حقيقة وقوع الاختيار من القراء توضيحات وردود

إنضم
20/08/2003
المشاركات
611
مستوى التفاعل
1
النقاط
18
الإقامة
المدينة النبوية
((حقيقة وقوع الاختيار من القراء توضيحات وردود ))
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه أجمعين. أما بعد:
فهذا بحث سيجلي -إن شاء الله - مسألة (وقوع الاختيار من القراء وحقيقتها)، ويرد على شبهة كان قد طرحها الباحث الموريتاني الأستاذ الحسن ولد ماديك -حفظه الله-في ملتقى أهل التفسير، ثم أصدر فيها حكمه الجرئ بأن القراء كانوا من الجرأة بحيث قرأوا بغير مانزل، وأن اختيارات كبار القراء منهم كابن مجاهد. والداني –رحمهما الله ..وغيرهما ، هي اختيارات مبكية.
ويظهر والله أعلم أن الأمر غير ذلك،وأن (الاختيار) له حجيته عند القراء ،وله تعلقه الواضح بتاريخ علم القراءات،وبأدلته التاريخية الموثوقة، وبمراجعه الوافية الأصيلة،وبتأصيلات العلماء الدقيقة له في كتبهم،كمكي في الإبانة ،وأبي شامة في المرشد الوجيز ،وغيرهما، التي وصلوا فيها إلى الاستناد إلى الاختيارات الثابتة ، الواردة عن كبار القراء كالإمام نافع بن أبي نعيم الليثي وغيره، وعن العلماء المدققين كأبي عبيد القاسم بن سلام، وأبي حاتم السجستاني،والإمام الطبري، والإمام أبي القاسم الهذلي،وغيرهم،
وهذا كله جعل عددا من الباحثين المحققين المعاصرين، يؤلف في الاختيار بحوثا مهمة ، ككتاب الاختيار في القراءات منشؤه ومشروعيته وتبرئة الإمام الطبري من تهمة إنكار القراءات المتواترة، للدكتور عبد الفتاح اسماعيل شلبي ، وكتاب الاختيار في القراءات القرانية وموقف الهذلي منه، للدكتور نصر سعيد وغيرهما..
وزيادة في توضيح هذه المسألة للقراء الكرام، وإبراز حقيقتها الجلية عند القراء، سأعرض -إن شاء الله - لما أورده هذان الكتابان الجليلان من أدلة وبراهين، ونتائج مهمة فيه، ثم أكشف عن مسائل جديدة في الموضوع ظهرت لي بعد البحث والتأمل.
وليعذرني القارئ في كثير من الاختصارات، في المسميات،والإحالات، والنقول ، وبإمكان من أراد متابعة ذلك مراجعة ذلك في أصول مانقلته.
(1) البحث الأول: فيه معنى الاختيار ومنشؤه:
وإليك أخي القارئ بعض ماعرضه هذا البحث القيم :
يقول عبد الفتاح شلبي : " لعل أول من ذكر معنى الاختيار، ومنشأه الإمام أبوجعفر الطبري... جاء في كتاب المرشد الوجيز: قال الإمام أبوجعفر الطبري " الأمة أمرت بحفظ القرآن، وخيرت في قراءته وحفظه بأي تلك الأحرف السبعة شاءت ....وخيرت في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءت فرات لعلة من العلل أوجبت عليها الثبات على حرف واحد -قراءته بحرف واحد- ورفض القراءة بالأحرف الستة الباقية ،ولم تحظر قراءته بجميع حروفه على قارئه بما أذن في قراءته به". مرشد/139، شلبي 6.
ويقول أيضا "والطبري في هذا النص يشرح رأيه في أن القراءات التي يحتملها رسم المصحف العثمان رضي الله عنهي إنما هي حرف واحد من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم والأمة مخيرة بين هذه القراءات التي يشتمل عليها الحرف الواحد.."تفسير الطبري1/58.
ويقول أيضا : "والإمام أبوعمر رضي الله عنه و الداني أكثر وضوحا من الطبري في شرحه معنى الاختيار ومنشأه في القراءات ، إذقال في جامع البيان " وجه الاختلاف في القراءات أن رسول الله كان يعرض القرآن ...فكان جبريل يأخذ عليه في كل عرضة بوجه وقراءة من هذه الأوجه والقراءات المختلفة ..ولذلك أباح لأمته القراءة بماشاءت منه مع الإيمان بجميعها ولم يلزم أمته حفظها كلها ..بل هي مخيرة في القراءة بأي حرف شاءت منها...كتخييرها... بأي الكفارات شاءت ... فكذا أمروا بحفظ القرآن ..ثم خيروا في قراءته بأي الأحرف السبعة شاءوا..إذلم يلزموا باستيعابها كلها..جامع البيان /...شلبي/7
ويضيف : " أن الداني قال في موضع آخر "إن معنى إضافة كل حرف مما أنزل الله ..إلى من أضيف من الصحابة كأبي ..من قبل أنه كان أضبط له وأكثر قراءة وإقراء به وملازمة له ..وكذلك إضافة الحروف والقراءات إلى أئمة القراءة بالأمصار المراد بها أن ذلك القارئ ..اختار القراءة بذلك الوجه من اللغة وآثره على غيره وداوم عليه ولزمه حتى اشتهر وعرف به وقصد فيه وأخذ عنه فلذلك أضيف إليه دون غيره من القراء وهذه الإضافة إضافة اختيار ودوام ولزوم لا إضافة اختراع ورأي واجتهاد. شلبي/7.
ثم عرض لبعض القضايا المتصلة بالاختيار:
كالقراءة سنة ، وهي قضية مرتبطة لأن اختيار القراء مشروط بأن يكون مما تلقاه رسول الله .. فتبين أن أصحاب القراءات من أهل الحجاز والشام والعراق كان منهم من عزى قراءته التي اختارها إلى رجل من الصحابة قرأها على رسول الله .../10 شلبي.تفسير القرطبي /58.
قال ابن مجاهد: " القراءة التي عليها الناس هي القراءة التي تلقوها عن أوليهم وقام بها في كل مصر رجل ممن أخذ من التابعين أجمعت الخاصة والعامة على قراءته وسلكوا فيه طريقه وتمسكوا بمذهبه.البرهان1/338. شلبي/11.
ثم قرر شلبي: أن الاصل في سنة القراءة ... وأن الأصل الذي يعتمد عليه أن ماصح سنده واستقام وجهه في العربية ووافق لفظه خط المصحف...ومتى فقد واحدا فاحكم بأنها شاذة..النشر 1/44
قال شلبي: "وعلى هذا فالاختيار مشروط بسنة القراءة ..فلواجتمع عدد لايحصى ..فاختار كل منهم حروفا بخلاف صاحبه وجرد طريقا في القراءة على حدة في أي مكان كان وفي أي أوان بعد الأئمة الماضيين..بعد أن كان ذلك المختار بما اختاره من الحروف بشرط الاختيار لما كان ذلك خارجا عن الأحرف السبعة ..بل فيها متسع إلى يوم القيامة.غاية ابن الجزري1/361.شلبي 13
وقال شلبي: ويلخص السخاوي سنية القراءة فيقول: "واعلم أن أئمة الدين أجمعوا على قراءة السبعة حين اعتبروا قراءتهم...إلى أن يقول: "ومما يوضح تمسك هؤلاء الأئمة بالنقل مانراه في قراءاتهم من قراءة حرف في موضع على وجه وقراءة ذلك الحرف في غير الموضع على خلاف ذلك كما قرأ نافع يحزن.. ثم ختم كلامه بقوله: "وهذا واضح في التمسك بالأثر".جمال القراء 2/644.شلبي 15.
وقال شلبي أيضا: "مايوضح صلة القراءات بالسند المتصل ..وأن ذلك ركن القراءة قول ابن الجزري في تعريف القراءات هي علم بكيفية اداء كلمات القرآن واختلافها بعزو الناقلة. منجد/3.
وما أخبر به الأصمعي .. أن أبا عمرو بن العلاء ...يقول لولا أنه ليس لي أن أقرا إلا بماقد قرئ لقرأت حرف كذا كذا، وحرف كذا كذا / السبعة /48.
وماجاء عن علي رضي الله عنه: " قال نزل القرآن بلسان قريش وليسوا بأصحاب نبر ولولا أن جبريل نزل بالنبر على النبي صلى الله عليه وسلم ماهمزنا وهو لغة قريش وأهل الحجاز .المفصل لابن يعيش 9/108.
وفي السبعة قال: حدثني ... قال قلت لأبي عمرو بن العلاء (وبركنا عليه) في موضع (وتركنا عليه) في موضع أيعرف هذا ؟ فقال مايعرف إلا أن يسمع من المشايخ الأوليين.
وقال الأصمعي: سمعت نافعا يقرا (يقص الحق) فقلت له إن أباعمرو يقرأ (يقض الحق)..وقال: القضاء مع الفصل، فقال نافع: وي ياأهل العراق تقيسون في القرآن.
ومعنى قول أبي عمرو " القضاء مع الفصل" أي إني اخترت هذه لهذا، ولم يرد رد القراءة الأخرى..
ومعنى قول نافع: "تقيسون في القرآن" لم يرد به أن قراءتهم أخذوها بالقياس، وإنما يريد أنهم اختارو ذلك لذلك، والقراءتان ثابتتان...
وقال ابن أبي هاشم: "يريد أنا لم نأخذ القراءة على قياس العربية إنما أخذناها بالرواية"./16.
ــــــــ
(2) البحث الثاني ( الاختيار في القراءات القرانية وموقف الهذلي ت465هـ منه)،
وهو بحث مستل من رسالة دكتوراة للدكتور نصر سعيد،وعنوانها اختيارات أبي القاسم الهذلي من خلال كتابه الكامل في القراءات الخمسين،
وإليك أخي القارئ بعض ماعرضه هذا البحث القيم:
قام الدكتور بذكر عشرة فصول مسبوقة بمقدمة ومشفوعة بخاتمة، في الفصل الأول بين معنى الاختيار في باب القراءة، نشاة الاختيار، فشروط الاختيار ،وفي الفصل السادس معايير الهذلي في اختيار القراءات ،وفي التاسع موازنة بين اختيارات أبي عبيد وأبي حاتم والهذلي ،والعاشر اختيارات الهذلي في الميزان، ثم النتائج.
- في الفصل الأول أورد معاني الاختيار اللغوية ، كالاصطفاء والانتقاء ثم فرق بينها فالاصطفاء أخص من الاختيار ويختلف عن الانتقاء، والفرق بينه وبين الإرادة على أساس أصل الاختيار وهو أن المختار المريد لخير شيئين ، ولو اضطر إلى إنسان إرادة شيء لم يسم مختارا /14،
وذكر الفرق بين الاختيار والإيثار وهو أن الإيثار هو الاختيار المقدم ، وكان العلماء اصطلحوا على الاختيار وليس الإيثار .
-ثم عرّف معنى الاختيار في باب القراءة : بأن يعمد من كان أهلا له إلى القراءات المروية فيختار منها ماهو الراجح عنده ويجرد من ذلك طريقا في القراءة على حدة/ التبيان للجزائري 121، نصر سعيد 15.
ثم قال نصر سعيد: "ومعنى ذلك أن ينتقي من له الاختيار من القراءات المروية ماهو راجح عنده بناء على فكرة معينة سواء ذكرها أم لم يذكرها ثم هو لم يتقيد بمذهب بعينه ولم ينسب الى مصدر بذاته، فأبو القاسم الهذلي مثلا انتقى أصول قراءته ومفراداتها من عدد كبير من شيوخ عصره بلغ عددهم ثلاثمائة وخمسة وخمسين إماما من أرباب الاختيارات الذين بلغوا رتبتها أي السبعة والعشرة فهو لم يترك إماما ...حتى فند قراءته ثم اختار من مجموع هذه القراءات مارءاه راجحا عنده/15
- ثم عرض للتوسع في إطلاق الاختيار:
وذكر أنّ توسع العلماء في الإطلاق ...لبيان سبب نسبة القراءة إلى القارئ..وأنه اختياره وليس اختراعه أو اجتهاده/17.
وذكر أن من التوسع قول الداني: " إن معنى إضافة الاختيار..إلى من أضيف إليه ..أنه كان أضبط..وإضافة الحروف والقراءات الى أئمة القراء بالأمصار..أي اختار ذلك الإمام (القراءة بذلك الوجه من اللغة) وأثره على غيره..حتى اشتهر به ..وأخذ عنه، فلذلك أضيف إليه دون غيره..وهي إضافة اختيار ودوام لاإضافة اختراع../جامع الداني. نصر سعيد/18 .
ثم ذكر منهج الاختيار في تاريخ القراءات وأنه نشأ عنه ماعرف بالقراءات السبع أو العشر./18 نصر سعيد
وأنه ابن مجاهد قد اختار القراءات السبع للقراء السبعة وارتضى الأكثرون اختياره وإن عارضه بعضهم. /السابق
وأن شوقي ضيف محقق السبعة سمى الانفرادات اختيارات،ولم يوافقه على ذلك أي نصر سعيد.. نصر سعيد /19
وأن لفظ اختار ورد عند ابن الباذش 1/55، وشعبة غاية نهاية 1/292 والبغوي، والنشر1/38، وقابة /262،
والحاصل إطلاق اللفظ (الاختيار) على القراءة جائز عندما نريد أن نوضح معنى إضافة القراءة الى فلان.. وإطلاقها على مافعله ابن مجاهد في انتقاء السبعة ...جائز من باب المعنى اللغوي للاختيار فهي كلمة موجودة منذ نشأت الاختيار.
كما فرق بين القراءة والاختيار: فذكر أن القراءة هي أن يكون للمقرئ قراءة ...والاختيار أن يأخذ من مجموع القراءات ..حروفا يفضلها لسبب..قد يكون حرف منها من قراءة في حين يكون الحرف الآخر من قراءة اخرى /16، قراءات القراء المعروفين للاندراي/28.
- وفرق كذلك بين الاختيار والانفراد: وأنهما بمعنى الانتقاء لبعض القراءات والأوجه القرآنية التي يرجحها من اختارها أوانفرد بها بسند صحيح ،ولكن الانفراد فيه معنى يختلف عن الاختيار فهو ماانفرد به إمام أو راو من قواعد وأحكام قرائية أوحروف معينة من أول القرآن إلى آخره مع التزامه في بقية المواضع بماقرأ به الشيخ الإمام ولذلك سمي انفرادا أي أنه سار على قراءة معينة من أول القرآن في حروف معينة انفرد بها روضات الجنات فيما انفرد به ثلاثة الدرة محمود علي بسة /6.
مثال الانفراد انفرد أبوجعفر عن غيره من العشرة من تسهيل همز (اسرائيل) مع التوسط وصلا فقط في القرآن كله /السابق
فهذه انفرادات ألف فيها البعض .السابق 16.
متى نشأ الاختيار: لمعرفة ذلك نبحث في المراحل التي مرت بها القراءة..في عهد النبي صلى الله عليه وسلم..ومعنى قولهم اختار النبي صلى الله عليه وسلم ؟ وهذه قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟
وكان جوابه قراءة النبي صلى الله عليه وسلم، أو اختار النبي صلى الله عليه وسلم ...تطلق على كل قراءة ليست منسوبة إلى أحد من أئمة الرواية ونقلها المحدثون وهي كثيرة في محتسب ابن جني وغيره../26
ولمعرفة ذلك أيضا ذهب الدكتور نصر إلى أن إنزال القرآن على سبعة أحرف من أول مانزل في مكة /32.
اختيار الصحابة: في العهد المدني يختار بعض الصحابة من الأحرف حرفا معينا تعلمه من رسول الله...لحديث البخاري عمر رضي الله عنه مع هشام بن حكيم.../35.
الأحرف السبعة (وعلاقتها بالاختيار):
-في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
القراءات في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت وحيا ..وليس مافهم من الحديث أنه التوسيع على المسلمين أول الامر ..بحجة الأمية..وغيره كله لاحجة فيه..لأن المسلمين كان لديهم فسحة في أن يختاروا من القراءات المختلفة مايناسب ألسنتهم ...والعربي قد ينتقل لسانه من لهجته إلى لهجة أخرى فيستعملها كما ذكر ابن جني فيصعب عليه نطق لفظة من لهجة عربية غير لهجته في القرآن .
وأن الأمر في قراءة القرآن أمر إتاحة في اتباع القراءة لا أمر إباحة في اختراع قراءة حتى لايظن ظان أن المسلمين في أول أمرهم كانوا يتعبدون بقرآن اخترعوه تيسيرا ثم نسخه الله وأقر قرانه، نعوذ بالله من هذا القول/43 .
وقد رد الألوسي على السيوطي بقوله: "فكم من صحابي هو من قبيلة وعى كلمة نزلت بلغة قبيلة أخرى ..وليس له أن يغير ماوعى..وهذا يدل على أن مرجع السبع الرواية لا الدراية..فرَدُّ الإمام السيوطي لا أدري ماذا أراد منه ؟روح المعاني1/21. نصر سعيد 44
ملاحظات للدكتور نصر سعيد:
- من القراءات مامرده اللهجات،ومنها الإعراب والاختلاف في الصيغ ،والمرادف، وعليه فتفسير الأحرف بأنها القراءات المتعددة قول سديد..ولايحدد الرقم سبعة بل يطلقه ..كما يلاحظ التكلف في تفسير الأحرف بسبعة لغات أو سبعة أوجه كقول الرازي..كما أن من التكلف الوقوف عند رأي واحد ..حيث يمكن أن تكون الآراء الأخرى مجتمعة داخلة في مفهوم الحديث صالحة لتفسيره .../47.
في عهد أبي بكر رضي الله عنه:
-هو أول من جمع القرآن بالأحرف واليه تنسب المصاحف البكرية جمعها في سنة واحدة تقريبا/48.
-لم يحرص الصحابة على أن يكون لدى كل واحد نسخة لأن جمعه لسبب هو خوف ذهاب الحملة،وليس لحدوث خلل في قراءته /49.
اختصاص زيد بهذ الجمع كان لأمور/49، هذا الجمع يحتمل أن له علاقة بالاختيار في القراءة ..يفسر باختيار زيد ..وأنه شهد العرضة الأخيرة ..فكان أبوبكر رضي الله عنه أراد جمعه من العسب..وجمعه بالقراءات التي استقرت بالعرضة الاخيرة/50.
وفي عهد عمر رضي الله عنه: ظهرت المصاحف في الأمصار بإملاء كبار الصحابة الذين كانوا يعلمون القرآن فكان ابن مسعود رضي الله عنه يملي المصاحف في الكوفة في خلافة عمر رضي الله عنه . ابن أبي داود 137.
وكان اختيار عمر رضي الله عنه هو لغة قريش حيث أنكر على ابن مسعود رضي الله عنه لغة هذيل..
وابن عبد البر قال : "يحتمل أن هذا من عمر رضي الله عنه على سبيل الاختيار لا على أن قراءة ابن مسعود رضي الله عنه (بلغة هذيل) لاتجوز ، وقال ابن عبد البر : إذ أبيحت قراءته على سبعة أوجه أنزلت، جاز الاختيار فيما أنزل. الكلم الحسان/20،نصر سعيد 51
ورأي عمر رضي الله عنه في اختيار أبي رضي الله عنه ، قال" إنا لنرغب عن كثير من لحن أبي يعني لغة أبي رضي الله عنه. المصاحف 41.نصر 51.
نتائج هذه البحث القيم:
-الأصل في الاختيار صحة السند وليس لهجة القبيلة/121 .
-حد الاختيار انتقاء القارئ لحروف معينة لعلة ما من جملة قراءات بشرط أن يكون أهلا للاختيار ...واختياره ضمن القراءات المروية .
ويختلف عنه الانفراد في التزام المنفرد قراءة معينة مع اختيار بعض الحروف الأخرى من قراءات غيرها .. /121
- الاختيار نشأ منذ عهد الصحابة/121
- اختيارات الهذلي من أهم الاختيارات إذ كلما كثرت القراءات صعبت الاختيارات./122.
- عدم الجزم بنزول الأحرف بالمدينة وخلو المكي من القراءات حكم بظن، لاحتمال وجود قراءات أنزلت في العهد المكي لنزول أكثر القرآن في مكة وحاجة الدعوة لعدد من القراءات .
- ثم طرح الباحث موضوعا جديدا وهو دراسة موضوع الاختيار في القراءات دراسة متأنية تشمل جوانبه التاريخية واللغوية والمنهجية ، وكذلك دراسة علل الاختيار ات وبيان الفروق الأساسية بين اختيارات القراء/122.
أخيرا: هذا بعض ماأردت بيانه في مسألة وقوع الاختيار من القراء،
وبعد التعرف على ماسبق من دراسات قيمة، أجد من المهم البحث عن
أمر مهم أشار علي به بعض المتخصصين في القراءات ألا وهو الخاجة إلى تبيين صورة هذا الاختيار في واقع القراءات الحالي:
على أساس هل الاختيارات كانت معروفة وصورتها هي أن تكون من أول القرآن الى آخره ..باختيار واحد؟ مثلا: هل تكون على شكل رواية حفص بطريق عمرو،ثم من طريق عبيد ..كل واحدة من اول القرآن إلى آخره ...
وهو أمر معمول به في الإقراء الآدائي..
- أو أن يكون بجمع حروف ثم قراءتها مجموعة كحروف منتقاة خلال القراءة على الشيوخ أو من الكتب، لكل قارئ،أوراو أوطريق على حدة ، أي أننا عند القراءة نذكرقارئا نذكر له حروفا قرأها في هذا الموضع،أو أخرى في مواضع أخرى، دون أن يكون ذلك من أول القرآن الى اخره....
- وهذا معمول به في القراءات المدونة في الكتب والمتون التي جمعتها. مما لايعد قرانا لكنه طريقة لجمع الاختيارات في وقت واحد لقارئ أو مجموعة قراء..
وأختم أخيرا: بأن الإجابة عن هذا الأمر المهم شديد الأهمية عند القراء اليوم، وتتطلب معرفته بحوثا جديدة. والله أعلم.
 
كلام نفيس حقيقة ..

ومفيد جدا لطالب القراءات ..

وأذكر عندنا في جامعة أم القرى رسالة ماجستير قيمة جدا لفضيلة الشيخ : أمين إدريس فلاتة

في نفس هذا الباب

.. شكرا لك شيخ أمين .. أفدتنا أفادك الله ..

وافر التحية
 
لك الشكر أخي حفيد البخاري، على كلماتك الطيبة وعلى تنويهك برسالة الشيخ أمين إدريس فلاتة ،سلمه الله وإياك،
وحبذا لو حصلت منه على ملخص لبعض ماجاء فيها ، ففي ذلك إثراء لبحث الاختيار وللمتخصص في القراءات وعلومها،وحفظا لهما من كل الشوائب والظنون.والله يحفظكم ويرعاكم.
 
إن يسر الله ..

في الفصل الدراسي الثاني .. بإن الله عز وجل ..

وافر التحية
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
في البحث أعلاه حقيقة وقوع الاختيار من القراء عند بعض المعاصرين، وليعذرني القارئ في عدم ترتيبه ترتيبا جيدا، حيث صادفت كتابته زمن انشغال، لكن رأيت من المهم فتحه مرة أخرى كملف علمي متعلق بتاريخ القراءات في مرحلة مهمة من تاريخها ،
بدأت البحث فيها من خلال التعرف على ماقيل عن الاختيار في المصادر الحديثة، ثم يأتي من بعد ذلك تبيين بعض مؤلفات العلماء في الاختيار وأسمائهم، ثم خطوات أخرى ليستفيد من ذلك القارئ الكريم. والله الموفق.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وبعد:
فهذه أسماء لبعض مصادر النشر لابن الجزري تتضمن اختيارات القراء المعروفين وغير المعروفين، المقروءة وغير المقروءة.
1-المبهج في القراءات الثمان،وقراءة الأعمش،وابن محيصن،واختيار خلف، واليزيدي.
2- الكفاية في القراءات الست(قراءة نافع وابن كثير،وأبي عمرو،وعاصم، والكسائي،وخلف في اختياره)،
3- الإشارة بلطيف العبارة في القراءات المأثورات بالروايات المشهورات(في القراءات العشر واختيار أبي حاتم).
4- الغاية في القراءات العشر،واختيار أبي حاتم السجستاني.
5- المستنير فى القراءات العشر، واختيار اليزيدي.
6- بستان الهداة فى اختلاف الأئمة والرواة ،فى القراءات الثلاث عشرة واختيار اليزيدي.
7- المنتهى في القراءات الخمسة عشر، (القراءات العشر واختيار أبي بحرية وسلام وأيوب بن المتوكل،وأبي حاتم،وأبي عبيد).
8- الكامل في القراءات الخمسين(القراءات العشر،والأربعين الزائدة عليها).والله الموفق.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فقد وجدت بعض الاخوة لازال يتساءل عن حقيقة وقوع الاختيار من القراء
وقد سبق في البحثين اعلاه أجوبة سؤاله في المسالة.
وفي الموضوع نفسه رسالة جامعية للشيخ امين إدريس فلاتة فلعله يتيسر إرفاقها في هذه المشاركة إن شاء الله. وفق الله الجميع.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طرح علي احد الاخوة سؤالا جاء فيه
(ما فقهمته ان الاختيار فيه خلاف علي امرين
الاول :ان الاختيار يكون للقارئ من بين الروايات التي عنده فيختار روايه كما هي ويدوام عليها فيشتهر بها وتصير باسمه
الثاني : ان الاختيار يكون عن طريق اختيار حروف من بين الروايت الثابته عند القاري وتكوين قراءه خاصه به من بين الروايات والقراءات التي تلقاها عن شيوخه
ارجو من حضرتك التعليق علي كلامي وارجو منك ايضا ان تقول روايه حفص عن عاصم من اي الامرين هي ).
وأقول للسائل هذا السؤال قد طرحته على نفسي وإخواني من قبل في آخر المشاركة اعلاه وهو يحتاج الى جهود من الباحثين للوصول الى اجابته. والله الموفق.
 
السلام عليكم
قلتم "(ما فقهمته ان الاختيار فيه خلاف علي امرين :
الاول :ان الاختيار يكون للقارئ من بين الروايات التي عنده فيختار روايه كما هي ويدوام عليها فيشتهر بها وتصير باسمه )

الجواب :هذا صحيح وهو عين ما ذكره حفص عن عاصم "ما خالفت عاصما إلا في "ضعف" في الروم " وقد أخبره عاصم بأنه أقرأه بما قرأ به علي عبد الرحمن السلمي وأقرأ شعبة بما قرأ به علي زر بن حبيش .

يعني ظاهر هذا الكلام إلتزام شعبة وحفص لرواية واحدة كل بحسب طريقه . وكونه ـ أي حفص ـ خالف في اختيار حرف واحد "ضعف" لا يضر وخاصة أنه أخذ بما رواه عن عاصم في ضعف أيضا "أي بفتح الضاد" . والله أعلم

قلتم "الثاني : ان الاختيار يكون عن طريق اختيار حروف من بين الروايت الثابته عند القاري وتكوين قراءه خاصه به من بين الروايات والقراءات التي تلقاها عن شيوخه)

الجواب: هذا صحيح وهو عين ماقاله نافع بأنه قرأ علي سبعين من التابعين ثم ألف قراءته التي يُقرئ بها من طلبها منه .

وكلا الأمرين ينطبقان علي خلف العاشر فقد التزم بما رواه عن حمزة . واختار لنفسه قراءة من بين الروايات الثابتة عنده . والله أعلم


أما وإن قلت : نختار نحن أيضا كما اختاروا . في هذا الرابط جواب عن هذه النقطة هل لنا أن نختار من بين الروايات العشر التي بين أيدينا ؟
وكذا هل لنا أن نختار من بين الرواية الواحد ؟ وكل ذلك في هذا العصر .
والجواب عن ذلك في المشاركة الأخيرة من النقاش .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81408
والسلام عليكم
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

إنّ التمثيل في الحالة الأولى المذكورة بمخالفة حفص لشيخه عاصم في كلمة { ضعف } يحتاج إلى نظر فيما يبدو لي لسببين :

الأوّل : إنّ رواية حفص مقيّدة بقراءته على عاصم دون غيره فهو انفراد ومخالفة لما قرأ به على عاصم وليس اختياراً من بين مروياته ، خلافاً لنافع فقراته ليست مقيّدة بشيخ واحداً. لذا فلا بدّ من تقييد الاختيار بالقراء كنافع وابن كثير وأبي عمرو وغيرهم لأنّ قراءتهم ليست مقيّدة بشيخ واحدا خلافاً للرواة أو من كان دونهم في الطبقة. والدليل على ذلك أننا لا ندري على من قرأ نافع بوجه إبدال الهمز المفرد أو بوجه ترقيق الراءات وتغليظ اللامات وغير ذلك. خلافاً لورش فإننا نعلم أنّ جميع مروياته المنقولة عن الأئمّة هي من قراءته على نافع دون غيره لأنّ الرواية مقيّدة ومحصورة بشيخ واحد معلوم ، ونعلم أن ترقيق الراءات وتغليظ اللامات وتمكين البدل هو من رواية الأزرق عن ورش ونعلم أن قصر المنفصل هو من رواية الأصبهاني عن ورش وهكذا. فكلّ ما كان دون المقرئ في الطبقة فشيخه يكون معلوماً فلا اختيار حينئذ.

ثانياً : اختيار حفص في كلمة {ضعف} يخرج عن مجاله المعتبر عند الأئمّة وهو روايته للقرءان عن نافع إذ لا تعرف رواية ورش عن غير نافع عند الأئمّة. خلافاً لنافع فإنّ المجال مفتوح لتعلّق قراءته المعتمدة والمعتبرة عند الأئمّة بعدد من شيوخه.

أمّا الحالة الثانية المشار إليها آنفاً : فلا ندري على سبيل القطع واليقين أنّ ما رواه ورش عن نافع هو عبارة عن قراءة مركبة من عدة روايات قرأ بها نافع عن شيوخه أم هي من قراءته على شيخ واحد فيما اختصت روايته بالنقل الهمزات مثلاً ، وما يترتّب عن تلك الرواية من تمكين مدّ البدل وترقيق الراءات وتغليظ وغير ذلك . فيبقى الأمر في ناظري ظنّيّاً وليس قطعياً لعدم توفّر الأدلّة الصريحة في ذلك. مع أنّ الأصل في نقل الأخبار عدم الخلط بينها كما هو الحال عند رواة الحديث والآثار.

وبالمناسبة أريد لفت انتباه شيخنا أمين الشنقيطي على الفرق بين أسلوب المحدّثين وأهل الأداء ، فقد يُحتمل أن تكون قراءة القراء المشهورين مركبة من عدّة روايات ولا يُعدّ ذلك اضطراباً في المتن ، خلافاً لأهل الحديث الذي يعدون ذلك اضطراباً في المتن فيسقط الحديث بذلك. وهذا يرجع إلى اختلاف نوعية المتن ، فاختلاف الروايات للقرءان الكريم تشترك في تقارب المعاني والحروف والرسم وغير ذلك بخلاف متون الحديث فإنّها تمتاز بكثرتها وتنوّعها في اللفظ والمعنى والحجم وغير ذلك.
 
السلام عليكم
(يا فتَّاح يا عليم يا رزَّاق يا كريم ..محمد يحيي يخرج لي في كل موضوع زي العفريت)
كل عام وأنت بخير يا شيخ محمد يحيي .
أود أن أنبه في مداخلتي علي هذه الفقرة :

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

إنّ التمثيل في الحالة الأولى المذكورة بمخالفة حفص لشيخه عاصم في كلمة { ضعف } يحتاج إلى نظر فيما يبدو لي لسببين :

الأوّل : إنّ رواية حفص مقيّدة بقراءته على عاصم دون غيره فهو انفراد ومخالفة لما قرأ به على عاصم وليس اختياراً من بين مروياته ، .


أولا : الانفرادة لا تطلق إلا إذا انفرد الراوي أو صاحب الطريق بشئ نقله عن إمامه .
أما قضية "ضعف" لحفص فليست انفرادة لأنه لم يأخذها عن عاصم ، بل رواها من طريق هو فيه كعاصم ..قال في النشر (واختلفوا" في (من ضعف، ومن بعد ضعف، وضعفاً) فقرأ عاصم وحمزة بفتح الضاد في الثلاثة واختلف عن حفص فروى عنه عبيد وعمرو أنه اختار فيها الضم خلافاً لعاصم للحديث الذي رواه عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن ابن عمر مرفوعاً ، وروينا عنه من طرق أنه قال: "ما خالفت عاصماً في شيء من القرآن إلا في هذا الحرف "وقد صح عنه الفتح والضم جميعاً فروى عنه عبيد وأبو الربيع الزهراني والفيل عن عمرو عنه ابن هبيرة والقواس وزرعان عن عمرو عنه الضم اختياراً . قال الحافظ أبو عمرو واختياري في رواية حفص من طريق عمرو وعبيد الآخذ بالوجهين الفتح والضم فأتابع بذلك عاصماً على قراءته وأوافق به حفصاً على اختياره .قلت : وبالوجهين قرأت له وبهما آخذ وقرأ الباقون بضم الضاد فيها..)ا.هـ

انظر يا شيخ محمد إلي قوله (وأوافق به حفصاً على اختياره) ولم يقل علي انفرادته .
والله الموفق

قلتم :فكلّ ما كان دون المقرئ في الطبقة فشيخه يكون معلوماً فلا اختيار حينئذ.

ويطلق أيضا لفظة "الاختيار" كما أن المقرئ إختار من مجموع ما قرأ به ، وكذا الراوي يجوز أن يختار من طرق شيخه .
قال في النشر : على أن الداني قال في جامع البيان: وبالوجهين قرأت ذلك واختار الإدغام لاطراده وجريه على قياس نظائره .)ا.هـ

وقال أيضا : (بل طبع)..........ورواه الجمهور عن خلاد بالإظهار وبه قرأ الداني عن أبي الحسن بن غلبون واختار الإدغام وقال في التيسير وبه آخذ.)ا.هـ

وقال أيضا :(وزرك، وذكرك).........وحكى الوجهين في جامع البيان وقال إنه قرأ بالتفخيم على أبي الفتح واختار الترقيق.))ا.هـ
إذن إطلاق لفظ "اختار " جائز وهو معروف عند القراء .والله أعلم
والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في كلمة سريعة حول المشاركتين الأخيرتين، أشكر الشيخين الفاضلين وأنعم بهما وبتعليقاتهما الوافية حفظهما الله،
ثم اقول نبهبني الشيخ محمد يحي الى قضية الاختيار في مرحلته الأولى،
والاختيار في مرحلته الثانية،
فهذا التقسيم وجيه جدا يعطي تصورا واضحا عن المصطلح في العرف القرائي،
ويعني أن الاختيار في مرحلته الأولى له تعريف خاص وهو في هذه المرحلة مسموح،
وأما الاختيار في المرحلة الثانية فهو اختيار داخل القراءة، فهو يحتاج إلى تبرير،
على هذا فالمصطلح له دلالة معينة تعرف بحسب سياقها في كتب القراءات،
ولعل الاخوة ينتبهون إلى أن مصنفي القراءات لما جمعوا القراءات جمعوا معها الاختيارات لكن دون خلط بينهما في العنونة وهذا جلي في توضيح مابين أيدينا.
ولهذا أعيد للأخوين معنى الاختيار الذي ذكره نصر سعيد في الكلام أعلاه فلعل فيه التوضيح الذي توصلت إليه:
- ( معنى الاختيار في باب القراءة : بأن يعمد من كان أهلا له إلى القراءات المروية فيختار منها ماهو الراجح عنده ويجرد من ذلك طريقا في القراءة على حدة/ التبيان للجزائري 121، نصر سعيد 15.
ثم قال نصر سعيد: "ومعنى ذلك أن ينتقي من له الاختيار من القراءات المروية ماهو راجح عنده بناء على فكرة معينة سواء ذكرها أم لم يذكرها ثم هو لم يتقيد بمذهب بعينه ولم ينسب الى مصدر بذاته، فأبو القاسم الهذلي مثلا انتقى أصول قراءته ومفراداتها من عدد كبير من شيوخ عصره بلغ عددهم ثلاثمائة وخمسة وخمسين إماما من أرباب الاختيارات الذين بلغوا رتبتها أي السبعة والعشرة فهو لم يترك إماما ...حتى فند قراءته ثم اختار من مجموع هذه القراءات مارءاه راجحا عنده/15
- ثم عرض للتوسع في إطلاق الاختياروأنّ توسع العلماء في الإطلاق ...لبيان سبب نسبة القراءة إلى القارئ..وأنه اختياره وليس اختراعه أو اجتهاده/17.
وأن من التوسع قول الداني: " إن معنى إضافة الاختيار..إلى من أضيف إليه ..أنه كان أضبط..وإضافة الحروف والقراءات الى أئمة القراء بالأمصار..أي اختار ذلك الإمام (القراءة بذلك الوجه من اللغة) وأثره على غيره..حتى اشتهر به ..وأخذ عنه، فلذلك أضيف إليه دون غيره..وهي إضافة اختيار ودوام لاإضافة اختراع../جامع الداني. نصر سعيد/18 .
- و الفرق بين الاختيار والقراءة والانفراد :
- فالفرق بين القراءة والاختيار: أن القراءة هي أن يكون للمقرئ قراءة ...والاختيار أن يأخذ من مجموع القراءات ..حروفا يفضلها لسبب..قد يكون حرف منها من قراءة في حين يكون الحرف الآخر من قراءة اخرى /16، قراءات القراء المعروفين للاندراي/28.
- والفرق بين الاختيار والانفراد: أنهما بمعنى الانتقاء لبعض القراءات والأوجه القرآنية التي يرجحها من اختارها أوانفرد بها بسند صحيح ،ولكن الانفراد فيه معنى يختلف عن الاختيار فهو ماانفرد به إمام أو راو من قواعد وأحكام قرائية أوحروف معينة من أول القرآن إلى آخره مع التزامه في بقية المواضع بماقرأ به الشيخ الإمام ولذلك سمي انفرادا أي أنه سار على قراءة معينة من أول القرآن في حروف معينة انفرد بها روضات الجنات فيما انفرد به ثلاثة الدرة محمود علي بسة /6.
أرجو ان يتضح التعليق ونصل إلى المراد وهو إجابة السائل.والله أعلم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي الشيخ عبد الرازق حفظك الله

لم يعترض على ما تفضّلت به ، وإنّما أردتّ التفصيل والتفريق بين اختيار القراء وبين اختيار من كان دونهم في الطبقة لاختلاف نوعية الاختيار ، وقد فهِم جيّداً شيخنا أمين استشكالي للموضوع من هذه الناحية عند قوله :
"ويعني أن الاختيار في مرحلته الأولى له تعريف خاص وهو في هذه المرحلة مسموح، وأما الاختيار في المرحلة الثانية فهو اختيار داخل القراءة، فهو يحتاج إلى تبرير"

أقول : فما الفرق بين الصنفين أو بين المرحلتين ؟

الصنف الأوّل وهم قراء الأمصار الذي تلقّوا على عدد من الشيوخ فقاموا باختيار جزء من جملة مروياتهم فأقرءوا به غيرهم مع عدم عزو كلّ مروياّتهم إلى مصدرها الأصلية لاحتمال التركيب والخلط بينها ، فلا ندري مصادر ما رواه تلامذة نافع من شيوخه. فمصدر رواية قالون من شيوخ نافع مجهول وهكذا مع باقي رواة نافع. ويؤيّد ذلك قول نصر سعيد " ثمّ هو لم يتقيّد بمذهب بعينه ولم ينسب إلى مصدر بذاته ". أقول هذا كلام وجيه للغاية يبيّن تفريق الاختيار بين الصنفين ، فالصنف الأوّل يمتاز بكثرة المصادر إذ أصول قراءتهم تتعدّى إلى غير واحد من الشيوخ مع عدم إمكان عزو مروياتهم إلى شيوخهم ، إضافة أنّهم لا يتقيّدون بمذهب معيّن في الجملة فقد روى نافع إشباع المدّ وقصره في المنفصل وروى نقل الهمزات وتحقيقها ، وتقليل الذوات وفتحها ، وترقيق الراءات وتفخيمها ، وتغليظ اللامات وترقيقها بحسب اختلاف رواياته واختياره.

وهذا النوع من الاختيار مسموح كما قال شيخنا أمين لعدّة أسباب أهّمها :

- أنّ قراء الأمصار بلغوا مرتبة من الأمانة والعدالة إضافة إلى اشتهار وتواتر قراءاتهم في الأمصار مما جعل المتأخرين من الأئمّة في غنىً عن البحث وحصر مصادر رواياتهم.

- بعض هؤلاء القراء من التابعين وبعضهم من أتباع التابعين ، وطبقة التابعين هي من ضمن القرون المشهود لها بالخيرية ولا نستثني من أخذ عنهم من قراء الأمصار ممن بلغ الغاية في الإتقان والعدالة.

أمّا الصنف الثاني وهم الرواة عنهم ومن دونهم في الطبقة فإنّها تمتاز بكثرة الروايات مع تفاوت الرواة في الإتقان لذا أسقط أئمّتنا الكثير من الروايات والطرق واقتصروا على أصحّها وأشهرها وأعلاها إسناداً. فلزم من ذلك إسناد الرواية إلى قراء الأمصار فكثرت بذلك الروايات وتشعّبت الطرق ممّا أوجب حصرها و عزوها إلى أصولها ومصادرها.

أمّا اختيار حفص لضمّ الضاد في "ضعف" وإن كان اختيارا في حدّ ذاته إلاّ أنّه ليس من ضمن روايته عن عاصم فهي خارجة عن إطار روايته المسندة المعتبرة عند الأئمّة ، خلافاً لنافع فاختياره داخل ضمن مروياته المسندة ،لأجل ذلك جاز للأئمّة إسقاط وجه الضمّ في {ضعف} لحفص لأجل عدم اتصالها رواية عنه وهو السبب الذي حمل بعضهم الاقتصار على وجه الفتح مع ثبوت الوجهين عن عبيد ابن الصباح وعمرو ابن الصباح عن حفص. ولا يمكن إسقاط أيّ وجه ثابت عن نافع أو عاصم لأجل نفس العلّة لأن اختيارهما للقراءة اختيار مطلق مسموح به خلافاً للرواة ومن كان دونهم في الطبقة فهو مقيّد لا بدّ له من تبرير كما قال شيخنا أمين.

أمّا اختيار الأئمّة لبعض الطرق والأوجه كما فعل الداني والهذلي وابن الجزري في نشره وغيرهم ، فلا يخرج من مروياتهم المسندة إضافة إلى أنّ اختيارهم كان من ضمن طرق وأوجه معلومة المصدر والإسناد من غير تركيب ولا خلط بينها.

فنخلص مما سبق أنّ اختيار قراء الأمصار يختلف عن اختيار الآخذين عنهم ومن كان دونهم في الطبقة لامتيازهم ب :
- الاختيار المطلق ،
- جهالة مصدر القراءة المروية عنهم ،
- احتمال التركيب والخلط بين مروياتهم لكثرة مشايخهم ،

خلافاً لاختيار غيرهم الذي يمتاز ب :

- الاختيار المقيّد بالشيخ الذي روى عنه
- وضوح مصدر الرواية المسندة إلى الشيخ المعلوم
- عدم احتمال التركيب لكونه روى عن شيخ واحد.

والعلم عند الله تعالى,
 
السلام عليكم
قلتم "(ما فقهمته ان الاختيار فيه خلاف علي امرين :
الاول :ان الاختيار يكون للقارئ من بين الروايات التي عنده فيختار روايه كما هي ويدوام عليها فيشتهر بها وتصير باسمه )

الجواب :هذا صحيح وهو عين ما ذكره حفص عن عاصم "ما خالفت عاصما إلا في "ضعف" في الروم " وقد أخبره عاصم بأنه أقرأه بما قرأ به علي عبد الرحمن السلمي وأقرأ شعبة بما قرأ به علي زر بن حبيش .

يعني ظاهر هذا الكلام إلتزام شعبة وحفص لرواية واحدة كل بحسب طريقه . وكونه ـ أي حفص ـ خالف في اختيار حرف واحد "ضعف" لا يضر وخاصة أنه أخذ بما رواه عن عاصم في ضعف أيضا "أي بفتح الضاد" . والله أعلم

قلتم "الثاني : ان الاختيار يكون عن طريق اختيار حروف من بين الروايت الثابته عند القاري وتكوين قراءه خاصه به من بين الروايات والقراءات التي تلقاها عن شيوخه)

الجواب: هذا صحيح وهو عين ماقاله نافع بأنه قرأ علي سبعين من التابعين ثم ألف قراءته التي يُقرئ بها من طلبها منه .

وكلا الأمرين ينطبقان علي خلف العاشر فقد التزم بما رواه عن حمزة . واختار لنفسه قراءة من بين الروايات الثابتة عنده . والله أعلم


أما وإن قلت : نختار نحن أيضا كما اختاروا . في هذا الرابط جواب عن هذه النقطة هل لنا أن نختار من بين الروايات العشر التي بين أيدينا ؟
وكذا هل لنا أن نختار من بين الرواية الواحد ؟ وكل ذلك في هذا العصر .
والجواب عن ذلك في المشاركة الأخيرة من النقاش .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81408
والسلام عليكم

فضيلة د/ أمين وفضيلة الشيخ محمد بارك الله فيكما
لو تأملتما مشاركتي المنقولة لعلمتم أنني فرقت بين اختيار الأئمة (من بين ما روي من مروياته) وبين اختيار الراوي (اختياره من بين ما رواه عن إمامه فقط )وبين اختيار من دونهم(يختارمن بين رواه الراوي فقط ) ، وجواز الاختيار للقارئ من مجموع ما رواه الراوي .

أما قضية الانفراد قد كنت بينت في مشاركة سابقة أنواع الانفرادات وأي الأنواع يدخل فيه إشكال القراء .

قال الشيخ محمد يحيي : (فنخلص مما سبق أنّ اختيار قراء الأمصار يختلف عن اختيار الآخذين عنهم ومن كان دونهم في الطبقة لامتيازهم ب :
- الاختيار المطلق ،
- جهالة مصدر القراءة المروية عنهم ،
- احتمال التركيب والخلط بين مروياتهم لكثرة مشايخهم ،))ا.هـ
الاختيار المطلق نوافقك عليه .
أما الآخران ..كان يفضل التقييد لأن عاصما مصادره ليست مجهولة قال في النشر : قال أبو بكر بن عياش قال لي عاصم ما أقرأني أحد حرفاً إلا أبو عبد الرحمن السلمي وكنت أرجع من عنده فأعرض على زر)ا.هـ 1/344
إذن ليس كل الأئمة مثل نافع . والله أعلم
والسلام عليكم
 
قال في النشر : قال أبو بكر بن عياش قال لي عاصم ما أقرأني أحد حرفاً إلا أبو عبد الرحمن السلمي وكنت أرجع من عنده فأعرض على زر)ا.هـ 1/344
إذن ليس كل الأئمة مثل نافع . والله أعلم
والسلام عليكم
السلام عليكم

معذرة علي هذا السهو "قال في غاية النهاية " وليس في النشر وأرقام الصفحات هي هي في غاية النهاية .
والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فتحية طيبة للشيخ عبد الحكيم عبد الرازق حفظه الله على مداخلاته القيمة،
وأحب أن أنوه بمسألة مهمة،بعد أن تجاوزنا مسألة المصطلح، وهي أننا أمام اسئلة تحتاج إلى إجابة مقنعة،
ومسألة الاختيار كما أجاب الشيخ محمد يحي حفظه الله يبدو ان لهااعتبارات ماخوذة من وحي المراحل التي مرت بها.
هذا الامر جعل غير المتابع لتاريخ القراءات يجد نفسه أمام نصوص توحي باجتهادات شخصية للأوائل في القراءة أداها إليهم ذلك الاختيار.
وهذا فهم بعيد،
ولابد من إعطائه جوابا معقولا،
ولذا أجد نفسي أتساءل مع الآخرين
لماذا يختار الراوي بعد أن عرف قراءة شيخه بلفظ الاختيار؟
هل هناك نصوص عن علماء القراءات بجواز الاختيار بعد ابن مجاهد ؟
هل أمثلة الاختيارهي في الكلمات الفرشية، أو الكلمات الأصولية؟
هل هناك من جمع أمثلة لهذه الاختيارات كاليزيدي مثلا في جميع القرآن الكريم وقام بدراستها؟
هل أمثلة الاختيارات توافق المتواتر؟هل توافق الشاذ؟
هذه الأسئلة لعلها تكون محاور لنا للحديث في هذه المسألة والله الموفق.
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد

شيخنا أمين أشكرك على هذه التساؤلات القيّمة والتي من خلالها يمكننا الإلمام بالموضوع والخوض في جزئياته عسى الله أن يرينا الصواب في ذلك.

ولست بصدد الإجابة على تساؤلات شيخنا لأنّ ذلك منوط باستقراء شاسع في الباب وإنّما هي أراء يعضد بعضها لنصل جميعاً إلى نتيجة مقنعة.

بالنسبة للسؤال الأول : وهو : لماذا يختار الراوي بعد أن عرف قراءة شيخه بلفظ الاختيار؟
إنّ الراوي ليس ملزماً أن يُقرئ بجميع ما قرأ به على شيخه ، فيختار له وجه من بين الأوجه التي رواها عن شيخه. فقد اختار ورش لتلميذه عبد الصمد القصر في البدل والتسهيل في الهمزتين واختار لتلميذه أبي يعقوب الأزرق غير ذلك بل زيادات على ما اختاره لعبد الصمد ، واختار لتلاميذه الذين روى عنهم الأصبهاني خلاف ما أختار لأبي يعقوب وعبد الصمد وهكذا. وهذا هو السبب الذي حمل علماؤنا إطلاق اصطلاح الاختيار حتّى في الطبقات المتأخرة لأنّ الشيخ لا يلزمه الإقراء بجميع مروياته.

السؤال الثاني : هل هناك نصوص عن علماء القراءات بجواز الاختيار بعد ابن مجاهد ؟
إنّ صنيع الأئمّة يدلّ أنّ الاختيار كان معمولاً به بعد ابن مجاهد باختيارهم لقراءة يعقوب وأبي جعفر وخلف العاشر وغيرهم وهو صنيع ابن الجزري في تحبيره ونشره فضلا عن من لم يقتصر على القراء العشرة. مع العلم أنّ عصر تدوين القراءات أي القرن الخامس كان بعد عهد ابن مجاهد.

السؤال الثالث : هل أمثلة الاختيار هي في الكلمات الفرشية، أو الكلمات الأصولية؟
ليس هناك فرق بين الأصول والفرش في ذلك لأنّ الخلاف بين القراءات والروايات وحتّى الطرق يدور بين الأصول والفرش ، وهي في حدّ ذاتها حُصِرت بالاختيار ( أي القراءات والروايات والطرق).
وهذا يقال أيضا بالنسبة للشواذ لأنّ القراءة لا تخلوا من الاختيار إلاّ بالدليل الذي يُثبت أنّ تلك القراءة منحصرة في إسناد واحد لا تتعداه.
 
السلام عليكم
جزاك الله خيرا شيخنا د/ أمين لأن هذه الأسئلة هي خلاصة الموضوع .. وجزي الله خيرا شيخنا محمد يحيي علي ما تقدم به من توضيح .
وكما قال الشيخ محمد (ولست بصدد الإجابة على تساؤلات شيخنا لأنّ ذلك منوط باستقراء شاسع في الباب وإنّما هي أراء يعضد بعضها لنصل جميعاً إلى نتيجة مقنعة.)ا.هـ
وتكملة لما أجاب به الشيخ محمد أضع بعض النصوص.

السؤال : هل هناك نصوص عن علماء القراءات بجواز الاختيار بعد ابن مجاهد ؟
الجواب : كما قال الشيخ محمد يحيي عدم التزام الراوي بإقراء الطالب بجميع ما قرأ، وأحيانا يخير الشيخ الطالب بأن يختار هو ما شاء . .. وإليك بعض الأدلة :
كتاب الوجيز للأهوازي(466) ذكر فيها ثماني قراءات أي اختار قراءة يعقوب زيادة علي ما اختاره ابن مجاهد .
كتاب الغاية في القراءات العشر(ت569)
كتاب المستنير في القراءات العشر لابن سوار(ت496)
كتاب المبسوط في القراءات العشر(381)
وهذه أمثلة من غاية النهاية لابن الجزر (أحمد بن رضوان ابن محمد بن جالينوس الأستاذ أبو الحسين الصيدلاني البغدادي المقرىء مصنف كتاب الواضح في القراءات العشر (ت423)
(أبو الفتح بن شيطا هو المقرىء الأستاذ عبد الواحد بن الحسين بن أحمد بن عثمان ابن شيطا البغدادي مصنف كتاب التذكار في القراءات العشر (ت450)
(نصرالله بن علي ابن منصور أبو الفتح ابن الكيال الواسطي المقرئ الفقيه الحنفي شيخ الإقراء بواسط ... وصنف كتاب المفيدة في القراءات العشر(ت580)
(إبراهيم بن عمر ابن ابراهيم الشيخ الإمام العالم المقرئ الأستاذ برهان الدين أبو اسحاق الجعبري شيخ بلد الخليل عليه السلام من بضع وعشرين سنة له شرح كبير للشاطبية كامل في معناه وشرح الرائية وقصيدة لامية في القراءات العشر)

وكل هؤلاء وغيرهم كانت لهم اختيار قبل عصر ابن الجزري فمنهم من اختار ثماني قراءات ومنهم من اختار العشر قراءات .

وأوردت أسماء هؤلاء لأن أحدا لم يعترض علي اختياراتهم بعد تسبيع ابن ابن مجاهد للسبعة فدل سكوتهم علي ارتضاء اختياراتهم ، بل وقرأ بمضمونها كثير من الشيوخ كما في غاية النهاية والنشر .


السؤال الثالث : هل أمثلة الاختيار هي في الكلمات الفرشية، أو الكلمات الأصولية؟
الاختيار يشمل الأمرين :
امثلة الأصول :

قال ابن مجاهد في السبعة (وعن يونس بن حبيب عن أبي عمرو (هل ثوب الكفار) مدغم وروى عبيد بن عقيل عن هرون عن أبي عمرو قال : إن شئت أدغمت ما كان مثل هذا وإن شئت بينت )ا.هـ120

قال في أبو شامة في إبراز المعاني (قال صاحب التيسير في هذا النوع(في وقف حمزة "التسهيل بعد الألف" : إن شئت مكنت الألف قبلها وإن شئت قصرتها والتمكين أقيس ....)ا.هـ1/235
قال في النشر :(واشتعل الرأس شيبا) :وكان ابن مجاهد يخير فيها يقول: إن شئت أدغمتها وإن شئت تركتها. )1/335
(أأذهبتم طيباتكم) وذكر الحافظ أبو العلاء في غايته أن الصوري عن ابن ذكوان يخير بين تحقيق الهمزتين معاً بلا فصل وبين تحقيق الأولى وتليين الثانية مع الفصل.)ا.هـ1/417


أمثلة الفرش :

قال ابن مجاهد في السبعة : (تسآءلون به )وقال عباس عنه إن شئت خففت وإن شئت شددت قال وقرأته بالتخفيف ..)ا.هـ226

قال ابن الفحام (516ت) في كتابه المعروف بالتجريد لبغية المريد في القراءات السبع : ....وأما عبد الباقي فقال: قرأت في ذلك لهشام (أي كلمة إبراهيم) بالوجهين ،، وخيرني فاخترت المعروف في الأداء وهو الياء ............) 156

فدل علي أنهم يجيزون التخيير للطالب كما سبقت الأمثلة ..والله أعلم
والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل البدء في عملية استقصائية كما نوه الشيخان الفاضلان حفظهما الله وبارك في علمهما،وتقبل منا جميعا صيام هذا الشهر وقيامه،ورزقنا فيه العتق من النار وأدخلنا الجنة بغير حساب..آمين..
هناك أمر ملح وهو:
الحاجة إلى:
1- تصنيف المصادرفي القراءات على حسب عناوينها،وإعطاء تفصيلات عن اي ملاحظة تفيد في التعرف على معنى الاختيار.
2- تصنيف المصادر على عدد روايات الاختيار فيها،وخلاله يجب تفهّم معنى الاختيار .
3- التوقف عند كل اختيار، والتساؤل لماذا الاختيار في كل مسألة بعينها للوقوف على مبرر معقول يفيده السياق.
4-إعطاء معلومة بان الاختيار المقصود بالدراسة هو في مرحلته الثانية بدء من كتاب السبعة لأنه أقدم المصادر في السبعة، وغاية ابن مهران في العشرة.
5- إعطاء معلومة بانتهاء الاختيار في الرواية الواحدة في عصر ابن الجزري حيث انهى ذلك ابن الجزري بعد تأليف النشر وبقية كتب ابن الجزري.
6- اعطاء معلومة بان الاختيارات(التي كانت موجودة في تلك الحقبة) قد لاتظهر في الأسانيد التي بايدي القراء لأن المحرر من القراءات هو الذي في النشر وبقية كتب ابن الجزري،وأعني اختيار احد الرواة أو الطرق أو مؤلفي الكتب.
أرجو إن وافقني الشيخان حفظهما الله أن نمضي في ذلك في مايستقبل إن شاء الله من الفرص والأوقات.والله اعلم.
 
أشكركم يا فضيلة الدكتور أمين على هذه الكلمات المفيدة وخاصة لطلاب القراءات, وأطلب منك طلب خاص وهو تزويدي بتلك المراجع التي أعددتها في المراجع المهة في القراءات العشر الكبرى والصغرى وتوجيه القراءات, فأنا في أمس الحاجة إلى تلك المراجع وجزاك الله خير الجزاء.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
أحي الشيخ عبد السلام شيث سلمه الله ،
وأتمنى له مزيد التقدم والعلم في طلب العلم الشرعي،
وبالنسبة لما طلبته أخي الكريم فاسأحاول أن اصورها لكم ان شاء الله من اوراق قديمة لدي،وأحيطكم بها علما وقت ماتريد.والله الموفق.
 
جزاك الله خير الجزاء يا شيخي الفاضل وأحسن إليك وبارك فيك, إن شاء الله سأنتظر حتى ييسر الله لكم إخراجها.
 
[h=3][/h]

إن الاختيار في علم القراءة هو تدقيق وانتقاء لأفضل الوجوه وأحسنها (في نظر الإمام القارئ) من وسط وجوه أخرى حسنة وجيدة ، وللإمام أدلته على هذا الترجيح ، ومنها كثرة الرواة لهذا الوجه أو وجاهته في علم العربية أو فائدته ، ولا يعني الاختيار أبدًا أن يختار الإمام وجهًا صحيحًا من وسط وجوه خاطئة . حاشا لله ، فمثلًا : ورد عن هشام في الهمزتين المفتوحتين من كلمة نحو "أأنذرتهم" التسهيل مع الإدخال والتحقيق مع الإدخال وعدمه ، لا يلزم من ذلك تواتر نقله من لدن الرواة المعاصرين أو القدامى عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ، وإنما يدخل هذا في باب الاختيار ، فبعض الشيوخ اختاروا الوجه الأول وآخرون اختاروا الثاني أو الثالث ، ثم اختار الرواة عنهم حتى بلغونا ، وهي في الأصل بدون تفاصيل الطرق وتفريعاتها وتحريراتها ثابتة عن رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم - ، ومن العلماء من بالغ في نفي ثبوت الظواهر اللغوية في أصول القراءات عن النبي – صلى الله عليه وآله وسلم – كالقاضي أبي بكر ابن العربي – ت 543 هـ - قال : والذي أختاره لنفسي إذا قرأتُ : أكثرَ الحروف المنسوبة إلى قالون ، إلا الهمز ؛ فإني تركته أصلا ، إلا فيما يحيل المعنى أو يلبسه مع غيره ، أو يسقط المعنى بإسقاطه . ولا أكسر باء (بُيوت) ، ولا عين (عُيون) ؛ فإن الخروج من كسر إلى ياء مضمومة لم أقدر عليه ، ولا أكسر ميم (مُتّ) ، وما كنت لأمدّ مدّ حمزة ، ولا أقف على الساكن وقفتَه ، ولا أقرأ بالإدغام الكبير لأبي عمرو ، ولو رواه في تسعين ألفا قراءة ، فكيف في رواية بحرف من سبعة أحرف ! ، ولا أمد ميم ابن كثير ، ولا أضم هاء (عليهِم) و (إليهِم) ، وذلك أخف . وهذه كلها أو أكثرها عندي لغات ، لا قراءات ؛ لأنها لم يثبت منها عن النبي – صلى الله عليه وسلم - شيء ، وإذا تأملتها رأيتَها اختيارات مبنية على معان ولغاتٍ وأقوى القراءات سنداً : قراءةُ عاصم عن ابن عبد الرحمن عن علي ، وعبد الله بن عامر ؛ فما اجتمع رواة هؤلاء عليه فهو ثابت ، وقراءة أبي جعفر ثابتة صحيحة لا كلام فيها . وطلبت أسانيد الباقين فلم أجد فيها مشهوراً ، ورأيتُ أمرها على اللغات وخط المصحف مبنياً .. والله أعلم " . (4)
ولو طالعت كلام الإمام ابن العربي كاملا لعلمت أنه ينحو منحاة من قال بأن الأحرف السبعة كانت في بادئ الأمر ثم أحرق عثمان الأحرف الستة وأبقى حرفًا واحدًا ، ولا جرم أنه قد اجتهد فأخطأ – رحمه الله - ". (5)
قد يخطِر في أذهان البعض سؤال "ولِمَ لا يختار بعض القراء المتقنين وجوهًا عن شيوخهم فتكون اختيارات أدائية خاصةً بهم كما فعل الأئمة الأقدمون ، ما يحرم ذلك ؟!" وأقول – وبالله التوفيق –الاختيار على ضَرْبَين : الضَّرْبُ الأول اختيار تقديم وتحقيق في ذات الرواية أو الطريق ، وهو أن يشتمل الطريق على أكثر من وجه فيحققه القارئ ويختار داخله الوجوه الأقوى فيقدمها عن ما سواها ، وهذا يفعله كثير من حُذَّاق المقرئين ؛ بأن يقدموا وجهًا أدائيًا لكثرة رواته أو لتقديم العلماء من قبلهم له أو لعلة لغوية ظهرت لهم دون غيرهم ، ومثاله : اختلافهم في تقديم ترقيق راء "فِرْقٍ" أو تفخيمها وصلًا ووقفًا ، واختلافهم في الوجه المقدم أداءً لقالون من وجوهه الأربعة ، وربما وجد العالم خروجًا عن الطريق في كتاب الرواية فصححه كما فعل العلامة القاضي وغيره في استدراكهم على الإمام الداني في تفخيم راء "حيران".

والضرب الثاني اختيار انتقاء ، أن ينتقي القارئ العالم ويصطفي من خلال قراءاته على شيوخه بروايات متعددة أفضل الأوجه ، من حيث جودة اللغة وكثرة الرواة الثقات وموافقة رسم المصحف الذي يقرأ به (كوفي أو شامي أو مكي أو مدني أو بصري) ، وهو ما فعله القدامى من القراء كالكسائي وخلف العاشر وغيرهما ، وقد فتح باب الاختيارات في كل عصر شَيْخُ الْإِسْلَامِ الإمام أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَدَ الرَّازِيُّ فقال : " لَوِ اجْتَمَعَ عَدَدٌ لَا يُحْصَى مِنَ الْأُمَّةِ فَاخْتَارَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ حُرُوفًا بِخِلَافِ صَاحِبِهِ وَجَرَّدَ طَرِيقًا فِي الْقِرَاءَةِ عَلَى حِدَةٍ فِي أَيِّ مَكَانٍ كَانَ وَفِي أَيِّ أَوَانٍ أَرَادَ بَعْدَ الْأَئِمَّةِ الْمَاضِينَ فِي ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ كَانَ ذَلِكَ الْمُخْتَارُ بِمَا اخْتَارَهُ مِنَ الْحُرُوفِ بِشَرْطِ الِاخْتِيَارِ، لَمَا كَانَ بِذَلِكَ خَارِجًا عَنِ الْأَحْرُفِ السَّبْعَةِ الْمُنَزَّلَةِ، بَلْ فِيهَا مُتَّسَعٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".اهـ.



وَقَالَ الشَّيْخُ الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْوَلِيُّ مُوَفَّقُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ الْكَوَاشِيُّ الْمَوْصِلِيُّ فِي أَوَّلِ تَفْسِيرِهِ التَّبْصِرَةِ: "وَكُلُّ مَا صَحَّ سَنَدُهُ وَاسْتَقَامَ وَجْهُهُ فِي الْعَرَبِيَّةِ وَوَافَقَ لَفْظُهُ خَطَّ الْمُصْحَفِ الْإِمَامِ فَهُوَ مِنَ السَّبْعَةِ الْمَنْصُوصِ عَلَيْهَا وَلَوْ رَوَاهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مُجْتَمِعِينَ، أَوْ مُتَفَرِّقِينَ فَعَلَى هَذَا الْأَصْلِ بُنِيَ قَبُولُ الْقِرَاءَاتِ عَنْ سَبْعَةٍ كَانُوا أَوْ سَبْعَةِ آلَافٍ، وَمَتَى فُقِدَ وَاحِدٌ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ الْمَذْكُورَةِ فِي الْقِرَاءَةِ فَاحْكُمْ بِأَنَّهَا شَاذَّةٌ". انْتَهَى. (6) وقد ثبت عن كثير من الأئمة أنه كانت لهم اختيارات كالإمام ابن جرير الطبري – صاحب التفسير ت 310 هـ رحمه الله – كان له اختيار جمعه من بين 22 قراءة ، قرأ بها وضمنها كتابه القراءات ، بيدَ أن بعض العلماء رأى أن فتح هذا الباب فيه شر على هذه الأمة ، والأولى بنا تنقيح وتصحيح ما ورد إلينا من طرق عن أئمتنا البدور العشرة ورواتهم – رحمهم الله – كما روي عن الإمام أبي بكر بن مجاهد – ت 324 هـ رحمه الله - ، وهو أول من سبع السبعة أنه رفض ذلك لما تقدم ، والله أعلم . (7)



ــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر معجم المعاني الإلكتروني ، كلمة (اختيار) ، ولسان العرب لابن منظور (4/ 266 ، 267) .
(2) التبيان للجزائري 121، كتاب الاختيار في القراءات القرانية وموقف الهذلي منه - د.نصر سعيد ص 15 ، عن بحث ذ.أمين الشنقيطي "حقيقة وقوع الاختيارات من القراء ، توضيحات وردود" منشور بملتقى أهل التفسير .
(3) "كتاب الاختيار في القراءات القرانية وموقف الهذلي منه" - د.نصر سعيد ص 15 : 19 عن المرجع السابق ذ.أمين الشنقيطي .
(4) (العواصم من القواصم) للقاضي أبي بكر ابن العربي ، 356 - 364 ، تحقيق د. عمار الطالبي ، مكتبة دار التراث ، 1417 / 1997م ، ولم أجد هذا الكلام في نسخة محب الدين الخطيب المطبوعة في دار الجيل بلبنان ، ولا المطبوعة في السعودية ، وانظر "تاريخ القراءات في المشرق والمغرب" للدكتور محمد المختار ولد ابَّاه (24) ، وانظر ما في الرابط التالي :
كلام ابن العربي في (العواصم) عن القراءات !
(5) كما ذكر ابن كثير في فضائل القرآن (1/ 134) .
(6) النشر (1/ 43 ، 44) .
(7) وللمزيد انظر مشاركة أستاذنا أبي خالد وليد بن إدريس المنيسي – حفظه الله - :
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22588
ولهذا أعود فأؤكد "لو فهمت قضية الاختيار في علم القراءات لحلت كثير من الإشكالات ، وقد دون فيها أحد الإخوة المجتهدين رسالة ماجستير ونوقشت ونجحت سنة 1421 هـ ، بجامعة أم القرى بالسعودية – كلية الدعوة وأصول الدين – الدراسات العليا – قسم الكتاب والسنة ، ونشرت باسم "الاختيار عند القراء ، مفهومه ، مراحله ، وأثره في القراءات" إعداد الطالب أمين بن إدريس بن عبد الرحمن فلاته" – حفظه الله - ، إشراف فضيلة الشيخ محمد ولد سيدي ولد حبيب – حفظه الله - . وقد اقتطفت معظم هذا الجواب من كتابي هداية اللطيف إلى طرق نافع العشرة من كتاب التعريف (ص 51 : 53) . وبالله التوفيق .


 
عودة
أعلى