حسبنا الله ونعم الوكيل

عابر سبيل

New member
إنضم
10/11/2003
المشاركات
21
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
أحبتي الكرام
عندما ذكرت لكم تلك الهجمة الشرسة الحاقدة على القرآن الكريم قلت إن إخوة لنا كراما سوف يقفون بالمرصاد في وجه هؤلاء الأوغاد الذين فاق فجورهم كل حد وظننت أنكم ستهبون للدفاع وأنكم لن تتوانوا لحظة في سبيل ذلك ومرت أيام ولم نقرأ لأيّ منكم حرفا في مواجهة هجمة إلحادية نصرانية وبينما لا يوجد في الساحة إلا نفر قليل من جند الحق أكثرهم غير مؤهل للرد يتعالى شأن الحاقدين وبعضهم يصفق لبعضهم ونعيش نحن معهم لا أنيس لنا إلا الله نقاوم قدر الإمكان لكن الإنسان قليل بنفسه كثير بإخوانه ويد واحدة لا تصفق ولا أكتمكم سرا بأنني قد اضطررت للتسجيل بعدة اسماء لأسُدَّ فراغ الوجود الإسلامي ولأوهم الحاقدين بأن جند الإسلام باق وأن المسلمين لن يدعوهم يهاجمون دينهم دون رد ويعلم الله الذي لا إله إلا هو بأنني إذ أكتب إليكم هذا الكلام أعتصر دما لما يحدث وبكل صراحة أنتم قد خيبتم آمالي كنت أظنكم ستكونون لإخوانكم عضدا وعن دينكم ذوَّدا فلم تفعلوا ورغم هذا سأزيدكم ألما بالتأكيد على الأمانة المنوطة بأعناقكم وسأحاججكم أمام الله بأنكم قد عرفتم أن كتاب ربكم يهان فلم تهبوا لنجدته يا أهل تفسير القرآن
واليوم جاء خنزير جديد يعارض القرآن استهزاء بما أسماه سورة الشجرة وقبلها قدم بمقدمة طويلة يحاول فيها إثبات ضعف القراءات القرآنية وأن فيها أخطاء
فلعلكم أن تراجعوا أنفسكم بعد قراءة هذا الكلام وتعيدوا ترتيب الأولويات

* وأكرر ليس الحل في حجب الموقع بل إن في الإبقاء عليه والرد بالحجة القوية هو السلاح الأقوى وهذا الكلام أقوله عن تجربة فكم من مساجلات خضناها فوفقنا الله عز وجل فيها لكن كما قلت لكم: الأمر أكبر من أن يتصدى له واحد فلو كان الخطب واحدا لهان لكنه ثان وثالث ورابع............

* خذوا هذا الرابط الذي يستعرض فيه الملحد عضلاته ويقول متحديا: هلموا إليّ
http://www.nadyelfikr.net/viewthread.php?fid=5&tid=15931&sid=

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد
عابر سبيل وليتني أعبره
 
أخي الكريم عابر سبيل زادك الله حرصاً على الخير وتوفيقاً

لا يهولنك الأمر ، ولا تجزع ، ولا تتقطع حسرات ، فإن أهل الضلال أحقر وأذل من أن تهلك نفسك من أجلهم...فلا تغرنك أباطيلهم .

( فلعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين )
( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ...)

يا أخي الكريم لقد تصفحت الموقع الذي أشرت إليه ، فرأيته سخيفاً هزيلاً ضعيفاً لا يستحق إضاعة الوقت في تصفحه .. ولك أن تخالفني في الرأي لأني لم أطل النظر فيه ..

ولو أننا اشتغلنا بالدود على تفاهات أهل الباطل وشبهاتهم لتركنا ما أمرنا الله به من قول الحق والدعوة إلى الخير ..

والله عز وجل أمرنا بقول الحق ، وبيانه للناس ، والدعوة إلى الخير مع يقيننا بأن الله ناصر دينه ، ومظهر كلمته ولو كره الكافرون .

وإذا عرف الحق فليس بعده إلا الضلال
( الحق من ربك فلا تكن من الممترين )

هذه وجهة نظري ، وقد كنت ذكرت في مناسبة سابقة شيئاً من هذا ، وهذا جزء من وقال سابق :
وهل من الحكمة أن نشتغل بالرد على كل قولٍ فاسدٍ معلومِ البطلان ؟ ! .
لو فعلنا ذلك لضاعت أوقاتنا في الرد على هذه الأباطيل ولتركنا ما أوجب الله علينا من الاشتغال بما ينفعنا في ديننا ودنيانا ، بل إن في إيراد بعض الشبه تعريفاً للجاهل بها ، ونشراً لها ، واهتماماً بها .
ويزداد الأمر سوءاً عندما يذكر من أورد هذه الشبه حجج القائلين بها ، ويكثر من ذلك ثُمَّ إذا وصل إلى الرد عليها وإذا بها قد تقررت ورسخت في قلوب بعض من لا علم عنده ولا بصيرة ، فيقع فيما كان يفر منه ويحذر من الوقوع فيه .
وينبغي أن نعلم أن عرض الشبه والأقوال الباطلة المخالفة لنصوص الكتاب والسنة منهجٌ مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ، الذين كانوا ينهون عن عرض الشبه ، وعن سماعها ، ويمنعون من مناظرة أصحابها والرد عليهم إلاَّ في بعض الحالات القليلة. [ ينظر تقرير ذلك وضرب الأمثلة عليه في كتاب مناهل العرفان – دراسة وتقويم للشيخ خالد السبت 1/138-148 ، وقد ذكر الكيفية الصحيحة لمعالجة الشبه . ولمعرفة المنهج الصحيحة في معالجة الشبه ينظر ما كتبه محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر ص510-516 ] .
ولايعني هذا أن نترك إقامة الحجة على أهل الباطل ، ومجادلتهم بالتي هي أحسن وتوضيح ما اشتبه عليهم من أمور الدين .
بل إقامة الحجة على أهل الباطل مِمَّا أوجبه الله عزوجل على أهل العلم ، وإيضاح الحق لهم عند الحاجة أمـرٌ متعين ، ولايجوز لمن كان عنده علم أن يكتمه إذا وجدت الحاجة إليه .
.قال العلامة السعدي في تفسيره تعليقاً على قوله تعالى :(الحق من ربك فلا تكن من الممترين )[آل عمران : 60] : ( وفي هذه الآية قاعدة وما بعدها دليل على قاعدة شريفة ، وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق ، وجزم به العبد من مسائل الإعتقاد وغيرها فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل ، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة سواء قدر العبد على حلها أم لا ، فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه قال تعالى : ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون ، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه ، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه . ) انتهى كلامه رحمه الله .

انظرهنا
 
مناقشة الأخ العبيدي

مناقشة الأخ العبيدي

الأخ أبا مجاهد العبيدي ، جميع الأخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمح لي يا أخي أن أناقشك رأيك الذي ذهبت إليه لكن على شرط العفو والمعذرة إن تجاوزت معك بدافع الحب في الله

تقول يا أخي
لا يهولنك الأمر ، ولا تجزع ، ولا تتقطع حسرات ، فإن أهل الضلال أحقر وأذل من أن تهلك نفسك من أجلهم...فلا تغرنك أباطيلهم
ــــــــــــــــــــــــــــ
فإذا لم أتقطع حسرات على امتهان أغلى شيء في حياتي فمتى ؟
إنها غضبة لله !!!!!!!!!
نعم أهل الضلال هم أحقر من أن نعيرهم اهتماما لكن من الذي يقول ذلك ؟
إنه من تشرب الإسلام وملكه قلبا وعقلا وروحا فمن لمسكين جرته أقداره إلى موقع كهذا لا يرى فيه إلا لونا واحدا هو لون الإلحاد ومحاربة الدين والاستهزاء بالقرآن

وتقول:
يا أخي الكريم لقد تصفحت الموقع الذي أشرت إليه ، فرأيته سخيفاً هزيلاً ضعيفاً لا يستحق إضاعة الوقت في تصفحه
ــــــــــــــــــــ
وأقول لك: يا أخي ، بل إن الموقع مليء بالسموم الفتاكة والشبهات المحبوكة إنهم يا أخي لا يلعبون يقرأون في كتبنا لكن بعين السخط ويستخرجون منها ما يطعنوننا به وأنت على ذُكْر بأن في كتبنا الكثير من الروايات الواهية والضعيفة والمشكلة التي تحتاج إلى تدخل العلماء للكشف عنها وإخالك قد تقول لي: هناك الكثير من المواقع الإسلامية التي تحارب ذلك وأقول لك: هذا صحيح وجزى الله القائمين عليها كل خير لكن أفضل للجرح أن يكوى في مكانه كي لا يشتد نزفه

وتقول:
ولو أننا اشتغلنا بالدود على تفاهات أهل الباطل وشبهاتهم لتركنا ما أمرنا الله به من قول الحق والدعوة إلى الخير ..
ــــــــــــــــــــــ
وأقول لك يا أخي وهل الرد على أهل الباطل إلا من قول الحق والدعوة إلى الخير ؟ وهل الدين أمر بالمعروف فقط أم نهي عن المنكر أيضا ؟ بل إن في ترتيب الأولويات النهي عن المنكر يتقدم الأمر بالمعروف فالتخلية مقدمة على التحلية وسد الذرائع مقدم على جلب المصالح

وتقول:
والله عز وجل أمرنا بقول الحق ، وبيانه للناس ، والدعوة إلى الخير مع يقيننا بأن الله ناصر دينه ، ومظهر كلمته ولو كره الكافرون
ـــــــــــــــــــــــ
وهل رد الشبهات إلا من قول الحق وبيانه للناس .......؟
نعم يا عزيزي الله عز وجل ناصر دينه هذا لا شك فيه لكن أين واجبنا نحن المسلمين هل نصم آذاننا ونجلس متفرجين على من يلوكنا بألسنته ونعتذر بأن الله ناصر دينه فنكون كمن ينام في بيته ولا يعمل ويحتج بقوله تعالى: { وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ } غافلا أو متغافلا عن قوله تعالى: { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ }
والحق يا أخي أنني لست بخائف على الإسلام ولا على القرآن ولكنني خائف على المسلمين علمائهم وعوامهم أخشى على علمائهم من التقصير في حق دينهم بعدم الدفاع عنه وترك الساحة مفتوحة لترهات كل مشكك
وأخشى على عوامهم أن ينخدعوا للمبطلين وكلامهم المعسول الذي يحمل في باطنه قيحا وصديدا بل سما فتاكا

وتقول:
وهل من الحكمة أن نشتغل بالرد على كل قولٍ فاسدٍ معلومِ البطلان ؟ ! .
لو فعلنا ذلك لضاعت أوقاتنا في الرد على هذه الأباطيل ولتركنا ما أوجب الله علينا من الاشتغال بما ينفعنا في ديننا ودنيانا.
ــــــــــــــ
يا أخي الكريم هل في الذود عن الدين والرد على الأباطيل ضياع للأوقات ؟
يا أخي الحبيب القرآن الكريم هو أول من قام بدفع الباطل ورد شبه المعتدين في منهج جدلي عظيم جدير بأن نقف أمامه متعلمين منه وعرفنا من خلال مفسري القرآن الكريم مصطلحات جدلية كـ (الإسجال ، الانتقال ، التسليم ، القول بالموجب ، السبر والتقسيم ، المناقضة ، مجاراة الخصم ، إلجام الخصم بالحجة ، القياس الإضماري ، قياس التمثيل ، قياس الخلف ، قياس الشبه ، قياس العلة ، المذهب الكلامي )
ثم لماذا لم ينه رسول الله صلى الله عليه وسلم حسان بن ثابت وغيره عن الدفاع عنه بالشعر أمام هجاء الحاقدين له صلى الله عليه وسلم ولماذا لم يقل له: إن الاشتغال بذلك مضيعة للوقت ؟
وما أشبه الليلة بالبارحة الحاقدون همو همو لكن من للمسلمين بحسان ؟

وتقول:
بل إن في إيراد بعض الشبه تعريفاً للجاهل بها ، ونشراً لها ، واهتماماً بها

ــــــــــــــ
يا أخي الحبيب نحن في وضع مختلف تماما عما تحكيه نحن لا نعرض الشبه فالشبه معروضة وتدخل بيوت المسلمين شئنا أو أبينا فما الحل معها ؟
نحن لا نقول بعرضها ولكن نقول ببترها في محلها بالحجة القاطعة والبرهان المبين زليس في ذلك مضيعة للوقت بل هو عمل عظيم نبتغي به الأجر العظيم من ربنا جل وعلا .

وتقول:
ويزداد الأمر سوءاً عندما يذكر من أورد هذه الشبه حجج القائلين بها ، ويكثر من ذلك ثُمَّ إذا وصل إلى الرد عليها وإذا بها قد تقررت ورسخت في قلوب بعض من لا علم عنده ولا بصيرة ، فيقع فيما كان يفر منه ويحذر من الوقوع فيه .
ــــــــــــــــــــــ
يا أخي الكريم بارك الله فيك أنت هنا تلقنني الحجة فالشبه موجودة بحججها لكن لا يوجد من يقاومها فمن لمن لا " لا علم عنده ولا بصيرة " ؟


وتقول:

وينبغي أن نعلم أن عرض الشبه والأقوال الباطلة المخالفة لنصوص الكتاب والسنة منهجٌ مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ، الذين كانوا ينهون عن عرض الشبه ، وعن سماعها ، ويمنعون من مناظرة أصحابها والرد عليهم إلاَّ في بعض الحالات القليلة. [ ينظر تقرير ذلك وضرب الأمثلة عليه في كتاب مناهل العرفان – دراسة وتقويم للشيخ خالد السبت 1/138-148 ، وقد ذكر الكيفية الصحيحة لمعالجة الشبه . ولمعرفة المنهج الصحيحة في معالجة الشبه ينظر ما كتبه محمد قطب في كتابه واقعنا المعاصر ص510-516 ] .
ــــــــــــــــــــــ
كلام طيب لكنه لا ينطبق على حالتنا هذه ففرق بين المطالبة بعرضها وبين المطالبة بالرد عليها حالة كونها معروضة

وتقول:
ولايعني هذا أن نترك إقامة الحجة على أهل الباطل ، ومجادلتهم بالتي هي أحسن وتوضيح ما اشتبه عليهم من أمور الدين
ــــــــــــــــــ
إذن فأنت هنا تلتقي معي ونحن لا نريد إلا ذاك

وتقول:
.قال العلامة السعدي في تفسيره تعليقاً على قوله تعالى :(الحق من ربك فلا تكن من الممترين )[آل عمران : 60] : ( وفي هذه الآية قاعدة وما بعدها دليل على قاعدة شريفة ، وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق ، وجزم به العبد من مسائل الإعتقاد وغيرها فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل ، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة سواء قدر العبد على حلها أم لا ، فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه قال تعالى : ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون ، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه ، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه . ) انتهى كلامه رحمه الله .
ــــــــــــــــــــ
كلام طيب لكن حتى ينجلي النور لابد من أن ينمحي الظلام ثم قل لي يا أخي كيف يبين المسلم الحق بأدلته إن لم يكر على الباطل وأدلته ؟ والله عز وجل يقول: { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }
أخي الحبيب نحن الآن في عالم جديد إن لم نتسلح فيه بسلاح الحجة والقوة فسنفقد كثيرا مما بناه من قبلنا وإن لم نعرف كيف يدبر الآخرون لنا وماذا يكيدون لديننا فسنجد أنفسنا في عالم خاص بنا لا ندري بما يدور من حولنا وسنفاجأ بعدونا وقد دخل علينا دورنا ونغص علينا حياتنا بكفره وإلحاده فنندم ولات ساعة مندم
أخي الحبيب أرجو أن تسامحني إن كنت قد تجاوزت معك لكن حبي لك ولجميع المسلمين في الله وحبي لديني هو الذي دفعني إلى الإسراف في القول
{ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
{ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
 
الحق معك أخي عابر سبيل

الحق معك أخي عابر سبيل

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي الغيور على دينه عابر سبيل حفظك الله ورعاك

تحية طيبة مني إليك ، وأشكرك على ما أبديته من اهتمام بما ذكرته في ردي السابق
وأقول : نعم الحق معك ، ونحن لا بد أن نجتهد في رد ما يثيره أعداء الدين من طعون وشبه
ولكن : كان قصدي من مشاركتي السابقة التخفيف عليك ، وبيان أن هذا الأمر في الحقيقة ينبغي أن يكون بقدر مدروس ومعتدل .
ولذلك ؛ أقول لك يا أخي الكريم : الأعداء لا يمكن أن يتوقفوا عن الطعن في هذا الدين ، والقدح في أصوله ، وبث السموم بين أهله ليشككوهم فيما يعتقدونه ، فهل يمكن أن نرد على جميع ما يطرحونه في الساحة .

إن طريقة القرآن في عرض أقوال خصومه والطاعنين فيه تحتاج إلى تأمل وتدبر ؛ لتعرف على الطريقة الصحيحة السليمة في هذا الباب .
وقد تأملت بعض الآيات على وجه السرعة ، فرأيت أن من منهج القرآن في ذلك : إهمال الرد عليهم وتركه بلا جواب ؛ لأنه قد لا يستحق ذلك الرد لتهافته وبطلانه .
وأحيانأ : يرده رداً سريعاً بالحكم بأنه قول باطل ساقط ، وأن الحق خلافه

واقرأ معي بتأمل هذه الآيات في سورة الفرقان :( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَدْ جَاؤُوا ظُلْمًا وَزُورًا 4 وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا 5 قُلْ أَنزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا 6 وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْوَاقِ لَوْلَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيرًا 7 أَوْ يُلْقَى إِلَيْهِ كَنزٌ أَوْ تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ يَأْكُلُ مِنْهَا وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا 8 )

واقرأ سورة آل عمران ، ففيها أمثلة كثيرة تحتاج إلى تدبر وتأمل .
وبهذه المناسبة فإني أقترح أن يبحث هذا الموضوع بحثاً تفصيلياً موسعاً ليستفاد منه في هذا المجال ، ويكون عنون البحث : منهج القرآن في إيراد أقوال خصومه والرد عليها
أو قريباً من ذلك .

أما أصل الرد على أهل الباطل فقد ذكر ابن القيم رحمه الله أنه حق من حقوق الله على عباده فقال في مقدمة كتابه : هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى :
(ومن بعض حقوق الله على عبده رد الطاعنين على كتابه ورسوله ودينه ومجاهدتهم بالحجة والبيان، والسيف والسنان، والقلب والجنان، وليس وراء ذلك حبة خردل من الإيمان.

وكان انتهى إلينا مائل أوردها بعض الكفار الملحدين على بعض المسلمين فلم يصادف عنده ما يشفيه ، ولا وقع دواؤه على الداء الذي فيه، وظن المسلم انه باجابته القاصة اصاب، فقال : هذا هو الجواب! فقال الكافر: صدق أصحابنا في قولهم: ان دين الاسلام انما قام بالسيف لا بالكتاب.
فتفرقا وهذا ضارب وهذا مضروب، وضاعت لحجة بين الطالب والمطلوب، فشمر المجيب عن ساعد العزم، ونهض على ساق الجد وقام لله قيام مستعين به مفوض إليه متكل عليه في موافقة مرضاته، ولم يقل مقالة العجزة الجهال: إن الكفار إنما يعاملون بالجلاد دون الجدال، وهذا فرار من الزحف، وإخلاد إلى العجز والضعف.
وقد أمر الله بمجادلة الكفار بعد دعوتهم إقامة للحجة وإزاحة للعذر " ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ".
والسيف إنما جاء منفذا للحجة مقوما للمعاند، وحدا للجاحد، قال تعالى: " لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب إن الله قوي عزيز ".
فدين الإسلام قام بالكتاب الهادي ونفذه السيف.
فما هو الا الوحي او حد مرهف يقيم ضباه اخدعي كل مائل
فهذا شفاء الداء من كل عاقل وهذا دواء الداء من كل جاهل
وإلى الله الرغبة في التوفيق، فانه الفاتح من الخير أبوابه والميسر له أسبابه. وسميته هداية الحيارى في أجوبة اليهود والنصارى.) انتهى

وأخيراً : أشكرك أخي عابر سبيل على أدبك ولطفك في الرد والمناقشة .
 
عودة
أعلى