عمر المقبل
New member
- إنضم
- 06/07/2003
- المشاركات
- 805
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
فلا شك أن الأنبياء بشر من البشر ، ونصوص الكتاب في هذا أشهر من أن تذكر أو تسرد ،ولكنني أذكر بآية واحدة فقط ،وهي قوله تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ ... الآية [الفرقان/20]).
إذا تقرر هذا ،فإن القرآن حافل بذكر جملةٍ من الأحوال التي تعتري ما يعتري البشر من جراء التغيرات والأحداث التي تقع لهم في دعوتهم لأقوامهم ، كالحزن ،وشدة الهم ،وبعض حالات اليأس ، ... الخ .
وإن الانطلاق من القرآن الكريم في دراسة هذه الأحوال ،وتأمل أسبابها ،وكيف عالجها القرآن = لمن أعظم ما يعين الدعاة إلى الله في طريق دعوتهم المليء بالمشاق والمصاعب.
وقد كنت جمعت عدداً لا بأس به من هذه الأحوال ، سأذكرها تباعاً ، فاتحاً باب الاستفادة من تأملات إخواني في هذا الملتقى المبارك ، على غرار ما سبق في موضوع : مواضع الاتفاق بين الأنبياء في القرآن.
وليعلم أن المراد تسطيره هنا هو أي حالة تعتري نبياً من الأنبياء ،ولا يلزم الاتفاق فيها ،بل إن حصل اتفاق ، فتذكر هنا ،ويمكن أن تنقل هناك إلى الموضوع المنوه عنه ـ إن لم تذكر ـ .
وباسم الله نبدأ :
1 ـ حالة الهمّ ،وضيق الصدر (الخوف) من عدم الاستجابة :
قال تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم : (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [هود/12]).
وقال سبحانه : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ [الحجر/97]).
وقال جل جلاله عن نبيه وكليمه موسى : (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ [الشعراء/12، 13]).
أما كيف عالج القرآن هذه الحالة ،فبأمرين ـ فيما ظهر لي ـ :
1 ـ التأكيد على أن مسألة الهداية أمرٌ رباني ، ليس لأحد مدخل فيها.
قال تعالى : (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) [الأنعام/35]).
2 ـ معالجة ذلك بكثرة الذكر والتشبيح ،والاستمرار في العبادة : قال سبحانه : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)).
وقد جاء الإلماح إلى هذا المعنى في كلام موسى عليه الصلاة والسلام ـ في معرض سؤاله ربه أن يجعل له وزيراً من أهله ـ : (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) [طه/33-35]).
فجعل من مبررات استوزار هارون : الإعانة على الذكر الذي هو من أهم أسباب زوال ضيق الصدر والهم .
يتبع ـ إن شاء الله ـ منتظراً فوائد الإخوة أثابهم الله .
إذا تقرر هذا ،فإن القرآن حافل بذكر جملةٍ من الأحوال التي تعتري ما يعتري البشر من جراء التغيرات والأحداث التي تقع لهم في دعوتهم لأقوامهم ، كالحزن ،وشدة الهم ،وبعض حالات اليأس ، ... الخ .
وإن الانطلاق من القرآن الكريم في دراسة هذه الأحوال ،وتأمل أسبابها ،وكيف عالجها القرآن = لمن أعظم ما يعين الدعاة إلى الله في طريق دعوتهم المليء بالمشاق والمصاعب.
وقد كنت جمعت عدداً لا بأس به من هذه الأحوال ، سأذكرها تباعاً ، فاتحاً باب الاستفادة من تأملات إخواني في هذا الملتقى المبارك ، على غرار ما سبق في موضوع : مواضع الاتفاق بين الأنبياء في القرآن.
وليعلم أن المراد تسطيره هنا هو أي حالة تعتري نبياً من الأنبياء ،ولا يلزم الاتفاق فيها ،بل إن حصل اتفاق ، فتذكر هنا ،ويمكن أن تنقل هناك إلى الموضوع المنوه عنه ـ إن لم تذكر ـ .
وباسم الله نبدأ :
1 ـ حالة الهمّ ،وضيق الصدر (الخوف) من عدم الاستجابة :
قال تعالى لنبينا صلى الله عليه وسلم : (فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَنْ يَقُولُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ [هود/12]).
وقال سبحانه : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ [الحجر/97]).
وقال جل جلاله عن نبيه وكليمه موسى : (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ (12) وَيَضِيقُ صَدْرِي وَلَا يَنْطَلِقُ لِسَانِي فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ [الشعراء/12، 13]).
أما كيف عالج القرآن هذه الحالة ،فبأمرين ـ فيما ظهر لي ـ :
1 ـ التأكيد على أن مسألة الهداية أمرٌ رباني ، ليس لأحد مدخل فيها.
قال تعالى : (وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآَيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) [الأنعام/35]).
2 ـ معالجة ذلك بكثرة الذكر والتشبيح ،والاستمرار في العبادة : قال سبحانه : (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)).
وقد جاء الإلماح إلى هذا المعنى في كلام موسى عليه الصلاة والسلام ـ في معرض سؤاله ربه أن يجعل له وزيراً من أهله ـ : (كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (33) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (34) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (35) [طه/33-35]).
فجعل من مبررات استوزار هارون : الإعانة على الذكر الذي هو من أهم أسباب زوال ضيق الصدر والهم .
يتبع ـ إن شاء الله ـ منتظراً فوائد الإخوة أثابهم الله .