حقيقة موت رسول الله

إنضم
22/12/2016
المشاركات
36
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
44
الإقامة
مصر
لقد رفع الله من قدر خاتم الرسل والأنبياء صلي الله عليه وسلم وفضله علي سائر الرسل والأنبياء ، ومن المعلوم أن الأنبياء هم أفضل البشر وهم أعلي درجة عند الله من الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله ، وقد أخبرنا الله تعالى أن الذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند ربهم يرزقون ، وذلك في قوله تعالى " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " (آل عمران 169) . ومن ثم فإنه لا يجوز لنا أن نعتبر الأنبياء وعلي رأسهم خاتم الأنبياء أمواتاً في حين أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون .

أما عن الدليل علي حياة الأنبياء ، فلدينا العديد من الدلائل . أول هذه الدلائل يتمثل ذلك في أحداث رحلة الإسراء والمعراج ولقاء رسول الله بالأنبياء في السماوات وكذلك صلاته أماماً بالأنبياء في المسجد الأقصى ، ولا يعقل أن ندعي أن النبي قد التقي بأموات أو صلي بالأموات إماماً . والجميع يُجمع علي أن رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد ، ومن ثم لا يجوز لنا أن ندعي أن رسول الله قد صلي إماماً بأرواح الأنبياء الأموات في البرزخ . ولا يجوز أن ندعي أن الأنبياء قد بعثوا من مرقدهم ليلتقوا بخاتم الأنبياء ويصلي بهم إماماً ثم يعودون أمواتاً .

وفي القرآن الكريم أدلة كثيرة أخري علي حياة رسول الله. أول الدلائل في القرآن الكريم يتمثل في قوله تعالى : " وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " ( آل عمران 101 ) . وهنا يخبر الله فيها المؤمنين أن رسوله بينهم ، ولا يعقل أن يكون المقصود فقط المؤمنين المعاصرين للنبي .

دليل آخر ويتمثل في قوله تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا " ( النساء 64 ) . فهل كان الرسول يستغفر للمؤمنين المعاصرين له وبعد موته توقف هذا الأمر ؟! .

دليل آخر ويتمثل في قوله تعالى : " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " (التوبة 105 ) . وهنا يأمر الله نبيه بأن يحث المؤمنين علي العمل وأن يخبرهم أن الله سيري عملهم ورسوله والمؤمنون ، ولا يعقل أن ندعي أن ميت يري أعمال المؤمنين ، كما لا يعقل أن ندعي أن الحث علي العمل كان للمعاصرين للنبي .

دليل آخر ويتمثل في قوله تعالى : " إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا " (المزمل 15 ) . فهل كان رسول الله شاهد علي المؤمنين في عصره فقط ومن يشهد عليهم بعد مماته ؟! .

ونختتم بدليل من أحاديث رسول الله وهو قول رسول الله " من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " ولا يعقل أن يكون هذا الفضل الذي اختص به الله نبيه لميت لا يري ولا يسمع .

ومما سبق يتضح لنا أن رسول الله حي عند الله ، كما أن باقي الرسل والأنبياء أحياء ، كما أن الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أحياء ، وكلهم يحيون حياة برزخيه لا ندركها نحن البشر في حياتنا الدنيا .

ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .

هذا وبالله التوفيق .

محمد عبد الرحيم الغزالي

مصادر للإطلاع

http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=27347

http://www.binbaz.org.sa/mat/1671
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين...أما بعد...الأستاذ الفاضل محمد عبد الرحيم الغزالي حياكم الله تعالى في ملتقانا اهل التفسير وبياكم.....أخي العزيز انت متخصص بعلم الحاسبات والمعلومات وانت لم تحصل على هذا التخصص الا بعد ان درست قواعد وأصول هذا
العلم الحيوي والمهم....وانت الآن في ملتقى متخصص بعلوم التفسير أليس من الضروري
ان تدرس أساسيات علوم التفسير لكي لا تخطأ عندما تكتب ....هل راجعت كتب التفسير
عندما فسرت الآيات التي إستشهد بها هل من المقبول منك ان تقول:
( ....وهنا يخبر الله فيها المؤمنين أن رسوله بينهم ، ولا يعقل أن يكون المقصود فقط المؤمنين المعاصرين للنبي )
أخي الكريم راجع ما كتبته.....اما ما ذكرت من الفتاوى فهي لا تطابق ما ذهبت اليه
يسر الله تعالى لنا ولكم طلب العلم وفهمه....والله تعالى اعلم.


 
اخي عبدالعزيز
نفترض بيننا شجار، لا قدر الله، ففي اي محكمة وفي اي بلد سنجد الرسول صلى الله عليه وسلم لنتحاكم إليه؟ {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.

فهل كان الرسول يستغفر للمؤمنين المعاصرين له وبعد موته توقف هذا الأمر ؟! .
سؤال فقهي وقد اختلف الفقهاء فيه الى ثلاث مذاهب في التوسل بالنبي وحقه وجاهه وشفاعته.
 
اخي عبدالعزيز
نفترض بيننا شجار، لا قدر الله، ففي اي محكمة وفي اي بلد سنجد الرسول صلى الله عليه وسلم لنتحاكم إليه؟ {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.


سؤال فقهي وقد اختلف الفقهاء فيه الى ثلاث مذاهب في التوسل بالنبي وحقه وجاهه وشفاعته.

نحتكم إلى سنته والله اعلم
 
بسم الله الرحمن الرحيم :
الأخ الكريم ....اذا كانت هذه رؤية منكم مطروحة للبحث فهذا أمرٌ لا حرجَ فيه ...أما إذا كانت نَزعةً ومعتقدا تحاولُ أن تبدأ بالنبي عليه الصلاةُ والسلامُ لتبرير وتمرير هذه النزعة فهذا هو الحرجُ كله ......
فقواعدُ اللغة لا تساعدك في الآية الأولى .. وقواعد التفسير والشريعة لا تساندك فيما بقي من آيات .
أما الحديث فكل ميتٍ يُمكن أن يَراه أهله من بعده ....ولم نفهم من ذلك أنهم أحياء .
ولم ولن يُنكرَ أحدٌ ما للنبي صلى الله عليه وسلم من خُصوصية .....أما ما حدثَ في الإسراء والمعراج فأمرٌ لا يقاسَ عليه .
ففي سورة البقرة ذكرت أن اللهَ أمات خلقا ثم أحياهم في الدنيا ولا نُسميه بَعثا ...
قال تعالى : {ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)}
وقال تعالى :{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ..}ِ
وقال تعالى : {أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَى قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ .}
وليس وجودُ فعل مضارع دليلا على الاستمرار .......
ففي سورة محمد ..... يقول تعالى :{ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ ..}
مع أن الأمر قد انتهى ....فهي حكاية عنهم .
قال الشيخ ابن عثيمين في آية سورة التوبة :
وبهذه المناسبة أود أن أنبه إلى أن بعض الناس إذا عمل عملاً كمكتبة، أو مسجد، أو عمارة للفقراء أو ما أشبه ذلك كتب: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} وهذا لا يجوز، لأن أحد الأطراف الثلاثة لا يمكن أن يراه، وهو الرسول عليه الصلاة والسلام، صحيح أن الله - عز وجل - يرى والمؤمنون في هذا الوقت يرون، لكن الرسول عليه الصلاة والسلام لا يرى، ثم هذا في المنافقين وهو تهديد لهم وليس ثناءعليهم.
ومعلوم ان استدعاء مثل هذه الأمور لا ظل له ولا هدف منه إلا عند البحث لا عند العمل .
 
نحتكم إلى سنته والله اعلم
أحسنت؛ وكذلك قال أهل التأويل في الاية 101 من سورة آل عمران. في تفسير القرطبي:
قال الزجاج: يجوز أن يكون هذا الخطاب لأصحاب محمد خاصة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيهم وهم يشاهدونه. ويجوز أن يكون هذا الخطاب لجميع الأمة لأن آثاره وعلاماته والقرآن الذي أوتى فينا مكان النبي صلى الله عليه وسلم فينا وإن لم نشاهده. وقال قتادة: في هذه الآية علمان بينان: كتاب الله ونبي الله، فأما نبي الله فقد مضى، وأما كتاب الله فقد أبقاه بين أظهرهم رحمة منه ونعمة، فيه حلاله وحرامه، وطاعته ومعصيته.

أما رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة في الدنيا بعد "موته" فقد إختلفوا فيها، والرأي الأقرب إلى الصواب والمعقول أن تحمل تلك الروايات على المجاز.
 
عودة
أعلى