حكم تقبيل المصحف ؟ للعلامة الألباني رحمه الله

إنضم
29/04/2003
المشاركات
29
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
ما حكم تقبيل المصحف ؟ للعلامة الألباني رحمه الله
سؤال8 : ما حكم تقبيل المصحف ؟

الجواب : هذا مما يدخل – في اعتقادنا – في عموم الأحاديث التي منها ( إياكم ومحدثات الأمور , فإن كل محدثة بدعة , وكل بدعة ضلالة )(1) , وفي حديث آخر ( كل ضلالة في النار )(2) , فكثير من الناس لهم موقف خاص من مثل هذه الجزئية , يقولون : وماذا في ذلك ؟! ما هو إلا إظهار تبجيل وتعظيم القران , ونحن نقول صدقتم ليس فيه إلا تبجيل وتعظيم القران الكريم ! ولكن تُرى هل هذا التبجيل والتعظيم كان خافياً على الجيل الأول -وهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم- وكذلك أتباعهم وكذلك أتباع التابعين من بعدهم ؟ لا شك أن الجواب سيكون كمال قال علماء السلف : لو كان خيراُ لسبقونا إليه .

هذا شيء , والشيء الآخر : هل الأصل في تقبيل شيء ما الجواز أم الأصل المنع ؟

هنا لا بد من إيراد الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحهما ليتذكر من شاء أن يتذكر , ويعرف بُعد المسلمين اليوم عن سلفهم الصالح , وعن فقههم , وعن معالجتهم للأمور التي قد تحدث لهم .

ذاك الحديث هو : عن عباس بن ربيعة قال : رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يُقبل الحجر ( يعني : الأسود ) ويقول ( إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع , فلولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبلك ما قبلتُك )(3) , وما معنى هذا الكلام من هذا الفاروق : لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبلك ما قبلتك ؟! .

إذاً , لماذا قبل عمرُ الحجر الأسود , وهو كما جاء في الحديث الصحيح ( الحجر الأسود من الجنة )(4) ؟! فهل قبله بفلسفة صادرة منه , ليقول كما قال القائل بالنسبة لمسألة السائل : إن هذا كلام الله ونحن نقبله ؟! هل يقول عمر : هذا حجر أثر من آثار الجنة التي وُعد المتقون فأنا أُقبله , ولست بحاجة إلى نص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليبين لي مشروعية تقبيله ؟! أم يعاملُ هذه المسألة الجزئية كما يريد أن يقول بعض الناس اليوم بالمنطق الذي نحن ندعو إليه , ونسميه بالمنطق السلفي , وهو الإخلاص في اتباع الرسول عليه الصلاة والسلام , ومن استن بسنته إلى يوم القيامة ؟ هكذا كان موقف عمر , فيقول : لولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقبلك لما قبلتك .

إذاُ الأصل في هذا التقبيل أن نجري فيه على سنة ماضية , لا أن نحكم على الأمور – كما أشرنا آنفا – فنقول : هذا حسن , وماذا في ذلك ؟! اذكروا معي موقف زيد بن ثابت كيف تجاه عرض أبي بكر وعمر عليه] في[(5) جمع القران لحفظ القران من الضياع , لقـد قال : كيف تفعـلون شيئاً ما فعله رسول الله صلى الله عـليه وسلم ؟! فليس عند المسلمين اليوم هذا الفقه في الدين إطلاقاً .

إذا قيل للمقبل للمصحف : كيف تفعل شيئاً لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! واجهك بأجوبة غريبة عجيبة جداً , منها : يا أخي ! وماذا في ذلك ؟! هذا فيه تعظــيم للـقران ! فــقل له : يا أخي ! هذا الكلامُ يعاد عليك : وهل الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يُعظم القران ؟ لا شك أنه كان يعظم القران , ومع ذلك لم يُقبله , أو يقولون : أنت تنكر علينا تقبيل المصحف ! و ها أنت تركب السيارة , وتسافر بالطيارة وهذه أشياء من البدعة ؟! يأتي الرد على ما سمعتم أن البدعة التي هي ضلالة , إنما ما كان منها في الدين .

أما في الدنيا , فكما ألمحنا آنفا أنه قد تكون جائزة , وقد تكون محرمة إلى آخره , وهذا الشيء معروف , ولا يحتاج إلى مثال .

فالرجل يركب الطيارة ليسافر إلى بيت الله الحرام للحج , لا شك أنه جائز , والرجل الذي يركب الطيارة ليسافر إلى بلاد الغرب ويحُج إليه , لا شك أن هذه معصية , وهكذا .

أما الأمور التعبدية التي سئُـل عنها السائل : لماذا تفعل ]هذا[(6) ؟ قال التقرب إلى الله !

فأقول : لا سبيل إلى التقرب إلى الله تبارك وتعالى إلا بما شرع الله , ولكني أريد أن أُذكر بشيء وهو – في اعتقادي – مهم جدا لتأسيس ودعم هذه القاعدة ( كل بدعة ضلالة ) , لا مجال لاستحسان عقلي بتاتاً .

يقول بعض السلف : ما أُحدثت بدعة إلا و أُميتت سنةٌ .

وأنا ألمس هذه الحقيقة لمس اليد بسبب تتبعي للمحدثات من الأمور , وكيف أنها تخالف ما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام في كثير من الأحيان .

وأهل العلم والفضل حقاً إذا أخذ أحدهم المصحف ليقرأ فيه , لا تراهم يُقبلونه , وإنما يعملون بما فيه , وأما الناس – الذين ليس بلعواطفهم ضوابط – فيقولون : وماذا في ذلك ؟! ولا يعلمون بما فيه ! فنقول : ما أحدثت بدعة إلا وأميتت سنة .

ومثل هذه البدعة بدعة أخرى : نرى الناس – حتى الفُساق منهم الذين لا زال في قلوبهم بقية إيمان- إذا سمعوا المؤذن قاموا قياماً ! وإذا سألتهم : ما هذا القيام ؟! يقولون : تعظيما لله عزوجل ! ولا يذهبون إلى المسجد , يظلون يلعبون بالنرد والشطرنج ونحو ذلك , ولكنهم يعتقدون أنهم يعظمون ربنا بهذا القيام ! من أين جاء هذا القيام ؟! جاء طبعاً من حديث موضوع لا أصل له وهو ( إذا سمعتم الأذان فقوموا )(7) .

هذا الحديث له أصل , لكنه حُرف من بعض الضعفاء أو الكذابين , فقال ( قوموا ) بدل ( قولوا ) واختصر الحديث الصحيح ( إذا سمعتم الأذان , فقولوا مثل ما يقول , ثم صلوا علي .. )(8) الخ الحديث , فانظروا كيف أن الشيطان يُزين للإنسان بدعة ]بدعته[(9) , ويقنعه في نفسه بأنه مؤمن يُعظم شعائر الله , والدليل أنه إذا أخذ المصحف يُقبله , وإذا سمع الأذان يقوم له ؟!

لكن هل هو يعمل بالقران ؟ لا يعمل بالقران ! مثلاً قد يُصلي , لكن هل لا يأكل الحرام ؟ هل لا يأكل الربا ؟ هل لا يُطعم الربا ؟ هل لا يُشيع بين الناس الوسائل التي يزدادون بها معصية لله ؟ هل ؟ هل ؟ أسئلة لا نهاية لها , لذلك نحن نقف فيما شرع الله لنا من طاعات وعبادات , ولا نزيد عليها حرفاً واحداً , لأنه كما قال عليه الصلاة والسلام ( ما تركت شيئاً مما أمركم الله به إلا وقد أمرتكم به )(10) , وهذا الشيء الذي أنت تعمله , هل تتقرب به إلى الله ؟ وإذا كان الجواب : نعم . فهات النص عن الرسول عليه الصلاة والسلام . الجواب : ليس هناك نص . إذا هذه بدعة , ولكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .

ولا يُشْكلن على أحد فيقول : إن هذه المسألة بهذه الدرجة من البساطة , مع ذلك فهي ضلالة وصاحبها في النار ؟!

أجاب عن هذه القضية الإمام الشاطبي بقوله ( كل بدعة مهما كانت صغيرة فهي ضلالة ) .

ولا يُنظر في هذا الحكم – على أنها ضلالة – إلى ذات البدعة , وإنما يُنظر في هذا الحكم إلى المكان الذي وضعت فيه هذه البدعة , ما هو هذا المكان ؟ إن هذا المكان هو شريعةُ الإسلام التي تمتْ وكملتْ , فلا مجال لأحد للاستدراك ببدعة صغيرة أو كبيرة , من هنا تأتي ضلالةُ البدعة , لا لمجرد إحداثه إياها , وإنما لأنه يعطي معنى للاستدراك على ربنا تبارك وتعالى وعلى نبينا صلى الله عليه وسلم .

من كتاب كيف يجي علينا أن نفسر القرآن

( منقول من منتدى أهل القرآن )

ــــــــــــــ

1- صحيح الترغيب والترهيب1/92/34

2- صلاة التراويح ص75

3- صحيح الترغيب والترهيب1/94/41

4- صحيح الجامع3174

5- ( في ) هي إضافة من عندي

6- نفس الشيء أضفت ( هذا )

7- الضعيفة711

8- مسلم384

9- وقد تكون الكلمة الصحيحة بدعته لكي تطابق الجملة

10- الصحيحة1803
 
هذا جواب الشيخ ابن باز رحمه الله عن المسألة المذكورة
س : ما حـكم تقبيـل المصحف عنـد سقـوطه مـن مكان مـرتفع ؟
ج : لا نعلم دليلا على شرعية تقبيله ، ولكن لو قبله الإنسان فلا بأس لأنه يروى عن عكرمة بن أبي جهل الصحابي الجليل رضي الله تعالى عنه أنه كان يقبل المصحف ويقول هذا كلام ربي ، وبكل حال التقبيل لا حرج فيه ولكن ليس بمشروع وليس هناك دليل على شرعيته ، ولكن لو قبله الإنسان تعظيما واحتراما عند سقوطه من يده أو من مكان مرتفع فلا حرج في ذلك ولا بأس إن شاء الله .

http://www.ibnbaz.org.sa/last_resault.asp?hID=2391
 
سئل شيخ الإسلام رحمه الله :
مسألة : هل القيام للمصحف وتقبيله , وجعله عند القبر , ووقيد قنديل في موضع يكون من غير أن يقرأ فيه , مكروه ؟ وهل يكره أيضا أن يفتح فيه الفال ؟
الجواب : الحمد لله القيام للمصحف وتقبيله لا نعلم فيه شيئا مأثورا عن السلف وقد سئل الإمام أحمد عن تقبيل المصحف , فقال : ما سمعت فيه شيئا , ولكن روي عن عكرمة بن أبي جهل أنه كان يفتح المصحف , ويضع وجهه عليه ويقول كلام ربي كلام ربي , ولكن السلف , وإن لم يكن من عادتهم القيام له , فلم يكن من عادتهم قيام بعضهم لبعض , اللهم إلا لمثل القادم من غيبة ونحو ذلك , ولهذا قال أنس : لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهته لذلك , والأفضل للناس أن يتبعوا طريق السلف في كل شيء , فلا يقومون إلا حيث كانوا يقومون . فأما إذا اعتاد الناس قيام بعضهم لبعض , فقد يقال : لو تركوا القيام للمصحف مع هذه العادة لم يكونوا محسنين في ذلك ولا محمودين , بل هم إلى الذم أقرب , حيث يقوم بعضهم لبعض , ولا يقومون للمصحف الذي هو أحق بالقيام , حيث يجب من احترامه وتعظيمه ما لا يجب لغيره , حتى ينهى أن يمس القرآن إلا طاهر , والناس يمس بعضهم بعضا مع الحدث , لا سيما في ذلك من تعظيم حرمات الله وشعائره ما ليس في غير ذلك . وقد ذكر من ذكر من الفقهاء الكبار قيام الناس للمصحف ذكر مقرر له , غير منكر له .- ثم انتقل إلى المسائل الأخرى – الفتاوى الكبرى 1/49 .

وفي الآداب الشرعية 2/283 " ويجوز تقبيل المصحف , قدمه في الرعاية وغيرها . وعنه يستحب لأن عكرمة بن أبي جهل كان يفعل ذلك رواه جماعة منهم الدارمي وأبو بكر عبد العزيز , وعنه : التوقف فيه " .

وقال النووي في ( التبيان في آداب حملة القرآن ) ص98 :
" ويستحب أن يقوم للمصحف إذا قدم به عليه لأن القيام مستحب للفضلاء من العلماء والأخيار فالمصحف أولى وقد قررت دلائل استحباب القيام في الجزء الذي جمعته فيه وروينا في مسند الدارمي بإسناد صحيح عن ابن أبي مليكة أن عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه كان يضع المصحف على وجهه ويقول كتاب ربي كتاب ربي " .

وفي حاشية البجيرمي – في فقه الشافعية 1/173 – " استدل السبكي على جواز تقبيل المصحف : بالقياس على تقبيل الحجر الأسود ويد العالم والصالح والوالد ; إذ من المعلوم أنه أفضل منهم " .

وفي الدر المختار 6/384 " روي عن عمر رضي الله عنه أنه كان يأخذ المصحف كل غداة ويقبله ويقول : عهد ربي ومنشور ربي عز وجل ، وكان عثمان رضي الله عنه يقبل المصحف ويمسحه على وجهه " .
وجواز التقبيل هو مذهب الحنفية والحنابلة .
والله أعلم
 
بسم الله

رأيت كلاماً جيداً له صلة بهذه المسألة في كتاب : المقدمات الأساسية في علوم القرآن لعبدالله الجديع

وهذه مقتطفات منه :

تكريم المصحف :

كل فعل لم تنه عنه الشريعة ، مما يقصد به تكريم المصحف وتعظيمه ، فهو حسن مقبول ؛ لأن ما كان من الأفعال مباحاً في الأصل إذا استعمل للتوصل به إلى مشروع فهو مشروع بهذا الاعتبار ، ما لم يعتقد صاحبه أنه سنة لذاته ، أو مطلوب لذاته ، خشية أن يضيف إلى الديم ما ليس منه .

ومن هذا ما يتصل بالأفعال بتعظيم المصحف ؛ فإن ذلك من الإيمان ... والله تعالى يقول : { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } ، وهذا عام في كل ما أشعر الله به عباده وأعلمهم ، كل ذلك تعظيمه من التقوى .


ثم قال وهذا باب مرجعنا فيه إلى عمومات النصوص ، ولا يطلب له النص الخاص من الهدي النبوي ؛ لأن المصاحف لم تكن وجدت يومئذ ، وإذا صح ذلك كان مقتضى العموم إباحة كل فعل يحصل به التعظيم ، غير أن من الناس من قد يصير إلى التكلف فيه ، ولذا وجب أن يضبط بضابط ، وأحسن ما نراه ضابطاً لذلك هو :
أن يكون الفعل الذي قصد به تعظيم المصحف مما أثر عن سلف الأمة من الصحابة والتابعين ....



ثم ذكر أن من صور التعظيم التي وجدنا لها أصلاً في النصوص أو فعل السلف : تقبل المصحف ، ثم ذكر الأثر الوارد عن عكرمة وأنه كان يأخذ المصحف ويضعه على وجهه ويبكي ، ويقول : كلام ربي ، كلام ربي . وذكر أنه أثر صحيح . وعلق عليه بقوله : في هذا الأثر من الدلالة : أن ما يكون من تقبيل المصحف أو ما في معناه ، فهو سائغ حسن ، وليس بسنة .

انظر المرجع المشار إليه أعلاه ص562-565
 
إذاً, وبناء على كلام فضيلة الشيخ الجديع: فلنقبل أبنية وجدران المساجد, ولنقبل كتب الحديث النبوي, ولنقبل جدران الكعبة. ولنقبل مقام إبراهيم.... ولنقبل ولنقيبل ولنقبل... ولن ينتهي التقبيل.. لأن كل ذلك من شعائر الله .. فإن ذلك من الإيمان ... والله تعالى يقول : { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } ، وهذا عام في كل ما أشعر الله به عباده وأعلمهم ، كل ذلك تعظيمه من التقوى... !!!


فليُتأمل هذا...!! والله الهادي إلى سواء السبيل.
 
اعذروني

اعذروني

بالرغم من تحفظ أخي المفضال أبو صلاح على الأمر وإطلاقه العنان استهجانا بكلام الشيخ الجديع في التقبيل ...

هذا شيء في نفسي لا استطيع دفعه (أقبل المصحف وأقبل أيادي مشائخي من القراء والمحدثين) ... أعذروني
 
ضعف أثر عكرمة ..

ضعف أثر عكرمة ..

[align=center]عن ابن أبي مليكة قال كان عكرمة بن أبي جهل يأخذ المصحف فيضعه على وجهه ويبكي ويقول كتاب ربي وكلام ربي وفي لفظ كلام ربي كلام ربي) 000

قلت : أخرج هذا الأثر كلا من عبدالله بن المبارك في كتاب الجهاد (89) دار المطبوعات الحد يثة وعبدالله بن الإمام أحمد في السنة (1-140) دار بن القيم والحاكم في مستدركه (3-217) والطبراني في معجمه الكبير (17-371) والخطيب البغدادي في تايخ بغداد (10-320) من طرق كلهم عن حماد بن زيد عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال فذكره0000

قلت وهذا إسناد ضعيف وعلته الإنقطاع حيث إن بن أبي مليكة لم يدرك عكرمة ذالكم أن بن أبي مليكة توفي سنة 117من الهجرة وعكرمة سنة 15للهجرة فيبعد أن يكون أدركه بل أن الترمذي قال لم يدرك ابن أبي مليكة طلحة بن عبيد الله مع أن طلحة بن عبيد الله توفي سنة 36من الهجرة فكيف يكون بن أبي مليكة قد أدرك عكرمة وقد قال أبو زرعة بن أبي مليكة عن عمر وعثمان مرسلا( ذكر ذلك صاحب جامع التحصيل في ترجمة ابن أبي مليكة) فكيف يظن بعد ذلك الإتصال0

وعليه فلما كان الحكم الشرعي كالإستحباب لايبنى على حديث أوأثر ضعيف كما قرر شيخ الإسلام في الفتاوىلأن الحديث الضعيف ظن مرجوح واحسن أحواله الشك والشك ليس بعلم كما هو مفهوم كلام بن عبد البر في كتاب جامع بيان العلم وفضله قال تعالى : (وإن الظن لايغني من الحق شيئا) فيكون تقبيل المصحف بدعة محدثة يينبغي تركها والتحذير منها فقد تفشت في أوساط العامة من أهل هذا الزمان فهوتشريع لم يأذن به الله بل أن ذلك ضرب من قلة تعظيمه وتوقيره فإن توقيره لايكون إلا بإتباع ماأنزل الله فيه ومن ذلك قوله تعالى (أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين مالم يأذن به الله)فلم يأذن الله بتقبيله ولوكان تقبيله من توقيره لما أهمل أصحاب النبي ذلك ولوكان خيرا لسبقونا إليه ولأمرنا بذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولدلناعلى ذلك وقد أخرج الشافعي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(ماتركت من خير يقربكم من الله ويباعدكم عن النار إلا دللتكم عليه) أوكما قال

ولقد جاءفي صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب أنه جاء إلى الحجر الأسود فقبله وقال إني أعلم أنك حجر لاتضر ولا تنفع ولولا أني رأيت رسول الله يقبلك ماقبلتك فيمكن أن يخرج على ذلك مذهب لعمر بعدم جواز تقبيل المصحف لأنه امتنع عن تقبيل التعبد فيما لم يثبت أن النبي قبله فقبل الحجر فقط ولم يقبل غيره ولو قبل المصحف لنقل عنه رضي الله عنه فلو إدعا المقبل له أنه قبله عادة ماقبل منه لأن القرينة تدل على التعبد ولاشك والدين لايهتدىإليه بالعقل يقول علي بن أبي طالب لو كان الدين بالرأي لكان المسح على باطن الخف أولى من ظاهره فهؤلاء عظموا القرآن بعقولهم وأهوأهم ولم يعقلوا أن خير من فهم الطريق لتعظيمه هم السلف رحمهم الله
[/align]

منقول /ماهر القحطاني.
 
نحن بفضل الله نعمل راي الشيخ الالباني في هذه المسالة وايضا انا لا اتصور ان المشائخ الذين رخصو في تقبيل المصحف انهم يقبلونه كل ما حملوه وهذا جزما وعلى راسهم امام اهل السنة والجماعة/ الشيخ بن باز رحم الله الجميع لكن اذا رأينا ابنائنا يفعلون فنحن لا نمنعهم من ذالك فقد راينا بعض ابناء المسلمين وفي مساجدنا اذا فرغ احدهم من القراءة القى بالمصحف كما يلقي بالكتاب المدرسي اذا مل منه فاظن بذالك اعني التقبيل يبقى عند الابناء نوع تعظيم ان شاء الله اخذا براي المشائخ.
 
الإخوة الأكارم .. ينبغي عند مناقشة أي مسألة أن تكون النصوص هي المقدمة في ذلك، وهذه المسألة على وجه الخصوص ينبغي أن تحرر هل المقصود التعبد بذلك ، فنقول إنها متوقفة على أدلة الجواز ، أو أنها كتقبيل رأس الشيخ مثلاً تعظيماً وتقديراً ، وليست من باب التعبد ..
وأما ما نُقل عن الشيخ الجديع وفقه الله فلا أظن أن اعتراض الأخ الكريم أبي صلاح الدين في محله ، فما ذكره من المقام وجدران الكعبة والمساجد موجودة في عهده صلى الله عليه وسلم ، وهو يقول: " وهذا باب مرجعنا فيه إلى عمومات النصوص ، ولا يطلب له النص الخاص من الهدي النبوي ؛ لأن المصاحف لم تكن وجدت يومئذ ، وإذا صح ذلك كان مقتضى العموم إباحة كل فعل يحصل به التعظيم ، غير أن من الناس من قد يصير إلى التكلف فيه ، ولذا وجب أن يضبط بضابط ، وأحسن ما نراه ضابطاً لذلك هو :
أن يكون الفعل الذي قصد به تعظيم المصحف مما أثر عن سلف الأمة من الصحابة والتابعين ".
والله أعلم.
 
جزاكم الله خيرا.

تعليق أخي فهد الوهبي يثير ملاحظة منهجية لاحت لي، وأرجو أن يتم الاعتناء بها لأنها في نظري من أهم أسباب الاختلاف بين العلماء:

لا يكفي في الاستدلال (سواء كان الأمر في التفسير أو الاستنباط الاصولي والفقهي) أن نذكر القواعد المعتمدة. كما لا يمكن دائما الترجيح بين الآراء المعتمدة على قواعد مختلفة.

ولذلك فمن الضروري قبل الترجيح أن يتم ترتيب القواعد المختلفة، لمعرفة أي قاعدة يجب تطبيقها أو النظر إليها قبل الانتقال إلى قاعدة أخرى.

ومثال ذلك في النموذج الحالي:
1- اعتماد د. الجديع على قاعدتين عامتين:
- كل فعل لم تنه عنه الشريعة ، مما يقصد به تكريم المصحف وتعظيمه ، فهو حسن مقبول ؛ لأن ما كان من الأفعال مباحاً في الأصل إذا استعمل للتوصل به إلى مشروع فهو مشروع بهذا الاعتبار ، ما لم يعتقد صاحبه أنه سنة لذاته ، أو مطلوب لذاته ، خشية أن يضيف إلى الدين ما ليس منه .
- هذا باب مرجعنا فيه إلى عمومات النصوص ، ولا يطلب له النص الخاص من الهدي النبوي ؛ لأن المصاحف لم تكن وجدت يومئذ ، وإذا صح ذلك كان مقتضى العموم إباحة كل فعل يحصل به التعظيم

2- بينما ينطلق الشيخ الألباني رحمه الله من ثلاث قواعد (حسب ما ظهر لي):
- مفهوم البدعة
- النظر إلى الأصل في تقبيل شيء ما: هل هو الجواز أو المنع ؟
- "لو كان خيراُ لسبقونا إليه"

والسؤال الذي يساعد على فهم المسألة، قبل ممارسة عملية الترجيح: هي تحديد ترتيب القواعد وبيان العلاقات بينها، لمعرفة أي القواعد أولى من غيرها أن ينظر لها ويحكم على أساسها قبل الانتقال إلى القاعدة التالية لها حسب أهميتها أو ترتيبها.

ومعذرة على كتابة هذه الملحوظة مبتورة لضيق الوقت. وقد دونتها خشية نسيانها.
 
عودة
أعلى