليه. ولهذا سبحان الله لما تكلمت عن الساعة يا أبا عبد الله لاحظ أنه قال (يَجِدْ فِي الأَرْضِ)
د. الشهري: ذات الطول والعرض
د. الطيار: الأرض كلها. قال (قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ) يعني مكة فأطلقوا على مكة الأرض كأنه ليس هناك مكان في الأرض إلا مكة
د. الشهري: هذه يبدو أنها نظره مشتركة لصاحب الوطن يرى أن أرضه هي الوطن الوحيد وأما ما سواه لا يستطيع أن يعيش في غيرها
د. الطيار: قوله (يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً) أي يستطيع أن يراغم عدوه في مواطن كثيرة جداً، هذا الذي ذلّك وأرغمك على البقاء إذا أنت خرجت ستجد أراضي كثيرة جداً واسعة تستطيع أن تراغم فيها عدوك ذاك الذي أذلك
د. الخضيري: كذلك الآية فيها الدلالة على أن مراغمة الأعداء أمر مطلوب وقبل قليل تلوتَ علينا قوله (وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ) وهو أن الانسان ينبغي له أن يقصد الى مراغمة الكفار وإغاظتهم والنيل منهم وشفاء الصدور بسبب أعمالهم التي يعملونها في أهل الايمان أو في حق الله سبحانه وتعالى كالشرك به ونسبة الولد إليه. قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً (123) التوبة) فالمقصود أن البحث عن الوسائل التي يكون فيها إغاظة لأعداء الله مطلوب من أهل الاسلام
د. الشهري: وهذا ما يسمونه اليوم في النظريات العسكرية ما يسمونه نظرية الردع وبعضهم يسميها نظرية الردع الاستراتيجي بمعنى أنك أنت عندما تمتلك القوة ليس بالضرورة أنك تقصد الاعتداء على الآخرين وظلم الناس ولكن أن تمتلك القوة التي تجعل عدوك يهابك ويرهبك وتحفظ حقوقك وأيضاً حتى تُقنع الناس بما عندك لأن الناس لا تقتنع إلا بالقوة ويكون لك مكانة وقدرة تستطيع من خلالها أن تنتصف ممن ظلمك وأن تكفّ يد المعتدي لو اعتدى، هذا مطلب شرعي ذكره الله في القرآن في مواطن كثيرة فقال (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ (60) الأنفال) ولم يقل تعتدون به، بل إنه عندما قال (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ (194) البقرة) عبّر بالاعتداء هنا عن الاقتصاص في مقابلة الاعتداء لكن الأصل أنه ليس هناك اعتداء في الاسلام بل هو دين سلام بمعنى الكلمة لكن أيضاً أن يكون لك من الرادع والقوة ما يجعل الآخرين يهابونك فهذا مطلب. فكذلك هنا في قوله سبحانه وتعالى (وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ) العدو عدوك يكره أن ينالك خير، أن تتعلم، أن تكتشف، أن تُصنّع، أن يكون عندك اكتفاء ذاتي في شرب الماء هذا يغيظه، أن يكون عندك اكتفاء ذاتي في التصنيع هذا يغيظه لأنهم يريدون أن تبقى معتمداً عليهم فالله سبحانه وتعالى يثبت في هذه الآيات أن مراغمة الأعداء مطلوبة
د. الخضيري: هذه الآية ألا ترون أنها أصل في كون المسلم لا يتوقف يتحرك أن يكون فاعلاً لا يستسلم للواقع الذي فُرض عليه ويتوقع أنه لا مجال للحركة ولا مجال للقيام بأمر الله عز وجل. يقولون "الأحدب يعرف كيف ينام" لو ضُيق عليك وفعلوا فيك ما فعلوا ستجد مجالاً واسعاً لا أقول أرضاً واسعة بل مجالاً واسعاً للعمل والتأثير والتغيير وتقديم خدمة لدين الله ونفع للناس
د. الطيار: قوله (وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ) لاحظ هذه الحالة الخاصة حدثت لبعضهم وليست هي الحالة الأصل. الحالة الأصل أن من يهاجر يصل الى المكان الذي يريد. فهذه الحالة الخاصة أيضاً لأهميتها ولأنه يُتوقع السؤال عنها ما شأن من خرج مهاجراً ثم مات؟ هذه ذكرها هنا (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ) أنتم انسوا الأمر أجره على الله ومن كان أجره على الله فهو ليس له حدود
د. الشهري: فأولئك يوفيهم أجورهم عندما قال في صيام رمضان عندما قال "إلا الصوم فأنا أجزي به" إشارة على أنه لا يُسأل عن كثرته
د. الطيار: وكأنه وقع السؤال هنا عن حالة حدثت وقع خلاف بين المسلمين عن الذي
د. الخضيري: خرج من بيته ولم يدرك مراده فصارت قاعده شرعية وهي أن كل من سعى إلى خير ولم يصل إلى ما سعى إليه جعل الله له أجر من وصل إليه وهذه عظيمة جداً
د. الشهري: ولا يملكها الا الله سبحانه وتعالى
د. الخضيري: نفترض أنك ذهبت إلى العمرة وفي الطريق حيل بينك وبين أدائها لأي سبب من الأسباب حتى لو كان نظامياً ليس عندك تصريح أو رخصة أو جواز أو غيره فرُددت فقد كتب الله أجرك. أذكر في هذه المناسبة في قضية الحج أن الدكتور يحيى اليحيى حدثني كان من أوائل من سافروا الى بلد الجمهوريات الاسلامية بعد أن زالت عنها الشيوعية المهم قابل رجلاً ففرح ذلك الرجل لمقابلته وقال له تمنيت أن يكون أبي موجوداً ليراك قلت لماذا؟ قال لأن والدي بقي 40 سنة يذهب من بلادنا أظنه من داغستان إلى موسكو من أجل أن يستخرج تصريح الحج فيُرد، فقلت أنا للشيخ يحيى لعل الله كتب له أجر حجة أربعين سنة بهذا السعي لأنه ما كان يحول بينه وبين الحج إلا هذا النظام الذي كان في العهد الشيوعي أنه ما كان يسمح بالذهاب إلى الحج والعودة. يخرج من بيته مهاجراً الى الله ورسوله ثم يُمنع – ما نقول يدركه الموت- بل يُمنع من الوصول الى حاجته مع صِدقه يكتب الله له أجر الذين قد عملوا ذلك العمل موفراً وهو في بيته كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر "إن في المدينة أقواماً ما سرتم مسيراً ولا وطأتم وادياً إلا كانوا معكم، حبسهم العذر "
د. الطيار: أيضاً لاحظ أنه رد القضية قال (إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ) وهنا يذكرنا بحديث "فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه"
د. الشهري: هذه الآية فيها فائدة وهي قوله سبحانه وتعالى (وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ) فيها دلالة على أهمية المبادرة الى العمل الصالح وإلى المشروعات الصالحة لأنك أنت طليب الموت فالموت يطلبك ولذلك قال هنا (يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ) فيه إشارة أن الموت يطلبك فبادر للعمل قبل أن يصل إليك ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم "بادروا بالأعمال" ولذلك عبّر هنا قال (يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ)
د. الطيار: لكن لاحظ أيضاً أنه قال (مِن بَيْتِهِ) كأنه تخلى عن شيء يملكه
د. الخضيري: وأشق الأشياء أن يخرج الإنسان من السكن الذي يسكن فيه ويأوي إليه وهو من أشق الأشياء التي يحصل عليها الانسان هو البيت الذي يأوي إليه وهذا بالتجربة وجدناه ويمكن الزواج أحياناً أيسر عليه من الوصول إلى البيت لما فيه من الكلفة والمؤونة والتعب والشقاء الكثير
د. الشهري: وفيه أيضاً المعنى الذي ذكرتموه معنى الارتباط بالبيت وأنه عزيز وغالي ولم يقل ومن يخرج من وطنه وإنما عبّر بخاصة الخاصة البيت وهو الوطن الخاص
د. الخضيري: قوله (فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلى اللّهِ) قوله (على الله) ألا ترون أن فيها معنى الالتزام والضمان؟ كأنه يقول حقك عندي ومن يقول هذا؟ الله جل جلاله، والله لايخلف الميعاد أي اطمئن غاية الطمأنينة بأنه لن يفوتك شيء من الأجر الذي أنت كنت تطلبه فهو على الله، إنس الموضوع!
قوله (وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) سر التعقيب بهذا يا أبا عبد الملك؟
د. الطيار: يبدو والله أعلم أنه لما قال (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً) لما تكلم أن هناك تقصير من العباد في هذا الجانب فقدّم سبحانه وتعالى المغفرة أي أن الله قد غفر لهم كل تقصير أو تأخير في الهجرة
د. الخضيري: ألا يمكن أن يدخل فيها أن الانسان قد يهاجر ولا يزال مرتبطاً بوطنه فيتردد أحياناً ويحصل عنده شيء من هواجيس ابليس في الشك في موعود الله عز وجل هذا لا يسلم منه أحد فالله يقول يغفر لكم ذلك ويرحمكم لأنكم لا تطيقون الخروج من هذا الأمر ومع ذلك ربكم رحيم فمن هو الذي يقول أنا خرجت ونسيت كل شيء وتركت كل شيء وراء ظهري وأقبلت على الله سبحانه وتعالى وأنا واثق في موعوده كأني أراه بين عيني؟! هذا خُلّص من الناس قد لا يرقى كثير من المؤمنين إلى أن يصلوا إلى هذا المقام، الله يتجاوز
د. الطيار: سعة رحمة الله مع النفس البشرية وهذا سبق أن نبهنا عليه أن الله سبحانه وتعالى يتعامل مع واقعية العبد فهو الذي خلقه وهو أدرى به وهو الذي أعطاه هذه النفس ويقول أنا أدرى بنفسك ماذا تحتاج؟ كيف تفكر؟ ماذا تكّنّ؟ فالله غفور رحيم
د. الخضيري: أنا أقول أن هذه مناسبة لمن؟ لأولئك الذين قد يُحجمون عن بعض الأعمال خوفاً من الرياء أو خوفاً من وقوع قوادح في الأعمال خصوصاً قوادح الاخلاص لأنها خفيه جداً ولا يكاد يسلم منها أحد. والله ما نثق في عمل عملناه أننا استطعنا أن نتجرد فيه من حظوظ أنفسنا أو من هذه الشهوات الخفية من عُجب ورياء أو شيء من قوادح الشرك التي هي أخفى من دبيب النمل، هل هذه تصرفك عن أن تقدم وتتقرب وأن تعمل؟ لا، يجب عليك أن تستحضر في هذه الحالة ما دام أن الذي بعثك على هذا العمل هو إخلاص العمل لله وهناك ثغرات داخل ذلك العمل لا تكاد تخلص منها فتقول عسى الله أن يعفو عني وكان الله غفوراً رحيماً. هنا تأتي مغفرة الله ورحمته وينبغي للانسان أن يحسن الظن بربه في هذا الميدان. الآن عندما تؤم الناس تُحسِّن صوتك وتجوِّد ما استطعت يحدث أن يدخل في ذلك العمل شيء من حظوظ النفس فتخاف أن تقع في الرياء يجب عليك أن تستحضر وأنت خائف أن الله غفور رحيم ولو ردّك مثل هذه المخاوف عن هذا العمل لما بقي أحد يعمل ولما عملت أنت شيئاً
د. الشهري: وللعلم هناك كثير من الصالحين يمتنع عن أعمال الخير بسبب هذه الطوارئ والأفكار، يقول نسأل الله الإخلاص ويظن أن الذي يعمل العمل يزكّي نفسه أنه خالص مئة بالمئة لا يمكن هذا ولا يمكن أن يدعي أحد بأنه عمل عملاً خالصاً لوجه الله لأن الله هو الذي يطلع على النفوس سبحانه وتعالى. ولذلك تلاحظوا في حديث الثلاثة الذين آواهم الغار ثم انطبقت عليهم الصخرة فتوسلوا الى الله بأعمال صالحة فكان كل واحد منهم يقول اللهم إن كنت عملت هذا خالصاً لوجهك الكريم فافرج عنا ما نحن فيه، من هو الذي يعلم أنك عملته خالصاً لوجهه الكريم؟ لا يدّعي أحد على وجه الأرض لا من نبي مرسل ولا ملك أنك فعلت هذا خالصاً لا يعلمه إلا الله فاطر السموات؟ هذه أعمال قلبية لا يستطيع أن يزكي فيها نفسه ولكن الانسان يجتهد ويجّوّد ويسأل الله الاخلاص ويعمل والله هو الذي يبارك ولعل الله سبحانه وتعالى مع العمل والاستمرار يصلح النيّات
د. الخضيري: ولذلك شيخ الاسلام ابن تيمية له موقف جميل جداً في قضية من ينهى الناس عن العمل خشية الرياء قال هذا لم يكن من عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا طريقته مع أصحابه أن يقول لا تعمل كذا خشية الرياء بل كانت طريقة القرآن وطريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمر بالعمل والأمر بالاخلاص. الآن من الناس خطيب مسجد تقول والله أخشى عليك من الرياء، أخشى عليك من الشيطان أن يفس عليك عملك! ما كانت هذه طريقة محمد صلى الله عليه وسلم بل يقال: أقدِم، إعمل وأخلِص وجاهد نفسك فقد تكون بلغت مقام المجاهدين في ميدان الاخلاص أن تجاهد في دفع هذه الطوارئ وهذه الأشياء التي تشغل عليك في عملك. هذه طريقة المنافقين ولذلك قال (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ (79) التوبة) يلمزون المطوعين في ماذا؟ يقولون ما حمل فلان على أن تصدق إلا الرياء
د. الشهري: إذا كان كثيرا
د. الخضيري: إذا كان كثيراً وأما أصحاب القليل فيسخرون منهم يقولون إن الله غني عن صدقتكم فأولئك ما سلموا منهم وهؤلاء ما سلموا منهم. فيقول أبدأ لم يكن هذا من عهد رسول الله ولا من طريقته لتربية أصحابه.
د. الشهري: ولو تأملت في صنيع هؤلاء حتى من ناحية واقعية لوجدت أنهم يفسدون الأديان لأنه لن يقوم أحد بهذا الدين إذا كان كل أحد يقول لن أقوم بهذا العمل خشية من الرياء فمن يبقى إذن؟ ولذلك أعجبني بيت شعر قديم يقول:
إذا لم يعظ في الناس من هو مذنب فمن يعظ العاصين بعد محمد
د. الخضيري: لا أحد، وقال عمر بن عبدالعزيز كلمة نحو هذا البيت لما قيل له كيف يأمر أحدنا بالمعروف وينهى عن المنكر وهو لم يسلم منهما فقال "ود الشيطان أن يكون نال من أحدكم هذا حتى لا يبقى أحد يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بل على الإنسان أن يأمر بالمعروف ولو كان يقصّر فيه وينهى عن المنكر ولو كان يقصّر فيه، هذه مهمة جداً
د. الشهري: الدين فيه واقعية عجيبة مع النفس البشرية (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14) الملك) عندما يأمرك وينهاك فكل هذا ما تقبله فطرتك
د. الخضيري: في قوله (وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) عندما قال (كان) ما الذي تدل عليه (كان) يا أبا عبد الله؟
د. الشهري: هذه من الصفات التي تتميز بها (كان) لذلك قالوا كان وأخواتها ولم يقولوا ليس وأخواتها مع أنها من أخوات كان لكن لها مميزان تختلف عن غيرها، هي الأخت الكبرى وهي أم الباب فمن مزاياها أنها تأتي مسلوبة (ناقصة) لكن هنا (وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) ليس معناها أنه كان غفوراً رحيما في الماضي وأما في المستقبل فلم يعد، لا، وإنما تدل على خلاف ما يفهمه الناس منها (وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) أي إن الله غفور رحيم مغفرة ورحمة دائمة مستمرة في الماضي وفي المستقبل، هذا معناها. وكثير من الناس يفهم القرآن الكريم على لغتنا اليوم عندنا تقصير في لغتنا العربية وفي دراستها لكن عندما ترجع الى لغة العرب قبل القرآن الكريم تجد أنهم يستخدمونها بنفس هذا الأسلوب أن (كان) تستخدم أحياناً للاشارة إلى الدوام وشدة الاتصاف بهذا الوصف (وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) يعني شديد الاتصاف بصفة المغفرة وصفة الرحمة وهذا فتح لباب الرجاء
د. الخضيري: وفي قوله (وَكَانَ اللّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) قلت (كان الناقصة) هل هناك واحدة تامة؟
د. الطيار: نعم، كان لتامة التي تكتفي بمرفوعها
د. الشهري: (وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة)
د. الخضيري: أما التي تحتاج إلى مبتدأ وخبر هذه يسمونها ناقصة، وتسمية نقصان هنا اصطلاحي. قال (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ (101)) هذه الآية نزلت تخفيفاً من الله على عباده المؤمنين أنهم إذا ضربوا في الأرض أي سافروا فليس عليهم جناح أن يقصروا من الصلاة. رفع الجناح، رفعُ الجناح لا يعني أن هذا الشيء مباح وليس مستحباً وعزيمة وإنما لأن الأصل أن تؤدى الصلاة تامة كاملة بيّن الله رفع الجناح عمن قصرها في حال السفر قال (إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ) هذه تدل على أن الآية نزلت في حالة معينة وهي بداية مشروعية قصر الصلاة وأنه كان رخصة للمؤمنين عندما كانوا يذهبون للقتال في سبيل الله ولذلك قال (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ) قيّدها
د. الشهري: نحن الآن نقصر الصلاة في كل سفر دون أن يكون هنالك خوف من الذين كفروا
د. الخضيري: فهي نزلت في بداية الأمر لهذا المعنى ثم صارت بعد ذلك رخصة من الله عز وجل لعباده في كل ضرب في الأرض وإن لم نخف من الذين كفروا وهذا الإشكال ذكره عمر
د. الشهري: ذكره يعلى عندما سأل عمر فقال له يا أمير المؤمنين (إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ) وقد أمن الناس اليوم فقال لقد سألت رسول الله عما سألت عنه فقال هي صدقة تصدّق الله بها عليكم فاقبلوها
د. الخضيري: لذلك أخذ العلماء من ذلك أن قصر الصلاة عزيمة وليس برُخْصة، هو رُخْصة من حيث المعنى أنه تخفيف ولكن هو عزيمة من حيث أنه لا ينبغي للانسان أن يدع القصر في سفره هي سنة لو تركها الإنسان لقلنا فعلت مكروهاً إذا قال أنا أريد أن أتم الصلاة نقول له لا، إثنتان للمسافر أفضل من أربع بخلاف الجمع الجمع رخصة يفعلها الانسان متى احتاج إليه ولو ترك الإنسان ذلك وصلّى كل صلاة في وقتها فلا حرج عليه.
د. الطيار: أيضاً من لطائف المناسبات أنه قال (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ) قبلها كان يتكلم (وَمَن يَخْرُجْ مِن بَيْتِهِ مُهَاجِرًا) لما ذكر حال سفر ناسب أن يذكر شيئاً متعلقاً بالسفر في عبادة أخرى تلك عبادة الهجرة وهذه عبادة الصلاة وكأن من يهاجر سوف يسافر وهو محتاج الى حكم من هذه الأحكام
د. الخضيري: وفي الغالب أنه يخاف من الذين كفروا أن يفتنوه فنزلت الآية مراعاة لحاله
د. الطيار: أيضاً هذه مناسبة أخرى
د. الشهري: وهذه قد تصلح دليلاً في باب في أصول الفقه في قضية تأخير البيان عن وقت الحاجة. لاحظوا هنا عندما كان هناك حاجة لبيان حكم السفر والصلاة فيها أنت دعوته للهجرة قلت له اخرج فهو سيحتاج قطعاً إلى هذه فقال إذا سافرت فاقصر الصلاة فكان في هذه بيان عند الحاجة إليه.
د. الخضيري: وفيها أيضاً بيان أنه على العبد أن يراعي أحكام الله في كل حال فأنت إذا كنت مطمئنااً تراعي أحكام الصلاة وتقيمها وإذا كنت في سفر تراعي أحكام الصلاة وتقيمها، قصدي ما يُظن أن الصلاة لا تُقام إلا في حال معينة بل الصلاة معك في كل حال وعليك أن تجتهد في اقامتها والقيام بها والله عز وجل يخفف عنك بقدر حالك ولذلك هنا خفف قصّر أمرنا بالقصر وسيأتينا في صلاة الخوف بعد قليل خفف الله عز وجل فنظام الصلاة كله يتغير بمناسبة الخوف الذي يقع على المؤمنين.
د. الشهري: عندي سؤال في الرجل مع الصلاة والمرأة مع الصلاة فالآن في حال الخوف والحرب فالله عز وجل لم يعفو عن الرجل ويقول أنت معفو عنك الصلاة طيلة الحرب ثم تبدأ تصلي بعد انتهاء الحرب وإنما قال تصلي (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ) في حال أن المرأة إذا حاضت فإنها تُعفى من الصلاة فلا تقضي ولا تصلي حتى ينتهي عذرها ثم تبدأ الصلاة وكذلك النفساء أما الرجل فلا يعفى عن الصلاة أبداً مطلقاً، فلماذا لا يلتفت إلى هذا الجانب في تكريم المرأة وفي العفو عنها؟ وفي أن الله سبحانه وتعالى راعى أصل خلقتها، الرجل ليس عنده هذه المزية بل هو مأمور بالصلاة في كل حال لا بد أن يصلي، ما رأيك؟ هل هناك من العلماء من تحدّث لماذا لم يعفى عن الرجل من الصلاة في مثل هذه المناسبات؟
د. الطيار: هم ذكروه من باب تعظيم قدر الصلاة أنه حتى في مثل هذه الحال الذي يحتاجون فيه إلى التخفيف أُمروا بالصلاة على أي حال كانوا فهم يذكرونه في هذا الجانب
د. الشهري: إذن ليس هناك حال يعفى الرجل من الصلاة لا في الحرب ولا في السلم
د. الطيار: أبداً لكن الموازنة بين أمرين متباعدين يحتاج إلى ذهن يجمع بينهما. (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ) ما الفرق بينها وبين ليس جناح عليكم؟
د. الخضيري: فيها العناية بهم
د. الطيار: إنما هم المقصودون فقدم الجار والمجرور. رفعُ الجُناح (ليس عليكم جُناح) أي إثم
د. الشهري: لأن الجُنحة هي الاثم والخروج عن النظام أو الاستواء
د. الطيار: هذا الخطاب (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ) يبدو أنه ورد في أكثر من موطن وأنا ألفت النظر إلى أن مثل هذه التعبيرات في القرآن قليلة يجب أن تجمع وتدرس دراسة بلاغية
د. الخضيري: مثل (إن الصفا والمروة )
د. الطيار: أيضاً نفس القضية ما الفرق بين (فلا جناح عليكم) و(ليس عليكم جناح)؟ كأنه أمر يحسون فيه بتقصير لأنه قصر من الصلاة كانت رباعية فتقصر قال (فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ) لكن العجيب وهذه بعض العلماء لفت إليها تدخل في باب العلل أحياناً تدرك وأحياناً لا تدرك. عائشة رضي الله عنها كانت ترى أن الصلاة فرضت ركعتين فأُقرت صلاة السفر وأُتمت صلاة الحضر مذهبها هذا على أن صلاة السفر الآن فريضة ركعتين
د. الخضيري: ولهذا استدل بعضهم بهذا على وجوب قصر الصلاة ومنهم الحنفية وشاركهم بعض العلماء المحققين.
د. الشهري: لكن يبدو لي والله أعلم أنه لا يمكن أن تكون قصرت الصلاة إلا وأن تكون قبل ذلك تامة لا يعبّر بلفظ القصر إلا لشيء كان تاماً
د. الطيار: هذا كلام صحيح لكن مذهب عائشة رضي الله عنها ذكرت هذا والمقصود الخروج إلى أمر وهو أن القصر على كلام عائشة رضي الله عنها أن الظهر ركعتان الفجر ركعتان حتى المغرب ركعتان
د. الشهري: إذن على مذهب عائشة رضي الله عنها أن الصلاة كانت ركعتين ثم أصبحت أربع ثم جاءت الحاجة إلى الصلاة في السفر والحديث عنها في هذه الآية فقال لا الصلاة في السفر تبقى كما كانت في الحضر قديماً ركعتين كأن هذا تاريخياً عن كلام عائشة رضي الله عنها.
د. الطيار: لكن ليس هذا هو المذهب الصواب لأن صلاة المغرب لم تتأثر لأنها ثلاثية مما يدل على أنها أصل
د. الشهري: إذن الحديث عن الرباعية وهي الظهر والعصر والعشاء أما ما سواها فلم يدخله القصر.
د. الخضيري: لم يقل تقصروا الصلاة وإنما قال (أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ) ما دلالة هذه؟ قد يكون من دلالته أن الصلاة ليست كلها تُقصر وإنما يقصر شيء منها وهي الظهر والعصر والعشاء.
د. الطيار: شيء منها أي من الصلوات الخمس الذي يصح فيه القصر أو التجزئة
د. الخضيري: وأيضاً دلالة أخرى قال تقصرون منها ولم يقل تقصروها لأنه لو قال تقصروها لكان الناس يكتفون بتكبيرات الاحرام وقرآءة الفاتحة فقال تقصروا منها شيئاً ولا تقصروها بالكليّة فهذه أيضاً دلالة لقوله (أَن تَقْصُرُواْ مِنَ الصَّلاَةِ). قال (إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ) ثم قال (إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا) ما حكمة التذييل بهذا؟
د. الطيار: هذا نوع من الاستطراد لما ذكر الكفار (إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ) أراد أن يذكر فائدة مرتبطة بهم فقال (إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا) فكأنه نوع من الاستطراد لما ذكر حال هذه الصلاة وسبب القصر. (إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ)
د. الخضيري: كيف يفتتنونكم؟ لأنهم كانوا عدواً لكم.
د. الطيار: (إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا) وكأن هذا في بداية الأمر نزلت هذه الآية وربطها أيضاً بمن يهاجر فيخشى على نفسه فهو بحاجة الى الاسراع مثل الهارب فكونه يقصر الرباعية لا يطيل فيها والسنن تسقط في السفر ففي مثل هذه الحال هو بحاجة إلى أن يسرع في الأمر فقصرت الصلاة خشية أن يدركه الذين كفروا
لكن هذا لا يعني أن الأمر في قصر الصلاة مقيّد بهذا القيد. هذا القيد إما أن يكون قيداً في أول الاسلام اشير إلى ما يحصل في أول الاسلام وما أن يكون وصفاً كاشفاً مجرد فقط إشارة إلى حدث معين فقط.
د. الخضيري: قوله (إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا) لاحظوا كيف الله سبحانه وتعالى بيّن عداوة الكافرين وأنها عداوة ظاهرة بينة تظهر لكل أحد، هذا الذي لم تظهر له عداوة الكافرين لا شك أنه ممن طُمس على بصيرته وهذا يظهر مع الأسف من كثير من الناس الذين سايروا الأوضاع وحاولوا أن يدجّنوا الاسلام بحيث لا تبين لهم عداوة الكافرين فيقول أبداً هذه أمم تعيش لمصالح عامة لنا فهم يصنعون لنا ويفعلون ولكنه ينسى أنهم ذوو عداوة مبينة لأهل الاسلام. لعلنا نختم بهذا ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا جميعاً من أهل القرآن وخاصته والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
تفريغ الحلقة الثامنة عشرة قامت به مشكورة مأجورة الأخت نوال عزيز جزاها الله خيراً وقد تمت مراجعتها وتنقيحها. بورك بجميع الأخوات اللواتي يساعدن في تفريغ حلقات هذا البرنامج المبارك.
 
بارك الله فيكن أخواتي الفاضلات ...
سأفرغ الحلقة (27 ) إن لم يكن شرع في تفريغها أحد ... فأرجو الرد بارك الله فيكم ...
 
جزاكن الله خيراً أخواتي الكريمات نوال عزيز وأم عبد الله
يمكنكما تفريغ الحلقات التي أردتما
الأخت نوال: الحلقة العشرون
الأخت أم عبد الله : الحلقة 27
لكن رجاء أن يتم إرسال التفريغ لي قبل رفعه لأن العادة جرت أن يتم التنقيح قبل رفع اي شيء على الملتقى بارك الله بكن
 
الحلقات التي تم تفريغها إلى الآن :

الحلقات من 1 إلى الحلقة 19 - تم تفريغها وهي مرفوعة ضمن هذه الصفحة مع رابط الفيديو لكل حلقة.
الحلقة 21 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة 22 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة 24 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة (أظن أنها الحلقة رقم 29) (تأملات في الآيات 131 - 136) - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
-----------------
الحلقات التي لم تفرّغ بعد:

الحلقة 20: الأخت نوال عزيز
الحلقة 23- الأخت رحاب محمد
الحلقة 25 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 26 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 27: الأخت أم عبد الله
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141
وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً
-------------
 
لا أدري عن ترقيم للقات من موقع الدكتور مساعد لكن نحن رقمناها مع الأخت أم الحارث بناء على تسلسل الآيات والحلقة 27 عندي هي :
الحلقة 27 – تأملات في سورة النساء – الآيات (125 – 127)
والأفضل أن تعتمدي الروابط الموجودة في قناة الملتقى على اليوتيوب لأنها هي التي رتبناها بارك الله بك
 
الحمد لله حصلت على الحلقة (27 ) في قناة الملتقى كما ذكرت أختي الفاضلة ....
جاااااااااااااااري التفريغ .. والله المستعان ...
 
الحلقات التي تم تفريغها إلى الآن :

الحلقات من 1 إلى الحلقة 19 - تم تفريغها وهي مرفوعة ضمن هذه الصفحة مع رابط الفيديو لكل حلقة.
الحلقة 21 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة 22 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة 24 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة 27 - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
الحلقة (أظن أنها الحلقة رقم 29) (تأملات في الآيات 131 - 136) - تم تفريغها وسترفع بالتسلسل عندما تنتهي الحلقات التي قبلها
-----------------
الحلقات التي لم تفرّغ بعد:

الحلقة 20: الأخت نوال عزيز
الحلقة 23- الأخت رحاب محمد
الحلقة 25 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 26 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141
وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً
-------------
 
الأخوات الكريمات أتابع بإذن الله استكمال تفريغ وتنقيح ما تبقى من حلقات برنامج بينات للعام 1432 هـ قبل أن يحل علينا شهر رمضان المقبل إن شاء الله تعالى. وقد راجعت ما لدي من تفريغ وتبين أن الحلقات التالية لم تفريغ بعد فأرجو ممن ترغب في المساعدة التواصل معي لتحديد الحلقات وجزاكن الله خيراً

الحلقات التي لم تفرّغ بعد:

الحلقة 20: الأخت نوال عزيز
الحلقة 25 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 26 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141
وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً

وأرجو من الأخت نوال عزيز ومن الأخت راجية الفردوس إبلاغي بما وصلوا إليه من تفريغ وإن لم يبدأوا به بعد فأرجو أيضاً ابلاغي لتقوم غيرهن من الأخوات بالتفريغ.
شكر الله لكن هذا الجهد وتقبل من الجميع
 
أختي الكريمة راجية الفردوس أرسلت الأخت محبة الاسلام مشكورة مأجورة تسأل إن كنت بحاجة للمساعدة في التفريغ فإن كنت باشرت في واحدة من الحلقات أبلعيني أيها وستتولى الأخت محبة تفريغ الحلقة الأخرى لتخفف عنك الضغط إن شاء الله. وهذا ليس غريباً عن الأخت محبة فهي سباقة للخير والمساعدة والتفريغ وتعمل بكل جهد ونشاط أعجز عن شكرها بما يوازي مجهودها وإخلاصها في عملها فجزاها الله عنا جميعاً كل خير.
ننتظر ردك أختي الكريمة بارك الله بك
 
بارك الله فيك وفي الأخت محبة الإسلام
نعم أعمل الآن في تفريغ حلقة 25
الحلقة 26 لم أبدأ بها بعد ..
باذن الله أرسلها لك فور انتهائي منها
 
بإذن الله تعالى أختي الكريمة كتب الله أجرك.

الحلقات التي لم تفرّغ بعد:

الحلقة 20: الأخت محبة الاسلام
الحلقة 25 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 26 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141 - الأخت رحاب محمد
وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً
 
آخر تحديث لتفريغ الحلقات:


الحلقة 20: الأخت محبة الاسلام - تم التفريغ

الحلقة 25 - الأخت راجية الفردوس
الحلقة 26 - الأخت محبة الاسلام
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141 - الأخت رحاب محمد

وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً
 
نتابع بإذن الله تعالى رفع الحلقات التي تم تفريغها وتنقيحها ونبدأ من حيث توقفنا وهذه الحلقة 19

[FONT=&quot]الحلقة 19 – تأملات في سورة النساء – الآيات (101 –103)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]http: //www.youtube.com/watch?v=nmKv6m7_Qrc&feature=player_embedded[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا (102) فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)) النساء[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. نُكمِل ما بدأنا به مع الأخوين الكريمين د. عبد الرحمن ود. محمد ووقفنا عند قوله تعالى (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُواْ فَلْيَكُونُواْ مِن وَرَآئِكُمْ وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ إِنَّ اللّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُّهِينًا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](102)) ولعلنا نبتدئ بذكر المناسبة بين هذه الآية والآية التي قبلها، تلك الآية تتكلم عن كون الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في حال حرب مباشرة يعني هم الآن في ميدان المعركة فكيف تكون الصلاة؟ بعد أن ذكر ما يتعلق بصلاة المسافر خصوصاً من كان خائفاً من الكفار فإذا كان خائفاً من الكفار وهو في سفر فكيف وهو يقاتل الكفار؟ فجاءت هذه الآية مبينة للصلاة وكما سبق أن ذكرنا فإن هذا يدلّ على أهمية الصلاة في الإسلام وأنها لا تسقط حتى في مثل هذه الحال الشديدة وهي حال ملاقاة الكفار في الصف[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بل ما هو أخصّ من ذلك وهو صلاة الجماعة لأنه يقال الأرفق بالناس أن يصلي كل واحد بمفرده بطريقته الخاصة ويكون انتهى الموضوع لكن أراد الله تعالى أن يبين فضيلة هذه الجماعة وأثرها حتى في مشهد المؤمنين أمام الكافرين فأوجب عليهم أن يصلوا هذه الصلاة التي فيها تقدم وتأخر وحركة كثيرة وإسقاط لبعض الواجبات ووقوع في بعض المحظورات كل ذلك من أجل تحقيق مصلحة أعظم وهي مصلحة أن يصلوا جماعة ويكون ذلك أمام عدوهم. ولذلك حقيقة هذا من أكبر أو أقوى الأدلة على وجوب صلاة الجماعة كيف أوجب الله على المؤمنين هذا وهم في حال يُعذرون فيها بترك الجماعة[/FONT]
[FONT=&quot]د.الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني لوكان أحد سيُعذر لعُذر هؤلاء. وفيها أيضا معنى الألفة حتى الذي يصلي في بيته أين هو ممن يصلي الجماعة فيما يشعر به الذي يصلي مع الجماعة من روح الجماعة روح الفريق الواحد؟ الآن حتى في النظريات الحديثة الآن يتحدثون عن روح الفريق والذي يعمل في فريق والذي يعمل بمفرده شتان بين هذا وهذا! الذي يصلي مع الجماعة كذلك لاحظ حتى في الحرب بل حتى في شعور آخر بما أنكم جربتوه يا مشايخ عندما تسافر إلى بلاد غير المسلمين ثم تصلي بمفردك في مطار أو تصلي بمفردك في الطائرة وانظر نفس الموقف وأنت تصلي جماعة مع أربعة أو خمسة أو ستة من المسلمين في نفس الموقف في الطائرة أو في المطار مثلاً تشعر وأنت تصلي مع الجماعة بالطمأنينة وبألفة وأيضاً تشعر بقوة وحتى الذين يرونك وأنت تصلي صلاة الجماعة إن كنت تصلي في جماعة فإنهم يهابون وينظرون إلى هذا الأمر نظرة استغراب وإكبار وقصص كثيرة في هذا فصلاة الجماعة لها من المعاني ومن الظلال ما يفوت على من ينظر إليها نظرة قاصرة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قال (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ) الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم (فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ) كلها أوامر موجهه للنبي صلى الله عليه وسلم وهو القدوة والمثل في هذا فإذا فعله صلى الله عليه وسلم وليس هناك مايدل على خصوصيته بعض الناس أو بعض من يحتج على صلاة الجماعة أنها واجبة مع النبي صلى الله عليه وسلم فقط دون غيره وهذا ليس بصواب لأنه ليس هناك ما يدل على التخصيص[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وجاري على عادة القرآن في الخطاب وإلا في الحقيقة لا يُراد بها أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم مع كل مؤمن في كل زمان. لكن هذه فيها دلالة وهو أنه ينبغي على القادة أن يكونوا هم أولى من يقوم بهذا الأمر[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في الجيش في المعركة والخطاب في المعارك كما تقدم معنا في الحديث يكون للقادة. تذكرون معنا في آية في قوله (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ) أي القائد وضرورة في المعارك أنك تخاطب القادة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فكذلك هنا كأن فيه هذا الجانب (وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ) أنه تتحدث الى القائد فكأنه يوجهه الى الجيش كله[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وشيء آخر وهو الذي كنت أريد إيضاحه قد يكون القائد في المعركة متوجهاً لما هو أهم وهو ملاقاة العدو والتخطيط للمعركة وأمر الصلاة يوكَل إلى أي إنسان آخر، فيقال لا، اِنتبه أيها القائد أول ما تبدأ به وأعظم ما تتحقق منه هو إقامة الصلاة ونحن نكفيك ما تبقى. أقم الصلاة ونحن نكفيك ما وراء ذلك للفت إنتباه هؤلاء القادة إلى أنهم قدوة وأنهم أولى من ينبغي أن يهتم بأمر الصلاة والقيام بها ولذلك قال عمر: لولا الخلِّفة أي الخلافة لكنت امرؤاً مؤذّناً. يعني من هذا الباب أنه هو قدوة ويتمنى أن ينال هذا الشرف العظيم. بعض الناس يقول أئت بأيّ واحد يصلي، بأيّ واحد يؤذّن، لا يا إخوان قال: "والله لو يعلمون ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لأستهموا[/FONT][FONT=&quot]"[/FONT][FONT=&quot] عليه[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] دعيت هنا إلى إلقاء كلمة بعد صلاة الظهر في إحدى الوحدات العسكرية في الرياض فلما قمت إلى إلقاء كلمة بعد الصلاة فإذا وراء الإمام قائد الكلية وكلهم رتب عالية لواء وعمداء كلهم في الصف الأول فلَفَتُّ النظر إلى هذه الآية وأنه نشعر بزهو ونشعر بفخر عندما نرى القادة والمسؤولين الكبار في الجيش يتسابقون على الصف الأول هذا يُشعر وأنا أجزم أن الأخوة والجنود وضباط الصف الذين معنا يشعرون بسعادة وبثقة كبيرة في القائد عندما يرونه في الصف الأول بخلاف عندما يذهبون هم إلى الصلاة ويجدون القائد يصلي في مكتبه أو لا يصلي أو يجدونه هنا أو هناك، وهذا معنى مهم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري[/FONT][FONT=&quot]: في كثير من القطاعات العسكرية بفضل الله عز وجل أنك تجد ذوي الرتب العالية تظهر فيهم سمات الخير والصلاح والحرص على إقامة الدين وإن كان يوجد في الطرف الآخر من هو دون ذلك لكن في الجملة وجود مثل هذه العينات يبهج النفس ويشعرك بأن الأمة لا زالت بخير وأن الخير ممتد حتى في تلك الجوانب أو تلك القطاعات التي يتوقع منها خلاف ذلك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لكن ولله الحمد هذا من فضل الله علينا.[/FONT]
[FONT=&quot]قوله (أقمت) يدل على أن هذه الصلاة التي ستؤدونها على ما فيها من النقص هي إقامة تامة، لا تظنوا أنها عندما أُديت بهذه الصورة التي قد يدل ظاهرها على أنها ناقصة أنه غير مقامة بل هي مقامة لأنك الآن تريد أن تجمع بين مصلحتين مصلحة مقاومة العدو زالحذر منه ومصلحة القيام بهذه العبادة فالنقص الذي يحصل مغتفر ولا يخالف الإقامة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] كيف الصفة شيخ عبد الرحمن؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] قال الله (فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ) جعل الله تعالى في صلاة الخوف أن تأخذ السلاح معك وأباح لك أن تحمله معك. (فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ) طائفة أخرى تكون خلفهم لكي يحرسونهم وهم يركعون ويسجدون. قال (فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ) ولاحظوا أنه قال في الطائفة الأولى (وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ) وقال في الثانية (وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ) ولم يقل حذرهم في الطائفة الأولى وهذا فيه أشارة الى أن الطائفة الثانية هي التي كانت تحرس والطائفة التي قبلها هي التي تصلي ثم ذكر الطائفة الثانية والتي كانت تحرس فأمرها بأن تزداد حيطتها وحذرها فلتأخذ حذرها وأسلحتها أيضاً. [/FONT]
[FONT=&quot]ثم صفة الصلاة صلاة الخوف هي أن ينقسم الجيش إلى فرقتين فرقة تصلي وتتابع الإمام وفرقة تحرس هذه الفرقة حتى تنتهي من صلاتها لكن الإمام ما يزال قائم يصلي[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] يعني تصلي الركعة الأولى معه [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ثم يتمّون لأنفسهم هؤلاء [/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ثم ينفردون عن الأمام [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ينفردون عن الإمام والإمام باقٍ لا يُسلِّم فيرجع هؤلاء الذين صلّوا ثم يتقدم أولئك الذين لم يصلوا حتى الآن ما دخلوا في الصلاة هذه صفة واحدة من صفات صلاة الخوف وصلاة الخوف صفاتها متعددة وكلها جائزة ولكن تختلف باختلاف أحوال المؤمنين مع الكافرين. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لكن الحالة التي ذكرها الله تعالى عنها[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الآخرون المتأخرون لم يصلّوا حتى الآن فإذا انتهى الأولون ورجعوا دخلوا هم فدخلوا مع الإمام في صلاته وركعوا معه أدركوا معه الركعة الثانية فصلّوا فإذا جلس للتشهد قاموا فأتوا بالركعة التي فاتتهم ثم جلسوا معه فأدركوا معه السلام كما أدرك الأولون معه تكبيرة الإحرام [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أول الصلاة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] فهذه هي الصفة التي ذكرت في هذه السورة وإلا كما ذكرت فالأوصاف متعددة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهي تختلف باختلاف الصلاة التي تُصلّى صلاة المغرب، صلاة الظهر، صلاة العشاء،[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وموقف العدو أيضاً هل بينك وبينه قبلة أو خلف القبلة أي ضد القبلة هذه أيضاً تختلف باختلافها الصلاة. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولكن يجمع بينها الصفات المذكورة في صلاة الخوف يجمع بينها أن طائفة تدرك تكبيرة الإحرام فتصلي جزءاً من الصلاة وطائفة أخرى تدرك التسليم وهذا إشارة إلى أهمية صلاة الجماعة هذه دلالة واضحة على أن صلاة الجماعة مقصودة ولذلك نُفِّذت بهذه الكيفية وإلا بالإمكان أنه يصلي جماعة ثم تعود وتصلي جماعة أخرى على إمام مختلف لكن هنا إمام واحد وصلّى بالجميع[/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قولك أبا عبدالله أن طائفة تدرك تكبيرة الإحرام وطائفة تدرك التسليم هذا طبعاً في بعض الصفات وفي بعض الصفات كلهم يصلون مع الإمام فإذا ركع ركعت منهم طائفة وبقيت الأخرى قائمة ثم إذا أتموا ركعت الطائفة الثانية بعد أن تتقدم ثم أكملت لكن كلهم يكبِّرون مع الأمام فهذه أيضا صفة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لما ذكرت أبا عبدالله قبل قليل في زيادة (وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ) ما فائدة زيادة لفظ (وَلْيَأْخُذُواْ حِذْرَهُمْ) في هذا الموطن؟ هنا موطن تبديل الآن لأن موطن التبديل يكون عادة مظنة الانشغال فجاء التنبيه هنا على أخذ الحذر لكن قبل هؤلاء منشغلون بالصلاة وهؤلاء منشغلون بالمراقبة لكن وقت التبديل قد يكونون عرضة للانشغال ومباغتة العدو[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذه كلها ثواني.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة هذه السورة نلاحظ فيها الأمر بأخذ الحذر بما لا يوجد في سورة أخرى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا (71)) هذه أول آية مرّت بنا فأخذ الحذر كون الإنسان يكون متفطناً دائماً حتى في الأحوال التي قد يُظن فيها أنها قليلة أو كذا يجب على الإنسان أن يكون متفطناً وقد أخذ معه الحذر وأظن لك لفتة يا أبا عبد الله في قضية أخذ الحذر ما قال "إحذروا" وإنما كأنما تحمل الحذر معك في كل ميدان[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً إضافته لكم (وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ) كأنه ينبغي عليكم أن تحذروا حذراً خاصاً ليس إلا لكم لأنه يُكاد لكم كيد ليس إلا لكم فينبغي أن يقابله حذر خاص[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قوله (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَة) لاحظ كلمة (ودّ) سبق أن ذكرنا الفرق بين أراد وودّ، فهذه أمنية فقط ولما يقول (ودّ) كأنها لن تقع (وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ (89) النساء). فقال (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَة) كأن العدو يتربص ويترقب وفقط ينتظر غفلة ولو لثواني لينقضّ وهذا دلالة على القرب قرب الكفار من المؤمنين ليس بينهم وبين المؤمنين إلا ما يكفي لتلافي الغفلة فينقضوا على المسلمين[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولاحظوا الآن في أحداث ما يسمى بالربيع العربي أو الثورات العربية أُنظروا لتعامل الكفار مع الدول الإسلامية في بعض الدول لما كانت محلاً لمطامعهم مجرد ما غفلت الأمة عنها يسيراً تدخلوا كما هو الحال في ليبيا الآن لأن لهم فيها مطامع ولذلك دخلوا ويقاتلون لأن لهم مطامع ولكن لم يتدخلوا في مواطن أخرى لأن هذا لا يخدم مصالحهم. فقوله (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ) أيضاً تغفلون عن إخوانكم ودياركم وأموالكم وأوطانكم فيهجمون عليها ويأخذونها منكم وهل تظنوا يا إخوان أن هؤلاء رفقوا بإخواننا في ليبيا ورحموهم وآووهم؟! الآن في سوريا ماذا يحصل؟ يحصل شيء من البلاء عظيم لكن لم يتحرك الغرب خطوة واحدة لأن هنا مصالحهم ليست في خطر وليس هناك أي مطامع دنيوية بالنسبة لهم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هم لهم مطمع وحيد وهو حماية اسرائيل[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والثاني في قضية ليبيا البترول.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قال هنا (فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً) كأنها تدل على ترقب الكفار واستعدادهم في مثل هذه اللحظة وكأنهم ينتظرون إقامة الصلاة لأن المسلمين كلهم ينشغلون فكأنهم يخططون أنهم إذا انشغلوا بالصلاة هجموا عليهم فجاءت صلاة الخوف لتقطع مطمع الكفار في أن يهجموا على المسلمين هذه الهجمة فقال (فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُم مَّيْلَةً وَاحِدَةً) يعني هجمة واحدة[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الكفار في تلك المعركة قالوا في أنفسهم لبعضهم البعض: دعوهم فإن لهم صلاة هي أحب إليهم من أبنائهم وأموالهم فإذا دخلوا فيها شددنا عليهم وهي صلاة العصر، فنزلت الآيات في تلك الحال وجاءت صلاة غيّر كيفيتها بحيث أنهم لا يستطيعون أن يأخذونهم على حين غِرّه وهذا من الإشارات التي تدل على أن القرآن الكريم كان ينزل على حسب حاجة الناس فيكون أوقع في النفوس وأدعى للاستجابة لأوامر الله[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا ما يسمى بالتربية بالأحداث[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهي تربية مهمة ومفيدة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً فيها جانب وهو قضية ما يسمى بالتكتيك أن القرآن جاء متوافقاً مع الأسلوب العسكري أيهما أهم الآن؟؟ الصلاة مهمة وهي رقم واحد لكن الآن جاءت الصلاة والخوف من العدو، فكيف يمكن أن يوزن بين الأمرين؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فقال صلّوا ولكن بهذه الكيفية التي لا تجعل العدو يأخذكم على حين غرة ولا تجعل وقت الصلاة يفوت[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآيات كما ترون يا إخواني هي في حال المصّافة أي عندما يكون الكفار في صف والمسلمون في صف أما إذا كانوا في حال المسايفة وهي إذا اختلطت الصفوف واشتبكت الطائفتين فـهـنا كلٌ يصلي على حسب حاله وفيها قول الله عز وجل (حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ (238) فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا (239) البقرة) يعني صلّوا كيف كانت حالكم. (رجالاً) يعني راجلين، (أو ركباناً) يعني راكبين. وعليه فالإنسان يصلي حسب استطاعته وهو يقاتل وبيده السيف أو البندقية أو الراجمة ويكبّر ويركع ويشير بقدر ما يستطيع أو وهو في الطائرة ويحرص على ألا يخرج عليه الوقت إلا وقد صلّى. فإن بلغت حال المسايفة أن الإنسان لا يعي فأخّر الصلاة إلى ما بعد خروج وقتها (الوقت هنا يقصد به الظهر والعصر هذا وقت واحد والمغرب والعشاء هذا وقت واحد) فله ذلك كما حصل للنبي في غزوة الأحزاب فقال: شغلونا عن صلاة العصر ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً. ما صلاها إلا بعد ما غابت الشمس صلى الله عليه وسلم فقال بعض العلماء – وهذه مذاهب لأهل العلم مختلفة لكن نحن نشير إلى ما نظن أنه صواب - أنه إذا بلغت المسايفة إلى أن الإنسان لا يعقل من أمره شيئاً ولا يستطيع أن يفعل شيئاً أن له أن يؤجل الصلاة حتى يستطيع أن يعقلها[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تهدأ الأمور. أيضاً نشير إلى فائدة مهمة في فهم أحكام القرآن الكريم أن من يريد أن يعرف الحكم الشرعي من القرآن الكريم في مسألة من المسائل لا بد له أن يجمع الآيات كلها التي تحدثت عن هذا الموضوع فمثلا هنا صلاة الخوف في حال القتال وفي حال احتدام الصفوف فأنت لا تستطيع أن تعرف حكمها بشكل متكامل إلا إذا رجعت جمعت هذه الآيات التي في سورة النساء مع الآيات في سورة البقرة (فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا) وتجمع معها الأحاديث النبوية التي وردت في صلاة الخوف حين ذلك تستطيع أن تُدرك الحكم، أما أن تجتزئ بآية أو بموضع دون بقية المواضع فإنه سيقع نقص وخلل عليك في فهمك للحكم الشرعي لأن القرآن الكريم يتناول الأحكام بطرق مختلفة أحياناً تجد جزءاً من الحكم في آية وجزءاً من الحكم في آية أخرى فتجمعها فتعطيك الحكم وهذا كان يصنعه الفقهاء المتقدمين من الصحابة رضي الله عنهم. أذكر من القصص التي تُروى وبعضهم يشكك فيها التي وقعت في مجلس عثمان أو عمر لا أدري لكن الذي قضى بها علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قضية الرجل الذي إتهم إمرأته التي ولدت لأدنى من تسعة أشهر لستة أشهر فجمع بين قوله تعالى (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ (233) البقرة) فهذه ٢٤ شهراً وقال في سورة الأحقاف (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا (15)) ثلاثون شهراً نطرح منها أربعة وعشرون شهراً يبقى ستة أشهر هذه أقل مدة للحمل فخرجت من المؤاخذة. لكن الفكرة أنه كيف استنبط الحكم بجمع آيتين في موضعين مختلفين ليستنبط حكماً واحداً [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يسمى هذا الدليل .[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه الفائدة التي تذكرها أبا عبدالله ممكن أن نوسعها وهي أن أهل السنة طريقتهم في التعامل مع نصوص الكتاب والسنة أنهم لا يأخذون الحكم من آية أو موضع واحد وإنما يجمعون الآيات في الموضوع الواحد فيأخذون الحكم من مجموع تلك الآيات والأحاديث بهذا يكون التصور كاملاً بخلاف أهل البدع، أهل البدع يأتون إلى الآية التي يشتهون أو يرون أنها توافق مذهبهم أو هواهم فيختارونها وينتخبونها يضخّمون منها ويدعون ما وراء ذلك. نأخذ مثلا بعض الشُبَه التي تثار في هذا العصر وأن الدين ما فيه إلزام فالله يقول بنص القرآن (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ (256) البقرة) إذن من شاء يؤمن ومن شاء أن يرتد ومن شاء أن يكون شيوعياً أو نصرانياً، الحرية الدينية متاحة أو مفتوحة على مصراعيها لقول اله (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ). ما تقول في قول الرسول: لا يحل دم امرؤ مسلم إلا بإحدى ثلاث الثيِّب الزاني والنفس بالنفس والتارك لدينه المفارِق للجماعة؟ هنا يأتي التأويل والتعسف يا أخي الحديث ما يقابل القرآن! هذا نص متواتر وهذا آحاد! لا يا أخي، هذه المسألة لا ينبغي أن تطرق نحترم نص الكتاب نحترم نص السنة نجمع بينهما ونعرف أن أحدهما يؤيد الآخر ولا يعارضه، حتى إذا اعترضت على هذا الحديث فما رأيك بحديث: "من بدّل دينه فاقتلوه" أيضاً ماذا تعمل به؟! يذهب ويحاول أن يبحث له عن أي علة من أجل أن يُسقط العمل بالحديث وهذا من مصيبة أهل البدع. ولذلك نقول يا أمة الأسلام إذا أردتم أن تحتجوا بالكتاب والسُنة فاحذروا أن تحتجوا بآية في موطن وتدعوا المواطن الأخرى. وهذا كما يقع عند بعض المبتدعة يقع عند بعض المقصِّرين من أهل السنة عندما يحتجون على مسألة بآية أو حديث ويدعون بقية الآيات والأحاديث الواردة في المقام نفسه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في قوله (وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ) رجع موضوع نفي الجناح، هذه الآية متصلة بصلاة الخوف رجع الى موضوع الجناح فكأنه يقول إن كنتم في صلاة الخوف لكان بكم أذى من مطر أو كنتم مرضى لا جناح عليكم أن تضعوا أسلحتكم فكأن الامر بحمل السلاح أولاً يعتبر من الواجبات دلت هذه (وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ) الأوامر هذه أنه يجب عليهم أن تكون أسلحتهم جاهزة معهم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لاحظوا هنا أنه كيف أنه عُذر داخل عُذر.لاحظ الآن الخوف وملاقاة العدو هذا عُذر جعلهم ينتقلون الى هذه الصفة من الصلاة وهي صفة صلاة الخوف ثم ذكر عذراً داخل هذا العذر وهو إذا كنت في صلاة الخوف ثم جاءك مطر (وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى أَن تَضَعُواْ أَسْلِحَتَكُمْ) فإذا كان مطر شديد وكنت مريضاً لا تستطيع أن تحمل السلاح في هذه الحالة وأنت حتى في صلاة الخوف فإن الله قد أباح لك أن تضع السلاح إذا كان في حمله[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عليك مشقة. ولو تأملنا في السلاح الذي كان موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ما كان إلا الدرع والسهم والرمح والسيف ونحو ذلك من الأسلحة التي تعتبر في زماننا هذا أسلحة خفيفة، اليوم ليس هناك هذا كله بل هناك البندقية والرشاش والآر بي جي والأسلحة التي ممكن أن تُحمل أما ما هو فوق ذلك مثل الدبابات والمدرعات الصواريخ فلا تدخل في مثل هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِن كَانَ بِكُمْ أَذًى مِّن مَّطَرٍ أَوْ كُنتُم مَّرْضَى) كلمة (مطر) ذُكرت ضمن كليات القرآن قالوا كل مطر في القرآن فهو عذاب جاء في موطن العذاب (وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ (58) النمل) إلا في هذه الآية المقصود به الماء الذي ينزل من السماء ولكن يُعبّر عن المطر في القرآن بالغيث (وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ (28) الشورى) [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وحتى في معناه، تسميته غيثاً فيه معنى الإغاثة [/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، وهذه قضية الكليات نود أن نشير إليها وهي أن في القرآن كلمات صار لها عُرف قرآني يعني لا تستعمل إلا ويُراد بها ذلك المعنى فيأتي بعض العلماء ويجمع تلك الكلمات ويقول هذه كُلية بمعنى أنها وردت في جميع مواردها بمعنى واحد.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه التي ذكرتها أنت الآن التي لها معنى خاصاً تسمى الأفراد وهي أن تأتي اللفظة في القرآن الكريم كل المواضع تدل على معنى واحد إلا موضع يُستثنى فتسمى هذه الأفراد مثل المطر في كل المواضع بمعنى العذاب الا في هذه الآية ومثلها الأسف، الأسف في كل المواضع في القرآن بمعنى الأسى والحزن (وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ (84) يوسف) إلا في موضع واحد (فَلَمَّا آسَفُونَا انتَقَمْنَا مِنْهُمْ (55) الزخرف) بمعنى أغضبونا[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً في كلمة النكاح وردت في القرآن في جميع المواطن بمعنى العقد إلا في موطن واحد في سورة البقرة (فَإِن طَلَّقَهَا فَلاَ تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىَ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ (230)) النكاح هنا المراد به الوطء. واختلفوا في قوله (الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ (3) النور) ممكن أن يستدل بعرف القرآن على ترجيح القول الآخر أن الأصل في النكاح في القرآن بمعنى العقد[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا قد صنّف فيه ابن فارس كتابا سماه الأفراد" أفراد كلمات القرآن" كتيب صغير نقل معظمه الزركشي في كتاب "البرهان"[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] والسيوطي. سمى هنا ما يصيب من المطر أذى ما وجه تسميته بأذى؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] من جهة أنه يبلّ الثياب ويؤذي الإنسان المقاتل [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري: ويعطّل العمل في حينه [/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أنا سألت لكي يتبين وجه لو تخيلنا المعركة المعارك القديمة التي بالسيف والرمح كيف كانت وجاء هذا المطر كيف يعطل الحركة ويؤذي المقاتل فالرجل مبتلّ وسلاحه مبتلّ خاصة إذا كان من حديد وغيره ففي نوع من الأذية.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وإن كان في معركة بدر له خصوصية أن الله سبحانه وتعالى قد جعل المطر نفسه جعله غيثاً للمسلمين وجعله عذاباً للمشركين وهو نفس الغيث نفس الموضع ليس ببعيد عن بعض لكنه لما نزل على المسلمين ثبتت الأرض تحت أقدامهم لأن الأرض كانت بطحاء تقريباً وشربوا منه وبعضهم تطهّر وأذهب ما كان في نفوسهم من النعاس في حين أنه كان أذى على أعدائهم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كما ذكر هنا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قوله (وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ) عاد الأمر بأخذ الحذر في كل هذه الأحوال إذا وضعتم السلاح إذا كنتم في الصلاة ليكن الحذر معكم دائماً وأبداً إياكم أن تغفلوا. وأنا أقول هذا معنى عام حتى في أحوال المسلمين عامة يجب أن يستصحبوا الحذر من أعدائهم يأخذونه في كل ميدان والآن نحن يا إخواني مثلاً في ابتعاث أبنائنا الطلاب إلى بلاد الكفار يجب علينا أن نأخذ الحذر ونقول لأبنائنا الطلاب خذوا حذركم أحياناً يُكاد للطالب من حيث لايعلم بحيث يُستدرج الى أمور ويُصوّر وأحياناً يُدعى إلى بعض الاحتفالات أو تدعوه بعض الجمعيات المشبوهة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]خُذ حذرك قبل كل تصرف يفعله هؤلاء معك خُذ منهم العلم وكن حذراً في أي تعامل متيقظاً لكل حركة يقومون بها معك[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د.الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في قوله ([/FONT][FONT=&quot]أَوْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ك[/FONT][FONT=&quot]ُنْتُمْ مَرْضَىٰ) نلاحظ أنه حتى لو كان المجاهد مريضاً فهو لا يزال مأموراً بصلاة الجماعة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الآن اجتمع عليه أكثر من عذر الخوف والمرض ومع ذلك لا تزال قضية الجماعة المقصد الأكبر في المعركة وأنه لو كانت بالفعل صلاة الجماعة ليست بواجبة فلماذا أوجبت في مثل هذا الموطن؟ ولهذا لما قال (أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ) المريض يصلي لكن أبيح له أن يضع سلاحه فقط ولم يبَح له أن يترك صلاة الجماعة في هذه الحال. قوله ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اللَّهَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَعَدَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لِلْكَافِرِينَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عَذَابًا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مُهِينًا[/FONT][FONT=&quot]) في بداية الآيات قال (إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا (101)) وهنا قال ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اللَّهَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَعَدَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لِلْكَافِرِينَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عَذَابًا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مُهِينًا[/FONT][FONT=&quot]) مع ان ما ذُكر عنهم (ودّوا) كانت بعيدة ليست متصلة، لاحظ الاتصال هنا لما قال (إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين) أما هنا قال (وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً [/FONT][FONT=&quot]ۚ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وَلَا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]جُنَاحَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عَلَيْكُمْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إِنْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كَانَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بِكُمْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَذًى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مِنْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مَطَرٍ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَوْ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ك[/FONT][FONT=&quot]ُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ [/FONT][FONT=&quot]ۖ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وَخُ[/FONT][FONT=&quot]ذُوا حِذْرَكُمْ [/FONT][FONT=&quot]ۗ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إِنَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اللَّهَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَعَدَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لِلْكَافِرِينَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عَذَابًا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مُهِينًا[/FONT][FONT=&quot]) طال الفصل هنا بين الكافرين وما أُعد لهم.[/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولعل هذا يا أبا عبد الملك حكمته أنه يقال إستعدوا وخذوا حذركم فالله يتكفل لكم بعذاب الكافرين إذا أستعددتم وأخذتم إحتياطاتكم وأقمتم الصلاة جماعة وأديتم ما أُمرتم به فإن عذاب الكافرين وهزيمتهم علينا، نحن الذين نلقي الرعب في قلوبهم ونخذلهم ونهزمهم شر هزيمة (وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى (17) الأنفال)[/FONT]
[FONT=&quot]د.الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضا ذكر الله أن من العذاب الذي يصيب الله ويُعده للكافرين ما يوفق الله المسلمين من النكاية فيهم ولذلك عندما قال (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ (52) التوبة) فأيضاً ما يصيب الكافرين من أيدي أعدائهم وأيدي المسلمين هو نوع من العذاب الذي يصيب الله به هؤلاء الكفار. أيضاً هناك معنى ألفت إليه النظر وهو أن الله أعد للكافرين عذاباً مهيناً هذا يبعث الطمأنينة في نفس الجندي المسلم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم وهذا المعنى موجود وحاضر لكن لم يتنبه إليه أحد كما تنبه إليه النبي صلى الله عليه وسلم (إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا (40) التوبة) هذا المعنى هو هذا المعنى ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اللَّهَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَعَدَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لِلْكَافِرِينَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عَذَابًا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مُهِينًا[/FONT][FONT=&quot]) يعني إن الله مع المؤمنين، ان الله يدافع عن الذين آمنوا، ولذلك حسب المؤمن إذا أخلص نيته واستعد بما يستطيعه أن تكون معية الله سبحانه وتعالى معه ونصره وتثبيته وتأييده وهذا المعنى في الحقيقة هو من المعاني التي تفتقر إليها الجيوش التي تحارب المسلمين. ولو درست حتى في المعارك التي انهزم فيها الكفار أمام المسلمين مع أن العدد كان قليلاً لوجدت إنهم يذكرون من أسباب هزائمهم الخوف الشديد والرعب الذي كان يسيطر عليهم ولأن الجندي مهما أعطيته من الأسلحة من صواريخ وقاذفات القنابل إذا كان قلبه هواء أجوف لا تغني عنه هذه الأسلحة من الله شيئاً أما المؤمن الصادق المقبل فإنه يقاتل بيده[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ويقاتل باسنانه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] (إنّ) هنا هل يتناسب أن تكون إستئنافية أو تعليلية؟ يعني خذوا حذركم لأن الله أعد للكافرين[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ويظهر أنها إستئنافية والله أعلم[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هي تحتمل الأمرين[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إن قلنا أنها تعليلية ففيها معنى التطمين أيضاً يعني خذوا حذركم إن الله أعد للكافرين عذاباً مهيناً فيها إشارة إلى أنكم إطمئنوا فإن الله سبحانه وتعالى قد سيكفيكم أمر هؤلاء وهذا معنى صحيح وإن قلنا إنها إستئنافية فهي صحيحة أيضاً إن الله أعد للكافرين عذاباً مهيناً هذا معنى صحيح يصح الابتداء به.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لو نحن الآن نظرنا إلى الآيتين معاً أي ما يتعلق بصلاة الخوف وما حولها كيف أن الله سبحانه وتعالى ذكر هذه الصفة في خلاف الصفات التي كانت لصلاة الخوف واختلاف في الحال حال المسايفةغير حال المصافّة لكن نريد أن نلفت النظر إلى قضايا داخل الآيات في قضية النظم سبق وذكرنا فائدة تتعلق بذكر الكافرين لما الله سبحانه وتعالى (إِنْ خِفْتُمْ أَن يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُواْ لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا (101)) وقال في نهاية الآية الثانية ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اللَّهَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَعَدَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لِلْكَافِرِينَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عَذَابًا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مُهِينًا[/FONT][FONT=&quot]) فلما ذكر عداوتهم البينة وذكر أيضاً شيئاً مما كان يتمنونه بيَّن الله سبحانه وتعالى ما أعده لهم من العقاب وخصّه بالمهين لأن المعركة قائمة على هذا المعنى (الاهانة) لأن الغالب يهين المغلوب فكأن الكفار ظنوا أنهم يستطيعون إهانة المؤمنين في مثل هذه الأحوال التي يكونون أضعف ما يكونون من الاستعداد فبيّن الله سبحانه وتعالى على أنه مُهين هؤلاء الكفار فلا يخاف المؤمنون من هؤلاء الكفار. طبعاً هذه أحد الفوائد التي يمكن أن نتلمسها من الختم بقوله ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اللَّهَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أَعَدَّ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لِلْكَافِرِينَ[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]عَذَابًا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مُهِينًا[/FONT][FONT=&quot])[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لعلنا نواصل قال (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِكُمْ) هنا فيه إشارة في غاية الأهمية وهي أن الإنسان إذا أدّى الصلاة على وجه يُعذَر به فعليه أن يستعمل النقص بكثرة الذكر وهذا يدل على أن الذكر يكمل نقص ما يحصل للمسلم في عباداته وأعماله ومما يؤكد هذا نحن بعد الصلاة نكثر من الذكر: سبحان الله والحمد ولا إله إلا الله وأستغفر الله، لأن الذكر يجبر النقص بشكل عام ولذلك خير المؤمنين من يستكثر من الذكر في عمله لأن هذا الذكر كأنه يختم على هذا العمل ويباركه ويكمله ويجبر نواقصه. خير المجاهدين من يذكر الله وخير المصلين من يذكر الله ذكراً صحيحاً بقلبه ولسانه وجوارحه وخير الصائمين من يذكر الله أيضاً وهذا ما ذكره العلماء في قوله (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ (35) الأحزاب) إلى آخر تلك الصفات التي ذكرها لهم ختمها بقوله (وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ) قالوا لأن الذكر للجميع.[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً نلاحظ أنه خصّ الجنوب قال (فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) ذكر الجنوب التي يُتصور عدم ملاءمة الذكر لها قد يقول قائل فيه نوع من الاهانة فالله شرع له حتى وهو في هذه الحال أن يذكر الله ولهذا أذكار النوم إنما تكون على الجنوب. ثم قال (فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ) أي رجعتم إلى الحالة الأولى (فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا) فيه إشارة إلى أن صلاة الخوف يكون فيها إشكال من جهة أنه يختلف فيها الوقت بسبب القتال والمسايفة[/FONT]
[FONT=&quot]د.الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تلاحظون كيف رتب حالات الذكر (فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) وهو أفضلها (وَقُعُودًا) وهو الحالة الثانية ثم (وَعَلَى جُنُوبِكُمْ) فكأنه رتبها من الأعلى للأسفل[/FONT]
[FONT=&quot]د.الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وأن الأكمل في إقامتها أن تكون قياماً ولذلك صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم هذا في صلاة النافلة أما المعذور فإنه يُعطى مثل أجر القائم لقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن العبد إذا مرض أو سافر كُتب له مثل ما كان يعمله وهو صحيحاً مقيماً".[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هل قوله هنا (كانت) مثل قوله (وكان الله سميعاً عليماً)؟ (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا)[/FONT]
[FONT=&quot]د.الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كانت ولا زالت، نفس المعنى (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) [/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] مسلوب الزمان لتأكيد الاتصاف [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا) يعني مؤقّتة بوقت وهذه الآية يستدل بها على ضرورة إقامة الصلاة في أوقاتها وأنه لايجوز تأخيرها عن أوقاتها[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لعلنا نستكمل الحديث عنها في الحلقة القادمة إن شاء الله[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم لعلنا نستكملها، سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.[/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة 20 – تأملات في سورة النساء – الآيات (104 – 106)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
‫بينات (1432) الحلقة (20) سورة النساء (الآيات 104-106)‬‎ - YouTube
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104) إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106)). [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين. نكمل أيها الإخوة المشاهدون ما وقفنا عليه في اللقاء السابق مع الأخوين الكريمين الدكتور عبد الرحمن الشهري والدكتور محمد الخضيري وهي عند قوله سبحانه وتعالى (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)) وهذه الآية كما يلاحظ لا زالت متصلة بقضايا الجهاد، لا زال الحديث متعلقاً بقضايا الجهاد. فقوله (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ) نهيٌ عن أن يطلب المسلمون الكافرين لقتالهم فقال (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ) أي لا تضعفوا. وعلّل ذلك بقوله (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ) يعني بسبب مسايرتهم وحربهم (فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ) بمعنى أنها هذا القدر مشترك بين كل المتقاتلين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين فهذا قدر مشترك لكن ميّز الله سبحانه وتعالى ما للمؤمنين في قوله (وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ) أي أنهم يطلبون ما عند الله وهذا لا يكون للكافرين. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذا المعنى معنى المعاناة المشتركة بين الجميع الذين يعملون معنى يغفل عنه كثير ممن يعمل في الميدان أو في العمل الإسلامي والتطوعي خاصة. في كثير من المشروعات الإسلامية بل معظم المشروعات الإسلامية تجد أنه يعترضها الكثير من المشقات، الكثير من الضغوطات، في المعركة يشعر أن الأسلحة التي يمتلكها ضعيفة، الإمكانيات التي يمتلكها ضعيفة وبالتالي يشعر بهذا الشعور ويلازمه هذا الشعور في عمله حتى في المشروعات الإسلامية. عندما أن تريد أن تنشئ مسجداً تجد أن الأموال لا تكفي، تريد أن تنشئ موقعاً إسلامياً قوياً يكون فيه مواصفات قوية تجد أن الإمكانيات لا تكفي فتظن أن هذا العمل أو هذا الشُحّ مرتبط بالعمل الإسلامي في حين أن الله سبحانه وتعالى يقول (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ) في هذا القتال (فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ) يعانون أيضاً هم من قلة العتاد ومن نقصه ومن قلة المستجيبين لهم الذين يخرجون للقتال حتى في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وفي زمننا هذا. فمن اللطائف تعلمون نحن في كثير من مشروعاتنا الإسلامية نجد شحّاً في الدعم المادي والإمكانيات فذهبت إلى إحدى المدارس وكانت مدرسة دينية يهودية في إحدى الولايات المتحدة الأمريكية فكنت أتوقع أنها في ولاية نيويورك وتوقعت أنني سأجد مدرسة فيها أحدث الأجهزة وفيها إمكانيات لأننا نعرف أن اليهود متنفذين في نيويورك ولهم إمكانيات فإذا بها لفت نظري أنها مدرسة ضعيفة وسألت عن عمرها؟ فإذا بها طويلة جداً قديمة، وإذا بالأجهزة متهالكة، الإمكانيات ضعيفة، المقر ضعيف، فسألت المسؤول قلت لماذا أنتم بهذه الصورة؟ قال والله إمكانياتنا ضعيفة لا نجد من يتبرع، لا نجد من يدفع لكذا فلذلك نحن نعاني هذه المعاناة لو كان عندنا سعة من المال لفعلنا كذا فتذكرت مشروعاتنا الإسلامية أنها تعاني مما يعاني منه أيضاً الآخرون وهذا هو هذا المعنى. لكن الفرق هو كما ذكره الله سبحانه وتعالى هنا قال (وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ) المسلمون يرجون من المغفرة ومن الأجر في الآخرة ومن العاقبة الحسنة في الدنيا والآخرة ما لا يرجوه الأعداء وهذا المعنى هو الذي ينبغي التأكيد عليه في هذه الآية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً في قوله (وَلَا تَهِنُوا) هذا حثٌ للمؤمنين في كل الميادين وليس في ميدان الجهاد وحده ما ينبغي للمؤمنين أن يصيبهم الوهن في تطلّب عدوهم والدفاع عن دينهم وإبراز قضاياهم وأحياناً قد يكون الأمر يعني مطبِقاً بحيث يتوقع الإنسان أنه لا أمل في انفراج الأوضاع. ولعلنا نأخذ من الواقع شاهداً الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله عندما بدأ دعوته كانت الأوضاع في بلاد نجد وما حولها في غاية من السوء وقلة الديانة وانتشار البدع والشركيات وغير ذلك وكان الشيخ رجلاً واحداً ومع ذلك واصل العمل ليلاً ونهاراً وسافر وقام بأمر الله عز وجل ومُكِّن له ثم أزيل هذا التمكين ثم مرة أخرى ثم حصل بعد ذلك ما حصل من فتح الله عز وجل ونصره. لكن القضية انظر إلى هذا الخير الذي حصل بعد هذه الظلمة، كم من الدعوات الإصلاحية التي تأثرت بدعوته؟ كم من الخير الذي نحن فيه الآن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بفضل جهوده وعمله الذي كان هو ليس بمؤَّيد لا بمعجزات ولا ادّعى نبوة ولا ادعى ولاية ولا شيء من ذلك وإنما قام بجهد رجل يريد إعادة المسلمين إلى ما كانوا عليه من إقامة السنة والذبّ عن حياض الدين وغير ذلك. الوضع الآن مثلاً في تونس نحن مثلاً كنا في السنوات الأخيرة نقول واأسفاه على إخواننا في تونس وحزناً عليهم من شدة ما أصابهم من الضيم والضيق والحرج والعنت في دينهم ثم تغيرت الأوضاع في يوم وليلة مما يؤكد أن الإنسان لا ينبغي له أبداً أن ييأس ولا ينبغي له أن يفتح باب الوهن على قلبه. ولذلك أنا ألاحظ يا عبد الرحمن أنك دائماً تؤكد على أنه ما ينبغي في مشروعاتنا في أعمالنا في قضايانا في دعوتنا أن نسمح لهؤلاء الذين يقذفون في قلوبنا الوهن أن يتحدثوا أو أن يرفعوا أصواتهم لأن هؤلاء وإن لم يكونوا منافقين فإنهم مخذِّلون حقيقة وينبغي لهم إذا كانوا لا يحسنون أن يُقدِموا أن يحيّدوا بعيداً لكن أن يأتي يقول لك والله يا أخي هذه تحتاج أموال طائلة يعني في قناة فضائية نزور أحد الناس فيقول اسمع ما لم يكن عندك مئة مليون لا تفكر طيب متى تأتي المئة مليون؟ وأنا جالس الآن الناس لن يصدقوني ولن يأخذوا بكلامي. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot] صحيح لازم أبدا. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot] لازم أبدا فإذا أطلقت ما عندي وبادرت وعملت سيأتي المحسنون ويقولون والله هذا عمل بدأ وخلاص قام ويجب علينا أن نصرف. وهكذا في سائر الأعمال أنا أقول البداية مهمة جداً مع أخذ كل الاحتياطات وطلب النصر من الله سبحانه تعالى. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في قول الله (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)) كغيرها من الخواتم في هذه السورة قدم العلم على الحكمة لكن لو أردنا أن نربط هذه الخاتمة بموضوع الآية نفسها ومقصد الآية لما قال [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)). [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] (عَلِيمًا حَكِيمًا) قال (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ) هذه قضايا تحتاج إلى ماذا؟ إلى علم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لا شك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] (وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ) لا يزال الموضوع كله مرتبطاً بالعلم. لما قال (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)) ما موطن الحكمة في هذا المقام؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] موطن الحكمة والله أعلم نحن الآن عندما يقول الله (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ) فيها إشارة إلى أنه ينبغي على الجيش المسلم أن يكون هو المبادِر بالغزو وأن لا ينتظر حتى يُغزى ثم يدافع وإنما ينبغي أن يكون مبادراً فقد يقول قائل قد يكون في هذا نوع من المخاطرة والمجازفة وعدم الحكمة في مثل هذا الموطن الله سبحانه وتعالى يقول لا، (وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ) وليس هذا منافياً للحكمة بل هو عين الحكمة (وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)) فهو سبحانه وتعالى لعلمه وتمام حكمته هو أمركم بهذا الأمر. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] يعني أن التقدم إلى ابتغاء القوم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هو الحكمة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot] هو الحكمة وليس التأخر. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وعدم الوهن هو الحكمة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وعدم الوهن هو الحكمة نعم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا أيضاً يدعو إلى الشجاعة هذه الآية نصٌ في الأمر بالشجاعة وأنه ينبغي على المسلمين أن يكونوا أهل شجاعة وأهل مبادرة وأهل مبادأة. وهذا المعنى معنى تفاخر به العرب من قبل الإسلام وكانوا أليس كذلك؟ كانوا يفاخرون بأنهم أشجع وأنهم أصبر وأنهم إلى آخره، لذلك انظر إلى الشعر العربي في الجاهلية تجد أن معنى الشجاعة من المعاني التي يدور حولها فخر القبائل وفخر الشعراء أليس كذلك؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot] بلى صحيح. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]هلّا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يُخبِرك من شهد الوقيعة أنني أغشى الوغى وأعفّ عند المغنمِ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هذا عنترة بن شداد. وعمرو بن معدي كرب وقيس بن الخطيب كل الشعراء يتفاخرون بالإقدام، الإسلام جاء ليؤكد هذا الخُلُق من أخلاق العرب وهو الشجاعة والإقدام. وكان النبي صلى الله عليه وسلم كان مثلاً في الشجاعة عليه الصلاة والسلام وكان إذا حمي الوطيس يحتمي الجيش بالنبي صلى الله عليه وسلم من شجاعته. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (وَلَا تَهِنُوا) يا إخواني الآن نلاحظ بعض الكُتاب والمتحدثين يحاول أن يزرع في قلوبنا الوهن عندما يقول نحن ما لنا الآن بُد ولا خيار إلا أن نركن إلى الغربيين ونوكل الأمور إليهم لأننا لو أردنا أن نفعل مثل فعلهم نحتاج إلى ألف سنة أن نصل إلى ما وصلوا إليه وبهذا يجب أن نبقى تابعين وأن نعيش في ظلّهم وأن نستجلي منهم ما عندهم من التقدم وغير ذلك وأن نكون عالة عليهم، هكذا يتصورون والحقيقة أن هذا التصور[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] خاطئ. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] خاطئ ومخالف للحكمة والعقل ومما يدل على ذلك لاحظ الدول التي انفكت من ربقة الغرب كاليابان مثلاً عندما ضربت ضربتها القاصمة فأثّرت فيها ما أثّر فيها ذلك ولا أوهنها رجعت بعد الحرب أقوى منها قبل الحرب والآن صارت تغزو العالم بصناعاتها الدقيقة والمتقنة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مع أنهم أصحاب عقيدة باطلة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مع أنهم أصحاب عقيدة باطلة لكن شف الوهن ما دب في قلوبهم إخواننا في بعض الدول الأسيوية تسمى النمور الأسيوية كماليزيا وغيرها كانت إلى سنوات يسيرة جداً دولاً تعتبر فقيرة ومتخلفة وغير ذلك والآن أصبحت تناطح بعض الدول المتقدمة في الصناعة وغير ذلك وفي سنوات قليلة يعني تقول عشرين ثلاثين سنة فقط. يعني يقولون سنغافورة قبل ثلاثين سنة لو زرتها لعلمت أنه ليس بينها وبين سنغافورة الموجودة الآن أي ارتباط أو صلة لم يهنوا عزموا خططوا اشتغلوا واصلوا عمل الليل بعمل النهار حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه. ولذلك نحن نقول للمسلمين هذا الذي وصل إليه الكفار من التقدم وهذا الذي حققوه من إنجازات نستطيع أن نحققه نحن خصوصاً إذا رجونا ما عند الله سبحانه وتعالى واستعنا بالله في مدة يسيرة ومعنا ما ليس معهم (وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (104)). [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قوله (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)) طبعاً هذه الآيات ذكر فيها سبب نزول وأيضاً نلاحظ أنه انتقل أو استأنف الحديث في موضوع جديد وله تعلق بما كان قبل من الكلام مع المنافقين. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعود الآن الحديث عن المنافقين مرة أخرى. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] يعود للمنافقين مرة أخرى. هناك ملحظ أيضاً نضعه في المدارسة في أنه إذا انقطع الحديث إذا كان في القرآن حديث وانقطع عنه إلى حديث آخر فلا بد أن يكون هناك من صلة لفظية أو معنوية من الانتقال من حديث إلى حديث فإذا عاد مرة أخرى فهو يعود كجملة مستأنفة لا يلحظها من؟ السامع، فيستغرب هذه [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كيف جاءت؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] كيف جاءت؟ ويحتاج أن يرجع إلى [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الكلام الأول. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الكلام الأول مثاله سورة الشعراء في بداية سورة الشعراء كان الحديث عن القرآن ثم بدأت سلسلة الحديث عن الأنبياء نبياً تلو نبي بعد ما انتهى من آخر نبي قال [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192)) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] يسأل الآن القارئ (وَإِنَّهُ) عائدة على ماذا؟ فإذاً هي عائدة على أول السورة مرتبطة لكن جاءت هذه القصص أشبه ما تكون بجملة من المعترضات بين أول السورة وآخر السورة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا الحقيقة أنا أرى لو تُتبع في القرآن بحيث تثبت هذه القاعدة لدى القارئ فإذا رأى موطناً يستغرب ورود الكلام فيه ينظر إلى مبادئ الكلام حتى يربط أوله بهذا الموطن الذي يستغربه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] فنقول إذاً للسامع أن هنا عودٌ للمنافقين الذي كان الحديث عنهم قبل جملة من الآيات التي قبل آيات الجهاد. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] التي هي قول الله عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ) هذا الآن عود إلى نفس الموطن السابق (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ) قوله (إِنَّا) يا أبا عبد الله جاءت بصورة الجماعة فما تأويل ذلك؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ) طبعاً هذا أسلوب معروف [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] عند العرب. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم المقصود به التعظيم، تعظيم المتكلم لنفسه والله سبحانه وتعالى يذكر هذا كثيراً في القرآن الكريم (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9))، (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) وهو متكلم واحد سبحانه وتعالى ولكنه يعبّر بصيغة المتكلمين. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم الجمع. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الجمع تعظيماً لنفسه سبحانه وتعالى وهذا موجود حتى اليوم في كلام العرب ولذلك حتى عندما يصدر بيان من الديوان الملكي مثلاً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يقول نحن. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فيقول نحن فلان بن فلان ملك المملكة العربية السعودية مثلاً ولا يقول أنا فلان. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح. والغريب أن النصارى وبعض الذين يريدون أن يشوشوا وأن يحتجوا بالمتشابه على المحكم في كتاب الله أنهم يحتجون بمثل هذه الآيات يقول لك انظر أنتم تقولون إن النصارى يعبدون ثلاثة أو يتخذون ثلاثة آلهة في القرآن (إِنَّا نَحْنُ) إشارة إلى هذا فنقول من هنا أُتِي هؤلاء أنهم لا يعرفون أساليب العرب هذا واحد، اثنين أنهم لا يجمعون الآيات حتى يستبين المعنى اِجمع الآيات في الموطن الواحد لتعرف ما هو المعنى، الذي قال (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ) هو الذي قال (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1))، (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (163)) خلاص انتهى الإشكال. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم وهذا فيه فائدة الحقيقة ينبغي على المؤلِّف أن لا يعبر عن نفسه في كتابه بصيغة الجمع يقول والذي نراه في هذه المسألة كذا وكذا وأن التواضع يقتضي منه أن يعبر عن نفسه بصيغة المفرد. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لأنه هو اللائق بالعبد. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم هو اللائق بالعبد وأيضاً أدعى للتواضع وعدم أن يفرّ أو ينفر الذي يقرأ الكتاب وهذا يلاحظونه الذين يناقشون الرسائل الجامعية ويناقشون البحوث أنهم ينبهون الباحث أن يستخدم في عباراته أسلوب الإفراد بدل أسلوب الجمع "والذي نراه" "والذي نرجحه" لأن هذا فيه نوع من الاعتداد بالنفس وهذا مذموم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ) طبعاً الكتاب المقصود به القرآن. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] القرآن. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم وسمي كتاباً كأنه إشعارٌ بأنه قد وُثِّق بالكتابة وهذا (بِالْحَقِّ). [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وهذا الذي وقع نعم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا هو الذي وقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ووقع من الأمة بعده فالقرآن لا يمكن أن يوجد إلا وهو مكتوب يعني في تاريخ المسلمين كله كان مكتوباً ومدوناً ويتعاهد بالكتابة والضبط والاتقان. قوله (بِالْحَقِّ) [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الباء يبدو أنها للملابسة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إن قلنا إنها للمصاحبة وللملابسة يعني نزل [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ملابساً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم مصاحباً يعني نزل من عند الله حقاً هذا معناها. ويمكن تكون للتعدية [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني أنزلناه متضمناً [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] متضمناً الحق، أنزلناه ومعه الحق، وفيه الحق. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا قد جمعها الله في قوله (وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ) المعنيين. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نزل حقاً لا مرية فيه من عند الله عز وجل ليس مكذوباً ولا مختلقاً ونزل وفيه الحق وهذه الآية تحتمل المعنيين، وهذا من فوائد الحقيقة معرفة معاني الأدوات. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] دلالات الحروف. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] دلالات الحروف نعم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] اللام في قوله (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ) لام العلة يعني لأجل [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أن تحكم بين الناس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أن تحكم بين الناس (بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) قد يقول قائل كيف يحكم بين الناس؟ الناس هنا عام يعني يشمل المؤمن والكافر فنقول إذا جاء الخصم من الكفار إلى القاضي المسلم واختصما إليه فإنه يخصم بينهما إن رضوا في خصومتهم في قاضي كافر منهم فهذا شأنهم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قال (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ) يعني خيَّره. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إن احتكم إليك غير المسلمين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] غير المسلمين إن شئت أن تحكم وإن شئت أن تعرض عنهم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآيات التي معنى لها سبب نزول كما ذكرت. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم لكنا ما ذكرناها إلى الآن. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني فيه إشارة فيه قضاء للنبي صلى الله عليه وسلم بين يهودي ومسلم أو منافق. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أو منافق لكن ظاهره الإسلام. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] اِروي لنا سبب النزول يا شيخ. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً المنافق كان يريد أن يكون الحكم من قبل اليهود لأنه كان يعرف أنهم يأخذون رِشىً فأراد أن يرشي لأن الحق عليه واليهودي طلب أن يكون القضاء لرسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه يعرف أنه سيعدل. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ما هي القصة يا شيخ؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لا أذكرها الآن بتفاصيلها. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] موجودة ابن عاشور رواها. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لكنها طويلة طبعاً هي قصة ثلاثة من الإخوان وأحدهم أخذ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يقولون بشر وبشير ومبشر. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ويقولون بشير كان هو أسوأهم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ثلاثة إخوة كانوا في فاقة وكانوا هم يُعتبرون من المنافقين فجاءت تجارة لأحد اليهود فعدى واحد منهم وسرق من بيت اليهودي طعاماً فافتقده هذا اليهودي وبحث فدارت الشبهة حول هذا المنافق من بني ظفر أظن بني ظفر فلما اشتكى هذا اليهودي وأرادوا أن يتحاكموا فكان ما قال الشيخ كان المنافق يعرف أنه هو محقوق واليهودي أراد من النبي صلى الله عليه وسلم أن يُنصفه من هذا الرجل فأُنزلت هذه الآيات لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يُترَك لأن اليهود العادة أنهم لا يُستأمنون وقد يُغيرون الحقائق وهؤلاء من المنافقين لبّسوا الحقيقة على النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا إن هذه تهمة غير صحيحة وإلى آخره فجبريل عليه الصلاة والسلام نزل بالوحي على النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الآيات. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قصة بني أُبَيْرِق؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيوه بني أُبَيْرِق. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم قال (وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)) وصفهم بالخيانة طبعاً هناك من يضعّف هذا. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] السند.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذه القصة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا السند نعم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (لِتَحْكُمَ) الحقيقة فيها إشارة واضحة جداً إن القرآن ما نزل لتزين به المجالس وتفتتح به الحفلات وتزين به الأصوات فقط وإنما ليكون كتاباً يعمل في الأرض والقائمون به يحكمون به ويهيئون له وسائل الثبات والحكم وهذه قضية مع الأسف غفل عنها المسلمون بحيث إنهم جعلوا الكتاب يعني هو دستور المسلمين لكن مغلق، من شاء أن يفتح هذا الدستور ومن شاء يدعه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أو يأخذ منه بعضه ويترك بعضه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ويترك بعضه. والحقيقة التي يجب على المسلمين أن يقوموا بها هو هذا أُنزل الكتاب بالحق من أجل أن نحكم به بين الناس، نهيئ له الأسباب حتى يكون حاكماً ومهيمناً ويكون هو القائم بالحكم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والعجيب اُنظر في هذه اللفتة وفي أمثلها دلالة واضحة على أن القرآن الكريم كتاب لا بد أن نعمل به كله وأنه لا يجوز بحال من الأحوال أنك تأخذ ما تشاء وتترك ما تشاء ولذلك قال الله عن بني إسرائيل قال (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ) يعني واضح أنك لا يجوز أن تقتصر على الأحكام التي تعجبك والاحكام التي ما تعجبك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تخليها. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا حال كثير منا اليوم للأسف يعني إذا أعجبه الحكم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أخذ به. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أخذ به وأشاعه وإذا لم يكن موافقاً لهواه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] جنّبه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جنّبه وهذا جعله الله سبحانه وتعالى أشد من أنك ترد الكتاب كاملاً لأن الذي يرده كاملاً واضح العداوة والكفر لكن يأخذ بعضه ويكفر ببعض هذا قد يلتبس أمره على الناس. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية مثل قول الله عز وجل بالمناسبة عوداً إلى الفائدة التي ذكرتها (أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) لاحظ (نُورًا) وما قال نوراً يختص به أو يضيء به ليله قال (يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ) يعني هذا هو المطلوب من أهل القرآن أنهم يكونون أنواراً يمشون في الناس يضيئون للناس دروب الحياة وفي كل ميدان الناس كانوا اقتصاديين، إعلاميين، سياسيين، اجتماعيين، في كل ميدان، وهذه الحقيقة مهمة في نظري على المتخصصين في الدراسات القرآنية أن يقوموا بها وهي أن ينشروا علوم القرآن وهدايات القرآن بين الناس كلهم وأن لا يقتصر هذا الأمر على مجرد أن الإنسان يكتب أو يتكلم أو شيء لمن حوله أو من يأتي إليه، لا، يمشي هو به بين الناس. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ودلالتها جميلة أول شيء قوله (يَمْشِي) فعبّر بفعل المضارع ثم قوله بالضمير (فِي) لأنه يتخلل الناس ثم عبّر بالناس ولم يقل المؤمنين فدل على أنه أنت مأمور بنشر هدايات القرآن، تعبير جميل!. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهنا نفس العملية قال (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ) ولم يقل كما ذكر الشيخ مساعد بين المؤمنين أو بين أهل الإسلام (بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ). [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قوله (بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هل هذه تدل على جواز الاجتهاد للنبي صلى الله عليه وسلم؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لا شك وحال اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في هذا المقام وحال أيضاً قبله مثل ما حصل بين سليمان وداود أن الأصل طبعاً هو أن حكم النبي يكون على الصواب لكن لو وقع أن حكم النبي واجتهد ولكن لم يكن هو مراد الله فإن الله ينبهه على الصواب. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً كأن الآية تدل على معنيين والله أعلم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وهما؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يعني (بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) بما علّمك هذا واحد، و(بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) أي بما تراه وتنظر أو تستنبط من ألفاظ ودلالات القرآن. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وهذا أقرب. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إيه وأنا أقول لا مانع من احتمال. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لا مانع وهذا الآن فتح باب الاجتهاد للنبي. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح عليه الصلاة والسلام. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك قال في سورة النجم (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)) فنسب ما يخرج من النبي صلى الله عليه وسلم إلى الوحي وهو النبي صلى الله عليه وسلم بيّن هذا قال «ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه» فما يتكلم به النبي صلى الله عليه وسلم إن لم يقع استدراك من الله سبحانه وتعالى عليه فلا شك أنه نافِذ وهذا نقول لماذا؟ لأن بعض الناس أو بعض من يتكلم وعنده نصف فهم إذا تكلم عما يقوله النبي صلى الله عليه وسلم يقول إنه بشر من أين لنا أنه قد أصاب في هذه المسألة؟ وقد أخطأ في تأبين النخل يأتي بمثل هذا المثال فهذا الحقيقة جهل بمقام النبوة وجهل أيضاً بطريقة فهم مآل الأمر. فمثلاً تأبين بالنخل أظهر الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يكن على صواب فيه بالواقع أنه حمل شيصاً هذا بالواقع ثم قال «أنتم أعلم بأمور دنياكم» لكن إذا حكم بأمر دنيا ولم يأتيه أي استدراك فإنه دلالة على صحته ولهذا الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بقضايا من الطب لم يعرفها الأطباء إلى اليوم ونحن نؤمن بها لأنه قالها الرسول صلى الله عليه وسلم. ما يأتينا إنسان يقول هو بشر من أين له ذلك؟ نقول لو كان ما قاله خطأ لبُيّن له من الله سبحانه وتعالى. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما يقره الله. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ما يقره الله على خطأ وهذا نوع من العصمة يخفى على كثير حتى من العلماء وهو أن النبي لا يُقرّ على الخطأ نوع من العصمة يجهله كثير وسبب طعن أحياناً بعض العلماء حينما يغالي في النبي أو في الأنبياء أنه لا يقع منهم خطأ البتة وهذا مذهب بعض الصوفية فإذا غالى بهذه الدرجة غاب عنه هذا الأمر وهذا المعنى وهو لا شك أنه من تمام كمال النبوة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هذا أدعى للقدرة على الاقتداء به عليه الصلاة والسلام أنك تقتدي ببشر يقع منه ما يقع من البشر من النسيان ويقع منه وهْم أحياناً يقع منه خطأ لكن لا يقر على خطئه لكنه يبقى في إطار البشرية (قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ). [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] يعني هذه الإضافة [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم فالفرق بيني وبينكم الوحي، فالوحي هو الذي جعل للنبي صلى الله عليه وسلم هذا الاختصاص بالعلم. ولذلك هنا قوله (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) هل معناها (بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) في هذه الحادثة بعينها وإلا المقصود به (بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) من الحق في هذا الكتاب حتى يأتي من بعدك فيحكمون به؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا الظاهر العموم حتى لو كان في هذه الحادثة واختصاصها فهو في جميع الحالات ولذلك قال «إنما أنا بشر فإنكم تأتون وتختصمون عندي وإن بعضكم يقول ألحَنْ بحُجّته من بعض وإنما أنا بشر فمن قضيتُ له بشيء بحق أخيه». [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] «بشيء بحق أخيه فإنما أقتطع له من نار جهنم». [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم فبيّن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد يقع منه مثل هذا الشيء فلو وقع فالإثم على من؟ على صاحب القضية وليس عليه هو صلى الله عليه وسلم لأنه يقول «أنا بشر مثلكم» لكن لا شك أنه مؤيَد بالوحي ولا يعلم حادثة أو قضية قضى بها النبي صلى الله عليه وسلم وهي خطأ ولم تصوّب له فإذا قضى بقضية فنجزم يقيناً أنها على ما يريد الله تماماً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولكن الآن كما قال عمر بن الخطاب يقول عندما نهى أن أحداً منا يقول إني قضيت بما أراني الله قال فإن هذا يكون عِلماً للنبي صلى الله عليه وسلم وأما في حقنا فهو اجتهاد ولكن يقول حكمت برأيي، حكمت باجتهادي. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كان يوصي المقاتلين إذا قال ننزل على حكم الله قال لا، أنزلهم على حكمك فإنك لا تدري أصبتَ حكم الله أم أخطأت. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا هو من هذه الجهة جهة تحرّز وتحرّج من الجرأة ولكن في نفس الوقت في هذه الآية أيضاً حث على الاجتهاد في بيان أمر الدين وفي علمه (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) فيه حث للنبي صلى الله عليه وسلم. أيضاً هو حث للعلماء من بعده على الاجتهاد وبذل الوسع في معرفة الأحكام الشرعية وحكم الله سبحانه وتعالى. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) الحقيقة أنا أقول ألا ترون أن من وجوه البحث التي يجب أن تُستثمر ويفعّل فيها الكتاب والسنة أن ينظر إلى مآخذ النبي صلى الله عليه وسلم للأحكام من ألفاظ القرآن كيف أخذ الحكم من القرآن؟ أنا وجدت شيئاً كثيراً جداً كيف النبي صلى الله عليه وسلم يستدل على القضية من كتاب الله أو مما أراه الله سبحانه وتعالى من فهم ألفاظ القرآن. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مثل؟ عندك مثال؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الآن مثلاً مثال لما قال (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا) قال «أبدا بما بدأ الله به» هذا فهم لما بدأ فقال (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ) بدأ بالصفا عليه الصلاة والسلام مع العلم أنه ما ورد في القرآن فابدأوا بالصفا قبل المروة قال (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ) لو بدأ بهذا أو بهذا الأمر سيان قال «أبدأ بما بدأ الله به» وفي رواية «اِبدأوا بما بدأ الله به». [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولو فعل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك دون أن يشير إلى هذا الفهم لكنا ملزمين باتباعه عليه الصلاة والسلام لأن فعله شرع. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا شك[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لا شك أن في الإشارة أنه فهمه من هذه الآية أو تلك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مثال آخر يا دكتور عبد الرحمن قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء فقَمِنٌ أن يستجاب لكم». [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] من أين أخذها؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ (19)) فقال اُسجد فإذا سجدت كنت مقترباً فهنا قال «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا من الدعاء». [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة الآية طويلة وتحتاج طبعاً إلى بحثٍ جادّ. الله سبحانه وتعالى هنا لما أنزل كتابه أنزله مهيمناً ونحن المسلمين نؤمن بهذا إيماناً يقينياً ولا يأتينا الشك أبداً في هذا الموضوع. والله سبحانه وتعالى جعل كتابه الخاتم أيضاً حاكماً ومصدراً يرجع إليه جميع الناس، هذا هو الأصل للمؤمن والكافر وهنا قال (لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ) لكن الواقع الذي نعيشه اليوم أن الحكم في العالم ليس لله ولا لرسوله وإنما الحكم للقوانين البشرية والتحاكم أيضاً صار إليها الآن مثلاً منظمة العفو الدولية أو غيرها من المنظمات العالمية التي تتبع هيئة الأمم المتحدة هي منظمات قامت على الإنسان وقوانينها هي قوانين الإنسان. ألا يمكن أن نفكر أن يكون هناك مقابل مثل هذه الأمور منظمات خاصة بالمسلمين؟ فكل ما يكون للكفار يكون للمسلمين فلماذا نحن دائماً نرتبط بالكفار؟ يعني الآن مثلاً هيئة الأمم المتحدة وما يجري فيها لماذا لا يكون للمسلمين هيئة خاصة بهم؟ يكون لهم جيوش خاصة بهم؟ يكون لهم تمويل خاص بهم؟ تجتمع عليه كلمتهم وهذا إذا بدأ به فإنه سيعيد المسلمين شيئاً بعد شيء لكن سبحان الله قدر الله وقضاؤه أن يكون بيننا التنازع والتنافر والتناحر ونسمع أحياناً من الأشياء التي يندى لها الجبين ونستغرب أن تصدر من مسلم لأخيه المسلم. كأن تسمع بأشياء مثلاً أحياناً بين رؤساء الدول وغيرها وإذا سقط رئيس وأخرجت مساوئه وأخرج الكتاب الأسود الذي له، يُحكى عنه أشياء تستغرب أنها تكون، فأقول أنه مثل هذه الحقيقة نحن المسلمين يجب علينا أن نكرس الجهد إلى أن نجمع كلمة المسلمين من خلال هذه الآيات وأمثالها خصوصاً أنه الآن أيضاً في العصر أو في الأيام الأخيرة التي شاهدنا فيها بداية تحركات للشعوب فإذا لم يكن العلماء القائمون بأمر الله هم الذين يقودون مثل هذه المسيرات فسترجع الأمور إلى ما كانت عليه قبل، يعني سيذهب حاكم طاغية ويأتي طاغية آخر فقط قد تعطى بعض الحقوق ولكن تبقى يسلب أشياء كثيرة جداً جداً من حقوق الناس الكثيرة. لكن إذا احتكم الناس إلى مصدر واحد وصار ينزل على الكبير والصغير كما كان في عهد الخلفاء الراشدين كما كان في عهد عمر بن عبد العزيز وأمثاله أو كذلك في عهد غيره من الخلفاء الشر بدأ يزيد لكن لا يزال فيه شيء من الخير كثير أنه لا شك أن الرجوع إلى هذا سيجعلنا في مأمن من ضربات العدو من انتقاء العدو من يضرب ومن لا يضرب كما ذكر الدكتور محمد في اللقاء السابق الدول الغربية تحركت لنصرة ليبيا بعد فترة ولكنها لم تتحرك لنصرة اليمن ولم تتحرك لنصرة سوريا لماذا؟ مثل هذا لو كان عندنا حتى المسلمون لم نسمع لهم كلاماً في هذا ولا نعرف ما هو موقفهم؟ ما هو موقف هذه الدول الإسلامية مما يجري هنا وهناك؟ فمثل هذا لو كان هناك بالفعل هيئة أو رابطة إسلامية فعالة وليست روابط مثل ما نجد الآن إنما أقول فعالة ولها تأثير ومتفق عليها فإن سنجد الكثير من المشكلات هذه بإذن الله تزول. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً الحديث الآن في واقعنا المعاصر الحديث اختلطت فيه الأمور وغلب الجانب السياسي والأمور المادية وأُبعِد القرآن الكريم كما تفضلت عن مواطن التأثير والحكم ولذلك لا يُستغرب هذا لكن عندما تتأمل في القرآن الكريم وتقارنه بواقع الناس في كثير من البلدان لا تجد أي رابطة بينهم المسلمون في وادي والقرآن الكريم في وادي لذلك أحمد شوقي رحمه الله عندما قال:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]على عَرَفاتِ اللهِ يا خَيرَ زائِرٍ عَلَيكَ سَلامُ اللهِ في عَرَفاتِ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ثم يقول:[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]شُعوبُكَ في شَرقِ البِلادِ وَغَربِها كَأَصحابِ كَهفٍ في عَميقِ سُباتِ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]بِأَيمانِهِمْ نورانِ ذِكرٌ وَسُنَّةٌ فَما بالُهُمْ في حالِكِ الظُلُماتِ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الآن عندما يتحاكم الآن ينظر في بعض البلاد الإسلامية الآن مثل مصر على سبيل المثال عندما تحررت وأرادوا الآن أن يطبقوا الشريعة وهذا شيء منطقي عندما يريد الشعب نفسه نحن كلنا أو أغلبيتنا مسلمون ونريد أن نطبق القرآن الكريم في حياتنا وأن يكون هو دستور حياتنا كما أمرنا الله فتقوم الثائرة ويعترض المعترضون لماذا تطبقون القرآن؟ نطبق القانون. يعني كأنك عندما تطالب بتطبيق كلام الله سبحانه وتعالى قد أتيت شيئاً غريباً ومستنكراً مع أن هذا حتى هذا ديمقراطياً يعني النظام الديمقراطي يفرض عليك ذلك لأن هذا هو رأي الشعب لكنهم كما ذكر الله سبحانه وتعالى لا يريدون هذا ويكرهون (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ). نعود إلى الآيات. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)) الحقيقة هذه قد تكون قاعدة للمؤمن في حياته أن لا يخاصم عن خائن أو يخاصم عن إنسان مخادع. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولو كان ابنه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولو كان أقرب الناس. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قبل أن نأخذ فوائدها ما معنى (وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105)) مخاصماً يعني مدافعاً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم مدافعاً، محامياً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] محامياً لأن هذه اللفظة لأنه الآن يقع مع الأسف في المحاماة أن يأتي المحامي ويعلم يقيناً أن من سيدافع عنه أنه مخطئ ومخطئ. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم فنقول هي الآن نهي لهؤلاء ولغيرهم عن أن يخاصموا ويدافعوا عمن كان خائناً هذا واحد أضف إلى ذلك أنه لا يجوز أيضاً حتى للمحامي أن يدافع عن إنسان لا يعرف أنه محق لأنه قد يدافع لأن موكله وكله. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بالضبط يدفع له. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إي يدفع له يقول والله إن ثبت الحق عند القاضي وإلا أنا ما ضرني شيء أنا عندي هذه البينات والمستندات. إذا لم تعلم أن الحق معه فلا ينبغي لك أن تخوض من أجل أنك تأكل مالاً فإنك بهذا قد تدفع حقاً عن أخيك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يغلب على ظنه يا شيخ محمد. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً يغلب على ظنه أما إذا لم يغلب على ظنه فلا شيء عليه في ذلك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولكن واقع المحامين يبدو لي يا شيخ محمد أنهم يدفعون يعني بالأجرة هو يتولى قضيتك ويدافع عنك بحق أو بباطل حتى يكسب القضية ولا ينظر هل أنت خائن المدافَع عنه أو غير ذلك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نظرته مادية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مادية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قبل ما ننتهي لأنه لم يبقى إلا تقريباً دقيقة وقفنا عند قوله (وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106)) هل موضوع القضاء يكون فيه نوع من النقص الذي يحتاج أن يُستدرك بالاستغفار؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم ولذلك بعض العلماء استنبط من هذه أنه قال ينبغي على المفتي قبل أن يفتي أن يستغفر وعلى المفتي بعد أن يفتي أن يستغفر وعلى القاضي أيضاً إذا قضى أن يستغفر خشية أن يكون قد أخطأ ولا شك أنه مظنة للخطأ لأنه لا يحكم ببينات ظاهرة ولا يعلم عن حقائق الأمور وهذا هو ما كلفه الله به لكن قد يكون قصّر في النظر وفي البحث والتحري فيستغفر الله ثم أكّد الله عز وجل بأنه غفور رحيم يعني إذا اجتهد بما أراه الله ولم يكن للخائنين خصيماً مدافعاً عنهم ثم استغفر فإن الله سبحانه وتعالى يغفر له وإن كان قد وقع في حقيقة الأمر في خطأ. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إي لكنه خطأ غير مقصود. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] غير مقصود. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في الحقيقة هذه آية أصل للتوسعة على القاضي. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الذي يقضي باجتهاده ويقضي بما أراه الله من الحق ثم قد يقع في الخطأ وهو لا يعلم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot] لعلنا نقف عند هذا ونكمل إن شاء الله في اللقاء القادم نستغفر الله سبحانه وتعالى من تقصيرنا ما دمنا في آية مرتبطة بالاستغفار. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا جميعاً القائلين والسامعين إنه سميع مجيب. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
آخر تحديث لتفريغ الحلقات:


الحلقة 20: الأخت محبة الاسلام - تم التفريغ والتنقيح
الحلقة 25 - الأخت راجية الفردوس - تم التفريع
الحلقة 26 - الأخت محبة الاسلام - تم التفريغ
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141 - الأخت رحاب محمد
وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً
 
[FONT=&quot]الحلقة 22- تأملات في سورة النساء – الآيات (112 – 113)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]http: //www.youtube.com/watch?v=fc68OHIhog4[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا (112) وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا (113))[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د[/FONT][FONT=&quot]. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على سول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون الكرام في برنامجكم بينات وقد وقف بنا الحديث في المجلس السابق مع المشايخ الفضلاء عند قول الله تعالى في سورة النساء (وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) وقد أشرنا في تلك الحلقة أن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية يبين أن الذنب الذي يرتكبه الفرد فإن عقوبته قاصرة على هذا العبد ولا تزر وازرة وزر أخرى وهذا المعنى قد كرره الله سبحانه وتعالى في أكثر من أية في القرآن الكريم وختم الله سبحانه وتعالى الأية فقال (وَكَانَ اللّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) وكنا تحدثنا أيها الإخوة في ختام الأيات وهذه المسالة مما يهم الناس كثيراً وهي دلالة ختم الأية بهذا الإسم "عليماً حكيماً" "غفوراً رحيماً" "عزيزاً حكيماً" ونحو ذلك وهذا الناس يحتاجون فيه حقيقة إلى بيان عندما تتوقف وتبين للناس وتقول أن الله سبحانه وتعالى ختم هذه الأية بقوله (عليماً حكيماً) ذكر صفتين وهي صفة العلم وصفة الحكمة وأن الله سبحانه وتعالى تام العلم كامل العلم ولكن كما كررت أنت كثيراً أن العلم قد لا يكون معه حكمة بعض الناس عالم ولكنه ليس حكيم وبعض الناس حكيم ولكنه ليس بعالم ولكنها إقترنت كما في وصف الله هنا بأنه عليم وحكيم يعني كامل العلم والحكمة فدل ذلك على أن هذا المبدأ وهو مبدأ أنه "لا تزر وازرة وزر أخرى ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه" أن الله سبحانه وتعالى قد قرر هذا وأرساه على علم وبناءًا على حكمة. ومناسبة هذه الآية لسبب نزولها الذي ذكره المفسرون أن المنافق الذي سرق متاع اليهودي ثم لما اشتكى اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم ظن بعض المسلمين أن في نصرة اليهودي على هذا المنافق الذي فعل هذا الفعل وسرق أن في هذا إساءة للمسلمين عامة وإضعاف للمسلمين وللمجتمع المسلم ولكن الله سبحانه وتعالى إحقاقاً للحق وإقامة للعدل أنصف هذا اليهودي من هذا المنافق وأن فعل هذا المنافق لا يتعداه إلى غيره من المسلمين وإنما هو قاصر على نفسه فقال (وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ). ولاحظوا أنه عبّر بالكسب والكسب هو الشيء الذي يحرص عليه الشخص يحرص عليه كأنه كَسْب ومكسب في حين أنه في حقيقته خسارة وليس مكسباً ولذلك قال (وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا) وإلا كيف يعبّر الله سبحانه وتعالى عن الإثم بأنه كَسْب؟ هذا لا يستقيم، ولكنه عبر عنه بالكسب كما كان يظن ويعتقده صاحبه، أليس كذلك؟ مثل اللص الذي يسرق هو يعتبر هذه السرقة مكسب بالنسبة له في حين أنها خسارة في حقيقة الأمر ولذلك عبّر هنا عن الخطيئة وعن الذنب وعن الإثم بالكسب لأنه كان يظنّ صاحبه أنه كسب ولكن هو في حقيقته مأثم وليس بغُنم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فرق بينهم في سورة البقرة قول الله تعالى (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ (286) البقرة) فسمى ما عليها من الوزر إكتساب، ما السبب في ذلك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] صيغة الإفتعال تدل على أنه كان يتكلّف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يتكلف ذلك الإثم وأن سجية الإنسان أصلاً وفطرته تدعوه إلى الخير وإلى البر والمعروف ولكنه يتقحّم الإثم ولذلك قال (وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ (286) البقرة).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تفريق جميل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ) قيّمتها يا أبا عبد الله أن هذه قاعدة الإسلام في أنه لا يؤخذ أحد بجريرة أحد ولذلك الإسلام لو أخطأ الأب ما يؤاخذ الاِبن ولو أخطأ الاِبن لا يؤاخذ الأب ولا تؤاخذ الأسرة وإنما يؤاخذ المجرم نفسه فلا يجب أن نعيّر إنساناً بجريمة أخيه أو بجريمة ابنه أو بجريمة أبيه فهذه الجريرة عليه هو ولذلك مثلاً قد يعيّر بعض الصحابة مثلاً بأن آباءهم كانوا منافقين فيقال لا، أبوه كان منافقاً مثل عبد بن أبي ابن سلول وولده عبد الله بن عبد الله بن أبيّ من الصحابة الأجلّاء ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم لما علم أنه قد يقتل أباه، قال: يا رسول الله قد علِم الناس أني من أغيَرهم وأني من أبرّهم بأبي فما أحب إن كنت ستأمر أحدهم بقتل أبي أن يقتله أحد غيري لئلا أخطئ على مسلم. وتأمل كيف هذا الإيمان الصادق عند هذا الابن وذلك النفاق الراسخ عند ذلك الأب ومع ذلك لم يُنتقص من قدر هذا الابن بسبب أبيه كما أنه لا يجوز أن ينتقص من الأب ولا من الأخ ولا من الزوجة بسبب ما يحدث من أبائهم أو غيرهم. وهذه بالمناسبة تحدث عند بعض الناس يقول مثلاً فلان مثلا المطوع أو إمام المسجد وانظر إلى ولده ماذا يفعل؟! ما دخله في ولده؟! ولده هدايته بيد الله ليست بيده مثلاً أو انظر إلى أخيه فعل كذا وكذا ليس فيهم خير كلهم، سبحان الله! هل هذا الخير يخلقه بنفسه؟ الله عز وجل يضع في قلب هذا ويحرم قلب هذا من ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً يمكن أن يعدّ هذا الكلام إلى الجهات الرسمية التي تأخذ الشخص بجريرة غيره يعني مثلاً يُحبس الأخ أو يُحبس الأب أو يحبس الابن بجريرة الأب وهذا في غاية الظلم، والله سبحانه وتعالى هنا اُنظر كيف يدافع عن المظلوم بغض النظر عن ديانته وهو يهودي. وهذا في الحقيقة هو الذي يدعو الناس إلى الدخول في هذا الدين أو هو مما يدعو الناس إلى الدخول في الدين عندما يرون العدل يقام في الإسلام على الصغير والكبير وعلى الشريف وعلى الوضيع وعلى المسلم وعلى غير المسلم فإنهم ينصاعون إلى الدين ولذلك اليهود كانوا يأتون ويتحاكمون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهم من أشد الناس عداوة للمسلمين وما ذلك إلا لأنهم رأوا أنه يقيم العدل. النبي صلى الله عليه وسلم عندما دلّ الصحابة في بداية الإسلام على الذهاب إلى الحبشة قال اِذهبوا إلى الحبشة فإن فيها ملك عادل لا يُظلم عنده أحد فانظر إلى قيمة العدل. أين هي قيمة العدل في واقع الناس اليوم إلا من رحم الله سبحانه وتعالى؟ أصبحت نادرة وقليلة![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] النجاشي كان نصرانياً عندما ذهبوا إليه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك سبحان الله في الآية العدل يظن الناس أيضاً أنه في الحكم العدل حتى في القول قال (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى (152) الأنعام) أن تعدل في قولك فتزن كلامك أو تُصدر أحكامك بناءً على موازين حقيقية صادقة هذا أيضاً من العدل الذي يفوت على كثير من الناس. ولذلك جاء في سورة الأحزاب (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) الأحزاب) السديد ليس هو المقارِب، السديد هو الذي أصاب السداد أصاب الهدف من غير أن يتعدى (وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) الأحزاب). يقول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى: والقول السديد من تقوى الله لكن الله عز وجل نص عليه لأهميته وعظم مكانته. الشيخ ابن عثيمين له لفته جيلة في قوله (وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ) في الكيل والميزان قال (لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) لماذا؟ لأنه شيء خارج عن إرادة الإنسان هي موازين قد تُخطئ ولا تزن الأمور وزناً صحيحاً قال (لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) قال (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا) ولم يقل بعدها (لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا) لأن الإنسان يملك الكلمة التي يقولها ويستطيع أن يتحكّم في ما يقوله.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لو لاحظت الآيات يا أبو عبد الله أنه قال (وَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ) وفي الآية الأخرى قال (وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا) يعني يكسب خطيئة أو إثماً ففرّق بين الخطيئة والإثم مع أنه هناك تداخل بينهما الخطيئة في النهاية هي نوع من الإثم لكن الخطيئة يبدو والله أعلم أنها أمر يتعدى به إلى غيره.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والإثم أمر يقتصر على نفسه، كأن هذا مما يفرّق بينهما بعضهم فرق تفريقاً ضعيفاً قال: الخطيئة ما فعله الإنسان عن غير قصد والإثم ما فعله عن قصد ولكن ما فعله عن غير قصد لا يؤاخذ عليه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: عفواً، "وتجاوز الله لأمتي عن الخطأ"[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والنسيان وما استكرهوا عليه لكن إفترض أنه إكتسب خطيئة بمعنى فعل شيئاً عن غير قصد ثم رمى به بريئاً ما يكون المعنى له وجه من النظر؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم عندما يكون في الرمي، الكلام في الرمي. لكن بعضهم جعل الخطيئة بالمعصية الصغيرة والكبيرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لكن الله عز وجل في سورة البقرة قال (وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ (81) البقرة).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] معناها أنها كبيرة (وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ (81) البقرة) معناها أنها من الكبائر التي تحيط بصاحبها فتدخله النار.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لكن في الآية قال (بَلَى مَن كَسَبَ سَيِّئَةً (81) البقرة) قالوا السيئة هي الشِرك (وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ(81) البقرة) أي خطاياه وآثامه الأخرى يعني أحاطت بهذه السيئة حتى مات أو حتى وافى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ثم قوله (ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) هذا طبعاً يذكّرنا بحادثة الإفك – رمي البريء- وبعض الناس يتهاون في هذا ويتهاون فيه تهاوناً شديداً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والله يا أخي قلّ من يسلم منه مع الأسف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم ويظن أنه أمر هين ولاحظ الله سبحانه وتعالى ماذا يقول (فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) ظاهراً واضحاً.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك هو يعلمه من أول من يعلمه ذاك الرامي لأنه واضح جداً ويعرف أن صاحبه المرمي بريء وأنه هو الآثم وأنه قد رماه عن قصد لينقل التهمة من نفسه إلى غيره فجعل الإثم هنا مبين واضح جليّ لا خفاء به.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] يبدو أن النفس البشرية صعبة إذا ألقى الكلمة ما يستطيع أن يرجع أو يعتذر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قليل هذا في الناس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لعل المعنى الذي ذهب إليه ابن عاشور في قوله إن الخطيئة هي الصغيرة والإثم هي الكبيرة أيضاً قد يكون مناسباً لهذا السياق فيكون معنى الآية: ومن يكسب خطيئة يعني ذنباً صغيراً أو إثماً يعني كبيرة من كبائر الذنوب (ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) فيكون هذا ليعمّ لأن بعض الناس قد يتساهل في رمي الآخرين بصغائر الأمور ويرى أن الإثم في الكبائر فقط.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا عند حلول المشكلات في نظري أو في الأزمات والفتن يقول: وما يدريك أن فلان هو من قام بذلك؟ أنت بأيّ شيء اتهمته؟ هذا بريء لا يجوز لك أن تلقي بهذه التهمة عليه إلا وعندك بيّنة، وهذا مثل ما ذكر الشيخ تهاون الناس فيه وإذا ألقى الكلمة صعب عليه أن يعود.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري[/FONT][FONT=&quot]: هذا يقع اليوم كثيراً للأسف في الصحف وفي وسائل الإعلام أنهم يتناقلون التهم أحياناً ويتهمون الأبرياء ثم ينتشر هذا في الآفاق في الجرائد وفي الإنترنت وفي غيرها ثم يكتشف بعد ذلك أنه بريء وأنها كانت مجرد تهمة وتم إلقاؤها بدون أي تبيّن أو أي تثبّت ثم بعد ذلك تكون هناك دعاوى ومطالبات إلى غير ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والآن شاع في الناس أن الصحف الآن ما أصبحت المصادر المأمونة للأخبار وحتى أن الناس صار عندها مثل (كلام جرايد) إشارة إلى أن هذا الكلام غير متثبت منه وأن الذين ينقلون أو كثير من الذين يكتبون لا يتثبتون مما ينقلون وأن لهم أغراضاً أو أهدافاً. إذاً فعلى المسلم وهذه كلمة نوجهها لإخواننا عموماً أن لا يستعجل أيضاً بنقل ما يشاع في هذه الجرائد والمجلات والمواقع الإلكترونية وفي الشاشات وفي قنوات الأخبار وغيرها حتى يتأكد من أنه وقع بالفعل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أصلاً هناك كثير من الأخبار لا حاجة للإنسان بها.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إفترض يا أبو عبد الملك أن لاحاجة للإنسان بها أنت إذا اعتقدت أن فلان فعل وقعت في مشكلة، كونك لم تسمع ولم تعلم أنت الآن سلمت لكن كونك سمعت وبدأت تتحدث وأنت لا تدري ما حقيقة الأمر هذا خطر عليك، أنت دع هذا الذي ولغ في الإثم هذا حسابه على الله، لكن أنت ما دورك؟ يجب أن يكون للإنسان دور في هذا وهو أن يعصم لسانه وأعجبني موقف زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها في قصة الإفك لما سألها رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ماذا عندك؟ قالت والله يا رسول الله ما علمت إلا خيراً أعصم لساني وبصري وأنا لم أعلم إلا خيراً، أما أختها رضي الله عنها فذهبت تحامي أو تدافع عنها فولغت فوقعت في الإفك رضي الله تعالى عن الجميع. لاحظ الفرق فزينب مع إنها هي التي تسامي عائشة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم في القرب منه وفي الجمال وأشياء أخرى مما تتحبب به الزوجات إلى أزواجهن ومع ذلك عصمها تقواها من الله عز وجل من أن تتحدث عن عائشة ولو بنصف كلمة يعني مثلاً ممكن تقول كلمة تؤيد به موقفها أو ترفع به من أسهمها وإن كانت ليست تهمة ولكن الإنسان يستطيع في مثل هذه المواقف.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا) أيضاً فرّق بين البهتان والإثم ولاحظ الإثم يتكرر هنا في أكثر من موطن لأن الإثم ألصق بالنفس.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والبهتان فيه ظلم للغير (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نلاحظ أن الإثم ما يصدر من الإنسان لنفسه والبهتان أيضاً هنا ما يلحق غيره فإذاً تكرر مع الإثم مجموعة من الأعمال كأن فيها إشارة أن ما قبل الإثم هو متعدٍ ضرره للآخرين.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لاحظ أيضاً التعبير بقوله (إحتمل) ولم يقل حمل ألا ترون أن فيها نوع من التكلّف تكلّف شيئاً كان غنياً عنه وينبغي أن لا يحمّله نفسه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً في التعبير بقوله (يرم) التعبير بأن إتهام الأخرين بغير حق أنه رمي للدلالة على أمرين[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]أولاً للدلالة على قسوته وشدته على المرمي الشخص الذي رمي.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
· [FONT=&quot]الأمر الثاني على تكلف الرامي وكذبه لأنه قد تكلف كما قال (إحتمل) أنه قد تكلف برميه هذا كلفة والأمر الثاني أنكم تلاحظون أن الله قد وصف الذين يقذفون المحصنات قال (إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ (23) النور) فاعتبر أن هذه التهمة قاسية جداً كأنها رمية والرمي دائماً مرتبط بالقوة مثل رمي السهام أو رمي الرماح أو غيرها فهي تدل على شدتها التي تقع فيه السهام أليس كذلك؟ ولذلك قال (ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا) فعبَّر بالرمي وذلك لشدته وقسوته.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً فيها إشارة والله أعلم إيحائية الرامي غير مبالي لأنك لا تدري أين تصيبه في وجهه أو في عينه أو في صدره أو في قلبه فهو يرمي خلاف الذي يضع فالذي يضع يضع في مكان محدد فالرمي هذا على ما ذكرت أنه شديد على نفس المرمي أيضاً ارامي لا يبالي أين وقعت، كلمة ولذلك يقولون في المثل (العيار الِّى ما يصيب يدوش) يعني تحوم الشكوك والشبهات حوله وهذه مصيبة، يعني إفترض أن يرمى إنسان عياذاً بالله بتهمة الزنا أو غيرها أن هذه العبارة بعد فترة ستنفى لكن بقاء هذا الأثر يحوم حول فلان سيؤثر عليه نسأل الله العافية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ) الآن الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أتأذن لي يا أبا عبد الملك؟ في قوله (فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينَاً) هذا يدل على أن بعض الذنوب تحمل أوصافاً متعددة يعني فرق بين من يظلم إنساناً أجنبياً ومن يظلم قريبه الذي يظلم قريباً قطع رحمه وظلم أخاه الذي يظلم إنساناً بعيداً ظلم إنساناً وهذا عظيم عند الله تعالى مما يدل على أن الذنوب ليست ذات وصف واحد بل كلما تعددت أوصافها إزدادت عقوبتها عند الله سبحانه وتعالى وبعكسها أيضاً الخير، الصدقة على ذي الرحم صدقة وصِلة، الصدقة على الأجنبي صدقة فقط.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قال (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ) الآن الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم في مثل هذا الحدث الذي كان الخائنون يريدون إضلال الرسول صلى الله عليه وسلم بمعسول كلامهم ولحن قولهم وأيضاً بعض ضعاف المؤمنين الذين لم ينظروا إلى القضية بنظر القسط والعدل. ففي مثل هذه الحالة لما يكونون أمام القاضي وهذا يتكلم من هنا وهذا يتكلم من هناك يحدث تأثيرات فالله سبحانه وتعالى يبين بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم في مثل هذه الأمور أنه لولا فضل الله عليه ورحمته به لهمت طائفة منهم أن يضلوه لوقع همٌّ منهم في إضلالك ولكن ذلك ما وقع وصرف الله ذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا يبين معنى (لولا) أنه حرف امتناع لامتناع بخلاف (لو).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري :[/FONT][FONT=&quot] حرف امتناع لوجود [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا، لولا محمد لجاء علي، (لولا) حرف إمتناع لوجود بينما (لو) حرف إمتناع لإمتناع و(لما) حرف وجود لوجود، لما جاء فلان جاء فلان. إذاً لولا وجود فضل الله عز وجل ووجود رحمته سبحانه وتعالى (لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ) فوجِدت هذه ومنعت تلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] فوجد الفضل والرحمة ومنع الهمّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني طائفة من لذين يختانون أنفسهم وهم المنافقون.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاُّ أَنفُسَهُمْ) يعني فيها الدلالة على أن أثر الذنب يعود إلى الفاعل (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله) فهؤلاء يظنون أنهم يُضلون رسول الله صلى الله عليه وسلم بفعلهم ومكرهم وكيدهم وهم في الحقيقة إنما يضلون أنفسهم لأنهم بهذا تطمس الضلالة بصائرهم فيمعنون فيها ويزدادون في نفقها المظلم نسأل الله العافية والسلامة لقول الله عز وجل (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ (5) الصف) وهؤلاء عندما يضلون رسول الله صلى الله عليه وسلم يزيغون فيزيغ الله قلوبهم.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وهذه قاعدة عقاب الرب بالأفعال السيئة أنه إذا فعل العبد فعلاً أو أوغل في فعل ما من الأفعال السيئة فإن الله تعالى يكله إلى نفسه فيزيده ضلالاً مثل (فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ (5) الصف) فلم يبتدئهم الله بالزيغ وإنما جعل الإزاغة عقاباً وجزاءًا للزيغ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وقال (فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) الليل) جعل التيسير للعسرى وهي مزيد من البخل والإمساك بسبب التكذيب وعدم الإنفاق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري: في[/FONT][FONT=&quot] قوله (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) هنا المقصود بالحكمة السنة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تأذن يا أبا عبد الله (وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ) طبعاً أصلها وما يضرونك شيئاً لكن (من) هنا للاستغراق في العموم ولذلك هذه ينبغي أن ننتبه لها هي تزيد المعنى بلاغة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هناك بعض العلماء من يقول أن (من) هنا زائدة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] زائدة في اللفظ زائدة للمعنى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أنا أردت أن أنبه أن قصدهم بالزيادة هو النظر إلى المعنى المتفق عليه والمشترك بين جملة (ما يضرونك شيئاً) و(ما يضرونك من شيء) متفقة في نفي الضرر لكن أيهما أبلغ؟ (من شيء).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري: نعم، فـ(من) هنا تأتي في كثير من المواطن وفي القرآن خصوصاً للدلالة على هذا المعنى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) العلماء والمفسرون فسروا الحكمة هنا بأنها السنة المبينة للقرآن فالله سبحانه وتعالى اِمتنّ على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قد أوحى إليه وحيين القرآن والسنة وأنها وحي مكمّل للقرآن الكريم (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لقد جاء في قول الله عز وجل (لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ (164) آل عمران) قالوا إذا ذُكرت الحكمة مع الكتاب فإنها دليل على أن المراد بها السُنة النبوية. وهذا يدل على أن من أراد أن يتعلم الحكمة بالفعل فعليه بالسنة لأن السنة حقيقة هي تطبيق عملي وتفسير واضح للقرآن وتطبيق لهذه الحقائق في واقع الحياة فإذا أردت أن تكون حكيماً إعرف ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وبماذا حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكيف تصرف في هذه المواطن لتعرف الحكمة فتضع الشيء في مكانه اللائق.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وما قوله (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) تكون أيضاً السنة أنها وحي كما أخبر الله سبحانه وتعالى (إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) النجم) فهذا أيضاً من دلائل أن السنة أيضاً وحيٌ منزّل لكن إفترق عن القرآن بما هو معروف. لكن لما قال (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) هذه آية مطلقة يدخل فيها كل ما عُلِّم النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا لو أنت نظرت إلى حال النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة والترقي الذي حصل له بعد البعثة والعلم الذي أوتيه علم كثير وغزير وكبير جداً كله يدخل تحت قوله (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) ثم قال (وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) لأن فضله أكبر لأن فضل الله عليه كان بالنبوة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ) لما ذكر الإنزال وصرّح بلفظ الجلالة أولاً أنزل من علو وهذا يثبت أهل السنة به علو الله سبحانه وتعالى. طبعاً العلو قسمان علوٌ في الصفات وهذا يثبته كل أهل القبلة وعلو الذات الذي يثبته أهل السنة ويخالفهم فيه الطوائف الأخرى لأن أهل السنة يثبتون العلو لله عز وجل ويرون أن أدلته قد تكاثرت من الكتاب ومن السنة ومن الإجماع ومن العقل ومن الفطرة. كل أوجه الدلالات جاءت للدلالة على إثبات العلو لله سبحانه وتعالى وهو ظاهر في الكتاب والسنة يعني في إثبات أن الله في السماء وأنه في العلو وغير ذلك ظاهر جداً ولكن من إعتقد عقيدة فتشربها قلبه لم تظهر له هذه الأدلة. لاحظ قوله (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) الإنزال من علو هذا معروف في اللغة وفي الفِطَر (وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] يعني لو كان أحد سيكتب عن (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) كموضوع سيجد شيئاً كثيراً جداً جداً في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، لاحظ مثلاً القضايا الغيبية فقط هي تدخل ضمن قوله (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) يعني فقط القضايا الغيبية.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ (52) الشورى).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لكن ألا تعجبون من قوله (وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) فيها من الدلالة أن فضل الله على عبده بالعلم هو من أعظم الفضل وهو كذلك لأن الله سبحانه وتعالى جعل ميزة العلم ميزة هائلة جداً والدليل أن آدم عليه السلام لما خلقه الله وأراد أن يُسجد له الملائكة قال (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء (31) البقرة).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وانظر حتى في أحوال الناس اليوم فإنهم يتفاضلون بالعلم تفاضلاً كبيراً سواءً في أمور الدنيا أو أمور الآخرة فإن العلم هو الذي يرفع ولذلك قال الله (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ (11) المجادلة) فخصّ الذين أوتوا العلم بالذكر هنا مع أنهم يدخلون في الذين آمنوا أيضاً، لكن العلم لا شك أنه يرفع صاحبه في الدنيا وفي الآخرة إذا وفقه الله للإخلاص. وحتى أنت اُنظر في حالك كيف كنت قبل عشر سنوات وكيف أصبحت الآن؟ وما تعلمته خلال عشر سنوات كيف أثّر في مستواك؟ وكذلك الناس في الآخرة أيضاً، النبي صلى الله عليه وسلم قد أوتي علماً عظيماً وهو علم الوحي وأطلعه الله على كثير من الغيب وأطلعه على غيب الماضي وغيب المستقبل هذا لا يؤتاه إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك الشيطان ما يفرح بشيء مثل فرحه بموت العالِم. يقال أن الشياطين سألوا سيدهم فقالوا: ما لنا نراك إذا مات العالِم فرحت فرحًا شديداً وإذا مات العابِد لم تأبه له؟ قال أعطيكم تجربة، إبليس هذا معلِّم هو شيطان! فقال لهم تعالوا فذهبوا إلى عابد فقال للعابد أتاه في سورة إنسان فقال له: هل يستطيع ربنا أن يضع هذا العالم في جوف بيضة؟ فقال العابد لا يستطيع، قال اُنظروا إليه فقد كفر، أنكر القدرة الإلهية! قال ثم ذهبوا إلى عالِم فقال له هل يستطيع ربنا أن يضع هذا العالم في جوف بيضة؟ فقال إخسأ يضعها الله في بؤبؤ عينك، يعني أقلّ من ذلك قال انظروا ذاك كفر بكلمة وهذا ما نستطيع أن نفعل له شيئاً ولذلك أفرح بموت العالم أكثر من فرحي بموت العابد لأن العابد عبادته لنفسه والعالم موته ثلمة في الدين والمجتمع والأمة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لاحظوا من دلائل محبة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم وأنا أذكر ما دعاني إليه كثيراً في تلمس محبة الله سبحانه وتعالى لنبيه في هذه الآيات لما بدأ الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم كرر الفضل أكثر من مرة قال في بداية الآية (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ) ثم رد العجز على الصدر في آخر الآية وقال (وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا) فابتدأ بالفضل وختم بالفضل الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم. ولهذا فضل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم كبير جداً ولهذا لما جاءته الخلّة يبين هذه الفضيلة في الخلّة وقال: ولولا أن الله إتخذني خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً. يشير إلى فضل هذه الخلّة الإلهية وهي من تفضيل الله سبحانه وتعالى له وفضل الله سبحنه وتعالى عليه، وأنا أذكر كان هناك أحد الباحثين بحث في موضوع التفضيل والفضل في القرآن.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هنا الفضل والرحمة ما الفرق بينهما؟ الذي يظهر والله أعلم أن الفضل في حصول المطلوب والرحمة في دفع المكروه. (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ) حيث لطف بك فلم يمكر بك ودفع به مكروهاً وإلا الرحمة أوسع من الفضل فإن قيل يا أبا عبد الملك في قوله (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ) الحقيقة أنهم هموا هم هموا أن يضلوا النبي صلى الله عليه وسلم ومع ذلك قال (لهمّت) فكأنه لم يقع منهم الهم فالجواب على ذلك أن يقال هم هموا هماً برسول الله أن يضلوه لكنهم لم يصلوا إلى مرادهم هم الحقيقة هموا واجتمعوا وتآمروا على أن يشوشوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يميل بحكمه أو يدافع عن الذين يختانون أنفسهم أو يفعل ما كانوا يريدونه لكن الله عصمه فلم يقع منهم ولم يصلوا إلى ما أرادوا ولذلك جعل همهم غير هم كأنه غير موجود ولا أثر له قال (وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّآئِفَةٌ مُّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ) هذه في الحقيقة فيها لفتة أحياناً العالِم يرجع إليه في مهمات وفي الحكم وفي القضايا فيأتي هؤلاء المنافقون من أجل أن يشوشوا عليه يا شيخ الناس يقولون ونحن كذا إلى آخره فينبغي ألا يستعجل الشيخ أو العالم بالإستماع إلى مثل هذه الطوائف المعروفة دائماً بأنها في صف أعداء الإسلام وأنه لا يعرف منها خير لا يستعجل بإصدار تصريح كلمة تؤخذ عليه أو تؤخذ عنه فتطير في الأفاق بل يتريث ويتثبت ويصلي ويسأل الله سبحانه وتعالى أن يعصمه من شرهم وان يقيه فتنتهم. ونلاحظ نحن الآن أن بعض أهل الخير وبعض الدعاة ما ندري إلا وقد طلع بتصريح يعني تستغرب منه غريب وينكره أهل الحق ويرون أنه لا يليق بمثله هذا الكلام ولما تبحث عن السبب تجد أن أهل الباطل قد هموا أن يضلوهم اجتمعوا عليه وهموا به هماً فوقع فيما هموا به.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في قول الله (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ) لو رجعنا إلى قوله (إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ) فهذا الآن لما قال (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ) النجوى هنا الآن وهي أحد أنواع النجوى ما يقع في مجموعة فقد يقول قائل ما المناسبة في ذكر الله (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ)؟ كأنها مرتبطة بقوله (إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ) والتبييت ما لا يرضى من القول هو نوع من النجوى فنفى خيرية مثل هذه النجوى وكأنها مثال ونوع للنجوى التي نفي منها الخير. وقد بيّن الله سبحانه وتعالى أنهم يبيتون ما لا يرضى من القول وهو يتكلم الآن عن المجتمع المسلم وما يحدث فيه من فئات المسلمين فجعل أن النجوى وهي ما يقع في المجموعات من الكلام ليس فيها خير إلا ما كان من هذه الأصناف التي ذكرها الله سبحانه وتعالى.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] العجيب أن النجوى في القرآن ترد في مواطن يكون لها مناسبة في سورة المجادلة (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا (1) المجادلة) كان هذا من باب النجوى كانت تناجيه عليه الصلاة والسلام وتشتكي إليه قال (وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا (1) المجادلة) لما انتهى من قصة الظهار وبيّنها تحدث عن النجوى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ (8) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى (9) إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ (10) المجادلة) ما مناسبة الحديث عن النجوى؟ قد يقول إنسان لماذا جاءت؟ فيقال إسمع أول السورة (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا(1) المجادلة) وهنا مما ذكره أبو عبد الملك أيضاً أنه في – يبيتون، يتناجون، يتحدثون سراً، يستخفون – فجاء (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) طبعاً ذكر ثلاثة أشياء وهي: [/FONT]
[FONT=&quot]من أمر بصدقة [/FONT]
[FONT=&quot]والثانية أو أمر بمعروف [/FONT]
[FONT=&quot]والثالثة إصلاح بين الناس أو ساهم بمعروف [/FONT]
[FONT=&quot]لكن الصدقة معروفة وهي أن يحث الإنسان إخوانه وأهله والمسلمين على أن يتصدقوا على مشروع خيري أو على بر أو معروف أو على ضعيف أو مسكين كما قال (وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34) الحاقة) (وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (18) الفجر) يعني لا يحض بعضكم بعضاً على طعام المسكين هذا مما ذم الله به المشركين. فيأمر الإنسان بالصدقة ولذلك قد لا يكون الإنسان عنده الصدقة لكنه يأمر بها غيره فيكون متصدقاً وهذا يحصل لكثير من طلاب العلم ومن العلماء أنه لا يكون صاحب مال لكن جاهه ينبغي أن يبذل في هذا الأمر فيدل التجار والمحسنين وعموم المسلمين إلى مواطن الصدقة يقول تصدقوا في هذا فإن هذا مشروع خيري معروف ومشهور والقائمون عليه معروفون بصدقهم وأمانتهم فينبغي لأهل العلم ولأهل الفضل ولأهل الجاه أن يؤَدوا هذه المهمة ويقوموا بها لأن بعض الناس يقول لا أنا هذه القضايا أبتعد عنها وسبحان الله! الله قدمها كيف تبتعد عنها؟ (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ) تأمر الناس بصدقة تصدقوا أو تقول صدقوا على كذا تحدد لهم وجهاً أو طريقاً من طرق البر. وأنا اقول أن من أدوار أهل العلم التي ينبغي لهم أن يفهموها وأن يعلموها أنهم كما يبينون للناس الشرع يبينوا للناس الواقع فيمَ يصرفون أموالهم؟ الآن مثلاً يا أبا عبد الله لو قال لك واحد في الرياض أن أحداً عنده مليون ريال ويبحث عن مسجد في الرياض ليبنى فتقول يا أخي أو غير ذلك لأن المسجد إذا لم تبنه أنت فهناك ألو من المسلمين بحمد الله عز وجل يتنافسون في هذ الأمر ويسارعون إليه وهو أن يوضع هذا المال في شيء آخر لا يلتفت له كثير من المسلمين أو لا يأبهون به مثلاً دعم المشايع الإعلامية أو المشاريع القرآنية أو غيرها فيكون دور العالم أن يوجه هؤلاء الناس إلى ما فيه نفع لهم. أنا أذكر في هذا الصدد أحد الأثرياء كان عنده مال يريد أن يبني به مسجداً فكانت هناك حاجة إلى تعبيد طريق إلى قرية من القرى فكان يتردد في بذل المال لهذا الأمر لكن إشتدت حاجة الناس فصرفه إلى بذل الطريق وهو غير راغب فهو يريده للمسجد قال لما عبّد الطريق وسار الناس عليه ورأيت ما أصابه من الراحة قلت والله هذا خير لي من بناء المسجد لأن المسجد لو لم يبنى قام الناس ببناء أي شيء واستظلوا به وصلوا في الأرض وليس هذا تقليلاً من المسجد ولكن لأن الناس ينصرفون إليه ويدعون ما سواه.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة هذه الآية مليئة بالمعاني والفقه وهي تحتاج إلى وقت أطول ولكن الوقت أدركنا في هذا المجلس فلعلنا نستأذنكم أيها المشاهدون في التوقف عند هذا الحدّ على أن نكمل بإذن الله تعالى الحديث حول هذه الآية في الحلقة القادمة أتودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT] [FONT=&quot]الحلقة 23 – تأملات في سورة النساء – الآيات (114 – 115)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]http: //www.youtube.com/watch?v=lw6OC_1Ixkk&list=PL714BA71E02C652FC&[/FONT]
[FONT=&quot]index=23&feature=plpp_video[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة 23 – تأملات في سورة النساء – الآيات (114 – 115)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
‫بينات (1432) الحلقة (23) سورة النساء (الآيات 114-115)‬‎ - YouTube
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {114} وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا {115} النساء)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد مشاهدي الكرام جعلني الله وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته. ما زال حديثنا موصولاً في آيات سورة النساء ولقد وصلنا إلى قول الله عز وجل (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) وبيّنا في الحلقة الماضية صلة هذه الآية بالآيات التي قبلها وذلك أنه ذُكِر في الآيات السابقة نجوى المنافقين وتبييتهم للقول وإستخفاءهم به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فُذِكر الحديث هنا عن النجوى وبين الله عز وجل أنه لا خير في تلك النجوى ولا في كثير مما يتناجى به الناس إلا ما كان داخلاً في هذه الأصناف الثلاثة: من أَمَرَ بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس. وهذا يبين يا أحبتي أن كثيراً مما نتحدث به في مجالسنا هو مما لا خير فيه إلا أن يكون واحداً من هذه الأمور الثلاثة وقد تحدثنا في الحلقة الماضية عن الموضوع الأول أو الأول من هذه الثلاثة وهو من أمر بصدقة. ثم قال (إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ) أي أَمَرَ بمعروف، فماذا عندك أبا عبد الملك في هذه الآية؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. كما قلنا في اللقاء السابق أن لفظة معروف هي أوسع هذه الثلاثة وكل هذه الثلاثة تدخل في المعروف فالأمر بالصدقة من المعروف والإصلاح بين الناس من المعروف وهذه قاعدة القرآن يذكر بعض الأمور الخاصة مع الأمر العام لتبيين منزلة ومزيّة الأمر الخاص. لكن من لطائف هذا النَظْم الآن أنه جعل الأمر العام بين خاصين وهو الأمر بالصدقة والإصلاح بين الناس. فهو بدأ بالصدقة إلا من أمر بصدقة أو معروف وهو أعم أو إصلاح بين الناس وهو خاص، خاص ثم عام ثم خاص مما يجعل أن لفظة المعروف هنا تكون قيداً لكل تناجٍ فما دام فيه وصف المعروف فإنه يدخل. وأن من أخصّ هذا المعروف هو الأمر بالصدقة والإصلاح بين الناس. لأنه لو لاحظنا ما يفعله المنافقون لأنه سبق وأن ذكرهم الله سبحانه وتعالى هم ليسوا من أهل الصدقة ويلمزون المطوعين في الصدقة وهم من أهل الإفساد وليسوا من أهل الإصلاح فكيف يأمرون أو يُصلحون بين الناس إنما هم يفسدون كما قال الله سبحانه وتعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ(11) البقرة). فجعل الله سبحانه وتعالى فضيلة الإصلاح بين الناس بنصّه عليها بالذات لأنه لو تأملنا من أشد الأشياء التي يعملها إبليس في الناس هي الإفساد بينهم ولم يبقى له في جزيرة العرب إلا التحريش بينهم، بين المسلمين. ولهذا نجد بالفعل الآن كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم لما طلب من ربه ثلاث مطالب وكان منها أن لا يهلك أمته بسنة عامة فاستجاب له الله سبحانه وتعالى، "أن لا يجعل بأسهم بينهم" فلم يستجب له الله سبحانه وتعالى في هذه وبقيت إلى اليوم وهي التحريش بين المسلمين واُنظر الآن سبحان الله تأمل واقع المسلمين تجد سبحان الله مصداق ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم موجودة الفرقة والكلام في الناس وتصنيف الناس كل هذا داخل سبحان الله في التحريش بين الناس. فكيف الله سبحانه وتعالى يقول (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ) ويقول (أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ) وبعض المسلمين يخالف هذا ويدخل في نجواه مع قومه مع بعض الذين يخصّونه في ماذا؟ في التحريش بين الناس وفي الإفساد بين الناس فلا شك أن هذا عند الله عظيم لأنه قال الله سبحانه وتعالى مقابل من يفعل هذا يعني من يفعل هذه الأوامر الحسنة قال (وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ) فاشترط الإخلاص (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) والعادة في القرآن إطلاق الأجر العظيم وهو من الله سبحانه وتعالى فما بالك وما ظنك بما سيكون من عند الله سبحانه وتعالى؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. االخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (أَوْ مَعْرُوفٍ) يا أبا عبد الله هل يدخل فيه النهي عن المنكر؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] قطعاً لأن المعروف هو كل ما عرّفه الشرع واستحسنه من الأقوال والأفعال والعادات فالنهي عن المنكر هو داخل في المعروف ولا بد لأنه عودة إلى الأصل وهو المعروف. وهذا إشارة إلى أنه ينبغي أن لا يُعرف في المجتمعات الإسلامية إلا المعروف الذي ينبغي أن يكون حسناً ومُقرّاً من الشرع[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] سؤال آخر هل يلزم أن يكون الأمر بالمعروف أمراً مباشراً؟ أو أن ما كان مباشراً أو غير مباشر يدخل في الأمر؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كله يدخل صدقت، بالعكس هو أحياناً وأنت تأمر بالمعروف بطريقة غير مباشرة قد يكون هذا هو الأليق وأدعى للقبول لأن الناس يكرهون وربما لا يستجيبون لمن يأمر وينهى بطريقة مباشرة صلِّ أو لا تصلي أو إفعل ولا تفعل ولكنهم يحبون من يلتف على الأمر بطريقة محببة إلى نفوس الناس لذلك الدعوة ودعوة الناس إلى المعروف تحتاج إلى معرفة بطبائعهم ونفوسهم وتحتاج إلى حكمة فعندما تدعو شاباً صغيراً غير أن تدعو رجلاً كبيراً في السن إلى آخره فلكل مدخله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك يعلم ربنا سبحانه وتعالى كليم الرحمن موسى كيف يدعو فرعون قال (هَلْ أتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى (15) إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى (16) اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (17) فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) النازعات) فانظر (هل لك) على سبيل العرض، ما قال تزكى يا فرعون أو آمِن يا فرعون (فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى (18) وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى (19) النازعات) وهذا يؤكد ما ذكرت[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] القول الليّن[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى) وهذا يؤكد أن طرائق الأمر بالمعروف كثيرة جداً فمثلاً إلقاء الشعر من الأمر بالمعروف إذا كان فيه تحبيب للناس للخير ودلالة لهم عليه، القصة، المثل، تحديث الناس بماضيهم وتاريخهم، ذكر أهداف التاريخ من أجل أن يعتبر الناس بها وأن يتعظوا منها، كل ذلك من الأمر بالمعروف فهو من النجوى الخيّرة. قال (أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ) هل عندك شيء في ذلك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] النجوى أردت أن أؤكد على معنى النجوى في اللغة وأنها المسامرة بين شخصين فأكثر فهذا هو المقصود بالنجوى فهي في أصلها منهي عنها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَنَاجَيْتُمْ فَلَا تَتَنَاجَوْا بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَتَنَاجَوْا بِالْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (9) المجادلة) ونهي أن يتناجى إثنان دون الثالث في مجلس والله تعالى هنا يقول (لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ) من هذا الحديث الذي يدور في كثير من مجالس الناس كما تفضلت لكن أصل المناجاة هي المسامرة والحديث الخاص وكأنها مأخوذة من النجيّ والنجيّ هو الذي تناجيه سراً حتى لا يسمعه الثالث[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ولهذا النجوى إختصت بهذا النوع من الحديث[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ) ألا تلاحطون أنه لما قال (بين الناس) دل ذلك على أن الإصلاح يُسعى إليه بين المسلمين وغيرهم وبين كل الناس. تسعى للإصلاح بين زوجين متنافرين، بين أخوين متنابذين، بين قبيلتين، بين طائفتين حتى لو كانتا غير مسلمتين والآية تدل على ذلك. لكن يبقى أن الذي يؤجر عليه الإنسان منها هو ما يفعله الإنسان إبتغاء مرضاة الله مما يدل على أن الشيء قد يكون خيراً في نفسه لكنه ليس له حظٌ في الأخرة من حيث الأجر فيه إذا احتسبه الإنسان. ومع ذلك يؤمر بذلك الخير يعني لا يأتي إنسان يرى إنسان يعمل شيئاً من الخير فيقول إذا كنت لست مخلصاً فلا تعمله، لا، تقول هذا خير فإن عمله مخلصاً أُجِر عليه في الدنيا وفي الآخرة يعني كسب معروفه في الدنيا والآخرة وإن عمله غير مخلص فقد بقى الخير الدنيوي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الآن بعض الأثرياء يعمل مشروعاً خيرياً ويضع اسمه وأنت تعلم من حاله أنه قد لا يريد وجه الله وإنما يريد بذلك السمعة والرياء والثناء الحسن من الناس[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] فيبقى فيه جزء من الخير[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فلا يُنهى عن ذلك الخير فلا يقال لا تفعل هذا الخير أو لا تتمه بل يقال أتمه لأنه خير وأحسن فيه النية لتكسب خيري الدنيا وخير الآخرة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والنبي صلى الله عليه وسلم كما تذكرون قد أباح الكذب في الإصلاح بين الناس قال ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس بقول خيراً وينوي خيراً أباح الكذب المحرم للإصلاح بين الناس مما يدل على أنه مفسدة الكذب أخف من مفسدة فساد ذات البين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولكن يا إخواني الإصلاح بين الناسأيضاً يحتاج إلى حكمة ويحتاج إلى دُربة، ما كل إنسان يعطى في هذا الباب ولذلك كانوا يثنون على سلمة ابن كوهيل من التابعين لأنه كان عجيباً في الإصلاح بين الناس وفي هذا الزمن أيضاً هناك أناس متخصصون أذكر الدكتور عبد الرحمن المحرج وفقه الله وهو مشهور ببرامجه في السعادة والأشياء الزوجية والإصلاح ما بين الناس هو متخصص في هذا حتى أنه يقول لي يصلني في اليوم قرابة خمسمائة مكالمة في شكاوى الزوجات والأزواج والإخوة والأخوات. وحدثني عن حادثة غريبة أنه ذهب في إحدى المناطق القريبة من الرياض لمحاضرة وبعد المحاضرة كان هناك دعوة للعشاء فبعض الفضلاء قالوا إن فلان وفلان أخوان فاضلان قد تقاطعا وهما أخوان لهم خمسة عشر عاماً لم يحدّث أحدهما الآخر فقال إختصرنا بهم وذهبنا بهم إلى المختصر خمسة عشر دقيقة قال فخرجنا وهما يتضاحكان ويبتسمان يقول فتعجب الناس قالوا يا دكتور عبد الرحمن لهم خمسة عشر عاماً ماذا صنعت فكسرت الهوة بينهما ورفعت الخلاف بينهما في خمسة عشر دقيقة؟ قال أصلاً هم متصالحين ولكن يحتاجون إلى أحد يجرِّئهم ويدفعهم وكل واحد منهم كما يقال ملّ مما هو فيه، في كل يوم يتعذّب عندما يتذكر أنه قاطع وأن أعماله لا تُرفع عند الله سبحانه وتعالى ولا ينظر الله سبحانه وتعالى إليها. ولذلك نقول ينبغي على الناس أن يدرّبوا أناساً يتخصصون في هذا المجال وأن يفتحوا مكاتب للإصلاح بين الناس وأن هذا من البرّ والمعروف. والعجيب أنه في محكمة جدة وضعوا قراراً في أنهم أي قضايا خلافية بين متخاصمين قبل أن تدخل على القاضي تدخل على مكتب الإصلاح، مكتب الإصلاح هذا جعلوا فيه أربعة من كبار السن المجربين المعروفين في المجتمع والذين لهم خبرة في هذا المجال فقال في ذلك العام جاءت ألفين قضية خلافية من هذه الخلافات ألف ومئتان منها حُلّت في مكتب الإصلاح وأربعمائة منها يقول حُلّت في مكتب الإصلاح لكن وثِّقت في المحكمة يعني الأولى خرجوا من مكتب الإصلاح خارج المركز، اِنتهى الموضوع كله. أربعمائة منها دخلت المحكمة للتوثيق لتوثيق هذا الصلح أن فلان هذا رضي بكذا وهذا رضي بكذا إلى آخره، ألف وستمائة يقول بقي أربعمائة نُظر فيها في المحكمة عند القاضي. فتأمل كيف بطريقة جميلة ورائعة وتطبيقية لهذه الآية أن هذا الإصلاح يؤدي دوره. وقرأت أنا تقريراً عن إحدى القرى في مصر أنهم نفذوا هذا الأمر يقول فبقي القضاة بلا عمل، أيّ قضية زوجية جاءوا متخاصمين وتسمع أصواتهم وشجارهم من خلف الأسوار وعندما يذهبون إلى مكتب الإصلاح يسمعون كلمات جميلة وكلام طيب ويدخل هذا وفيها شيء من الحركات التي تقنع كل طرف بالطرف الآخر ثم يخرجون سبحان الله وقد انتهت قضيتهم كأن لم يكن شيئاً. وذكر أحد المصلحين المعروفين في الكويت مرة حادثة يقول أن امرأة جاءت إليه وقالت لي أنا زوجي هذا لا يمكن أن أعيش معه ساعة واحدة، يقول: فقلت لها لماذا؟ قالت هذا الرجل ليس رجلاً، لماذا ليس رجلاً؟ قال هل هو يبخل عليك؟ قالت لا، قال هل لا ينام معك؟ قالت لا؟ إذاً ما المشكلة؟ قالت ليل نهار مع الحَمام يطير حمام ويشتري حمام ضاع ماله في شراء الحمام وليل نهار مع الحمام وأنا والله أجلس أشرب الشاي وحدي وأفطر وحدي وأتغدى وحدي وأتعشى وحدي وهذا الرجل ما يبالي بي وإذا تعشى وإذا أفطر أو تغدى أو تعشى لا يفكر إلا في شيء واحد هذا الحمام، فقال لها الأخ المصلح وانظر كيف طريقة الإصلاح لم يقل لها هات هذا الزوج لنغير هذا الزوج قال أنت الآن بما إنك تشكين ونريد أن نصلحك أنت، أنت غيري من إهتماماتك ستجدين أن زوجك يبدأ يشاركك في الحديث وتبدأ العلاقة تحيا من جديد، قالت كيف هل أصير مثله صاحبة حمام؟ قال لا إذهبي إلى المكتبة اشتري كتاباً في الحمام وابدأي تعلمي واسأليه وانظري كيف يتعامل معك، وبالفعل تقول ذهبت واشتريت كتاب عن الحمام وبدأت أتصفح وأقرأ ثم أسأله ما نوع هذا الحمام؟ وهذا الحمام لماذا هو هكذا؟ تقول بدأ يسهب ويشرح ويأخذني فوق ويريني الحمام والفروق بينهم، يقول سبحان الله عادت الحياة الزوجية إلى ما كانت عليه من الرخاء والحنان، فتأمل طريقة من طرق الإصلاح[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الطرائق كثيرة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هو فن[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هناك في بعض الأحيان من يريد أن يصلح فيُفسِد يعني كانت الشقة 20% يفسدها، فبعضهم لا يوفق وهو يقول أنا أريد ان أصلح بينهم ولكن لا يوفق لذلك، ولذلك هو فن وتوفيق من الله سبحانه وتعالى بعض الناس أوتي أسلوباً حسناً في إقناع الناس وفي الإصلاح بينهم ولذلك يفترض أن يستثمر مثل هذه الموهبة في الإصلاح بين الناس وفي الصلح[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا الإصلاح لما يتولى طرف ثالث أنا أقول أحياناً قد يكون أحد الطرفين يتولى الإصلاح مثل أن يكون الزوج يرى زوجته وهي تنابذه وتحاول أن تخرج عن طاعته فيصلح فمثلاً أحياناً تشتكي من فقره فيصلح بأن يقول خيراً لها يقول لها أبشرك أن الأمور جيدة وإن شاء الله ستتحسن الأمور وسيأتيه كذا فيصلح ما فسد في قلبها عليه كلام طيب لين حتى تعود وتستقر[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الملاحظات في الآية لما قال (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) بـ(نون العظمة) للدلالة على عظم الأجر أنه يؤتى من عظيم فهو أتى من عظيم فهو عظيم. لكن هل الخطاب هنا غائب (فسوف نؤتيه) لو قال (فسوف يؤتيه) كان حاضراً وكان هذا أيضاً فيه نوع من المباشرة بالأجر العظيم فهذا أيضاً منّة من الله على عبده في أن هذا الأجر يأتيه كأنه يأخذه من الله سبحانه وتعالى مباشرة بدون وسيط (فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا) فنسب الإيتاء إليه سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً في هذا حثٌ لمن فُتِح له في شيء من هذا يعني مثلاً (إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ) بعض الناس يُفتح له في باب الصدقة والأمر بها والعناية بها وينفق كثيراً في هذا الجانب فالمفترض أن يلزم هذا الباب وأن يستمر فيه. وبعض الناس يفتح له في الإصلاح بين الناس فأيضاً يفترض أن يلزمه ولكن كثير من الناس يفتح عليه في باب ويحرص أن يشتغل في باب آخر لم يفتح له فيه فيضيع هذا وهذا والله سبحانه وتعالى قد قسّم الحظوظ والأرزاق حتى في هذا الجانب[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صحيح لا ينبغي للإنسان أن يزهد بما فتح الله به عليه وهذه مهمة جداً. أحياناً يفتح لك في العلم ولم يُفتح لك في باب الدعوة أو الجهاد أو غير ذلك مثلاً فترى أن حظك سيء ودائماً تحاول أن تلحق بهؤلاء لكن إمكاناتك ما تسعفك، يا أخي أنت ما فتح لك فيه خير إفرح به وعظّمه وادخل إلى الجنة من ذلك الباب واصعد إلى رضوان الله من هذا المكان، لا تزهد في ما أعطاك الله سبحانه وتعالى فإن الله قد اختاره لك بعلم وحكمة قد لا يصلح لك غيره ولو أنك طرقت باباً آخر من أبواب البر لم تنتفع به ولم تحصل فيه خيراً كثيراً وهذه لفتة الحقيقة منك يا أبا عبد الله جميلة جداً ذكرتني بقصة الإمام مالك مع عبد الله ابن عمر أو ـــــــ العُمَري العابد لما كتب إليه يقول إني أراك اشتغلت بالجلوس إلى الناس وتحديثهم وتركت قيام الليل وصيام الهواجر وأشياء من هذا القبيل فردّ عليه الإمام مالك قال: يا هذا إن الله عز وجل يفتح لعباده أو لبعض عباده أبواباً من الخير فمن الناس من يفتح له في باب الجهاد ومنهم من يفتح له في العبادة ومنهم من يفتح له في العلم فليفرح كل واحد منا بما فتح له وليرضَ به وليعلم أن غيره أيضاً على خير، أيضاً إذا فتح لك في باب من أبواب الخير لا تظن أن غيرك قد حُرِم لا هو أيضاً فتح له في باب آخر من أبواب الخير لم يفتح لك أنت وهذه قِسَم وأرزاق سبحان الله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لكنني أعد في الحقيقة من يفتح له في باب فينشغل بغيره أنه نوع من الحرمان في الحقيقة ونوع من اتكال العبد على نفسه أكثر من اتكاله على الله سبحانه وتعالى لأنه ما صُرف من هذا إلا لشيء من نفسه فيبدو والله أعلم أن مثل هذا، وتجده سبحان الله في بعض المربين الفضلاء وليس كل من يدعي أنه مربي مربي لكن بعض المربين الفضلاء سبحان الله يؤتى معرفة بنفوس بعض الناس خاصة لو عنده طلاب فتجده يوجهه توجيه الناصح المشفق عليه إلى نوع من الأعمال ونوع من الطاعات ولكن هذا الطالب تجده عصياً في هذا الأمر يريد شيئاً آخر ويتوقع أنه سيؤدي في مكان آخر فلا هو الذي أدى في ذلك المكان ولا هو الذي التزم برأي مربيه في أن هذا أحسن لك وأصلح لك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً هو له جانب اجتماعي إن صح التعبير في علم النفس الإجتماعي وهو التكامل في المجتمع يعني عندما تشتغل أنت بالتفسير وأشتغل أنا مثلاً باللغة وتشتغل أنت بالنحو ويشتغل هذا بالإصلاح وهذا يشتغل بالصدقة يتكامل المجتمع أما أن ننساق كلنا ونتخصص ونشتغل كلنا بشيء واحد لأنه أفضل الأعمال فمن يقوم ببقية الأمور؟[/FONT][FONT=&quot]![/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وينبغي النظر يا أبا عبد الله في قضية أفضل الأعمال ليس إلى ذات العمل وإنما إلى العامِل بالفعل قد يكون هذا العمل فاضلاً ولكنه ليس فاضلاً بالنسبة لذاك من الناس، ولذلك مثلاً الجهاد أفضل الأعمال بنصّ الحديث ولما جاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال يا رسول الله إني أريد الجهاد، قال: ألك أبوان؟ قال نعم، قال: ففيهما فجاهد. لماذا يحرم من ميدان الوغى ومقارعة الكفار ومنزلة الشهادة وغير ذلك لأن هذا يناسبه هذا الموقع ولا يناسبه ذلك الموقع، فدلّه رسول الله على ما هو أنسب له ولذلك اختلف العلماء هل مكة والمدينة هي أفضل البقاع؟ فقيل هي أفضل البقاع بالنظر إلى البقعة ولكن بالنظر إلى الساكن يختلف فمن الناس من يكون أنسب له الهند أو السند من أن يكون في مكة لأنه هناك يكون على ثغر من ثغور المسلمين يبلِّغ دين الله، يجاهد في سبيل الله، يدفع البلاء عن المسلمين بينما لو كان في مكة لكان رقماً من الأرقام العادية في الأمة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك لاحظ كيف ختم الآية في قوله (وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ) أن العبرة بالإخلاص لله سبحانه وتعالى أياً كان نوع العمل إذا فتح عليك بهذا وأنت أخلصت فأبشِر بهذا الأجر ولهذا قال (ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ) ولاحظوا كيف التشديد على مسألة الإخلاص في الأعمال التي مرت معنا سواء كان في الجهاد أو في الإنفاق أو في الإصلاح أو في العلم أو في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى أنها لا تُقبل بغير هذا الشرط وهو شرط الإخلاص وإبتغاء مرضات الله وقال (في سبيل الله)، (إبتغاء مرضات الله) وأنه لا بد للإنسان أن يراجع دائماً نيته وأعماله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فيما ذكرت من قضية التذكير بأمر الإخلاص أنه بالفعل ينبغي النظر إلى أمر الإخلاص في العمل لأنه هو الذي يرفع العمل اُنظر إلى المرأة التي كانت تقمّ المسجد، الصحابة نظروا إلى صورة العمل وهو أنها تقمّ المسجد ولذلك لما ماتت لم يؤذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بها ولم ولم يزعجوه ويخبروه بالليل أنها توفيت فالنبي صلى الله عليه وسلم لما افتقدها سأل عنها فقيل له أنها ماتت أفلا آذنتموني؟ يعني أفلا أعلمتموني ثم ذهب عليه الصلاة والسلام إلى قبرها ليبين لأصحابه أن هذا العمل على ما يبدو أنه صغير في نظر الناس إلا أنه كبير عند الله لأن صاحبه قد صدق فيه مع الله سبحانه وتعالى. ولذلك نحن نقول لإخواننا ونقول لأنفسنا لا تحقر هذا العمل الذي فتح لك أياً كان ما دام من أعمال الخير أهم شيء تأكد أنه موافق لشرع الله عز وجل وأن فيه خيراً لا تحقره، أهم شيء أن تُخلص فيه، وما يدريك قد يكون هذا العمل هو الذي ينجيك عند الله سبحانه وتعالى. واَذكر في هذا الميدان قصة ذكرها الإمام الذهبي عن ابن الخياط من قرّاء القرن السادس الهجري تقريباً يقال أنه كان يقرئ بالقراءات العشر ثمانين عاماً فمات فرآه بعض طلابه فقالوا له ما صنع الله بك؟ فقال غفر لي ورحمني، قالوا وبمَ؟ قال بإقرائي الصبيان الفاتحة، هو صاحب القراءات العشر والناس تأتي إليه والعلماء ويرحل إليه من الأمصار ومع ذلك بإقرائي الصبيان الفاتحة هذا العمل الذي يزهد فيه كثير من الناس وهو ممكن لكثير من الخلق ومع ذلك صار هو العمل الذي رُفِعت به منزلة هذا الرجل وغُفِر له به عند الله سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قوله (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا) هذه الآية مشهورة أو لها شهرة عند الأصوليين الإمام الشافعي عندما سئل عن دليل الإجماع في القرآن قيل أنه قرأ القرآن أكثر من مرة وطبعاً اختلفوا في عدد قراءته له لكنه قطعاً قرأه أكثر من مرة ليستنبط الإجماع فقالوا إنه استنبط دليل الإجماع بهذه الأية طبعاً هناك علماء آخرين ضعّفوا هذا الإستدلال[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ما وجه اِستدلال الشافعي؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً الأن ما يقال أن وجه الإستدلال (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) فجعل (سبيل المؤمنين) هو دليل الإجماع[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني هو توعد على إتباع غير سبيل المؤمنين فدلّ على أن إتباع سبيل المؤمنين مطلوب وحُجّة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هو أخذه بمفهوم المخالفة. ولكن بعض العلماء إعترض على هذا طبعاً محله كما يقال كتب أصول الفقه لكن بعض الآيات سبحان الله يكون لها قصة أو قضية متعلقة بها هي ليست طبعاً قصة من قصص النزول لكنها صار لها شهرة من هذ الجانب[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وحتى التعبير في الآية بقوله سبحانه وتعالى (وَمَن يُشَاقِقِ) كأن معناها أنه أمر الله سبحانه وتعالى ورسوله في شقّ وهو في شقّ ثاني مشاقق لهم ولذلك قال الله سبحانه وتعالى (لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (176) البقرة) شق وشق وهنا قال (وَمَن يُشَاقِقِ الرسول) يعني معناها أنه يعارض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مشاققة بذهب في شقّ (مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى) معناها أنه مشاقق على علم. (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) شرط ثاني أنه يشاقق الرسول ويتبع غير سبيل المؤمنين معناها أن سبيل المؤمنين هو أيضاً في ذلك الشق الذي هو شق الله ورسوله أليس كذلك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] بلى، ولذلك اُنظر سبحان الله إلى نظم الآية بالفعل يهديك إلى أن هذا الذي تتكلم عنه الآية عنده مشكلة لأنه تبين له الحق (مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى) يعني مثله مثل حال فرعون وقومه وحال ثمود[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهي فعلاً فيها معنى الإجماع في استدلال الشافعي، وبالمناسبة كنت أدرس الطلاب هذا الموضوع موضوع آيات الأحكام ومنهج إستنباط آيات الأحكام عند العلماء فقلت نحتاج أن نتوقف مع الإمام الشافعي وقفات لأنه كان من أبرز العلماء والفقهاء الذين وفقوا إلى استنباط الأحكام والأدلة من القرآن الكريم. ويقول الربيع ابن سليمان تلميذه ما دخلت على الشافعي وقالها غيره من التلاميذ إلا وفي يده القرآن يتتبع الأحكام يقرأ ويتتبع الأحكام وفتح له في ذلك ولذلك لو تقرأ في كتاب "الأمّ" لوجدت أنه كثيراً ما يتوقف مع الأيات ويستنبط منها وهناك مناظرات كثيرة بينه وبين بعض الفقهاء فيقول من أين استخرجت هذا؟ فقال هل تريد أن أخبرك من أين إستخرجت هذا من الكتاب أم من السنة؟ فيقول: من الكتاب، فيقول أما من الكتاب من قوله تعالى كذا فانظر كيف قال كذا مثل قوله سبحانه وتعالى قبل قليل (كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ (15) المطففين) فاستدل بها واستنبط منها أن المؤمنين غير محجوبين يرون ربهم وهكذا فهو من أذكى من رأيته في استنباط آيات الأحكام من المتقدمين. ومن المتأخرين الإمام ابن تيمية رحمه الله يحسن الإستنباط والإستخراج من الآيات بحيث أنك تنظر إلى الآية وتقلبها يمين ويسار وتقول نفذ ما تدل عليه فإذا جاء ابن تيمية فإذا به قد يستنبط عشرات الأمثلة وإذا بها ظاهرة الاستنباط لكنها غائبة عنك سبحان الله. ولذلك له رسالة عن حكم الإنغماس في العدو لابن تيمية فيها استنباط واستظهار للقرآن الكريم كثيراً. فالفكرة أن الشافعي رحمه الله هنا عندما قال أنها تدل على الإجماع ظهر لي الآن أمر وهو قال (وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) قال المشاققة هي أنك تكون في شق ومن تشاققه في شق آخر فهنا الرسول صلى الله عليه وسلم في شق وقطعاً هو الشقّ الذي أمر الله به (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) معناه أن سبيل المؤمنين هو سبيل ذلك الشقّ الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم فكأن هنا إجماع فكأن كل الجماعة في هذا الشقّ وأنت أخذت شقاً آخر، أليس هذا هو معنى مخالفة الإجماع؟ بلى، يبدو لي والله أعلم حتى الذين اعترضوا على الشافعي لم يفهموا فكرته كاملة في استدلاله بهذه الآية[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً دليل الإجماع ليس هذه الآية وحدها ولكن هذه الآية من أظهر الآيات[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لأنه سئل هو رحمه الله عن دليل الإجماع من القرآن فذهب يبحث عنه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري[/FONT][FONT=&quot] واستنبط أيضاً هو أو غيره من قول الله عز وجل (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ (143) البقرة) فأخذ منها دليل الإجماع ومن قوله (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ (110) آل عمران) هذه أيضاً من الآيات التي استدلوا بها في الإجماع. لما نذكر قضية الإجماع بعض الناس يظن أن هذا الإجماع يعني لا يكاد يصدُق إلا على مسائل نادرة لأنه لا يكاد يوجد مسألة إلا وهو مختلف فيها، فيقال الحقيقة خلاف ذلك وهي أن كثيراً من المسائل قد أجمع عليها وهذا نشاهده في الصلاة مثلاً الصلاة يؤذّن لها بالإجماع ويقام لها بالإجماع وإن إختلفوا في صفات الأذان وفي صفات الإقامة لكن أصل هذا العمل مجمع عليه، صلواتنا خمس مجمع عليها، لا تنقص ركعة من الركعات مجمع عليها، تبدأ بتكبيرة الإحرام بالإجماع فيها قراءة الفاتحة وإن اختلفوا في حكم قراءة الفاتحة ولكن لما تنظر إلى هيئات وصفات هذه العبادات وأصولها تجد أن الإجماع هو الركيزة التي تعتمد عليها تلك العبادات، ولذلك نلاحظ أن الأمة بفضل الله عز وجل على اختلاف مذاهبها يكون بينها خلافات لكنها متفقة في أصول وجمل هذا الدين. اليوم مثلاً في الحرم المكي يصلي خلف الإمام مليون أو مليونين صلاة الجمعة وصلاة الظهر والعصر كلهم يبدأون معه تكبيرة الإحرام ويسلمون معه صفات صلاتهم في تفاصيلها بينها خلاف ولكن لما تنظر إلى جملة الصلاة وهيأتها العامة تجد أنها متفقة ما الذي جعلهم يتفقون على ذلك؟ هو الإجماع[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وكأننا نفهم من معنى الإجماع إجتماع الناس على العمل جيلاً بعد جيل وتواردهم عليه حتى أصبحت من المسائل المجمع عليها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا ما ينبغي العناية به[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولعلنا نروج لكتابك يا شيخ محمد فالشيخ محمد له كتاب "الإجماع في التفسير" وهو كتاب مطبوع قديماً اِستفدنا منه كثيراً وهو من المسائل المهمة، يعني كتابة بعض مسائل الإجماع وأيضاً أحياناً وحتى بعض المستجدات في الإجماع لعلك تضيفها يا شيخ محمد في الكتاب وتطبعها من جديد بإذن الله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أسأل الله أن يعيننا بإذن الله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] حتى دار الوطن التي طبعت عندها الكتاب الطبعة الأولى يبدو أنها أغلقت[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لما قال (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) لاحظ الآن أنه أوتي علماً من بعد ما تبين له الهدى صار عنده علم يستطيع أن يتبين به ومع ذلك ألغى هذه الميزة فيه وصار تابعاً لغيره وهذا أيضاً يدلك على هذه الشخصية وهذه النوعية من الناس[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى) يعني معناه أن هذا الإجماع وهذا سبيل المؤمنين هو الهدى، لاحظ وسماه الهدى كأن ما سواه ضلال[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وهذا يذكرني بقول الله سبحانه وتعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا (175) الأعراف) آتيناه هذا فضل ومنة من الله وصارت الآيات عنده واضحة صار عالماً ولكن سبحان الله فعله هو (إنسلخ) ومثله هنا (يتبع) ففعل العبد هو الذي يركسه ويردّه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا يدل على أن الضلالة في الغالب تكون بسبب من الإنسان وإرادة ورغبة وأنها ليست محض خفاء للدليل وهذا بعض المعاصرين أثبته بأدلة كثيرة جداً أن ليس المشكلة أحياناً في خفاء الحق بل في الغالب أن الحق ظاهر وجلي المشكلة أن هناك أشياء نفسية عند المبطل أو صاحب الهوى يريد تحقيقها من وراء إدعائه لهذا القول مثلاً (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا (14) النمل) فقط ليس لأن الحق كان خفياً عليهم وإنما الظلم والعلو الذي عندهم هو الذي حملهم على أن يقولوا بالباطل. وهكذا كثير يعني إبليس هل كانت هذه القضية خافية عليه عندما أمره الله بالسجود؟! إنه الحسد (إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ (34) البقرة) بنصّ القرآن (حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم (109) البقرة) هذا عن اليهود (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءهُمْ (146) البقرة) لم يكن هناك خفاء في الحق كان ظاهراً جلياً واليوم نحن نردد هذا نقول ليس في الحق خفاء صحيح هناك مسائل من فروع المسائل يختلف فيها الحق على أهل الحق لكن هذا الإختلاف ولله الحمد والمنة وكله في دائرة الأجر والأجرين وليس الحديث عن هذا لأن المقاصد هنا متفقة البحث عن الحق. المشكلة عندما ترى إنسان يبحث عن الباطل يبحث عن دليل يؤيد به باطله فهو يقول لك هذه الآية تُشكل علي الحقيقة أنها لا تشكل لأن عندنا مئات وعشرات النصوص في خلاف تبين معنى هذه الآية فلماذا أخذت بهذه وتركت تلك إلا لهوى في نفسك؟![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وهذا مع الأسف يقع ونحن لا نحكم على البواطن لكن الظواهر تدل على البواطن لأنه مع الأسف قد يتعدى أو يتجاوز بعض الناس في الحكم على المقاصد أنه يقصد كذا فنقول الظواهر دالة على البواطن وإن كنا لا تحكم إلا على الظاهر. لما قال (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) دل على أن هناك سبيل لغيرهم الكافرين وسماها أيضاً سبلاً[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ(153) الأنعام)[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذه أيضاً فائدة ينتبه أنه ليس هناك إلا سبيل المؤمنين وإما سبل الكافرين ليس هناك شيء ثالث فمن لم يتبع سبيل المؤمنين فإنه سيكون في سبل الكافرين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كأننا يمكن أن نفهم من قوله سبحانه وتعالى (سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) الدعوة إلى الإعتصام والوحدة كما قال (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ (103) آل عمران) فسماه سبيل المؤمنين إشارة إلى أنه سبيل واحد وليس هناك سبل وهذا دعوة إلى الإجتماع والوحدة وهذا حتى من الناحية السياسية أن الوحدة هي دائماً مصدر قوة يدعى إليها حتى من المظاهر المدنية الحديثة والله سبحانه وتعالى قد دعا المسلمين إليه ولذلك فتفرق المسلمين اليوم سواء سياسياً أو عقدياً كلها مخالفة لهذه الآيات التي تأمر أن يكون سبيل الؤمنين سبيلاً واحداً وكلمتهم كلمة واحدة (ولا تفرقوا) وإلى آخره[/FONT][FONT=&quot].[/FONT]
[FONT=&quot]د. الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لاحظوا في قول الله عز وجل (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) أولى من يتصف بهذا الوصف ومن يطلق عليه هذا الوصف هم سلف هذه الأمة من الصحابة والتابعين والأئمة المعروفين كالإمام أحمد وأبي حنيفة ومالك والشافعي رضي الله تعالى عنهم جميعاً فنحن نقول غِنتبه لأن بعض الناس يقول نحن ممكن أن ننشئ قولاً جديداً ونجمع الناس عليه نقول لا، أولئك تخرجهم من المؤمنين أو هم من المؤمنين، إذا كانوا من المؤمنين هم أولى الناس بهذا الوصف وأليق الناس بهذا الإسم إذاً أنت إذا سلكت سبيلاً غير سبيلهم إنحرفت عن السبيل ولا يوجد سبيل للمؤمنين إلا سبيل واحد وهذه مشكلة يعني هذه قضية يجب أن تنتبه لها أن المؤمنين لهم سبيل واحد أولهم محمد صلى الله عليه وسلم سبيله وسبيل آخر واحد من المؤمنين واحد لا يتعدد أما السبل المكتشفة والحديثة والجديدة ونحن حضرنا قبل شهر أو شهرين دكتور عبد الرحمن والدكتور مساعد مؤتمراً عن القراءات المعاصرة للقرآن التي فيها إتباع لسبل لا تُعرف في الإسلام ولا تُفهم بها نصوص القرآن لعلنا نتحدث عنها إن شاء الله في لقاء قادم ولكن ننتبه لقضية (وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ) أن أولى الناس بهذا الوصف هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين. أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم ممن يتبعون سبيل الهدى ويتقون سبل الغواية والضلالة، سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة 24 – تأملات في سورة النساء – الآيات (115 – 116)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]http: //www.youtube.com/watch?v=ufTLp4MmKBM[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِير[/FONT][FONT=&quot]ًا (115) إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot]. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد. ما زلنا أحبائي الكرام في هذه السورة العظيمة سورة النساء وقد وصلنا إلى قول الله عز وجل ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا[/FONT][FONT=&quot]). وقد ذكرنا في المجلس الماضي أن هذه الآية أصل من الأصول التي اعتمد عليها العلماء في بيان الركن الثالث من أركان الأدلة وهو الإجماع، وأن الإجماع حجة عند علماء الأمة ومن أدلته هذه الآية التي استنبط الشافعي منها هذه الدلالات. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]هذه الآية بيّنا فيها أيضاً أشياء أخرى وهي قضية المشاقّة واتّباع غير سبيل المؤمنين وقصد الضلالة وأشياء من هذا القبيل. وبقي فيها بقية من الحديث لعلنا إن شاء الله نستكملها في هذه الحلقة ثم ننتقل إلى الآيات التالية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]كان من ضمن الوقفات التي توقفناها هو الحديث عن أولئك الذين يتبعون غير سبيل المؤمنين وبيّنا أن وصف الإيمان ينطبق أولى من ينطبق عليه هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن من يريد أن يبتدع بدعة أو يستحدث طريقة يفهم بها نصوص الكتاب والسنة أنه كأنه يُخرِج أولئك إما من دائرة الإيمان أو يتبع غير سبيل المؤمنين. وهذه طريقة حديثة بدأ كثير من الناس أو كثير من الكتّاب يُروجون لها وتسمى الآن في العرف الحادث "القراءات المعاصرة للنص القرآني". هل من نبذة حول هذا الموضوع يا دكتور عبد الرحمن؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم. طبعاً القراءات المعاصرة للقرآن الكريم هي محاولة لتطبيق مناهج استُحدثت واستوردت تم استيرادها من الغرب ومحاولة تطبيقها على القرآن الكريم مثل المنهج الذي يسمونه منهج التفكيك، منهج الدراسة البنيوية واعتبار القرآن الكريم مجرد بُنية نصية معزول عن من تكلم به، ومعزول عن من نزل عليه، وإنما يُتعامل معه كنصّ معلّق في الهواء، لا يراعى فيه حرمة ولا قداسة المتحدِّث به سبحانه وتعالى، ولا طبيعة نزوله أو البيئة التي نزل فيها، ولذلك هم يسيرون فيه أيضاً على ما يسمونه بالتاريخاني منهج تاريخي بمعنى أن هذا النص القرآني مرتبط بالزمن الذي نزل فيه. في زماننا هذا ألا يمكن أن نطبق القرآن الكريم على زماننا هذا؟ قالوا: لا، هذا مرتبط بالتاريخ الذي نزل فيه، هذه فكرة أخرى، هذه من القراءات المعاصرة أو كما يسمونها القراءات الحداثية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]من الأفكار التي يسمونها نظرية موت المؤلف وهي النص المفتوح، القرآن الكريم يحتمل كل الفهوم التي تدور حوله، بمعنى أنا أفهم القرآن الكريم فهماً، وأنت تفهمه بفهم مختلف، ومساعد يفهمه بفهم مختلف، ويأتي شخص آخر حتى المؤلف يفهمه بفهم مختلف عن [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]فهوم الآخرين [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]نعم وليس له حق أن يقول أن فهمك خاطئ لأن اللغة تحتمل هذا الفهم الذي فهمته. هذه من ضمن الأفكار في القراءات المعاصرة للقرآن الكريم وهي في معظمها مخالفة لأصول فهم الكلام العربي الذي نزل به القرآن الكريم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]ومخالفة لسبيل المؤمنين في فهم القرآن الكريم [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]نعم ومتعارضة مع أصول التفسير الصحيح للقرآن الكريم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]وهل للتفسير أصول يا دكتور مساعد؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]طبعاً لا شك أن له أصولاً منذ أن بدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بتفسيره ثم جاء الصحابة وأصول التفسير بدأت تبرز وتتضح. طبعاً من أكبر وأهم أصول التفسير هو أن يكون تفسيره عن لغة العرب لأن هذا منهج كامل ومتكامل أن يكون عن لغة العرب طبعاً بغض النظر عن أننا قد نختلف في أمثلة في هذا لكن كأصل كلي لكن هذه القراءات كلها لا تفهم القرآن من خلال لغة العرب تفهمه من خلال لغة أو لغة أخرى أو منهج آخر لأن هذه القراءات منبتها ليس من نفس البيئة التي نبتت بها أصول التفسير. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لو أردنا أن نجدد؛ نجدد في تربتنا ولا نجدد لغتنا من تربة غيرنا وهذه مشكلة الحقيقة في كثير من الدراسات التي تذهب إلى التجديد في أن تأخذ منهجاً مغايراً تماماً لما عندنا وتريد أن تطبقه على ما عندنا هذا ليس تجديداً هذا تدمير لكن التجديد أن تكون في المنهج أنت وتجدد في الطرائق. المنهج واحد مستقر منذ أن نزل القرآن إلى اليوم منهج واحد، أصول التفسير واحدة، فأيّ خلاف للمنهج سواء كان في القديم أو في الحديث فإنه في النهاية سيكون خارجاً عن هذا المنهج ؛ لكن إذا كنا في المنهج جميعنا نحتكم للغة العربية قد نختلف نحن في مدلول معين مثلاً عسعس في الآية ([/FONT][FONT=&quot]وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ[/FONT][FONT=&quot]) بمعنى أدبر هذا ممكن لأننا لا زلنا في إطار المنهج لكن يأتي واحد ويقول مثلاً بعض المستشرقين يقول إن العرب وأحياناً يقولون إن محمد صلى الله عليه وسلم لم يفهم الكلمة الفلانية [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]حاشاه من ذلك [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]نعم لا شك طبعاً هذا خطأها بيّن ولكن يدعي ذلك يقول مثلاً ([/FONT][FONT=&quot]وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا[/FONT][FONT=&quot]) أن السكين ليست السكين التي يذبح بها ولم يفهمها لأنه أخذها من اللغة الآرامية والآرامية فيها كذا ثم يبدأ يحلل اللفظة على أنها آرامية هذا خلاف المنهج ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا[/FONT][FONT=&quot]) لا يمكن أن يكون فيه ما يفهم بغير لغة العرب. فأيّ دعوى بأنه يستطاع أن يفهمه بغير لغة العرب فهي دعوى مناقضة للأصل الأكبر من أصول التفسير وهو عربية القرآن. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]يأتي السؤال أيضاً افترضوا يا إخواني أننا لم نحتكم إلى منهج المؤمنين الأولين واتبعنا غير سبيلهم فأتينا بطرائق نفهم بها هذه النصوص أي طريقة، طريقة من؟ أن تكون بالطريقة التي هي التفكيكية وهذا يقول بالطريقة الفلانية ونحن سمعنا بتلك الطريقة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الهرمنطيقية طريقة أيضاً من الطرق التي تفهم بها النصوص وتفسر بها، بهذا نحن الآن شتتنا الناس وإلا جمعناهم؟! استطعنا أن نصل إلى نتيجة أو استطعنا أن نصل إلى فرقة بعيدة؟! وهذه قضية خطيرة جداً نحن يجب أن نكون أمة واحدة ذو ملة واحدة والملة الواحدة لا تكون إلا عندما يكون النص متفق عليه في فهمه أو كما ذكر الدكتور مساعد منهجنا في فهمه واحد وإن اختلفت بعض أساليبنا أو بعض طرائقنا للوصول لتلك النتيجة لكن المنهج والهدف والغاية والسبيل واحد فهذه قضية خطيرة لا يفكر فيها هؤلاء. وهذا يؤكد في نظري يؤكد أن مراد هؤلاء يعني العبث بهذه المقدسات ومحاولة جر المسلمين إلى الالتفات إلى هذه المناهج المنحرفة حتى ينشغلوا بها عن اتباع هذا المنهج وعن تقديسه وتعظيمه لأن من أعظم الأسباب التي حالت بين هجمات الأعداء وانحرافنا عن القرآن أن القرآن لا زال مقدساً في نفوسنا [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]وهو المعروف في لغة العرب [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]ومعروف معناه مهما اختلفنا ورد فينا ذلك الضال وبدأ يحرف في القرآن، كل المسلمين يعرفون أنه ضلّ لا يُشكل عليهم شيء من أمره ولله الحمد والمنة. هؤلاء الآن جاءوا ليكرّوا كرّة جديدة، لا، أصلاً النص هذا يمكن أن يفهم بفهوم مختلفة إذاً كل من ضل فهو على حق وأنت الذي تقول إنه ضل أنت الضال يريدون أن يقلبونه تماماً إفك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]نعم وهي فيما يبدو لي والله أعلم أنهم من خلال المنهجية الصحيحة لفهم القرآن الكريم لن يستطيعوا أن يصلوا إلى تحريف معانيه والتلبيس فاستجلبوا مناهج من خارج هذه البيئة، استجلبوا مناهج أخرى أرادوا أن يفهموا من خلالها القرآن الكريم لأن فيها مجال للعبث، المناهج الننيوية والتفكيكية والخ. لكن دعونا من هذا أنت قلت أن التجديد يكون من داخل المنهج نفسه، اللغة العربية وخاصة لغة القرآن الكريم واللغة التي سبقتها لغة الشعر الجاهلي والعرب في الجاهلية لغة غنية وثرية ولكن بقدر ما تعطيها أنت من النظر وترداد النظر والتأمل تعطيك من المعاني وتتغازر المعاني أمامك حتى تستغرب أن هذه اللفظة البسيطة حملت كل هذه المعاني، وهذا هو من معاني ومن أسباب نزول القرآن الكريم في هذا الوعاء وإلا كان يمكن أنه يُختار للقرآن الكريم لغة أخرى غير اللغة العربية، لكن الله أعلم حيث يجعل رسالته، فعندما يقول الله سبحانه وتعالى: ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا (115)[/FONT][FONT=&quot]) تعالَ تأمل فيها ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشَاقِقِ[/FONT][FONT=&quot]) وقلنا أن المشاققة واضح معناها أن يكون كل واحد في شقّ ثم يقول ([/FONT][FONT=&quot]يُشَاقِقِ الرَّسُولَ[/FONT][FONT=&quot]) لاحظوا أنه ما قال ومن يشاقق محمداً [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]الرسول الذي جاء برسالة من عند الله [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]إيه لأن المشكلة في المشاققة ليس أنك شاققته لأنه محمد بن عبد الله [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]من قبيلة كذا أو من قبيلة كذا [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]لا، المسألة ليست شخصية وإنما مشاققته بوصفه رسولاً وليس كذلك فحسب وإنما "الرسول" [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]الذي لا يُعرف غيره [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]المأمور باتباعه [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]نعم فكان المفترض أنه الرسول المرسل الذي يجب معه التصديق والاستجابة والطاعة وأنت بالرغم من معرفتك لهذا شاققته فهذه انظر أنك استخرجت من هذا التعبير هذه الدلالة ولم يحتج أن ينصّ عليها ويقول كان ينبغي عليك أن تفعل معه كذا وكذا وإنما اكتفى بقوله "الرسول" [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]عبارة واحدة أغنت عن هذا الكلام الكثير [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]وهم كانوا يفهمونه على هذا الأساس. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]لما قلت يا أبا عبد الله "تجديد داخل هذه اللغة" بمعنى أنك تفهم هذه اللغة فهماً صحيحاً فتستخرج المعاني الكثيرة من خلال ألفاظها القليلة. أنا أقول من الأشياء التي مرّت بي قريباً ([/FONT][FONT=&quot]الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)[/FONT][FONT=&quot]) في أدنى الأرض يفسرها العلماء رحمهم الله تعالى تفسيراً صحيحاً وهو في أدنى الأرض أقربُها إليكم يا أيها المخاطبون وهذا تفسير صحيح وهو من معاني (أدنى). الآن بعد البحوث التاريخية وجدوا أن المقصود بأدنى الأرض أنها غور الأردن، لاحظ "غور الأردن" وغور الأردن منطقة منخفضة عن سطح البحر بأكثر من ثلاثمائة وأربعة عشر متراً وتعتبر أخفض منطقة تحت سطح البحر فالتعبير القرآني بـ(أدنى) يحتمل هذا المعنى أيضاً ولا يبطل ذلك المعنى، يعني المعنى الذي جاء عن السلف صحيح ويأتي معنى أدنى بمعنى أخفض، لاحظ هذا المعنى أخفض. لا أدري أنا ما تتبعت أقوال السلف لكن فيما يظهر أن السلف لم يذكروه أو لم ينصوا عليه، الآن الشواهد التاريخية تدل على أن هذه الموقعة التي حصلت بين الروم وفارس كانت في تلك البقعة فإن ثبت ذلك فـ(أدنى) تدل على هذا المعنى وهو أن الدنو بمعنى القرب والدنو بمعنى الانخفاض والقعر يعني الدنو بمعنى السُفْل. فهذا الفهم هو الذي نحن نبحث عنه لأنه لا يتعارض مع نصوص أو فهم السلف للقرآن وفي الوقت ذاته استنبطنا منه دلالة جديدة أكدتها أيضاً أمور أخرى تبينها. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]أيضاً من الأشياء التي يمكن أنها تضاف في باب التفسير العلماء عندما استنبطوا قواعد النحو وقواعد البلاغة استنبطوها من خلال كلام منقول، كلام العرب والقرآن الكريم، فذكروها كقواعد مثلاً يذكرون أن حرف الفاء من حروف العطف يدل على الفورية، أن (ثمّ) تدل على التراخي، أن (الواو) تدل على مطلق العطف مثلاً، فأنت عندما تأتي فتتكلم عن التفسير هنا في هذه الآية ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ[/FONT][FONT=&quot]) فعطف جملة على جملة صح وإلا لا؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]صحيح [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]تعاطف الجمل عند العرب له دلالات وتعاطفها بحروف معينة له دلالة. التعمق في مثل هذه الدلالات في كتب التفسير هذا تجديد وهذا يعطيك غزارة في المعاني ويعطيك أيضاً قرب أكثر، ما معنى إعجاز القرآن؟ لأنك الآن عندما تسمع بعض الناس القرآن الكريم يقول ما وجه إعجازه؟ أنا الآن يمكن أن أفهم الإعجاز العلمي فتأتيني مثلاً فتقول لي ([/FONT][FONT=&quot]مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ (20)[/FONT][FONT=&quot]) فعندما يقولون الآن أن الماء العذب والماء المالح لا يختلط بعضه مع بعض وهذا من دلالات الآية، هذا عند كثير من الناس، هذا هو الذي يقنعني بأن القرآن الكريم فعلاً معجز. لكن عندما تأتي فتقول ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ[/FONT][FONT=&quot]) وتقول لي هذه الآية معجزة في نظمها وفي بلاغتها، أنا ما يظهر لي هذا! لغتنا اليوم فعلاً قاصرة عن تلمّس مواضع الإعجاز ولذلك نحن لا بد لنا ونحن نتحدث مع الناس في التفسير سواء كانوا طلبة علم متخصصين أو باحثين أو باحثات أو حتى متوسطي الثقافة لا بد لهم من أن يزيد رصيد الواحد منهم من لغة العرب، من اللغة العربية الفصحى وأنا أقول إن اللغة العربية في العصر الجاهلي ومع الشعر الجاهلي مادة ثرية جداً لدراسة أساليب البيان عند العرب ثم تطبيقها على القرآن الكريم فعندما تنتقل إلى القرآن الكريم تلاحظ أنه راعى اللفظة وراعى الحرف وراعى كل كلمة، وهذا كان موجوداً في الشعر الجاهلي إلى حد بعيد تجدهم يراعون دلالات الحروف. ثم عندما يعبر الله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8)[/FONT][FONT=&quot]) (ثم) تدل على التراخي وعندما تنظر إلى معنى التراخي في هذه الآية تنفتح لك أبواب كثيرة من المعاني فنحن فرّطنا الحقيقة في الدراسة والتعمق في اللغة العربية ولذلك أصبحنا لا نفهم القرآن الكريم كما ينبغي لنا. وهذا جرّنا إليه حديثك عن القراءات المعاصرة للقرآن الكريم وأن هناك مجالاً للقراءة معاصرة مرتبطة ونابعة من منهج التفسير الصحيح نفسه ومن لغة القرآن نفسه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]مثل ما ذكرتم قبل قليل مثلاً الطاهر بن عاشور لما كتب كتابه - توفي 1393هـ - لكنه الحقيقة إبداع في المنهج، سار بنفس المنهج وجاء بإبداع وجاء بجديد فلم يمنعه التمسك بأصول التفسير أن يأتي بجديد كما يدعي هؤلاء. لعلنا ننتقل إلى الآية التي بعدها. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]قال ([/FONT][FONT=&quot]نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ[/FONT][FONT=&quot]) أبا عبد الله ([/FONT][FONT=&quot]نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى[/FONT][FONT=&quot]) ما تعليقك على هذا؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]التولي المقصود به الإعراض هنا مثل قوله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]عَبَسَ وَتَوَلَّى (1)[/FONT][FONT=&quot]) يعني أعرض فقوله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى[/FONT][FONT=&quot]) يعني نتركه وما اتّخذه ولياً، فلا نبالي به في أي واد هلك ([/FONT][FONT=&quot]نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ[/FONT][FONT=&quot]) عُبّر بإدخاله جهنم عن (الصلي) [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]وهو الدخول مع مقاساة الحر. لكن ([/FONT][FONT=&quot]نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى[/FONT][FONT=&quot]) ألا ترون أن هذا الأسلوب في كون الله عز وجل يخذله ويتركه [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]وهو قريب من ([/FONT][FONT=&quot]فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ[/FONT][FONT=&quot]) [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]إيه نعم لأنه قصد الضلالة [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]بعد ما تبين [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]إيه بعد ما تبين له الهدى لو لم يتبين له الهدى لكان له مع الرب سبحانه وتعالى شأن آخر لكن يتبين له الهدى وتتضح له الحقائق والدلائل ثم بعد ذلك يشاقق ويتبع غير سبيل المؤمنين. ولذلك أنا أوجه رسالة من خلال هذا المنبر لكل إنسان بدأ يتبع بُنيّات الطريق أن نقول له اتق الله الحق واضح أبلج لا خفاء به فإياك أن تجعل دليلك على أي أمر أولئك الذين شاقوا الرسول واتبعوا غير سبيل المؤمنين. وإذا كنت صادقاً في طلب الحق فإنك تطلبه من أهله، ما تطلبه من أناس معروفين بزيغهم وضلالهم. مع الأسف بعض الناس تقول له قرأت القرآن؟ يقول ما قرأت، قرأت صحيح البخاري؟ ما قرأ، قرأت كتاب كذا من كتب أئمة الإسلام وعلمائه الذين يعبرون عن هذا المنهج تعبيراً صحيحاً؟ ما قرأ، لمن قرأت؟ قرأ لفلان وفلان، وفلان، للزائغين المعروفين المنبوذين عند علماء المسلمين ثم بعد ذلك يقول ولماذا يذكر الله كذا؟ ولماذا يقول المسلمون كذا؟ سبحان الله! تقرأ شبهات ثم تريد أن تخرج بالورود والزهور؟ ما يمكن! [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]- تعليق على كلام الشيخ - كثير من شبابنا اليوم للأسف وبناتنا يقرأ ليله ونهاره في كتب الشبهات ولا يقرأ ولو عُشر هذا الوقت في كتب الأصول. نحن لو قلنا أن لا مانع لدينا من أنك تقرأ بعض هذه الكتب كباحث لكن ينبغي أن يكون لديك قاعدة علمية راسخة من أصول العلم وأصول فهم التفسير والسنة والخ ثم بعد ذلك لا مانع. لكن يذهب مباشرة شباب في سن التكوين العلمي والعقلي يذهب فيقرأ في كتب الشبهات ثم يأتي فيورد الشبهات ويقال أزيلوا هذه الشبهة فهو قد ذهب إلى هذه الشبهات بقدميه وهو لم تكتمل أدواته بعد، فهذه ألاحظها كثيراً ولا سيما في معارض الكتب الدولية تجد الناس يقبلون إقبالاً شديداً على هذه الكتب المنحرفة [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]وكتب الروايات [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]وهذه في الحقيقة نذير شؤم. وينبغي على أولياء الأمور أن ينتبهوا لأبنائهم وبناتهم ماذا يقرأون، وماذا يشترون، وأن يكون لهم دور في التوجيه، وكذلك الأساتذة في الجامعات وفي محاضن التربية والتعليم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]في قوله ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ[/FONT][FONT=&quot]) فيها سرٌ لطيف للارتباط وفيه خفاء لأن الله سبحانه وتعالى لما قال ([/FONT][FONT=&quot]وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ[/FONT][FONT=&quot]) أشار إلى؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]الشِرك [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إلى سبيل الكافرين، فسبيل الكافرين ما جزاؤه؟ قال ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[/FONT][FONT=&quot]) فكأنه والله أعلم لما جاء بهذا الاستئناف، لأن هذا استئناف منقطع عما قبله [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]كأنه من باب التكميل [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]لكن لو ابتدأ قال ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ[/FONT][FONT=&quot]) لا يتعلق ذهنه بشيء سابق بخلاف ما لو قرأ مثلاً قوله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ[/FONT][FONT=&quot]) فإنه ظاهر في تعلق سابق. أما هنا لا، استئناف ابتدائي لكن مع هذا الاستئناف يوجد شيء من الارتباط بما سبق وأنا أعتبرها الحقيقة من المناسبات الخفية. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]تلاحظ أنه قال هنا ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)[/FONT][FONT=&quot]) وقال في أول السورة ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)[/FONT][FONT=&quot]) هناك كان يتحدث عن أهل الكتاب فعبّر بالافتراء لأنهم كانوا على علم وبالرغم من ذلك افتروا، وهنا يتحدث عن أناس لم يسبق لهم معرفة فاتهمهم بالضلالة ([/FONT][FONT=&quot]فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا[/FONT][FONT=&quot]) والله أعلم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]أيضاً فيه عجيبة في الآية وهي أن الله لما كررها قال في أول السورة ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)[/FONT][FONT=&quot]) ثم أعادها مرة أخرى قال ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ[/FONT][FONT=&quot])، ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ[/FONT][FONT=&quot]) وقال هناك ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ[/FONT][FONT=&quot]) قال العلماء أنه ذكر بينهما قتل النفس بين الآيتين في قوله ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا[/FONT][FONT=&quot]) قالوا: فلما أكّد على أن الشرك لا يُغفر دلّ على أن قتل النفس تحت المشيئة وأنه يُغفر له فلما أكّد أن الشرك لا يغفر مرتين دلّ على أن قتل النفس مما يُغفر أو مما هو داخل تحت مشيئة الله. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]لأنه في دلالة الآية ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ[/FONT][FONT=&quot]) قال ([/FONT][FONT=&quot]وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[/FONT][FONT=&quot]) فقوله ([/FONT][FONT=&quot]وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ[/FONT][FONT=&quot]) إشارة إلى أن كل ما دون الشرك [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]فهو معرّض للمغفرة [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]هذا من جهة ومن جهة أخرى أن الشرك هو أشد هذه الذنوب لأنه في السقف ([/FONT][FONT=&quot]وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ[/FONT][FONT=&quot]) دل على أن ما دون الشرك فهو أقل منه من حيث الجُرم والله قد أدخله تحت المشيئة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]في قوله ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ[/FONT][FONT=&quot]) لا يفهم منها أن من أشرك ثم استغفر أن الله لا يغفر له ولكن (لا يغفر) يعني في دار الجزاء من مات ووافى على الشرك لا يغفر الله له سيحاسب على شركه وسيجازى عليه [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]فيمت وهو كافر [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]نعم أما في الدنيا فالصحابة رضوان الله تعالى عليهم أكثرهم كان مشركاً ثم هداهم الله سبحانه وتعالى للإسلام فجبّ الإسلام ما قبله من شرك وكفر وغير ذلك من الأعمال. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]أيضاً قوله ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ اللَّهَ[/FONT][FONT=&quot]) هذا التأكيد الذي يجعل الجملة المؤكدة واضحة وضوحاً لا يمكن أن يكون لها لبس عند السامع ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ[/FONT][FONT=&quot]) بحيث أنك لو نقلتها إلى أي لغة من لغات العالم ما يكون فيها أيّ لبس، يعني أنها من الظاهر الواضح الذي لا يحتاج كما يقول الشافعي رحمه الله تعالى "وتنزيله تأويله" يعني مُغنٍ عن تأويله يعني واضح. وهذا فيه دلالة على أن الأصول دائماً تأتي بالدلالات الواضحة التي لا تحتمل أي لبس. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]وتُكرر أيضاً يعني لا يكتفي بأنها تأتي في موضع واحد وإنما تكرر في أكثر من موضع حتى لا يبقى لبس في ذهن المستمع. ما يتعلق بإقامة الصلاة، هل إقامة الصلاة وجبت بآية واحدة؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]لا [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]لكنها وجبت بآيات كثيرة ([/FONT][FONT=&quot]وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ[/FONT][FONT=&quot]) و ([/FONT][FONT=&quot]وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ[/FONT][FONT=&quot]) و ([/FONT][FONT=&quot]وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ[/FONT][FONT=&quot]) وكررها في القرآن وفي السنة لأن هذه من الأصول. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]نعم طبعاً والدليل من استدل بآية قتل المؤمن للمؤمن أنها من آيات الوعيد أنها تحت المشيئة أنه قال ([/FONT][FONT=&quot]وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ[/FONT][FONT=&quot]) فاستثنى كل شيء سوى الشرك [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]بالضبط ودل على أن الشرك أعلاها [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]الشرك أعلاها نعم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]لكن يأتي سؤال لو أن إنساناً كفر بالقرآن وما سجد لصنم ولا أشرك مع الله غيره فهنا طبعاً عند أهل الإسلام أن هذا كافر ومستحق لجهنم بلا شك وهو لم يشرك فما الجواب؟ هذه مسألة أشكلت على بعض من الناس فنقول: إن الله عز وجل قال ([/FONT][FONT=&quot]إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ[/FONT][FONT=&quot]) وهو أقل من ذلك لكن ما كان مساوياً لذلك فإن الله لا يغفره، لو واحد أنكر الملائكة هو كافر وخارج من الملة بإجماع المسلمين، أليس كذلك؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]صحيح لو احتجّ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]لو احتج، ومع ذلك يقول أنا لا أُشرك وأعبد الله وأتقرب إليه ولا أطوف مثلاً لصنم أو أسجد لصنم، فنقول هذا كفرٌ مُخرِجٌ من المِلّة موجِبٌ للنار، فإن احتجّ بالآية، قلنا الله عز وجل ما قال: ويغفر ما سوى ذلك، قال ([/FONT][FONT=&quot]مَا دُونَ ذَلِكَ[/FONT][FONT=&quot]) يعني ما هو أقل من الشرك. ومما يؤكد هذا أن الله لما ذكر الذنوب في سورة الأعراف بيّن أن هناك ذنباً فوق الشرك فقال: ([/FONT][FONT=&quot]قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (33)[/FONT][FONT=&quot]) قال العلماء أنه رتبها من الأدنى إلى الأعلى فجعل القول على الله بغير علم أعلاها. فإن قيل كيف يكون أعلاها؟ والشرك؟! قلنا نعم هو أعلى لأنه ما من مشرك قد أشرك إلا قد افترى على الله قولاً بغير علم، فالشرك ثمرة من ثمرات القول على الله بغير علم. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]لما قال ([/FONT][FONT=&quot]وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[/FONT][FONT=&quot]) يعني جعلها مرتبطة بمشيئته سبحانه وتعالى أيضاً الآيات الأخرى تدل على وجود الشفاعة لما قال ([/FONT][FONT=&quot]وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ[/FONT][FONT=&quot]) يعني السُبُل التي تقع بها مغفرة الذنوب لهؤلاء العباد منها الشفاعة للمؤمنين مثل شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وهي الشفاعة العظمى وشفاعة المؤمن للمؤمن ثم تأتي شفاعة أرحم الراحمين. فإذاً هذه الأنواع من الشفاعات تدخل في قوله ([/FONT][FONT=&quot]لِمَنْ يَشَاءُ[/FONT][FONT=&quot]) إذا أذن الله بالشفاعة يعني أذِن للشافع ورضي عن المشفوع تمت الشفاعة بإذن الله فتكون تدخل أنه يغفر لمن يشاء لكن الشرك لا يغفره الله ولهذا أحبُّ خلق الله إليه هم محمد صلى الله عليه وسلم وإبراهيم الخليل آباؤهم كفار ولهذا لم تنفع شفاعة هؤلاء النبيين الكريمين لآبائهم ولا نفعت شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم في أبي طالب إلا بتقليل العذاب أما دخول الجنة فلا. فإذاً هذا أيضاً ينبّه على عِظَم أمر الشرك بالله وأن أمره عظيم جداً جداً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]هذا يا إخواني يدعونا إلى أن نتحدث عن هذا الشرك بشيء من التحذير حقيقة نرى كثيراً من الناس يستهينون به وأعجب من الناس أو بعض أهل العلم عندما يرى أن الحديث عن الشرك أمراً شبه ثانوي فتجد ذلك من خلال واقعه يتحدث عن الأخلاق ويتحدث عن السياسة وعن الاجتماع وعن الحياة العامة وعن الحضارة والنهضة لما تبحث عن حديثه عن الشرك الذي استوعب كلاماً كثيراً في كتاب الله عز وجل تجد أنه قد أعرض عنه أو مساحته قليلة جداً في كلامه وفي محاضراته وفي كتاباته وفي تنبيهاته وتحذيراته وأمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، هذا خلل كبير جداً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]طريقة الرسل ما هي؟ ([/FONT][FONT=&quot]وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[/FONT][FONT=&quot]) فالتحذير من الشرك ضرورة جداً لا بد لنا جميعاً أن نجتمع عليها وأن تكون من أولوياتنا. لقمان عليه السلام لما وصّى ابنه أول وصية قال ([/FONT][FONT=&quot]يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ[/FONT][FONT=&quot]) لاحظ، ثم جاءت الوصية بعد ذلك ببر الوالدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقام الصلاة وغير ذلك من الآداب والأخلاق، فكل هذا يعتبر دون هذه الوصية. ولذلك نحن نقول ينبغي على الدعاة وينبغي على المربّين وعلى العلماء والمفكرين ومن يريدون بالأمة خيراً أن يحذروها من الوقوع في الشرك وأن يحرصوا على ذلك وأن يؤكدوا لهم مثل هذه الآيات. انظر لأهمية هذه الآية أو لأهمية هذا المعنى كُرر في هذه السورة مرتين وحكم الله على الفاعلين بأنهم قد افتروا وضلوا قال ([/FONT][FONT=&quot]فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)[/FONT][FONT=&quot]) في الآية الأولى، وفي الثانية قال ([/FONT][FONT=&quot]فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)[/FONT][FONT=&quot]) فكل مشرك فهو مفتر واحد وهو ضال أيضاً اثنين، وهذا يبين لنا أنه الأمر خطير جداً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]وهذا لا شك. أنت تعرف أبا عبد الله أن المشكلة أحياناً ليست أيضاً عند بعض العلماء ليست في قضية مفهوم الشرك من حيث أنه الشرك وإنما في تطبيقات بعض سبل الشرك. مثلاً من حكم بغير ما أنزل الله فقد أشرك مع الله. ولا نتكلم الآن عن أعيان أو عن أحداث بعض الأعيان أو بعض الأحداث قد يكون لها علل تُخرجها عن أن تكون شركاً لسبب ما أو أن تكون خطيئة لسبب ما، لكن نحن نتكلم بمنظور الوصف أن هناك أوصافاً واضحة جداً شركية وأن الإنسان المسلم يبرأ إلى الله من مثل هذه الأمور حيث نبرئ ساحته من هذه الأمور خصوصاً ما انتشر في بعض بلاد المسلمين - نسأل الله سبحانه وتعالى أن يردّ ضالّ المسلمين - وقضية مثلاً الطواف بالقبور ودعاء أصحاب القبور هي نفس صورة ([/FONT][FONT=&quot]مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى[/FONT][FONT=&quot]) لكن كيف ضلّ هؤلاء؟ وأيضاً تجد هناك أصحاب عمائم معهم وأولو علم فتستغرب كيف لبّس الشيطان وأوقع الشيطان هؤلاء بتعظيم هؤلاء الأولياء وتقديسهم؟! والرسول صلى الله عليه وسلم وهو الرسول الأعظم والصحابة رضي الله عنهم قبورهم منتشرة ما سمعنا أن أوائل المسلمين كانوا يفعلون هذا معهم أبداً، ولا سمعنا أبداً أبداً مثل هذه الأمور ومثل ([/FONT][FONT=&quot]وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ[/FONT][FONT=&quot]). فإما أن يكون أولئك على باطل -أوائل هذه الأمة- ولم يهتدوا لهذا الأمر وإما أن نكون نحن على باطل، ولا شك أن من يوازن بهذه الطريقة يعلم أن ما وقع بعد جيل الصحابة والتابعين وأتباعهم هنا الذي سيقع به الباطل لأنهم هناك كانوا أكثر اتباعاً وأكثر اهتداءً وأكثر حرصاً على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم بل كان بعضهم حتى في قضايا المباحات أو في قضايا السنن يعنِّف عليها من يُخالف سُنّة الرسول صلى الله عليه وسلم -ونحن نقول عن السُنّة هي ما يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها- حتى هذه كانوا يعنِّفون عليها ويُحرِّصون على اتّباع الرسول صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]في قول الله عز وجل ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ (31)[/FONT][FONT=&quot]) لو علقت على هذه الآية يا أبا عبد الله؟ [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]هذه الآية من سورة الحج وسورة الحج سورة التوحيد تحدث الله سبحانه وتعالى فيها عن مظاهر التوحيد في الحج، والحج هو من أبرز العبادات التي تظهر فيها دلائل التوحيد في الطواف وفي التلبية وفي رمي الجمرات وفي الوقوف بعرفة، الخ فقوله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ[/FONT][FONT=&quot]) فمثله قال ([/FONT][FONT=&quot]فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ[/FONT][FONT=&quot]) يعني سقط من السماء ولم يقل سقط وإنما قال ([/FONT][FONT=&quot]خَرَّ[/FONT][FONT=&quot]) والخرور هو معنى فيه شدّة ولذلك يعبّر فيقال خرّ السقف والسقف إذا خرّ السقف يعني سقط سقوطاً مدوياً فكذلك هنا قال ([/FONT][FONT=&quot]فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ[/FONT][FONT=&quot]) يعني من ارتفاع شاهق جداً جداً. لاحظ أنت الآن الذي يسقط من عمارة مثلاً عشرة أدوار لا شك أنه سيموت إلا إذا رحمه الله فكيف بمن يخرّ من السماء نفسها؟! لك أن تتخيل. قال ([/FONT][FONT=&quot]فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ[/FONT][FONT=&quot]) يعني لك أن تتصور هذا المعنى وهذه الصورة وهذه تكلم عنها السيد قطب رحمه الله في كتابه "التصوير الفني في القرآن الكريم" كيف أنك ماذا تتصور من هذه الصورة التي فيها شدة؟ أن الذي يشرك بالله سبحانه وتعالى مثله كمثل الذي سقط من هذا الارتفاع الشاهق ثم تخطفته الطيور التي تأكل اللحوم أو خرّ في مكان سحيق لا يدرى أين هلك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]مما يدل على أن التوحيد هو العلو وهو الرفعة وهو العبودية الحقّة وهو المنهج وهو العقل ولذلك يجب أن يُدعى الناس إليه، وأن يُحَثّوا على الالتزام به، وأن يُحرص على تلوين أيضاً الأساليب في الدعوة إليه. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]التعليق على قولك أن التوحيد هو العقل هذا صحيح لأن بعض الذين يطعنون في مظاهر التوحيد يتهمون الموحدين بخفة العقل والسفسطة وأنهم يعبدون إلهاً[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ميتافيزيقياً لم يروه ولم يلمسوه ويرون أن ما هم فيه هو الصواب لكن انظر إلى الذي يعبد الصنم أيّ عقل عنده؟! تعبدون ما لا ينفع ولا يضر ولا يسمع ولا يغني عنكم من الله شيئاً! أين العقل في أن يعبدوا الله سبحانه وتعالى الذي أنا أتيقن بأنه هو الخالق والرازق والمعطي أو أعبد صنماً؟! لا شك العقل يدل على أنه هو الذي يعبد الله سبحانه وتعالى ولكن انتكاس الفِطَر هو الذي يدعوهم إلى هذا. ولذلك انظر في الآية التي تأتي عندما يقول ([/FONT][FONT=&quot]إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا[/FONT][FONT=&quot]) ما هو البديل لمن يشرك بالله سبحانه وتعالى؟ إما أن توحِّد الله سبحانه وتعالى وإما أن تعبد أصناماً. ولذلك قال ([/FONT][FONT=&quot]إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117)[/FONT][FONT=&quot]) يعني كثير من الأصنام التي كانوا يعبدها العرب مؤنثة مثل اللات والعزّى ومناه ولذلك كانوا يعبدون هذه الأصنام ويشكّلونها على هيئة النساء ويضعون فيها أساور دلالة على انتكاس فِطَرِهم وعلى ضلالهم كما قال ([/FONT][FONT=&quot]فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا[/FONT][FONT=&quot]) ولم يكتف بذلك فقال ([/FONT][FONT=&quot]فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا[/FONT][FONT=&quot]) وهذا هو نفس المعنى في قوله ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشَاقِقِ[/FONT][FONT=&quot]) قبلها ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ[/FONT][FONT=&quot]) معناه أنه في شق، والرسول في شق بعيد جداً، فكذلك هنا وصف المشرك بأنه قد ضلّ ضلالاً بعيداً عن الحق. يعني الآن عندما نقول الفسق في اللغة هو الخروج فالذي يخرج خروجاً يسيراً عن الصراط المستقيم نقول فَسَق والذي يخرج خروجاً بعيداً يقال فَسَق أيضاً، فالفسق يشمل من صغار المعاصي حتى الشرك، الشرك هنا ما اكتفى بقوله ([/FONT][FONT=&quot]فَقَدْ ضَلَّ[/FONT][FONT=&quot]) لأن الضلال قد يكون يسيراً ويعود لكن قال ([/FONT][FONT=&quot]فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا[/FONT][FONT=&quot]) المشرك هذا مضيّعٌ للطريق تماماً. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]العجيب في آيات الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك أنها تأتي في كثير من المواطن آمرة ناهية قال ([/FONT][FONT=&quot]وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا[/FONT][FONT=&quot]) مع العلم أن قوله ([/FONT][FONT=&quot]وَاعْبُدُوا اللَّهَ[/FONT][FONT=&quot]) تدل على أن الله عز وجل يُفْرَد بالعبادة لكن يؤكد هذا الأمر. والغريب في هذه السورة سورة الحقوق أو سورة الضعفاء أو سورة حقوق الضعفاء يؤكد على هذا المعنى لما جاء إلى آية الحقوق المعروفة قال ([/FONT][FONT=&quot]وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[/FONT][FONT=&quot]) وفي سورة الأنعام قال ([/FONT][FONT=&quot]قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا[/FONT][FONT=&quot]) قال العلماء ([/FONT][FONT=&quot]أَلَّا تُشْرِكُوا[/FONT][FONT=&quot]) فيها دلالة على إفراد الله بالعبادة لكن أحياناً يأتي بإفراد الله بالعبادة ثم يثنّي بالنهي عن الشرك تأكيداً وأحياناً يكتفي بالنهي عن الشرك لأنه يتضمن الأمر بعبادة الله عز ووجل وحده. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]طبعاً الشرك قسمان شرك خفيّ وشرك جليّ، الشرك الجلي معروف يعرفه كل الناس ولله الحمد والمنة وإن كان يخفى على بعض الملبِّسين بصور أو أوهام لكنه في حقيقته واضح وظاهر لأنك تقول لهم إذا نفوا أن هذا من الشرك تقول لهم إذاً ما هو الشرك؟ سيحار. هذا الذي يركع للصنم أو للقبر ويسجد عنده ويسأله قضاء الحاجات تقول له هذا شرك، يقول لا، ما هو شرك، تقول له إذاً صف لي الشرك، ما يستطيع يصف الشرك. إذاً هل ربنا يحدثنا بشيء غامض لا يمكن أن يقع؟! إنه واضح أن تصرف عبادة لغير الله هذا هو حقيقة الشرك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الحقيقة كنا نريد أن نتحدث أيضاً حديثاً طويلاً في الآية التي تليها وهي ([/FONT][FONT=&quot]إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117)[/FONT][FONT=&quot]) ولكن نرجئ الحديث لهذه الآية لصلته بالآيات التي بعدها في الحلقة القادمة. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا وإياكم على خير. سبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة 25 – تأملات في سورة النساء – الآيات (117 – 121)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]http: //www.youtube.com/watch?v=uO_BnJ9H1XY&list=PL714BA71E02C652FC[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا ﴿١١٧﴾ لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا ﴿١١٨﴾ وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا ﴿١١٩﴾ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴿١٢٠﴾ أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا ﴿١٢١﴾)[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه. مشاهدي الكرام ما زلنا نتحدث في هذه السورة العظيمة سورة النساء وقد وصلنا فيها إلى قول الله عز وجل (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116) إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117)) وبيّنا فيما مضى في الحلقة الماضية عِظَم إثم الشرك وتحذير القرآن منه وبعض الأساليب التي وردت في التحذير من الشرك. وبيّنا أيضاً بعض اللفتات العظيمة في هذه الآية الكريمة وكيف أنها تكررت في هذه السورة حيث ذكر الله في أول السورة (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا (48)) وهنا قال (فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)) كما بيّنا أن هذه الآية أيضاً كما اشتملت على ذلك الوعيد العظيم أيضاً اشتملت على الرجاء الكبير لكل من كان على التوحيد وهو أن الله سبحانه وتعالى يغفر ما دون الشرك لمن شاء الله سبحانه وتعالى أن يغفر له. وصلنا إلى قوله (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا) أبا عبد الله. [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم. تعليقاً على الآية التي تلوتها يا أبا عبد الله (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم يصف نفسه بأنه غفور كثيراً (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) كثيرة جداً ولا أدري كم عددها ويصف نفسه بأنه غفار وغافر ولكنه هنا يقول (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ) فلاحظ في كل القرآن الكريم يقول غفور غفار غافر ويأتي في موضع فيقول (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ) فيدل هذا على عظم هذا الذنب الذي لا يغفره الله سبحانه وتعالى وهو الشرك ولذلك قال (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) ولو تأملت هذه الكبائر التي نهى الله سبحانه وتعالى عنها لوجدت أنها قليلة ويمكن للمسلم ويمكن للإنسان أن يتحرز منها وأن يبتعد عنها الشرك بالله سبحانه وتعالى، عقوق الوالدين، قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق، ونحو هذه التي ذكرها الله والتي مرت معنا في مثل قوله (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً) والآيات التي بعدها. في قوله هنا (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا) إشارة إلى الأصنام التي يعبدها هؤلاء المشركون كانت في معظمها بأسماء مؤنثة مثل (اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)) وكانوا يصوغونها وينحتونها على هيئة الإناث ويضعون فيها ما تضعه النساء في أيديهم وهذا من انتكاس فطرة هؤلاء المشركين لأنهم فوق أنهم عبدوا أصناماً لا تضر ولا تنفع جعلوها أيضاً على هيئة الأنثى. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] حتى إذا رأيت أيضاً الملائكة إناثاً والكواكب يقولون هذه كواكب نعبدها من دون الله عز وجل كالجوزاء والثريا وغيرها. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله! ما أدري ما هي الحكمة والفلسفة التي عند هؤلاء المشركين. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الأغرب أنهم يكرهون البنات. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهم يكرهون البنات سبحان الله!. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وهذه عجيبة الحقيقة يعني هم يكرهون البنات. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] (مَا يَكْرَهُونَ وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ) وإذا عبدوا، عبدوا بأسماء إناث! [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تناقص ما لنا إلا السكوت له!. ما هي الفلسفة التي وراءها إلا انتكاس الفطرة والضلال لذلك الله سبحانه وتعالى عندما قال (فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (116)) إشارة إلى أنه ضل عن الطريق المستقيم وحتى في فعله وفي شركه ضال حتى كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كانوا يعبدون أصناماً يصنعونها من التمر. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ثم إذا جاع أحدهم أكله عجيب. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] حتى في منطق الأعوج تشعر أنها منطق أعوج داخل المنطق الأعوج. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، في قوله (وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ) أيضاً ما يدعون إلا إناثاً من دون الله عز وجل وما يدعون إلا شيطاناً مريداً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هم في الحقيقة إنما يدعون شيطاناً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هنا وهنا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هنا وهنا وإنما يسمون هذه بأسماء الإناث وقد تكون شيطانة وقد يكون شيطاناً قد يكون ذكراً أو أنثى، المعبود. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والشيطان يحسِّن لهم هذه المعبودات ويزيّنها في نفوسهم كما قال الله عز وجل (زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ) وفي قوله [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ (25)). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (وَأَمْلَى لَهُمْ (25)) وغيرها من الآيات التي تدل على أن الشيطان هو الذي يحسِّن لهم عبادة هذه الأشياء. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وهذا سيأتي في بقية الآيات. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في بقية الآيات. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قوله تعالى (وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117)) يعني المريد بمعنى العاتي ومن استعمالات اللفظة (صَرْحٌ مُمَرَّدٌ مِنْ قَوَارِيرَ) يعني ممرد الأملس كأنه هذا أيضاً صار صريحاً في الشر. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أصلاً دلالة كلمة الشيطان في اللغة هي مأخوذة من البعد أصلاً، يقولون مأخوذة من شطن إذا بَعُد ومنه شطنت داره إذا بعدت وبئر شطون إذا كانت بعيدة القعر، فالشيطان نفسه فيه دلالة البعد والبعد عن الهدى فإذا وصف بأنه شيطان مريد يعني شديد التمرد. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه الحقيقة صرّح بها أبو الأنبياء وإمام الحنفاء إبراهيم لأبيه عندما قال (يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ) يعني إن الذي يدعوك إلى عبادة هذه الأصنام ويحسِّنها في نفسك [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هو الشيطان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هو اتباعك لهذا الشيطان وإلا في الحقيقة لو نظرت إليها نظرة عقلية مجرّدة لوجدت أنها لا تستحق، بالله عليكم صنم من الحجارة يأتي إنسان ويبكي عنده ويتذلل له ويخضع ويسأله قضاء الحاجات وتفريج الكربات أين هو العقل الذي يدل على أن الحاجات تُقضى عند هذه الحجارة الصماء؟!! ولذلك يقول (يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) مريم) فهذا يدلك على أن الشيطان قد عمل عمله حتى جعل لهذه الآلهة أو لهذه الأصنام المدّعاة معاني في نفوسهم وإلا في الحقيقة فهي مجرّدة من كل هذه المعاني. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا صحيح. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا المعنى الذي تقوله يا شيخ محمد هو يستقيم مع صاحب الفطرة المستقيمة والسليمة ولكن هؤلاء أولاً قد حال الله سبحانه وتعالى بينهم وبين الهداية لما يعلمه في نفوسهم ولذلك هي بالنسبة لهم لها قيمة عندهم وإلا صاحب الفطرة وصاحب العقل الذي هداه الله سبحانه وتعالى إلى التوحيد ينظر إلى عبادة الأصنام نظرة استخفاف ويستغرب كيف يعبد هؤلاء ويسجدون للأصنام؟! وقال (لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) مريم) يعني لا يستحق العبادة. لكنه عند منتكس الفطرة هذا يرى أنها ذات معنى، وهذا يرجع إلى أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يهدي وأن الهداية كما قلنا مراراً إنها منّة وفضل من الله سبحانه وتعالى ولولا هذه الهداية من الله سبحانه وتعالى لما عرف الإنسان قيمة التوحيد وفرّ من هذا الشرك. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أقول هذا يبين يا دكتور عبد الرحمن يبين أن الهداية حقيقة منّة من الله وإلا هؤلاء العرب الذين لما أسلموا رأينا من عقولهم شيئاً بهر الأمم وإلى اليوم مثلاً عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه مثال شامخ في العبقرية وفي الإدارة والسياسة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وعمرو بن العاص. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وعمرو بن العاص ومع ذلك قبل هداية الله لهم كانوا يعبد الأصنام مما يدل على أن الإنسان لا يستقل بهداية نفسه. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] سبحان الله![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أبداً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وإنما الهادي هو الله. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] حتى بل سبحان الله أبو جهل وأمية بن خلف كلهم كانوا من الدهاء والأذكياء ولكن هذا لا يكفي إذا لم يكن هناك هداية وتوفيق من الله سبحانه وتعالى للإنسان فمهما كان عقله كبيراً فإنه لا ينفعه ولا يغني عنه شيئا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] حكيم الهند "غاندي" الذي يقال أنه أبو الهنود من حكمته وكونه هو السبب في إبعاد المستعمِر واستقلال البلاد يعبد بقرة! تصور! يعني هذا الرجل الذي امتلأ عقله بالسياسة والدهاء والحنكة والحكمة تصاغر أمام أكبر قضية ليبقى -سبحان الله- فيها ضالاً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (لَعَنَهُ اللَّهُ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لو رجعنا إلى تفسير الشيخ قبل قليل قال (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا) فسرتها بأنهم يسمون هذه الأصنام بأسماء أنثوية مؤنثة، لو قلنا أيضاً في معنى الآية (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا) أي مثل الإناث في ضعفهم فالأنثى أضعف ولا تدفع عن نفسها وإنما يدفع عنها الرجل، فهم يدعون مثل الإناث في ضعفهم وعدم قدرتهم على مقاومة ما يأتيهم مثلاً من البلاء فهذه تعمّ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه الأصنام. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذه الأصنام المذكّرة والمؤنثة، يعني هُبَل مذكر واللات ومناة والعزى مؤنثة فيكون المعنى شاملاً لها. وفيه سعة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ويمكن أن يقال أن الإناث هنا وصف للمعبودات مثلاً، إلا معبوداتٍ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إناثاً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مثلاً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وفي قوله (إن) يا أبا عبد الملك. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] بمعنى (ما). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه كثيراً تأتي. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] للنفي يعني ما يدعون. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تأتي بمعنى ما (إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] يعني ما أمهاتهم إلا اللائي ولدنهم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أقول وهي كثيرة جداً في القرآن ليست قليلة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] النفي بإن. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] النفي بإن نعم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] جملة (لَعَنَهُ اللَّهُ) لو كانت خبرية لكان معنى الكلام "إن يدعون من دونه إلا شيطاناً مريداً ملعونا" ولو كانت دُعائية لكانت جملة معترضة "إن يدعون من دونه إلا شيطاناً مريداً وقال لأتخذن"، فتكون (لَعَنَهُ اللَّهُ) جملة دُعائية، فتكون معترضة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مثل أن تقول قال أبو بكر رضي الله عنه كذا وكذا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم مثلها، فـ"رضي الله عنه" تكون جملة دعائية معترضة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (لَعَنَهُ اللَّهُ) ما هو اللعن أبا عبد الله؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] اللعن في اللغة هو الطرد والإبعاد من رحمة الله سبحانه وتعالى، واللعن أصلاً هو الطرد والإبعاد سواء كان من الرحمة لكن اللعن في القرآن الكريم اللعن هو الطرد والإبعاد من رحمة الله سبحانه وتعالى وهذه من أقسى الدعوات أن يُلعن الرجل أو أن يُلعن الشيء [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ممن؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم من حتى لو لعن من البشر. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لا، أقول هنا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هنا لكن الله هو الذي لعنه. لاحظ قال (لَعَنَهُ اللَّهُ) يعني أبعده وطرده من رحمته وقد ذكرت في القرآن الكريم كثيراً، لعن الله سبحانه وتعالى للشيطان هنا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78)). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وقوله سبحانه وتعالى (أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159)) فيمن يخفون ويكتمون الحق بعد معرفته. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لعله أحد كتب عن اللعن في القرآن والسنة أيضاً. قال (وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)) القائل هنا إبليس؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إبليس نعم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما معنى هذا الكلام؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً كأن إبليس لما حصل منه ما حصل مع آدم عليه الصلاة والسلام وخصوصاً ما روي أنه رآه أجوف، والشيء الأجوف يدل على النقص فوقع في نفسه أن له من هذا نصيب، ولهذا يبدو والله أعلم أنه قال هذا بعد أن سبر خلق آدم الضعيف، فلما أبى واستكبر وطرده الله سبحانه وتعالى من جنته قال متوعداً آدم وذريته ومخبراً ربه (لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ) ونسبهم إلى الله سبحانه وتعالى لأن الأصل أن يكونوا عباداً لله فاجتالتهم الشياطين كما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم، (نَصِيبًا مَفْرُوضًا) أي مقطوعاً يعني أنا آخذ جزءًا منهم أعبِّدهم لي وأُدخِلهم جهنم بسببي وهذا ما وقع. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61)). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] يرجع إلى أكبر فتنة فتن بها الإنسان الذي هو الشيطان لأن الله سبحانه وتعالى جعل له القدرة على أن يُضِل ولما جعل له القدرة على أن يُضل وجعل في الإنسان الاختيار أن يختار الخير أو يختار الشر وأعطى الله سبحانه وتعالى هذا المخلوق وهو الشيطان القدرة على التزيين والإضلال سبحان الله صارت المسألة مسألة صراع وعداوة، بالفعل لما تأتي لفظة عدو يوصف الشيطان بأنه عدو تتحقق فيه العداوة الكاملة فلذا نقول هذا رَجَعَ إلى الحكمة الكبرى عند الله سبحانه في خلق الجنة وخلق النار وفي خلق إبليس. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا هو الابتلاء. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا هو الابتلاء نعم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني عندما يسلِّط الله سبحانه وتعالى الشيطان على بني آدم ويمكِّن الشيطان من الإضلال والتزيين ويقول الشيطان (لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ) فالله سبحانه وتعالى أيضاً يترك للإنسان حرية الاختيار ويقول (إنا هديناه النجدين). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ثم يرسل له الرسل فيبينون له الحق هنا يكون الابتلاء، أليس كذلك؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] بلى. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني تجد أن المسألة كلها متكاملة هذا الشيطان له دوره والإنسان المُختار له دوره والرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام لهم دورهم ولذلك يأتي الحساب في الآخرة بناء على هذا التكامل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لما قال (وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ) أقسم (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83)) وهنا لما علم أن الله قد استثنى عباده المخلَصين بأن إبليس لن يضرّهم وقالها في سورة النحل قال (إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ) [الحجر:42] هنا أيضاً قال (لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118)). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني من كتب الله إضلالهم على يده.[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ثم بيّن وسائله في هذا الإضلال فقال (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)) الحقيقة هذه الأساليب والطرائق والأعمال التي تعهّد إبليس بأنه سيقوم بها ويعملها يجب علينا أن نتعرف عليها حتى نتقيها. والعجيب أن القرآن استقصاها لنا وكل طرائق إبليس لا تخرج عما ذكره القرآن من طرائق إبليس في إضلال الناس. يعني هذا بين أيديكم أيها الناس فخذوه واعملوا به، يعني لا تظنوا أن إبليس سيعمل عملاً إلا وقد بُيّن لكم، ما يبقى عليكم إلا الحذر، يعني لا تجتهد يا ابن آدم في معرفة طرائق إبليس في إضلالك لأن أصول هذه الضلالات أو أصول هذه الطرائق قد ذُكِرت في القرآن. فمنها التزيين وقد أحصاها أخونا الشيخ عبد الله السديس رحمه الله في بحث له جميل جداً قرأته اسمه "أساليب الشيطان في إضلال الإنسان من القرآن" فذكر التزيين وذكر التمنية وذكر التخويف. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وذكر التنسية (وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ) فذكر المهم جملة من الأشياء استقراها من كتاب الله عز وجل في بحث ماتع أتمنى أن يطبع ليبقى باسمه ذكراً له بعد موته رحمة الله تعالى عليه وقد زاملني مع الدكتور مساعد فكان خير صديق نحسبه على خير. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يلاحظ أنه بدأ في قوله (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ) الإضلال تشمل كل [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] تشمل كل ما سيأتي. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني هي مسألة عامة أليس كذلك؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لأنه ونحن في سورة الفاتحة ماذا نقول؟ نقول (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)) والشيطان ماذا يريد؟ يريد أنه يخرجنا عن هذا الصراط المستقيم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يُضِلنا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يُضلنا. ولذلك لاحظ أن الشيطان عندما يقوم يوم القيامة خطيباً بعد انتهاء الحساب (وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ) يعني بمُنجِيكم (وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22) ابراهيم) فالشاهد أن الشيطان هذه وسيلته الإضلال عن الصراط المستقيم ثم يتفاوت إضلالاً يسيراً أو شركاً أو كفراً لكن هذه تعداد لأبرز ربما أو رؤوس ال.. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية تأكيداً لما ذكرته أبا عبد الله تدلنا على أن إبليس لا يمكن أن يأمرك إلا بما فيه ضلال حتى لو أمرك بما ظاهره معروف فاعلم أنه يريد به إضلالك. مثل يعني ترى مثلاً امرأة شابة تسأل أو تتسول فيقول لك تصدق على هذه هو لا يريد صدقة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هو يريد ما وراءها. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هو يريد ما وراء الصدقة يريد إنك تقف عندها فتسمع صوتها أو تتكلم معها ثم يقول رحمها وأعطها احنُ عليها اقضِ حاجتها طبعاً هذا مشروع في ديننا ولكن بضوابط وأمور كثيرة يحتاج الإنسان إلى أن يتعرف عليها حتى لا يقع في حبائل إبليس. ولذلك يقول العلماء إذا رأيت من نفسك أنها تهوى شيئاً فاتهمها فقد يكون إبليس هو الذي يزيّن لك ذلك الشيء لكي تقع فيما هو [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أشد. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إيه أشد أو فيما يريد أن يوقعك فيه نسأل الله العافية. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك سمى الله مثل هذا خطوات. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] خطوات. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] خطوة، خطوة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] سياسة الخطوة خطوة هذه سياسة شيطانية. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إبليسية نعم. ويذكرون في ذلك القصة المعروفة العابد أو الراهب من بني إسرائيل الذي جاء ثلاثة من بني إسرائيل ليودعوه أختهم لأنهم خرج عليهم القرعة في الغزو فتعوّذ من ذلك وحاول أن يتبرأ منه المهم ألزموه بذلك فقال لهم ابنوا لها بيتاً بجوار بيتي فبنوا لها ذلك ثم صار يتعاهدها يضع الطعام عند بيتها ثم يأوي إلى بيته فيرمي بيتها أو بابها حتى تخرج وتأخذ الطعام ثم زال به الشيطان ويقول له يعني لو رآك أحد فأنت لو أنك أوصلت إليها الطعام المهم ثم قال له لو أنك كلمتها بكلمة لتزيل وحشتها ثم قال لو رآك أحد وأنت تكلمها من كوة بيتك لظنّ بك سوءً لو أنك وقفت عند بابها ثم دخلت عليها المهم ما زال به حتى زنى بها ثم أحبلها ثم ولدت فقال هذا الولد سيكون شاهداً لإخوانها عليك فيقلتونك ويشهّرون بك اقتله فقتله قال تسكت هذه المرأة عن ما فعلت بها وبابنها اقتلها فقتلها فلما جاءوا من الغزو قالوا أين أختنا؟ بكى وقال رحمها الله توفيت وهذا قبرها فشكروه وذهبوا، في الليل جاءهم ثلاثتهم الشيطان في المنام وقال إن هذا العابد قد قتل أختكم وإن قبرها يشهد لها أو يشهد عليه بذلك فلما أصبحوا قال أحدهم لقد رأيت الليلة عجباً فقال له الثاني وماذا رأيت؟ لأنه رأى مثل ذلك، فالمهم ذكر الرؤيا فذهبوا إليه فنبشوا القبر فوجدها مقتولة فنبشوا الذي يليه فوجدوا ابنها فأخذوه فلما رفعوه طبعاً اعترف فوُضِع على خشبة الصَلْب فجاءه الشيطان وقال أنا الذي أضللت فعلت بك ما فعلت إن سجدت لي الآن خلّصتك مما أنت فيه فسجد له فقُتِل وهو ساجدٌ للشيطان! فانظر من الرحمة والحنان والكفالة والرعاية إلى آخره وصل به الحال إلى أن يسجد للشيطان نسأل الله العافية والسلامة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] شيطان!. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] شيطان يكفيك هذا الاسم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ذكر جماعة من المفسرين عن عليّ بن أبي طالب وابن مسعود في [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قول الله عز وجل (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ) [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إيه (كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ) [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا) [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل إذاً هذه "لأضلنهم" هذه من الإضلال وأقسم بها. الثانية في قوله (وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذه الأمنية وسيلة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً الأمنية هي طلب شيء غير ممكن أو عسير. وإذا جاءت أمنية بهذا فتعلم أنها من الشيطان خاصة إذا لم يتبعها عمل، خاصة إذا كانت أمنية لم يتبعها عمل يعني واحد قد يقول أنا أتمنى أن أكون طالب علم ثم يجتهد في طلب العلم هذا خير هذه أمنية خير وحققها بالعمل. لكن تأتي أماني تكون واضح جداً منها أنها عسيرة الحصول أو أنها لا يمكن أن تحصل أو قد تكون أماني في الشرّ فتعرف أنها من الشيطان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مثل أن يكون الإنسان يتمنى أن يكون صالحاً بعد الخمسين أو الستين يتمنى ذلك ويكون من العُبّاد الزُهّاد المعتكفين في الحرم بعد هذه الحياة اللاهية اللاهثة وراء المعاصي. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ويزيّن له الشيطان هذه الأمنية. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يزين له إي نعم فالأمنية أسلوب ووسيلة عظمى من وسائل الشيطان في إضلال بني الإنسان والآن ما تكاد تجد أحداً يعصي الله إلا وهو يمنّيه. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] صحيح. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ومن ذلك إخوة يوسف لما قال (اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ) [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (قَوْمًا صَالِحِينَ (9)). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يمنّيهم بالصلاح بعد فِعل المنكر. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذا هو المقصود بـ"لأمنينهم". [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قال (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ) ما معناها يا أبا عبد الملك؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً لاحظ أول شيء "لأضلنهم"، "لأمنينهم" بدأت الآن الأوامر يعني الإضلال والأماني أمورها عامة، الآن صار سيكون هناك أمر مباشر طبعاً (فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ) التبتيك الذي هو القطع، يعني البتك يعني القطع فيقطعون آذان الأنعام وهذه من الأمور التي حرّمها الله سبحانه وتعالى فهو خصّها بالذات لأنه مما حرّمه الله سبحانه وتعالى قال (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ) طبعاً تشمل الأنعام المعروفة من الإبل والبقر والغنم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذا كان من فعل الجاهلية مشهوراً عندهم فكان جاء التنصيص عليها أيضاً (فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ) تشقيق آذان الأنعام. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لكن يبدو أنه هذا إبليس يتكلم من عهد آدم إلى اليوم فهو يبدو والله أعلم أنه لا يزال في الطوائف في طوائف من الأمم أنه هذا النوع من تبتيك الآذان في طوائف من الأمم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) يعني هذه آية أيضاً فيها إشارة إلى أن هذا أسلوب من أساليب إبليس في إضلال بني آدم وهذا موجود اليوم خاصة بشكل عجيب غريب يعني أنا كنت أقرأ في كتاب عن "جراحة التجميل" جراحة التجميل وما أدراك ما جراحة التجميل في تخصصات طبعاً تجد أن في كثير منها يعني يستطيعون أن يغيروا أيّ شيء تريده، يغيرون مكان الجوارح، يغيرون تقاسيم الوجه، يغيرون يعني أصبح فيه جراحة يعني اليد التي تقطع في السرقة يستطيعون يعيدونها فأصبح فيه دخول وتمادي في هذا الجانب وهو كله من تغيير خلق الله. طبعاً المسلمون يسألون تجدون الآن الأسئلة كثيرة هل يجوز يا شيخ أن أفعل كذا؟ مثلاً أنفه فيه مشكلة يحلّها بطريقة أو بأخرى في وجهه. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في الشفتين. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مثلاً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والثديين بالنسبة للنساء وغير ذلك. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فتدخل في [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] دوامة [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] متاهة من قضية تغيير خلق الله واستُحِلّت بها حرمات كثيرة وكشفت بها عورات ما كان ينبغي لها أن تُكشَف إلا لضرورة وهذه ليست من الضرورات فالمهم أن هذه تدخل كلها في (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وبهذا نعرف يا إخواني أن قوله (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) أن هذا أسلوب من أساليب التحريم، الله سبحانه لما نسب ذلك للشيطان [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] فدلّ على حرمته. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] على حرمته، إذاً كل تغيير لخلق الله الأصل فيه أنه محرّم الأصل فيه التحريم إلا ما ورد الشرع بإباحته مثلاً قص الشارب، تقليم الأظفار هذا تغيير لخلق الله لكنه مأمور به لأنه موافق للفطرة. لكن هؤلاء الذين يغيرون مثل ما ذكرت يا أبا عبد الله في أجسادهم وأجسامهم وصورهم وأشكالهم وجوارحهم وهؤلاء الذين ينمصون ويشمون ويفلجون الأسنان هؤلاء كلهم مغيّرون لخلق الله فيجب على الإنسان أن يحذر وأن يعلم أن هذا من طرائق إبليس التي يُضلّ بها بني آدم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا صحيح وهذه واسعة الآية الحقيقة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] للأسف وهذا تمادى فيه وخاصة النساء تمادوا فيه بشكل مبالغ فيه وكثير جداً ولم يعد كثير منهن يسأل عن حلٍ أو حرمة من تغيير كما تفضلت تفليج الأسنان ما يتعلق بتقاسيم الوجه ونحو ذلك. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لكن لو قيل لك يا أبا عبد الله ما سر ذلك عندما يُعمل مع النساء ويتخذ ذلك يعني الناس الآن يسألون بكثرة عن مثل هذا الأمر؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً هو قطعاً أن المرأة تبحث عن الجمال تبحث عن الزينة تريد أن تكون أجمل [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مما هي عليه [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] مما هي عليه فتسعى إلى هذا وتنسى في خلال ذلك الحلال والحرام. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أضف إلى ذلك أن هذا في الغالب ناشئ من فراغ، تجد المرأة إذا فرغ قلبها من التعلق بربّها ومن الخصال العليا، أنه الجمال الحقيقي طبعاً الإنسان يسعى للجمال لكن فيما أباح الله عز وجل، الجمال الحقيقي هو جمال الخُلُق، جمال النفس، وأن الجمال المادي ليس إلا هو عَرَض عما قريب يزول إن لم يزل بالهَرَم زال بالموت وزال بالقبر، يعني يا أختي المسلمة أنت الآن تُجمِّلين بدنك بأشياء ستندمين غداً لأنه إذا دخلت تلك الحفرة ما هي إلا يوم واحد وإذا بالدود قد عاث بهذا الجسد من أوله لآخره فعلام تشتغلين به هذا الاشتغال الذي هو أكبر من قدره؟! [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]يا خادم الجسم كم تشقى بخدمته أتعبتَ نفسك فيما فيه خسران [/FONT]
[FONT=&quot]أقبِل على الروح فاستكمل فضائلها فأنت بالروح لا بالجسم إنسان [/FONT]
[FONT=&quot]فيه حتى تكاليف العناية بالجسم مكلفة حتى على شكل يومي يعني تجد الذي يدأب وراء التجميل ووراء عمليات التجميل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما ينتهي. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ينفق الكثير من المال والوقت والجهد ولا ينتهي! يحتاج في كل مرة أنه يبذل ولكن الجمال الحقيقي كما تفضلت الجمال الطبيعي. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] جمال النفس. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والجمال جمال الأخلاق وجمال الروح ولذلك يقول عمرو بن معد كرب القصيدة المشهورة يقول [/FONT]
[FONT=&quot]ليس الجمال بمئزر فاعلم وإن رُدّيت بُردى [/FONT]
[FONT=&quot]يقول يعني ليس الجمال بالثياب [/FONT]
[FONT=&quot]ليس الجمال بمئزر فاعلم وإن رديت بردى [/FONT]
[FONT=&quot]إن الجمال محاسنٌ ومناقب أورثن مجداً [/FONT]
[FONT=&quot]إلى آخره، ففعلاً الجمال الحقيقي هو جمال الروح وهو الذي يدوم وهو الذي يورث الطمأنينة في نفس حتى المرأة أو الرجل على حد سواء ويجعلها أول شيء قناعة بما قسمه الله سبحانه وتعالى من الجمال والأمر الثاني أنه تعود على الروح باستكمال ما فيها من فضائل وهكذا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إذاً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لذلك نعود مرة أخرى أبا عبد الملك عن أذنك وهي أن نؤكد على إخواننا وأخواتنا أن الشيطان إذا بدأ يسوقك إلى هذا الميدان فاعلم أن ذلك لضعف في إيمانك وخلل في الموازين عندك وإلا لما عظمت قضية الجسد على قضية الروح وهذه الفضائل المادية على تلك الفضائل المعنوية. تفضل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] كنت سأقول أنا نلاحظ وسبق أن ذكرناه وهي مهمة جداً أن القرآن يعطينا معايير ما يجوز وما لا يجوز وليس في هذا حدّ من التجمُّل والتزين بالعكس لكن مشكلة الإنسان أنه يطلب ما ليس له. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تغيير خلق الله. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] فيغير خلق الله بذلك لكن إذا كانت مثلاً على سبيل المثال الأسنان مشوِّهة للفم مثلاً للشكل بعض الأسنان تكون ملتوية فهذا أجاز العلماء فيه ما يعيده إلى ما يعرف من طبيعته أو قِسْ على ذلك غيره فإذا كان هناك شيء من التشويه جاز إعادته إلى أصله أما ما يكون موجوداً أصلاً [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ثم يُغيّر [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ثم يُغيّر فهذا الذي حرّمه الإسلام. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك تأكيداً لكلامك أبا عبد الملك قالوا إن الشعر الذي يخرج في وجه المرأة يجوز لها أن تزيله لأنه الأصل في وجه المرأة أن يكون خالياً من الشعر لأن الشعر يقبحها وليس هو أصلاً فيها فإذا أزالته فليس هذه الإزالة سواء كان في وجهها أو في يديها أو في ساقيها ليست هذه الإزالة مما يحرُم عليها وإن كان من العلماء من يخالف في هذا ويرى أنه يجب على المرأة أن تبقي مثل ذلك ولا تزيله ولكن هذا شديد. (فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) ثم ختم الآية بقوله (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119)). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فيه لفتة في قوله (فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) لاحظ كيف أضاف الخلق إلى الله تعظيماً له وتشنيعاً على من فعل خلافه. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] من تصرّف فيه. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، (فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ) ولم يقل فليغيرنّ خلقك أو فليغيرنّ الخِلْقة ولكن يغيرنّ خلق الله إشارة إلى التعظيم أن ما أنت فيه هو خلق الله وتقدير الله وقضاء الله وقدره لك واختياره فسعيك لتغييره فيه جرأة واعتراض. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هؤلاء الذين الآن يسعون إلى التغيير الجيني للإنسان يعني العبث بأصل الخِلْقة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] للتحكّم هم يسمونها تحكّم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تحكّم وهذا التحكّم قد يكون تحكّم والعياذ بالله يعني يظهر فيه أثر التغيير التام بخلاف التحكم الذي يراد منه نفع الإنسان بحيث يقضى على مرض معين أو غير ذلك أيضاً هذا من عدوان [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] يدخل نعم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم من عدوان العلم الحديث وتعدّيه يعني طوره صار سلطان العلم جعل لهم نوع من ماذا نقول؟ اتخذوه إلهاً صار ما يهمهم إلا أن يصلوا إلى نتائج يبهروا بها العالم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والعلم إذا لم ينضبط بالشرع فإنه يخرج عن مساره. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا) طبعاً نلاحظ أنه أعاد لفظ الشيطان ظاهر مقام المُضمر قيل ومن يتخذه ولياً إنه معروف لأن السياق كله في الشيطان فإعادته هنا فيها نوع من تقبيح هذه الأفعال في نسبتها مرة أخرى للشيطان لأنه في الأول قال (وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117)) ثم بدأ يصف أفعال هذا الشيطان ثم قال من يتخذ هذا الشيطان الذي هذه أفعاله (وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119)) كيف يتخذه ولياً من دون الله؟ هو باتباعه بمثل هذه الأفعال أو غيرها. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نلاحظ أيضاً هذه سورة النساء سورة مدنية وسورة يس سورة مكية وقد ذكر الله فيها (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ).[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في فاطر. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] عفواً في فاطر. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لا (وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وفي قوله (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في فاطر. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)) وهنا يقول (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119)) يعني مخالف لما أمر الله به، الله سبحانه وتعالى يأمرنا باتخاذه عدواً وأنت إذا اتخذت الرجل عدواً كما قال المثقب العبدي: وإلا فاتخذني عدواً أتقيك وتتقيني. يعني [/FONT]
[FONT=&quot]فإما أن تكون أخي بحقٍ فأعرف منك غثي من سَمِينِي [/FONT]
[FONT=&quot]وإلا فاطرحني واتخذني عدواً أتقيك وتتقيني [/FONT]
[FONT=&quot]فالشيطان هنا عندما يقول الله (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا) ثم يأتي هنا فيقول (وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا) يعني خلاف ما أمر الله به الله أمرك أن تتخذه عدواً وأنت تتخذه ولياً والولي هو المُناصِر الملازم (مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119)) لا شك فيه ولا ريب فيه. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً (مُبِينًا) يصح أن تكون من (بان) اللازمة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني واضحة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] واضحة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] واضح الخسران. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم أو (مُبِينًا) من (أبان) المتعدّية أبان الحق أي أظهره أي أظهر ذلك الخسران فيمن تولاه. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ويحتمل هذا وهذا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ويحتمل هذا وهذا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فهو خسران ظاهر وبيّن. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم واتخاذه ولياً بأي شيء؟ طبعاً بطاعته واتباعه والاستماع إلى أمانيه وتصديقها هذه الأماني التي لا يكاد يخلو منها قلب. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا صحيح. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] خصوصا الأماني الباطلة اِعمل المعصية وسيأتيك الخير. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يُمنيه. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يُمنيه ما يزال به يُمنيه هذا خسر خسراناً مبيناً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فلذلك قال هنا لاحظ الآية التي بعدها (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم يعدهم وعوداً بأنه سيُغفر لهم بأنهم سيُرحمون بأن هذه العقوبة لن تؤثر عليهم. (وَيُمَنِّيهِمْ) يُمنِّيهم بالتوبة، يُمنِّيهم بالفرج، بالخروج مما هم فيه. (وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)) ولعله فعل هذا الأسلوب مع آدم عليه السلام. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قال (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَا يَبْلَى (120)) انظر كيف زيّن اسم الشجرة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذا مثال. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا مثال إي نعم، وآدم عليه السلام يعني. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قال (فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ) غرّهما وحصل هذا البلاء العظيم لأبينا آدم. فنحن أيضاً يجب علينا أن نأخذ العبرة ، وُعِظنا بأن ذكر الله عز وجل هذه الصفات لإبليس وبُيّن لنا أن ذلك قد حدث لأبينا آدم عليه السلام فإياكم يا بني آدم أن [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] انظروا الحقيقة ما أجمل هذا الوضوح في القرآن الكريم كيف ينقل لنا الحقائق والتاريخ يعني الآن الناس في ضلال ترى عن هذه الحقائق من اليهود والنصارى هذه التفاصيل يعرفها المسلم وهو متيقن منها أن الشيطان قد فعلاً أمره الله بأن يسجد لآدم أول ما خُلِق فأبى فطرده الله ثم لما دخل آدم عليه الصلاة والسلام الجنة كان له دور إبليس في الوسوسة له حتى أضلّه بهذه الطريقة ثم نزلوا إلى الأرض يعني قصة الخلق واضحة جداً أمام المسلم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قال (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120)) معنى الغرور أبا عبد الملك؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الغُرور هو الشيء الذي كالسراب الشيء الذي لا وجود له يعني يُمنيه بشيء فإذا وصل إليه لم يجده مع أنه قد يحصل هو على شيء لكنه فاني مثل ما حصل لآدم عليه الصلاة والسلام من أكل الشجرة وزوجه لما أكلا انتهى كل شيء مع الأكل انتهى ما كان يمنّيهم به وصارت العقوبة إنزال [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك وصف الله متاع الدنيا بأنه متاع الغرور، والغرور لا حقيقة له. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] والغَرور بالفتح هو الشيطان (وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14)) يعني غركم بغروره الغَرور. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] آخر آية وهي قول الله عز وجل معنا في هذه الحلقة (أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)) أي مهرباً ومفرّاً. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيذنا من شرّها وأن يقينا الدخول فيها ونسأل الله لنا ولكم إخواني المشاهدين أن نكون جميعاً من أهل الجنة الذين أطاعوا الله سبحانه وتعالى ومكّنهم من العمل الصالح ووقاهم شرّ الشيطان وشركه. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. [/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة 26 – تأملات في سورة النساء – الآيات (122 – 124) [/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]http: //www.youtube.com/watch?v=XhCa7S7Wmg8&list=PL714BA71E02C652FC[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122) لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)). [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أيها الإخوة المشاهدون أرحب بكم في هذا اللقاء المتجدد في برنامج بينات وأرحب بأخويَّ الفاضلين الدكتور عبد الرحمن والدكتور محمد ونكمل ما وقفنا عليه عند قوله سبحانه وتعالى من سورة النساء (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)) وهذه الآية كما تلاحظون آية مستأنِفة أو معطوفة على ما قبلها فهي تحتمل الاحتمالين الاستئناف والعطف لأنه قد ذكر قبل ذلك قوله (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ) ثم ذكر عداوة الشيطان للإنسان وذكر في آخرها مصير الكفار ثم ذكر هنا مصير المؤمنين، وإن كان الأقرب في هذا العطف على سبيل القرآن في عطف الجُمَل بعضها على بعض. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)) هذا جريٌ على عادة القرآن في المثاني (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ) مثاني أي تثنّى فيه الأخبار والأحكام والوعد والوعيد والترغيب والترهيب صفات المؤمنين وصفات الكفار فإذا ذُكِر هذا ذُكِر هذا ليكون هناك مقابلة وتوازن فلما ذكر من يتبعون الشيطان وذكر وعيدهم في قوله (أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121)) أتبعه بقوله (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ) أولئك ماذا عملوا؟ اتبعوا الشيطان، أشركوا مع الله غيره، بتّكوا آذان الأنعام، غيّروا خلق الله، اتّبعوا الأماني ووعد إبليس وخسروا خسراناً مبيناً، هل هناك أحد يقابلهم؟ نعم، قال الله (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا) يعني أكّد هذا بأنه وعدٌ من الله حقٌ ثابت لا شك فيه ولا مرية. (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122)) هذا استفهام بمعنى لا أحد، ويقولون هذا أبلغ أيضاً من النفي المجرّد لأنه يشرب معنى التحدي، لا أحد أصدق من الله قيلا. وقد مرّ بنا في هذه السورة (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا (87)). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً من لطائف المقابلات أن هذه قوبلت بـ(يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا وعد (وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا) إذاً وعد إبليس باطل وسراب وغرور وخداع ووعد الله حق لا يتخلّف. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وأيضاً جاء في الآية التي بعدها إشارة إلى أن كثيراً من المؤمنين ربما يكتفي بالقول أو الادّعاء بأنه مؤمن ولا يفعل ولذلك لاحظ هنا أنه قال (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أكد عليها. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فقرن العمل بالإيمان وهذا كثير في القرآن الكريم ثم قال في الآية التي بعدها (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] دعوا الأماني. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيوه فليست المسألة تحديات النصارى يقولون (وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ)، (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وقالوا (نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم وأيضاً المسلمون يقولون ليس النصارى واليهود على شيء وهم على ضلال، فالله سبحانه وتعالى يقول ليست المسألة أماني وإنما لا بد من العمل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ميدان [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ) أنتم أيها المسلمون (وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يا الله! (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) هذه قاعدة قرآنية عظيمة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123)) فتلاحظون هنا أنه اكتفى بقوله (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) فأشار أيضاً في ضمنها على أنه (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) في الآية التي بعدها (وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)) إشارة إلى أن الإيمان والدين ليس مجرد دعاوى جوفاء. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أنا مسلم بالبطاقة أو بالهوية. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا حال كثير من الناس اليوم، تجد أنه مسلم بمجرد الادّعاء أو حتى نصراني بمجرد الادّعاء أو يهودي بمجرد الادّعاء حتى في الأديان الأخرى تجد هناك أناس ينتسبون إلى هذه الأديان وهم يخالفون تعاليمها الموجودة ليس لهم من النصرانية إلا اسمها وليس لهم من الإسلام إلا اسمه. فالله سبحانه وتعالى يقول إن العبرة بالعمل ولذلك الخلاف كثير بين العلماء هل العمل شرطّ في الإيمان؟ لكن الأدلة في القرآن الكريم واضحة أنها دائماً تقرن العمل الصالح بالإيمان (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)، (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ) فإشارة إلى أنه لا يمكن أنه يقبل الإيمان إلا إذا تبعه العمل واقترن به عمل. رجل يدعي الإيمان وهو لا يُصلّي، رجل يدعي الإيمان وهو لا يزكي ولا يصوم، أين الإيمان؟ وين الإيمان هذا أين نراه؟ أين أرى أثره؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك أهل السنة أجمعوا على أن الإيمان قول وعمل، قولٌ باللسان وعمل [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] بالأركان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قول باللسان وعمل [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بالأركان واعتقاد بالجنان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إيه قول القلب وعمله وقول اللسان وعمل الجوارح أو التعريف الذي ذكرتم: اعتقاد بالجنان وقول باللسان وعمل بالأركان أي بالجوارح. وهذا محل إجماع من أهل العلم أنه لا إيمان لمن لا عمل له. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا صحيح. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما يمكن إنسان يدّعي أنه مؤمن وهو لم يقدم شيئاً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بل حتى في غير الدين نفسه يعني مثلاً إذا كان أنت مدير إدارة مثلاً ولديك موظف لطيف في الكلام ولكنه لا يعمل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا يفيدني هذا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني كل ما دخلت حيّاك لكنه لا يعمل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أو افتخر أنه ينتسب إليك أو لمؤسستك. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أنت نفسه لن تقبل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم صحيح. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لأن هذه دعوى، أين العمل؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، وفي السنة جاء الحديث الذي في الصحيحين قال: «ويأمركم أن تؤمنوا بالله وحده أو تؤمنوا بالله، قالوا وما الإيمان؟ قال: فذكر أركان الإسلام تقيموا الصلاة، وتؤتوا الزكاة، وتصوموا شهر رمضان، وتؤتوا الخُمس من المغنم» ففسّر الإيمان بالأعمال مما يدل على أن من حقيقة الإيمان وماهيته [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] العمل الذي يقترن به. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وأنت أشرت أبا عبد الله إلى هذه المشكلة في هذه الأزمان وهي فكرة الإرجاء "الإرجاء العملي" قد لا يكون فكرياً ولكنه واقعي بمعنى أن الناس عندهم استعداد أن يقولوا نحن مسلمين ويفخرون بأنهم من المسلمين ولكنهم لا يعملون شيئاً. صلِّي، يقول لك والله الحمد لله ربنا غفور رحيم، صُم، ربنا غفور رحيم وينسون أن الله شديد العقاب وأن الدين له حقيقة لا بد لهذه الحقيقة من أن تكون في الواقع. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] صحبتُ في أحد الأسفار لقيت رجلاً مسلماً وكنا نذهب ونجيء فإذا به من أحسن الناس أخلاقاً وإذا به لا يصلّي كل ما جاء وقت الصلاة انصرف فجلست معه في جلسة من الجلسات وقلت له يا أخي الكريم لماذا لا تصلّي معنا؟ فقال والله أنا ما أعرف، أحتاج أني اقرأ عن عدد الركعات ما أعرف كم تصلون؟ كيف الصلاة؟ ماذا أقول في الصلاة؟ يعني أنا منذ ستة عشرة سنة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما ركعت لله ركعة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فقلت لماذا لا تصلّي؟ هل ترى أنها سنة أو أنها ليست واجبة؟ فقال أنا مسلم فقلت أنت مسلم وعلى عيني ورأسي وما شاء الله عليك خلوق وفاضل وملتزم بالقوانين وإلى آخره لكن أين الصلاة؟! فتبين لي أنه لا يعلم أن الصلاة ركن [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في الدين. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لا بد منه، فقلت له الآن الحج ركن من أركان الإسلام لكنه مرة في العمر فلا يظهر بشكل يومي وبشكل مستمر، الصيام نفس الشيء في السنة تصوم شهراً واحداً وتصوم والناس يصومون فلا يكون عليك مشقة، لكن الصلاة هذه هي المحك لأنه تمر لا بد يومياً خمس مرات. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تعلن فيها إسلامك. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كل يوم خمس مرات هذه ليس فيها مجال للتهاون، ولذلك هي أول سؤال أول ما يسأل عنه المرء من دينه أو من عمله الصلاة فإن صلحت. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نُظِر في سائر عمله. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم وإلا فقد هلك. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم رُدّت ورُدّ سائر عمله. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فتبين لي من خلال الحوار أنه كان غائب تماماً عن هذه الفكرة فكرة أنه لا بد من العمل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه بالفعل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فقلت له يا أخي الكريم أنت نفسك لو كان أنا الآن أنا وإياك نعمل مع بعض الآن نذهب ونجيء وعندنا ارتباط وعندنا عمل افرض إني أنا أضحك معك لكنني لا أحضر في المواعيد ولا أتقيد بهذا العمل قال: مباشرة سأتركك لأن هذه دعوى ليس لها أي قيمة. فقلت هذا نفس الفكرة، الله سبحانه وتعالى افترض علينا فرائض يلزم من الإيمان به سبحانه وتعالى تنفيذها والعمل بها. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لتكون صادقاً في دعواك الإيمان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فالمهم وجدته قد أقبل وإذا به يسألني عن التفاصيل ويسألني وأعطيته ومن فضل الله علينا اليوم إن عندك في الانترنت عندك في الكمبيوتر الصلاة المصورة تشرح له الصلاة وأركانها والفرق بين صلاة الجمعة وصلاة الاستسقاء وصلاة الظهر فوجدته أنه مقبل فالفكرة أنه هنا أناس في مجتمعاتنا الإسلامية غائب تماماً عن فكرة أنه لا بد أن يعمل صالحاً لا بد أن يلتزم بصلاة الجماعة لا بد أن يلتزم بشعائر الإسلام وإلا تبقى دعوى الإيمان والشهادة بأن الله سبحانه وتعالى لا إله إلا هو دعوى ليس لها رصيد في الواقع. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أنت ستذهب إلى تلك الآية. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم في نفس الآية ما ذهبت. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ذهبت للآية الأخرى نحن في الآية الأولى لا زلنا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طيب ماشي. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] طيب هذه القضية يا أبا عبد الله وهي قضية الإرجاء وهي تأخير العمل عن مسمى الإيمان في أول الإسلام يعني في أواخر عهد الصحابة ظهرت وبرزت وكان من أسباب ظهورها فرقة الخوارج الذين غلوا حتى كفروا الناس بالذنب فمن أذنب ذنباً قالوا خارج من الملة وهو من أهل النار وحلّ ماله ودمه، هذه الفكرة وهذه الطائفة والفرقة التي خرجت من المسلمين وآذتهم أذى شديداً كانت سبباً لوجود فرقة أخرى. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ([/FONT][FONT=&quot]كلمة غير واضحة[/FONT][FONT=&quot]). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم يعني ردت فعل تماماً قالوا أبداً من حين ما تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فأنت مؤمن كامل الإيمان وإن لم تعمل أي عمل ويصدق عليك اسم المسلم وتكون من المسلمين ويحرم دمك ومالك ولا يجوز لأحد أن يعترضك أو يتعرض لك. سبحان الله، في العصور الأخيرة انقلبت الآية الفكر الإرجائي كان شائعاً في المسلمين كما ذكرت في قصة هذا الرجل الذي هو نموذج لعدد هائل جداً من المسلمين يرى أنه بمجرد انتسابه لأبوين مسلمين أنه استحق اسم بذلك الإسلام وإن لم يقدم أو يعمل شيئاً في هذا الدين وخصوصاً في أركانه وأسسه العظيمة. فهذا الفكر هو الذي ولُد فِكْر الخوارج يعني الفرق الغالية في الأمة الإسلامية في العصور الأخيرة كان من أعظم أسباب ظهورها هو الإرجاء الموجود في الأمة فجاءت هذه الفرق مرة أخرى لترد على هذا الإرجاء بغلو يجعل الدين والعياذ بالله يعني سيف مسلط على رقاب الناس من حين ما تخالف أو تغير أو حتى تخالف اجتهادات تكون بذلك كافراً حلال الدم. وهذه الفكرة أشار إليها الحقيقة بإسهاب وبتأصيل بديع الدكتور سفر الحوالي شفاه الله في كتابه "ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي" وهو كتاب قيم في بابه وهي رسالته للدكتوراه وأفاض في الحديث عن هذه القضية إفاضة بالغة وصل فيها إلى نتائج رائعة جداً فأنا أوصي الحقيقة بقراءته وهو الحمد لله الآن موجود ومتداول. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) لم يذكر الله سبحانه وتعالى قال (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ) ولم يذكر مَنْ المجازي طبعاً على عادة القرآن في التنويع وإلا المجازي هو الله سبحانه وتعالى وكذلك لم يذكر وقت الجزاء متى يكون؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في الدنيا أو في الآخرة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم، وكما جاءت الأخبار قد يكون الجزاء في الدنيا بالمصائب أو يكون الجزاء في البرزخ في القبر أو يكون الجزاء يوم القيامة، فهذه مراحل التمحيص الذي تحصل للمؤمن لأنه قال (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ). فإذاً هذه القاعدة أي سوء تعمله فالأصل أن يُجزى إلا أن تقع من الله سبحانه وتعالى مغفرة لهذا الذنب. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فصارت مقيَّدة أيضاً بآيات المشيئة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذه الآية بالمناسبة لما نزلت استوحش أبو بكر أو خاف فقال يا رسول الله أو كلما عمل أحدنا عملاً جوزي به؟ يعني كل ذنب أذنبته وكل سيئة عملتها سأجازى عليها؟ فالنبي صلى الله عليه وسلم وسّع مفهوم الجزاء لأن أبي بكر ظن أنه جزاء في الآخرة إذاً معنى ذلك كم مرة يقع مني من الغيبة، من النميمة، من الحسد، من إلى آخره، مما لا يسلم منه إنسان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم مبيناً قال أليس تصيبك اللأْوَاءُ؟ ألست تحزن؟ هذا من الجزاء وهذا كثيراً ما يستغرب المؤمن يقول من أين هذه المصائب؟ هذ الكوارث التي تصيبني، المال الذي يؤخذ مني، الأبناء الذين يموتون لي، الأمراض التي تعترني، يقال هذه ذنوب وهذا يؤكده قول الله عز وجل (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30)) يعني لو آخذنا على كل شيء. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه القضية بالمناسبة يا إخواني شكك بعض المعاصرين فيها وهي عندما مثلاً تقع كارثة من الكوارث في صقع من الأصقاع فيقال هذه بذنوب العباد، ما دخل هذا بالذنوب؟! ذنوب العباد ما دخلها في هذه الكوارث؟! الكوارث تقع على كل أحد على المسلم والكافر والبر والفاجر ولا دخل للذنوب بهذه القضية فما جوابك أبا عبد الله؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جوابي أن هذا يخالف نصوص الوحي وهذا يقع كثيراً في زماننا هذا الاغترار بالعلم ونسيان هذه السنن الإلهية. يعني تلاحظ كم تقع من الكوارث في المشرق والمغرب طبعاً أنت لا تلوم هؤلاء النصارى أو اليهود أو الكفار أو البوذيين عندما يحللون هذه الكوارث تحليلاً مادياً بحتاً بأنها طبقة من طبقات الارض قد انزلقت إلى آخره هذه حقيقة هي فعلاً السبب المباشر لكن نحن المسلمون في القرآن الكريم وفي السنة النبوية لدينا أشياء يقينية نؤمن بها ونعتقدها وهي الحق بإذن الله تعالى أن الله سبحانه وتعالى يشير إلى أن ما أصابنا من مصيبة فهي بما كسبت أيدينا من الذنوب وأن الله يعفو عن الكثير. فهذه البراكين هذه الزلازل كلها مما يصيب البشر بسبب ذنوبهم، هذه واضحة وأنا استغرب ممن يعارض ذلك من المسلمين. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هو العجيب أيضاً حتى أنك تسمع من غير المسلمين من يشير إلى هذا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] النصارى. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لا اليابانيين هذا المعنى. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني يقولون بسبب الذنوب. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم بسبب أخطاء العباد. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] عجيب وهذا يستشعرونه العجيب أن هذا المذهب الرديء الذي وقع فيه بعض الصحفيين. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هي واضحة من باب العناد ليس لها. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والله ما أدري هي عناد وإلا بالفعل قد استقرت في قلوبهم لأن عندهم شبهات في هذا الباب يهمسوا بها على أنفسهم وعلى الناس. يعني لاحظ هذا المعنى أشار إليه القرآن في سورة الأعراف في قول الله عز وجل (وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَخَذْنَا أَهْلَهَا بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَضَّرَّعُونَ (94)) ثم قال (ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نسوا الموضوع. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نسوا الموضوع (حَتَّى عَفَوْا وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ) يعني أن هذه الأشياء التي تحدث طبيعة من طبائع الكون وشيء عادي يمرّ بنا ويمر بغيرنا وبآبائنا وبالناس أجمعين. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وقد وقع قبل مئة وخمسين سنة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لفلان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] خاصة في البراكين يقولون قد ثار قبل مئة وخمسين سنة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إذاً فليس مستغرباً أن يثور اليوم أو غداً أو غير ذلك ولا صلة له بذنب ولا معصية ولا غيرها! فيقال سبحان الله ربنا عز وجل الذي خلق هذا الخلق وأنزل هذا الكتاب يثبت بأن هذه بسبب ذنوبكم وهذا يستقر في نفوس المؤمنين أزماناً طويلة ويعرفونه ويؤمنون به وآيات القرآن تصرِّح وأنت تنكِر؟! [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بل أقل من ذلك وهو عندما يقع الآن الكسوف والخسوف، والكسوف والخسوف آيتان من آيات الله سبحانه وتعالى اليوم هانت في نفوس كثير من الناس لأنها أصبحت محطات الأرصاد تخبر الناس من قبل الخسوف بفترة طويلة ويقولون سيقع خسوف جزئي يوم كذا وكذا من الساعة كذا إلى كذا فأصبح يأتي الخسوف ويذهب والناس لا يرون فيه أي آية والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقع نفس الشيء فيضطرب عليه الصلاة والسلام ويُرى على وجهه أثر الخوف والقلق ويذهب عليه الصلاة والسلام فيصلّي ويصلّي بالناس حتى تنجلي. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ويطيل في الصلاة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ويطيل في الصلاة. بل الأهون من ذلك الرياح إذا هبت كان النبي صلى الله عليه وسلم يتغير وجهه ويُرى ذلك في وجهه فيقال له فيقول: وما يدرني أنها ليست كرياح عاد (فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (24) تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا) واليوم أنتم تلاحظون هذا الناس في غمرة الحياة وفي لهوهم لا يبالون بكسوف ولا خسوف. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولا ريح. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولا ريح ولا غبار مع كثرة هذه التغيرات المناخية في زماننا هذا وإذا ذُكِّر الناس بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى وبأنها من آثار ذنوب العباد وبما كسبت أيديهم وجدت من يقول منا هذا من التشدد وهذا ليس من الرحمة وهذا ليس من التيسير وأنتم تبالغون في نسبة كل شيء إلى الذنوب وإلى آخره. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هناك إشكال يا أبا عبد الله في الموضوع أريد أن نجليه لإخواننا الآن أنتم تقولون الأمطار إذا تأخرت فهذا بذنوب العباد وهناك دول كافرة الأمطار ما تتوقف عليها وهي مخضرة وفيها من النضرة والنعيم شيء لا يوصف وأنتم في بلاد المسلمين أكثر بلادكم جافة يابسة يعني لماذا أنتم كذا وهم مخالفين لكم؟ فما هو الجواب على هذا؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً لا شك أن هذا من الأسرار التي تخفى على كثير حتى من المسلمين وكما قلنا قبل ودائماً نرجع إليها أنها قاعدة البلاء في الدنيا لأن من لا يفهم قاعدة البلاء في الدنيا يظنّ هذا الظنّ لأنه يقيس بمقاييس مادية الله سبحانه وتعالى وزّع الأخلاق والأرزاق وحتى وزّع الدين فأنت إذا نظرت إلى مثل هذا الأمر فأنت تعرف يقيناً أن هناك سر، فما هو السر؟ بدل ما أنت تضرب الأمر بعضه ببعض اِبحث عن السر وإلا قضية ابتلاء المؤمنين بما هم فيه والفتح على الكفار بما هم فيه ليس هو من علامات المحبة أصلاً لأن الله سبحانه وتعالى ذكر في قوله (فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (أَكْرَمَنِ (15)). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ (16)). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (أَهَانَنِ (16)). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] فهو جعل المقياس مقياساً مادياً بحتاً والآن عندنا في هذا والرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أن الله سبحانه وتعالى قد فتح للكفار أمور الدنيا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وعُجِّلَت لهم طيباتها. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وعُجِّلَت لهم طيباتها في الحياة الدنيا فليست المسألة مسألة قحط على الديار الإسلامية ورخاء هناك، المسألة كيف تتعامل مع هذا الابتلاءات سواء كانت ابتلاءات بالنعم أو بالمحن؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كنت في المسجد النبوي قبل أيام فكنت أجلس في المسجد من بعد المغرب أتأمل وأقرأ فجاءني رجل في الخمسينات تقريباً يظهر عليه أنه أوروبي فقال لي ممكن آخذ من وقتك لو سمحت؟ قلت تفضل، فقال أنا أخوك محمد من فرنسا وهذه أول مرة آتي فيها إلى المسجد النبوي فهل ممكن أني أسألك لأنني [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أستوضح [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم فقلت تفضل فقال هل أنت من أهل المدينة؟ قلت لا أنا لست من أهل المدينة فقال أنت من أي منطقة؟ فقلت أنا من منطقة ليست بعيدة ربما ثمان مئة كيلو أو كذا في جنوب المملكة العربية السعودية، فقال لي أنا عشت في أوروبا وزرت كثيراً من الدول في أوروبا وفي الولايات المتحدة ولم أشعر بشعور من السعادة مثل ما أشعر به هنا الآن. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في هذا المكان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم لأنه دار الحديث حول الجو قلت الله يعينكم على الحرّ الجو هنا ويمكن أنكم لم تتأقلموا معه وقال بالعكس أنا أشعر بسعادة ومعي زوجتي ومعي أبنائي وذكر لي معه رفقة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] عجيب! [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] إي والله هذا الشعور الذي نشعر به يقول أنا أتمنى وكان معه جهاز هذا الآيفون فيتواصل مع أظن أقارب له هناك يقول يعني هم لا يصدقون ما أقوله، قلت أنا أشعر بسعادة هنا في مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ولا أريد أن أخرج من المسجد ولا أدري سر هذه السعادة إلا الإيمان بالله سبحانه وتعالى؟ فقلت هو هذا الذي يجذب الناس إلى مكة والمدينة ليس الجو لأنه لو كانت أجواء مكة والمدينة مثل أجواء مارسيليا وباريس لربما جاء الناس للسياحة، لكن بالرغم من هذا الحر وبالرغم من هذا الجو الصعب لكن الناس يأتون لأن الأسباب التي تجذبهم ليست هي هذه الأسباب وإنما هي أسباب روحية وأسباب جعلها الله سبحانه وتعالى في هذه البقاع المقدسة وجعلها للمؤمنين خاصة. فالمهم ذكر لي أشياء الحقيقة زادتني قناعة بأن الإيمان بالله سبحانه وتعالى والعمل الصالح هو السعادة الحقيقة والبحث عن السعادة في غير هذه الأعمال وفي غير هذه المناطق، فقلت في نفسي ما رأيك يا أخ محمد أن هناك من أهل المدينة ومن أهل المناطق المحيطة السعودية بصفة عامة من لا يأتي إلى هذه المناطق ويزهد فيها؟ ويذهب في كل إجازة يصيّف في مارسيليا ويصيف في نيس عندكم هناك في فرنسا، فقال هؤلاء ما يشعرون بهذا الشعور؟ فقلت هذا اختصاص من الله سبحانه وتعالى لمن هداه من عباده. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] اصطفاء. الحاصل من كلامكما أن هذا الذي يكون في بلادنا أو يكون للمسلمين هو بلاء من الله عز وجل يمحَّص به إيمانهم ويتقربون إلى ربهم عز وجل بأعمال. ثم أيضاً يكفَّر عنهم من ذنوبهم في دنياهم أما أولئك فهم يعملون أعمال طيبة فيجازون عليها في الدنيا ولذلك يوسع لهم في الرزق وبعدين لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء يعني ليست الدنيا ميزان لجزاء الله عز وجل. فيقال كيف هؤلاء وسِّع عليهم وأعطوا وأنتم حرمتم؟ نحن ما حرمنا وهم ما أعطوا لأن الدنيا كلها أصلاً ليست ميداناً للحرمان أو العطاء هي أقل من أن تكون شيئاً يعطى أو يحرم هي أقل يعني الفكرة هنا أن تنتبه لهذا. وهذا مهم يعني فلان أعطي مئة مليار والثاني ما أعطي ولا ريال وبقي هذا فقيراً مدقعاً حتى مات وبقي ذاك غنياً ثرياً حتى مات هذا الفرق الذي بينهما لا يساوي شيئاً عند الله سبحانه وتعالى ولذلك صفوة الله من خلقه وهم الأنبياء عاشوا عيشة البلاء ورأسهم محمد صلى الله عليه وسلم عاش فقيراً وعاش يعني [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] مات ودرعه مرهونة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] مات ودرعه مرهونة وقال عليه الصلاة والسلام بلفظه ونصه «أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ويبتلى الرجل على قدر دينه» فيعني يراد من ذلك أن يمحص الإنسان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قوله مالي وللدنيا؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولأن الناس تستغرب من هذا الابتلاء. جاءت آيات في القرآن الكريم تستغرب من هذا الاستغراب (أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) العنكبوت) يعني المسألة لا يمكن تمر دون ابتلاء (وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)) وأيضاً قال في سورة البقرة (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (214)). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] حقيقة الدنيا في هذا الوقت الذي صار فيه ثورة علمية وصار فيه بنيان وعمران بدأت تضيع حقيقتها عند المسلم بسبب ما يراه من هذا الزخرف. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الزخرف. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الزخرف بالفعل وإذا رجعت إلى حال النبي صلى الله عليه وسلم وأين كان يسكن وما مقدار ما كان يسكن يعني مثل هذا المسلم الذي ذكرته [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هل كان يتخيل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسكن في هذه الحجرات التي لا تتعدى؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] سألني عن هذا فقلت له حجرات النبي صلى الله عليه وسلم كانت في هذا المكان وقبره هو في حجرة أصلاً القبر الذي فيه النبي صلى الله عليه وسلم هنا هو حجرة السيدة عائشة رضي الله عنه أم المؤمنين فيه قبره وقبر والدها أبي بكر وقبر عمر رضي الله عنهم وهي كانت تتمنى أنها تدفن في المكان الذي دفن فيه عمر لكنه لما أستأذن لها في دفن عمر وافقت وهي مدفونة في البقيع وأشرت له وخرجت معه إلى البقيع فبكى والله. وقلت له سعيد عامر الشعبي وعلماء التابعين لما هُدمت حجرات زوجات النبي صلى الله عليه وسلم بكوا وقالوا وددنا لو بقيت حتى إذا جاء القادم من خارج المدينة فقيل له هنا كانت حجرة زينب وهنا كانت حجرة عائشة يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعيش في حياة متواضعة جداً فيعرف كيف كان يعيش النبي صلى الله عليه وسلم ولكن الصحابة أو الذين اجتهدوا، اجتهدوا في إزالتها للتوسعة على المسلمين في المكان وإلا هناك مقصد شرعي من بقائها فالمهم كان لها حديث جميل وعجيب وتأثروا بها وقلت الناس الآن أنت الآن أتيت من فرنسا مثلاً أنت ما أتيت لكي ترى الفنادق المحيطة بالحرم وهذه التقنيات الجديدة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذه موجودة في كل مكان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه موجودة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] جئت لهذه المعاني الخاصة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه المعاني الخاصة هي التي تجتذب المؤمنين والمسلمين ولها أبعاد في دينه وفي زهده في الحياة وإلى آخره. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قوله (وَلَا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا (123)). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا يكثر، فرّق بين الولاية والنصرة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الولاية لجلب المنافع والولي هو القريب الموالي والنصير هو الذي يدفع عنك البلاء والضر فلا يجد ولياً ينفعه ولا نصيراً يدفع عنه العقوبة التي تنزل عليه من الله سبحانه وتعالى. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لاحظوا أيضاً في قوله في جزاء المؤمنين (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ) أولاً قال (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ) فيه إشارة إلى أن العمل الصالح أجناسه كثيرة جداً وأن الاتيان عليها كلها فيه مشقة فقال (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ) وهذا يؤكد معنى كنا ذكرناه كثيراً في بينات وهو أن من فتح الله له باباً من أبواب الخير فليلزمه فإنه قد يكون هو سبب أو سبب دخوله إلى الجنة. ولذلك قال هنا (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ) فإنك لن تستطيع أن تأتي بكل ما أمر الله به من الأعمال الصالحة فقد يُفتح لك في باب العلم، قد يفتح لك في باب الصدقة، قد يفتح لك في باب الجهاد، فالزم هذا الباب. ثم قال (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى). [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قبل أن تقول (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى) نحن أمس قلنا هذه الكلمة من فُتح له في باب أنا وجدتها كلمة لعائشة قالت: "من بورك له في شيء فليلزمه". [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] عجيب! [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم، هذا من كلام عائشة أنا تعجبت في الحقيقة بالأمس تحدثنا هذا الحديث لما كنا نسجل هذه الحلقات فكانت الحقيقة مثيرة قلت الحمد لله أننا وافقنا أم المؤمنين عائشة فالشيخ ابن عثيمين يعلِّق على هذا قال نعم من بورك له في عمل، من بورك له في شيء حتى في سيارة قال لا ينبغي له أن يغيّرها يلزمها هذه بورك لك فيها الزمها يعني اِبقَ معها حتى تذهب هذه البركة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً النقطة الثانية قضية التسوية (مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى) كيف أن الله سبحانه وتعالى في باب الجزاء وفي باب العمل والتكليف الرجل والمرأة[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] سواء. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] سواء في هذا والذين يدعون إلى المساواة الله سبحانه وتعالى ذكر هذا في القرآن الكريم فهو سبحانه وتعالى فرّق بين الذكر والأنثى في الخِلقة وفي التكاليف لأنه كلّف الرجل بأشياء تناسب خلقته وكلّف الأنثى بأشياء تناسب خلقتها وبهذا يحصل التكامل ولا يحصل التكامل إلا بهذا. لكنه في الجزاء الذكر والأنثى سواء الذي يعمل العمل الصالح من الذكر أو الأنثى فالله سبحانه وتعالى لا يفرّق في هذا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وقد تكون المرأة خيراً من الرجل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] خيراً آلاف المرات ولا أحد يجادل في ذلك. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] من يسوّي خديجة بآلاف المسلمين في هذا الزمان؟ ما أحد. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] قال (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) لاحظ كيف هذه الشروط؟ أولاً أن يكون العمل الصالح. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قبل كلمة (مُؤْمِنٌ) يا أبا عبد الله أنا ألاحظ أن قضية التنصيص على الأنثى في هذه السورة كثير والسبب أن هذه السورة أصلاً [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هي سورة النساء. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] سورة النساء وسورة الضعفاء وسورة الحقوق. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وسيأتينا بعد قليل أمر خاص بالنساء. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وسيأتينا بعد قليل أمر خاص بضعفاء النساء. اُنظر في أول السورة قال (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ) وقال (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ) يوم قال (وَلَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ) وهنا التنصيص على كان بالإمكان أن يقال والآية تعم "ومن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة". [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ويدخل فيها الجميع. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يدخل فيها الذكر والأنثى فلماذا نُصّ على الذكر والأنثى؟ ليبين أنهم في باب الجزاء كلاهما سواء وأن من صلى صلاة صحيحة تامة فجزاؤه عند الله واحد سواء كان رجلاً أو امرأة. قلت (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) يا أبا عبد الله كنت تريد التفصيل [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذا الشرط نعلّق عليه وهو اشتراط الإيمان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] شرط الإيمان هي مقابلة لقوله في بداية الحلقة (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) هو هنا ذكر العمل ثم ذكر الشرط أنه الإيمان وأنه لا يقبل عمل بلا إيمان ولهذا كثير من المسلمين يغفل عن هذا الجانب جانب الإخلاص وجانب التوجه بالعمل لله سبحانه وتعالى فقد ينفق أو يقدم شيئاً من البر فيسميه عملاً إنسانياً يعني عمل إنساني هذه كأنه ليس لله وإنما المفترض أن يقول هذا عمل من أجل الله ولهذا الحقيقة بعض المصطلحات وسبق أن نبهنا عليها في هذه الحلقات تغيير المصطلحات إلى مثل هذه المصطلحات المطاطة المصطلحات الغائمة الهلامية هذه. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أو التي ليس فيها أبعاد إيمانية. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أو التي ليس فيها أبعاد إيمانية هذا في الحقيقة أمر خطير. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] جداً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أمر خطير. هل الإسلام لا يدعو إلى هذه القضايا الإنسانية؟ الجواب لا، يدعو إليها فلماذا لا تسميها إسلامية؟ لماذا لا تربطها بدينك؟ لماذا لا تقول هذا أصلاً أنا يأمرني ديني به؟ [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا ابتغاء مرضاة الله. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا ابتغاء مرضاة الله. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تحتسب أجره عند الله. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] حتى لما يسمع السامع في الغرب أو في الشرق يعلم أن هذا من دينك وليس من أجل أنك رجل إنساني. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] تنصر الإنسان [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهم يحبون هذا ترى في الغرب يحبون من يعتز بدينه ويحترمونه لا أقول يحبونه أقصد يحترمونه. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يحترمونه. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يحترمونه لأن هم نقول لهم هذا هو ديننا لا نخفي شيئاً وديننا شامل دائماً نقول الإسلام شامل لكل شيء مع أنه يدعوك إلى الإيمان والصلاة، ويدعوك إلى الجهاد، يدعوك إلى الحج، يدعوك للبر، يدعوك للرفق بالضعيف، مع أنه يدعو للقتال إلا أنه يدعو إلى أنك لا تقتل المرأة ولا الضعيف ولا الطفل الصغير. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولا الشيخ الكبير. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولا الشيخ الكبير. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولا الراهب في صومعته. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولا الراهب في صومعته إلا إذا قاتل يعني المسألة مرتبة. المهم في هذا المعنى الذي ذكرته يا دكتور مساعد في قوله هنا (وَهُوَ مُؤْمِنٌ) الآن تجد هناك من المنفقين من النصارى ومن اليهود ينفقون في أعمال البر وفي أعمال الخير في رعاية المسنين، رعاية الأيتام، تطوير التعليم، إلى آخره، ينفقون المليارات لكنهم ليسوا بمؤمنين ولذلك لا يدخلون في هذا الجزاء لذلك النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لسفانة بنت حاتم الطائي «لو كان أبوك مؤمناً لترحّمنا عليه» وقال «أطلقوها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق» حاتم الطائي رجل فعلاً كان كريماً ورجلاً جواداً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يُضرب به المثل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يُضرب به المثل والنبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يدعو له لو كان مؤمناً لكن عدم إيمانه حال بين قبول هذه الصدقات وهذه. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وسألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن زيد بن نفيل الذي كان معروفاً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لا عبد الله بن جدعان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أو عبد الله بن جدعان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] زيد لا، كان عبد الله بن جدعان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] إي نعم وكان يطعم الطعام وصاحب جفان هائلة جداً يساق فيها السويق أو يعمل فيها السويق ويطعم بها الحاج تصور حتى الحاج وفي بيت الله الحرام[/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كان كريماً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] كان كريماً قيل هل هذا نافعه يا رسول الله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم جواباً هو بمعنى هذه الآية قال «إنه لم يقل يوماً ربي اغفر لي خطيئتي يوم الدين» يعني لم يؤمن بالآخرة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لم يعمل لله. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولم يؤمن بالآخرة وهذه هي القضية ولذلك نحن نقول الآن يجب أن نشيع في الناس أنه لا قبول لعمل عند الله عز وجل إلا بهذا الشرط الأعظم شرط الإيمان وبعض من يقول لنا طيب نحن خير أو هؤلاء خير الذين ما شاء الله تقول أنفقوا مليارات في التعليم وفي إنقاذ الفقراء وغيرهم نقول الإيمان شرط لا يعلى عليه حتى لو كان هذه المؤمن بخيلاً هو خير من ذلك الكافر المنفِق لأنه قد بخل بالإيمان وهذا قد جاد بالإيمان. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] بس الوقت ضاق علينا لكن نعلّق على آخر الآية. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تفضل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لكن أكمل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] قلت ولا يعني ذلك أن هؤلاء الذين ينفقون من الكفار أو غيرهم أنهم لا يجازون على إحسانهم. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] بل يجازون لكن في الدنيا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم إن الله يعجل لهم جزاءهم في الحياة الدنيا. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في قوله (فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) هذا الجزاء يعني من يعمل من الصالحات وهو مؤمن يدخل الجنة قال (وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)) نلاحظ صيغة (وَلَا يُظْلَمُونَ) جاءت في أكثر من موطن في هذه السورة. والنقير كما سبق، سبق أن ذكرنا هذا موضوع لما تكلمنا [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في السورة نفسها. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] فتيلاً في نفس السورة، أن النقير هو النقرة السوداء التي تكون في ظهر النواة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صغيرة جداً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] جداً تكاد أحياناً تختفي. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني لا يظلمون شيئاً. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لا يظلمون أدنى شيء فذكرنا أن في النواة ثلاث قضايا ذكرت في هذه السورة. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] الفتيل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الفتيل. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والنقير. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] والنقير. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والقطمير. [/FONT]
[FONT=&quot]الشيخ مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الفتيل والنقير والقطمير ولعلنا إن شاء الله في اللقاء القادم نكمل ما تبقى من الآيات، أسأل الله سبحانه وتعالى أيها الإخوة المشاهدون أن ينفعنا بما نقول ونسمع وأن يبارك لنا في هذا الكتاب العظيم وأن يجعلنا ممن يخدمه ليل نهار وأن يغفر لنا جميعاً. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك. [/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة 27 – تأملات في سورة النساء – الآيات (125 – 127)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]http: //www.youtube.com/watch?v=9lTFptCs_oU&list=PL714BA71E02C652FC[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً {125} وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً {126} وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ وَأَن تَقُومُواْ لِلْيَتَامَى بِالْقِسْطِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِهِ عَلِيماً {127} )[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار[/FONT][FONT=&quot]:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. إخوتي المشاهدون نرجع إليكم مرة أخرى مع هذا البرنامج، برنامج (بيّنات) الذي نتفيأ فيه ظلال القرآن ونأخذ شيئًا من آيات كتاب الله سبحانه وتعالى ننظر ما فيها من المعاني والعبر مع أخويّ الكريمين الدكتور عبد الرحمن الشهري والدكتور محمد الخضيري وأسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لنا ولكم فيما نقول ونسمع وأن يجعل هذا القرآن ربيع قلوبنا. ونكمل ما كنا قد ختمنا به في اللقاء السابق في ختم الآية الكريمة في قوله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]ولاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً[/FONT][FONT=&quot] }[FONT=&quot][1][/FONT][FONT=&quot][2][/FONT][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]فإذا كان عند الإخوة تعليق على هذا.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في قوله سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]َولاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً[/FONT][FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هنا[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يمكن أن نذكر للإخوة المشاهدين فكرة أو فائدة تتعلق بتشبيهات القرآن الكريم واستخدامات ألفاظه وهو أن القرآن الكريم يستخدم تشبيهات ويستخدم عبارات ويستخدم صوراً تفهمها العرب التي كانت تُخاطَب بهذا الوحي فعندما يقول الله تعالى ([/FONT][FONT=&quot]َولاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً[/FONT][FONT=&quot])، ([/FONT][FONT=&quot]مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ[/FONT][FONT=&quot])[FONT=&quot][3][/FONT]، ([/FONT][FONT=&quot]وَلاَ يُظْلَمُونَ فَتِيلاً[/FONT][FONT=&quot]) [FONT=&quot][4][/FONT] وذكرتم في اللقاء الماضي أن القطمير والنقير والفتيل كلها أشياء توجد في نواة التمرة والعرب كانوا أهل تمر في المدينة والجزيرة العربية يعرفون التمر ويعرفون تفاصيل التمر، قشرة التمر والنواة وما أسماء النواة وهذا من دقة اللغة. فالله عز وجل ذكر القطمير وذكر النقير كما في هذه الآية ([/FONT][FONT=&quot]َولاَ يُظْلَمُونَ نَقِيراً[/FONT][FONT=&quot]) والنقير قلنا هي الفتحة الصغيرة التي في ظهر النواة (النُقرة ) فهذا فيه إشارة وفيها فائدة إلى أنه ينبغي على المسلم الذي يريد أن يفهم القرآن فهمًا صحيحًا أن يتعرف على أحوال العرب الذين نزل فيهم القرآن كيف كانوا يعيشون؟ ما هي قيمة التمر في حياة العربي؟ قيمة الجمل والإبل لذلك حتى في الغرب عندما يقولون [/FONT][FONT=&quot](camel)[/FONT][FONT=&quot] ارتبط عندهم العربي بالجمل وبالصحراء وهذا صحيح القرآن الكريم عندما قال الله تعالى {[/FONT][FONT=&quot]أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ[/FONT][FONT=&quot]}[FONT=&quot][5][/FONT] اليوم عندما تقول لأحدهم انظر إلى الإبل ماذا سيرى في الإبل؟ الإبل اليوم لم تعد لها عندنا قيمة في حياتنا اليومية ربما تعيش أنت ربما بعضنا لا يعرف تفاصيل الإبل ولا يعرف حتى يمكن أسماء أعضاء الجمل، وكيف يعيش الجمل كيف ينام كيف يُذبح كيف يُنحر، ما يعلم، لكن وقت نزول الوحي كان الجمل تدور عليه الحياة الاقتصادية للعربي كاملاً فهو يركبه في السفر ويرتحل عليه ويدفعه دية للقتيل ويدفعه مهرًا في الزواج ويشرب من لبنه ويأكل من لحمه وجلده يستفيد منه في بيته كما يقول الدكتور أنور أبو عليّان وهو أبو سويلم له كتاب (الإبل في الشعر الجاهلي) في مجلدين فيقول: فعندما تتأمل كلام العرب عن الجاهلية تجد أنه قد استغرق أكثر من نصف شِعرهم!! فهم يصفونه في الرحلة ويصفونه في الظعن ويصفونه إذا قام ويصفونه إذا قُتل ويصفونه إذا هرب ويصفونه.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إذا أقبلت سارحة وإذا أدبرت بارحة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، فالله سبحانه وتعالى حينما قال {[/FONT][FONT=&quot]أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ[/FONT][FONT=&quot] }أحالهم إلى شيء يعرفونه كما يعرف أحدهم إلى راحة يده فوجدوا أنه قد نبههم إلى عظيم لأن فعلًا يدور عليه الحياة الاقتصادية للعربي كاملة واليوم نحن في غفلة عنه، وأنا انطلقت من قول (نقير) أنه ينبغي على من يريد أن يفهم االقرآن الكريم فهمًا صحيحًا أن يعرف أحوال العرب الذين نزل فيهم القرآن كيف كانوا يتبايعون كيف كانوا يعيشون ما هي الأشياء التي يشبّهون بها ويعرفونها ويتعاملون بها فإذا قرأ الإنسان القرآن الكريم فهم أشياء ما كان ليفهمها لولا معرفته بأحوال العرب الذين نزل فيهم القرآن.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أريد أن أكمل على ما تذكر هو سؤال أيضًا يرد: هل معرفة أحوال العرب وعادات العرب وأخبار العرب أمر صعب أم أمر ميسور؟ طبعًا الجواب: ميسور، القراءة فيه فليست أمرًا صعبًا، من الأشياء التي ذكرتها وأنت تتكلم في الندوة التي أقيمت في جامعة الإمام سعود عن الشعر والبلاغة كان في كلام عن بعض الذين يريدون إدخال بعض الأمور المستحدثة في البلاغة خصوصًا المناهج النقدية الغربية أنا تعجبت واحد منهم يقول أن الطالب الآن لما تقول فلان كثير الرماد يقول الطلاب يقولون لك هذا بيته متسخ! بالله عليك ألا يستطيع أن يفهم إذا فُهّم ماذا يعني ويستطيع أن يفهم ماذا؟ وتلك الرموز والمصطلحات الغربية بسهولة؟ يعني تلك سهلة وهذه صعبة ؟! أنا أستغرب من هذه الطريقة والتفكير والتسطيح.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني هو يشكك يقول أن هذه صورة لا يمكن ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم يشكك في قدرات الطلاب هنا ولا يشكك في قدراتهم هناك، نحن درسنا هذه ولا يأتنا شيء[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بالعكس هي والله من أجمل الصور.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وشّرحت لنا وفهمناها ما كانت تحتاج إلى هذا الشيء عندما أقول لك فلان لا ينبُح كلبه يعني أنه قليل الضيوف مثلًا [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]العكس كثير الضيوف [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كثير الضيوف معذرة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه ذكرها حسّان[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يقولون هذه ما يفهمها الطلاب، الذي لايفهم يُعلّم وليس الذي لا يفهم يذهب به من مناهجنا إلى مناهج أخرى جديدة ليفهم تلك المناهج [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]اللغة العربية لغة فيها ذكاء وفيها إشارة (لَمْح) كما يقول البحتري لما أكثروا عليهم من الفلسفة في الشعر والمنطق فقال: [/FONT]
[FONT=&quot]كلفتمونا حدود منطقكم ***[/FONT]
[FONT=&quot]والشعر يغني عن صدقه كذبه[/FONT]
[FONT=&quot]والشعر لمح تكفي إشارته ***[/FONT]
[FONT=&quot]وليس بالقول طوّلت خطبه[/FONT]
[FONT=&quot]فلم يكن ذو القروح ـ وهو امرؤ القيس ـ [/FONT]
[FONT=&quot]فلم يكن ذو القروح يحفل ***[/FONT]
[FONT=&quot]بالمنطق ما نوعه وما سببه[/FONT]
[FONT=&quot]العربي حينما تقول له فلان كثير الرماد فإنه يفهمها ولاحظ في حديث أم زرع عندما قالت ([/FONT][FONT=&quot]زَوْجِى رَفِيعُ الْعِمَادِ طَوِيلُ النِّجَادِ عَظِيمُ الرَّمَادِ قَرِيبُ الْبَيْتِ مِنَ النَّادِ [/FONT][FONT=&quot])[FONT=&quot][6][/FONT][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ليس ببعيد [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، ما معناها؟ كثير الرماد يعني كثير الضيافة والرجل كثير الضيافة رجل كريم لأنه يكثر أن يوقد على النار ويوقد على اللحم وويوقد على مايكرم به ضيوفه فيكثر الرماد من أجل ذلك، هذه كناية جميلة جدًا وقريب البيت من الناد هذه يفخرون بها العرب ويقول أنا بيتي قريب من مكان تجمع الناس فالضيف مباشرة يدخل إليّ ولست بعيدًا عن أماكن الضيوف [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، فيتكلّف المجيء.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولذلك يقول طرفة في المعلقة يقول: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]ولست بحلّال التلاع مخافة ً[/FONT]
[FONT=&quot]يقول أنا لست من الناس التي تسكن عند رأس الجبال بعيد عن الضيوف وإنما أنا ساكن على الطريق[/FONT]
[FONT=&quot]يقول: [/FONT]
[FONT=&quot]ولست بحلّال التلاع مخافة ً*** ولكن متى يسترفد القوم أرفد[/FONT]
[FONT=&quot]فكلامك يا دكتور مساعد عن بعض الذين يتحدثون عن المناهج الغربية في نقد النصوص والمناهج العربية، يا أخي العزيز المناهج التي يُفهم بها الكلام لا بد أن تنبثق من داخل الكلام نفسه فنحن الآن أتينا بمناهج غربية نريد أن نفهم بها كلام الله وكلام العرب! ما يمكن أنت تشتغل في حقل غير حقله![/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في قوله عز وجل ـ [/FONT][FONT=&quot](وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً{125}) [/FONT][FONT=&quot]الحقيقة هذه الآية كأنها خلاصة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لما تقدم ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً[/FONT][FONT=&quot]) أي لا أحد أحسن، وجاء هذا النفي على صورة الاستفهام يقولون لإشرابه بالتحدي ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ أَحْسَنُ[/FONT][FONT=&quot]) لا أحد مهما بحثت لن تجد، ([/FONT][FONT=&quot]دِيناً[/FONT][FONT=&quot]) ) أي عملًا وتدينًا لله عز وجلـ لأن الدِّين يأتي بمعنى الجزاء وبمعنى العمل ([/FONT][FONT=&quot]وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله[/FONT][FONT=&quot]) أخلص لله عز وجل لا يريد إلا وجهه [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الاستسلام والانقياد التام [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، لاحظ كأنك جعلت في رقبتك قيدًا أو حبلًا لتنقاد به لأوامر الله مالك إلا قائد واحد ولا تنقاد إلا إلى جهة واحدة وهي جهة الرب سبحانه وتعالى. قال ([/FONT][FONT=&quot]وَهُوَ مُحْسِنٌ[/FONT][FONT=&quot]) هذه كأنها إشارة إلى الاتباع والعمل الذي أسلفناه من قبل [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لما قال (وهو مؤمن) قال هنا (وهو محسن)[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قبلها قال ({[/FONT][FONT=&quot]وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ [/FONT][FONT=&quot]}[FONT=&quot][7][/FONT] وهنا قال ([/FONT][FONT=&quot]وَهُوَ مُحْسِنٌ[/FONT][FONT=&quot]) لبيان العمل وهو أنه يأتي بالعمل على وفق السنة على وفق الشريعة لا يكتفي بالإخلاص في كونه يؤدي أي عمل يريده يعني لو واحد قال: أنا أريد أضحي مثلًا ما أغلى شيء؟ قالوا الخيل، الفرس الواحدة بمائة ألف قال أريد أن أضحي بمائة ألف ما عندي مشكلة إذا كانت الشاة بألف أنا أضحي بمائة ألف، نقول: لا يقبل، ما أحسنت لأنك ما اتبعت الشريعة فالعبرة باتباع الشرائع وليس بكون الإنسان يخترع لنفسه أعمالًا [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لأنه لا يجزىء في الأضحية [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري[/FONT][FONT=&quot] إلا بهيمة الأنعام والخيل ليست من بهيمة الانعام [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مع أنه دفع أكثر ![/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ليست العبرة بأنه دفع أكثر، تتكلف أكثر، لو إنسان قال أصلي الفجر ست ركعات أو عشر ركعات لأنني أنا أحب صلاة الفجر أو لأني أحب الله سبحانه وتعالى قلنا إذا زدت على الركعتين مقدار ذرة بطلت صلاتك، لا يجوز لك وهذا هو عين الإحسان وهو أن تأتي بأوامر الله وفق ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فاجتمع في هذا الأمران العظيمان والركنان الركينان اللذان لا يقبل عمل إلا بهما وهما الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم. ولاحظوا أن المتابعة هنا عُبّر عنها بالإحسان لبيان أن أكمل المتابعة ما يكون الإنسان فيه محسنًا وهو أن يأتي بها على وجه تام وليس على وجه كما يقال تبرأ به الذمة يعني أعطني أقل مواصفات مثل واحد قال لي يا أخي أبغى أحج أنا وزوجتي ونحن جديدين فهات لي صفة حج بحيث تكون أقل حاجة! بحيث ما نبقى في الحج مثلًا (48) ساعة أو إن أكثرنا (50) قلت له أنا أنصحك أن لا تحج! إن كانت هذه نيتك في الحج تستكثر على الله أن تبقى في هذه الميادين وفي هذه الأعمال الوقت الطويل أنت حتى الآن لم تتأهّل داخليًا أنت ترى أن الحج عبء تريد أن ترميه بأي صورة، لا يا أخي، الحج عبادة، الحج إحسان، الحج إقبال على الله، الحج شكر لله سبحانه وتعالى، فأنت تحرص على تكميل العبادة قدر ما تستطيع فإن غبت أو تضررت فالله عز وجل يخفف عنك لكن لا تأتي في العبادة وأنت في بداية الأمر قد عزمت على أنك تعطي أدنى ما يُعطى، هذا ليس صحيحاً. وأذكر بهذه المناسبة قصة يُذكر أن أحد الناس من الزهاد كان يحب الصلاة فصلى خلف إمام يخفف جدًا في الصلاة كثيرًا بحيث أنه إذا ركع ما يسبح إلا تسبيحة واحدة سبحان ربي العظيم سبحان ربي الأعلى فلما سأله هذا العابد قال مالك تفعل بنا هكذا؟ قال هذا مجزىء! قال: نعم مجزىء، سكت فلما قُدّم الطعام أكل الإمام لقمة فأمسك العابد بيده قال هذا يجزىء، قال أريد أزداد قال: لا، هذا يكفي أنت لن تموت ما دمت قد أكلت هذه اللقمة، فقال: إني أريد أزداد من الطعام الطيب، قال: والصلاة بالنسبة لنا طعام طيب فنحن نريد أن نزداد منها فوعظه أبلغ وعظ![/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]في قوله سبحانه وتعالى ([/FONT][FONT=&quot]واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً) [/FONT][FONT=&quot]نلاحظ أن (ومن أحسن ديناً) يعني لا أحد أحسن دينًا ممن أسلم [/FONT]
[FONT=&quot]1ـ وجهه لله [/FONT]
[FONT=&quot]2ـ وهو محسن، هذه كأنها جملة معترضة (أحسن، اتبع) كأنها جملة حالية، أحسن حال كونه محسنًا ثم قال ([/FONT][FONT=&quot]واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً[/FONT][FONT=&quot]) قد يقول قائل نحن مأمورون باتباع ملة محمد صلى الله عليه وسلم فما شأننا وشأن إبراهيم عليه الصلاة والسلام؟ [/FONT]
[FONT=&quot]والجواب: أن ملة إبراهيم عليه الصلاة والسلام هي ملة محمد صلى الله عليه وسلم لا اختلاف بينهما [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]حتى ملة آدم ونوح[/FONT]
[FONT=&quot]د.مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، لكن الاختلاف قد يكون في قضية فروع ( في تفصيلات الفروع ) حتى أصول الفروع من الحج والصيام والصلاة كلها في جميع الشرائع.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولعلّ الإشارة إلى إبراهيم وحده لما عُرف عن إبراهيم عليه السلام تمام الإخلاص وأنه ما كان ولن يك من المشركين يعني أن الشرك ما دخل عليه في شيء فقيل هذه هي ملة إبراهيم ملة حنيفية صادقة ليس فيها شيء من الشرك {[/FONT][FONT=&quot]ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ [/FONT][FONT=&quot]}[FONT=&quot][8][/FONT] لاحظ الإشارة إلى ملة إبراهيم في هذا المعنى وإلا كما ذكرت هي ملة الأنبياء [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]من أعجب ما رأيت في قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام والله سبحانه وتعالى يذكر في آيات كثيرة خلوص إبراهيم عليه الصلاة والسلام لربه وعدم إشراكه، وبعد بنائه للكعبة يقول ([/FONT][FONT=&quot]وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ[/FONT][FONT=&quot] }[FONT=&quot][9][/FONT] والله هذه فيها عبرة عجيبة! خوفه من الشرك مع أنه إمام الموحدين [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأيضًا على بنيه والثانية لما ورد في الأثر لما قذفه قومه في النار، يقال [/FONT][FONT=&quot]أن جبريل جاءه في تلك القذفة وهو الآن معلّق لم يسقط بعد قال هل لك إليّ حاجة؟ قال أما إليك فلا وأما إلى الله فنعم[/FONT][FONT=&quot][FONT=&quot][10][/FONT][/FONT][FONT=&quot] فجاء الأمر الإلهي: {[/FONT][FONT=&quot]قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ [/FONT][FONT=&quot]}[FONT=&quot][11][/FONT][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]تأمل من يستطيع أن يتذكر التوحيد بتفاصيله ودقائقه الخفيّة في ذلك الموطن؟[/FONT][FONT=&quot]! [/FONT][FONT=&quot]المفروض حين قال جبريل: هل لك حاجة؟ مدّ يده ويقول أتى بك الله في هذه الساعة مثلًا قال (أما إليك فلا وأما إلى الله فنعم)! سبحان الله! هذا درس في التوحيد والصدق والتجرد لله عزّ وجل والثّقة التّامة به جلّ حلاله.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولهذا كلما ازداد العالم معرفة بربه ازداد خوفًا فإبراهيم عليه الصلاة والسلام في هذا الموطن الذي يصف الله سبحانه وتعالى فيه إبراهيم أُري ملكوت السموات والأرض، جادل أنواع المشركين من قومه،أنواع المشركين من قومه، بنى البيت، هدم الأصنام، دعا إلى الحج [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هاجر.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، كل هذه الأعمال وبعد هذا الكبر يقول ([/FONT][FONT=&quot]وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ[/FONT][FONT=&quot]}[/FONT][FONT=&quot] ![/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولذلك خُتمت الآية بقوله ([/FONT][FONT=&quot]وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً[/FONT][FONT=&quot]) يعني من أراد أن يقتدي فليقتدِ بأمثال هؤلاء الذين حصّلوا هذه المنزلة التي لم تحصل لأحد. وما حصّل مرتبة الخُلّة إلا اثنان محمد صلى الله عليه وسلم وأبوه إبراهيم فيقال اتّخِذوهما قدوة، نحن نأمركم بأن تأتوا بالإحسان الذي جاؤوا به وأن تقتدوا بهما وأن من أسلم دينه لله وأحسن واتبع ملة إبراهيم فحريٌّ به أن ينال من الخُلّة بقدر ما فعل، طبعًا الخُلة خاصّة لكن من محبة الله ومحبته ومودته إلى آخره.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الخليل طبعًا بمعنى الصفيّ الذي لا يُشارك هذا الأصل في الخلة، وقيل أنه أُخذ من خلل الطريق يقال خلّل الطريق، وهذا مما لا يوجد الآن بسبب (الاسفلت) لكن الذين يكونون في القرى يعرفون هذا أنه سبحان الله يجدون أنه في منطقة الناس تمشي عليها اعتادوا أن يمشوا عليها فتكوّن خللًا طريقًا (جادّة) وتجد أنها بالكاد تكفي للرجل، فقالوا أن هذا هو خلل الطريق من شدة الخُلّة والصفاء بين الاثنين كأن هذا الخلل الذي لا يتسع إلا لواحد يتسع لهما معاً من شدة مخاللتهما مع بعض وصدقهما في الخُلة وكأنما تخاللا مع بعض.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]وأيضًا هو مأخوذ من الاختلاط الشديد كأن هذا قد اختلط بهذا فأصبح كما قال الشاعر: [/FONT]
[FONT=&quot]قد تخللتِ مسلكَ الروح مني ولذا سُمي الخليل خليلًا[/FONT]
[FONT=&quot]لأنه تخللت المحبة في نفس كل واحد منهما.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أو لأنه من شدة الصحبة تختلّ النفس حتى تؤثِر صاحبها على نفسها يصير فيها خلل ولا تكاد تستقيم من دون ذلك الخليل من شدة الارتباط [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] أذكر [/FONT][FONT=&quot]الشيخ الشعراوي عند هذه الآية ذكر(انقطاع في الصوت) ويقول من أقران شوقي وذكر قوله: [/FONT]
[FONT=&quot]ولما تلاقينا قرّب الشوق جَهده خليلين غابا لوعةً وعتابًا[/FONT]
[FONT=&quot]كأن خليلًا في خلال خليله تسرب أثناء العناق وذابا[/FONT]
[FONT=&quot]فهذا من المعاني الدقيقة في معنى الخُلة [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولذلك نعرف الآن أن الخلة منزلة أدقّ وأعلى من منزلة المحبة والذين يقولون إن إبراهيم خليل الله ومحمد حبيب الله يخطئون ويقصّرون في حق محمد صلى الله عليه وسلم، صحيح أن حبيب لله لكن عنده منزلة أعلى من منزلة المحبة وهي منزلة الخُلة ولذلك لما أبى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ خليلًا علّل ذلك ففال: ([/FONT][FONT=&quot]لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا [/FONT][FONT=&quot])[FONT=&quot][12][/FONT]ولكن الله قد اتخذني خليلًا كما اتخذ إبراهيم خليلًا. [/FONT]
[FONT=&quot]د. الشهري والطيار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كأنه لا يُشرك فيها [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، لا يليق بي لما اتخذني ربي خليلًا أن أتخذ من البشر خليلًا. ولما سُئل عن المحبة قل له عمرو بن العاص وقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدنيه ويقرّبه ويتبشبش إليه قال: يا رسول الله من أحب الناس إليك ؟ لم يكن عمرو فيما أظن يشك أن يقول له أنت لكثرة ما يقبل عليه الرسول صلى الله عليه وسلم على عمرو بن العاص وهذه عادته صلى الله عليه وسلم مع كل أصحابه، فقال صلى الله عليه وسلم بكل صدق وشفافية -تستطيع ان تقولها يا أبا عبد الله؟! ما تقدر!- قال: عائشة، قال فمن الرجال؟ قال: أبوها -ظنّ أنه يصيب الثانية- قال: أبوها أبو بكر الصديق رضي الله عنه ـ[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لماذا تقول لأبي عبد الله ما يقدر يقولها؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أنا أقصد أننا نحن نخجل أن نذكر إذا كان الرجل يحب زوجته أن يكون ذلك أمام الناس لكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك أمام الناس من صدقه [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وزوجاتنا يغضبون علينا إذا قلنا يعني مرة سئلت من أكثر الناس تحب أن يصحبك في السفر؟ أنا ذهب ذهني إلى أحد الأصدقاء فقالت لي لماذا لم تقل أنك أفضل من تحب أن تسافر معي وأنا زوجتك؟ فقلت والله لو تذكرت لقلت لكن نحن فعلاً ربما نتردد. [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]انا عندي ملحوظة في النظم (وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) واضح جدًا أنها معطوفة لكن ليس لها علاقة بما سبق، لاحظ الآن (وَمَنْ أَحْسَنُ دِيناً مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً) هذه خاصة بالمتبِع لكن (وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً) جملة مستقلة ناسب ذكرها لذكر ملّة إبراهيم عليه الصلاة والسلام[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولِمَ ذكر ملة إبراهيم؟ قال: لأن إبراهيم قد اتُخِذ خليلًا واصطُفي.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأيضًا لها معنى آخر وهو أن الله سبحانه وتعالى إكرامًا لإبراهيم لكمال استجابته وتوحيده قد بلغ هذه المرتبة [/FONT]
[FONT=&quot]فتشبوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبّه بالكِرام فَلاحُ[/FONT]​
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]السبب الذي لفتُ إليه أن (وَاتَّخَذَ) جاءت فعلًا كما في (اتبع وأحسن) ولكنها جملة مستقلة ناسب ذكرها لما قيل (ملة إبراهيم) فكأنه قيل: لماذا نتبع ملة إبراهيم؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لأن الله قد اتخذه خليلًا [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ)[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هذه كأنها تعليل لسبب لماذا نؤمر بالاستجابة وإحسان العمل وإسلام الوجه لله سبحانه وتعالى والإخلاص لله سبحانه وتعالى والعبادة فقال (وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) فهو المستحق للعبادة [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وحده [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً) الآن عندما كان المشركون إذا قيل لهم من خلق السموات والأرض يقولون الله أليس كذلك؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بلى [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](من يرزقكم من السماء والأرض)؟ الله، فكانوا يؤمنون به ويوحِّدونه توحيد ربوبية يعرفون أنه هو الذي يخلق، هو الذي يرزق، وهو الذي...[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]لكن عندما تأتي للعبادة يشركون معه غيره! [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يشركون معه غيره فالله سبحانه وتعالى هنا لما أمر بإسلام الوجه والتوحيد والانقياد ربطه بتوحيد الربوبية فقال (وَللّهِ) لأنه هو المالك الخالق سبحانه وتعالى فهو المستحق للعبادة [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأيضًا علة كأن (وَللّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) علّة[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]علة للأوامر [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، ولو ربطناها بقوله (وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً)؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كيف؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] في[/FONT][FONT=&quot] أن الله له مافي السموات وما في الأرض يصطفي من يشاء ويختار [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أضف إلى ذلك لو قلنا أنه لما نهى عن اتباع الشيطان وعن الاغترار بأمانيه ووعده وذكر أن من عمل الصالحات أنه سيُدخل الجنة علة ذلك أن لله ما في السموات وما في الأرض فكونوا مع من يملك ولا تكونوا مع من لا يملك صاحب الاماني والوعود الكاذبة والسراب الخادع الذي لا حقيقة وراءه [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذا المنطق والعقل يقتضي ذلك (لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئاً) [FONT=&quot][13][/FONT]يعني العقل يأبى ذلك [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]كُنْ مع المَلِك [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قوله (وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً) هذه الحقيقة من الآيات الدالّة على إحاطة الله سبحانه وتعالى علمًا وقدرةً بكل صغير وكبير لأنه قال (بكل شيء) فلا يُستثنى منها شيء سبحانه وتعالى عالم بالجزئيات والكليّات قادر على الكليات والجزئيات فالعلم والقدرة من خصائص الرب سبحانه وتعالى. لكن انظر بعض علماء المسلمين الذين تأثروا بالفلسفة بعضهم نُسِبَ إليهم أو هو قال: (إن الله لا يعلم بالجزئيّات) -فهذا القول مع أنه من عقلاء العلماء- لكن من اتبع ما يسمى بالأدلة العقلية وأوغل فيها ونسي دلائل القرآن والسنة ونسي هذه البراهين الواضحة ودخل في هذه الأعماق يظهر عنده مثل هذه العبارات فيدّعي مثل هذه الدعوة الخطيرة جدًا وقالوا أنه تراجع عنها وتاب عنها.[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني هو يقول إن الله يعلم الكليّات ولا يعلم الجزئيّات سبحانه وتعالى؟![/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أو لا يعلم الأشياء قبل وقوعها كما يقول بعضهم (القدرية) [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وكل هذا لا شك أنه جهل بعظمة الله سبحانه وتعالى وإحاطته والله سبحانه وتعالى قد ذكر في القرآن دقائق وتفاصيل ما يكون في الكون كله معلومة عنده سبحانه وتعالى [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot](وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ}[FONT=&quot][14][/FONT] (وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا) [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأدلة واضحة في هذا وأنا أستغرب من ذهاب بعض هذا الرجل وغيره! [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أنا أخبرك لماذا، أنا قرأت كتابه [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هو من؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أبو المعالي الجويني رحمه الله قرأت في كتابه (الشامل) وكتابه (الإرشاد) ولما نظرت إلى الآيات والأحاديث التي استدل بها وجدت أنها قليلة جدًا وهي كتب في التوحيد!! أين القرآن؟ أين السنة؟غلبت المنهج الكلامي والعقلي أخذ به مأخذًا حتى بلغ هذا القول [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذا شيء طبيعي الذي يشتغل بهذه العلوم يخف عنده ميزان القرآن والسنة عنده أنا رأيت هذا وجربت [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]هما إناءان إن أخذت من هذا نقص هذا وإن أخذت من هذا نقص هذا [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني أنت تعجب عندما تقول الآن قال الله وقال رسوله وتشعر بهذه العظمة لهذين المصدرين والهيبة ولكن هو يفرّ من هذا ويذهب ويقول: وقد قال (دينكنز) وقد قال (مارثر روجنز) ويعظّم من شأنه ويستدل بأقوال هؤلاء الفلاسفة كأنها نصوص يُستنبط منها ويستدل بها ولا يُستدل لها فلما ناقشته في هذا استغربت من اضطراب المنهج عنده فقلت له يا أخي الكريم أنا عندما أقول قال الله قال رسوله هل تعلم أيّ ثقة أنا فيها وأيّ طمأنينة (لاَ رَيْبَ فِيهِ) ولا شك فيه وإيماني بما فيه أشدّ من إيماني بما أرى بعيني، أنت ويحك أين ذهبت؟! أنا لا أعارض أنك تذهب وتقرأ في كتاب فلان أو علّان ما عندي مشكلة لكن بعد أن تتزود بهذه الثقة وهذه الطمأنينة أما أن تذهب ويشطّ بك كما تفضلت انشغل بهذه المناهج الكلامية والاستدلالات العقلية والشروحات وغفل عن القرآن والسنة فلا يكاد يستحضر من القرآن إلا ما يقيم به صلاته [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إن صلّى! والمشكلة ليست في الحقيقة فيمن أمعن في هذه المذاهب الكلامية لأن من أمعن وصل في نهاية المطاف وعاد إلى الكتاب والسنة كما حصل لأبي المعالي الجويني والغزالي والرازي وعدد كبير من هؤلاء الذين أوغلوا ايغالًا تامًا حتى قال أبو المعالي: خضت البحر الأعظم وتكلمت فيما لم يتكلم فيه علماء الإسلام أو كلمة نحوها ذكرها ابن أبي العزّ الحنفي في كتاب "شرح الطحاوية"، وقال: إني أموت على دين العجائز. فالحاصل أن هؤلاء لما أمعنوا عرفوا أن هذه المذاهب وهذه الطرائق وهذا الكلام لا يغني شيئًا فرجعوا إلى القرآن والسنة، مات الغزالي وصحيح البخاري على صدره كما يقولون قال ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية المشكلة في من؟ فيمن ترك علوم الإسلام وما أمعن في علوم الكلام فضاع وترك النجاة وصار في وسط البحر لكن الذي مشى مشى مشى حتى وصل إلى نهاية البحر، صار إلى الأمان ورجع إلى النقطة التي كان المسلمون فيها والتعب هذا كله صار بلا شيء. المشكلة من ذاك الذي ضاع وسط البحر بدأ يقرأ يقرأ يقرأ وهو ما استطاع أن يصل إلى أصول ولا إلى حقائق هذه المعاني التي وصل إليها [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]ولذلك مسؤولية أهل القرآن وعلماء الشرع أن يزرعوا في نفوس الناس الثقة بكتاب الله سبحانه وتعالى وبسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يقنعوا الناس بوسائل مختلفة أن هذا الوحي وحيٌ لا ريب فيه ولا شك فيه وأنه لا يتعارض مع العقل ولا مع الواقع ولا مع السنن ولا مع الفطرة وأن الذي يتبعه ليس درويشًا وساذجًا وسطحيًا بل هو الذكيّ العميق فهمه وأن الذي يتتبع هذه المناهج وهذه الأساليب الكلامية التي لا تغني من الحق شيئًا أنه هو المخطىء وهو الذي ضلّ الطريق. وهذه مسؤولية ليست سهلة لأن الناس خفّت قيمة القرآن والسُنة في نفوسهم فترة من الزمن فأصبحوا يتتبعون المناهج الكلامية والعقلية ويرون اتباع القرآن والسنة نوعًا من الدروشة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري[/FONT][FONT=&quot]: [/FONT][FONT=&quot]في قوله (وَكَانَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُّحِيطاً) وأحياناً يقال (وكان الله بكل شيء عليمًا) الختم دائمًا بالإحاطة والعلم يراد منه التهديد ويراد منه أيضاً الوعد. [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم يتضمن الوعد والوعيد [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]بمعنى إذا جاءت في ختام آية فيها وعد يقال: اطمئن أيها المؤمن بأن الله عز وجل لا يضيع شيئًا من عملك، وإذا جاءت في ختام آية فيها وعيد جاءت هذه مؤكِّدة لذلك الوعيد يعني أن الله سبحانه وتعالى سيؤاخذك بما كسبت يداك وسيجازيك عليه. وقد تأتي أحيانًا في آية فيها وعد ووعيد فتكون صالحة لكلتا الطائفتين، فالختم بالعلم بالتتبع وجدته في القرآن يرد لتحقيق هذه الغاية [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قوله (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ) ما مراد بالفتوى في هذا الموطن؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]طبعًا الاستفتاء طلب الفتوى وطلب العلم والفتوى هي القول في أمر من أمور الدين أو غيره بعلم، لذلك ألاحظ هنا أن الله سبحانه وتعالى قد تولّى منصب الإفتاء بنفسه (قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ) وهذا فيه إشارة إلى أهمية الفتوى وعظمها وأنه ليس كل أحد يتولى هذا المنصب. الأمر الثاني فيها إشارة إلى أنه كان سؤالاً مُلحّاً يسالونك عنه (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء) فكانوا يكثرون على النبي صلى الله عليه وسلم من هذا وهذا تفهمه من قوله (وَيَسْتَفْتُونَكَ)[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وفيها دلالة على حرص الصحابة رضوان الله تعالى عليهم في أنهم يرجعون بالفتوى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وإلى المؤهل بالفتيا فإذا أشكل عليهم أمر من أمور دينهم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ فاستفتوه [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وتدل على وتدل على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن عنده في هذه النازلة أو الحادثة أما يمكن أن يشهد به فتولى الله الفُتيا فقال (قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ )[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وأيضًا في قوله (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء) فيها الدلالة على العناية بأمر النساء وأنه لو لم يكن أمرًا يهتم به صحابة رسول الله لما استفتوا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم رجعوا فيه إلى عاداتهم وطرائقهم لا، كانوا من تيقظهم وخوفهم من ربهم سبحانه وتعالى أن لا يضيع شيء من حقوقهن يستفتون رسول الله صلى الله عليه وسلم، لماذا لم يستفت بعضهم بعضًا؟ أو يرجعوا إلى عاداتهم القبلية وأسلوبهم مثلًا؟ رجعوا إلى رسول الله لأهمية هذا الأمر عندهم وأن حقهم حقٌ عظيم.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]وهذا يدخل فيما سبق أن ذكرناه في بدايات السورة وهو رعاية المرأة في الإسلام حتى في هذه الشؤون الصغيرة والقضايا الصغيرة أن الله سبحانه وتعالى يتولى الفتوى فيها مثل أيضًا أمر المجادِلة (قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا) يعني امرأة من هي؟ من يذكر خولة الآن؟ ما هو تاريخها؟ كم عاشت؟ ما أحد يعرف تفاصيل أكثر من أنها كانت سببًا في نزول {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا}[FONT=&quot][15][/FONT] أيُّ عظمة لهذه المرأة التي يسمع الله سبحانه وتعالى كلامها؟![/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]قولها ويجيبها بآيات تتلى في كتابه الكريم [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]إلى أن يُرفع هذا الكتاب، فهذا لا شك أنه نوع من العظمة مع للأسف نحن زهدنا فيما عندنا من القيم ومن العلم ومن الإيمانيّات وذهبنا نقتات على تراث البشرية الآخر وهذا لا شك من أعجب العجب لما تتأمل فيه وتتفكر فيه، بالفعل ما الذي يجعل هذه الأمة التي فيها هذا النور تستضيء بشمعة؟![/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الشيطان![/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] قال [/FONT][FONT=&quot](قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ) طبعًا التصدير بلفظ الجلالة يدلّ على عظمة هذا الأمر، وعظمة تلك الفتوى قال (قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ) أيضًا يفتيكم فيهن. العطف هنا يُراد به هذا ما يتلى عليكم في الكتاب يفتيكم فيهن والمقصود به ما تلي علينا في أول السورة، هذه الآية أشارت إلى ما جاء في أول السورة من ذكر أمر اليتيمات والوصيّة بهنّ [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]يعني أن جواب فتواكم سيفتيكم به الله وهي أيضًا موجودة في أول السورة (وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ) [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً [/FONT][FONT=&quot]نلاحظ أنه قال (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء) كأنه يستفتونك في النساء في أيّ شأن من شؤون النساء بصفة عامة أو في أيّ شأن من شؤون النساء مهم لكنه قال (وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاء) كأنه كانت تكثر الأسئلة حول أمور كثيرة تتعلق بالنساء وهذا فيه إشارة كما تفضلتم إلى عناية الإسلام بالمرأة.[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار: [/FONT][FONT=&quot]حتى تغيّر الصحابة في نظرتهم للمرأة، كيف كان العرب ينظرون للمرأة وكيف انتقل الأمر؟ وهذه قضية مهم جدًا أن ننتبه لها الآن هؤلاء الذين يسألون كانوا قبل سنوات لا يرون المرأة شيئًا ولا يعطونها أيّ حق والآن يسألون كي نتعامل مع المرأة ؟ ما هي حقوقها؟ ولذا نفس الآية الآن عندنا شأن من الشؤون التي تقع فيه المرأة وهو شأن اليتيمة لما قال في قوله سبحانه وتعالى (َمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاء الَّلاتِي لاَ تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ) يعني هذه امرأة أو حالة من الحالات القليلة وهي اليتيمة التي تكون في حِجْر الرجل، قد تكون هذه اليتيمة غنية أو جميلة فيَطمع في مالها فيريد أن يتزوجها أو في جمالها فيريد أن يتزوجها، أو تكون فقيرة ودميمة فيرغب عنها وفي الأولى يرغب فيها فجاء النص محتملًا للحالتين معًا وهذا من بلاغة القرآن. هذه المرأة كيف يتعاملون معها؟ أجاب القرآن حتى عن هذه الحالة التي هي قليلة ليست كثيرة فقال سبحانه وتعالى (وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ ) ثم قال سبحانه وتعالى (وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ) فكل هذا جاءت في الإجابة، في الفتوى[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]أنا أريد ما ذكرت كيف أن الآية احتملت معنيين (وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ) إما أن تكون وَتَرْغَبُونَ في أَن تَنكِحُوهُنَّ هذا إذا كانت جميلة ويرغب في الزواج فيها فلا يعطيها مثل ما يعطي النساء الأخريات من المهر والهدايا وغيرها بحجة أنه هو الذي يشرف عليها ويتكفل بها ويقوم بها. أو يكون المعنى وترغبون عن أن تنكحوهنّ لكونها دميمة لكن عندها مال فهو ليس له رغبة في نكاحها وله رغبة في مالها فهو يصدّ الأزواج عنها، فيُقال له اتق الله في تلك وفي هذه، يجب أن تعامِل اليتيمة كما تعامَل أيّ امرأة ذات كيان مستقل ولا تُدِلّ أنت بكفالتك أنت وتجعل هذه الكفالة حاجزًا بينك وبين أن تصل إلى كامل نصيبها وأن لا يؤخذ حقها وأن يُعتدى عليها ولذلك عائشة أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها قالت: "الآية الأولى التي في أول السوة نزلت فيمن كان عنده يتيمة يرغب في جمالها ولكنه لا يقسط معها قال (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء }[FONT=&quot][16][/FONT] إذا كنت تخاف أنك لا تستطيع فانكح ما طاب لك من النساء، وهذه الآية تقول: نزلت فيمن كان عنده يتيمة ولا يرغب في نكاحها لدمامتها لكن عندها مال فالله عز وجل يقول (وَتَرْغَبُونَ أَن تَنكِحُوهُنَّ) يعني عن أن تنكحوهن لكن لكم رغبة في أموالهمن فأنتم تدفعون الأزواج عنهم. لعلّ الوقت انتهى ؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيّار:[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]نعم، والآن الحقيقة الوقت شارف على الانتهاء فلعلّنا نقف عند هذا غدًا إن شاء الله ونكمل في اللقاء القادم ما تبقى من هذه الآية. أستميح الإخوة المشاهدون في أن نتوقف عند هذه الآية وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يفيض علينا من بركات هذا الكتاب وأن يجعلنا ممن يتلونه آناء الليل وأطراف النهار، وأسأله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا جميعًا إنه سميع مجيب. سبحانك اللهم وبحمدك نشهد أن لا إله إلا أنت نستغفرك ونتوب إليك.[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT] [FONT=&quot] [/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][1][/FONT][/FONT][FONT=&quot] النساء124[/FONT]

http://vb.tafsir.net/#_ftnref2[FONT=&quot] [/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot] فاطر13[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][4][/FONT][/FONT][FONT=&quot] النساء49[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]

[FONT=&quot][5][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الغاشية17[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][6][/FONT][/FONT][FONT=&quot] البخاري اب حسن المعاشرة مع الأهل ومسلم باب ذِكْرِ حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot][7][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النساء122 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot][8][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النحل123[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot][9][/FONT] [FONT=&quot]إبراهيم35[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][10][/FONT][/FONT][FONT=&quot] البيقهي في شعب الإيمان، فصل ـ قال البيهقي رحمه الله و كما لا ينبغي أن يكون الخوف إلا من الله عز و جل كذلك لا ينبغي أن يكون الرجاء إلا منه لأنه لا يملك أحد من دونه ضرا و لا نفعا فمن رجا ممن لا يملك ما لا يملك فهو من الجاهلين [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][11][/FONT][/FONT][FONT=&quot] الأنبياء69[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][12][/FONT][/FONT][FONT=&quot] البخاري ومسلم [/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot][13][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]مريم42[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot][14][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]الأنعام59[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot][15][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]المجادلة1[/FONT][FONT=&quot][/FONT]

[FONT=&quot][16][/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot]النساء3 [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة 28 – تأملات في سورة النساء الآيات (128 - 130)[/FONT]
[FONT=&quot]هذه الحلقة مفقودة في روابط الحلقات من موقع قناة المجد ومن الروابط التي رفعتها الأخت الفاضلة أم الحارث جزاها الله خيراً فأرجو من مشايخنا الأفاضل د. عبد الرحمن ود. مساعد ود. محمد أن يتكرموا بطلب نسخة من إدارة قناة المجد ليتم رفعها وتفريغها حتى تتكمل الحلقات بإذن الله تعالى.[/FONT]
 
الحلقة 29
[FONT=&quot]تأملات في سورة النساء من الآيات 131-136[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]http: //www.youtube.com/watch?v=8xlMpZCoFHA[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot](وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (131) وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (132) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآَخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا (133) مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا (134) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا (136))[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]بسم الله الرحمن الرحيم، أيها الأخوة المشاهدون الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بكم في هذا المجلس القرآني مع برنامجكم بينات، ولا زال حديثنا متصلاً بآيات سورة النساء، هذه السورة المدنية العظيمة التي تحدث الله فيها عن حقوق الضعفاء من النساء ومن الأيتام. وقد وقف بنا الحديث في اللقاء الماضي عند قوله سبحانه وتعالى بعد أن ذكر ما قد يقع بين الزوج وزوجته من الفرقة ومن الاختلاف وما يستلزم ذلك من الإصلاح والحرص على الصلح بين الزوجين. ثم انتقل الحديث بعد ذلك فقال الله سبحانه وتعالى (وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) وقلنا إن هذه الوصية التي يشير فيها الله سبحانه وتعالى إلى أنها وصية شاملة أوصى الله بها المتقدمين من أهل الكتاب من اليهود ومن النصارى، وأنها وصية مستمرة لنا نحن المسلمين مما يدل على أنها وصية عظيمة، وهي الوصية بالتقوى. والنبي صلى الله عليها وسلم أوصى بها كما في الحديث عن العرباض بن سارية رضي الله عنه أنه قال: "وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب، فقلنا يا رسول الله: كأنها موعظة مودع فأوصِنا، فقال عليه الصلاة والسلام: أوصيكم بتقوى الله". ففي قوله سبحانه وتعالى (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) تأكيد لهذا المعنى وهو معنى الوصية بالتقوى، وأنه لا ينبغي أن يغضب الواحد منا عندما يُقال له اتق الله، ولهذا ذمّ الله سبحانه وتعالى من (وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ (206) البقرة)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot](فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]نعم وأنه ينبغي إذا قيل لك حتى وان كنت في غاية الغضب فقيل لك اتق الله أن يكون هذا أبلغ موعظة لك. لذلك عمر رضي الله عنه كان من مزاياه التي يذكرها العلماء له الذين كتبوا في سيرته أنه كان وقّافاً عند حدود الله، فكان إذا قيل له اتّق الله توقف واتقى الله سبحانه وتعالى. وهي خير وصية يوصيك بها الإنسان أن يُقال لك إتق الله. وقد قيل لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ما هي التقوى؟؟؟ قال: هل سرت في أرض ذات شوك؟ قال مشيت على أرض فيها شوك؟ قال: نعم، قال: ماذا صنعت؟ قال: أرفع ثوبي وأُشمّر وأتّقي مواطن الشوك، فقال: تلك التقوى. أن تتقي مساخط الله سبحانه وتعالى وأن تجعل بينك وبين عذاب الله وبين ما يُسخطه وقاية، ولذلك نظمها أحدهم فقال: [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]خلّي الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى [/FONT]
[FONT=&quot]واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]لا تحقرنّ صغيرة إن الجبال من الحصى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]فهذه حقيقة التقوى التي ينبغي أن لا يغفل عنها المسلم طرفة عين وأن يُذكر بعضنا بعضاً بها ولا يغضب أحدنا إذا قيل له إتق الله على وجه النصيحة ووجه التذكرة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]أنا رأيت الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كثيراً في مواعظه ومجالسه ودروسه يُذكر الناس بالتقوى ويتلو هذه الآية، ويقول دائماً اتقوا الله، فالله عز وجل قد وصّى العباد بها، وصّى الأولين والآخرين، هكذا يقول (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) فيذكر بهذا فيقول هذه وصية الله لعباده الأولين والآخرين. والعجيب أن الوصية بالتقوى كما تلاحظون ابتدئت بها السورة (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ) ثم الآن في هذه المقاطع التي معنا (وَإِن تُحْسِنُواْ وَتَتَّقُواْ (128)) (وَإِن تُصْلِحُواْ وَتَتَّقُواْ (129)) وهنا قال (أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ) إلى آخر ما سيأتي أيضاً من الأمر بتقوى الله سبحانه وتعالى. فالحقيقة يجب علينا أن نعرف ما هي التقوى وأن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يؤتينا إياها وأن نحرص على أن نتحلّى بها قدر ما نستطيع لأن التقوى هي علاقة داخلية خاصة بين العبد وبين ربه. يعني أن تجعل رقابة الله عليك عظيمة فأنت حين تعمل أيّ عمل في سِرٍّ أو علن في ليل أو نهار مع نفسك أو مع زوجك أو مع الناس تتقي الله. يعني يتقي الله من يركن سيارته يوقفها يتقي الله في أنه ما يركنها أو يوقفها في مكان لا يصح أن تُوقف فيه أو يؤذي بها الناس مثلاً، حتى وأنت تخلع حذاءك عند باب المسجد تتقي الله، ما تضع الحذاء بصورة قد يعثر فيها أحد من المصلين أو يكون في منظر لا يليق بالمسلمين، تتقي الله مع زوجتك عندما تُطلِّقها أو تصلح ما بينك وبينها أو عندما تتوقع أنك تترّفع عليها أو تتزوج عليها تتقي الله فيها (وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ (237) البقرة). والحقيقة أن هذه الآية افتتحت بقوله (وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) وأنا ألاحظ أنه بعد ما تأتي الأوامر والنواهي يُقال (وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) كأنه يُقال لنا عليكم أن تستسلموا، أنتم مِلكٌ لله وعبيدٌ له فما لكم من مناص أو من محيص من أن تطيعوه وأن تعبدوه وأن تستسلموا لأوامره، ولاحظوا هذه يا إخواني في الآيات السابقة لما قال (وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً (122) لَّيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلاَ يَجِدْ لَهُ مِن دُونِ اللّهِ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا (123) وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتَ مِن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَـئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلاَ يُظْلَمُونَ نَقِيرًا (124)) ختمها بقوله (وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) يعني فاستجيبوا وانصاعوا لأمر الله واستسلموا وأحسِنوا. وهنا بعد ما جاءت هذه الخلافات الزوجية وهذه التوجيهات الربانية في أمور العِشٍرة ما بين المرء وزوجه يقول (وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) ليس لكم خيار في أن تقبلوا أو تردّوا، لا بد لكم من القبول.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]ثم يكررها أيضاً تهديداً (وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ (131))[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]وهذا يدل على أن إنكار مثل هذه الأحكام والتخلّي عنها وعدم تحكيم الشرع فيها أنه بابٌ من أبواب الكفر (وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44) المائدة) وفي قوله (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ (131) النساء) الحقيقة ذكرنا في سورة البقرة وذكرنا أيضاً في مواطن أخرى الإكثار من ذكر التقوى في مسائل العلاقة الزوجية، ما السبب يا أبا عبد الملك؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]لأن العلاقة الزوجية مع كثرة الاتصال مظنّة كثرة الاختلاف[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]هذا واحد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]فمثل هذا الاختلاف يحتاج إلى تقوى الله سبحانه وتعالى. أيضاً قضية التقوى في حال الغيبة، أن يتقي الزوج الله في غيبة زوجته وأن تتقي الزوجة الله في غيبة زوجها، فهذا يدخل في باب التقوى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]وأيضاً لأن الحياة الزوجية علاقة خاصة بين اثنين لا يشهدها أحد، فالزوج حين يتحدث عن الزوجة، أو الزوجة حين تتحدث عن الزوج ما أحد يدري هل هذا وقع أم لم يقع، لا يعرف ذلك إلا الله سبحانه وتعالى، فيُقال إتق الله أيتها المرأة، لأن المرأة مثلاً لو تزوج عليها زوجها قالت والله فلان كان يؤذيني وكان لا ينفق عليّ وكان بخيلاً وكان وكان وأنا صابرة عليه طول هذه السنين وفي النهاية يتزوج علي! فأنكرت مثلاً معروفه، أو هو حين تزوج تجده يقول والله كنت صابراً ورأيت مرارة العيش مع هذه المرأة وووووو ونسي كل إفضالاتها ووقوفها معه وصبرها على فقره وعلى حياته واللأواء التي واجهتها معه نسي ذلك كله ولخّصه في أنه ما عرف الحياة وما ذاق السعادة إلا بعد ما تزوج بغيرها فيُقال له اتق الله. ثم لو اختلفا يا أبا عبد الملك وذهبا إلى القاضي تجد أن الدعاوى هنا تظهر إذا لم يكن هناك تقوى كل واحد يدّعي دعوة، وليس هناك بينات ولا أحد، لو قال الزوج أنا أصلاً لما دخلت عليها وجدتها غير بكر، بالله عليك هذا ما يضر المرأة ؟؟؟؟ هل يستطيع أحد أن ينفي كلام الزوج؟ ما أحد يستطيع لأن ما أحد اطلع على هذا إلا الزوج، فيُقال له اتق الله. ولو قالت المرأة أن الرجل كان لا ينفق علي طوال الثلاثين سنة وأنا كنت، هل هناك أحد يستطيع أن يثبت خلاف ذلك؟ يعني ممكن المرأة كانت تنفق على نفسها، فالمقصود هنا أنه في مسائل خفية تحتاج إلى تعظيم أمر بالتقوى حتى يكون كل واحد منهما صادقاً مع ربه ومع صاحبه فتتعدل الأمور وتستقيم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]وهذه من الأشياء التي يربيها الإسلام في المسلم وهي الوازع الديني، الوازع الداخلي، وانظر سبحان الله العظيم مهما ابتكر الإنسان اليوم من وسائل التجسس والمراقبة، كاميرات المراقبة في المطارات، كاميرات المراقبة في البنوك، كاميرات المراقبة في المدارس،[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot] هذه ممتازة إذا كان الشعب غير متقي فهي ممتازة، لكن إذا جاءت التقوى؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الخضري: [/FONT][FONT=&quot]لاحظ كيف تكون الكاميرا داخلية! مراقبة داخلية! أن يأتيك هو نفسه فيصبح هو رقيب على أعماله وهذا الأصل في المجتمع المسلم. ولذلك لاحظ في المجتمعات المسلمة التي تكون مستقيمة على أمر الله سبحانه كيف تقلّ فيها الجريمة وتقلّ فيها القضايا، حتى أنه يبقى القاضي ربما سنة كما قيل في عهد عمر بن عبد العزيز أو في عهد عمر بن الخطاب سنة لم يأتي القاضي أحد، ويبدو لي هذا كله أن هناك تقوى داخلية[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]التكرار لما قال (فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (131)) لما ذكر هنا في قوله (غَنِيًّا حَمِيدًا) إشارة إلى غِنى الله سبحانه وتعالى عن هؤلاء قال (وَإِن تَكْفُرُواْ) لو كفر كل الناس فان الله غني عنهم (إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ (7) الزمر) فالتعقيب بأن لله ملك السماوات والأرض، يعني كأنه يقول من أنتم أمام هذا الملك العظيم؟؟؟؟ ولهذا الإنسان لو تصور جُرمه أمام هذه الأجرام كم يستطيع أن يعطي نسبة؟ لا يستطيع ومع ذلك الله سبحانه وتعالى من إكرامه لهذا العبد خلق جميع هذه الأجرام لتخدمه، يعني جميع الأجرام لخدمة هذا الإنسان[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot](وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِّنْهُ (13) الجاثية)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]مع أنك لو قستها بالجُرمية لا شيء[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]الإنسان بالنسبة لها ليس شيئاً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]ليس شيئاً أبداً لا تُذكرأصلاً ما في نسبة فقال سبحانه وتعالى (غَنِيًّا حَمِيدًا) والحميد هو المتسع بالصفات التي يُحمد عليها، كثير الأوصاف التي يُحمد عليها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]كثير المحامد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]نعم كثير المحامد، وسبحانه وتعالى يُحمد في جميع الأحول في السراء وفي الضراء، والعبد مهما فعل لو جلس يتفكر فقط في نِعَم الله سبحانه وتعالى عليه ليحمده عليها ما استطاع أن يؤدي حقّ الله سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]يعني حميد هنا بمعنى محمود[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]ويُمكن أن تأتي بمعنى حامد، يحمد من يعبُده، شاكراً وقد جاءت في نفس الآيات، ألا ترون يا مشايخ أن الله عز وجل لما قال (وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ لِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَانَ اللّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا (131) وَلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً (132)) كرّر لكن الأوليين للترغيب في تقواه والأخريين للترهيب من ترك التقوى، فالله عز وجل غنيٌ يُغنيكم لأنه قال واسعاً حكيماً، وحميد يحمدكم إذا اتقيتم وهو محمود على كل أفعاله سبحانه وتعالى، فان خالفتم وكفرتم وأعرضتم كفى بالله وكيلاً، أي متوكلاً عليكم يراقبكم ويؤاخذكم على كل ذنب من ذنوبكم. ففي الأوليين ترغيب في تقواه وفي الأخريين ترهيب من ترك التقوى، يمكن أن يكون ذلك.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]نعم والآية التي بعدها تدل على هذا قال (إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ (133)) فلاحِظ أنه يأمر بالتقوى ويأمر بالإصلاح ويأمر بالصلح وفوق ذلك يقول لو لم تستجيبوا لي هذا فالله سبحانه وتعالى قادر على أن يذهب بكم ويأتي بقوم آخرين يفعلون ما آمرهم به ولذلك قال (إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ) إما من جنسكم وإما من غير جنسكم كما قال الله (فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَـؤُلاء فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ (89) الأنعام) والله سبحانه وتعالى لا تنقطع الكائنات عن عبادته، لكنّ الإنسان هذا كما قال (وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) الكهف) الحديث كله عن الإنسان، وأما الملائكة والحيوانات فكلها تسبِّح لله مُنقادَة له[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]في قوله -معذرة لو رددتكم قليلاً ونكمل إن شاء الله- قال (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ) لو قال وصيناكم والذين من قبلكم! لكن راعى الترتيب (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ) الترتيب الزمني، أنا أقول أن هذه تدلنا على أن القرآن يُراعي الترتيب، وأن الترتيب له حظ في القرآن وأنه لا يمكن أن يُخل بالترتيب إلا لحكمة هي أعلى من الترتيب وهي ترتيب أيضاً لأنه رُوعي فيها مثلا الصفة أو التنبيه أو إلى آخره، ومثلها في سورة الممتحنة قال (يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ (1)) والأخسر لو أردنا "يخرجونكم والرسول" لكن كيف يُقدم غير الرسول على الرسول؟ الصحابة على الرسول؟ فقدم الرسول صلى الله عليه وسلم ثم عطف عليه فقال وإياكم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]جميل، قال (إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ) هل يلزم أن يكون الآخرين من غير الناس؟ يعني جنس آخر من غير الناس؟[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]يحتمل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]ولكن ليس هو المراد هنا لأن الحديث عن الناس هنا الآن، هو يتكلم عن الناس حين نزول القرآن مع ذلك (يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ) يعني أيها الناس المخصوصون هنا ويأتي بأناس آخرين مثل في قوله أيضاً (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (54) المائدة) مع ذلك أنهم من الناس[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot](وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ (38) محمد) لاحظ قوماً غيركم (ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) وهذه الآن سنة، الآن لاحظوا يا أخواني متى ذلّ الدين في مكان سُلِب من الناس ما بأيديهم من النِعَم ثم إذا عزّ في مكان وُضعت هذه النِعَم عند آخرين. ولنضرب مثالاً بواقعنا اليوم بلادنا هذه يا إخواني على مدى قرون كانت بلاد صحراء وقبائل متقاتلة ومتحاربة وبلاد فيها أيضاً كثير من الخوف والجوع والبلاء لما جاءت دعوة الشيخ رحمة الله عليه واستقام الناس على أمر الله رزقهم الله من حيث لا يحتسبون وجعل لهم دولة وجعل لهم أمن وجعل لهم رزق ما كان أحد يتوقع هذا الرزق ولا عُرِف أيضاً هذا الرزق في من سبق في الأمم التي سبقتنا، رزق مغاير لما عُهد من أرزاق الرب سبحانه وتعالى في عباده. فهذا يدلنا يا إخواني على أنه متى أقبل الناس بأنفسهم على الله سبحانه وتعالى رزقهم ومكنّهم فإذا أعرضوا وكذّبوا وبطروا النعمة سَلَب الله هذه النعم وجعلها في آخرين. بنو إسرائيل قال (وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47) البقرة) لما كفروا سلبهم الله هذا التفضيل وجعله في أمة محمد صلى الله عليه وسلم واليوم نحن نلاحظ هذه تدور بين الناس. قبل 100 سنة كان آباؤنا يذهبون إلى الهند والسند وكان يطلبون الرزق وللعراق والشام، واليوم لاحظ وقد يأتي يوم قد يتغير هذا الوضع الذي نحن فيه فينتقل الناس يذهبون يبحثون عن الرزق في بلاد أخرى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot](وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) إبراهيم) وقال (وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ (112) النحل) معناها أن هذه النعم مرتبطة بالطاعة مرتبطة بالانقياد لأوامر الله سبحانه وتعالى فإذا شُكِرت قَرّت وإذا كُفِرَت فَرّت[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot] (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ وَلَـكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (96) الأعراف)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]ثم يقول الله سبحانه وتعالى (مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ (134))[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]هذا ذمٌّ لمن يريد ثواب الدنيا لأنه قد ترك ما هو أفضل وأعظم وأبقى وأدوم وأجمل وأكمل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]وهذا من قصور الهمّة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]إذا كنت تريد ثواب الدنيا فالله عنده إذا قصدته عنده ثواب الدنيا وعنده ثواب الآخرة، فالذي يريد الدنيا قد ترك حظه من الآخرة والذي يريد الله قد نال حظّه من الدنيا ولم يَفُته حظّه من الآخرة التي هي الأبقى والأكمل والأجمل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot] (وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) أيضاً تتناسب مع هذه الآيات[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]يقول الله سبحانه وتعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135)) هذه الآية من القواعد العظيمة في هذا الدين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ) [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]جعلهم قوّامين، [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]أولاً لاحظوا كيف أنه نادى فيهم هذه الصفة صفة الإيمان، وهذا الحقيقة ينبغي أن يُكثر التذكير بها، يا أيها الذين آمنوا أنّ الذين اتصفوا بهذه الصفة العظيمة وهي صفة مدح هي تُذكر في القرآن الكريم على وجه المدح يا أيها الذين آمنوا، يا أيها الذين اتصفوا بهذه الصفة وهي صفة الإيمان في الوقت الذي كفر بالله سبحانه وتعالى كثير من الناس، كونوا قوامين بالقسط والقسط هو العدل والإنصاف،فالله سبحانه وتعالى لم يقل يا أيها الذين آمنوا اعدلوا، لا، ولم يقل يا أيها الذين آمنوا كونوا من أهل العدل وإنما قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ) والقوّام صيغة مبالغة من القائم معناها أنه ليس مجرد أنّ هذه الموضوع موضوع يؤرّقه كثيراً ولذلك هو يُكثر من القيام به حتى وصف بأنه قوّام صيغة مبالغة على وزن فعّال[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]جيد لم يقل عادلين كونوا عادلين مع أن هذا قد يكون هو المطلوب يعني في النظر الأولي، لا، ليس المطلوب منك أن تكون عادلاً بل أن تكون قائماً بالعدل أن تقوم به بين الناس أن تنشره تدافع عنه تطالب بحقوقه حقوق العدل، تدعو الناس إليه، ترفع الظلم عمن ظٌلم، تنصر ذلك المظلوم، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أُنصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، كلمة أُنصر تؤدي نفس المعنى في قوله قوّامين لأنه ليس المقصود أنه إذا تحاكم الناس إليك إعدل مثلاً أو أنت إعدل بما يكون تحت ولايتك لا، قوّام، القوّام هو الذي يقوم بالشيء، وذلك يذكرنا بالآية التي تلوناها في إحدى الحلقات قوله (أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ (122) الأنعام) لا يكفي أن تكون صالحاً في نفسك وأن تترك الناس على ما هم عليه لا تقوم بدين الله عز وجل أن تصلح وتعدل وتدعو إلى العدل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]وهذا من معاني هذه الآية مثلا في بعض كتب التفسير (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ) فيأتي المفسر فيقول كونوا قائمين بالعدل هذا ليس تفسيراً دقيقاً لأن الله لم يقل قائمين وإنما قال قوامين ولذلك قل في تفسيرها يا أيها الذين آمنوا كونوا شديدي القيام بالعدل وكثيري القيام حريصين على القيام، لا بد أن يظهر أثر صيغة المبالغة في التفسير وهذا المعنى الذي ذكرته معنى رائع جداً ينبغي على المسلم أن يكون هو الذي يدافع عن العدل ويتبنى العدل حتى ولو في القضايا في المجتمعات غير المسلمة.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]حتى لو كانت مع غير المسلم[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]لكن نلاحظ هذا الشرط الذي ذكره الله شهداء لله،يعني أن يقوم الإنسان بالعدل لأجل الله ابتغاء ما عند الله يشهد لله لا يريد بذلك أن يوضع والله اسمه في الصحف والمجلات ومواقع الانترنت ويُقال هذا من الإصلاحيين أو هذا ممن سعى في كذا، لا، لا، ناشط حقوقي ويُعرِّف نفسه بهذا التعريف يُقال الإصلاحي فلان لا، إنما يريد بذلك وجه الله[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]طبعاً هذا ليس طعناً في نية من يقوم بذلك لأنه ينبغي أن يستحضر نية الإخلاص[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]هذا المعنى تماماً قال (وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ) هذه الحقيقة أبلغ ما تكون في الدلالة على وجوب العدل حتى مع النفس[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]حتى لو ضرّتك شهادتك[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]لو ضرّتك شهادتك يعني تضررت أنت بنفسك من هذه الشهادة تقول بالفعل أنا أخطأت في هذا الأمر قياماً بالعدل أنا أخطأت الآن هذه تحدث بين الناس يا أبا عبد الله في الشوارع، هذا صدم هذا وواضح الخطأ فينزلون يتخاصمون وكل واحد يقول أنت المخطئ وأنت المخطئ يأتي القاضي أو رجل المرور وهي واضحة عنده كالشمس هذا مخطئ وتلقى هذا له ساعتين أو ثلاث ساعات يتأبى له. يقول لي أحد الأخوة كنت أمشي في طريق فهدّأت لأجل تقاطع فما شعرت إلا وواحد يضربني في الخلف فنزلت فوجدت سيارته متضررة وسيارتي لم تتضرر فقلت له يا فلان يعني عفا الله عنك، قال: لماذا عفا الله عنك؟ انظر سيارتي، قال له: لكن أنت الذي صدمتني، قال: لا، أنا ما أتركك حتى آخذ حقي، قلت: يا ابن الحلال ترى إن انتظرنا ضاع الوقت وفي النهاية أنت المحقوق فخلينا نتفضى من الأول، قال: أبداً فوالله جلسنا في الشمس ساعتين أو ثلاث حتى جاء رجل المرور فنظر مباشرة حرّر قسيمة مائة بالمائة خطأ عليه، فقلت له: لو سمحت أريد حقي أنا، فقال: لا إن شاء الله تسامحني وتعفو عني. فانظر كيف أن الناس يتنكرون في هذه الأمور مع ظهور الحق وجلائه تجد أن الإنسان لا يُمكن أن يشهد على نفسه وهذا من ضعف تقواه لله عز وجل.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]لا، أنا جربت موقف آخر حصل لي أنا، أنا كنت المخطئ هنا في الرياض فوقع مني خطأ على سائق سيارة وأنا عند السوق خرجت أنا للخلف وهو كان ورائي سائق فصدمته صدمة خفيفة، فيبدو أن السائق هو خائف من كفيله بشكل كبير، فلما نزلت أنا فاعتذرت منه وقلت له أنا المخطئ لا تخف وهدأت من روعه وناديت المرور، فقلت لرجل المرور أنا الذي أخطأت عليه وأنا متحمل الخطأ مائة بالمائة، فجاء كفيله طبعاً هو ما جاء ما في سيارته شيء ولا في سيارتي شيء لكن حاجة بسيطة لكن جاء الرجل غاضباً فقلت له لا تغضب عليه أنا الخطأ مني أنا فجزاه الله خير قال أنا يكفيني هذه الأخلاق ويكفيني هذا اللطف منك وأنا لا أريد شيئاً. فالشاهد أنت إذا طبّقت هذه الآية والله تجد ثمرتها فوراً في الدنيا وفوق ذلك. حتى بعض الناس أنت في مواقف السيارات يصدم سيارتك ويذهب ولا يبالي، فأذكر مرة رأيت موقفاً نبيلاً من أحدهم صدم سيارتي وهي في موقف فجئت إلى سيارتي فوجدتها مصدومة فوجدته كتب ورقة على سيارتي وقال أخي صاحب السيارة أنا أعتذر أنا الذي صدمت سيارتك وأنا فلان وهذا رقم جوالي، فاتصلت عليه حقيقة شكرته على هذا الخُلُق وعفوت عنه قلت والله لما رأيت ورقتك هذه والله لو راحت السيارة كاملة لا يهمّ لأنّ هذا الخُلُق هو خُلُق المسلم وينبغي علينا أن نكون بهذه الصفات.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]قال (أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ) هذا يدل على إنصاف المسلم وعن قيمة العدل عنده فوق كل الاعتبارات، فوق اعتبار النفس واعتبار الوالد واعتبار القريب. العدل وأن تشهد لله بالحق وأن تقوم بالقسط لو كان هناك خلاف بين اثنين أحدهما والدك وأنت تعرف أن والدك هو المخطئ، صعب جداً يمكن تشهد على نفسك لكن والدك يشقّ عليك ذلك لِمَا تعلم بما يحدث بها أحياناً من القطيعة. فهنا يقول الله عز وجل يذكِّرك بحقّه هو في إقامة العدل أن تشهد بالحق ولو كان في ذلك حقٌ سيركب والدك لأنك هنا تُنقِذه من الظُلم وتقيه من النار وهذا خيرٌ له من أن تقيه من مبلغ يلزمه في الدنيا ثم بعدها والعياذ بالله النار وبئس القرار.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]قال (أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ) الحقيقة هذه الآية آية عظيمة سبحان الله العظيم أنا لا أدري في القوانين الوضعية الآن مثل هذا القانون؟ أنك حتى مع نفسك ومع والدك ومع الأقربين يجب أن تكون عادلاً وأن تشهد عليهم بالحق سواء كان لهم أو عليهم، وهذه في وقتنا هذا صعبة جداً جداً لأنك ربما يُقال بأنك لئيم عندما تشهد على قريبك أو كذا وتذكرون القصة التي مرت معنا في الآيات السابقة في قوله سبحانه وتعالى عندما ذكرنا قصة بني أبيرق وكيف أنهم استكبروا أن يُشهَد على في قوله (وَلاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ (107) النساء) بعض الناس ينظر أنك الآن عندما تأتي يا محمد فتشهد على ابنك كيف ينظر ابنك إلى هذه الشهادة؟ يظن إلى أنك تستهين بحقه وأنك فيك نذالة وفيك لؤم وما فيك خير كيف تشهد على ابنك وهكذا؟! في حين أنك في واقع الأمر أنت تُحسِن إليه وتُحسِن إلى نفسك. عندما شهد النبي صلى الله عليه وسلم وأنصف النبي صلى الله عليه وسلم هذا اليهودي من المنافق كيف كان وقعها في نفس اليهودي؟ كبير، وما يدريك أنه قد أسلم بسبب هذا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]والغالب أنهم يُسلِمون إذا رأوا مثل هذا من مشاهد إقامة العدل في أهل الإسلام[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]انظر إلى ذلك النصراني القبطي عندما جاء إلى المدينة في عهد عمر رضي الله عنه فقال له إن ابن الأمير قد ضربني ابن عمرو بن العاص لأنه سبقه في مسابقة خيل أو كذا فعمر أنصف القبطي وقال لعمرو بن العاص: متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]قالها عمر قبل أربعة عشر قرن كما يُقال[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]وأيضاً عمر لم يأتي بها أول واحد هذا مبدأ القرآن نفسه [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]جاء بها من القرآن. والعجيب أنّ في تلك القصة نفسها أن الظالم ابن عمرو بن العاص رضي الله عن الجميع فلما انتصف المظلوم من الظالم قال وعليك بالشيخ! يعني عمرو بن العاص لأنه ما أقام العدل يعني في تلك الحادثة ما أقام العدل، قال عليك بالشيخ يعني مِل بعصاك على ذلك الشيخ لأنه يستحق من الجزاء مثل ما يستحق ابنه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]في قوله (إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا) يعني إشارة إلى أن العدل لا يرتبط بالغنى والفقر. يعني إقامة العدل لا تدخل في قضية الرحمة، ليس لأنه غني فترهبه أو ترغب في شيء منه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]أو تظلمه أيضاً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]ولا أنت تظلمه ولا أن تهينه أيضاً وتزدريه فتوقع ظلمك عليه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]وهذه أيضا سبحان الله الصفة ذكرها الله لأنها مؤثرة في مثل هذه القضايا، جئت أنت الآن تشهد على فلان التاجر فتستكبر أنت أحياناً تستكبر أنه كبير قدره وتاجر لن أشهد عليه خوفاً من بطشه فيقول الله لا، إشهد بالحق. أو تأتي إلى فقير فتستهين بأمره فتقول هذا، أنا سأشهد بالحق أنا ما فكرت فيه فتستهين به لفقره أو العكس[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]أو العكس أيضاً أنك قد تستهين بحق الغني لأنه لا يضره ما يُؤخذ منه وترحم الفقير وأنت تعرف أنه ظالِم لأنه مسكين ويحتاج إلى المرحمة فتنسى العدل فيُقال لك (إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا) هذا الشُغل ليس شغلك هذا أمر الله سبحانه وتعالى هو أولى بهما. ولذلك أحياناً قد نقع نحن المدرّسين في شيء من الظلم عندما يكون الطلاب متساوين فيأتي طالب ويُعطى مثلاً من الدرجات شيئاً أكثر بحكم أنه ضعيف وأنه كذا بينما لا يُعطى مثله من هو مجتهد، فيُقال يا أخي لا، إذا أعطيت فأَعطي الجميع مثلاً،أو مثلاً في الحرمان في الغياب قد تحصل هذه ولذلك أنا أقول قيمة العدل يظن بعض الناس أنها خاصة بالقضاة وهذا غير صحيح غير القاضي يمارس العدل في تصرفاته وأحواله أحياناً أكثر من القاضي، المدرِّس قد يقضي أكثر من القاضي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]المدرِّس ست ساعات تقريباً بين الطلاب هو قاضي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]والمدير بين موظفيه والعميد في الكلية ومدير المدرسة أو دائرة حكومية أو غيرها، الزوج بين زوجاته، الأب بين أبنائه، أنت الآن وبين أطفالك الصغار أنت اسكت أنت لا تفعل كذا، حكمت أُحكم بالعدل يعني إذا حكمت حتى في هذه المسائل فاحكم بالعدل وكن قوّاماً بالقسط وقل للظالم أنت ظالم ولو كان هو الأضعف وقل للمظلوم أنت مظلوم ولو كان هو الأقوى ما يضرّ.[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]وهذا من معاني قوّام يعني لاحظ عندما قال قوّام قلنا شديد القيام بالعدل أيضاً دقيق فيه يعني لا يُؤثر عليك أي مؤثر خارجي في أن تحيد عن هذا العدل والقيام بالقسط[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]ولهذا أكد أيضاً في قوله (فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot] إذن ليس هناك إلا هوى أو عدل يعني لا يصرف الإنسان عن العدل إلا الهوى قال (فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ) كراهة أن تعدلوا[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]لأن لا تعدلوا، لأنه سبحان الله الهوى، والهوى تسميته تدل على شيء من الخفاء به، يعني شيء في مسارب النفس لا يدركه إلا المُطّلِع على القلوب، [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]لا يدركه إلا صاحب التقوى، [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]أحياناً وأنت تصحح أوراق الطلاب يأتيك اسم فتجد يدك تخفّ ولا تخفّ عند غيره، من يعلم بهذا؟ أنت تشعر بأن هناك شيء هذا من الهوى وليس من العدل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]والهوى طبعاً مذموم وممدوح يعني قصدي إذا كان الهوى مخالفاً للحق كان مذموماً فليس الهوى مذموماً بكل حال[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]نعم لا شك[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]واتّباعه هو الذي يُذَمّ. في القرآن ما ذُم الهوى وإنما ذُم إتباع الهوى (يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى (26) ص) لأنه لو قيل لك لا تهوى تكليف بما لا يطاق أنت تهوى وأنا أهوى وكل واحد منا يهوى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]الرسول صلى الله عليه وسلم قال حتى يجعل هواه تبعاً لما جئت به فالهوى موجود لكن المشكلة في إتباعه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]وأيضاً لما غلب اسم الهوى على ما لا يُحمد كثر النهي عنه، ذمّ الهوى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot](وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ (50) القصص)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]في قوله (وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ) تلووا من الليّ[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]تحاولوا الالتواء على العدل والحيف عنه بصورة من الصور، أو تعرضوا تماماً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]عن أداء الشهادة والقيام لله بها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]قال (فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) جاء بالخبرة وهي العلم بالبواطن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]وهذا مقام تهديد[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]ما قال فإن الله كان بكم عليماً[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]لا، الخبرة لأنها كلها بواطن الأمور تحتاج إلى من يَخْبُرها[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]ولذلك يأتي التعليم بالخبرة مع الحديث عن الأشياء التي لا يطّلع عليها إلا الله كأسرار النفوس وخفاياها كما هو هنا لأن الشهادة والقيام بها على وجهها أمر لا يعلمه الناس، يعني يأتي شخص فيشهد شهادة ويُقسِم بالله أن لا يقول إلا الحقّ ولكن هل أنت تضمن أنه لم يقل إلا الحق فعلاً؟ ما تستطيع، ولذلك لا يعلمها إلا الخبير العليم سبحانه وتعالى (إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]في قوله (شُهَدَاء لِلّهِ) قيام الإنسان بالشهادة لله عز وجل خطير جداً ويجب على الإنسان أن يتقي الله فيه ليس في مجال الخصومة والخلاف بل حتى في الحُكم على الناس، الحُكم على الأشياء، الحُكم على الكتب، على الجماعات، على المؤسسات، على المعاهد، على الأداء الوظيفي، على كل شيء، تشهد لله، لأنه أحياناً قد تُحرج أنت يُقال لك ما تقول في الشيخ الفلاني أو في الكتاب الفلاني أو في الجماعة الفلانية أو في المؤسسة الفلانية؟ فأحياناً الشخص الآخر تعرف أنه له موقف سلبي من هذه الجماعة أو من هذه الجمعية أو المؤسسة فتحاول أن تحابيه في الكلام، وهذا يا إخواني مخالف للقيام لله بالعدل بل ينبغي للإنسان أن يكون صادقاً فيما يقول ويتقي الله في كل كلمة تخرج منه. وهذه الآن وقعت بين أهل العلم لذلك يجب التذكير بها تجد الناس الآن وَلَغوا في عِرض شيخٍ أو مؤسسةٍ أو جماعةٍ أو جمعيةٍ بغير حقّ فيُذكر كل سوء عليه ويُنسى كل ما له من خير أو معروف ولا يُعدل فيهم، نحن لا نطالب بأن نكون على النقيض نذكرهم بكل محاسنهم، نقول إعدل[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot](اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى (8) المائدة)[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]وهذه ستأتي في سورة المائدة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]نعم في قوله سبحانه وتعالى في الآية التي بعدها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (136)) عندنا في الكتاب هنا يعني إذا قلنا الكتاب الأولى معروفة أنه القرآن[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]هذه عهدية[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]هذه عهدية، والكتاب الثاني جنسية يعني أل الجنسية. نوضّحها: أل العهدية يعني المُتعاهد بين المتكلم والمُخاطب بهذا الكلام، معروفة. والجنسية تكون جنس الكتاب يعني الكتاب أيُّ كتاب نزل من قبل، فهذه جاءت فيها أل في الأولى الكتاب القرآن –العهدية- الذي أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهو القرآن، الكتاب الذي أنزل من قبل ليس كتاباً بعينه وإنما جنس الكتاب فصار الكتاب في الثانية غير الكتاب في الأولى[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]فيكون الكتاب الأول القرآن والكتاب الثاني الكتب السماوية السابقة، [/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]وهذا من وجوه النظائر في الآية الواحدة[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]أو ممكن نقول من الوجوه والنظائر في الأدوات. (أل) تأتي للعهد وتأتي للجنس وللعموم في آية واحدة أو في كلمتين متجاورتين. والعهد عند العرب ثلاثة أنواع: عهد ذهني وعهد ذُكري وعهد حضوري، العهد الذهني ما ذكرته أبا عبد الملك أن يكون شيئاً معهوداً بيني وبينك، أقول إفتح الكتاب ومعروف أنه الكتاب هو الكتاب الذي نحن ندرسه أو نقرأ فيه، وأما العهد الذِكري فهو الذي ذُكر في الكلام قبلاً في السياق، وأما العهد الحضوري فهو الذي يُشار إليه (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي (3) المائدة) هل هو اليوم هذا؟ لا، هو اليوم الذي نزلت فيه الذي كان حاضراً فيه[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري: [/FONT][FONT=&quot]فتح الله عليك أحسنت، انتهى وقت هذا اللقاء وهذا المجلس فلعلنا أيها الأخوة والمشاهدون نكمل الحديث حول هذه الآية العظيمة في المجلس القادم بإذن الله تعالى نراكم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. [/FONT]
 
[FONT=&quot]الحلقة الأخيرة
[/FONT]

[FONT=&quot]تأملات في سورة النساء – الآيات (136 – 141)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]http: //www.youtube.com/watch?v=Uf7bDhdTGAo[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]جاري تفريغ الحلقة وسترفع فور الانتهاء من تنقيحها بإذن الله تعالى في أقرب وقت وعذراً لتأخرنا برفع هذه الحلقات القيمة.
[/FONT]
 
آخر تحديث لتفريغ الحلقات:


الحلقة 20: الأخت محبة الاسلام - تم التفريغ والتنقيح والرفع
الحلقة 25 - الأخت راجية الفردوس - تم التفريع والتنقيح والرفع
الحلقة 26 - الأخت محبة الاسلام - تم التفريغ والتنقيح والرفع
الحلقة الأخيرة _ تأملات في الآيات 136 إلى 141 - الأخت رحاب محمد - تم التفريغ

وأظن أن هناك حلقة لم ترفع بعد وهي الحلقة 28 (تأملات في الآية 128 - 130) فإذا تم رفع رابطها نحتاج لتفريغها أيضاً
 
عمل رائع ومتقن.
أسأل الله أن يبارك فيك أيتها الأخت المباركة.
 
تم بفضل الله تعالى الانتهاء من تفريغ وتنقيح جميع الحلقات لبرنامج بينات للعام 1432 هـ وبقيت حلقة واحدة لم ترفع على النت لذا لم يتم تفريغها ولعل المشايخ الفضلاء أو الإخوة والأخوات الأعضاء إن وجدوها في مكان ما أن يضعوا لنا الرابط لنقوم بتفريغها بإذن الله تعالى
الحلقة المتبقية هي تأملات في الآيات (128 -130)
نلقاكم بإذن الله تعالى مع بداية شهر رمضان وبرنامج بينات لهذا العام اللهم بلغنا رمضان
--------------------------
[FONT=&quot]تأملات في سورة النساء – الآيات (136 – 141)[/FONT]
[FONT=&quot]رابط الحلقة[/FONT][FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]http: //www.youtube.com/watch?v=Uf7bDhdTGAo[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot])[/FONT][FONT=&quot]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا (136) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140)).[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. مرحباً بكم أيها الإخوة المشاهدون الكرام في برنامجكم بينات وفي هذا المجلس القرآني الذي نكمل فيه الحديث عن آيات سورة النساء هذه السورة المدنية العظيمة وقد وقف بنا الحديث في هذا المجلس عند قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ). وكنا قد ختمنا المجلس الماضي بكلام للشيخ محمد الخضيري وفقه الله حول الـ(ال) هنا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ) وقلت أن الـ(ال) هنا للعهد و(وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ) وأن الكتاب الثاني (ال) هنا للجنس المقصود بها جنس الكتب السماوية الماضية. واليوم نريد أن نكمل الحديث حول هذه الآيات[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] إذا سمحتم يا أبو عبد الله هناك فائدة قبل أن ننتقل[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] تفضل يا دكتور مساعد[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قد يقول قائل، أما قولكم في (الكتاب) في الأولى فهي واضحة لأنه قال (وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ) لكن (الكتاب) الأخرى ما الذي جعلكم تقولون بأنها للجنس فتشمل جميع الكتب السابقة؟ نقول الدليل الإطلاق، الله سبحانه وتعالى قال (وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ) والمُنزَل من قبل ليس كتاباً واحداً بل كتب متعددة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] التوراة والإنجيل والزبور وغيرها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم وصحف إبراهيم. وليس في الآية في سياقها ما يدل على نوع الكتاب وتحديده فدلّ الإطلاق على العموم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لكن نريد أن نتحدث من أول الآية في قوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ) هذا في الحقيقة مستغرب في الأوامر القرآنية كيف يقول أنتم أيها المؤمنون آمنوا؟ فيقال في الجواب عليه أن (آمنوا) هنا أولاً كمِّلوا إيمانكم فالمؤمن يحتاج باستمرار إلى أن يترقّى في مدارج الإيمان، فليس واحد منا يدّعي أنه قد وصل في الإيمان إلى منتهاه ولذلك نبي الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام طلب من الله عز وجل أن يصل إلى مرتبة في الإيمان لم يكن قد وصلها، قال (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلَكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي (260) البقرة) يريد زيادة في الإيمان، ولذلك ذكر الله في سورة الأنعام فقال (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) الأنعام) مما يدلّ على أن الإيمان درجات ومراتب فأنت دائماً تسأل الله عز وجل أن يكمِّل إيمانك ولذلك ورد في الحديث الذي رواه الحاكم قال: "إن الإيمان ليخلق –أي يبلى- في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يخلق يعني يبلى[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يبلى ويتمزق ويضعف. "فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم". إذاً يا أخي أنا وأنت وكل واحد منا محتاج إلى أن يجدد إيمانه ولذلك كان الصحابة يتعاهدون، ماذا كانوا يقولون؟ يا فلان إجلس بنا نؤمن ساعة، يعني هم كانوا كفاراً؟! كانوا مؤمنين ولكن ليزدادوا إيماناً على إيمانهم، هذا واحد. وقوله (آمنوا) تدل على معنى آخر وهو ثبّتنا على الإيمان وأقمنا عليه حتى نلقى الله كما قال الله عز وجل (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا (30) فصلت) ثبتوا وواصلوا واجتهدوا لأن الإنسان يمر في حياته بأطباق ومراحل مختلفة مرة يزيد ومرة ينقص قد ينحرف وقد ينجرف قد يحصل منه نكوص ينكص على عقبيه فيسأل المؤمن ربه سبحانه وتعالى دائماً أن يثبت على إيمانه حتى يلقى الله. وفي سؤال الإنسان ربه الثبات على الإيمان ضرورة من الضرورات ولا ينبغي لأحد أن يتهاون فيه، لا تقول لا أنا والله مسلم ومن أبوين مسلمين والحمد لله ما عندي سبيل إلا سبيل الإيمان، والله إن القلوب جميعاً بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء فانتبه قد تمسي مؤمناً وتصبح كافراً وقد تصبح مؤمناً وتمسي كافراً وقد تبيع دينك بعرض من الدنيا وهذا رأيناه لأناس ما كان الواحد يتصور يوماً من الأيام أنه يبتلى في إيمانه فيبيع إيمانه بعَرَض من الدنيا[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] طبعاً ذكر أركان الإيمان الآية كلها في الإيمان قال (وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا) وهذه أركان الإيمان، الإيمان بالله[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ما بقي إلا الإيمان بالقدر[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] يدخل في الإيمان بالله على قول العلماء الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل واليوم الآخر[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فإن قيل لماذا لم يذكر الإيمان بالقدر؟ لأن الإيمان بالقدر حقيقته هو الإيمان بقدرة الله، صفة الله سبحانه وتعالى وإنما أُفرِد لوقوع الضلال فيه وأُفرِد لأهميته في إستقامة حياة الإنسان وأُفرِد لأن الناس ينكرونه ولا يعرفونه وإلا فالحقيقة أن الإيمان بالقدر هو الإيمان بقدرة الله عز وجل ولذلك في هذه الآية وفي آية البقرة (الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلآئِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ (177) البقرة) لم يُذكر القدر يعني في آية البقرة وآية النساء ذكرت أركان الإيمان الخمسة دون السادس وذلك لبيان أن الإيمان بالقدر جزء لا يتجزأ من الإيمان بالله تعالى[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في الترتيب هنا الآن لما قال (وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ) هل هو ترتيب مقصود؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم، مقصود فيما يظهر، الإيمان بالله هو أصل الإيمان ثم تأتي الرسالات، الرسالات تبدأ بالملائكة هم من ينزلون بها، ينزلون بماذا؟ بالكتب، بالرسالة على الرسل[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ويخبرون باليوم الآخر[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] واليوم الآخر متأخر عن هذا كله فصار مرتباً. وهذا يدل على ما ذكرناه قبلاً أن القرآن يراعي الترتيب وأنه ما ذكر شيء في مكان إلا وهو في مكانه الذي لا يمكن أن يتقدم عنه ولا أن يتأخر[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] يعني تقصد أنه يراعي الترتيب المنطقي والعقلي إلا إذا إقتضى ذلك غيره[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وقد يكون منه الترتيب الزماني أيضاً[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] (فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا) أي من يكفر فقد ضلّ ضلالاً بعيداً والضلال بذاته دالٌ على عدم الهداية لذا وُصِف بأنه بعيد[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا قد يدل على شيء آخر وهو أن الضلال والكفر درجات ودركات بالأحرى منه ما هو كفر بسيط كما يقال قليل يكفر بشيء من أركان الإيمان، ومنه ما هو كفر سحيق كأن يكون معه كفر ومكر وصدٌ عن دين الله وإيذاءٌ لعباد الله وقتلٌ للأنبياء والرسل، فهذا الكفر ليس كذلك الكفر ولذلك كفر المنافق عندنا أشد من كفر الكافر الذي لم يؤمن بالله عز وجل لأن ذاك كفر وتظاهر بالإيمان وخادع الله ورسوله والمؤمنين وأما الكافر الصريح فإنه كفر فقط[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ثم يأتي بعد ذلك فيقول (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا) لاحظوا هذه المراحل (لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) لاحظ هذه الصفات: أول شيء أنهم آمنوا بالله ثم رجعوا إلى الكفر وارتدوا إليه ولاحظ أنه قال (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ) فهم قد خالطوا الإيمان فترة طويلة بدلالة حرف (ثمّ) لأن (ثم) تدل على العطف مع التراخي وهذا التراخي هذه مرحلة فقوله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ) يعني بقوا على الإيمان مدة (ثُمَّ كَفَرُواْ) فبقوا على الكفر أيضاً مدة ثم رجعوا مرة أخرى للإيمان يعني الله سبحانه وتعالى أعطاهم أيضاً فرصة مرة أخرى فرجعوا إلى الإيمان قال (ثُمَّ كَفَرُواْ) لكن هذه المرة رجعوا رجوعاً واستمروا عليه فتلاحظ مسألة التذبذب في دين هؤلاء. وهذا إشارة أيها الإخوة أن الإضطراب في الدين، في العقيدة خاصة مسألة العقيدة ومسألة الدين ليست مسألة عبث ولذلك ينبغي على الواحد ألا يعرِّض قلبه للشبهات، يتعرض للشبهات ويخوض غمارها ثقة بعقله وثقة بفهمه فيقع في الكفر والعياذ بالله وما يضمن لك يا أخي أن الله سبحانه وتعالى يهديك بعدها؟! ولذلك إذا وفِّق الإنسان وهداه الله سبحانه وتعالى إلى الإيمان فينبغي أن يستمسك (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ (43) الزخرف).[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الآيات التي قبلها كأنها في الكافر الصريح[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذه تشير إلى المتذبذبين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] المتذبذبين لأنه بعدها قال (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ) فكأنها تقدمة للإنتقال إلى أمر المنافقين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهم الذين آمنوا يقصد بهم هذا لأنهم هم الذين جاءوا إلى الرسول فآمنوا ثم رجعوا بعد ذلك فكفروا وجاءوا وأظهروا الإيمان تظهر لهم آيات الإيمان فيقبلون ثم يذهبون إلى أقوامهم فيرتدون فالله عز وجل قد توعد هؤلاء بوعيد شديد وهو أن يطمس بصائرهم (لَمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً (168)) يدورون في هذه الدوامة دوامة الشك والريب نسأل الله العافية السلامة عدم الخروج من هذا النفق[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ(45) التوبة)[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يترددون (فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) البقرة) نفس العملية أيضاً هذا تصوير لحالة هذا المنافق بليغ جداً طبعاً قد يكون ولله الحمد والمنة من لم يُبتلى بالنفاق لا يتصوره لكن أولئك الذين ابتلوا به يعرفون كيف أنهم يرتكسون في نفاقهم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] وهذه صورة من صور المنافقين، لأن المنافقين أنواع يعني هذه صورة من صور المنافقين يحصل لهم التردد والتذبذب[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يعني منهم منافقون من أول الأمر[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] من أول الأمر استبطن الكفر وأظهر الإسلام، هذا لا، هذا إنسان كما ذكر أبو عبد الله تظهر له بوادر الإيمان فيؤمن ثم سبحان الله يرتكس ثم يرجع فيؤمن ثم يرتكس مرة أخرى كل إرتكاسة ثانية تكون أشد من الأولى[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه نلاحظها أبا عبد الملك[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار: [/FONT][FONT=&quot]عقوبة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم عقوبة وهذا نلاحظه في أولئك الذين يستمعون للمشايخ والعلماء والدروس الدينية ثم يذهب ليسمع لآخرين لأصحاب الشبهات فيسمع لهؤلاء ثم يسمع لهؤلاء يصدق هؤلاء ثم يصدق هؤلاء ثم ما يزال به الأمر في التردد والشك ما ثبتت قدمه في الدين وتيقّن واطّرح هذا التردد والريب فيبتليه الله عز وجل بموت القلب ثم يدخل في العماية نسأل الله العفو والعافية[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولهذا قال هنا (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا)[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ما جاء بعدها إيمان، مراحل الإيمان إثنان ومراحل الكفر ثلاثة، لأنه خالط الإيمان بشاشة القلوب فانتهى يعني عرف الإيمان فتركه للإيمان بعد المرة الثانية خلاص[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] على علم (وأضله الله على علم). لاحظوا بأنه وصف الكفر بأنه درجات في قوله (ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا) وكذلك طبعاً يفهم بمفهوم المخالفة أن الإيمان في زيادة إزدادوا إيماناً على إيمانهم فقوله سبحانه وتعالى (ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً)[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذه عقوبة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] عقوبة، يعني أن الله سبحانه وتعالى يعاقبهم على إصرارهم على الكفر وعلى تهاونهم وعلى استهتارهم وفيها نوع من الإستهزاء هذه أنه يؤمن ثم يكفر ثم يؤمن ثم يكفر مسألة يعني أصبح فيها نوع من الاستهزاء والاستهتار بالدين ولذلك ينبغي على الإنسان أن يعظ"ِم الدين في نفسه وأن لا يعرض نفسه للشبهات ولا يغشى مجالسها ولا يذهب إلى مجتمعاتها فإنه قد يغيّر الإنسان دينه والعياذ بالله. ولذلك كثير ممن يغشى بلاد الكفار اليوم من أبنائنا نحن المسلمين ربما وقع في الكفر ولذلك سمعنا للأسف عن بعض الحوادث وإن كانت قليلة عن بعض من إعتنق النصرانية عندما ذهب إلى بلاد النصارى وعندما قيل له في ذلك قال اقتنعت بالنصرانية[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وما فيها شيء مقتع والله![/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فهذا هو المعنى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً)[/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ولذا قال بعدها (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) كأنه أشار إلى أن هذا الصنف من المنافقين، والتبشير عادة يأتي بالشيء الخير[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]هذا عرف[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نعم هذا عادةً وعرف ومأخوذ من البشرة لأنه أشير غلى ما يظهر على البشرة من فرح أو حزن ولكنه غلب في التبشير بالخير. هنا قال (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) ولا يُستخدم هذا إلا في حال المناكفة[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الحقيقة البشارة تطلق على الخبر السار دائماً[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] هذا الغالب فيها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] هذا العرف وهذا الأصل، أنها تطلق البشارة على الخبر السار، لكن تستخدم البشارة في الأمر السيء إستهزاءً لأنه الله هنا عندما يقول (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) هذا إستهزاء بهم، مثل الهداية مثلا لأن الهداية أصلاً تكون إلى الطريق ولكن عندما يقول (فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) الصافات) هذا على وجه السخرية والإستهزاء بهم لأنهم كانوا يعتبرون الهداية في الدنيا يسخرون من أهلها وأصحابها فالله يقول هذه الهداية التي تصلح لكم، فكذلك هنا عندما يقول (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) الحقيقة أنه على وجه السخرية والإستهزاء بهم وأن الإنسان لا يبشر إلا بالخير ولكنه عندما يبشرهم بالعذاب الأليم إستهزاءً بهم لأنهم كانوا يستهزئون بالمؤمنين. وهذا من أوجه الإستهزاء التي ذكرها الله في سورة البقرة يقولون (إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُونَ (14) البقرة) قال الله سبحانه تعالى (اللّهُ يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) البقرة) من صور إستهزاء الله بالمنافقين مثل هذا أنه يبشِّرهم بالعذاب الأليم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] في الآية الأولى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) هذه الآية من الآيات التي جمعت الرد على طائفتين ضالتين الطائفة الأولى الجبرية والطائفة الثانية القدرية. أما الجبرية فإن الله نسب الإيمان وكفره إليهم (ثُمَّ كَفَرُواْ) كفروا بأنفسهم مما يدل على اختيارهم لأفعالهم فهذا ردٌ على من يدّعي الجبر وأن الإنسان مجبور على أفعاله أما قوله (لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) ردّ على القدرية الذين يقولون أن الإنسان يختار فعله بنفسه لا إذا كان الله قد شاء لك الضلالة فلن تستطيع أنت أن تهتدي لا بد أن تؤمن بقدر الله عز وجل وأن الهداية والضلالة وجميع ما يحصل للإنسان إنما هو بقدر الله عز وجل فجمعت هذه الآية الرد على الطائفتين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً هناك إشارة في أول الآيات لو تذكرون (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء(48)) وهنا ذكر أيضاً أنه لا يغفر لهذا النوع وهو الذي يصر على كفره على علم وعناد فالله سبحانه وتعالى يقول (لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) وهذا ملحظ مهم جداً ما هي الأشياء التي توعد الله سبحانه وتعالى عليها أنه لا يغفرها الشرك والنفاق والإصرار عليه هنا والكفر، ثم (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] الذين يتخذون[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ذكر الله صفاتهم هنا (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ) يعني يوالون الكافرين ويصحبونهم ويتخذونهم أولياء وإذا إتخذت إنساناً ولياً فإنك تناصره وتحبه وتتولاه وتدافع عنه وتتمنى له الخير إلى آخره، فالله سبحانه وتعالى يقول أن من أبرز صفات المنافقين (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ).[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] والعجيب أن هذا موجود الآن ما تكاد تجد منافقاً في عصرنا أو إنساناً مغموصاً عليه بالنفاق إلا وتجد أن من أعظم صفاته أنه يوالي الكافرين على المؤمنين بل ويستوصي بالكافرين على أهله وعشيرته ورهطه وبني قومه وتجد نصحه وعيبته لأولئك الكافرين وليست لإخوانه المؤمنين وتجده إذا رأى سوءًا في أهله طار به فرحاً إذا رأى سوءً في العلماء والمشايخ وإذا رأى خيراً حاول أن يتنكر له وإذا رأى خيراً في أعداء المسلمين بدأ يظهره ويشيد به يقول اُنظر إلى هؤلاء كيف إستطاعوا أن يصلوا وأن يفعلوا وأن يحققوا فسبحان الله تجده بالفعل كيف تظهر هذه الولاية عليه وإن حاول إخفاءها ولذلك أنا أقول أنه من أبرز صفات أهل النفاق أن ينظر إليهم في جانب الولاية، ولايته لمن؟ ستجد أن هذا ظاهر عليه وواضح فيه وبهذا يستدل على النفاق نسأل الله العافية[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قوله (أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) كأن فيها إشارة وهي كما ذكرت قبل قليل يا دكتور يا دكتور محمد يستنصرون بالكافرين على المؤمنين وكأنهم يطلبون العزة والنصرة بهؤلاء الكفار فالله سبحانه وتعالى يقول باستفهام كريم (أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) يعني أي أيطلبون عندهم المنعة والقوة والغلبة؟! فالعزة لا تكون إلا عند الله سبحانه وتعالى[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ(8) المنافقون)، فإن قيل يا أبا عبد الملك أن الآن نلاحظ أن الكفار عندهم عزة وأن المسلمين قد أصابهم الضعف[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أنا كنت سأسأل ما هي العزة ما المقصود بالعزة؟[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أجِب[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] العزة هي المنعة والله سبحانه وتعالى يقول أيبتغون عند هؤلاء الكافرين العزة والمنعة لأن ضعيف الإيمان يظن أن القوة المادية هي العزّة والتقدم المادي والشوكة كما يقولون[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] نظره مادي[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نظره مادي في حين أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يُعزّ أولياءه بقدرته سبحانه وتعالى وإن كانت ضعفت الإمكانيات المادية عند أوليائه سبحانه وتعالى إلا أن الله ينصرهم بأسباب غير مادية وهذا الذي حدث في التاريخ أليس كذلك؟ يعني موسى عليه الصلاة والسلام ومن معه من بني إسرائيل عندما خرجوا فراراً من فرعون هل كان عندهم شوكة وقدرة؟! [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ما الذي منعهم؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولكن نصرهم الله نصراً عزيزاً ففلق لهم البحر ولم يفلقه لأحد قبلهم فعبروا وأهلك الله فرعون مع أنه كان مستعزاً بما كان لديه من القوة المادية[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] هذا لون، اللون الثاني عزة الحق[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذا عزة الدليل قوةً[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري: [/FONT][FONT=&quot]عزة الحجة والبرهان لأن لا أحد يملك الحجة والبرهان إلا المؤمن، الحق واحد لا يتعدد كون الرب سبحانه وتعالى هو الرب المعبود ما يمكن أن يتعدد هذا، أو في قولان أو ثلاثة أو أربعة أو إختلف الناس فيه وإن اختلفوا الحق فيه واحد فتجد المؤمن لما أبصر هذا الحق عنده من قوة الدليل والإعتزاز به ما يجعله متيقناً ثابتاً قد رأى النور قد رأى الحق بعينيه ولذلك تجد المؤمن يسام سوء العذاب يفتقر ويعذب ويسجن يراد منه أن يتفوه بالباطل بكلمة فلا يتفوه بها، هذه قمة العزة بينما صاحب الباطل أبداً هو مع باطله إن كان معه قوة مادية فإن ذهبت القوة المادية لم يجد شيئاً يتعزز به لأن الذي هو في يستحيي منه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] ولهذا العزة عزة العبادة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] والله قد وصف نفسه بأنه عزيز ووصفه بأنه العزيز وأن له العزة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] يقول العلماء بأن العزة مثبت لله ثلاثاً عزة القدر وعزة القهر وعزة إمتناع القدر في قدره والقهر ف أنه قد قهر كل شيء وأذله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك وصف نفسه بأنه القاهر فوق عباده والقهار[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] وعزة الإمتناع أن أحداً لا يمكن أن يريده الله سبحانه وتعالى بسوء لأنه ممتنع عمن أراده بسوء جل جلاله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وهذه كلها تدل عليها كلمة (العزة)[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] العجيب أن هؤلاء المنافقين مثل ما ذكرنا هم يوالون الكفار طلباً لشيء واحد أو طلباً لهذا الأمر العظيم وهو البحث عن العزة حتى لا نكون غريبين في العالم وحتى نبقى مع هذه الدول القوية وحتى نكون في حمايتها وجوارها فهم دائماًينظرون إلى هذا المعنى. ولذلك ذكر الله في سورة المائدة هذا المعنى بشكل كبير قال (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ(52) المائدة[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فنستعز بهم[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فنستعز بهم دعوهم أولياء لنا حتى إذا جاءنا أحد من الأعداء ينصرونا ويكونون ظهراً لنا، قال الله (فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) المائدة) وقد جاء الله بالفتح فذهبت كل تلك الولايات التي للمنافقين وسقطت دولة الكفر سبحان الله، وهكذا أهل الإيمان متى ما أشركوا في الولاية واتخذوا لهم ولياً من دون الله عز وجل سبحان الله ذلوا ولذلك نحن نقول لأمة الإسلام لن يعود لكم عزكم حتى تعلموا أن العزة لله ولن يعود لكم عزكم ومجدكم حتى تعلموا أن الولاية لا تكون إلا لله وأن لا يوالى أحد إلا لله أما ما صرنا الأن إنتهى المعسكر الشرقي ننتقل إلى المعسكر الغربي إنتظر الأن بعد ما ينتهي المعسكر الغربي إلى من سنذهب؟ بهذه الطريقة لن ننتصر ولن يعود لنا عزنا، إسرائيل هذه الدولة الصغيرة الضعيفة القليلة العدد التي تمكنت الأن وإستأسدت وأصبحت تؤدب هذا وترمي هذا وتفجر هنا وتقتل هنا ما استأسدت إلا لأن عندنا عزة وإلا والله لو ذهبنا بصدور عارية إلى إسرائيل لرميناها هي ومن فيها في البحر لكن أين هي العزة؟! القلوب الخاوية لا يمكن أن تقاتل[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ولذا هنا قال (أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ)[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] (فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) هنا قال (فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) وفي الآية الأخرى قال (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ(8) المنافقون[/FONT][FONT=&quot]).[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لأنها من عزة الله[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] جميل فنسبة العزة لله جميعاً تنبثق منها عزة رسله وعزة دينه وعزة كتبه وعزة أوليائه فكل ما كان متصلاً بالله تعالى ففيه هذه الصفة صفة العزة كرمة عزة المؤمن كرامة المؤمن ينبغي للإنسان أن يستعز بدينه وبمبادئه وبعزة الله سبحانه وتعالى، ولذلك لاحظ موقف آخر السحرة عندما جاء بهم فرعون لكي يغلبوا موسى[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] قالوا بعزة فرعون[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فأرادوا يعني ما هو الشيء الذي نستمد منه هذه القوة؟ هي عزتك يا فرعون (وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ (44) الشعراء) وراحوا فيها من أول جولة!! ولذلك فلما ألقوا، فلما ألقى موسى عليه الصلاة والسلام عصاه[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot] [/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] (فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ (45) فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (46) الشعراء) [/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] كانوا هم أول من أسلم وهم انهزموا في ميدان المعركة ولكن الله هداهم إلى الحق فآمنوا به. لاحظوا أن أقصى ما كانوا يعتمدون عليه عزة فرعون وقد إنتهت[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أنا أذكر مثالاً حيّاً مر بنا في السنوات الماضية أحمد ديدات رحمه الله عندما ذهب إلى أمريكا ويناظر القس جيمي سواجرت هذا القس طبعاً ملأ الدنيا حقيقة بضجيجه وشغل الناس حتى يقال أن دخله يبلغ مليون دولار من كثرة القنوات التي تستضيفه وله برامج ثابتة إلى آخره وأتباعه بالألوف أو بالملايين! جاء هذا الهندي الضئيل الجسم الكبير السن وناظر هذا الرجل أنا أريد من أي شخص الحقيقة ينظر إلى الصورتين صورة جيمي سواجرت وهو يناظر وصورة أحمد ديدات رحمه الله كيف كان يأتي بالحجج والله مثل الشهب[/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الشيخ أحمد؟ [/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم الشيخ أحمد، وذاك يقول الرب يحبك ويبدأ يعني يحاول يستعمل العواطف والكلام الذي يخلب به القلوب ولكن في النهاية ظهرت خسارته وغضب هؤلاء عليه لأن الرجل كان ساحقاً أحمد ديدات كان ساحقاً في حجته[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لأن الحق هو هذا[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لأن هذه هي العزة[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] طبيعة الحقّ ولذلك قال (وَقُلْ جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا(81) الإسراء) هي مجرد مجيء الحق يزهق الباطل يفرّ ويموت. وهذا كله تعليق على قوله (فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا)[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] فإذا كانت العزة لله جميعاً يجب علينا جميعاً يا إخواني أن نكون مع الله أولاً، ثانياً يجب علينا أيضاً ان نطلبها من الله تكون مع الله بقلبك وإخلاصك وصدقك (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا (125) النساء) وثانياً يسأل الله عز وجل فيملأ قلبه عزة بعزته وعزة الإيمان الذي في قلبه وألا يكون في قلبه إنكسار أو هزيمة. اليوم مُنينا نحن يا إخواني بما يسمى بالهزيمة النفسية، صوّر نكتشف نحن الآن أن الحبة السوداء شفاء من كل داء ويظهر فيها عشرات الأدوية ونستطيع أن يتخلص بها من السرطانات والطواعين وغيرها كل هذا سيبقى مجمداً حتى يأتي أمريكي ويقول اكتشفنا أن الحبة السوداء علاج سيصبح علاجاً عالمياً معترفاً به يقول لك هذا ثبت دولياً، هذا ثابت عندنا أصلاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وببينات وشواهد لا تقبل الشك أو التردد ما الذي يجعلنا لا نؤمن بهذه ولا نصدقها إلا عندما تختم عليها؟[/FONT][FONT=&quot]![/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] الإعتماد[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] نعم الإعتماد، هذا هزيمة!! قال أحد الأطباء يا أخي قرأت حديثاً لا أدري صحيح أم ضعيف يقول "الكمأة من المن وماؤها شفاءٌ للعين" قلت هذا الحديث في صحيح البخاري -والكمأة المقصود بها الفقع في نجد- قال يا أخي ما دخل الكمأة في شفاء العين؟! قلت له أنا أقول لك إذا جاء الأمريكان طلعوا لنا شفاء أو ماء من الكمأة ستصبح كشفاً علمياً هائلاً، دواء عالمي وستقوله أنت بملء فمك لكن الكلام الذي قاله الرسول فأنت تقول كيف هذا؟ أنا أريد منك إذا أنت مسلم صادق أنك تبحث في هذا الموضوع الرسول أعطاك المفتاح أنت أبحث وانظر ووالله لن تخيب وستجد في ذلك خيراً لك وللمسلمين ولكن لهزيمتك أنت لن تفعل ذلك[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] في ميزة الأن الأطباء أو النباتيون لأن الأدوية الأن معظمها إما مستخرجة من النباتات فعندما يذهب ويبحث في شجرة الصنوبر مثلاً فيجد فيها علاجات فهو يختبر هل يصيب أو يخطئ يختبر حتى يصيب فيُعتمد هذا الدواء. الآن النبي صلى الله عليه وسلم قد قرّب لك قال "الكمأة من المن وماؤها شفاءٌ للعين" جميل يعني حدد لك مصدر الدواء وحدد لك مكان العلاج أنت فقط اختبر وأظن العلماء الآن صنعوا شيئاً من هذا في عناية الآن الحمد لله بدراسات الطب النبوي ونحوها وفيها دراسات ممتازة جداً لكن يعني هي كما تفضلت كثير من المسلمين للأسف الشديد ليس لديه ثقة بدينه ولذلك جاءت الآية التي بعدها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] صبراً يا أبا عبد الله. قلت أنا في مؤتمر الإعجاز حضرنا أحد مؤتمرات الإعجاز فقلت الحقيقة أن بحوث الإعجاز نوعان: [/FONT]
[FONT=&quot]بحوث نحن نطبّق فيها المكتشفات على آيات القرآن وهذه مظنّة الزلل كونك تأتي بشيء قد اكتشفه الناس تطبقه على آية إحتمال أن تخطئ كثيراً يعني ولذلك يجب التثبت والتوثق قد المستطاع [/FONT]
[FONT=&quot]هناك نوع آخر هو بعكس هذا النوع وهو أن نأتي نحن إلى النصوص التي دلت على أمور بالفعل واضحة أدلة طبية أو نفسية أو غير ذلك أو جغرافية أو غيرها ونحن نبرز هذا للعالم نقلب القضية ويصير النص هو الذي يُملي علينا الكشف وليس العكس، هنا الأمان عالي جداً. وأنت تنطلق من النص ومن تفسيره والاحاطة به تفسير صحيح ومعتبر عند أهل العلم ثم تذهب لتبرزه للناس قلت ينبغي لنا في بحوث الإعجاز أن نستكثر من الثاني وألا نستكثر من الأول[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] أو لا نندفع[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أو لا نندفع إلى الأول لأن الآن الموجود هو إندفاعنا إلى الأول وترك للثاني فنحن مبهورون نبحث عما يفعله الغرب فنبحث عن آيات تطابقه وهنا يقع الخطأ ولكن لو كان العكس دعونا من هذه الأشياء الآن عندنا كنز هائل جداً لو تبحث مثلاً في صحيح البخاري تجد مئات الأحاديث التي فيها إشارات علمية لم ينتبه لها العالم إلا اليوم لو أن الباحثين اشتغلوا بها وأبرزوها للناس كان لنا فضل على الناس بأمرين أننا زدنا إيمانهم بهذه السنة وثانياً كشفنا للناس علاجاً عالجاً بها أمراضاً أو كشفنا كشوفاً إلى آخره[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] لاحظوا في الآية التي بعدها يا مشايخ أنه فعلاً يشير إلى حالة يظهر فيها الضعف وعدم الإعتزاز بالدين أو العكس يظهر فيها الإعتزاز بالدين فيذكر المجالس التي يجتمع فيها الناس (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ) عندما يحضر بعض المسلمين مجالس من يسخرون من الدين أو يقللون منه إما كفار وإما غيرهم يضعف عن الرد والإنتصار إما لجهله وإما لجبنه فأحياناً يكون مسلم ضعيف العلم وليس لديه معرفة فيسمع مجالس يُطعن فيها في الدين ويُطعن في الأحاديث النبوية فلا يستطيع أن ينتصر لدينه وتجده يراسل أو يتصل ويقول أنا حضرت مجلس وكان فيه شتيمة وكان فيه طعن في القرآن وفيه إثارة شبهات في القرآن أو إثارة شبهة في الإسلام شبهة التعدد أو شبهة حجاب المرأة إلى آخره فأوتي من جهله ويقول وددت لو تكلمت ولكن ليس عندي علم. وشخص آخر عنده علم ولكنه يجبُن ويقول أؤجلها لعلي أفعل، الله سبحانه وتعالى يقول لا، لا تقعد إما أن تقول كلمة الحق وتبرز الحق وإما لا تقعد مع هؤلاء المستهزئين الذين يكفرون بآيات الله ويسخرون بها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا تصفق للباطل إذا لم يقل الحق صفّق للباطل إذا لم تستطع أن تقول الحق فقُم فالله عز وجل قد عذرك[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] وما أكثر المجالس التي ينطبق عليها هذا الشرط يُكفر فيها بالله ويستهزأ فيها بآيات الله سبحانه وتعالى ولذلك ينبغي على المسلم أن يأتمر بأمر الله، لا تغشى هذه المجالس وإن غشيتها فقل كلمة الحق فيها وإلا انسحب واترك هذه المجالس[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] ولذلك قالوا كلمة جميلة الحقيقة إذا لم يزل الباطل فزُلْ أنت، إذا ما زال الباطل بعض الناس يقولوا والله أنا الباطل ما أستطيع أن أزيله أنا، لا تبقى في مكان يقال فيه الباطل وتسمعه وتسكت[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] في نهاية الأمر الحقيقة تهديد حتى للذي يجلس قال (إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) يعني هذا من أوصاف المنافقين وكأن فيها إشارة تهديد ووعيد لمن يجلس في مثل هذه المجالس ولا يقوم بحق الله فيها. طبعاً هو ليس مثلهم ولكن كونه يأتي لاحظ الآن كان يقول (بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ) وتكلم عن المنافقين ثم قال (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ) ثم قال (إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) هل يرضى أحد من المؤمنين أن يكون من المنافقين؟ الجواب لا، ولهذا الحقيقة هذا من التهديد والوعيد الشديد جداً جداً والله سبحانه وتعالى قال (إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) لأن هذا لا يخرج الاستهزاء إلا من صنفين: إما صنف المنافقين وإما صنف الكافرين[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] فكما رضوا بأن يبقوا في هذا المكان الذي يُسخر فيه ويُستهزأ بالدين مجاملة أو لأي سبب من الأسباب قال الله (إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) كما رضي المنافقون بالبقاء مع هؤلاء الكافرين في هذه المجالس التي يُسخر فيها بالدين ويُستهزأ كان الجزاء من جنس العمل وهذه الآية تصلح أن تكون مثالاً أن الجزاء من جنس العمل[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] أيضاً في قوله (الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ)[/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] لا قبل يا أبا عبد الملك[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. مساعد الطيار:[/FONT][FONT=&quot] لأني أخشى أن الوقت يضيق علينا ولا نقف على هذه الآية[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أنا أقصد أحياناً قد يجلس الإنسان مجلساً من المجالس وقد يجلس أحياناً على شاشة أو مع كاتب في رواية أو غيرها فليحرص كل واحد منا أن لا يجلس هذه المجالس أو يشاهد هذه القنوات، واحد جالس يسب الدين أو يسب المسلمين أو يشكك في بعض آيات الله عز وجل أو أحاديث رسوله وتجد الإنسان جالس يستمع إليه لا يستطيع أن يرد عليه ولا أن يتكلم معه، كيف؟ لا يجوز لك يا أخي أغلق هذه الشاشة أو انتقل إلى قناة أخرى تسمع فيها خيراً أو تسمع فيها شيئاً مباحاً فاتقي الله لأنك إذا سمعت ولم تنكر دخلت في هذا الوعيد[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] ووقعت الشبهة في نفسك[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. محمد الخضيري:[/FONT][FONT=&quot] أو وقعت الشبهة في نفسك فلم تستطع أن تزيلها[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]د. عبد الرحمن الشهري:[/FONT][FONT=&quot] نعم وقد تقدم معنا (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا) لا يأتي هذا الكفر إلا بالتعرض لأسبابه، عندما تغشى الأسباب التي تُدخل عليك الشبهات وتثير فيك ربما تدخل في الكفر وأنت لا تعلم. هذه الآيات في الحقيقة من أشد الآيات التي تحدثت في السورة عن المنافقين ولكن الوقت أدركنا في هذا المجلس ولعلنا إن شاء الله في المجلس القادم نشير إلى هذا وكنا أشرنا إلى كتاب جيد كتاب "المنافقون في القرآن الكريم" للدكتور عبد العزيز الحميدي تكلّم عن هذه الآيات بكلام جميل وأطال فيها فلعل الإخوة المشاهدون أن يرجعوا إلى هذا الكتاب وأمثاله. وأنتم أيها الإخوة المشاهدون نلقاكم بإذن الله تعالى في اللقاء القادم لعلنا نكمل بإذن الله الحديث عن هذه الآيات التي تناولت صفات المنافقين ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منا ومنكم وأن يجعلنا جميعاً من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته. حتى ذلك الحين نلقاكم على خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته[/FONT][FONT=&quot].[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
((قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ(11)) السجدة
((وقالوا أإذا ضللنا في الأرض أإنا لفي خلق جديد ، بل هم بلقاء ربهم كافرون * قل يتوفاكم ملك الموت الذي وُكِّل بكم ثم إلى ربكم ترجعون))
لعل مناسبة الآية الكريمة لما قبلها : لبيان أن أرواحكم يتوفاها الملَك ، فلا تضل كأجسادكم . ثم إلى ربكم ترجعون .
 
عودة
أعلى