جزء من ملخص المحاضرة (8) مصادر البحث في الدراسات القرآنية ومناهجها

إنضم
19/06/2005
المشاركات
85
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الرياض
الأفاضل الزملاء طلاب وطالبات أكاديمية تفسير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا (جزء) من ملخص المحاضرة الثامنة، تقريباً حتى الدقيقة 33 والمحاضرة بأجمعها تبلغ 80 دقيقة
لو تمكنت فسوف أواصل التلخيص، بإذن الله تعالى...
 
جزء من ملخص المحاضرة (8) مصادر البحث في الدراسات القرآنية ومناهجها
علاقة الأنواع ببعضها
  • هذه المحاضرة من أجل لملمة الموضوعات التي أخذناها، وربط العناوين بعضها ببعض (أي الأنواع) وبيان العلاقة ببعضها وسنقوم بالتطبيق على سورة من السور
  •  كتب التفسير هي الميدان الأرحب لهذه التطبيقات.
  •  النوع الأول: ما أنواع العلوم التي ترتبط بغريب القرآن؟
  •  الأنواع هي: الوجوه والنظائر، مشكل القرآن، توجيه القراءات، معاني القرآن.
  •  هل معرفة المعنى لازم للإعراب؟
  •  نعم أحياناً. (مثلاً: عدم معرفة الصمد مثلاً: لا تؤثر، وهذا هو الأصل) وإن وجد غير ذلك (أي أننا نحتاج معرفة المعنى من أجل الإعراب) فهذا خروج عن الأصل.
  •  المبهمات هل لها ارتباط بالغريب؟ مثلاً الأرض المقدسة مبهم، لكن تعيينها لا علاقة له بالغريب، لكن لو وجد مثال فيه علاقة فقد خرج عن الأصل. (أبا، وفاطر ليست من.... ) لكن (ضيزى) من الغريب.
  •  المبهم يحتاج للبيان الخاص المتعلق بالمبهم
  •  علاقة الإعجاز بالغريب: لا يمكن إدراك الإعجاز بلا معرفة المعنى، ومعرفة المعنى لا تحدث إلا بمعرفة الغريب. فهي قضايا يترتب بعضها على بعض.
  •  هل هناك علاقة بين أحكام القرآن والغريب؟: نعم، ويدل على هذا المثال مشهور، وهو معنى: القرء في قوله تعالى (يتربصن بأنفسهم ثلاثة قروء) هل المراد به الطهر أو الحيض؟.
  •  احتياج علم لعلم آخر (أحياناً) في بعض المسائل معناه أن ارتباطه به ليس قوياً.
  •  إعراب القرآن: هل يلزم ألا يفسر ويفهم القرآن إلا بضبط الإعراب؟ الجواب: نعم إذا توقف فهم المعنى على الإعراب، مثال: (استوى وهو بالأفق الأعلى) فالطبري قال: واو المعية: وابن كثير اعترضه على ذلك. فهنا التفسير يخضع لتأثير الإعراب من أجل تفكيك المعنى والفهم.
  •  لا شك أن ضبط الإعراب لمن لا يحسن العربية يعتبر أمر مطلوب.
  •  ما علاقة إعراب القرآن بمعاني القرآن؟ الصواب: نعم، توجد علاقة، فالذين كتبوا وألفوا ربطوا بين المعنى والإعراب، فالزجاج والفراء ربطوا في تسمية كتبهم بين الإعراب والمعنى
  •  كتاب الزجاج اسمه: معاني القرآن واعرابه، والفراء قال: هذا كتاب مشكل معاني القرآن وإعرابه)
  •  فمن كتبوا كأنما أشاروا إلى أن بعض المعاني لا تفهم إلا من خلال النحو العربي ووصل ذلك للجرجاني الذي ... فهناك صلة وثيقة.
  •  الأصل المعنى والإعراب فرع عنه
  •  مثال: هناك آيتان تشيران للعلاقة بين المعنى والإعراب، الأولى عند الفراء: كمثل الذي ينعق بما لا يسمع.. والثانية عند الطبري: وصد عن سبيل الله.
  •  ما نريد أن نصل إليه: متى نحتاج للإعراب؟ نحتاج إليه في بعض المواضع، ولعلنا نستأنس بأن بعض كتب التفسير ليس فيها كثير من مسائل الإعراب، وهذا لا يجعلها ناقصة.. بل بالعكس فإن الانطلاق مع الإعراب والإكثار منه في التفسير: قد يكون قاطعاً عن المعاني
  •  الجرجاني عند بيانه للبلاغة انطلق من النحو (وهذا ما يسمونه بنظرية النظم) وهو أن النحو العربي بنظمه (ترتيب مكان الفعل والفاعل والمفعول به، وتقديم وتأخير هذا الأمور... إلخ) هذا يمثل طريقة العرب في الكلام، وهذا هو الإعجاز الذي فاق به القرآن كلام العرب.
  •  كتاب الفراء ليس تفسيراً
  •  ابن العربي له كتاب مفقود، اسمه: (ملجئة المتفقهة أو ملجئة المتفقهين) ذكر فيه من علوم العربية ما يحتاجه الفقيه ليتبين به آيات الأحكام، وهو يشير إليه أحياناً، وهذا يشير إلى أن بعض القضايا في التفسير لا تفهم إلا بفهم الإعراب.
  •  الصحابة والتابعون سليقتهم سليمة، لم يحتاجو للإعراب، ولذلك من جاء بعدهم يجعل كلامهم حجة.
  •  سؤال من أحد الطلاب حول مقاتل بن سليمان – رحمه الله - هل هو مجسم؟.
  •  جواب الشيخ: مقاتل كان يناظر الجهم، وأظنه – والله أعلم - كان يتنزل لإفحام الجهم، وأظن أن البعض قد فهم من مناظراته أنه مجسم. والقاعدة أن "العقائد لا تؤخذ من المناظرات".. كما أن ابن القيم وغيره يستدلون به في اثبات العلو.. لكن الكذب ثابت عنه،، عفا الله عنه.
  •  ما الكتب التي نرجع إليها لمعرفة آية ادعي فيها النسخ؟
  •  سنرجع إلى كتب الناسخ والمنسوخ بالأصلة، إضافة لكتب التفسير لأن تذكر هذه القضايا، وكتب الأحكام لأنها تتناول هذه المسائل.
  •  كتب الناسخ والمنسوخ.. هل لها تعلق بآيات الأحكام؟ نعم، قضايا الناسخ والمنسوخ المرتبط بالأحكام تعتبر جزء من أحكام القرآن.
  •  مثلاً: إذا ناجيتم الرسول فقدموا...
  •  هل أسباب النزول تدخل في بيان الناسخ والمنسوخ؟ نعم إذا احتيج إليها. لكنها ليست بالأصالة
  •  الخلاصة التي نخرج بها: المصادر هي، كتب الناسخ والمنسوخ أصالة، كتب التفسير، كتب أحكام القرآن، وكتب أحكام القرآن لو حدث مناقشة لهذه الآيات.
  •  كتب الوجوه والنظائر: لو طلبنا بحثاً عن الوجوه والنظائر لكلمة "السبيل" من كلام ابن عباس، هل نستطيع إخراجها من كلامه؟
  •  نعم نستطيع.. نبدأ بجمع الآيات، ثم جمع التفاسير التي تعنى بالمأثور، ثم نأخذ أول كلمة ونرصدها في التفاسير، وهكذا بقية الكلمات حتى نعرف هل لها وجوه متعددة عند ابن عباس أم هي على وجه واحد؟
 
الحمد لله.. تمكنت من اكمال تلخيص المحاضرة كلها

تجدونها بالمشاركة الآتية

تنبيه:
أود أن أشير إلى أن الدكتور مساعد - حفظه الله - قد ذكر - سريعاً - أثر ابن عباس رضي الله عنه في قصته مع عثمان بن عفان رضي الله عنه، واستفصاله عن القرن بين الأنفال والتوبة بلا فصل بينهما بـ (البسملة).. وقد قمتُ بإثبات الأثر والقصة كاملة من باب اكمال الفائدة.

وجزاكم الله خيراً
 
ملخص المحاضرة (8) مادة: مصادر البحث في الدراسات القرآنية ومناهجها
علاقة الأنواع ببعضها

  •  المحاضرة لملمة للموضوعات التي أخذناها، وربط العناوين بعضها ببعض (أي الأنواع) وبيان علاقة بعضها ببعض، وسنقوم بالتطبيق على سورة من السور
  •  كتب التفسير هي الميدان الأرحب لهذه التطبيقات.
  •  النوع الأول: أنواع العلوم التي ترتبط بغريب القرآن؟
  •  الأنواع هي: الوجوه والنظائر، مشكل القرآن، توجيه القراءات، معاني القرآن.
  •  هل معرفة المعنى لازم للإعراب؟
  •  نعم أحياناً (عدم معرفة الصمد مثلاً: لا تؤثر، وهذا هو الأصل) وإن وجد غير ذلك فهو خروج عن الأصل.
  •  المبهمات هل لها ارتباط بالغريب؟ مثلاً الأرض المقدسة مبهم، لكن تعيينها لا علاقة له بالغريب. فليس هناك علاقة، لكن لو وجد مثال فيه علاقة فقد خرج عن الأصل. (أبا، وفاطر ليست من... ) لكن (ضيزى) من الغريب.
  •  المبهم يحتاج للبيان الخاص المتعلق بالمبهم
  •  علاقة الإعجاز بالغريب: لا يمكن إدراك الإعجاز بلا معرفة المعنى، ومعرفة المعنى لا تحدث إلا بمعرفة الغريب. فهي قضايا يترتب بعضها على بعض.
  •  هل هناك علاقة بين أحكام القرآن والغريب: نعم، ويدل على هذا المثال مشهور: لفظ القرء في قوله تعالى (يتربصن بأنفسهم ثلاثة قروء) وهل المراد به الطهر أو الحيض.
  •  احتياج علم لعلم آخر في بعض المسائل معناه أن ارتباطه به ليس قوياً.
  •  إعراب القرآن: هل يلزم ألا يفسر ويفهم القرآن إلا بضبط الإعراب؟ الجواب: نعم إذا توقف فهم المعنى على الإعراب، مثال: (استوى وهو بالأفق الأعلى) فالطبري قال واو المعية: وابن كثير اعترضه على ذلك. فهنا التفسير يخضع لتأثير الإعراب من أجل تفكيك المعنى والفهم.
  •  لا شك أن ضبط الإعراب لمن لا يحسن العربية يعتبر أمر مطلوب.
  •  ما علاقة إعراب القرآن بمعاني القرآن؟
  •  الصواب: نعم، توجد علاقة، فالذين كتبوا وألفوا ربطوا بين المعنى والإعراب، فالزجاج والفراء ربطوا في تسمية كتبهم بين الإعراب والمعنى
  •  كتاب الزجاج اسمه: معاني القرآن واعرابه، والفراء قال: هذا كتاب مشكل معاني القرآن وإعرابه)
  •  فمن كتبوا كأنما أشاروا إلى أن بعض المعاني لا تفهم إلا من خلال النحو العربي ووصل ذلك للجرجاني الذي ... فهناك صلة وثيقة.
  •  الأصل المعنى والإعراب فرع عنه
  •  مثال: هناك آيتان تشيران للعلاقة بين المعنى والإعراب، الأولى عند الفراء: كمثل الذي ينعق بما لا يسمع.. والثانية عند الطبري: وصد عن سبيل الله.
  •  ما نريد أن نصل إليه: متى نحتاج للإعراب؟ نحتاج إليه في بعض المواضع، ولعلنا نستأنس بأن بعض كتب التفسير ليس فيها كثير من مسائل الإعراب، وهذا لا يجعلها ناقصة.. بل بالعكس فإن الانطلاق مع الإعراب والإكثار منه في التفسير: قد يكون قاطعاً عن المعاني
  •  الجرجاني عند بيانه للبلاغة انطلق من النحو (وهذا ما يسمونه بنظرية النظم) وهو أن النحو العربي بنظمه (ترتيب مكان الفعل والفاعل والمفعول به، وتقديم وتأخير هذا الأشياء... إلخ) هذا يمثل طريقة العرب في الكلام، وهذا هو الإعجاز الذي فاق به القرآن كلام العرب.
  •  كتاب الفراء ليس تفسيراً
  •  ابن العربي له كتاب مفقود، اسمه: (ملجئة المتفقهة أو ملجئة المتفقهين) ذكر فيه من علوم العربية ما يحتاجه الفقيه ليتبين به آيات الأحكام، وهو يشير إليه أحياناً، وهذا يشير إلى أن بعض القضايا في التفسير لا تفهم إلا بفهم الإعراب. أما الصحابة والتابعون فسليقتهم سليمة، ولذلك من جاء بعدهم يجعل كلامهم حجة.
  •  سؤال من أحد الطلاب حول مقاتل بن سليمان، هل مجسم؟.
  •  جواب الشيخ: مقاتل كان يناظر الجهم، وأظنه – والله أعلم - كان يتنزل لإفحام الجهم، وأظن أن البعض قد فهم من مناظراته أنه مجسم. والقاعدة أن "العقائد لا تؤخذ من المناظرات".. كما أن ابن القيم وغيره يستدلون به في اثبات العلو.. لكن الكذب ثابت عنه،، عفا الله عنه.
  •  ما الكتب التي نرجع إليها لمعرفة آية ادعي فيها النسخ؟
  •  سنرجع إلى كتب الناسخ والمنسوخ بالأصلة، إضافة لكتب التفسير لأن تذكر هذه القضايا، وكتب الأحكام لأنها تتناول هذه المسائل.
  •  كتب الناسخ والمنسوخ.. هل لها تعلق بآيات الأحكام؟ نعم، قضايا الناسخ والمنسوخ المرتبط بالأحكام تعتبر جزء من أحكام القرآن.
  •  مثلاً: (أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ)... وهنا نسأل: هل أسباب النزول تدخل في بيان الناسخ والمنسوخ؟
  •  نعم إذا احتيج إليها. لكنها ليست بالأصالة.. وإذا بحث أحدهم في الناسخ والمنسوخ ولم يرجع لكتب أحكام القرآن فإن بحثه يعتبر ناقصاً.
  •  الخلاصة التي نخرج بها: لو كنت ابحث في آية فيها نسخ، المصادر التي أرجع إليها هي، كتب الناسخ والمنسوخ أصالة، كتب التفسير، كتب أحكام القرآن، وأما تب أحكام القرآن لو حدث مناقشة لهذه الآيات. غيرها من الكتب لا تكون فيها أصالة مثل كتب أسباب النزول قد نجد استطراد، وكذلك كتب الفقه لكن البحث فيها ليس بالأصالة
  •  طبعاً قلنا إن كتب الفقه هي خارج مصادر البحث في الدراسات القرآنية التي نتحدث عنها.
  •  كتب الوجوه والنظائر: لو طلبنا بحثاً عن الوجوه والنظائر لكلمة "السبيل" من كلام ابن عباس، هل نستطيع إخراجها من كلامه؟
  •  نعم نستطيع.. وفي البداية نقوم بجمع الآيات التي فسرها ابن عباس وفيها كلمة السبيل، ثم معرفة وجمع التفاسير التي تعنى بالمأثور، ثم نأخذ ونراجع أول آية ونرصدها في التفاسير، وهكذا كل المواضع، ونجعل كل آية بصورة مستقلة، حتى نعرف هل لهذا اللفظ وجوه متعددة عند ابن عباس، أم أنه على وجه واحد عنده؟.
  •  إذن باستطاعتنا كتابة كتاب في الوجوه والنظائر عند المفسر الواحد أو مجموعة مفسرين، وهذا ليس من التفسير الموضوعي، وقد سبق أن تكلمنا عن العلاقة بين العلمين (أي الوجوه والنظائر، والذي فيه فكرة جمع موضوعين لكنه ليس مثل التفسير الموضوعي).
  •  أجاب الدكتور عن استفسار طالب، فقال: الذي جاء من أسانيد التفسير في كتب من يروون التفسير بالأسانيد، يندر أن تجد فيه مشكلات، بل هو قليل جداً، رغم كثرة المرويات، وهذه القضية من مشكلات التفسير، وسنأتي لها لاحقاً بإذن الله تعالى.
  •  نسبة القول لا نحتاج لها الآن، فيكفي أن نقول هذا القول نسبه الطبري لابن عباس بالرواية كذا، أو منسوب لابن عباس في تفسير كذا بلا إسناد. فنحن الآن في مرحلة الجمع، لا في مرحلة إثبات أنه قول ابن عباس أم لا لأقيم عليه دلالات.
  •  إعجاز القرآن مرتبط بالإعراب والمعاني والغريب.
  •  هل هناك علاقة للإعجاز بالوقف والابتداء...
  •  الجواب: نعم، لكنه قليل والبحث فيه نادر.. فإعجاز القرآن له علاقة ببلاغة القرآن، والبلاغة لها علاقة بمسألة: الوصل والفصل، وهو أـحد أنواع علم البلاغة، بل عرف بعضهم البلاغة بأنها: معرفة الوصل والفصل. وهذه أمور مرتبطة بالوقف والابتداء، وهي مسألة لا زالت بحاجة للتأليف والكتابة.
  •  سؤال: هل إعجاز القرآن هو تفسير القرآن؟ الجواب لا.
  •  نحن لا نستطيع تبيين إعجاز القرآن إلا بعد أن نفهم المعاني.. ولذلك: لا يحق لأحد أن يتكلم عن الإعجاز إن لم يحسن فهم واستيعاب المعاني، لأنه قد يفهم أموراً – وقد تكون صحيحة – إلا أنها غير مرادة من هذا النظم الكريم، ويكون بذلك قد أخطأ بعضاً وأصاب بعضاً.
  •  سؤال من طالب: هل الظلال يعد تفسير موضوعي؟
  •  جواب الشيخ: هو داخل في الاستنباط
  •  ننتقل الفكرة الأخرى في موضوع التطبيق... الآن لو كان لدينا سورة نود تفسيرها: كيف نستطيع توظيف هذه الكتب ومسائلها؟!..
  •  التفسير إما آية أو سورة، فدعونا نأخذ تصوراً: لو كان عندنا سورة.
  •  سننظر ما المعلومات التي يمكن تقديمها في مقدمات السورة، ولنتفق على تسميتها بـ"علوم السورة".
  •  من الكتب التي تحمل مثل هذه الفكرة:
  • (1) كتاب "بصائر ذوي التمييز" للفيروزآبادي،
  • (2) تفسير "التحرير والتنوير" للطاهر بن عاشور، فهو يذكر مثل هذه المقدمات عند تفسيره للسور.
  •  مثلاً من علوم السورة التي لا بد منها: (اسم السورة).
  •  فحينما يقول المفسر أن اسم السورة كذا، فهذا نستفيد منها أ اسمها عنده هكذا، لأنه قد يقع خلاف بين المفسرين في أسماء السور.
  •  أيضاً (عد الآي) فبعض العلماء يعتني به ويذكر أن عدد سور الآية كذا.
  •  وقديماً كنت قد كتبت عن (عد الآي) أنه علم نظري، لم تبن لي فيه جوانب تطبيقية.
  •  لكن لما درستُ هذا العلم تبين لي أن له جوانب تطبيقية يمكن أن ينتقل بها هذا العلم من كونه نظرياً إلى جوانب تطبيقية، ثرية.
  •  لا أذكر أنني وجدت مفسراً اعتنى بالربط بين (علم عد الآي) وهذه الجوانب التطبيقية. وعلى سبيل المثال قوله تعالى: (الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ (219) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ) [البقرة: 219- 220]. اختلفوا في عد الآية: هل رأس الآية في (لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) أم رأسها في (فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)؟! ولا أذكر أن مفسراً وقف عند هذا الموطن وناقش: ما الذي يبنى على الخلاف عند هذا الموطن؟
  •  وهذا جانب يجب اعتناء الطلاب به.. ففي الغالب يقال: في العد المدني كذا، وفي العد المدني كذا، وفي العد الكوفي كذا ويمشون على هذا، دون أن يعرجوا على ذلك في أثناء السورة، وكأن هذا من علوم الإقراء التي لا أثر لها في التفسير وليست من صلبه.
  •  أيضاً من علوم السورة (سبب النزول) مثلاً سبب نزول سور (عبس)
  •  أيضاً يذكرون (فضائل السور) وهذا في السور التي لها فضائل، لأن بعض السور لم يثبت لها فضائل.
  •  أيضاً قد يذكرون (مناسبة السورة) طبعاً ليس كلهم، بل بعض التفاسير
  •  أيضاً قد يتطرقون إلى (موضوعات السورة) ما الموضوعات التي طرقتها؟! وغالباً في الموضوعات يركزون على المقاطع، ويجعلون لكل مقطع موضوع عام كلي. وقد يكون تحته تفصيلات كثيرة من الموضوعات.
  •  مثلاً: لو تكلمنا عن سورة عبس، سنقول: الموضوع الأول قصة ابن أم مكتوم، ثم تعقيب الله تعالى، ثم ذكر الكافر وكفره، ثم ذكر النعم التي تدل على البعث، ثم مآل الناس وانقسامهم إلى فريقين في نهاية المطاف يوم القيامة.
  •  إذن مما يدخل في علوم السورة: (العلاقة بين أول السورة وآخرها) أو ما يسمونه بــ (الفواتح والخواتم). أي فاتحة السورة وخاتمتها.
  •  المقصود أن هذه الأشياء (أي الداخلة في علوم السورة )تعتبر مقدمات نموذجية إذا أردت أن أفسر سورة، والسؤال: هذه المعلومات لمن نقدمها؟
  •  إذا كنت أدرس العامة فيكفي أن نذكرها ونمر عليه، لكن إذا كنا ندرس طلاب علم جادين يريدون مناقشة وفائدة، فكل واحدة منها فيه وقفات وفوائد، فالأستاذ أو الأستاذة يمكن أن يقف فيها مع طلابه لمناقشتها.
  •  مثلاً: (اسم السورة) من أين جاء، هل هناك حكمة معينة في اختيارهن هل جاء من قصة أو من لفظ غريب أم من ماذا؟ وكذلك (عدد الآي) وآثاره؟ وكذلك (أسباب النزول) وهل في السورة سبب واحد أم أسباب متعددة؟ وكذلك (موضوعات السورة) فنعطي فرصة للطلاب ليستنبطوا عن الموضوعات ووضع عناوين من عندهم، والمقاطع التي وقفت عندها. وكذلك أي شيء يتعلق بالوقف والابتداء.
  •  سؤال: إذا كان الوقف ليس توقيفياً.. فكيف يمكن اعتبار موضوع (المناسبات بين السور)؟.
  •  والجواب: أن ترتيب السور سواء كان توقيفياً أو اجتهادياً فالمناسبة معتبرة. لكن تختلف قوة المناسبة بقوة من ينسب له الترتيب
  •  فإذا قلنا أن النبي عليه الصلاة والسلام هو جاء بالترتيب، فلا شك أن المناسبات ستكون من هذا الترتيب الذي جاء به جبريل عليه الصلاة والسلام، وإن قلنا إن الترتيب اجتهادي، فإن الصحابة قد رتبوه عن قصد، والبحث في قصدهم واجتهادهم مطلب. ولذا البحث في الحالتين قائم، ولا يؤثر فيه كون الترتب توقيفي أو اجتهادي
  •  ويدل على هذا صراحة حديث ابن عباس - وإن كان لأهل العلم فيه كلام - وفيه: "عن يزيد الفارسي، قال: حدثنا ابن عباس، قال: قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني وإلى براءة وهي من المئين فقرنتم بينهما، ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطول، ما حملكم على ذلك؟ فقال عثمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول: ضعوا هؤلاء الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا، وإذا نزلت عليه الآية فيقول: ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا. وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فقُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبين لنا أنها منها. فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، فوضعتها في السبع الطول" [أخرجه الترمذي].
  •  فكلام عثمان رضي الله عنه يدل على رعاية المناسبة عند الصحابة، حتى لو قلنا إن الترتيب اجتهادي.
  •  لا شك أن اسم السورة له علاقة بموضوعاتها.
  •  وكذلك مما يدخل في علوم السورة (المكي والمدني) وهذا مهم جداً... أي بيان أن السورة مكية أو مدنية.
  •  لو لاحظنا في علوم السورة أن بعضها مذكور عندنا سابقاً على أنه أحد الأنواع له علاقة بالتفسير.
  •  إذا انتهينا من علوم السورة ننتقل إلى الآيات.. لأن أي آية يحمل موضوعاً بذاته، يمكن أن يكون لدينا عنوان: علوم الآية. عندنا مثلاً: هل الآية إنشائية أم خبرية؟، هل هي مكية أم مدنية، هل فيها ناسخ أو منسوخ؟، هل فيها مبهم؟، كونها من فواتح السور، هل فيها محكم ومتشابه؟ ماذا فيها من وجوه الإعراب؟ ما موضوعها؟، الوقف والابتداء، عد الآي، هل فيها وجوه ونظائر واردة في أكثر من موطن.
  •  من علوم السورة المهمة (وقت النزول وترتيبه).
  •  إذا قلنا ما إعراب: (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ)؟ فسنرجع إلى كتب إعراب القرآن، كتب معاني القرآن، وكتب التفسير التي تعنى بالإعراب.
  •  من الأمور التي نحتاجها: هل في الآية قراءات؟
  •  تساءلنا: هل الآية إنشائية أم خبرية؟
  •  من علوم هذه الآية الخاصة: القسم هل هو خاص بسماء دون أخرى، أم كل السماوات، يعني هل (أل) للجنس فيكون القسم عام، أم هي للعهد فتكون خاصة بالسماء الدنيا؟.
  •  لنا مساران في معرفة معنى (الطارق).. نرجع لكتب معاني القرآن، وغريب القرآن، وكتب التفسير.
  •  حينما أعرف (من كتب اللغة) أن الطارق من طرق، وأن أصلها من طرق، وأن الطارق هو الذي يطرق ليلاً، هل هذا أفادني في معرفة الطارق من خلال اللغة؟ الجواب لا. فهذا مسار
  •  والمسار الثاني، في تحديد معنى (الطارق) هنا هو السياق، فتفسير القرآن للطارق جاء في السياق بأنه: النجم الثاقب، وهذا تفسير قرآن بقرآن، لأنه فسر الطارق بأنه النجم الثاقب.
  •  الكتب التي سأستفيد منها هنا، هي كتب التفسير ومعاني القرآن وغريب القرآن.
  •  السياق، قد يكون له سباق ولحاق.... (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ* وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ) هذا سياق واحد.
  •  أما كتب الوجوه والنظائر فقد نرجع لها لو بحثت في معاني الطارق.
  •  نريد أخذ هذا المقطع: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ* النَّجْمُ الثَّاقِبُ).. هل أستطيع أن أفسر تفسيراً مجملاً، وأنا لدي خلاف في (النجم الثاقب)؟ فبعضهم قال: النجم الثاقب: الثريا إذا سقطت، وبعضهم قال: الزهرة، وبعضهم قال: عام في أي نجم.
  •  طالما لدي خلاف، لا بد من فهم المعنى من خلال الخلاف ثم تركيب المعنى الإجمالي. وقضية الترجيح سنتعرض لها لاحقاً بإذن الله.
  •  مثل هذا الموضع قد يجعل الإنسان في حيرة، ولا يعرف كيف يوفق، وإذا اختار فقد يختار من دون دليل، والاختيار من دون دليل نوع من القول بالرأي المذموم. يعني لا بدم دليل لتختار.
  •  نفترض الآن أن الراجح عندنا: مطلق النجم، أي أن (أل) في كلمة (النجم) للجنس وليست للعهد، وهذا يجعل المقصود عموم النجم.
  •  تنبيه: الحقيقية العلمية لا يجوز أن تكون أحد المرجحات، وأنا أركز على هذه المسألة.
  •  طلب الشيخ من الطلاب إعطاءه تفسير إجمالي للآيات، وقد وردت عدة محاولات من الطلاب، ومنها:
  • (1) اقسم الله بالطارق، الذي هو النجم الذي يثقب بضوئه.
  • (2) أقسم الله بالنجم في حال كونه مضيئاً.
  • (3) وغيرها من محاولات الطلاب...
  •  عندنا الآن أكثر من 4 محاولات أو اختيارات، الذي أريد الوصول إليه – وقد تعددت عندنا المحاولات – حينما نتعامل مع المصادر التي نستقي منها المعلومات، فنحن:
  • (1) إمّا أن نكرر المعلومات التي جئنا بها من المراجع ونأتي بها في تفسيرنا.
  • (2) وأما أن نستوعب ما في هذه المصادر، ثم نعبر بطريقتنا عن هذه المعاني.
  •  الآن نحن لدينا أكثر من تعبير، وبعضها أقوى من بعض، وما نستفيده هنا – كمعلم وموجّه - أن لدينا مساحة من حرية التعبير والاجتهاد ما دام المعنى متفق عليه، وإن اختلفت طريقة التعبير، فهذا التعبير المختلف فيه لا يؤثر على أصل المعنى.
  •  أمر آخر.. الآن إذا أردنا إيصال ما يُسمى بــ "هدايات القرآن" للعامة، وهو أمر اعتنى به وكتب فيه بعض ممكن كتب في التفسير، وخاصة التفسير الموضوعي.. هنا سنأتي إلى: الاستنباط.. هل يمكن أن نستنبط هدايات من هذه الآيات، لنؤثر بها على قلوب العامة، لكن بشرط عدم التكلف.
  •  ما دام الكلام هنا عن آيات كونية يمكن الكلام عن عظمة الله وخلقه وقسمه بهذه المخلوقات العظيمة.
  •  هل هذه الآية أو الآيات فيها فوائد علمية؟
  •  من الفوائد: أن الله يقسم بما يشاء من مخلوقاته. هذه فائدة علمية.
  •  هذا الاستنباط يتوقف على قدر ما عند المفسر من ملكة وقريحة ومعلومات ومخزون علمي وتنوع المخزون (لغوي، نحوي، بلاغي) كل هذا يؤثر في جانب الاستنباط أو ترتيب الفوائد.
  •  نحن هنا نتكلم عن استنباط فوائد، وليس عن التفسير العلمي.
  •  مثلاً: أسلوب التشويق! أين نجده في قوله تعالى والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب؟.. نجده في قوله تعالى: وما أدراك ما الطارق
  •  جواب القسم: هل هو ظاهر أم محذوف؟
  •  قضية التكرار: والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق (ذكر الطارق مرتين) هذا فيه جانب من التعظيم لهذا الطارق وهو أيضاً أسلوب تشويق، لأنني أريد أن أعرف: ما هو الطارق؟ ما تريد بالطارق؟ فإطالة الخطاب بهذه الطريقة التي فيها سؤال فيها نوع من التشويق.
 
جزاك الله خيراً ، و أحسن إليك .
هلا تفضلت بإرفاقه وورد أو pdf ؟
النسخ من المنتدى مباشرة ما يضبط !
 
جهدٌ مبارك، جزاكَ اللهُ خيراً أخي عماد، ونفعَ بك ..
 
سلمكم الله إخواني الكرام

نسأل الله القبول والتوفيق للجميع

مرفق لكم الملف على امتدادات word // pdf

تحياتي
 
عودة
أعلى