د.أبو بكر خليل
Member
بَعْد أن علم حفيد الفيلسوف بَيْدبا بما أشار به مستشار الملِك ، أتاه و قال : يُحكَى يا مِوْلاي أنَّ جماعةًً مِن عُتاة المجرمين المفسدين أِتَوا من بلاد بعيدة ، و أغاروا على بلدةٍٍ من البلاد الآمنة المسالمة ، و أَخذوا أموالها و قتلوا أهلها و شَرّدوا معظم سكانها و احتلوا أرضها و سكنوا ديارها ، و لم يكتفوا بذلك بل استقدموا إليهم جُموعا من نظرائهم و ممن هم على شاكلتهم من المجرمين المفسدين من البلدات المجاورة ، شاركوهم و ساعدوهم في إجرامهم و اعتداءاتهم على تلك البلدة المنكوبة و على تلك البلدات المجاورة ، فلَمّا عَجز الجَمع عن مقاومتهم و إخراجهم مما استلبوه و استولوا عليه من أراض و أموال ، تشاوروا فيما بينهم و سألوا كبراءهم عمّا آل إليه حالهم ؛ فاقترح أحدهم أن : نُبادلهم فَرْداًً من أهلينا بِفِردٍٍ من مجرميها ، تأخذ كل بلدةٍٍ مِنّا مجرميها الذين كانوا فيها و سَفّاحيها منهم ، و يعود أهلونا مكانهم و تعود أراضينا !
فلَمّا رَضُوا بذلك و فرِحوا به ، ما عاد واحدٌٌ مِن أهاليها ، ولكن عاد بعض مجرميها و مفسديها ، عادوا و عاثوا فساداًً فيها ، و خرّبوها و دمّروها تدميرا ، و حاربوا أهلها و احتلوها !
قال حفيد الفيلسوف بَيْدَبا : فكذلك يا مَوْلاي ، ينبغي للعاقل أن لا يُعيد إلى أرضه أَفاعى و عقارب لدَغَت يديه ، و لا ذئاب و ثعالب عَضّت رجليه ؛ كما حكيتُ لكم يا مَوْلاي في الحكاية الأُخرى !
قال الملك للفيلسوف بَيْدبا : فما المخرج لتلك الأفاعي و العقارب و الذئاب و الثعالب الموجودة في تلك البلدة المنكوبة ؟
قال الفيلسوف بيدبا : تلك حكاية أخرى يُستشار فيها عاقلوها و متخصصوها يا مولاي
قال الفيلسوف بيدبا : تلك حكاية أخرى يُستشار فيها عاقلوها و متخصصوها يا مولاي
سكَتَ الملك قليلاًً و تفَكّر ، ثم قال : صدقتَ يا بيدبا