ما تقترحه يا أستاذنا الدكتور بن هرماس سيؤدي لامحالة إلى خلط معيب ولا فائدة منه بتاتا، لأن لكل فن مصطلحاته الخاصة به وهذه المصطلحات عند ترجمتها لا تملك معها حلا إلا الترجمة الحرفية أو استحداث كلمات جديدة من جذر عربي !
الدراسات القرآنية الإسلامية فن. 
الدراسات القرآنية الإستشراقية فن آخر.
	
	
		
		
			المتعامل مع كتابات برجشتراسر يعرف أن المصطلح استعمله هذا المستشرق  للدلالة على "القراءات الشاذة"،ثم أتي المترجم جورج تامر فعربه بالقراءات  غير العثمانية؟؟؟
		
		
	 
هذا غير صحيح، فالقراءات الشاذة عندهم معروفة وقد نقلوا المصطلح في الألمانية إلى القراءات غير القانونية (في الكتابات الإستشراقية المتخصصة) أو القراءات المغايرة die abweichenden Lesarten (في الكتابات العامة)، والمهم بما أننا نتحدث هنا عن تاريخ نولدكه وليس عن كتاب لمفكر أو سياسي ألماني فالمقابلة عندهم بين القراءات المتواترة (أو الصحيحة أو الشرعية) والقراءات الشاذة هكذا:
Kanonische und außerkanonische Lesarten
أي القراءات القانونية وغير القانونية، ونحن لا نسلم لهم بهذه الترجمة لما فيها من إيحاءات يهودمسيحية (
الأناجيل القانونية أنموذجا) لكن من ناحية أخرى تم تفريغ المصطلح من حمولته الدينية بعد نقل الدراسات البيبلية من الساحة الكنسية إلى الساحة العلمانية، وبهذا يمكن التساهل معهم، إلى حد ما، ولكن المسلم الألماني أو الناطق بالألمانية إذا كان يوجه خطابه للمسلمين الألمان أو الناطقين بالألمانية فعليه أن يتجنب الإصطلاحات الاستشراقية ويستعمل لغة إسلامية بكلمات ألمانية، وذلك لأنك عندما تخاطب إنسانا فأنت لا تتوجه إلى عقله فقط بل إن العقل يستحيل أن ينفصل انفصالا كاملا عن الثقافة والوعي الباطني والتاريخ والبيئة، فدرجة الانفصال تكون حسب المسافة التي يقطعها المتلقي في الابتعاد أو الاقتراب من الموضوعية والحيادية والأمانة والنزاهة والتعصب والتمذهب والانحياز وو وغير ذلك مما من شأنه أن يفتح النوافذ على طلب الصواب أو أن يقف عائقا في طريق الوصول إلى ما هو أدق وأصوب، وعليه فالقارئ الألماني غير المسلم من العوام عندما يقرأ "قراءة قانونية للقرآن" فإنه سيميل ميلا شديدا نحو ربط وضع القرآن في الإسلام بوضع الأناجيل في المسيحية الغربية أي سيتخيل "سلطة دينية" عبارة عن مجموعة من رجال الدين اجتمعوا في مجمع ديني نظمته مؤسسة دينية فقالوا هيت وكيت نستبعد هذه ونقر بتلك، بينما الحقيقة غير ذلك إطلاقا فالسلطة الوحيدة في الإسلام كانت للعلم، للعقل، للموضوعية، فهي سلطة علمية أي للدليل والبرهان والحفظ والنقد والتمحيص والمراجعة والأخذ والرد والمنهج وغير ذلك مما يرتبط بالممارسة العلمية الأخلاقية. 
أليس كذلك؟ بل هو كذلك! فهل تقترح علينا يا سيدي الفاضل أن نفعل كما يفعلون؟ لا أظن ذلك، وبشكل مباشر أقول أنه لا علاقة بين "القراءة الشاذة" باعتباره مصطلحا من مصطلحات علوم القرآن (الدراسات القرآنية الإسلامية) بالقراءات غير العثمانية باعتباره مصطلحا من مصطلحات الدراسات القرآنية الإستشراقية!
القراءة الشاذة تتحدث عن شيء والقراءة غير العثمانية تتحدث عن شيء آخر، وطبعا هناك تقاطعات واشتراكات لأن الموضوع واحد كما هو في الفرق بين القراءة الشاذة والقراءة التفسيرية من جهة الدراسات القرآنية الإسلامية. إن القراءة التفسيرية مثلا يمكن أن تكون 
صحيحة في التفسير وفي نفس الوقت 
شاذة في القراءات، أي نأخذ بها في التفسير والبيان ولا نتعبد بتلاوتها قرآنا، وهذه القراءات ال تفسيرية سواء صح سندها أم لم يصح فهي تندرج ضمن القراءات غير العثمانية من جهة الدراسات القرآنية الإستشراقية.
القراءة الشاذة تتحدث عن موافقة 
الرسم العثماني بينما تخوض القراءة غير العثمانية في موافقة 
الجمع العثماني. أي أن المستشرق عندما يتكلم عن القراءة الشاذة فهو يدرس المفهوم عند علماء الإسلام من أهل هذا الشأن فهذه 
دراسة استكشافية، وعندما يتحدث عن قراءة غير عثمانية فهو يقوم 
بدراسة تحليلية، وشتان بين هذه وتلك!!
 
وبمثل الذي قلته في القراءات غير العثمانية أقوله في القرءات الاستثنائية أي تلك التي استثنيت من علم القراءات والحقت بعلم المصاحف.
والله أعلم.