:: جماليات الأسلوب القرآني ::

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع سلسبيل
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

سلسبيل

New member
إنضم
18/06/2004
المشاركات
188
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الكويت
[align=right]

:: جماليات الأسلوب القرآني ::

هو عنوان لأحد المقررات التابعه لقسم اللغه العربيه وهي من المقررات الجديده في الكليه ، المقرر سهل مبسط جدا لكونه مادة اختياريه جمعها دكتور المادة من عدة مصادر مذكوره في المقرر

سأنقل هنا بعضا من هذه الفوائد بالإضافه لبعض اضافات وشرح دكتور المادة نفسه


- وقد أضيف بعض آرائي الشخصيه في الموضوع


سأتناول بإذن الله بعض من المقتطفات والفوائد ( من غير ترتيب ) من هذه الماده الجميله والمقرر الأكثر من رائع مع بعض التصرف


:::::::::::::::::



* تداول التقديم والتأخير بين كلمتي الجن والإنس

- قال تعالى في سورة الأنعام ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن )

- وقال تعالى في سورة الرحمن ( يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بلسطان )


ففي الآيه الاولى قدم ذكر ( الإنس ) وفي الثانيه قدم ذكر ( الجن ) وعند التأمل

في الآيه الأولى قدم الإنس لكون موضوع الحديث مناسبا لذلك فالموضوع هو بيان أعداء الأنبياء ومن البين أن شياطين الإنس أكثر تعرضا لأهل الحق من شياطين الجن

وفي الآيه الثانيه عكست المسأله فقدم ذكر الجن على الإنس وعند تأمل المعنى نجد أن السر يكمن في درجة العلم المحكم الذي يمكن أحد الطرفين من النفاذ في السماء والخروج من الأرض ومعلوم أن علم الجنفي هذا المجال أوثق من علم الإنس ومن ثم قدم الذي هو أعلم وهو الجن لأنه أقدر من الأنس[/align]
 
جزاك الله خيرا، وهي لفتات تستحق التوقف والتأمل، ونتمنى عليك الاستمرار، وفقني الله وإياك
 
إن شاء الله سيكون ذلك بإذن الله تعالى أسعدتني جدا متابعتكم


والباب مفتوح لكل من لديه اضافه أو تعليق سواء على نفس الآيات أم غيرها
 
[align=center]

ولا زلنا مع التقديم والتأخير

-( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ) النحل 78

- ( إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون * ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة ولهم عذاب عظيم ) سورة البقرة



نلاحظ أن الترتيب بين ( السمع – البصر – الفؤاد ) اختلف كل مره حسب مقتضى الحال
ففي الآيه الأولى لما كان مقتضى الحال بيان نعمة العطاء الرباني من جهة وبيان أهمية ما ترتب على هذه النعمه من تحمل المسؤلية من جهة ثانيه ، فذكر السمع أولا ثم البصر ثم الفؤاد

أما في الآيه الثانيه ، أي عندما ينضج الإنسان وتكتمل دورة النمو ويصل إلى مرحلة التكليف الشرعي يصير العقل أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان ومن ثم يكون ترتيبها
كما يلي : فؤاد + سمع + بصر

وعلى هذا الأساس نجد الآيه في حالة ما إذا كان مقتضى الحال هو بيان خطر السلب للنعم تترتب فيها تلك الكلمات الثلاثة حسب أهمية الجوارح الثلاثة

وخلاصة القول : إن القرآن الكريم في هذه المسألة يوظف هذه الكلمات الثلاثه دائما وبصفة مطردة لا تتخلف أبدا بحسب مقتضى الحال ، فإن كان الحال هو بيان عطاء النعم قدم السمع ثم ثنى بالبصر وأخر العقل ، وإن كان مقتضى الحال هو بيان سلب النعم عكست المسأله فقدم العقل وأخر السمع ) . انتهى

- وأيضا مما يضاف لذلك أن الآيه الثانيه تكلمت عن الختم والختم إنما يكون للفؤاد أو القلب فالإنسان قد يسمع ويبصر حسيا ولكن قلبه مختوم لذا ففي معرض الحديث عن الختم ابتدأ بذكر الختم على القلب لأنه الختم الحقيقي وأول ما يبتدأ به قبل الختم على السمع والبصر

- وأيضا الآيه الأولى في سورة النحل توافق ما توصل له العلم من أن أول حاسه تخلق للجنين وهو في بطن أمه حاسة السمع فناسب سياق الآيه أن يأتي بها أولا لإتيانها أولا عند خلق الجنين .

والله أعلم
[/align]
 
[align=center]

وأيضا لا زلنا مع التقديم والتأخير في السياق القرآني والتوقف على بعض الحكم في ذلك


( لنحي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسيّ كثيرا ) الفرقان 49

قدم حياة الأرض على حياة الأنعام والناس ، لأن حياة الأرض سبب فيما بعدها من حياة الأنعام والناس

( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) فاطر 32

تقديم الأكثر على الأقل

( وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور * لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور

يقول ابن الأثير ( تقديم الإناث على الذكور – مع أن الذكور أشرف – ليناسب ما يرونه بلاء البلاء

يعارضة الدكتور المظعني قائلا :
ولعل من هذا النوع تقديم الإناث على الذكور في معرض الهبات : ( يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور )
لأن الأنثى أقل شأنا من الذكر في معرض الهبه وكان الرب يرون هبتها عارا فقدمت الإناث على الذكور تنبيها لهم على خطأ تلك النظره لإفادة أن الأنثى والذكر سواء كلاهما هبه من الله .


وأقول : بأن كلام ابن الأثير لا يعارض ما ذكره الدكتور المظعني
فابن الأثير قال أن تقديم الإناث من قبل تقديم ما يرونه بلاء وهذا يوافق الآيه التي قبلها ( وإن تصبهم سيئة بما قدمت أيديهم فإن الإنسان كفور )

ولا يعارضه قول المظعني

حيث رأى أنه من قبيل تقديم الهبه وهذا متعلق بقوله تعالى يهب ( لله ملك السماوات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء اناثا .. الآيه )


فهو بلاء بحسب نظرتهم وهو بنفس الوقت هبه بحسب حقيقة الأمر وتقرير ذلك
وهذا بحد ذاته فائدة ولطيفه من أجمل اللطائف في التقديم والتأخير




( يحلون فيها من أساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير ) الحج 23

قدمت التحليه والزينه بالمجوهرات على اللباس لبيان شدة ما هم فيه من النعمه حيث التحليه فيها زيادة نعيم ويدل على رغد عيشهم حيث التحليه والزينه شئ زائد عن اللباس


( فأما اليتيم فلا تقهر * وأما السائل فلا تنهر * وأما بنعمة ربك فحدث )
قدم حق اليتيم والسائل ، لأنه غني وهما محتاجان وتقديم حق المحتاج أولى

وقدم اليتيم على السائل لأن اليتيم أضعف من السائل . إذ هو لا يكون يتيما إلا دون البلوغ والرشد والسائل قد يكون بالغا راشدا .


( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات )

لفظة المحصنات فيها تعاطف ، لأن المؤمنة قد تخطئ ، فكأن القرآن يقول : إنهم يرمون من شأنه ألا يرمى لوجوده في الواقع على خلاف ما يدعون .



( الله الذي جعل لكم الليل لتسكنوا فيه والنهار مبصرا إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون . ذلكم الله ربكم خالق كل شئ لا إله إلا هو فأنى تؤفكون . ) غافر 61- 62

-( وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وخرقوا له بنين وبنات بغير علم سبحانه وتعالى عما يصفون . بديع السماوات والأرض أني يكون له لد ولم تكن له صاحبه وخلق كل شئ وهو بكل شئ عليم . ذلكم الله ربكم لاإله إلا هو خالق كل شئ فاعبدوه وهو على كل شئ وكيل ) الأنعام 100 – 102

الحديث هنا عن قوله تعالى ( خالق كل شئ ) وقوله ( لا إله إلا هو ) والتقديم والتأخير بينهما في الآيتين
في غافر قدم ( خالق كل شئ )
وفي الأنعام عكس فقدم ( لا إله إلا هو )

وعند التأمل نرى المقام في غافر مقام تعدد وتذكر بنعم الله فناسب ذلك تقديم ( خالق كل شئ ) والمقام في الأنعام مقام يزعم فيه المشركون تعدد الآلهه حيث جعلوا له شركاء الجن فقدمت
( لا إله إلا هو ) لأن فيها نصا على نفي التعدد المزعوم فالتقديم هنا من باب تقديم الأنسب فالأنسب .




( قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون ) الأنعام 151

( ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطئا كبيرا ) الإسراء 31

في الأنعام قال ( نحن نرزقكم وإياهم ) وقال قبلها ( من إملاق )
في الإسراء قال ( نحن نرزقهم وإياكم ) وقال قبلها خشية إملاق

فما السر في تقديم رزق المخاطبين في الأنعام وتقديم رزق الأولاد في الإسراء ؟؟

الجواب : إن الخطاب في الأنعام مع قوم فقراء يهمهم رزقهم أولا ثم رزق أولادهم ثانيا فقدم رزقهم لأنه عندهم أهم .
وفي الإسراء الخطاب مع غير فقراء لكنهم يخشون وقوع الفقر في المستقبل فتجوع أولادهم فرزق أولادهم - لأنه مظنة القله المتوقعه – أهم عندهم من رزقهم لأنهم حاصلون عليه ، فقدم رزق أولادهم على رزقهم لأنه أهم لديهم والدليل التعبير في الأولى بقوله ( من إملاق ) أي فقر واقع فعلا وفي الثانيه ( خشية إملاق ) أي فقر متوقع .




( وكلا منها رغدا حيث شئتما ) البقره 35

( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية وكلا منها حيث شئتم رغدا ) البقره 58

في الآيه الأولى تقديم رغدا على حيث شئتما في خطاب الله تعالى لآدم وحواء لأن طعامهما كان أهم عندهما أما المكان المدلول عليه ( حيث شئتما ) فما كان يعنيهما في شئ لأنهما اثنان والجنة فسيحة لا تضيق بهما .


وتقديم ( حيث شئتم ) في خطاب بني اسرائيل لأنه أهم عندهم إذ كانوا جميعا من الناس والمدخول فيه قريه فقد يظنون أنها تضيق بهم إذا سعوا فيها ابتغاء الرزق والسكنى فقدم ما هو عندهم أهم . والله أ علم ) انتهى كلامه


وأضيف ايضا لأن بني اسرائيل كانوا هاربين من مصر والهارب من مكان إلى مكان أول ما يعنيه في المكان الجديد أن يسير حيث شاء والله اعلم

[/align]
 
سلسلة من التدبر لا يستغني عنها أحد من المشغلين بالتفسير وعلوم القرآن الكريم ، جزى الله الأخ الرامز لنفسه بـ { سلسبيل} خيراً ، وأحب أن أضيف أسماء بعض المصنفات التي عنيت بهذا اللون من التدبرالتي منها:
1ـ مسائل الرازي وأجوبتها للرازي
2ـ فتح الرحمن للشيخ زكريا الأنصاري.
3ـ درة التنزيل وغرة التأويل للخطيب الاسكافي.
4ـ فنقلات الزمخشري في الكشاف.
5ـ مسائل الفخر في التفسير الكبير. كذا لطائف أبي السعود، والآلوسي والقرطبي والشهاب.
فقط أردت التذكير بالجهات ذات العلاقة ، وكلنا شوق للمزيد من سرد هذا النوع الإعجازي في التفسير.
 
[align=center]
د. خضر جزاكم الله كل خير على هذه الكتب والتي تنفع أيما نفع في هذا الباب

ولا غنى لنا عن متابعتكم وتوجيهاتكم المباركة


جمالية المفردة القرآنية

قال تعالى ( وإن كنتم في ريب مما نزّلنا على عبدنا ) سورة البقرة ، الآيه 23

استخدام الفعل ( نزل ) بقوله تعالى ( مما نزّلنا ) على لفظ التنزيل لا ( الإنزال ) فيه فائدة لأن المراد النزول على سبيل التدريج والتنجيم .


- ( يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت )
يقول الزمخشري ( فإن قلت : لم قيل مرضعة دون مرضع ، المرضعة هي التي في حال الإرضاع ملقمة ثديها الصبي ، والمرضع التي من شأنها أن ترضع وإن لم تباشر الإرضاع في حال وصفها به ، فقيل : مرضعه ليدل على أن ذلك الهول إذا فوجئت به هذه ، وقد ألقمت ثديها نزعته ، لما يلحقها من الدهشة )
الزمخشري ، الكشاف : ¾ ، وانظر النسفي ، مدرك التنزيل : 3/29



مطهرة – طاهرة
( ولهم فيها أزواج مطهرة )
فّرق الزمخشري بين طاهرة ومطهرة في الآية الكريمة فهو يقول ( فإن قلت : هلا قيل طاهرة ؟
قلت : في " مطهرة " فخامة لصفتهن ليست في طاهرة وهي الإشعار بأن مطهرا طهرهن ، وليس ذلك إلا الله عز وجل )
الزمخشري ، الكشاف : 1/62 ، وانظر النسفي : 1/ 35 وأبو السعود : 1/70

- غفارا ، مقتدرا
( قلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا ) سورة نوح
( وكان الله على كل شئ مقتدرا ) الكهف الآيه 45

مقتدرا أقوى من قادر فالإقتدار فيه معنى القوة والتمكن وزيادة المبنى تدل على زيادة المعنى ويسمى هذا قوة اللفظ لقوة المعنى
وكذلك غفار أبلغ من غافر فتدل على الإستمرارية في الغفران

ولكن ثمة وقفة هــــــــــامة وتأمل وارد :

بين كل من ( غفار ، غفور ) ( قدير ، مقتدر )
حيث نلاحظ ورود كلمة ( غفور ) أكثر من كلمة ( غفّار ) في القرآن الكريم
وكذلك قدير أكثر من مقتدر

وهذا الأمر يقتضي ربط الايه بالسياق الذي وردت فيه فيبدو أن صيغة ( غفور ) و ( قدير ) أدل على الصفة الثابتة للخالق عز وجل ، و ( مقتدر ) و ( غفار ) أدل على الصفة الثابتة مضافا إليها جانب الفاعلية والقصد ، والصفة الإلهية - كما هو معروف - ثابتة لا تتغير زيادة ونقصانا .

مع الإعتذار عن التأخر الحاصل بسبب بعض الظروف وإن شاء الله تتم إضافة ما تبقى في أوقات ثابتة متقاربة . [/align]
 
جزاك الله خيرا يا أخ سلسبيل على هذه اللفتات الرائعة, بالفعل هو موضوع رائع ويدعو إلى التأمل والتدبر في آيات القرآن, وقد كان موضوع رسالتي للماجستير شبيها بذلك فقد اعتنت الرسالة بتوجيه المتشابه اللفظي فقط وليس المعنوي في بعض آيات القرأن الكريم, حيث اقتصرت على المتشابه في بعض قصص القرآن الكريم, لذا يسعدني الاستزادة من ذلك, فأتحفنا بالمزيد منه.
 
عودة
أعلى