حقيقة نزول القرآن جملة إلى السماء الدنيا..

إنضم
14/07/2017
المشاركات
129
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الجزائر
صحيح أن القرآن لم يتكلم عن نزول القرآن جملة إلى بيت العزة في السماء الدنيا , رغم عظمة هذا الحدث , وأهميته, ودلالته في تفخيم أمر القرآن الكريم , وتشريف من نزل عليه , وتشريف الأمة التي نزل عليها .!! وصحيح أيضا أنه لم يرد حديث صحيح مرفوع يشيد بهذا الأمر الغيبي الكبير.
لكن هذا الحادث الغيبي المتعلق بنزول القرآن الكريم , جاء فيه الأثر الموقوف عن ترجمان القرآن , عبد الله بن عباس, موقوف عليه , مفاده أن القرآن نزل إلى " بيت العزة" في السماء الدنيا , جملة واحدة , ثم أنه نزل بعد ذلك منجما , على قلب محمد صلى الله عليه وآله , منجما على حسب الوقائع , والأحداث, والمستجدات .
ويبدو من خلال كلام العلماء, أن هذا الأثر الموقوف له حكم الرفع و لأن مثله لايقال بالرأي .
وفي هذا السياق, فقد وقفت على كلام هام للشيخ الألباني في كتاب " موسوعة الألباني في العقيدة " أردت أن أنقله للفائدة:
" ...ذاك هو حديث ابن عباس الموقوف أيضاً عليه والذي قال: «نزل القرآن إلى بيت العزة في السماء الدنيا جملة واحدة، ثم نزل أنجماً حسب الحوادث» فهذا حديث موقوف، ولم نجده مرفوعاً إطلاقاً، جاء بالسند الصحيح عن ابن عباس موقوفاً عليه، فقال العلماء: إن هذا الحديث في حكم المرفوع؛ لأنه يتحدث عن أمر غيبي، وهو أنه يقول: نزل كلام الله القرآن الكريم جملة واحدة إلى السماء الدنيا، وهذا لا يستطيع العقل البشري أن يتحدث به إلا من إنسان لا يبالي ما يخرج من فيه، أما ابن عباس وهو صحابي جليل ابن صحابي ابن عم الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم -، فلا يخطر في بال إنسان أن يتحدث رجل بالغيب.
فإذاً: قوله أن القرآن نزل جملة واحدة .. إلى آخر الحديث، فيه من الدقائق مايبعد أن يكون هذا الحديث قد قاله بالرأي، فيقول مثلاً بعد أن ذكر نزل جملة واحدة إلى بيت العزة، ما هو بيت العزة، وهل يستطيع الإنسان أن يعين مكاناً في السماء ويسميه باسم من عنده، هذا أبعد عن أن يكون قد حصل من رأي الصحابي، ثم هو يعين مكان بيت العزة هذا في السماء لا يقول لا السابعة، ولا .. ولا .. وإنما يقول السماء الدنيا.
فإذاً: هذا حديث موقوف في حكم المرفوع.قرآن الكريم
فإذا صح الحديث , صار هذا الأمر الغيبي موضع تسليم , ومن هنا تسقط كل " الشبهات " و" التساؤلات " التي ترد حول هذه المرحلة من نزول القرآن الكريم.
 
أحسنتم ياشيخ مسعود في هذا النقل الموفق
 
يسعدني التعليق على هذا الموضوع

يسعدني التعليق على هذا الموضوع

بسم1
سبق لي بحث هذا الموضوع وتبين لي مايلي :
1- أثر بن عباس روي من عدة طرق وبألفاظ متغايرة ومنها لفظ نزل القرآن من اللوح المحفوظ إلى البيت المعمور ، رواه الطبري في تفسيره . ولا يخلوا الأثر من اضطراب . وللشيخ عبدالقادر شيبة الحمد كلام مفصل عن ضعف الأثر
2- وما استدل به أصحاب القول بالنزول الجملي من آيات قرآنية فهي تدل على النزول المنجم ،
فقوله تعالى : "شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن" لا يدل على النزول الجملي للأسباب التالية :
أولاً : أن الله وصف هذا النزول بأنه هدىً للناس قال تعالى : في تمام الآية : " هدىً للناس " وما نزل في بيت العزة لم يبلغ الناس ، وإنما بلغهم النزول المنجم .
ثانياً : من المتفق عليه أن جبريل عليه السلام نزل بالقرآن على النبي صلى الله عليه وسلم من الله عز وجل مباشرة وليس مما أنزل في بيت العزة فعلى هذا يكون النزول إلى بيت العزة منقطعاً بذلك النزول ولم يبلغ الناس منه شيئ .
أما ماجاء في قوله تعالى : إنا أنزلناه في ليلة القدر ، فهو دال على النزول المنجم أيضاً ، لقوله تعالى في سورة الدخان " إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين " ولا يمكن أن يكون الإنذار بشيءٍ لم يبلغ الناس ، وما بلغ الناس هو النزول المنجم .
3- قال الله تعالى : " ما فرطنا في الكتاب من شيء" وعندما تتأمل في القرآن تجد الإشارة إلى الاماكن الشريفة والمخلوقات التي خلقها الله كالعرش والكرسي والسموات والنجوم والكواكب والبروج والبيت المعمور والسحاب ومافي الأرض من الاماكن الشريفة كالمسجد الحرام والمسجد الأقصى والكعبة والصفا والمروة والمشعر الحرام . وليس في القرآن أو السنة النبوية ذكرٌ لبيت العزة . وهذا مما يقوي القول بضعف الأثر المروي عن ابن عباس . والله تعالى أعلم وأحكم
 
عودة
أعلى