حفظ القرآن الكريم مهارات وتوجيهات

إنضم
27/05/2012
المشاركات
24
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
العمر
44
الإقامة
اربد

الإهداء

إلى والدي كل حافظ للقرآن الكريم ....
إلى الأم الحنون التي قامت من الليل تدعو الله أن يمن على أبنائها بحفظ القرآن.
إلى كل والد مهَّد الطريق وسعى جاهدا حتى ينال أبناؤه شرف حفظ القرآن.


قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَتَعَلَّمَهُ وَعَمِلَ بِهِ أُلْبِسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تَاجًا مِنْ نُورٍ، ضَوْءُهُ مِثْلُ ضَوْءِ الشَّمْسِ ، وَيُكْسى وَالِدَاه حُلَّتَانِ لَا تُقَوَّمُ بِهِمَا الدُّنْيَا ، فَيَقُولَانِ : بِمَا كُسِينَا هَذَا ؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقرْآنَ)) أخرجه الحاكم في المستدرك.

مقدمة

الحمد لله الذي أنزل القرآن نورًا وهدًى ورحمة للمؤمنين، وجعله دستورًا لحياة المسلمين، وتكفّل بحفظه في الصدور والسطور، فقال سبحانه: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9).
فالقرآن الكريم أعظم معجزة، ومنهج حياة كامل، من تمسك به نجى، ومن حفظه وتدبّره سعد في الدنيا والآخرة. وقد بشّر النبي ﷺ من أقبل على حفظه وتلاوته فقال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" .
وفي هذا الكتيب المختصر جملة من التوجيهات والإرشادات التي تعين على حفظ كتاب الله وإتقانه، راجين من الله أن ينفع به كل مُحب للقرآن، ويجعله نورًا في قلبه وسبيلًا لنجاته.
وبالله التوفيق.


توجيهات وإرشادات
لحفظ القرآن الكريم

أولا: الإخلاص سر التوفيق في حفظ القرآن الكريم

الإخلاص هو أن يكون عمل الإنسان خالصًا لله تعالى، لا يبتغي به رياءً أو سمعة أو مدحًا من الناس. وفي سياق حفظ القرآن الكريم، الإخلاص يعني أن يكون الهدف من الحفظ رضا الله سبحانه وتعالى، والتقرب إليه، والفهم والتدبر والعمل.
ومن فوائد الإخلاص في الحفظ: تحقيق بركة الوقت والجهد، وزيادة التركيز والنية الصادقة، وحصول الأجر والثواب، ودفع الرياء.

ثانيا: الدافع القوي والرغبة الذاتية تعززان الحفظ

الرغبة الذاتية والدافع القوي يجعلان الحفظ رحلة ممتعة ومثمرة بدل أن يكون مجرد التزام ثقيل على النفس.
الدافع القوي يحفّز الإرادة: عندما يكون الهدف من الحفظ واضحًا ومؤثرًا، مثل الحصول على رضا الله، فإنه يحفّز الحافظ على الاجتهاد، كما أن الدافع القوي يجعل الحافظ أكثر التزامًا بالحفظ.
الرغبة الذاتية تحفّز الاستمرارية ويصبح الحفظ نشاطًا ممتعًا وليس مجرد واجب أو مهمة مفروضة، كما أن الرغبة الذاتية تجعل الحافظ يبحث عن فرص لتحسين أدائه بنفسه، وباستخدام التحفيز الإيجابي مثل الثناء، الجوائز الرمزية، أو كلمات الدعم يحقق الحافظ مراده
كما يستطيع الحافظ تشجيع نفسه وتحفيزها من خلال القصص المُلهمة عن حفظة القرآن الكريم، فيذكِّر نفسه بقصص الذين أتقنوا الحفظ رغم التحديات والصعوبات.

ثالثا: أفضل وقت للحفظ

أفضل وقت للحفظ بعد الفجر، لأن هذا الوقت يتميز بعدة أمور:
صفاء الذهن وقوة الذاكرة ففي الصباح الباكر، تكون طاقة الدماغ في ذروتها بعد النوم.
ولا يفوتنا ذِكر بركة وقت الفجر، قال رسول الله ﷺ: "اللهم بارك لأمتي في بكورها"، مما يعني أن العمل فيه أكثر إنتاجية وبركة.

ملاحظة: إذا كان وقت الفجر لا يناسب بعض الحفظة بسبب ظروف معينة، يمكن اختيار وقت آخر يناسبهم بشرط أن يكونوا في حالة نشاط وتركيز.

رابعا: اختيار مكان بعيد عن الملهيات يعزز التركيز أثناء الحفظ

البيئة المحيطة لها تأثير كبير على قدرة الإنسان على التركيز واستيعاب المعلومات، خاصة عند الأطفال، فالأماكن التي تحتوي على أصوات عالية، أو حركة مستمرة، أو وجود وسائل ترفيهية (مثل الهواتف أو التلفاز)، تسبب تشتيت الذهن وتجعل الحفظ أقل كفاءة.
ومن الأمور الهامة بهذا الخصوص اختيار مكان مخصص للحفظ، مثل المسجد.

خامسا: إتقان التلاوة وتعلم أحكام التجويد يثبّت الحفظ

إتقان التلاوة وتعلم أحكام التجويد من الركائز الأساسية التي تعزز حفظ القرآن الكريم وتثبته في ذهن الحافظ. السبب في ذلك يعود إلى عدة عوامل تربط بين الحفظ الصحيح والفهم الدقيق لنصوص القرآن؛ فعندما يتقن الحافظ التلاوة ويتعلم أحكام التجويد، يتمكن من قراءة القرآن بشكل صحيح دون أخطاء، واعلم أن التلاوة الصحيحة تجعل الحفظ متقنًا منذ البداية، وتقلل من الحاجة إلى التصحيح لاحقًا.
كما أن أحكام التجويد تضيف جمالاً ووزنًا للنصوص القرآنية من خلال التنوين، والمدود، والغنّة، مما يجعل الآيات تعلق في الذهن بسهولة. وتكرار الآيات بتجويدها الصحيح يسهل استرجاعها لاحقًا لأنها تصبح مرتبطة بالأداء الصوتي المميز.
وتطبيق أحكام التجويد يساعد على الوقوف الصحيح على المعاني، حيث يعرف الحافظ متى يقف ومتى يصل، مما يعينه على فهم المعنى.

سادسا: المراجعة اليومية المنظمة تثبت الحفظ

خطوات لتنظيم المراجعة اليومية:
لا بد من وضع جدول زمني من خلال تخصيص وقت محدد يوميًا للمراجعة، مثل بعد صلاة الفجر أو قبل النوم أو غير ذلك.
وعلى الحافظ مراعاة التدرج في المراجعة من خلال تقسيم الحفظ إلى نسب: ما أحفظه بنسبة 100%، وقسم آخر ما أحفظه بنسبة 70%، وربما أقل أو أكثر... وهكذا، ثم البدء بالحفظ الضعيف حتى يتقوى.
ومن الأمور المتعلقة بالمراجعة:

· مراجعة الآيات عدة مرات يوميًا لتعزيز الحفظ.
· تقسيم السور والآيات الطويلة إلى مقاطع صغيرة لتسهيل المراجعة.
· تسميع المحفوظات أمام معلم أو زميل أو أحد الأهل.
· استخدام وسائل حديثة مساعدة: مثل الاستماع إلى تسجيلات صوتية للآيات المحفوظة.

سابعا: الانضمام لدار القرآن الكريم والالتزام بأوقات الدوام

الانضمام إلى دار القرآن الكريم يمكنك من الدراسة والحفظ والمتابعة بإشراف نخبة من المدرسين المؤهلين لتدريس القرآن الكريم وتجويده، كما توجد في مراكز التحفيظ برامج متنوعة تناسب جميع المستويات والأعمار، ومتابعة مستمرة للحفظ والمراجعة.
والحفظ في مراكز التحفيظ يرسخ الحفظ أكثر من الحفظ بشكل منفرد، والأمر يحتاج إلى جهد من الطالب وإخلاص المعلم ومتابعة الأهل.

ثامنا: نصائح عامة لحفظ القرآن الكريم

استخدام نسخة واحدة من المصحف لتثبيت الحفظ بشكل أفضل.
الرجوع إلى كتب مرشدة مثل كتاب: 'كيف تحفظ القرآن الكريم للدكتور يحيى الغوثاني.
استمع لنصائح من سبقك في حفظ القرآن الكريم.
اهتم بوقتك واستغل العطل وأوقات الفراغ للحفظ والمراجعة.
اقرأ ما تحفظ في الصلوات خصوصا قيام الليل.
اكتب السور والآيات التي تحفظ غيبا في دفتر مستقل.
استخدام تطبيقات القرآن الكريم المتخصصة في الحفظ والتجويد.
ابدأ بالسور القصار ثم انتقل تدريجيا إلى السور الطوال.
ادع الله تعالى بأن يسهل الحفظ ويثبته.
التغذية الصحية تزيد التركيز والحفظ.
النوم المعتدل والكافي يزيد التركيز والحفظ.
لا تُفرِط في الحفظ، واجعل لك فترات راحة بين الحين والآخر.
نسِّق وقتك بين الدراسة والعمل والحفظ.
كل شخص لديه طاقته وقدراته الخاصة، فابحث عن الطريقة التي تناسبك.
اهتم بجودة الحفظ ولا يغرك الكثرة.
اهتم بربط الآيات ببعضها وصل آخر الآية بالتي تليها.

التعامل مع الفتور في الحفظ:

أحيانًا قد يشعر الحافظ بالكسل أو ضعف الحماس تجاه الحفظ، وهذا أمر طبيعي. لكن من المهم أن يتعامل الحافظ مع هذه الفترات بحكمة، من خلال:
تغيير طريقة الحفظ مثل القراءة بصوت عالٍ أو الاستماع للآيات قبل الحفظ، أو من خلال التنافس الإيجابي مع أحد الأصدقاء أو أفراد العائلة، كما أنه في أوقات الفتور، يكون من المفيد التوقف لبضع دقائق واستحضار نية التقرب إلى الله عبر حفظ القرآن، وتذكّر الأجر والثواب عند الله.

آداب تلاوة وحفظ القرآن الكريم

لتلاوة وحفظ القرآن آداب خاصة يجب أن يلتزم بها المسلم، ومنها:
الطهارة قبل التلاوة في البدن والثوب والمكان، والقراءة بتدبر، والاستعاذة بالله من الشيطان قبل القراءة، احترام المصحف وعدم وضعه في أماكن غير لائقة، بإمكانك مراجعة بعض الكتب المختصة في هذا الباب؛ مثل كتاب: "التبيان في آداب حملة القرآن" للنووي.

برنامج الحفظ والمراجعة

بإمكانك استخدام مثل هذا الجدول لمتابعة الحفظ، والجدول منشور على شبكة الإنترنت بعنوان: "مفكرة الحافظ"، ويتضمن برنامجا لسنة كاملة.
رابط المفكرة:

noor-book.com/nzvtqs0


اليوم والتاريخ

حفظ القرآن الكريم
مراجعة حفظ القرآن الكريم
مقدار الحفظ

تقييم الطالب للحفظ
مقدار المراجعة والتسميع
تقييم الطالب للمراجعة
السبت

/ /
ممتاز
ممتاز
جيد
جيد
مقبول
مقبول
الأحد

/ /
ممتاز
ممتاز
جيد
جيد
مقبول
مقبول
الإثنين

/ /
ممتاز
ممتاز
جيد
جيد
مقبول
مقبول
الثلاثاء

/ /
ممتاز
ممتاز
جيد
جيد
مقبول
مقبول
الأربعاء

/ /
ممتاز
ممتاز
جيد
جيد
مقبول
مقبول
الخميس

/ /
ممتاز
ممتاز
جيد
جيد
مقبول
مقبول
الجمعة

/ /
استراحة وقضاء وقت مع الأهل / قراءة سورة الكهف
تقييم ولي الأمر (خاص بالأطفال)

تقييم المدرس المشرف على الحفظ
ملاحظات

من ثـمرات حفظ القرآن الكريم

لحفظ القرآن الكريم ثمرات وفوائد كثيرة منها:
· حفظ القرآن رفعة في الدنيا والآخرة.
· حفظ القرآن نور للقلب.
· حفظ القرآن يهدي للتي هي أقوم في كل أمور الحياة.
· حفظ القرآن شفاء ورحمة.
· حفظ القرآن يشفع لصاحبه عند الله.
· اعلم أنك كلما قرأت ارتقيت وارتفعت منزلتك في الجنة.
· حفظ القرآن يمنح راحة نفسية وسعادة دائمة.
· يبارك الله لحافظ القرآن في وقته وعمله.
· حافظ القرآن يلبس تاج الكرامة للوالدين يوم القيامة.
· الملائكة تحفّ حافظ القرآن وتدعوا له.
· "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
· حفظ القرآن نور في القبر.
· القرآن حصن للمؤمن من الفتن.
· حفظ القرآن يثبت الإيمان في القلب.
· يكون الحافظ أكثر خشوعًا في الصلاة.
· حفظ القرآن ساعد في الحفظ والفهم والتركيز.
· حفظ القرآن يجلب البركة لحياة الحافظ.
· الناس تحب أهل القرآن وتحترمهم.
· حافظ القرآن قدوة لمن حوله.
· القرآن يحفظ صاحبه من عذاب النار.
· القرآن يكون أنيسًا لصاحبه بعد الموت.
· "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".
· من دلائل التقوى حب القرآن وحفظه.
· أهل القرآن هم أهل الله وخاصته.
· حفظ القرآن يجعل الحافظ قريبًا من الله في كل وقت.
· الأحق بالإمامة هو الأعلم بكتاب الله العارف بأحكام الصلاة.
· مضاعفة الحسنات: الحرف بعشر حسنات، والعشر إلى سبعمائة ضعف.
· حفظ القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة.
· حفظ القرآن وتكرار الآيات يُذكّر الحافظ بالموت والجنة والنار.
· أهل القرآن يُحسن الله لهم الخاتمة.
· بركة القرآن تظهر في كل مجالات الحياة.
· القرآن يهذِّب النفوس ويرشدها للصواب.

تدريب عملي لحفظ صفحة من القرآن الكريم

أولا: تهيئة النفس والبيئة:

النية: قبل البدء، تجدد نية الحفظ. تذكر أن الهدف هو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى.
  • الاستعداد الذهني: ابحث عن مكان هادئ بعيد عن الإزعاج.
  • الوضوء: احرص على أن تكون طاهرًا قبل الشروع في الحفظ.
ثانيا: قراءة الصفحة لأول مرة:
اقرأ الصفحة كاملة بصوت هادئ وبترتيل.
تدبر المعاني.


ثالثا: التقسيم إلى أجزاء صغيرة:
  • قسم الصفحة إلى أجزاء صغيرة، مثل: نصف صفحة، أو حتى أقل من ذلك (مثلاً 2-3 آيات في البداية، أو حسب الموضوع.
  • قراءة القسم الأول: اقرأ الجزء الأول 7 مرات على الأقل.
  • حاول حفظ القسم الأول من الصفحة.
  • اغلق المصحف وابدأ في ترديد ما حفظته بصوت عالٍ.
  • إذا واجهت صعوبة في بعض الكلمات، ارجع للقراءة مرة أخرى حتى تنجح في حفظها.
  • التكرار: كرر الجزء الذي حفظته عدة مرات، يفضل أن تبدأ أولاً بترديد ما حفظته، ثم حاول تكرار الآيات الجديدة من الجزء الثاني بعد الانتهاء من الجزء الأول.
ربط الآيات: حتى تتجاوز النسيان وتتخطى الوقوف على أواخر الآيات دون معرفة ما بعدها، حاول ربط الآيات مع بعضها البعض؛ بأن تقرأ آخر الآية مع أول الآية التالية، وتكرر الأمر مرارا حتى تحفظ الآيات بشكل ممتاز.
مراجعة الجزء المحفوظ: بعد أن تحفظ الجزء الأول، راجع ما حفظته من الصفحة، وقم بمراجعة ما حفظته بعد فترة قصيرة، لأن المراجعة المبكرة تساعد في تثبيت الحفظ.
التكرار مع صوت مسجل: استمع إلى التسجيل الصوتي للآيات التي تحفظها، وحاول تقليد الصوت والترتيل لتحسين النطق والتجويد.
الحفظ البصري: انظر إلى الآيات أثناء حفظها وركز على شكل الكلمات لتساعدك على الحفظ البصري.
التركيز على معنى الآيات: حاول فهم معنى الآيات.
التقييم الذاتي: بعد أن تكمل حفظ الصفحة، اقرأ الصفحة من الذاكرة، إذا أخطأت في جزء، عد وأعد حفظه حتى تتمكن من تلاوته بشكل صحيح.
المراجعة اليومية: خصص وقتًا يوميًا لمراجعة ما حفظته.
الدعاء: بعد الانتهاء من الحفظ، ادع الله أن يعينك على إتمام الحفظ وأن يجعلك من أهل القرآن.
في هدأة الليل.... توضأ ثم توجه إلى القبلة مصليا واقرأ ما حفظت، وادع الله أن يثبت حفظك، ويعينك على العمل بكتابه العزيز.

ملاحظة: يمكنك استخدام تطبيقات لحفظ القرآن تساعدك في المراجعة التفاعلية.

الخاتمة

ختاما إذا أردت حفظ القرآن فاجعل حياتك كلها قرآن.
تذكر دائمًا أن الطريق إلى حفظ القرآن يتطلب الصبر والمثابرة، وأن كل جهد تبذله في سبيل هذا الهدف العظيم يعود عليك بثمرات لا تحصى.
تأكد أنك إذا ثابرت وحرصت على حفظ كتاب الله عشت في نور وطمأنينة، وكانت حياتك مليئة بالبركة والنجاح.

نسأل الله أن يوفقنا جميعًا لحفظ كتابه والعمل به، وأن يجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته.
 
عودة
أعلى