حكم تعلم التجويد ....الشيخ/ د.مساعد الطيار

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع الراية
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

الراية

New member
إنضم
18/04/2003
المشاركات
303
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين،
أما بعد: فإن التجويد من جهة العموم يراد به تحسين القراءة، وأن لا يُخرج به عن حدِّ اللفظ العربي في النطق. ويمكن أن يقال: إنَّ التجويد إنما هو وصف للقراءة النبوية التي ورد ضبطها وحفظها من طريق أئمة القراءة كنافع وعاصم والكسائي وغيرهم.
وهؤلاء الكرام قد نقلوا حروف القرآن وكيفية نطق هذه الحروف (أي: التجويد)، وهما أمران متلازمان لا يمكن أن ينفكَّ أحدهما عن الآخر ، فمن قَبِلَ عنهم نقل الحروف لزمه أن يقبل عنهم نقل الأداء (أي : التجويد). وإذا صحَّت هذه المقدمة، فإن قراءة القرآن وأداءه بما نُقِلَ عن هؤلاء الأئمة سنة يلزم الأخذ بها ، ولا تصحُّ مخالفتها أو تركها إلا بدليل قويِّ يعترض به المعترض على علم التجويد، وبما أنه قد كَثُرَ الكلام عن هذا العلمِ بما لا طائل تحته، فإني سأذكر جُمَلاً أراها نافعةً ـ إن شاء الله ـ في تأصيل هذا العلم الذي جفاه بعض طلبة العلم، وضعُفَ في بحثه وتحرير أصوله المتخصصون إلا القليل منهم، فأقول وبالله التوفيق:


أولاً:

نزل القرآن بلغة العرب ، ولها طريقة في أداء حروفها ، ولم يرد أن القرآن خالف هذا الأداء من جهة الحروف، فمن قرأ: " الحمد لله" قراها: الهمد لله قيل: إنه قد لحن لحنًا جليًا لأنه لم ينطق بالمنَزَّل على وجهه الذي نزل به، ومن قرأ:" صراط الذين أنعمت عليهم" بضم التاء من انعمت ، فإنه قد لحن لحنًا جليًا يخلُّ بالمعنى ، ولا يكون قد قرأ المنَزَّل على وجهه الذي نزل به، ومن ثَمَّ فإنه يلزم قارئ القرآن أن يعرف نطق الحروف عربيةً حتى لا يُخلَّ بشيء من أداء القرآن. ويحصل ضبط الحروف من هذه الجهة بمعرفة مخارج الحروف وصفاتها، وأخص ما يُدرسُ في صفات الحروف ما له أثر في النطق ، كالهمس والجهر، والشدة والرخاوة والتوسط والاستفال والاستعلاء، والقلقلة . أما غيرها مما لا أثر له في النطق، خصوصًا صفة الذلاقة والإصمات، فإنها مما لا يدخل في النطق ، وليس لها أي أثر فيه. وليُعلم أن دراسة مخارج الحروف وصفاتها ليس مما يختص به علم التجويد، بل هو مما يُدرس في علم النحو واللغة؛ لأن كلَّ كلام عربي (من كلام العرب أو كلام الرسول –صلى الله عليه وسلم- أو كلام الله سبحانه) لا يخرج عن هذين الموضوعين، ولهذا تجد أن أعظم كتابٍ في النحو، وهو كتاب سيبوية قد فصَّل هذه المسألة ، ومن تكلم في المخارج والصفات وما يترتب عليهما من الإدغام ، فهم عالة عليه. والذي يتخلَّصُ من هذا : أن دراسة المخارج والصفات لازمة لكل كلام عربيٍّ ، لكي يُنطق به على وجه العربية.

أثانيًا:
أن هذا العلم ككل العلوم الإسلامية من جهة ظهور التأليف فيه ، إذ ليس كل العلوم الإسلامية مما قد تشكَّل وظهرت مسائله في جيل الصحابة –رضي الله عنهم- أو التابعين وأتباعهم، بل إن بعضها مما تأخر ظهوره، ولم يُكتب فيه إلا متأخرًا ، وإن كانت أصوله مما هو معروف محفوظ عند السلف، سواءً أكان ذلك مما هو مركوز في فطرهم ومن طبائع لغتهم كعلم البلاغة، أم كان مما تكلموا في جملة من مسائله ، ثم دون العلم فيما بعد ، كعلم الأحكام الشرعية.
وعلم التجويد مما كان مركوزًا عندهم بالفطرة والتعلم ، فالفطرة؛ لأنهم عربٌ خُلَّصٌ، والتعلم ، لقوله –صلى الله عليه وسلم- :"خذوا القرآن عن أربعة..." رواه البخاري
(3808)، ومسلم (2464)، من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- فظهر أنَّ الرسول –صلى الله عليه وسلم- لم يكتفِ بسليقتهم العربية في قراءة القرآن، بل أرشدهم إلى قراءته على الهيئة التي نزل بها، ولذا قال:"من أحب أن يقرأ القرآن غضًّا كما أًُنزل، فليقرأه على قراءة ابن أم عبدٍ" رواه ابن ماجة (138)، وغيره من حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، وهذا يدل على أنَّ له هيئة قرائية مخصوصة يعلمها بعض الصحابة –رضي الله عنهم- دون بعض ، وفيها زيادة عما يعرفونه من سليقتهم العربية، وإلا لما كان لتخصيص الأربعة –رضي الله عنهم- ولا لتخصيص ابن مسعود –رضي الله عنه- في الحديث الآخر أيُّ مزيَّة على بقية الصحابة-رضي الله عنهم- والله أعلم. ومن زعم أنه لا يجب الأخذ بالتجويد، وأن العربي في هذا العصر تجوز له القراءة على سليقته العربية، فإنه يشبه من سيزعم أنه لا يلزم الناس تعلم النحو، وأنهم عرب، فيجوز لهم أن يتكلموا بسليقتهم.
فإن قيل: إنَّ ألسنة الناس قد فسدت منذ جيل التابعين ومن بعدهم، وصار تعلم النحو لازمًا لمن أراد أن يعرف العربية ، وأن من يزعم اليوم أنه عربي ، ولا يلزمه تعلم النحو إنما هو ذو رأي فائل، وقول باطل. فيقال: إن فساد ألسنة الناس بالعربية قد جرَّ إلى فساد ألسنتهم في أداء القرآن، ولئن كان الإنكار على من لا يرى دراسة النحو اكتفاءً بعربيته المعاصرة فإن الإنكار على من يزعم أنه يكفي في قراءته عربيته المعاصرة كذلك.
ثمَّ يقال له: من أين لك في عربيتك أن تقرأ برواية حفص عن عاصم مجراها بالإمالة؟
فإن قال: لأنها هكذا رويت عنه ، وأن أقرأ بقراءته؟ قيل له فقد روي عنه الأداء بالتجويد الذي تخالف فيه ولا تراه علمًا، فَلِمَ قبلت روايته في هذا وتركتها في ذا؟ أليس هذا من قبيل التَّحكُّم، والتَّحكُّم كما قال الطبري ـ: لا يعجز عنه أحد


أثالثًا:

إنَّ بعض علم التجويد (الأداء) لا يمكن أخذه من طريق الصُّحِفِ البتة؛ لأنه علم مشافهة، وما كان من طريق المشافهة فإنه مما ينقله الآخر عن الأول، ولا مجال للرأي في المشافهة، واعلم أن مما يميِّز بحث القراء المجودين في هذا المجال عما تجده في كتب النحويين واللغويين أن ما عند المجودين منقول بالمشافهة إلى يومنا الحاضر، أما ما يذكره النحويون واللغويون من المباحث اللفظية التي يذكرونها مما يتعلق بكيفية النطق فإنه لا يمكن معرفة كيفية النطق بها؛ لأنه مما لا يُعرف بالقياس ولا يُدرك بغير المشافهة، وليس لك فيها إلا نقل الكلام المدون دون كيفية نُطقِه.



رابعًا: :

إن علم التجويد كغيره من العلوم الإسلامية التي دوَّنَها علماء الإسلام وضبطوا أصولها، فتجد أن تقسيم العلم ومصطلحاته الفنية مما يدخلها الاجتهاد. ثمَّ إن هذا العلم قد دخله الاجتهاد في بعض مسائله، وذلك من دقائق ما يتعلق بهذا العلم، ومما يحتاج إلى بحث ومناقشة وتحرير من المتخصصين في هذا العلم، وذلك في أمرين:
الأول: المقادير، والمقصود بذلك مقدار الغنة والمدود والسكت وغيرها، مما يُقدَّر له زمن بالحركات أو بقبض الأصبع أو بغيرها من موازين المجودين للزمن المقدَّر، وليس القول بدخول الاجتهاد في المقادير يعني أنه لا أصل لها ،بل لها أصل، لكن تقدير الزمن بهذا الحد بالذات مما تختلف فيه الطبائع، ويصعب ضبطه ، فيقدره هذا بذاك العدد ، ويقدره آخر بغيره من العدد، لكنهم كلهم متفقون على وجود مقدار زائدٍ عن الحدِّ الطبيعي لنطق الحرف المفرد. فاتفاقهم على وجود هذا القدر الزائد مسألة ، واختلافهم في مقداره مسألة أخرى، لذا لا يُجعَل اختلافهم في المقدار سبيلاً إلى الإنكار ، كما لا يُجعَلُ مقدارٌ من هذه المقادير المختلف فيها ملزمًا لعامة الناس ما داموا يأتون بشيءٍ منه، إذ ليس كل امرئ مسلم يستطيع بلوغ الإتقان في القراءة.
الثاني: التحريرات، والمراد بها الوجوه القرائية الجائزة عند القراءِ عند جمع القراءات، أو عند قراءة سورة ووصلها بما بعدها، فإن ما يُذكر من الأوجه القرائية إنما هو على سبيل القياس للأوجه الجائزة، ولا يلزم أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ بكل هذه الأوجه المذكورة، كما يقال: لك في وصل الفاتحة بالبقرة ثلاثة أوجه: قطع الجميع، ووصل الجميع، وقطع الأول ووصل الثاني بالثالث، فهذا من التحرير للأوجه الجائزة، وليس من بيان الأوجه الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد أشار إلى هذين النوعين (التقديرات والتحريرات) الشيخ المحقق الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح قاري في كتابه العظيم (حديث الأحرف السبعة، ط: مؤسسة الرسالة:( 129 ـ 130).



خامسًا: :

إن مما يدعو إلى التأمل والنظر في صحة ما تُلُقِّي من هذا العلم عبر القرون اتفاق المجودين شرقًا وغربًا بلا اختلاف بينهم ، سوى في كيفيات أداء معدودة، وهي في غالبها مما يدخل في محيط الاجتهاد. وهذا الاتفاق يشير بقوة إلى أن لهذا العلم أصلاً ثابتًا مُتلقًا جيلاً عن جيل من لدن الرسول –صلى الله عليه وسلم- حتى عصرنا هذا، ولو كان علم التجويد من المحدثات لوقع فيه مثل ما وقع في محدثات الصوفية من كثرة الطرق المتباينة ، وكثرة الأوراد المتغايرة، ولما لم يقع مثل هذا الاختلاف عُلِم أنَّ المشكاة التي صدر عنها واحدة، وهي التي صدر عنها نقل حروف القرآن جيلاً عن جيل.


سادسًا :

إن ما يُعاب به التجويد من وجود بعض المتنطعين في القراءة أو المتشددين في التلقين، أو المغالين في تأثيم الناس بعدم قراءتهم بالتجويد ، فإنه لا ينجرُّ على أصل العلم، ولا يجعله علمًا حادثًا لا أصل له، وهؤلاء الأصناف موجودون في كل عصر ومِصر ، وقد أشار إليهم المحققون من أعلام القراءة ؛ كالداني ( ت : 444 )، وأبو العلاء الهمذاني (ت: 569) وغيرهم، وهؤلاء المتنطعون لا يقاس عليهم ، ولا يحكم على العلم بهم، ولو سار سائر على بعض العلوم كعلم النحو والبلاغة والأصول ، وبعض مسائل الفقه، وبعض تعصبات الفقهاء لمذاهبهم وأخذ ينقدها بقول المتنطعين فيها لما سَلِم من العلوم إلا القليل، ولخرج بعض العلوم من أن تكون علومًا معتبرةً ، وذلك ما لا يقول به طالب علم ، ولا عالم قد مارس العلوم وتلقاها.

سابعًا:
:


إذا تبين ما تقدَّم فإنه يقال: إن تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلاً بعد جيلٍ، ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه ، فقد أخلَّ بشيء من سنن القراءة، وكفى بذلك عيبًا.والله اعلم

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصبحه وسلم
 
جزى الله الشيخ خيرا على ما سطرته أنامله ولا شك أن مصيبة الكثيرين عدم التجرد لقبول الحق بدليله مع الجهل العظيم بهذا العلم حتى أن بعضهم يجزم أنه من عمل المحدثين والقاعدة المعروفة أن من جهل شيئا عاداه وفي مقابلهم فريق لم يوفق لطرح علمي متين كما فعل الشيخ بل يضلل ما عليه عمل العامة اليوم ولق وصل الأمر ببعضهم أن جعل جاحد التجويد كافراً بالله العظيم خارجا عن الدين كما أنشد على ذلك بعضهم وليته لم يفعل إذ يقول:
يا سائلا تجويد ذا القرآن فخذ هديت عن أولي الإتقان
تجويده فرض كما الصلاة جاءت بذا الأخبار والآيات
وجاحد التجويد فهو كافر فدع هواه إنه لخاسر
وغير جاحد الوجوب حكمه معذب وبعد ذاك إنه
يؤتى به لروضة الجنات كغيره من سائر العصاة
إذ الصلاة منهم لا تقبل ولعنة المولى عليهم تنزل
لأنهم كلام ربي حرفوا وعن طريق الحق زاغوا فانتفوا

وبعد فما أحوجنا لطرح علمي يذعن له من طلب الهدى وأشد ما هنالك رد هذا السبر الجيد من الشيخ ومن نحى نحوه لقول قائل وإنما أقوال الناس يحتج لها ولا يحتج بها وكل يؤخذ من قوله ويرد عليه والمعصوم من عصمه مولاه وقد كنت عزمت على الكتابة في هذا الموضوع فسبقني الشيخ وهذا من التوفيق فجزاه الله خيراً ولله دره
 
أخي الكريم والمحب / أبو القاسم الشاطبي

جزاك الله خيراً...
 
السلام عليكم
نفع الله بكم وسدد على الخير خطاكم
قرأت بحثكم الممتع في حكم تعلم التجويد
فجزى الله شيخنا خيرا ولكن أشكل علي شيء أرجو توضيحه
وهو أنكم ذكرتم في أول الكلام ما نصه
فإن قراءة القرآن وأداءه بما نُقِلَ عن هؤلاء الأئمة سنة يلزم الأخذ بها ، ولا تصحُّ مخالفتها أو تركها إلا بدليل قويِّ يعترض به المعترض على علم التجويد، . ا.ه ففهمت أنكم تعنون السنة بمعنى الطريقة ولا تقصدون المعنى المعروف عند الفقهاء
ثم ذكرتم - حفظكم الله - قولكم في آخر البحث الممتع ما نصه
إن تعلم التجويد من السنن التي دأـب عليها المسلمون جيلا بعد جيل ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه فقد أخل بشيء من سنن القراءة وكفى بذلك عيبا .
فما استطعت بفهمي المحدود أن أوفق بين العبارتين
وهل ترون أن من قصر في تعلم التجويد غير آثم ؟ أرجو توضيح المسألة
 
القول السديد في بيان حكم التجويد

لصاحب الفضيلة الاستاذ الكبيرالشيخ/ محمد بن على بن خلف الحسينى الشهير بالحداد

شيخ عموم القراء والمقارىء بالديار المصرية

ـــــــــــــــــــــ

الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب وتكفل بحفظة وتعبد الأمة المحمدية بفهم معانية وإقامة حروفه وتصحيح لفظه ؛ فهو كتاب عزيز لاياتيه الباطن من بين يديه ولا من خلفه 0والصلاة والسلام على أفضل نبى بلغ وأنذر وبشر ، وعلى آلة وأصحابة خير من تلقى القرآن وعن ساعد الجد شمر0 حتى وصل إلينا مصونا عن الخطأ والتحريف ، ومحفوظا من التغير والتبديل والتصحيف0

و(بعد) فيقول العبد الفقير الذليل الحقير محمد بن على بن خلف الحسينى الشهير بالحداد : قد وجه إلى سؤال عن حكم قراءة القرآن الكريم بدون تجويد وحكم الاكتفاء بأخذه من المصاحف بدون معلم فأقول وبالله التوفيق والهداية ، إلى أقوم طريق

إعلم أن تجويد القرآن الكريم واجب وجوبا شرعيا يثاب القارىء على فعله ويعاقب على تركه ، فرض عين على من يريد قراءة القرآن لأنة نزل على نبينا صلى الله علية وسلم مجودا ووصل إلينا كذلك بالتواتر قال الأمام الشمس بن الجزرى فى مقدمتة :

والأخذ بالتجويد حتم لازم من لم يجود القرءآنى فهوآثم

لأنه به الإله أنزلا وهكذا منه إلينا وصلا

وفى النشر عن الضحاك قال قال عبد الله بن مسعود : ( جودوا القرءآن وزينوا بأحسن الأصوات وأعربوه فإنه عربى والله يحب أن يعرب به )

ولاشك أن الأمة كما هم متعبدون بفهم معانى القرأن وإقامة حدوده هم متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة عن أئمة القراءة المتصلة بالحضرة النبوية الأفصحية العربية التى لا تجوز مخالفتها ولا العدول عنها إلى غيرها .

وقال الشيخ أبو عبد الله نصر الشيرازى بعد ذكره الترتيل والحدر ولزوم التجويد فيهما مانصة : حسن الأداء فرض فى القرآن ويجب على القارىء أن يتلو القرآن حق تلاوته صيانة للقرآن عن أن يجد اللحن إليه سبيلا لإنة لا رخصة فى تغيير لفظ القرآن وتعويجه واتخاذ اللحن سبيلا إلية قال الله تعالى (قرآنا عربيا غير ذى عوج) اهـ .

وقد نص الفقهاء على أن القارىء لوأفرط فى المد والإشباع حتى ولد حرفا أو أدغم فى غير موضع الادغام حرم عليك ذلك لأنة عدول بة عن نهجه القويم ومراعاة نهج القرآن الذى ورد به واجبة وتركها حرام مفسق وقد نقل العلامة الشيخ عبد الباقى المالكى فى شرحه على متن الشيخ خليل أن العلماء اتفقوا على أن القراءة بالتلحين إن أخرجت القرآن إلى كونه كالغناء بإدخال حركة فيه أوإخراج حركة منة أو قصر ممدود أو مقصور أو تمطيط يخفى اللفظ أو يلتبس به المعنى حرام والقارىء0 بها فاسق والمستع لها آثم اهـ .

ونقل شراح الحديث مثله عن مذهب الإمام الشافعى رضى الله عنة فقد بان لك أن مراعاة تالى كتاب الله تعالى التجويد المعتبر عند أهل القراءة أمر واجب بلا امتراء وأن غير ذلك زور وإفتراء وأنه يجب تنبيه الغافلين وإرشاد الجاهلين فيما يقع لهم من اللحن والخطأ فى كلام رب العالمين ، ومما يدل لذلك قولة تعالى (ورتلناه ترتيلا) فقد فسر الإمام على الذى هو باب مدينة العلم الترتيل فى هذة الآية بمراعاة الوقوف وتجويد الحروف فمن قدر على تصحيح كلام الله تعالى باللفظ الصحيح العربى الفصيح وعدل عنه إلى اللفظ الفاسد العجمى أو النبطى القبيح استغناء بنفسه واستبدادا برأيه وحدسه واتكالا على ما ألف من حفظه أو استكبارا عن الرجوع إلى عالم يوقفه على تصحيح لفظه فإنة مقصر بلا شك وآثم بلا ريب وغاش بلا مرية فان القرآن أنزل بأفصح اللغات وهى لغة العرب العرباء فوجب أن يراعى فيه لغة العرب من حيث قواعدهم من ترقيق المرقق وتفخيم المفخم وإدغام المدغم إلى غير ذلك مما هو لازم فى كلامهم فإذا لم يراع القارىء ذلك فكأنة قرأ القرآن بغير لغه العرب والقرآن ليس كذلك فهو ليس بقارىء بل هادم وعدم قراءته خير له وهو بها داخل فى قوله صلى الله علية وسلم ( رب قارىء للقرآن القرآن يلعنه ) أما ما قيل أن القارىء إن أخطأ فى قراءتة فإن الملك يرفع القرآن صحيحا فهذا فى من يقرأ القرآن على غير صفته التى نزل بها وهو قادر على النطق بالصواب أما هو فقراءته غير مقبوله لأن الله لا يقبل عملا فاسدا فضلا عن كونه محرما بل هو آثم عاص هو ومن يعجبة شأنه ، والتجويد هو إخراج كل حرف من مخرجه وحيزه مع إعطائه صفته اللازمة له من شدة وجهر واستعلاء واستفال ونحوها وما ينشأ عنها من تفخيم مستعل وترقيق مستفل وقلفلة مقلقل إلى غير ذلك وإلحاق اللفظ بنظيره والنطق به على حال صفته وكمال هيئته من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تفريط ولاتكلف حتى يقرأ القرآن على صفته التى نزل بها وإلى ذلك أشار النبى صلى الله عليه وسلم بقوله ( من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأ قراءة ابن أم عبد) يعنى عبد الله ابن مسعود وكان رضى الله عنه قد أعطى حظا عظيما فى تجويد القرآن وتحقيقه كما أنزله الله تعالى وناهيك برجل أحب النبى صلى الله عليه وسلم أن يسمع القرآن منه ولما قرأ أبكى رسول الله عليه وسلم كما ثبت فى الصحيحين وعن أبى عثمان النهدى قال صلى بنا ابن مسعود المغرب بقل هو الله أحد والله لوددت أنة قرأ سورة البقرة من حسن صوته وترتيله 0 وهذه سنة الله تبارك وتعالى فيمن يقرأ القرآن مجودا مصححا كما أنزل تلتذ الاسماع بتلاوته وتخشع القلوب عند قراءته حتى يكاد أن يسلب العقول ويأخذ بالألباب سر من أسرار الله تعالى يودعه من يشاء من خلقه اهـ مختصرا .

واذ قد علمت أن التجويد واجب وعرفت حقيقته علمت أن معرفة كيفية الأداء والنطق بالقرآن على الصفة التى نزل بها متوقفة على التلقى والأخذ بالسماع من أفواة المشايخ الآخذين لها كذلك المتصل سندهم بالحضرة النبوية لأن القارىء لايمكنه معرفة كيفية الادغام والاخفاء والتفخيم والترقيق والامالة المحضة أو المتوسطة والتحقيق والتسهيل والروم والاشمام ونحوها إلا بالسماع والاسماع حتى يمكنة أن يحترز عن اللحن والخطأ وتقع القراءة على الصفة المعتبرة شرعا ، إذا علمت ذلك تبين لك أن التلقى المذكور واجب لان مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب كما هو معلوم ولأن صحة السند عن النبى صلى الله عليه وسلم عن روح القدس عن الله عز وجل بالصفة المتواترة أمر ضرورى للكتاب العزيز الذى لاياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفة تنزيل من حكيم حميد ليتحقق بذلك دوام ما وعد به تعالى فى قوله جل ذكره ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) وحينئذ فأخذ القرآن من المصحف بدون موقف لايكفى بل لايجوز ولو كان المصحف مضبوطا 0 قال الإمام السيوطى ( والأمة كما هم متعبدون بفهم معانى القرآن وأحكامه متعبدون بفهم معانى القرآن وأحكامه متعبدون بتصحيح ألفاظه وإقامة حروفه على الصفة المتلقاة من الأئمة القراء المتصلة بالحضرة النبوية) اهـ .

فقوله على الصفة المتلقاة من الأئمة الخ صريح فى أنه لا يكفى الأخذ من المصاحف بدون تلق من أفواة المشايخ المتقنين ويدل له ما أخرجه سعيد بن منصور فى سننة والطبرانى فى كبيره بسند معتبررجاله ثقات عن مسعود بن زيد الكندى قال كان ابن مسعود يقرىء رجلا فقرأ الرجل ـ إنما الصدقات للفقراء مرسلة ـ أى من غير مد فقال ابن مسعود ما هكذا أقرانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال كيف أقرأكها يا أبا عبد الرحمن قال أقرأنيها – إنما الصدقات للفقراء- فمد الفقراء اهـ .

والمد مقدر بحركات معلومه عند القراء لايعرف إلا بتوقيف المعلمين ولو كان الأخذ من المصاحف كافيا لكان مقتضى الرسم العثمانى صحيحا فى القراءة فى كل موضع وليس كذلك بل قد يخل بها فى مواضع خالف فيها خط المصحف أصول الرسم العربى إخلالا بينا كما فى قولة تعالى – أو يعفوا الذى بيده عقدة النكاح – إذ رسم بعد واو يعفوا ألف ومقتضاه أنه بصيغة التثنية وكقوله ويدع الانسان – إذ رسم بلا واو فربما قرىء يدع بتحريك الدال وقوله تعالى – سندع الزبانية – كذلك قوله تعالى – ولا أوضعوا خلالكم – فقد كتب بألف بين لا وأوضعوا .

وربما قرىء بصيغة النفى فينقلب المعنى انقلا با فاحشا من الاثبات المؤكد إلى النفى المحض إلى غير ذلك مما ضبطه أهل الرسم العثمانى وهو توقيفى كاللفظ لا يجوز إلا خلال به وإن خالف مشهور الرسم فالحاصل أنه لابد من التلقى من أفواه المشايخ الضابطين المتقنين على ما تقدم ولا يعتد بالأخذ من المصاحف بدون معلم أصلا ولا قائل بذلك ومرتكبة لاحظ له فى الدين لتركه الواجب وارتكابه المحرم هذا محصل ما كتبه فى هذا الموضوع من فطاحل الأئمة من يوثق بقولهم ومن جهابذة الأمة من يؤخذ برأيهم 0فى المعقول يرجع إليهم وفى المنقول يعتمد عليهم وهم المغفور لهم شيخ الإسلام الشيخ محمد الانبابى الشافعى وشيخ القراء والمقارىء خاتمة المحققين الشيخ محمد المتولى الشافعى ووراث علمه وفضله الشيخ حسين بن خلف الحسينى المالكى وشيخ المشايخ أحمد الرفاعى المالكى والعلامة الشيخ عبد الهادى نجا الأبيارى والعلامة الشيخ محمد البسيونى المالكى والعلامة الشيخ مصطفى القلتاوى المالكى والأستاذ الكبير عبد الرحمن البحراوى الحنفى والعلامة الشيخ أحمد الدين المرصفى الشافعى والعلامة الشيخ أحمد المنصورى المالكى والعلامة الشيخ عبد العاطى الخليلى الحنفى0 وأيضا أخرج البخارى عن مسروق عن عائشة عن فاطمة رضى الله عنها أنها قالت : أسرإلى النبى صلى الله عليه وسلم أن جبريل كان يعارضى ( أى يدارسى ) بالقرآن فى كل سنة مرة فعارضنى العام مرتين ولا أراه إلا حضر أجلى اهـ .

قيل كان النبى صلى الله عليه وسلم يعرض على جبريل القرآن من أوله إلى آخره بتجويد اللفظ وتصحيح إخراج الحروف من مخارجها ليكون سنة فى الأمة فتعرض التلامذة قراءتهم على الشيوخ اهـ .

وأخرج أحمد وأبو داود والترمذى والنسائى عن عبد الله بن عمرو قال قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم ( يقال – أى عند دخول الجنة وتوجة العاملين إلى مراتبهم حسب مكاسبهم – لصاحب القرآن – أى من يلازمه بالتلاوة والعمل لا من يقرؤة وهو يلعنه- إقرأ وارق – أى إلى درجات أو مراتب القرب – ورتل – أى لاتستعمل فى قراءتك فى الجنة التى هى لمجرد التلذذ والشهود الأكبر كعبادة الملائكة – كما كنت ترتل – أى قراءتك وفيه إشارة إلى أن الجزاء على وفق الأعمال كمية وكيفية – فى الدنيا – من تجويد الحروف ومعرفة الوقوف الناشىء عن علوم القرآن ومعارف الفرقان – فان منزلتك عند آخر آية تقرؤها ) كذا ذكره على القارى فى شرح المشكاة .

والحاصل أن تحرير رسوم الحروف والكلمات ومخارج الحروف والصفات وترتيب السور والآيات والقراءات المتواترات توقيفى لأن جبريل عليه السلام أخبروعلم النبى عليه الصلاة والسلام كل هذه الأحكام فى العرضة الأخيرة لتبقى العرضة على الشيوخ فى الأمة اتباعا له عليه الصلاة والسلام وليأخذوا القرآن بكمال الأخذ عن أفواة المشايخ المتصلة إلى الحضرة النبوية وليصل إليهم الفيض الإلهى والأسرار القرآنية والبركات الفرقانية فإنها لاتحصل إلا بتعلمهم القرآن من أفواة المشايخ المسلسلة وليكون كمال الثواب بعرضهم القرآن على المشايخ فإن الله تعالى لايكتب الثواب لقارىء القرآن بغير التعلم بل يعذبه.

فإن الإنسان يعجز عن أداء الحروف بمجرد معرفة مخارجها وصفاتها من المؤلفات مالم يسمعه من فم الشيخ فكيف لا نتعلم القرآن مع كثرة جهلنا وعدم فصاحتنا وبلاغتنا من المشايخ الماهرين فى علم التجويد فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع كمال فصاحته ونهاية بلاغته تعلم القرآن عن جبريل عليه السلام فى جمع من السنين خصوصا فى السنة الأخيرة التى توفى فيها ومع أفضليته على جبريل عليه السلام والعجب من بعض علماء زماننا فإنة إذا وجد أهل الأداء فى أعلى المراتب تعلم منه وفى أدنى المراتب لا يتعلم منة إستكبارا عن الرجوع إليه كما قال صاحب تهذيب القرآن قد رأينا بعض من لايقدرعلى قراءة القرآن قدر ما تجوز به الصلاة وهو قد يتصدى التقوى وقد هدم التقوى من أساسها ويتورع عن الشبهات ويفسد الصلاة كل يوم خمس مرات ويتخذ وردا من القرآن يريد أن يعبد الله تعالى بالسيئات ثم إنه يستحى من الناس أن يقعد بالعمامة الكبرى ورداء العلماء بين يدى معلم من أهل الأداء فإن ذلك من وظائف المبتدئين وهو قد صار من المدرسين الفضلاء وقال بعضهم إن أكثر علماء زماننا يشتغلون بعلوم غير نافعة ويتركون الأهم والألزم لهم كالذين يهتمون بالأشتغال بالعلوم الآلية مدة حياتهم بل يفنون أعمارهم فيها ثم يفتخرون ويتكبرون بسببها ويحسبون أنهم يحسنون صنعا فما ظنك فى حق العلم الذى تكون ثمرته ونتيجته عجبا وكبرا فنسأل الله تعالى لى ولكم أن يجعلنان الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.

وأخرج البخارى عن أنس بن مالك رضى الله عنة قال قال النبى صلى الله عليه وسلم لأبى إن الله يأمرنى أن أقرأ عليك القرآن ( أى أعلمك القراءة ) قال أ ُبَى آ الله سمانى لك قال الله سماك فجعل أ ُبَى يبكى ويقال أن الله تعالى أمر رسوله صلى الله عليه وسلم ليعلم أبيا أحكام التجويد من المخارج والصفات وأحكام القراءآت المتوترات كما أخذه نبى الله عن جبريل عليهما الصلاة والسلام ثم بذل جهده وسعى سعيا بليغا فى حفظ القرآن وما ينبغى له حتى بلغ من الإمامة فى هذا الشأن الغاية العظمى قال عليه الصلاة والسلام ( أقرؤكم أبُـَى ) ثم أخذه على هذا النمط الآخر عن الأول والخلف عن السلف وقد أخذ عن أبى بشر كثيرون من الصحابة والتابعين فمن الصحابة أبو هريرة وابن عباس وعبد الله بن السائب ومن التابعين عبد الله ابن عياش بن أبى ربيعة وعبد الله بن حبيب أبو عبد الرحمن السلمى وأبو العالية الرياحى وكثيرون غيرهم ثم أخذ عنهم من بعدهم هكذا فسرى فيه سر تلك القراءة عليه حتى سرى سره فى الأمة إلى الساعة ولذا قيل :-

من يأخذ العلم عن شيخ مشافهة

يكن عن الزيغ والتصحيف فى حرم

ومن يكن آخذا للعلم من صحف

فعلمة عند أهل العلم كالعدم

وقد انتهى إلى الإمام أبُـَى رضى الله عنه أسانيد تسعة من الأئمة العشرة المتواترة قراءتهم إلى اليوم وهم نافع وأبو جعفر المدنيان وبن كثير الملكى وأبو عمرو ويعقوب البصريان وعاصم وحمزة والكسائى وخلف الكوفيون وكذلك سند الامام محمد بن محيصن الملكى والامام اليزيدى فى اختياره وهما من الأربعة الذين بعد العشرة اهـ

وقال بعض المشايخ من اتخذ وردا من القرآن أو الأسماء فعليه أولا أن يصحح

مخارج الحروف والصفات فإنة لايجد تأثيرا من قراءتة ولا يصل إلى مطلوبه مالم يصحح المخارج والصفات لأن الخصائص الأسرار لاتحصل إلا بصحة المعانى والمعانى لاتحصل إلا بصحة الحروف والحروف لا تحصل إلا بصحة المخارج والصفات وكلما تغيرت الصفة اللازمة للحروف تغيرت اللغة وكلما تغيرت اللغة تغيرت المعانى والأسرار اهـ

وقال ابن حجر إعلم أن كل ما أجمع القراء على إعتباره من مخرج ومد وإدغام وإخفاء وإظهار وغيرها وجب تعلمه وحرم مخالفته كذا ذكره على القارىء اهـ وحكى عن ظهير الدين المرغينانى ان من قال لقارىء زماننا عند قراءتة أحسنت يكفر ووجه جعل التحسين كفرا أن هذا الزمان قلما تخلوا قراءتهم فى المجالس والمحافل عن التغنى للناس وهو حرام قطعا بالإجماع وبذلك سماه صاحب الذخيرة وكذا الهداية حيث قال فيها ولاتقبل شهادة من يغنى للناس لأنه يجمعهم على إرتكاب كبيرة اهـ .

وينبغى أن يقيد قوله بكفر من قال أحسنت بما إذا أخرج القارىء القرآن عن حده والقارىء المعتمد ذلك أولوى والحاصل أن القرآن وأسماء الله تعالى والأذان توقيفية لاتقبل الزيادة ولا النقصان ولا التغير وإنه يجب على السامع النكير وعلى التالى التعزير .

انتهى ببعض تصرف وإختصار من مصباح زادة وخزينة الأسرار0 وفى هذا القدر كفاية0

والله ولى الهداية , نسألة حسن الختام، بجاه نبيه عليه الصلاة والسلام

22شعبان سنة1349هـ

11يناير سنة 1931م

ملاحظة : قمت بنقل هذا الموضوع لتعم الفائدة

أخوكم في الله
 
جزى الله الناقل والمنقول عنه خير الجزاء .
ولدي سؤال حول قول الشيخ في آخره : تعلم التجويد من السنن التي دأب عليها المسلمون جيلاً بعد جيلٍ، ومن ترك تعلمه مع القدرة عليه ، فقد أخلَّ بشيء من سنن القراءة .
هل المراد بالسنة المعنى الاصطلاحي – كما هو المتبادر – وهو : ماأثيب فاعله امتثالا ، ولم يعاقب تاركه ؟
وإن كان الجواب بالنفي ، فما الدليل على الوجوب ؟
وهذه المسألة مفيدة ووقع فيها نقاش كثير ، ومحل السؤال هو: حكم التجويد - بالمعنى العرفي - ، أما مايؤثر في المعنى فهو خارج البحث ، ولهذا يقول الناس : الإمام الفلاني قراءته طيبة لكنه لايراعي قواعد التجويد ، وقراءته سليمة لامطعن فيها من جهة تأثر المعنى .
فقول علماء التجويد مثلا : المد في كلمة ( السماء ) مد متصل يجب مده 4-5 حركات ، فمعنى ذلك أن من مدها حركتين فقط فقد ترك الواجب ، ومن ترك الواجب فهو آثم .
فهل يلتزمون هذا ؟ وماالدليل عليه ؟
أرجو من الشيخ حفظه الله أن يبين حكم التجويد بهذا المعنى .

ويحضرني في المسألة كلام للشيخ ابن عثيمين رحمه الله يقول :" التَّجويدُ مِن بابِ تحسين الصَّوتِ بالقرآنِ، وليس بواجبٍ، إنْ قرأَ به الإِنسانُ لتحسينِ صوتِه فهذا حَسَنٌ، وإنْ لم يقرأْ به فلا حَرَجَ عليه ولم يفته شيءٌ يأثم بتركِهِ ".الممتع 4/250
وجزى الله الجميع خيرا ،،،
 
أخي راجي رحمة ربه
شكر الله سعيك وحرصك على المتابعة والإثراء ، وبارك في عملك وعلمك .
 
هناك كتاب قيم في هذا الباب للأستاذ الدكتور محمد بن سيدي محمد محمد الأمين رئيس قسم القراءات في كاية القرآن بالجامعة الإسلامية بعنوان الوجيز في حكم تجويد الكتاب العزيز .
 
حكم علم التجويد

حكم علم التجويد

التجويد ينقسم إلى قسمين :

أ – التجويد النظري : وتعلمه فرض كفاية، إذا قام به من يكفي سقط الإثم عن الباقين كسائر العلوم الشرعية.

ب – التجويد العملي التطبيقي : وحكمه واجب؛ لكن الوجوب هنا على قسمين:
1- وجوب شرعي : وهو الإتيان بالحروف على الوجه الصحيح وسلامة النطق بها والمحافظة على الحركات، وما إلى ذلك مما يكون الإخلال به من اللحن الجلي.
2- وجوب صناعي : والمقصود به ما يحسن فعله، ويقبح تركه عند أهل التجويد، كمقادير المدود، والإدغام والإخفاء، وما إلى ذلك من القواعد التي وضعها علماء القراءة مما يكون الإخلال به من اللحن الخفي.
 
عودة
أعلى