حديث "بئس الخطيب أنت" بين علماء الوقف والابتداء وعلماء العقيدة..!

إنضم
20/02/2013
المشاركات
30
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
36
الإقامة
السعودية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان ...... وبعد
قد لا يبدوا الموضوع مفهوما من خلال عنوانه ولكن سأحاول الاختصار والاعتصار لبيان المراد.
أخرج مسلم من رواية عدي بن حاتم أن رجلاً خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ومن يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعضهما فقد غوى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله"
وقد بين معناه الشراح وذكروا وجوها يمكن أن يُخرَّج عليها إنكار النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك الخطيب.
وقد أشكل عليّ بعض تلك التوجيهات في معنى الحديث:
1- فمن ذلك ما ذكره علماء الوقف أن سبب الإنكار هو الوقف على "ومن يعصهما"
وفي ذلك دلالة على أهمية الوقف والابتداء وفق هذا التوجيه كما هو مذكور في مقدمات كثير من الكتب التي اهتمت ببيان الوقف والابتداء.
2- ومن ذلك أيضاً ما ذكره علماء العقيدة في توجيههم لهذا الحديث أن سبب الإنكار هو التشريك في الضمير لما يقتضيه من مشاركة المخلوق لخالقه والتسوية بينهما؛ وبنوا على ذلك تفريعات ومسائل.
والمتأمل لكلا الاستدلالين يجد بينهما بوناً بيّناً لا يخفى.
والسؤال: هل يحتمل الحديث ما ذهب إليه علماء الوقف والابتداء؟
 
أخرج مسلم من رواية عدي بن حاتم أن رجلاً خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ومن يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعضهما فقد غوى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله"

الاخ المفضال ياسين الاهدل:
هل هناك ما يشير في النص المنقول الى وقوفه على (ومن يعصهما)؟
علما ان ظاهر انكار الرسول صلى الله عليه وسلم هو التشريك والتسوية وليس الوقف على يعصهما.
ولا ادري هل هناك صيغ اخرى للحديث عند غير مسلم، تشير الى شيء يتعلق بالوقف.

والحقيقة اني ارى ان مشروعية الوقف والابتداء في القرآن كمشروعيته في رواية الحديث النبوي، بل لا يقبل أي أحد منّا الوقف على ما لا يصح حتى بنقل نصوصنا الشخصية نحن.
وأقصد انه حتى مع عدم ورود الحديث فحكم الوقف والابتداء قضية عقلية قبل ان تشرّع.
ومما هو معروف لا حرمة شرعية في الوقف والابتداء - مع عدم قصد وتعمد تشويه النص الالهي - بل القضية صناعية عند أهلها.

سلّمك الله.
 
الاخ المفضال ياسين الاهدل:
هل هناك ما يشير في النص المنقول الى وقوفه على (ومن يعصهما)؟
علما ان ظاهر انكار الرسول صلى الله عليه وسلم هو التشريك والتسوية وليس الوقف على يعصهما.
أخي الكريم :كريم جبر منصور
لعلك لم تفهم ما قصدت إليه من هذا المنشور وأنا لم أزعم أن في الحديث وقفا على ومن يعصهما وإنما كان القصد الإشارة إلى أن بعض من كتب في الوقف والابتداء ساق الحديث المذكور استئناساً لبيان أهمية الوقف والابتداء مع أن ظاهر الحديث لا يسند ما ذهبوا إليه والله أعلم.
وهذه نماذج مما تيسر الوقوف عليه:
1- يقول الدكتور عبد العزيز قاري في كتابه قواعد التجويد على رواية حفص عن عاصم بن أبي النجود
"ومعرفة الوقوف: من أهم متطلبات الفصاحة في كلام الفصحاء، كما أنها من أهم متطلبات التجويد في القراءة:
يدل على الأول: ما أخرجه مسلم وأبو داود وغيرهما أن خطيبًا خطب بين يدي الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى، فغضب عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وقال: "بئس خطيب القوم أنت"".(ص: 106)
2- وقال الأشموني في منار الهدى في بيان الوقف والابتدا بعد أن ساق الحديث
ففي الخبر دليل واضح على كراهة القطع، فلا يجمع بين من أطاع ومن عصى، فكان ينبغي للخطيب أن يقف على قوله: فقد رشد.(ص: 18)
3- وقال الإمام الداني في كتابه المكتفى في الوقف والابتدا
قال أبو عمرو: فهذا تعليم التمام من رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جبريل عليه السلام، إذ ظاهره دال على أنه ينبغي أن يقطع على الآية التي فيها ذكر النار والعقاب، ويفصل مما بعدها إن كان بعدها ذكر الجنة والثواب، وكذلك يلزم أن يقطع على الآية التي فيها ذكر الجنة والثواب، ويفصل مما بعدها أيضاً إن كان بعدها ذكر النار والعقاب ......... ومما يبين ذلك ويوضحه ما روى تميم الطائي عن عدي بن حاتم قال: جاء رجلان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتشهد أحدهما فقال: من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((قم أو اذهب، بئس الخطيب [أنت] )) .(ص: 3)
هذه بعض النقول مما تيسر الوقوف عليه.

ولم يوافق النويري في شرحه على طيبة النشر كلا الفريقين فيما ذهب إليه فقال في شرحه على البيت:
واختير للسّاكت فى (ويل) ولا *** بسملة والسّكت عمّن وصلا
((.......ولهذا ذمّ الخطيب الواصل «من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما».
قال المصنف: والظاهر أنه إنما قال له النبى صلى الله عليه وسلم: «بئس خطيب القوم أنت» ؛ لأنه زاد حدّا فى تقصير الخطبة، وهو الذى يقتضيه سياق مسلم للحديث؛ لأنه فى مقام تعليم ورشد وبيان ونصح، فلا يناسب غاية الإيجاز، وهذا هو الصحيح فى سبب الذم. وقيل: لجمعه بين الله ورسوله فى كلمة. وليس بشيء)).شرح طيبة النشر للنويري (1/ 292) ط الكتب العلمية
 
عودة
أعلى