محمد عبدالرحيم الغزالي
New member
لقد رفع الله من قدر خاتم الرسل والأنبياء صلي الله عليه وسلم وفضله علي سائر الرسل والأنبياء ، ومن المعلوم أن الأنبياء هم أفضل البشر وهم أعلي درجة عند الله من الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله ، وقد أخبرنا الله تعالى أن الذين قتلوا في سبيل الله أحياء عند ربهم يرزقون ، وذلك في قوله تعالى " وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ " (آل عمران 169) . ومن ثم فإنه لا يجوز لنا أن نعتبر الأنبياء وعلي رأسهم خاتم الأنبياء أمواتاً في حين أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون .
أما عن الدليل علي حياة الأنبياء ، فلدينا العديد من الدلائل . أول هذه الدلائل يتمثل ذلك في أحداث رحلة الإسراء والمعراج ولقاء رسول الله بالأنبياء في السماوات وكذلك صلاته أماماً بالأنبياء في المسجد الأقصى ، ولا يعقل أن ندعي أن النبي قد التقي بأموات أو صلي بالأموات إماماً . والجميع يُجمع علي أن رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد ، ومن ثم لا يجوز لنا أن ندعي أن رسول الله قد صلي إماماً بأرواح الأنبياء الأموات في البرزخ . ولا يجوز أن ندعي أن الأنبياء قد بعثوا من مرقدهم ليلتقوا بخاتم الأنبياء ويصلي بهم إماماً ثم يعودون أمواتاً .
وفي القرآن الكريم أدلة كثيرة أخري علي حياة رسول الله. أول الدلائل في القرآن الكريم يتمثل في قوله تعالى : " وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " ( آل عمران 101 ) . وهنا يخبر الله فيها المؤمنين أن رسوله بينهم ، ولا يعقل أن يكون المقصود فقط المؤمنين المعاصرين للنبي .
دليل آخر ويتمثل في قوله تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا " ( النساء 64 ) . فهل كان الرسول يستغفر للمؤمنين المعاصرين له وبعد موته توقف هذا الأمر ؟! .
دليل آخر ويتمثل في قوله تعالى : " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " (التوبة 105 ) . وهنا يأمر الله نبيه بأن يحث المؤمنين علي العمل وأن يخبرهم أن الله سيري عملهم ورسوله والمؤمنون ، ولا يعقل أن ندعي أن ميت يري أعمال المؤمنين ، كما لا يعقل أن ندعي أن الحث علي العمل كان للمعاصرين للنبي .
دليل آخر ويتمثل في قوله تعالى : " إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا " (المزمل 15 ) . فهل كان رسول الله شاهد علي المؤمنين في عصره فقط ومن يشهد عليهم بعد مماته ؟! .
ونختتم بدليل من أحاديث رسول الله وهو قول رسول الله " من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " ولا يعقل أن يكون هذا الفضل الذي اختص به الله نبيه لميت لا يري ولا يسمع .
ومما سبق يتضح لنا أن رسول الله حي عند الله ، كما أن باقي الرسل والأنبياء أحياء ، كما أن الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أحياء ، وكلهم يحيون حياة برزخيه لا ندركها نحن البشر في حياتنا الدنيا .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
مصادر للإطلاع
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=27347
http://www.binbaz.org.sa/mat/1671
أما عن الدليل علي حياة الأنبياء ، فلدينا العديد من الدلائل . أول هذه الدلائل يتمثل ذلك في أحداث رحلة الإسراء والمعراج ولقاء رسول الله بالأنبياء في السماوات وكذلك صلاته أماماً بالأنبياء في المسجد الأقصى ، ولا يعقل أن ندعي أن النبي قد التقي بأموات أو صلي بالأموات إماماً . والجميع يُجمع علي أن رحلة الإسراء والمعراج كانت بالروح والجسد ، ومن ثم لا يجوز لنا أن ندعي أن رسول الله قد صلي إماماً بأرواح الأنبياء الأموات في البرزخ . ولا يجوز أن ندعي أن الأنبياء قد بعثوا من مرقدهم ليلتقوا بخاتم الأنبياء ويصلي بهم إماماً ثم يعودون أمواتاً .
وفي القرآن الكريم أدلة كثيرة أخري علي حياة رسول الله. أول الدلائل في القرآن الكريم يتمثل في قوله تعالى : " وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ آَيَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " ( آل عمران 101 ) . وهنا يخبر الله فيها المؤمنين أن رسوله بينهم ، ولا يعقل أن يكون المقصود فقط المؤمنين المعاصرين للنبي .
دليل آخر ويتمثل في قوله تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا " ( النساء 64 ) . فهل كان الرسول يستغفر للمؤمنين المعاصرين له وبعد موته توقف هذا الأمر ؟! .
دليل آخر ويتمثل في قوله تعالى : " وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ " (التوبة 105 ) . وهنا يأمر الله نبيه بأن يحث المؤمنين علي العمل وأن يخبرهم أن الله سيري عملهم ورسوله والمؤمنون ، ولا يعقل أن ندعي أن ميت يري أعمال المؤمنين ، كما لا يعقل أن ندعي أن الحث علي العمل كان للمعاصرين للنبي .
دليل آخر ويتمثل في قوله تعالى : " إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا " (المزمل 15 ) . فهل كان رسول الله شاهد علي المؤمنين في عصره فقط ومن يشهد عليهم بعد مماته ؟! .
ونختتم بدليل من أحاديث رسول الله وهو قول رسول الله " من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي " ولا يعقل أن يكون هذا الفضل الذي اختص به الله نبيه لميت لا يري ولا يسمع .
ومما سبق يتضح لنا أن رسول الله حي عند الله ، كما أن باقي الرسل والأنبياء أحياء ، كما أن الشهداء الذين قتلوا في سبيل الله أحياء ، وكلهم يحيون حياة برزخيه لا ندركها نحن البشر في حياتنا الدنيا .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
مصادر للإطلاع
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=27347
http://www.binbaz.org.sa/mat/1671