ومما ورد من الأذكار عند النوم
1 - كان رسول الله إذا أوى إلى فراشه وضع يده تحت خده ، ثم يقول : " بِاسْمِكَ اللهم أَمُوتُ وَأَحْيَا " وَإِذَا اسْتَيْقَظَ قَالَ : " الْحَمْدُ لله الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ " ( 1 ) ؛ وسر ذلك أن النوم موت أصغر ، والاستيقاظ نشر أصغر ، وفي هذا تذكير بالموت وما بعد الموت .
2 - كان رسول الله إذا أراد أن ينام وضع يده اليمنى تحت خده ، وقال : " اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ ( تَجْمَعُ ) عِبَادَكَ " وفي رواية أنه كان يقول ذلك ثلاث مرات ( 2 ) .
3 - روى مسلم عن أبي هريرة قال : كان رسول الله يأمرنا إذا أخذ أحدنا مضجعه أن يقول : " اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ وَرَبَّ الأَرْضِ وَرَبَّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شَيْءٍ، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى ، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأَوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنَا مِنَ الْفَقْرِ " ( 3 ) .
4 - عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَكَفَانَا وَآوَانَا ، فَكَمْ مِمَّنْ لاَ كَافِىَ لَهُ وَلاَ مُؤْوِيَ " ( 4 ) ؛ أي : لا راحم ولا عاطف عليه ، وقيل : لا وطن له ولا سكن يأوي إليه ( 5 ) .
5 - وعن أنس قال : قال رسول الله : " من قال إذا أوى إلى فراشه : الحمد لله الذي كفاني وآواني ، الحمد لله الذي أطعمني وسقاني ، الحمد لله الذي منَّ علي فأفضل ، اللهم إني أسألك بعزتك أن تنجيني من النار ؛ فقد حمد الله بجميع محامد الخلق كلهم " ( 6 ) .
6 - وعَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضي الله عنهما - أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ يَقُولُ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي وَآوَانِي ، وَأَطْعَمَنِي وَسَقَانِي ، وَالَّذِي مَنَّ عَلَىَّ فَأَفْضَلَ ، وَالَّذِي أَعْطَانِي فَأَجْزَلَ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ ؛ اللَّهُمَّ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ وَإِلَهَ كُلِّ شَيْءٍ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ " ( 7 ) .
قوله : " الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَفَانِي " أي : دفع عني شر كل مؤذٍ من خلقه ، وكفى مهماتي ، وقضى حاجاتي ، أو أغناني عن الخلق ؛ " وَآوَانِي " أي : جعل لي مسكنًا يقيني الحر والبرد وأحرز فيه متاعي ؛ " وَالَّذِي مَنَّ " أي : أنعم " عَلَىَّ فَأَفْضَلَ " أي : زاد في المنِّ أو أكثر ، " وَالَّذِي أَعْطَانِي فَأَجْزَلَ " أي : فأعظم العطاء ، أو أكثر من النعمة ؛ وقدم المنَّ لأنه غير مسبوق بعمل العبد ، بخلاف الإعطاء فإنه قد يكون بإزاء عمل من العبد ومسبوقًا به .
( 1 ) رواه البخاري ( 6312 ، 6314 ، 6324 ، 73994 ) عن حذيفة رضي الله عنه .
( 2 ) حديث صحيح رواه أحمد : 1 / 394 ، 400 ، وابن ماجة ( 3877 ) عن ابن مسعود ؛ ورواه أحمد : 5 / 382 ، والترمذي ( 3398 ) وصححه عن حذيفة ؛ ورواه أحمد : 4 / 281 ، والبخاري في الأدب المفرد ( 1215 ) ، والترمذي ( 3399 ) ، والنسائي في الكبرى ( 10588 ) ، والطبراني في الأوسط ( 1636 ) عن البراء ؛ ورواه أحمد : 6 / 287 ، وأبو داود ( 5045 ) ، والنسائي في الكبرى ( 10588 ) ، والطبراني في الكبير : 23 / 215 ، عن حفصة .
( 3 ) مسلم ( 2713 ) .
( 4 ) مسلم ( 2715 ) ، ورواه أحمد : 3 / 153 ، وأبو داود ( 5053 ) ، والترمذي ( 3396 ) ، والنسائي في الكبرى ( 10635 ) .
( 5 ) انظر شرح النووي على مسلم : 17 / 34 .
( 6 ) رواه الحاكم ( 2001 ) وصححه ، والبيهقي في الشعب ( 4382 ) ، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب ( 609 ) .
( 7 ) أبو داود ( 5058 ) ، والنسائي في الكبرى ( 10635 ) ، وصححه ابن حبان ( 5538 ) .