روى البخاري في الأدب المفرد عن ابن عباس رضي الله عنه قال :
( إني لأرى لجواب الكتاب حقاً كردِّ السلام ) .
حسنه الألباني في صحيح الأدب المفرد (850) 1 / 431 .
فالسؤال العام في الملتقى يتعين الجواب عليه ممن تقع بجوابه الكفاية .. أيّاً من كان , وجماعة المتخصصين أولى بذاك الفضل , وذوي الإشراف منهم خاصة الخاصة .
أمَّا السؤال الخاص لمسؤول بعينه فيتعين عليه الجواب كحق السلام , سواء في موضوع عامٍّ يراه الجميع أو في الرسائل الخاصة وهو أكثرها .
فأعطوا السائل حقَّه يا أهل التفسير , وأنفق ممَّا رزقك الله ترى خَلَفاً , ولا تُبطئ فيُبطِئ الله عنك , وما ضاقت طريق بصديق , وكم لك من سبيل إذا حال دون حاجة السائل مُحِيل ..
من رد السلام , وطيب الكلام ,
وجميل الثناء , وصالح الدعاء ,
وإحالة على مليء , واستشارة مؤتمن ,
ومواساة أو تسلية أو تَوَجُّع تأسو بها وتسلو .
وإني بحمد الله ما أعرضتُ عن كتاب خَصَّني به مخلوق , وما تركت جواباً قط حيثُ تعيَّن , ولا أزكي ذات علل , بل أُظهر نعمةً , وأدُلُّ من تردد فلا يستوحش .
وعذري لكل من تأخرت عن جوابه يوماً ما أنشده الزبير بن بكار لمن استبطأ كتابته إليه :
[align=center]ما غَيَّرَ النَّأيُ رَداً كنتَ تعهدُه ... ولا تبدلتُ بعد الذِّكرِ نِسيانَا
ولا حَمِدتُ إخاءاً من أخي ثِقَةٍ ... إلا جعلتُكَ فوقَ الحمدِ عُنوانَا[/align]
شيخنا الفاضل نايف الزهراني ؛
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
بما ان المسالة التي اطلقها ابي حسان في موضوع ؛
الإغراق في السلفية ، ومحاربة العقل والتجديد (مناظرة علميَّة)
لم تنته ولم تحسم ، وتلك الاجوبة التي تفضلت بتقديمها اثارت اسئلة اخرى اكثر منها اجوبة ، كما ان الموضوع بحاجة ماسة الى كثير من الاغناء والبحث ، لذلك اتقد م واستجيب لدعوتك ؛ بحق الجواب كرد السلام ،
في النفس الكثير من الاسئلة ، والتعقيبات ، والردود ، والاشارة الى ثغرات وردت كثيرا في حوارك مع الاخ ابي حسان ، لم اجد بدا و بدلا من طرحها في المنتدى ، لا ارتجي في طرحها غير طلب الحقيقة والادلال عليها ،
هنا اورد مثالا ونريد ان تطبق القواعد - التي سبق ان قعّدتها او ارتضيتها - على هذا الاثر ( الحديث ) في حوارك لابي حسان في موضوع الاغراق في السلفية ،
ساكتفي الان بسؤالين ؛
الاول :
الاثر:
5022 ـ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ اِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا اَبُو عَوَانَةَ، عَنْ اَبِي بِشْرٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ اَشْيَاخِ بَدْرٍ، فَكَاَنَّ بَعْضَهُمْ وَجَدَ فِي نَفْسِهِ فَقَالَ لِمَ تُدْخِلُ هَذَا مَعَنَا وَلَنَا اَبْنَاءٌ مِثْلُهُ فَقَالَ عُمَرُ اِنَّهُ مِنْ حَيْثُ عَلِمْتُمْ. فَدَعَا ذَاتَ يَوْمٍ ـ فَاَدْخَلَهُ مَعَهُمْ ـ فَمَا رُئِيتُ اَنَّهُ دَعَانِي يَوْمَئِذٍ اِلاَّ لِيُرِيَهُمْ. قَالَ مَا تَقُولُونَ فِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى {اِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فَقَالَ بَعْضُهُمْ اُمِرْنَا نَحْمَدُ اللَّهَ وَنَسْتَغْفِرُهُ، اِذَا نُصِرْنَا وَفُتِحَ عَلَيْنَا. وَسَكَتَ بَعْضُهُمْ فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا فَقَالَ لِي اَكَذَاكَ تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لاَ. قَالَ فَمَا تَقُولُ قُلْتُ هُوَ اَجَلُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اَعْلَمَهُ لَهُ، قَالَ {اِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} وَذَلِكَ عَلاَمَةُ اَجَلِكَ {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ اِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا}. فَقَالَ عُمَرُ مَا اَعْلَمُ مِنْهَا اِلاَّ مَا تَقُولُ.
رواه البخاري ،
وتعليقا على قولك لابي حسان (المداخلة 148) :
وأبو حسان يقول لنا : لا , لم يكن ذلك ؛ فلا الصحابة يعرفون جميع معاني القرآن على الصواب , ولا النبي صلى الله عليه وسلم بيّن لهم جميع معانيه .
فأيهما نُصَدِّق ؟
السؤال :
هل فهم ابن عباس رضي الله عنه مراد الله من السورة بما لم يفهمه الصحابة رضوان الله عليهم ، وهل يعد هذا الفهم تفسيرا ؟
لاشك ان كان الامر كما قال ابن عباس ان احاط رسول الله بتلك الاشارة في قول الله ( اي اجله عليه الصلاة والسلام ) والسؤال ؛هل لم يخبر رسول الله عليه الصلاة والسلام الصحابة - جميعهم او بعضا منهم - بما اشارت اليه الاية من الخبر وبما يتفق وفهم ابن عباس ، ام انه لم يكتمه ، ام تركها لفطنتهم ؟
هل جواب ابن عباس هو دراية من طريق رسول الله ؟ ام هو اجتهاد وفطنة ،
ثانيا ،
ادلاء الصحابة اشياخ بدر قبل جواب ابن عباس ؛ ماهو ؟
هل هو اجماع ؟
ام هل هو قولين لاثالث لهما ؟
وسكوت بعضهم ، ماذا يعد من الاقوال هل هو موافقة للاخرين ام هو اعتراض ، ام عدم دراية ؟
ثانيا بعد استنطاق عمررضي الله عنه لابن عباس وجواب ابن عباس :
هل جواب ابن عباس هو خبر عن رسول الله ام هو اجتهاد و فطنة ام هو امر غيبي وخاص بابن عباس ؟
وبعد جواب ابن عباس ، هل اصبح الامر اجماع ، ام غير ذلك بسبب سكوت جميع الصحابة وعدم تعليقهم ، وهل تستطيع الجزم بخلو الموقف من استنكار الصحابة لمثل هذا الاجتهاد ؟
وهل قول ابن عباس هو الفصل فلا قول بعده واُغلق باب التفسير والاجتهاد في الامر الى يوم القيامة ، هل لايوجد احتمالات اخرى غير قول ابن عباس وغير قول الصحابة اشياخ بدرلمضمون السورة ؟ ، اي الصحابة الاخرين غير اشياخ بدر ممن لم يحضر ذلك المجلس ؟
وعدم اجابة الصحابة بالقول الذي قال به ابن عباس ، هل فاتهم العلم به ام فاتتهم الفطنة ؟ ام عدم دراية ؟ ام هل هو خطأ ؟ او نسيان ، ام عدم وصول التفسير اليهم ؟
هل ان رسول الله اخبرهم ام لم يخبرهم ام فسرها ؟ او لم يفسرها ؟ او لم يبينها لهم ؟ ، وان الامر عائد للفطنة التي ادرك ابن عباس بها مضمون السورة ، ولم يدركها باقي الصحابة ، واذا كان الامر عائد للفطنة وليس لاملاء الرسول بهذا الشان ، الا يشكل موقف عمر مع ابن عباس ازراءا بباقي الصحابة في انهم لايعلمون شيئا وادرك الصغير مالم يدركه شيوخ وثلة من الكبار والذي هم اكثر تلقي من الرسول واقدم ؟ ثم لماذا لم يعلم الصحابة بمقدار علم ابن عباس وفاتتهم تلك المقدرة الاستثنائية عند ابن عباس التي خصه الله بها بسبب دعاء الرسول له ؟
الا تجد في جواب ابن عباس جواز الاجتهاد بما لم يخبر به الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ ام ان ذلك موقوف على الصحابة دون غيرهم ؟ وما الدليل ؟
اكتفي بهذا القدر،
السؤال الثاني :
اوردت في مداخلتك رقم ( 148) :
رابعاً : الأدلة المتعلقة ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم لجميع القرآن ومعرفة جيل الصحابة لجميع معاني القرآن :
1- قوله تعالى : {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نُزّل إليهم} أي : القرآن . وغاية إنزال الذكر على النبي صلى الله عليه وسلم البيان , فمن الله الإنزال وعلى الرسول البيان , وإذا لم يبينه الرسول صلى الله عليه وسلم فمن يبينه ؟! وهذا يشمل بيان جميع القرآن , وبيان بعضه , وبيان ألفاظه , وبيان معانيه , وهل تُعرف معاني الألفاظ الشرعية أو الإسلامية إلا ببيان النبي صلى الله عليه وسلم القولي والفعلي ؟
اوردت الاستشهاد بالاية :
{بِالْبَيِّنَاتِ وَالزُّبُرِ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }النحل44
وفيها سؤال :
اولا ؛ من هم الناس في الاية ؟ هل هم الذين امنوا ام غيرهم ؟
وماهو مفهوم " تبين " و" البيان " في هذه الاية وفي غيرها ؟ هل هو " التفسير " او " التفصيل " او " الاستنباط " او " التاويل " او " التفهيم " او" التعليم " او شرح الغامض من المفاهيم او الارشاد الى بيان مراد الله من ذلك ، ام هو غير ذلك ؟ ام هو جميع ذلك ؟
ثانيا ؛ وقعت " لتبين للناس " بين انزالين ، هما ؛ الاول ؛ " انزلنا اليك " ، والثاني هو ؛ " ما نزل اليهم " ،
هنالك احتمالان :
الاول ؛ ، انزلنا اليك = مانزل اليهم ،
أي ان الانزالين هما واحد ، وبالنتيجة الرسول يبين للناس مانزل اليه ، أي انزلنا اليك الذكر لتبين للناس الذكر ، اوانزلنا الى الناس لتبين مانزل الى الناس ،
والثاني ؛ المغايرة ، أي ان ؛ انزلنا اليك ، غير ؛ ما نزل اليهم ، وبالتالي فان ؛ " انزلنا اليك " تبين " مانزل اليهم " ؟
ام هنالك احتمالات اخرى ؟؟؟
وهل يوجد اقوال للصحابة في تلك الاحتمالات ؟
وجزيت خيرا ،
والسلام عليكم