جهود قراء نينوى - مقال للأستاذ مرشد الحيالي.

ضيف الله الشمراني

ملتقى القراءات والتجويد
إنضم
30 نوفمبر 2007
المشاركات
1,508
مستوى التفاعل
3
النقاط
36
الإقامة
المدينة المنورة
"جُهود قراء نينوى"
أ. مرشد الحيالي

الموصليُّون ممن ساهم بشكل كبير في نشر علم القراءات في بلاد الرافدين، وكان لمشايخها وعلمائها الدور البارز في التعليم وتوعية الجيل على هذا العِلم الجليل، ولهم طريقة ونهج خاص بهم في التعليم؛ حيث أقبل العلماء من أنحاء العراق فضلاً عن طلابها يَنهلون من هذا المورد العذب، ويأخذون عنهم أصول هذا الفن الجليل.

وعلم القراءات في الموصل ليس وليد قرن أو قرنين، بل يرجع إلى أوائل الفتح الإسلامي لهذه البقعة من العراق، فحين فتح المسلمون نينوى عام 16 هجرية[1]، تأسَّست فيها المساجد التي كان لها الدور في تعلم القرآن وتجويده وترتيله، وقد مرَّ على هذا العلم الجليل أدوار ومراحل يَضعُف ويقوى، ويأخذ بالمدِّ والجزر حسب التقلُّبات السياسية والأوضاع الاجتماعية، وبحسب مَن تولوا إدارة شؤون الحكم فيها؛ ففي ظل حكم الحمدانيِّين مثلاً اشتهر عدد من القراء[2] عُرفوا بالإتقان والضبط، والسبب هو شغف ولاة الحكم آنذاك بالأدب والمعرفة، وهكذا يقال في عهد الأتابكة[3]، بينما نجد في عهد الصفويِّين وصراعهم مع العثمانيين أثر ذلك على العلم، وأصيب بنوع من الركود والجمود إلى حدود القرن العشرين؛ حيث برز عدد من الشيوخ أمثال الجوادي صاحب مدرسة الإقراء، ومن بعده المشهداني، والشيخ شيرزاد، الذي أرسى القراءات العشر في الموصل.

وليس من وليد الصدفة أن يكون المقرئ الشهير المعروف بابن الجزري[4] شيخ القرَّاء، الإمام الحافظ الشافعي (751 - 833) هو أحد رواد علم القراءات في شمال نينوى، ونَظمُه المعروف بالجزرية، وقد قيض الله لهذه المُحافظة علم مِن أعلام القراءات كان له الدور في استمرار هذا العلم وديمومته، بل وشكل مِن بعده مدرسة وتخرَّج فيها عدد من الشيوخ والعلماء هم الآن رُواد العلم في هذه المنطقة؛ منهم الشيخ إبراهيم المشهداني، وعبداللطيف الصوفي، والشيخ شيرزاد، وسمير الملا ذنون، وحامد الراوي، والشيخ الشكرجي وغيرهم كثير الآن، والشيخ محمد صالح الجوادي رحمه الله، ويُعتبر الشيخ شيرزاد مَن أعاد علم القراءات العشر؛ لأن الملا عثمان درسها وأجيز بها من علماء مصر، وأخذها عنه الشيخ الجوادي الذي تنتهي إليه أسانيد القراء في نينوى، ولكنه لم يُجِز بها أحدًا، فأعاد الشيخ شيرزاد العشر إليها؛ (لأنه نالها عن الشيخ عبدالرزاق محمد عمارة إلى الشيخ يوسف عجور، الذي أجاز الملا عثمان)، وممَّن أكمل المهمَّة على أتمِّ وجه الشيخ محسن الطاروطي - رحمه الله -[5]، الذي عاش فترة في العراق، ونشر العشر والأربع الشواذَّ فيها، ونالها منه الشيخ محمد الطائي والشيخ عبداللطيف الصوفي وغيرهم، وثبت علم القراءات العشر بين البغداديين والموصليين على حدٍّ سواء، وكان صاحب فكرة إنشاء مراكز الإقراء في العراق، وقد تمَّ له ما أراد بعد وفاته - رحمه الله.

إن مِن أهمِّ ما تميزت به الطريقة الموصلية في تعليم القراءات ما يلي:
• استخدام عبارات خاصة لمن أجيز بالقراءات، ويُذكَر أن أول لقب هو: "تاج القراء"؛ لبرهان الدين في عام 500[6]، وقد استخدمت ألقاب عديدة خُلعت على كل مَن أجيز بالسبع والمُتمِّمة، وتُمنح هذه الألقاب لكل مَن يُجيد علم القراءات ويتألق فيها؛ تشجيعًا له على حرصه واجتهاده، وليكون اللقب دافعًا له على إكمال المشوار، وبذل المزيد من التعلم والحرص والمُواصلة.

• إقامة محفل يَحضره عدد من العلماء والقراء في الجامع يستمعون لمن أجيز، ويبدأ بتلاوة آيات يُخرج أثناءها السبعة والعشرة؛ مثل الإجازة التي نالها خليل الشكرجي[7] في جامع اليقظة، ولُقِّب على إثرها بمنار القراء، وقرأ من قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ ﴾ [لقمان: 12] إلى: ﴿ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ [لقمان: 13] وأرَّخها الأستاذ حسين الفخري بقوله:
ولهم أنت فأرخ تبع
ادخلوها بسلام آمنين

واشتهر ممَّن يؤرِّخ عدد مِن شيوخ وقراء الموصل؛ منهم الشيخ إبراهيم المشهداني، والشيخ أكرم عبدالوهاب، والأستاذ حسين فخري، إضافة إلى نظم القصائد في الثناء ومدح من أجيز بالقراءات.

البداية:
رب ضارة نافعة - كما يقال - حيث إن مجالس الإقراء في الموصل أيام حكم الرئيس صدام - رحمه الله - كانت محدودة بسبب الهاجس الأمني، والمضايقات الأمنية التي لم تستثنِ أحدًا - إبان الحرب الصفوية المَجوسية على العراق، وقد نالت نينوى القسط الأكبر؛ لدواعٍ وأسباب لا مجال لذِكرها الآن، وبعد الغزو الأمريكي ودخول القوات الغازية إلى بلاد الرافدين[8]، وحلَّ ما حلَّ بأرض السواد من ويلات وحروب ودمار، وتعاقُب حكومات الاحتلال الواحدة تلو الأخرى، أصبحَت الفرصة سانحةً لنَشر علم القراءات وأصوله؛ حيث إن المحافظة تبعد 400 كليو متر عن مركز بغداد (التي يكثر فيها انتشار الميلشيات الشيعية وغيرها)، إضافةً أن المحافظة يَقطنها السنَّة - 3 مليون نسمة تقريبًا - فليس هناك ما يُعكِّر الجو، فنشطت النهضة الإقرائية، وزادت حلقات العلم، وأُنشئت المراكز، بل وأنشئت الجمعيات مثل جمعية قراء نينوى، والتي يترأسها عدد من المشايخ وقرَّاء الموصل، وبالرغم من وجود بعض المنغِّصات والاضطرابات - حال العراق في سيادة الاحتلال وأذنابه - إلا أنها لم تنَلْ من مساجدها وعلمائها - كما حصل لدار السلام بغداد من هدم للمساجد، وقتل لعلمائها ونُخَبها وخطبائها - مما ساعد على توفير جوٍّ مثالي للتعلم والتعليم.

أهم مشايخ الإقراء:
الحديث يجرُّنا إلى نخبة من القراء والعلماء ساهموا بشكل كبير - وكلٌّ حسب طريقته ومنهجه - في نشر علم القراءات في الموصل ونواحيها وأطرافها، بل وفي محافظتها العراق، وأحيانًا من خارج القُطر، ومِن أشهرِهم في مطلع القرن العشرين: محمد صالح الجوادي (1302 - 1393)، والملقَّب بنتيجة القراء، تخرَّج على يديه غالب القراء والعلماء، وأخذ عنه علماء من بغداد أمثال عبدالقادر الخطيب - من علماء بغداد وأجيز بالسبع من الجوادي[9] - وقد أجيز الجوادي من قبل الملا عثمان بالعشر، ولم يُجِز بها أحدًا، وقد تخرَّج على الجوادي جمهرة من الأعلام في الموصل كان لهم الدور في النهضة العِلمية والإقرائية، والتي بدورها خرجت العديد من طلاب العلم في شتى المعارف، وكلهم يَفِدون من مدرسة الجوادي - رحمه الله -، والذي أمضى خمسة وستين عامًا في خدمة الدين، فترك أثرًا عميقًا في نفوس أبناء المجتمع الموصلي، وقد رثاه ابنه[10] عند وفاته عام 1973 وعند قبره العلامة عمر النعمة، وذنون يونس غزال، وسالم عبدالرزاق، ورثاه الشيخ أكرم عبدالوهاب ببيت مؤرخ.

أسلوبه في التدريس:
(يُدرِّس البقرية للشيخ محمد البقري كما أخذها شيخه مع شرحه الموسوم (العقود المجوهرة والآلي المبتكرة)؛ للشيخ سلطان، مبتدئًا بمذهب أبي عمرو البصري، ثم إفراد كل مِن راوييه بأربعة أحزاب من أول البقرة، ثم يَجمع بينهما لأبي عمرو مع ملاحظة التقدُّم والتأخر بين راويَيه، ويُسمَّى جمع إفراد، ثم يفعل ذلك في مذهب الشيخين ويُسمَّى بجمع الصغير، ثم بقية المذاهب، وبعدها ينتقل إلى شرح الشاطبية الموسوم (غيث النفع) للصفاقسي، ويجمع لهم من أول الفاتحة إلى آخر القرآن مع أوجه التكبير)[11].

ومنهم الشيخ عبداللطيف الصوفي ولد 1932[12]، وهو من تلاميذ الجوادي الملقب بسراج القرَّاء، وركز الشيخ الصوفي اهتمامه البالغ في علم القراءات والتأليف فيه، فبلغت أكثر من 20 مؤلفًا، وقد نالت مؤلفاته استحسان العديد من علماء العصر المُختصِّين، فضلاً عن طلاب العلم المُهتمِّين، وقد ألَّفها الشيخ عامة في وقتٍ شحَّت فيه كتب القراءات، ومنها ما يلي:
1- هداية الحيران في تسبيع القرآن في القراءات.
2- حُجَّة المستفيد في علم التجويد بقراءة حفص وما اشترك به القرَّاء معه.
3- التوضيحات في القراءات.
4- الأنوار البهية في ترتيب متن البقرية.
5- المدخل إلى علم القراءات.
6- التوضيح الرباني لحِرز الأماني، وغيرها كثير.

وامتاز بالتفرُّغ التام للتدريس والتعليم، فلم يكن له شاغل غير التعليم والتوجيه مِن عمل أو نحوه، إضافة إلى حبه للعلم وشغفِه به، وصل إلى عروقه، وخالط دمه وروحه؛ حيث كان يَجلس خمس عشرة ساعة مُتواصلة لا يقوم إلا للفرض أو حاجة مُلمَّة، ومِن جُملة من تتلمذ عليه أكثر من مائة وخمسين طالبًا؛ منهم:
الشيخ عبدالله السبعاوي ولقَّبه بمُقرئ القراء، وفي حفل حضره جمهرة من علماء الموصل.

ومنهم: الشيخ إبراهيم المشهداني، ولد عام 1943، الملقَّب بـ: موئل القراء[13]، وهو السبَّاق إلى طلب هذا الفن من بين العلماء، أكمل القراءات السَّبع على تلميذ الشيخ محمَّد الجوادي، وهو الشيخ عبدالفتَّاح محمَّد شيت الجومرد[14]، ونال منه الإجازة بالقراءات السبع في 2/ ربيع الثاني/ 1396هـ، الموافق 4/4/ 1976م، ولقَّبه شيخه الجومرد بلقب (موئل القراء).

وقد أرَّخ الأستاذ حسين الفخري الإجازة العِلمية بقصيدة قال في أوّلها:
موئلُ القراء ذو الحظِّ العظيمْ
باركَ اللهُ لهُ وهو الكريمْ

ثم قال في آخرها:
قلتُ ذاكم أرِّخو فضلٌ لهمْ

وأكمل القراءات العشر الصُّغرى بعد أن أخذ القراءات الثلاث المكمِّلة للعشر الصغرى على تلميذه الشيخ شيرزاد عبدالرحمن طاهر.

منهجه في التعليم:
وفد إليه طلبة العلم من أنحاء الموصل من سنجار وتلعفر والحضر والزمار وربيعة، ومِن مدن كثيرة في العراق من الموصل وبغداد وديالي والأنبار وأربيل والسليمانية، ومن خارج العراق.

أما منهجه في التعليم، فكان يَقرن بين التعليم والتوجيه والتوصية بالطالب، وقد كانت للشيخ غرفة في الجامع حوَتْ أمهات المصادر من مختلف العلوم، وخاصة فيما يتعلق بعلوم القرآن، وهي تغصُّ بطلبة العلم بعد صلاة المغرب والفجر، بل بعد كل صلاة، ومن أساليبه أنه يأمر بعض طلابه ممن أجازهم أن يُقرِئوا غيره بحضوره، فإن كان هناك ما يَستدعي التنبيه، نبَّه وأصلح، وفي الوقت نفسه يقوم بتعليم من جاء من مسافات بعيدة، كتبَ القصائد الشعريَّة الكثيرة في المناسبات الدينيَّة والاجتماعيَّة، وله معرفة قوية بالعروض ووزن القافية، وسرعة بديهية فيما في البيت أو القصيدة من زحاف وعلل بمُجرَّد سماع البيت بذوقه المتميز، كما أبدع في كتابة التَّأريخ الشعريِّ (وهو أن يَكتُب قصيدة في مناسبة مُعيَّنة ويكون البيت الأخير فيها مُشتملاً على كلمة (أرخ) أو أحد مشتقاتها، ولكل حرفٍ في الكلمات ممَّا يأتي بعدها قيمة حسابيَّة، يشكِّل جمعُها السنَةَ المراد تأريخها)[15].

ومنهم الشيخ إبراهيم محمد شيت محمد إلياس خضر الحيالي، الموصلي منزلاً، البغدادي مولدًا ونشأة[16]، ولد في عام 1961، تتلمذ على مشايخ عدة؛ منهم:
1- الشيخ المقرئ إبراهيم المشهداني؛ ونال منه رواية حفص عن عاصم.
2- الشيخ فارس عطا الله مطلوب؛ نال منه القراءات السبع من طريق الشاطبية، وأجازه بها رواية ودراية.
3- الشيخ العلامة عبداللطيف الصوفي.
4- الشيخ محمد حسين الطائي البغدادي[17]؛ أخذ منه القراءات العشر من طريق الشاطبية والدرَّة وأجازه بها، والأربع الشواذ وأجازه بها؛ حيث نالها الطائي من الشيخ محسن الطاروطي - رحمه الله.
ويسعى الآن إلى إنشاء مدارس تعليمية تجمع بين تدريس المادتين اللغة والقراءات؛ لشدة ارتباط اللغة بالقراءات، مما يدل على ذلك اختلافهم في القراءات وتوجيهها، وهي من المسائل المدوَّنة في علوم القرآن، إضافة إلى إدخال مادة اللغة والفقه في اختبار المتقدمين إلى وظيفة الإمامة والخطابة.

جمعية قراء نينوى:
أثمرت جهود علماء القراءات في نينوى ولأول مرة بتأسيس جمعية قراء نينوى، ومِن أهمِّ أهدافها:
1- العمل على نشر أخلاق القرآن الكريم وعلومه.
2- العمل على تربية الإنسان المسلم وفق المنهج القرآني.
3- العمل على تشجيع البحث العلمي في المجالات القرآنية وتنمية المواهب في هذا المجال.
4- العمل على بث روح الحوار والتواصل والتعاون بين مؤسسات المجتمع وأفراده.
5- العمل على بثِّ روح الإصلاح بين أفراد المجتمع انطلاقًا من مبادئ القرآن الكريم، ومن وسائل ذلك:
1- إقامة المنتديات الفكرية والثقافية المتخصصة في علوم القرآن الكريم.
2- إصدار الدوريات والنشرات والبحوث العلمية في مجال العلوم القرآنية.
3- إقامة الفعاليات المختلفة من احتفالات ومسابقات وشعائر دينية.
4- السعي بكل الوسائل والسبُل إلى تحقيق أهداف الجمعية[18].
وقد أقيمت مسابقات محلية مثل مسابقة حفظ القرآن وتجويده، ومسابقة الأذان، ورصدت جوائز قيمة للفائزين؛ (أداء عمرة).

إضافة إلى دورات تحفيظ للقرآن، والتي أخذت بالازدياد في مساجد الموصل؛ حيث يتوافد الآلاف من الفئات العمرية إلى مساجد المحافظة، وكان أول اجتماع عقد من شيوخ القراءات في جامع الباشا، وبدعوة من إمام الجامع يوم السبت 28 شوال 1430 هـ، وضم:
1- رئيس الجمعية: الشيخ إبراهيم فاضل المشهداني.
2- المعاون الأول: الشيخ محمد نوري المشهداني[19].
3- المعاون الثاني: الشيخ خليل إبراهيم الشكرجي.
4- المستشار العلمي: الشيخ عبداللطيف خليل الصوفي.
5- مسؤول المسابقات المحلية: الشيخ غانم مهدي الطائي[20].
6- مسؤول المسابقات الخارجية: الشيخ سمير سالم ذنون[21].
7- أمين السر: الشيخ ذاكر محمد سعيد الحساوي.
8- عضو: الشيخ إبراهيم محمد شيت... وغيرهم كثير.

وتحتاج المؤسسة الآن إلى الدعم المعنوي والمادي؛ لتُواصل مسيرتها العلمية في خدمة كتاب الله، وسنَّة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، ولتلبية أنشطتها التي تَحتضِن آلافًا من طلاب العلم وحفاظ كتاب الله في الموصل وضواحيها وأقضيتها، بدلاً من الاعتماد على التبرُّع من فاعلي الخير، أو الوَقْف السنِّي - وحاله المزري في العراق الجريح - وأن تتنوَّع مصادر دخل الجمعية، فبدون الموارد لا تستطيع الجمعية أن تؤدي رسالتها، وتحقق أهدافها، إضافة إلى دعمها إعلاميًّا من خلال عرض أنشطتها وبرامجها في وسائل الإعلام؛ لتتوحد الجهود، وتتبادل الخبرات، وتُحقِّق أهدافها في خدمة كتاب الله، ولعلَّ هذا البحث المُتواضِع يُحقِّق شيئًا مما ذُكر.

[1] في عهد الخلفاء الراشدين أصبح عتبة بن فرقد السلمي واليًا على الموصل بعد السيطرة عليها، وعمل على توطين وإسكان العرب المسلمين من قبائل النمر وتغلب وإياد، بنى دار الإمارة، وهو أول جامع بناه المسلمون في الموصل؛ انظر: الموسوعة الحرة نقلاً عن جوامع الموصل؛ للأستاذ سعيد الديوة جي 1963، والتعبير بالسيطرة يُخالف الواقع؛ فقد فتح المسلمون بلاد الدنيا بالدعوة والإقناع، والرحمة لا بالسيطرة والقوة.
[2] منهم جعفر بن أسد النصيبي، وابن الجلندا وأبو بكر النقاش المتوفى 351، والحسين بن عبدالواحد المعلم المتوفى 376؛ انظر: كتاب تراجم قراء القراءات القرآنية في الموصل؛ للأستاذ قصي حسين آل فرج، طبع في العراق - الموصل سنة 2004، المقدمة من الكتاب، وقد اعتمدت على الكتاب كمصدر مُهم للبحث.
[3] ازدهرت الحياة الفكرية في عهدهم، وبلغ عدد القراء 45 شيخًا؛ أمثال: قضيب ألبان، وابن أبي عصرون المتوفى (585)... وغيرهم؛ انظر: كتاب تراجم قراء القراءات القرآنية في الموصل؛ للأستاذ قصي حسين آل فرج، المقدمة.
[4] ظهر قره قوينلو المسمى بـ(الخروف الأسود)، وهو اتِّحاد قبائلي تركماني حكم أذربيجان والعراق، وآق قوينلو المسمى بـ(الخروف الأبيض)، وهو اتحاد قبائلي تركماني حكم شمال العراق، وأذربيجان وشرق الأناضول، وبسبب الصراعات السياسية بينهما لم يظهر من القراء سوى الشيخ محمد بن محمد المعروف بابن الجزري، ونصير الدين محمد بن شمس الدين الجزري عام 748، وأحمد بن محمد الموصلي المتوفى سنة 870، وانظر إلى المصدر السابق،المقدمة منه.
[5] كتبنا له ترجمة وافية نُشرت على شبكة الألوكة بعنوان: (حامل القرآن الشيخ محسن الطاروطي - رحمه الله).
[6] تراجم قراء القراءات القرآنية في الموصل؛ للأستاذ قصي حسين آل فرج، مقدمة الكتاب، نقلاً عن فهرس الخزانة التيمورية (1: 54)، طبع في العراق - الموصل سنة 2004.
[7] المصدر السابق (ص: 215)، والشيخ الشكرجي والملقب (بمنار القراء)، ولد سنة 1944 بمحلة باب النبي جرجيس، بعد نَيله الإجازة تفرَّغ في جامع الصفار للتعليم القرآن وتجويده، وله ترجمة وافية في المصدر نفسه.
[8] يَنبغي بث روح الأمل في النفوس؛ فالخير في الأمة إلى يوم الدين؛ كما أشار الحبيب المصطفى، فقد كانت بغداد والموصل عاصمة العلم والثقافة أيام الدولة العثمانية بالرغم من الظروف الصعبة التي تُحيط بها، وكانت محطَّ أنظار العلماء والمُفكِّرين، فقد رحل إليها العالم الأثري الخانفوري يوسف حسن البنجابي وغيره ممن لا يُحصَون عددًا، والفتنة التي أشار إليها المصطفى عليه الصلاة والسلام في بعض الأمكنة والأزمنة والعصور، يَنبغي فهم النصوص النبوية فيها بفهم العلماء الأجلاء، وللشيخ المنجد - حفظه الله - كلام متين في الموضوع، يَنبغي تدبُّره ردًّا على المتشائمين أصحاب النظرة السوداوية.
[9] الشيخ عبدالقادر الخطيب له ترجمة في أعيان الزمان وجيران النعمان في مقبرة الخيزران؛ تأليف وليد الأعظمي - مكتبة الرقيم - بغداد - 2001م، وتاريخ علماء بغداد؛ للشيخ يونس السامرائي.
[10] رثاه الشيخ أكرم عبدالوهاب بالبيت المؤرخ: (مُرُّ القصائد عند فَقدِكَ أرّخَت = ترثي عزاءك صالح الجوَّادي)؛ انظر: تراجم قراء القراءات القرآنية في الموصل؛ للأستاذ قصي حسين آل فرج (ص: 187).
[11] تراجم قرَّاء القراءات القرآنية في الموصل؛ للأستاذ قصي حسين آل فرج (ص: 180) وما بعدها.
[12] كتبْنا له ترجمة وافية بحقه نُشرت في موقع الشيخ شيرزاد، وموقع مجالس الألوكة، وموقع معهد القراءات القرآنية.
[13] انظر تراجم قراء القراءات القرآنية في الموصل؛ للأستاذ قصي حسين آل فرج (ص: 194)، وترجمت له في موقع الشيخ شيرزاد.
[14] عبدالفتاح بن محمد شيت الجومرد الملقب بـ(بدر القراء)، ولد بمحلة حوش الخان سنة 1320 - 1902، له خبرة في تسبيع المصحف، عوَّد طلابه على تخريج وجوه القراءات بتسجيل الصوت، توفي عام: 1404 - 1984، له ترجمة في تراجم قراء القراءات القرآنية في الموصل؛ للأستاذ قصي حسين آل فرج (ص: 170).
[15] وهناك قواعد أساسية في استخدام التاريخ الشِّعري وحل رموزه؛ منها:
1- تُحسب الحروف حسب صورتها دون مراعاة للفظها في الغالب.
2- يبدأ عدُّ الأحرف بعد كلمة أرخ مباشرة؛ مثاله:
قال عند افتتاح جامع الحاجِّ يحيى عمر الطالب بالموصل في عام 1407هـ:
فيحيى شاد قبتها فأرِّخْ
لها: علتِ المنارةُ في بنَاها
[16] له ترجمة على موقع الشيخ شيرزاد، وهو مسؤول عن البحوث العلمية في جمعية القراء.
[17] ذكرْنا له ترجمة مُقتضبة في بحث علم القراءات في دولة الإمارات.
[18] اهتمت الجمعية بالمرأة الموصلية، فكان نصيب الشيخة الجليلة (صبرية يحيى حمودي)، والتي عرفت بأم نصير فأجيزت بالسبع من الشيخ عبداللطيف الصوفي، وقامت هي الأخرى بدورها في نشر العلم بين النساء في مساجد الموصل، وخاصة جامع ذي النورين والقادسية.
[19] الشيخ محمد نوري المشهداني الملقب (بغيث القراء)، ولد عام 1950 بمحلة المشاهدة، ألَّف في التجويد والقراءات، له ترجمة في تراجم قراء القراءات القرآنية في الموصل؛ للأستاذ قصي حسين آل فرج (ص: 207).
[20] له ترجمة وافية في تراجم قراء نينوى (ص: 213).
[21] انظر ترجمته في المصدر السابق (ص: 198)، والمعلومات المتعلقة بجمعية القراء ونظامها وبرامجها مستقاة من موقع قراء نينوى على شبكة الإنترنت.
 
عودة
أعلى