أبو الهمام البرقاوي
New member
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله، محمد وآله وصحبه ومن والاه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم نلقاه.
وبعد.
فلطالمَا اختلجَ ذكرُ أهلِ الحديث في أوعيةِ طلّابِ العلم، وكان لهم الأثرُ المبرَّز في شحذِ الهمم، ورفعِ القيَم للأمم، ما لم يكن عند علماء اللغة العربية وأهل القراءات، وأبرزُ كتابٍ معاصر في بيانِ أرقِهم وتجشّمهم (صفحاتٌ من صبر العلماء) لعبد الفتاح أبي غدة -رحمهُ الله- ولم أشأ يومًا أن أفكّر في أن أتحدَّث عن محدِّثٍ كبيرٍ بلسانِ التلميذ، إلا أنِّ كرمَ الله الجم، وفضله الذي عمّ، يشاءُ أن يقدّر جلسات أسبوعية بين يدي شيخنا / شعيب الأرناؤوط.
ذاكَ الشيخُ في عمره، الشابُّ في روحه، تحلَّى بروحِ الفكاهة، وتزيّن بروحِ النصيحة، واكتسى ثوبَ الوقار، مضى من عمرِه أربعٌ وثمانين سنةً قضاها بين ثنايا كتب أهل العلم؛ ليخرجها محققة عارية عن العوار، وأشهرها " مسندُ الإمام أحمد بن حنبل " فإذًا إني أتكلمُ عمن التقى بالشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، ودرس على الشيخ صالح فرفور، والشيخ بدر الدين الحسني، رحمهم الله أجمعين.
الشيخ - حفظه الله - سهلُ المزاولة، قريبُ المتناول، لحديثِهِ طعمٌ لا يُمل، لأنه متنوع، فتارةً يحدثنا عن تحقيقاتِه لكتب الشافعية، وتارة عن الكتب الحنبلية، وتارة عن ومضات من سيرة إمامه أبي حنيفة، ثم ينتقل إلى ذكرياتهِ مع مشايخهِ وتلاميذهِ وبداياتِه في طلبِ العلم مع قلة اليد، ولا يخلو من نصائحَ منهجية في دراسة كتب اللغة العربية، مما يندُر أن تجدَ الجمع بين الفقه واللغة والحديث عند محدّث!.
ولا يفتأ في رفع هممِ طلّابِه فيمدحُهُم بما فيهم، ويعظّمهم لما يحمِلُونه من حفظ نصوص السنة النبوية والمتون العلمية، ويقدّرهم حقَّ قدرِهم ولا يضعُ من قيمتِهم إن رأى مثلبًا فيهم، بل يباشرُهم بنصيحةِ المشفق القلق، بأنّ العلمَ شديدُ المراس، عزيزُ المطلب، أعزُّ من الأبلقِ العقوق، ولا يرى أسلوبَ التعصّي مع طلابِ العلم؛ لأنهم وصيةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليرفعَ عنهم ديجورَ الجهل، ومن جرّب عرف!.
أتمنى أن أستحضرَ شيئًا من قاموس " المدح " مما في الشيخ؛ حتى أوفيه حقه، لكني أكرهُ المدحَ إن لم يكن تحتَه عمل، فلستُ من تلاميذهِ المقربين ولا النائين، بل حديث السن مما لا يحقّ لي أن أتقدمَ بكلمة عنه بين يدي تلاميذه.
فلا يفوتني أن أشكرَ من أماط اللثام ونال الوسام عن الشيخ شعيب؛ لنحظى بالدراسة عليه، والنهل من علمه الوفير، الشيخَ الدكتور أبا العالية، أعلى الله درجتَه في الدارين، وبلغه علّيّـين، والدالُ على الخيرِ كفاعله.
.....
وقد وعدتُ ملتقانا أهلَ التفسير بوضع نِكاتِ الشيخ الحديثية والتربوية والمنهجية والفكاهية، لأضعَ الحبلَ على ذراعهم، يبسطونه ويقبضونه كيفما شاؤوا، فهذا أوانُ البدء بذلك في درسٍ متجددّ مع شيخنا كلَّ أسبوع، أضعُ فيه جميعَ ما يتفوَّه به الشيخ، إذ إني أنظر إلى فمهِ العطر وأصابع يديَّ بين أحرفِ اللابتوب، أسابقُه في كتابةِ الجملة؛ حرصًا على التثبّت.
نسأل الله أن يمدّ في عمر شيخنا الجليل، وأن يكمّلها في طاعته، ويباركَ في مشايخِه وتلاميذِه ومحبّيه، وأن يبلّغ والديَّ الدرجات المثلى، والفردوسَ الأعلى، وأن يرزقني وإخواني ممن يسافر إلى منزل الشيخ الصدقَ والإخلاصَ والبلوغ والنبوغ، وأسألهُ أن يغسلَ إساءتي، ويغفر زلتي وخطلي، ويزرقني ما أتمنى، بقدر ما أتعنّى، إنهُ وليُّ ذلك والقادر عليه.
أخوكم ومحبكم / أبو الهُمَام البرقاوي
2012/4/14م 1433/5/2 هـ
ملاحظة: نوعيّة درسِ الشيخ في شرح " مقدمة ابنِ الصلاح " ودراسةِ " سنن أبي داود " تخريجًا، فسأضعُ الفوائد بشكل نقاط، دون التقيد ببابٍ معيّن؛ لكثرة خروجِ الشيخ عن المقصود.
ترجمة الشيخ:
ارجوا منكم تزويدنا بترجمة للشيخ شعيب الارناؤوط - ملتقى أهل الحديث
وبعد.
فلطالمَا اختلجَ ذكرُ أهلِ الحديث في أوعيةِ طلّابِ العلم، وكان لهم الأثرُ المبرَّز في شحذِ الهمم، ورفعِ القيَم للأمم، ما لم يكن عند علماء اللغة العربية وأهل القراءات، وأبرزُ كتابٍ معاصر في بيانِ أرقِهم وتجشّمهم (صفحاتٌ من صبر العلماء) لعبد الفتاح أبي غدة -رحمهُ الله- ولم أشأ يومًا أن أفكّر في أن أتحدَّث عن محدِّثٍ كبيرٍ بلسانِ التلميذ، إلا أنِّ كرمَ الله الجم، وفضله الذي عمّ، يشاءُ أن يقدّر جلسات أسبوعية بين يدي شيخنا / شعيب الأرناؤوط.
ذاكَ الشيخُ في عمره، الشابُّ في روحه، تحلَّى بروحِ الفكاهة، وتزيّن بروحِ النصيحة، واكتسى ثوبَ الوقار، مضى من عمرِه أربعٌ وثمانين سنةً قضاها بين ثنايا كتب أهل العلم؛ ليخرجها محققة عارية عن العوار، وأشهرها " مسندُ الإمام أحمد بن حنبل " فإذًا إني أتكلمُ عمن التقى بالشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، ودرس على الشيخ صالح فرفور، والشيخ بدر الدين الحسني، رحمهم الله أجمعين.
الشيخ - حفظه الله - سهلُ المزاولة، قريبُ المتناول، لحديثِهِ طعمٌ لا يُمل، لأنه متنوع، فتارةً يحدثنا عن تحقيقاتِه لكتب الشافعية، وتارة عن الكتب الحنبلية، وتارة عن ومضات من سيرة إمامه أبي حنيفة، ثم ينتقل إلى ذكرياتهِ مع مشايخهِ وتلاميذهِ وبداياتِه في طلبِ العلم مع قلة اليد، ولا يخلو من نصائحَ منهجية في دراسة كتب اللغة العربية، مما يندُر أن تجدَ الجمع بين الفقه واللغة والحديث عند محدّث!.
ولا يفتأ في رفع هممِ طلّابِه فيمدحُهُم بما فيهم، ويعظّمهم لما يحمِلُونه من حفظ نصوص السنة النبوية والمتون العلمية، ويقدّرهم حقَّ قدرِهم ولا يضعُ من قيمتِهم إن رأى مثلبًا فيهم، بل يباشرُهم بنصيحةِ المشفق القلق، بأنّ العلمَ شديدُ المراس، عزيزُ المطلب، أعزُّ من الأبلقِ العقوق، ولا يرى أسلوبَ التعصّي مع طلابِ العلم؛ لأنهم وصيةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليرفعَ عنهم ديجورَ الجهل، ومن جرّب عرف!.
أتمنى أن أستحضرَ شيئًا من قاموس " المدح " مما في الشيخ؛ حتى أوفيه حقه، لكني أكرهُ المدحَ إن لم يكن تحتَه عمل، فلستُ من تلاميذهِ المقربين ولا النائين، بل حديث السن مما لا يحقّ لي أن أتقدمَ بكلمة عنه بين يدي تلاميذه.
فلا يفوتني أن أشكرَ من أماط اللثام ونال الوسام عن الشيخ شعيب؛ لنحظى بالدراسة عليه، والنهل من علمه الوفير، الشيخَ الدكتور أبا العالية، أعلى الله درجتَه في الدارين، وبلغه علّيّـين، والدالُ على الخيرِ كفاعله.
.....
وقد وعدتُ ملتقانا أهلَ التفسير بوضع نِكاتِ الشيخ الحديثية والتربوية والمنهجية والفكاهية، لأضعَ الحبلَ على ذراعهم، يبسطونه ويقبضونه كيفما شاؤوا، فهذا أوانُ البدء بذلك في درسٍ متجددّ مع شيخنا كلَّ أسبوع، أضعُ فيه جميعَ ما يتفوَّه به الشيخ، إذ إني أنظر إلى فمهِ العطر وأصابع يديَّ بين أحرفِ اللابتوب، أسابقُه في كتابةِ الجملة؛ حرصًا على التثبّت.
نسأل الله أن يمدّ في عمر شيخنا الجليل، وأن يكمّلها في طاعته، ويباركَ في مشايخِه وتلاميذِه ومحبّيه، وأن يبلّغ والديَّ الدرجات المثلى، والفردوسَ الأعلى، وأن يرزقني وإخواني ممن يسافر إلى منزل الشيخ الصدقَ والإخلاصَ والبلوغ والنبوغ، وأسألهُ أن يغسلَ إساءتي، ويغفر زلتي وخطلي، ويزرقني ما أتمنى، بقدر ما أتعنّى، إنهُ وليُّ ذلك والقادر عليه.
أخوكم ومحبكم / أبو الهُمَام البرقاوي
2012/4/14م 1433/5/2 هـ
ملاحظة: نوعيّة درسِ الشيخ في شرح " مقدمة ابنِ الصلاح " ودراسةِ " سنن أبي داود " تخريجًا، فسأضعُ الفوائد بشكل نقاط، دون التقيد ببابٍ معيّن؛ لكثرة خروجِ الشيخ عن المقصود.
ترجمة الشيخ:
ارجوا منكم تزويدنا بترجمة للشيخ شعيب الارناؤوط - ملتقى أهل الحديث