جهود الشيخ محمد بن عمر بحرق الحضرمي في الدِّراسات القرآنية

إنضم
11/03/2009
المشاركات
1,240
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الرياض- حضرموت
بسم الله الرحمن الرَّحيم


جهود الشيخ محمد بن عمر بحرق الحضرمي في الدِّراسات القرآنية

ولد الإمام الفقيه محمد بن عمر بحرق رحمه الله في مدينة سيؤون بحضرموت سنة 869 هـ، ورحل في طلب العلم إلى غيل باوزير، وعدن، وزبيد، والحجاز، ثم سافر إلى الشحر، وتوفي في الهند سنة 930 هـ، وهو من المكثرين في التأليف في مختلف العلوم الشرعية واللغوية وغيرها، وهنا أشير إلى جهوده في الدِّراسات القرآنية فيما وقفتُ عليه منها، وهي كالتالي:
أولاً: مختصر الهداية في قراءة قالون والدُّوري:
اختصر فيه كتاب "الهداية إلى تحقيق الرواية عن إمامي الدراية"([1])، للإمام عثمان بن عمر النَّاشري الزبيدي ت: 848هـ، وهي خاصة بروايتي قالون والدوري، قال في مقدِّمته: (أمَّا بعد: فلمَّا انتشرت في قطرنا قراءتا الإمامين نافع وأبي عمرو من روايتي قالون والدوري–رحمهم الله- اشتدت الحاجة إلى تمييز أحد الرِّوايتين عن الأخرى، لأنَّ الاختلاط في الدرس ربما يؤدِّي إلى اللبس، فلخصتُ هذه الورقات من كتاب "الهداية" لشيخ شيوخنا المقرئ عثمان بن أبي بكر النَّاشري –رحمة الله عليهم أجمعين- فأورد فيها غالباً رواية قالون، فيعلم منها أنَّ رواية الدوري بخلافها لاشتهار الرِّوايتين، وما احتاج للتصريح صرحتُ به كثيراً، إمَّا أذكر النظائر عند ذكر أولها، أو ماله بها شبه لأنَّ ذلك أخصر وأحضر...) ا.هـ. والكتاب لا يزال مخطوطاً، وعدَّه بعضهم من المفقودات([2]).
ثانياً: ترجمة المستفيد لمعاني مقدِّمة التجويد:
وهو شرح مختصر لمقدِّمة التجويد، المشهورة بـ"المقدِّمة الجزرية" للإمام محمَّد بن الجزري ت: 833هـ، وهو شرح مختصر، أشبه أن يكون بنثر الجزرية، يقول في مقدِّمته: (الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على أفضل المخلوقين، محمَّد وآله وصحبه الرَّاشدين أجمعين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد: فهذه "ترجمة المستفيد لمعاني مقدِّمة التجويد"..) ([3]).
ثالثاً: تحفة القاري والمقري شرح مقدِّمة الإمام محمَّد بن الجزري:
وهو شرح أوسع من سابقه، اعتمد عليه من جاء بعده من الشرَّاح نقلاً واستدراكاً وتعقباً، يقول في مقدمته: (أمَّا بعد: فإنَّ المنظومة الجزرية المسمَّاة بـ"المقدِّمة في علم التجويد" لشيخ شيوخنا الحافظ المقرئ العلامة محمَّد بن محمَّد الجزري، شكر الله مسعاه، مما يتعيَّن على القارئ الاعتناء بحفظها، وفهم معناها ولفظها، وقد علَّقتُ عليها لنفسي، ولمن شاء الله من بعدي، شرحاً مختصراً، راعيتُ فيه طالباً لأفهام الطلبة ضمَّ كل نوع إلى جنسه، دون مراعاة أبيات الشعر، لأنه إفراد كل كلمة بشرح على حدتها كالنثر، واعتنيتُ فيه بمشكل إعرابها، إذ قلَّ من تعرَّض لذلك من شرَّاحها، وقرَّبته بعبارة قريبة إلى الأفهام، يدركها الخاص والعام، واقتصرتُ فيه على حلِّ العبارات، والإشارة إلى ما يشير إليه، والتنبيه على ما يرد عليه، وخير الكلام ما قلَّ ودلَّ، ولم يَطل فيُمَل، ...) ([4]).
رابعاً: نبذة ملخصة من كتاب "التعريف والإعلام بما أبهم في القرآن من أسماء الأعلام":
وهَذا الكتاب تلخيصٌ لكتاب التعريْف والأعلام لما أبهم من القرآن للسُهيلي أبي زيد عبد الرحمن بن عبد الله (ت 581هـ)، وحرصَ بحْرقٌ فيْه على إبقاء ذكرِ كل اسم عَلَمٍ مُبْهمٍ في القرآن نبيّاً كانَ أو وليّاً أو مَلَكاً أو حَيّاً أو بلدةً أو شجرَةً أو كوكباً أو ممَّا له اسمٌ عُرِفَ عند نقلة الأخبار والعلماء والأخيَار([5]).
يقول في مقدمته: (أما بعد: فهذه نبذة ملخصة من كاب "التعريف والأعلام بما أبهم في القرآن من أسماء الأعلام" أي تفسير من لم يسم فيه باسمه العلم من نبي أو ولي أو غيرهما من آدمي أو ملك أو جني أو بلد أو شجر أو كوكب أو غير ذلك له اسم قد عرف عند نقلة الأخيار والعلماء الأحبار رحمهم الله تعالى للإمام أبي القاسم عبدالرحمن ابن عبدالله ابن أحمد السهيلي الخثعمي رحمه الله تعالى...) ([6]).
خامساً: ذخيْرة الإخْوان مِن كتاب الاستغناء بالقرآن:
وهو اختصار لكتاب الحافظ ابن رجب الحنبلي، رحمه الله، كما سيأتي، قال في مقدمته: (أمَّا بعد: فإنَّ كتاب الله تعالى هو الهدى والنور، وشفاء ما في الصدور، أودعه من بديع الحكمة ما يغني عن حكمة حكيم، وعلَّمه من اصطفاه من عباده وفوق كل ذي علم عليم، وشرح به الصدور، وبيَّن به أحوال البعث والنشور، وجعله المعجزة الكبرى التي أوضح بها الدِّلالة، وأقام به براهين التوحيد والرسالة، وما يجب له سبحانه من صفات الكمال والجلال والجمال، وما يستحيل عليه سبحانه وتعالى من الصَّاحبة والولد وكل نقص محال، وذكَّر به وحذَّر، وبشَّر به وأنذر، بأحوال الأمم السالفة، وأن العاقبة للمتقين، والدائرة على الظالمين، وغير ذلك مما لا يحيط بعلمه إلا منزله الحكيم العليم، والله أعلم بما ينزل، سبحانك لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
وقد وقفتُ على كتاب الفقيه البارع المحقق عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي -رحمه الله تعالى- الذي سمَّاه (الاستغناء بالقرآن في تحصيل العلم والإيمان) فوجدته كتاباً جامعاً، وسفراً نافعاً، فجردتُ مقاصده في هذه الفصول الثمانية المشتملة على بضع وأربعين حديثاً صحيحة وحسنة إلى من عزى تخريجها إليه من الأئمة، ...) ([7]).
سادساً: مختصر التبيان في آداب حملة القرآن:
وهو اختصار لكتاب (التبيان في آداب حملة القرآن) للإمام النووي –رحمه الله- ولم أرَ من ذكره ممن ترجم للإمام بحرق رحمه الله، قال في مقدمته: (بسم الله الرَّحمن الرحيم، الحمد الذي هدانا للإسلام والإيمان والإحسان، وأكرمنا بتلاوة القرآن المنزل بأفصح لسان، على نبيه المصطفى من عدنان، المرسل إلى كافة الأنس والجان، صلَّى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان، على مر الدهور والأزمان، أمَّا بعد: فهذه فصول ملخصة من كتاب "التبيان في آداب حملة القرآن" للشيخ الرباني أبي زكريا يحيى بن شرف النووي، رحمه الله تعالى، ونفع به، ...) ([8]).
سابعاً: تفسير آية الكرسي:
ذكر هذا الكتاب غير واحد من المؤرخين والباحثين، ولم يُعيَّن مكان وجوده مخطوطاً، فضلاً عن كونه مطبوعاً.

فهذه جهود الإمام محمَّد بن عمر بن مبارك بحرق، رحمه الله، في الدراسات القرآنية، تميَّزت بميزات من أشهرها: كونها مختصرات لمؤلفات من سبقه، وقرَّبها بأسلوبه وطريقته، كعادته في اختصار الكتب في شتى الفنون.
وبهذا القدر أسأل الله تعالى أن يجعلني قد وُفِّقتُ في التعريف بهذه الجهود الحضرمية في الدِّراسات القرآنية، وصلى الله على سيِّدنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

([1]) واسمه كاملاً: (الهداية إلى تحقيق الرواية عن إمامي التحقيق والدِّراية، نافع بن عبد الرَّحمن المدني، وأبي عمرو بن العلا البصري، رواية عيسى بن مينا قالون عن نافع، ورواية أبي عمرو الدُّوري عن أبي محمَّد اليزيدي عن أبي عمرو) وقد بينَّته مفصَّلاً في كتابي: (الإمام عثمان النَّاشري وجهوده في علم القراءات) ص: 157-161.
([2]) ويسَّر الله تعالى لي الوقوف على نسخة خطية منه، وهو قيد التحقيق لديَّ.
([3]) طبع بتحقيق د. عادل بن محمَّد الشنداح، بمطبعة أنوار دجلة بالعراق سنة 1433هـ، وبه أخطاء كثيرة في ضبط نص الكتاب تستوجب إعادة تحقيقه، وهو قيد التحقيق الآن لديَّ، على أربع نسخ خطية، يسَّر الله إتمامه على خير.
([4]) والكتاب حقَّقه أخونا الفاضل: عبد الله بن سالم باحارث، في رسالته للماجستير بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية سنة 1433 هـ، على أربع نسخ خطية، يسَّر الله طبعه ونشره.
([5]) من مقدِّمة د. جمال حديجان في رسالته "محمد بن عمر الحضرمي، دراسة نحوية صرفية".
([6]) وما يزال مخطوطاً، وقفتُ على نسخة خطية منه، وطبع مؤخراً بدار التدمرية بالرياض.
([7]) حققه د. حسن بن سالم هبشان، وهو قيد الطباعة بإحدى المجلات المحكَّمة.
([8]) وقفتُ عليه مخطوطاً، فأرشدتُ أخانا د. حسن بن سالم هبشان –وفقه الله- إلى تحقيقه، فحقَّقه على نسختين خطيتين، وتمَّ تحكيمه بمجلة دار العلوم بالقاهرة.
 
سؤال عن بحث هام بالنسبة لي

سؤال عن بحث هام بالنسبة لي

أين أجد هذا البحث وما اسم المجلة ؟؟

بسم الله الرحمن الرَّحيم


جهود الشيخ محمد بن عمر بحرق الحضرمي في الدِّراسات القرآنية

..........
خامساً: ذخيْرة الإخْوان مِن كتاب الاستغناء بالقرآن:
وهو اختصار لكتاب الحافظ ابن رجب الحنبلي، رحمه الله، كما سيأتي، قال في مقدمته: (أمَّا بعد: فإنَّ كتاب الله تعالى هو الهدى والنور، وشفاء ما في الصدور، أودعه من بديع الحكمة ما يغني عن حكمة حكيم، وعلَّمه من اصطفاه من عباده وفوق كل ذي علم عليم، وشرح به الصدور، وبيَّن به أحوال البعث والنشور، وجعله المعجزة الكبرى التي أوضح بها الدِّلالة، وأقام به براهين التوحيد والرسالة، وما يجب له سبحانه من صفات الكمال والجلال والجمال، وما يستحيل عليه سبحانه وتعالى من الصَّاحبة والولد وكل نقص محال، وذكَّر به وحذَّر، وبشَّر به وأنذر، بأحوال الأمم السالفة، وأن العاقبة للمتقين، والدائرة على الظالمين، وغير ذلك مما لا يحيط بعلمه إلا منزله الحكيم العليم، والله أعلم بما ينزل، سبحانك لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنك أنت العليم الحكيم.
وقد وقفتُ على كتاب الفقيه البارع المحقق عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي -رحمه الله تعالى- الذي سمَّاه (الاستغناء بالقرآن في تحصيل العلم والإيمان) فوجدته كتاباً جامعاً، وسفراً نافعاً، فجردتُ مقاصده في هذه الفصول الثمانية المشتملة على بضع وأربعين حديثاً صحيحة وحسنة إلى من عزى تخريجها إليه من الأئمة، ...) ([7]).
...........
([7]) حققه د. حسن بن سالم هبشان، وهو قيد الطباعة بإحدى المجلات المحكَّمة.
 
أين أجد هذا البحث وما اسم المجلة ؟؟
تجده في العدد الأخير من مجلة (البحوث والدراسات القرآنية) الصَّادرة عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية.
 
تجده في العدد الأخير من مجلة (البحوث والدراسات القرآنية) الصَّادرة عن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة النبوية.
هل صدر هذا العدد ؟ لأن بحثًا لي فيه ولم يعلن موقع المجلة عن صدور العدد
 
موقع المجلة فيه الأعداد من 1 إلى 10 فقط فما رقم العدد المذكور ؟
ولو لديكم العدد فهل تتكرم وتتفضل علينا بتصوير هذا البحث خاصة للضرورة ؟
وجزاكم الله خيرا
 
الذي أعرف أن آخر الأعداد صدورا هو العدد الثالث عشر، وليس فيه هذا البحث.
 
الذي أعرف أن آخر الأعداد صدورا هو العدد الثالث عشر، وليس فيه هذا البحث.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البحث موجود يا شيخ محمد في العدد الثالث عشر بعنوان: ذخيرة الإخوان المختصر من كتاب الاستغناء بالقرآن للعلامة: محمد بن عمر بحرق الحضرمي (ت 930هـ) تحقيق د. حسن سالم هبشان
يبدأ من ص: 277 إلى ص: 354
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
شكرا يا شيخ مدثر على تصحيح الوهم الذي وقعت فيه.
 
كم رقم العدد يا دكتور إياد؟
ذكروا لي أنه سيصدر في العدد الأخير من المجلة، وهو تحت عنوان

المصاحفُ المخطوطةُ الألفيةُ
التعريف بها وأهميتها والمحافظة عليها
 
ذكروا لي أنه سيصدر في العدد الأخير من المجلة، وهو تحت عنوان

المصاحفُ المخطوطةُ الألفيةُ
التعريف بها وأهميتها والمحافظة عليها
آخر عدد عندي هو الثالث عشر وليس فيه بحثك يا دكتور إياد، ولعله يصدر في العدد القادم إن شاء الله
 
أخي الكريم :
هل لهذا العدد رابط على الشبكة ؟
ولو ليس له رابط : هل تتفضل علينا بتصوير البحث ورفعه على الملتقى ؟

وجزاكم الله خيرا
 
عودة
أعلى