حكمة تقسيم أرباع سورة البقرة

أحمد نجاح

New member
إنضم
22 فبراير 2011
المشاركات
940
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الموضوع كتبه قديما أخي الأستاذ شريف ناجح ، فأحببت أن أنقله هنا للفائدة .

تقديم
لم تصل إلينا نظرة السلف الكلية للسياق القرآني وقد كانت موجودة بلا ريب جاء في الإتقان للسيوطي (وقال ابن العربي في سراج المريدين: ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى يكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة، ثم فتح الله لنا فيه فلما لم نجد له حملة ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه. وقال غيره: أول من أظهر علم المناسبة الشيخ أبو بكر النيسابوري، وكان غزير العلم في الشريعة والأدب وكان يقول على الكرسي إذا قرئ عليه: لم جعلت هذه الآية إلى جنب هذه، وما الحكمة في جعل هذه السورة إلى جنب هذه السورة؟ وكان يزري على علماء بغداد لعدم علمهم بالمناسبة.) وما وصل إلينا من كلام المتأخرين فيه تكلف ومبالغة لم تكن معهودة عند السلف ولا هى مناسبة لأحسن الحديث . لكن بقي لنا من نظرتهم الكلية تقسيمهم للأرباع لأنه لم يكن تقسيما كميا ويكفيك أن تنظر في سورة العاديات وهي سورة قصيرة لكنهم جعلوا الربع في ثناياها من أول قوله تعالى (أفلا يعلم إذا بعثر ما في القبور) رعاية للمعنى في سورة القارعة ورعاية للّفظ في سورة التكاثر
وقد راعيت في محاولتي لفهم حكمة تقسيم الأرباع أن أذكر الصلة بين آخر الربع والذي يليه طردا لعادة ذهنية عند الحفظة والحافظات من الصبيان والكبار تدفعهم للغفلة عن الصلة بين أول الربع وسابقه
ثم ذكرت علة الفصل بين الربعين لتتضح رؤية السلف ونظرتهم
إن هذا التقسيم كنز عظيم القيمة لأنه من أوان التابعين الأول بعد الصحابة الكرام
وقد اكتفيت بسورة البقرة لضعيف جهدي راجيا أن يتم بفضل الله بعد بيراعي أو يراع فاضل نجيب غيري
ولم أدخل سورة الفاتحة في البحث لأنها أم الكتاب
ولكن قدمت بذكر مناسباتها

وبالله التوفيق
 
مناسبات سورة الفاتحة

مناسبات سورة الفاتحة

مناسبات فى سورة الفاتحة

& (الحمد ) يقصد به معنيان 1- الثناء على الله ووصف ذاته بالجميل
2- الفاعلية والتأثير
ويدل للمعنى الثانى حديث النبى صلى الله عليه وسلم
( اللهم لك الحمد كله اللهم لا قابض لما بسطت ولا باسط لما قبضت ولا هادي لما أضللت ولا مضل لمن هديت ولا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت ولا مقرب لما باعدت ولا مباعد لما قربت اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا من الراشدين اللهم توفنا مسلمين وأحينا مسلمين وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين اللهم قاتل الكفرة والذين يكذبون رسلك ويصدون عن سبيلك وأجعل عليهم رجزك وعذابك اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب إله الحق

- بدأ الحديث بذكر الحمد ثم شرح أنه كله لله الفعل وعكسه . القبض والبسط والهدى والضلال والقرب والبعد
والعطاء والمنع
ثم دعا بناء على ماذكر
- البسط (اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة والأمن يوم الخوف)
-العطاء والمنع(اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا وشر ما منعت )
& ولذلك جاء فى الحديث (أفضل الدعاء الحمد لله)وفى الحديث( شَكَا النَّاسُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُحُوطَ الْمَطَرِ فَأَمَرَ بِمِنْبَرٍ فَوُضِعَ لَهُ فِي الْمُصَلَّى وَوَعَدَ النَّاسَ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ قَالَتْ عَائِشَةُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ بَدَا حَاجِبُ الشَّمْسِ فَقَعَدَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَكَبَّرَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَحَمِدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ قَالَ إِنَّكُمْ شَكَوْتُمْ جَدْبَ دِيَارِكُمْ وَاسْتِئْخَارَ الْمَطَرِ عَنْ إِبَّانِ زَمَانِهِ عَنْكُمْ وَقَدْ أَمَرَكُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ تَدْعُوهُ وَوَعَدَكُمْ أَنْ يَسْتَجِيبَ لَكُمْ ثُمَّ قَالَ
{ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ }
لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ أَنْزِلْ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَاجْعَلْ مَا أَنْزَلْتَ لَنَا قُوَّةً وَبَلَاغًا إِلَى حِينٍ ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ فِي الرَّفْعِ حَتَّى بَدَا بَيَاضُ إِبِطَيْهِ ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاسِ ظَهْرَهُ وَقَلَبَ أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ وَهُوَ رَافِعٌ يَدَيْهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ وَنَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فَأَنْشَأَ اللَّهُ سَحَابَةً فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللَّهِ فَلَمْ يَأْتِ مَسْجِدَهُ حَتَّى سَالَتْ السُّيُولُ فَلَمَّا رَأَى سُرْعَتَهُمْ إِلَى الْكِنِّ ضَحِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ
قَالَ أَبُو دَاوُد وَهَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ إِسْنَادُهُ جَيِّدٌ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَقْرَءُونَ
{ مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ })
& ومن أذكار الصلاة (سمع الله لمن حمده)
وقد جاء ما يدل على علاقة الحمد بالقدرة وذلك في قوله تعالى {وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ (73) فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (74) ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (75)} فالعبد المملوك الذى لا يملك لأنه مملوك ولا يقدر على شىء مضروب كمثل لما فى الآية (73) وعكسه مضروب كمثل لأفعال الله ثم يجئ التعقيب (الحمد لله)
&واختص يوم القيامة بذكر الحمد (يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده)
(وله الحمد فى الآخرة) لتفرده سبحانه بالفعل فيه
&قوله تعالى (الرحمن الرحيم) مناسبته بما سبق ان اقتران الاسمين يدل على الفاعلية فالرحمن صفة ذات والرحيم صفة فعل أى أنه رحمن يرحم كقولنا حى محيى وغنى مغنى ومثلها غنى حميد
& (مالك يوم الدين ) مناسبتها للحمد ذكرناها آنفا , أما منا سبتها ل (الرحمن)فإن الرحمن صفة الملك ولذا اقترنت بالعرش فى الكتاب وجاءت فى معنى السيطرة(ما يمسكهن إلا الرحمن) وفى سورة مريم (يا أبت إنى أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن) أى مالك الرحمة الذى إن عذبك فلا يملك أحد أن يرحمك (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن)إن يردن الرحمن بضر لاتغن عني شفاعتهم)( يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لَا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا (108) يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (109)
وجاء قوله (خشى الرحمن بالغيب) مرتان
-يس (وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآَثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) )

- ق (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33)


& أما مناسبتها ل(الرحيم ) فإن يوم القيامة هو يوم ظهور الرحمة الهائلة الجنة التى لا يتخيلها أحد والأمن من أهوال الحساب
والأصل أن يوم القيامة يوم رحمة قال تعالى (كتب ربكم على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون) فنفس الانسان نعمة .نعمة الوجود والخلود انمحاء مشكلة الزمن المحدود بالواجبات والمواعيد النعيم المقيم
_ قوله تعالى( غير المغضوب عليهم ولا الضالين)
- تعلقه بالحمد أن المغضوب عليم والنصارى بنيت ديانتهم على نفى الفعل عن الله موافقة للفلاسفة والوثنيين قبلهم حيث افترضوا عدم جواز اتصاف الله بالارادة والعلم تنزيها له ثم كان العقل الأول عند الفلاسفة والمسيح عند النصارى الذى سيحاسب الخلائق يوم الدين
- تعلقه بالرحمة نفهمه من حديث النبى صلى الله عليه وسلم( إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره)
حيث وافق الفاتحة لفظا وترتيبا حتى قوله (ونستهديه)ومناسبة قضية المغفرة باليهود أنهم رفضوا مغفرة الله لهم
(وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ) فلذا استحقوا صفة الغضب
& أما النصارى فبنوا على قضية الخطيئة والغفران ترهاتهم المعروفة فاستحقوا صفة الضلال


يتبع بإذن الله
 
سورة البقرة (1)

الربع الأول من القرآن الكريم انتهى عند الآية الخامسة والعشرين وهى تتحدث عن جزاء المؤمنين الذين يعملون الصالحات سبقت بآية تتحدث عن جزاء الكافرين
(فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) وَبَشِّرِ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (25))
الربع من أول البقرة حتى الآية العشرين يتحدث عن صفات المتقين وغيرهم من المنافقين والكافرين أما سورة الفاتحة فهي جامعة الكتاب وقد جاء الحديث فيها عن الصنفين
....................................................................................
1-يلزم للقدرة على فهم الرسالة أن يكون المصحف بجوار القارئ حتى يستطيع متابعة ترتيب الآيات والأرباع
ثم ابتدأ الربع الثانى بقوله تعالى(إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (26))
والعلاقة بين آخر الربع الأول وأول الربع الثانى هى الخروج عن حكم المادة قال تعالى (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)) مادة الكلمات فى القرآن هى نفس مادة الكلمات عندنا حروف واحدة ولكن كان للمعنى وللفكرة الغلبة القاهرة
قال تعالى ((فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24))
اختلف حكم الحجارة والناس فى المادة ولكنهما تماثلا فى المعنى فكانت الغلبة للمعنى فجمعا معا فى الجحيم قال تعالى فى نفس السورة(ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) ومن المدهش أن نلاحظ أن هذه الآية جاءت بعد الحديث عن إحياء الميت بلحم البقرة المذكاة وهى بتذكيتها خرجت عن حكم الميتة فشاكلت الإحياء وقد جاءت المشاكلة بين موت القلوب والميتة غير المذكاة في سورة الأنعام(وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122))حيث يشير السياق إلى أن الإنسان الذي ليس في جوفه ذكر الله كالميتة أو الذبيحة التي لم يذكر عليها اسم الله
ثم استمر السياق في سورة البقرة فأخبرنا عن نعيم أهل الجنة حيث سيؤتون بثمار متشابهة حتى ليقولوا قد رزقناه من قبل فهذا حكم الظاهر من المادة ولكن اختلفت الثمار فى الطعوم والمذاقات
سقط هنا حكم الشكل واللون وفى أول الربع الثانى سقط حكم الحجم وثبت حكم الفكرة وراء ضرب المثل حكمة قد تكون فى استخدام البعوضة للبيان أو فى الفيل والحصان
ثم تأتى قصة إبليس وموقفه من السجود لآدم وهو موقف مادي بامتياز لأنه علل أفضليته على آدم بمادة خلقه وبمادة خلق آدم .


يتبع بإذن الله .
 
عودة
أعلى