حقيقة الإيمان بالغيبيات عند الإنسان ، وعند الملائكة

الخزرجية

New member
إنضم
24/11/2006
المشاركات
8
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
سوريا
أخوتي الأكارم والفضلاء

اليوم الشيخ في درس الجمعة توقف عند هذه الآية

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } [غافر : 7 ] .

وقال :
هذه الآية فيها إشكال في تفسيرها ، لم أهتد إليه على طيلة بحثي وتنقيبي
لأن الإيمان بالغيبيات هو الذي يدخل الإنسان الجنة ، والملائكة يحملون العرش ؛ فهم يرونه ؛ ثم يأتي قول الله تعالى :
ويؤمنون به !!!
كيف يكون الإيمان بعد اليقين !!!؟
وكيف نوفق بين : يحملون العرش ، وبين يؤمنون به !!؟

بارك الله فيكم ، وفي ناديكم الكريم
وجزاكم الله خيرا
 
أخوتي الأكارم والفضلاء

اليوم الشيخ في درس الجمعة توقف عند هذه الآية

{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } [غافر : 7 ] .

وقال :
هذه الآية فيها إشكال في تفسيرها ، لم أهتد إليه على طيلة بحثي وتنقيبي
لأن الإيمان بالغيبيات هو الذي يدخل الإنسان الجنة ، والملائكة يحملون العرش ؛ فهم يرونه ؛ ثم يأتي قول الله تعالى :
ويؤمنون به !!!
كيف يكون الإيمان بعد اليقين !!!؟
وكيف نوفق بين : يحملون العرش ، وبين يؤمنون به !!؟

بارك الله فيكم ، وفي ناديكم الكريم
وجزاكم الله خيرا

الأستاذة الفاضلة , وفي تفاصيل هذا السؤال أيضاً إشكال بيِّـنٌ , حيث تفضلتم بقول إنَّ الإيمان بالغيبيات هو الذي يدخل الإنسان الجنة , ثم استشكلتم بعد ذلك كيف يؤمنُ الملائكةُ بالعرش وهو حقيقةٌ يقينيةٌ وليست غيبيةً كما هي حال الإنسـان.؟

فلا بدَّ من تصوير الإشكال بصورةٍ أدقَّ من هذه من غير قياسٍ للملائكة على الإنسـان, وإذا عرفنا أنَّ الملائكةَ مختلفين في إيمانهم وتكاليفهم عن الإنسـان وأنهم خلقٌ أطلعَـهم الله على ما شاء من غيوبه وأخفى عنهم ما شاء والعرشُ مما أطلع عليه بعضهم وأخفاهُ عن بعضهم فلا إشكال فيما يبدو.

الأمر الآخر في الآية هو الضمير في قول الله (يؤمنون به) فهو عائدٌ إلى الله تعالى لا إلى العرش وهذا مقتَـضى ظاهر الآية وسياقها (يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ) أي بالله تعالى.

والله أعلم.
 
الأمر الآخر في الآية هو الضمير في قول الله (يؤمنون به) فهو عائدٌ إلى الله تعالى لا إلى العرش وهذا مقتَـضى ظاهر الآية وسياقها (يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ) أي بالله تعالى.

والله أعلم.

هذا هو القول الصحيح فالضمير عائد على الله وليس على العرش ، ولا إشكال في الآية فالله غيب عن كل أحد.

أما الملائكة فليسوا مكلفين بالمعنى الذي كلف به الإنسان ، فهم عباد مكرمون لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وإذن فأعمالهم لا يتوقف عليها نجاة أو خسران وهذا ما تدل عليه النصوص.

هذا والله أعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
الأخت الكريمة،

1. الأصل أن يرجع الضمير إلى أقرب مذكور:"يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ"، وأقرب مذكور هنا (ربهم).

2. الإيمان يتعلق بالغيب ولا يتعلق بالشهادة. ومن هنا يستحق من يؤمن بالغيب المدح، ولا فضل لأحد في تصديقه بما هو شهادة.

3. هذا يعني أن الله تعالى بالنسبة للملائكة غيب.
 
{الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } [غافر : 7 ] .

الأمر الجدير بالتأمل فيه في هذه الآية الكريمة هو عظيم فضل الله على عباده المؤمنين ، فهؤلاء حملة العرش والله وحده يعلم عددهم وحقيقتهم وقد حدث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أحدهم فقال:

" أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ" رواه أبو داود من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

ثم الملائكة الذين حول العرش والله وحده يعلم عددهم ،وقد قال الله تعالى في آية أخرى:
( تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) سورة الشورى (5)
وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع قدر أربع أصابع إلا ملك واضع جبهته ساجدا لله"رواه أحمد وغيره من حديث أبي ذر وصححه الألباني.

كل هؤلاء يدعون بتلك الدعوات للمؤمنين:
(الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7) رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئَاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (9) سورة غافر

فما أعظم فضل الله على المؤمنين!
 
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،

وبعد،،،

عقد المقارنات يكون بين المثلين أو المتقاربين أو المتشابهين، وبناء عليه لا تصح المقارنة بين الملائكة وبين الإنسان من جهات عدة:-

1- الملائكة مجبولون على الطاعة المطلقة أما الإنسان مجبول على الاختيار.

2- مهمة الملائكة تختلف عن مهمة الإنسان.

3- طيبعة الملك تختلف عن طبيعة الإنسان.

4- إدراك الملك يختلف عن إدراك الإنسان.

ومن ثم فلا داعي أن نقحم أنفسنا فيما لا قبل لنا به

والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
الحمد لله وحده والصلاة على من لا نبي بعده،

وبعد،،،

عقد المقارنات يكون بين المثلين أو المتقاربين أو المتشابهين، وبناء عليه لا تصح المقارنة بين الملائكة وبين الإنسان من جهات عدة:-

1- الملائكة مجبولون على الطاعة المطلقة أما الإنسان مجبول على الاختيار.

2- مهمة الملائكة تختلف عن مهمة الإنسان.

3- طيبعة الملك تختلف عن طبيعة الإنسان.

4- إدراك الملك يختلف عن إدراك الإنسان.

ومن ثم فلا داعي أن نقحم أنفسنا فيما لا قبل لنا به

والله الهادي إلى سبيل الرشاد

الأخ الفاضل وليد شحاته حفظك الله

ما ذكرتَه من الفروق بين طبيعة الإنسان والملك صحيح.

وهذه الفروق التي تفضلت بالإشارة إليها لا تمنع من فهم آيات القرآن . وليس في محاولة فهم آيات القرآن إقحام للنفس فيما لا قبل لها به.

بل نحن مطالبون بتدبر القرآن وفهم آياته ومراد الله تعالى بخطابه.
 
الحمد لله وحده والصلاة على من لانبي بعده،

وبعد،،،

جزاك الله خيرا أخانا الفاضل على التنبيه بضرورة بذل الجهد لفهم القرآن،

والمتابع لحديث القرآن يلحظ الفرق بين إيمان الملائكة وإيمان البشر،

إيمان الملائكة إيمان مطبوع لا يتجزأ ولا يتفرق ولا يتغير، أما إيمان البشر إن كان يبدأ بالفطرة فهو عرضة للتغير بالتهويد أو التنصير أو غير ذلك كما تخلق البهيمة بهيمة جمعاء هل تحسون فيها من جدعاء؟!

إيمان البشر عرضة للزيادة بالعلم النافع والعمل الصالح وعرضة للنقصان بالعلم الضار والعمل الفاسد، أما إيمان الملائكة فلا يزيد ولا ينقص فهو إيمان مطلق وطاعة مطلقة وهذا الوضع يناسب ما خلقوا له.

إيمان البشر تتدخل فيه عوامل عدة منها حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث والتجارة والمساكن يرضونها والآباء وغير ذلك، أما الملائكة فلا علائق لديهم تعوق إيمانهم وهذا لضمان تنفيذ ما وكلوا به بكل دقة وأمانة حتى تتيسر حياة البشر على الأرض.

وهذا ماقصدته بقولي في المشاركة السابقة، ومن ثم من سعى لفهم القرآن لا غبار عليه أما من سعى لعقد المقارنة بين إيمان الملائكة وإيمان البشر فقد أقحم نفسه فيما لا قبل له به، لأن من لديه أدنى علم عن طبيعة إيمان الملائكة وإيمان البشر لا يقدم على مثل هذه المقارنة لانعدام تكافؤ أو تماثل أو حتى تشابه طرفي المقارنة،

والله الهادي إلى سبيل الرشاد
 
أما من سعى لعقد المقارنة بين إيمان الملائكة وإيمان البشر فقد أقحم نفسه فيما لا قبل له به، لأن من لديه أدنى علم عن طبيعة إيمان الملائكة وإيمان البشر لا يقدم على مثل هذه المقارنة لانعدام تكافؤ أو تماثل أو حتى تشابه طرفي المقارنة،والله الهادي إلى سبيل الرشاد

الأخ الفاضل

كل ما ذكرته صحيح ، لكن كل الذي ذكرته هو مقارنة.
فلماذا تذكر الفروق بينهما ، ثم تقول لا تقارن؟

ثم الأمر كله يدور حول معنى إخبار الله تعالى عن الملائكة بقوله " يؤمنون به" وقد ذكرنا معناه ، وهو أنهم يؤمنون به تعالى ويتضمن ذلك: الإيمان بوجوده والإيمان بأسمائه وصفاته في حدود ما علمهم الله ، فقد أخبر الله عنهم أنهم قالوا " لا علم لنا إلا ما علمتنا.
فالمسألة ليس فيها إشكال أخانا الكريم.
 
فائدة :

فائدة :

سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - :
عن هذا التقسيم للإيمان هل هو صحيح أو لا ؟ الإيمان خمسة : إيمان مطبوع وهو إيمان الملائكة ، وإيمان معصوم وهو إيمان الأنبياء ، وإيمان مقبول وهو إيمان المؤمنين ، وإيمان مردود وهو إيمان المنافقين ، وإيمان موقوف وهو إيمان المبتدعة ؟ .

فأجاب :
أقول في هذا التقسيم : إنه ليس بصحيح ، لا من أجل التقسيم ؛ لأن التقسيم قد يكون صحيحاً في أصله ، ولا مشاحة في الاصطلاح والتقسيم ، لكنه ليس بصحيح في حدِّ ذاته ؛ فإن المنافقين قد نفى الله الإيمان عنهم في القرآن ، فقال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ ) البقرة/ 8 ، وإيمان البشر مطبوعون عليه لولا وجود المانع المقاوم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ) – رواه البخاري ومسلم - .
صحيح أن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ، وصحيح أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يمكن أن يرتدوا بعد إيمانهم ، ولكن التقسيم الثاني غير صحيح , وهو أنه جعل الملائكة مطبوعين على الإيمان دون البشر ، والبشر - كما تقدم - قد طبعوا على الإيمان بالله وتوحيده ، وخيرٌ من ذلك : أن نرجع إلى تقسيم السلف الصالح ؛ لأنه هو التقسيم الذي يكون مطابقاً للكتاب والسنَّة ؛ للإجماع عليه ، وهو : أن الإيمان قول باللسان ، وعمل بالأركان ، واعتقاد بالجنان .
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " ( 1 / 29 ) .
 
عودة
أعلى