جريمة زواج الأرملة !!!

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع أم يوسف
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

أم يوسف

New member
إنضم
18/11/2010
المشاركات
220
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الإقامة
الجزائر العاصمة
تمرّ الأحزان ..ويبقى في القلب أثرها ، وتستمرّ الحياة ويجدُ كلُّ فاقد لعزيز نفسه أمام واقع يحمله على قرارات قد يكون لها تبعات لا تُرضيه ، وقد تفتك بقلبه الرّقيق.
في مجتمع يعدّ عدم زواج الأرملة وفاء لزوجها الأول ، تجدُ هذه المرأة المبتلاة نفسها بين خيارين أحلاهما مرّ ، بين وحدة قاتلة وتعب منهك وقلق على يتيمها ، وبين قرار الارتباط مرّة أخرى بمن يعينها على مالم تُطق حمله من أعباء الدّنيا يرافقه سخطُ مجتمع نزع منها وصف الوفاء ، في الوقت الذي لا يمانع أن يتزوّج الرجل بعد وفاة زوجته ولو بأيام قليلة ، بل يدافع بشراسة على حقّه في الزّواج من ثانية وثالثة ورابعة في حياة زوجته الأولى...حقّه الشرعي ، سالبين حقّ المرأة الشرعي كذلك في الزواج بعد زوجها المتوفى ولو بعد سنوات من وفاته !
يلتفّ النّاس حول الأرملة ..وتظنّ أنّها لن تبقى وحيدة بعدها أبدا وأنّ يتيمها سيُحاط برعاية تحرس دينه ودراسته و تدفعه إلى النّجاح قُدُما...فما يلبث أن يخف وقع مصيبة فراق عزيزهم حتى يفترق الجمع ويولّون الدّبر ، وينشغل كلّ مشفق على الأرملة واليتيم بما أهمّه من أمور دنياه وتجارته وأولاده...وأفضلهم لا يرى في الإحسان إلى هذا اليتيم إلا دريهمات يرسلها إليه بين الحين والآخر...قد لا يكون في حاجة إليها بقدر ماهو بحاجة إلى اهتمام ورعاية ومراقبة.
تدعو هموم الدّنيا هذه الأرملة إلى الخروج ..لمواجهة الظروف و تسوية أوضاع معينة ووثائق مهمة ، و للتعامل مع عالم الرّجال المليء بالمفاجآت ، وهي لم تعتد ذلك قبلُ ، فإن استمرّت على ذلك فقدت حياءها شيئا فشيئا وتصبح رجلا في هيئة امرأة خرّاجة ولاّجة جريئة ..وإن خشيت على نفسها من بلوغ تلك الحال التي شهدتها في غيرها من الأرامل والمطلقات لا تجدّ بدا من الزواج ثانية ..حينها تُبعثُ أجسادٌ من لحودها وتعلوا أصوات بعد خفاتها .. وتبدأ في النياحة من جديد والحزن على فقيدهم ويتيمه المسكين ، بعد أن استيقظوا من سُكرهم الطويل ونشوة اللّهو مع الأهل والأولاد والأسفار ..تذكّروا أنّ امرأة وحيدة مع يتيمها..ارتكبت جريمة الزّواج ! فقطع كلّ من كان له يد عون ليتيمها إعانته ، حتى وإن تزوجت رجلا بسيطا في مدخوله ، وكأنّ هذا اليتيم نُزع منه وصف اليتم بعد زواج أمه أو أن نسَبَه إلى عزيزهم المفقود انقطع.
لم يشعروا بها حين يتأخر ابنها خارج البيت فلا تجدُ من يرافقها إلا خفقات قلب تنبعث من فؤاد فارغ فزع ، وخُطوات قلقة تسمع صداها في رواق شقّة موحشة .
لم يشعروا بمقدار الأذى الذي تعانيه حين تشعر بطمع فلان وفلان ، وجرأة فلان وفلان ..بعدما كان يهاب الاقتراب من ظلّها جنس الرّجال في حياة زوجها رحمه الله.
ويبدأ الكلّ يراقب حركاتها وسكناتها ، وما كان من تصرّفاتها مع ابنها أو أمور دنياها عاديا من قبل ، يُصبح بعد زواجها مؤوّلا على حسب مافي عقولهم من خلفية أشربوها في قلوبهم...لاعتقادهم بجرم زواجها.
فالله حسب كلّ أنثى ...لم ترتكب إثما تعرّض لها ظالم...
والله حسيب كلّ رجل يتشدّق بحقوقه الشّرعية في كلّ مجلس ويتعرّض لامرأة مارست حقّها الشرعي..
والله حسيب كلّ من أعمل النّصوص الشرعية وحكّم سنّة السّلف فيما يلائم مصلحته وأهمل ذلك فيما يخالفها مع غيره..
ولنا في السّلف أسوة...فكانت المرأة تتزوج بعد انقضاء عدّتها ولا يتعرّض أحد إلى الانتقاص من وفائها لزوجها ، وأم سلمة رضي الله عنها رمز الوفاء..فكيف تُلام من تزوّجت بعد وفاة زوجها بسنوات و وُفود الخطّاب تفد عليها تترا...
 
أختي الحبيبة أم يوسف .. قرأت كلماتك هذه بتمعن, وغصت لما وراء سطورها, حتى كدت أشعر بطعم مرارتك ـ التي حكيتِ ـ لاذعة في فمي, كان الله في عون كل أرملة عفيفة طاهرة, وأنا معك ـ رعاك الله ـ في نقدك للمجتمع, فالمجتمع ـ كما أسلفتِ ـ لا يرحم الأرملة بسلبه حقها في أن تخوض تجربة زواج أخرى دون اتهامها بالخيانة, ومقاطعتها, ونعتها بألفاظ مبطنة المعاني, وغير ذلك من صور الأذى.
ولو أننا أنصفنا فإن حقها في الزواج حق شرعي أصيل بغض النظر عن وجود أطفال من عدمهم, ولقد كنت أظن وأعتقد اعتقادا جازما أن من الوفاء للزوج المتوفى أن تظل المرأة بعده بلا زواج, تصارع الحياة وحدها, لكن أحدهم أفهمني أن مفهومي هذا خاطئ, ولا يقدح زواج الأرملة بالوفاء لزوجها الأول, فهي بموته قد أدت له الرسالة, وزواجها من بعده متاح لها, وفي بعض الأحوال قد يكون ضرورة, لتحمي نفسها من الطامعين, ومن الذئاب المختبئة حولها في ثياب بشر, سواء من الأقارب أو من الأباعد, ثم هي تفعل ذلك لتؤمّن لنفسها حياة كريمة مريحة في بيئة وظروف تعينها على تحقيق الهدف الذي خُلقت من أجله, ألا وهو عبادة الله وحده, ذلك الهدف المنسي في خضم أحداث الحياة ومصائبها وتفاصيلها الدقيقة, حتى تذبذبت المفاهيم في نظرنا, وقد تعجبين إن قلت لك: أن من أفهمني ذلك هو زوجي حفظه الله وبارك في عمره, وقد صدق, فلا حق للمجتمع في التضييق على الأرملة ومنعها من الزواج, وكما ذكرنا هذه؛ فمن الإنصاف أن نذكر: أنه لا حق للمجتمع أيضا في التضييق على الرجل ومنعه من التعدد, فالعادات الدخيلة على مجتمعنا الإسلامي والتي جعلت من الأرملة التي ترغب في الزواج متهمة؛ قد جعلت من الرجل الذي يرغب في التعدد متهم أيضا, وجعلت من المرأة التي تزوج عليها زوجها = امرأة مقصرة, ولابد أن بها من العيوب ما دفع زوجها للزواج عليها! لذا لا عجب أن تثور النساء رفضا لتعدد.. هذه المفاهيم وهذه العادات الخاطئة جعلتنا نبتعد عن شريعة الله, فجاءت مجتمعاتنا عوجاء, ازدادت فيها نسب العوانس, والمطلقات, والأرامل اللاتي لم يعدن التجربة, وبالتالي ظهرت صور كثيرة من الفساد والانحلال والتحرر, وأخرى من الاستغلال والقهر والظلم.. فإلى الله المشتكى.
وإني لأحييك على شجاعتك في تدوين هذه الخاطرة.. أو لنقل: هذا العتاب, وذلك بعد أن منّ الله عليك بالزواج كما فهمت من سطورك, وأظن أن العاصفة ستهدأ مع الوقت, فلا تبتئسي يا عزيزتي باللائمين والغاضبين, فها هن الصحابيات رضوان الله عليهن يتزوجن المرة بعد المرة, حتي يقال في سيرة بعضهن: تزوجت الصحابي فلان ثم فلان ثم فلان, وما سمعنا عن مجتمع اعتبرهن أجرمن في حق صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولا في الوفاء لهم, وبالمقابل لم يأنف صحابي من أن يتزوج بأرملة صحابي آخر, فقط مفاهيمنا هي التي تغيرت وانقلبت وتشوهت, ولا عجب.. فمتى غاب مفهومنا عن الغاية الأسمى من وجودنا في الحياة = تخبطنا, فنحن إنما خلقنا للعبادة, ومقاييس الآخرة ليست بالصورة القاصرة التي تتبادر إلى أذهاننا, فسواء كانت المرأة في الجنة لآخر أزواجها أو خيّرت بين أفضلهم؛ فليس ثمة عتاب سيجري بين زوج وزوجة في عرصات القيامة أو على الصراط بسبب زواجها من بعده, ولن يحزن رجل أدخله الله الجنة أن زوجته في الدنيا لم تكن زوجةً له في الآخرة, ولا زوجة بأن الله قضى لها بأن تكون في الجنة مع زوج وهي تريد غيره!, كلا .. الأمور مختلفة عما نتخيل جملة وتفصيلا, بل سيكون جل اهتمام كل امرئ يومئذ أن ينجيه الله من النار ويدخله الجنة, ومتى ما دخلها فقد فاز, فيرزقه الله الرضى والنعيم حتى يرتوي.
فاللهم ارزقنا رضاك والجنة, ونجنا من سخطك ومن النار.
 
عزيزتي...جزاك الله خيرا على كلامك الطيّب ، والذي يأتي دائما محلّى بمفاهيم تسطّرينها تدلّ على رجاحة عقلك و أخوتك الصّادقة .
ما ينقصنا هو ماأسلفت ذكره من تحكيم معايير الآخرة التي ربّانا عليها ديننا ، والتي تربط العبد دائما بعبادة الله التي خُلقنا لأجلها ، فمجتمعاتنا تعاني من تغليب المفاهيم والمقاييس التي تبدأ من الدّنيا ومصالحها وتنتهي إليها ، وأعطيك مثالا حيا من وفاة أبي يوسف رحمه الله ، لمّا توفاه الله وقد أشرف بناء بيته الجديد على الاكتمال ولم يقدّر له الله أن يسكنه ، كلّ النّاس تحسّروا وزادت شفقتهم عليه أنّه لم يسكن بيته! وأنا ولله الحمد كنت دائما أنظر إلى الأمر من جهة أخرى ، فكنت أجيب كلّ من تكلّم بذلك بسؤالين هما : لو كان أبو يوسف منعّما عند ربه هل سيتحسر على جدران من اسمنت وخزف في هذه الدّنيا الفانية؟ وهل لو كان معذّبا عند ربّه سيفكّر فيما خلّفه وراءه من سكن وزوجة وولد؟ فلا يجدون مايجيبون به إلا قولهم : صحيح! إذن فاسألوا الله له الجنّة والرّضوان ودعوكم من هذه التّفاهات!!
وأزيدك...أنّ الله منّ علي بحمل وأنا في شهري الخامس بعد أن أصبح ابني في سنّ الرابع عشرة وعلم الجميع أنّي امرأة ولود ولكنّي كنت راضية بأقدار الله ، بل كنت أرى الأمر عطاء وليس حرمانا كما يراه معظم النّاس ، لأنّ فراغي بسبب قلّة انجابي حملني على حفظ كتاب الله ونيل الإجازة والانشغال بالقراءات واتمام دراستي العليا ، وتسخير جلّ وقتي في الدّعوة والتّعليم..ممّا يستحيل أو يصعب تحقيقه بعد كثرة الانجاب.
وعطاء الحمل صاحبه فوزي بمسابقة توظيفي كمرشدة دينية في وزارة الشؤون الدّينية ، كعطاء آخر لم يكن في الحسبان..
فاللّهم لك الحمد على كلّ ماقضيته لي ..اللّهم لك الحمد ..اللهم لك الحمد
 
وتمضي بنا أقدار الله حيث شاء..
لقد قالوا: إنها زوجة وفية لزوجها! ولما توفاه الله شهد الأقربون والمحبون أنها كانت نعم الزوجة الوفية له!
ثم توالت بعد ذلك الأحداث المؤلمة لها:
• مشاكل الإرث وجشع أكلة أموال اليتامى الذي يتنامى ويتزايد, ولا يزال المتسابقون يتصارعون للنيل مما يملك الأيتام بأقصى ما يقدرون, متناسين أن أكلة أموال اليتامى يأكلون نارا, وهم للأسف لم يخشوا على ذرياتهم من بعدهم وكأنهم مخلدون!.
• تٌصدم الأرملة بحقائق تجهلها, وتنجلي لها أمور قد لا يكون لتلك الزوجة المسكينة علم بها ولا قدرة على حلها من مشاكل العمل التي يورثها زوجها لها, وكم من الرجال صامت غامض لا يرى للزوجة حق في معرفة أموره ومعاملاته, فلا هو كتبها, ولا هو ترك فيها وصية.
• وفي العدة.. والمرأة لم تبرد حرقة أحزانها بعد ولا انطفأت لوعة فقدها بعد.. وإذ بِعددٍ من الخطّاب يلمح برغبته في الزواج ويتساءل بإلحاح متى تنتهي العدة؟
• ثم هناك الزائرات من النسوة في العدة اللاتي يوجهن كما من النصائح للمرأة, أغلبها تدور حول الزواج, فهن بين ناصحة بالزواج ومحذرة منه, فتستثير توجيهاتهن كثيرا من مشاعر الحيرة والألم في الأرملة خاصة وأنها لازالت في العدة.
وتمضي الأيام ثقيلة على الأرملة, ومتى قدر الله لها الزواج ثانية بقوله: كن فيكون؛ وقعت الأرملة في مصاعب أخر:
فها هي ما بين: مجتمع ناقم, ونظرات ساخطة, حتى أنها في نظر البعض لا تستحق المصافحة ولا إلقاء السلام عليها, لأنها خانت زوجها وتزوجت من بعده.
وبين أولاد لا يتقبلون هذا الزوج ويرونه غريبا, وبين أولاد زوج يرونها غريبة سرقت مكان أمهم سواء أكانت حية على عصمة أبيهم أو ماتت قبل أن يتزوج بالأرملة أبوهم!
فما أكثر الصعوبات التي تواجهها الأرملة!, إنها صور كثيرة نعيشها ونراها, ولو تفكرنا فيها قليلا لأبصرنا أنها أولا: أقدار الله تمضي فينا وليس نحن من نختارها.
وثانيا: ما ذنب تلك الأرملة التي كانت وفية مطيعة لزوجها طوال حياته, فهل زواجها بعد موته يعني الخيانة؟!.
وأتساءل: هذا المجتمع العجيب ماذا يضيره من زواج الأرملة؟, هل هي الشفقة بالأولاد؟! وهل هناك رحمة على هذه الأرض أبلغ من رحمة الأم بوليدها؟.
ثم ما بال بعض أولاد الأرملة لا يقبلون زواجها؟ ماذا جنت أمهم؟! أليس زواجها أمر قد أقره الشرع وذكره الله في كتابه بل وذكر شأن التعريض به في العدة؟, وقد جعل الربيبة حراما وذكرها بصيغة المضاف إلى زوج أمها بل وخصها بحجره فكم هي قريبة.
لماذا يضيق على الأرملة كل هذا التضييق فقد يكون هذا الزواج فرجا بعد ضيق لا يعلمه إلا الله فقدٌره.
لماذا تتهم الأرملة بالخيانة إن فكرت في الزواج وقد ضاقت بها الدنيا بأسرها وهي ما بين خوف قهر المجتمع, أو قهر أولياء الأولاد في حال زواجها أو الحاجة والفقر.. الخ, ولا أنسى تلك الأرملة التي جاءتني سائلة باكية, قد توفي زوجها منذ أكثر من عام, وهي من شدة الحزن لا تتمالك نفسها من البكاء وليست قادرة حتى على الاعتدال في الوقوف، تبكي محبة لزوجها, وهي لم تنس طيبته، ومع ذلك هي لا تستطيع البقاء دون زوج وتخشى على الأولاد من الإضرار, ثم إنها تخاف من ذلك المجتمع الذي لا يرحم.. ... فلعلها إن تزوجت فُتحت لها أبواب من الخير, تشملها هي وأبناءها, والزوج الذي اقترن بها هو وأسرته.
وها هي أم يوسف بارك الله فيها قد رزقت بوظيفة وفرج الله عنها بزواجها, ثم هي سترزق بطفل أسأل الله أن يكون صالحا وبارا بها.
وغيرها نماذج كثيرة يكون الزواج فيه فرجا على الأرملة.
وأخيرا أقول نحن نحيا على هذه الأرض أياما معدودات.. والذي يمضي فينا هي أقدار الله وليس لأحد الاعتراض على أقداره ولا إرادته شرعية كانت أو كونية, والأرملة متى تزوجت بشرع الله لا تلام فتلك إرادة الله شرعية كانت وكونية.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا وعلى آله وصحبه
 
لقيتها ليتني ما لقيتها
تمشي وقد أثقل الإملاق ممشاها
أثوابها رثة والرجل حافية
والدمع يذرفه في الخد عيناها
تبكي من الفقر فاحمرت مدامعها
واصفر كالروس من جوع عيناها
مات الذي كان يحميها ويسعدها
فالدهر من بعده بالفقر أشقاها
فالموت أفجعها والفقر أوجعها
والهم أنحلها والغم أضناها
فمنظر الحزن مقرون بمنظرها
والبؤس مرآه مقرون بمرآها
 
أختي ابتسام الجابري.. جزاك الله خيرا على ماخطّته يداك ، وقد عرّجت على مواضيع أعرضتُ عنها خشية الإطالة..
أمّا قضيّة الإرث -ولو كان شيئا قليلا كالذي خلّفه أبو يوسف رحمه الله- ، بيتا لم يكتمل بناؤه ..والله لن يُريح أهل الميّت إلا أن تُحرم الزوجة منه، فيلجأون إلى التّضييق عليها خاصّة إن كان يحتاج تسوية في الوثائق ، لكنّي ولله الحمد ملأ الله قلبي قناعة بتفاهة هذه الدّنيا فسهّلت عليهم الأمر بتنازلي عن حقّي ، مع أنّهم يعلمون علم اليقين أنّه كان لي يد عون مادّية قوية في تشييده ، وأحتسب ذلك عند الله ..والآن أسكن بيت إيجار ولا أحتاج منهم شيئا ولن أحرّك ساكنا إلا في حفظ حقّ إبني وفقط ، فليأخذوا ماشاؤوا بعدها لعلّهم يخلدون!
أمّا ماذكرت من معارضة الأبناء..فهي حقيقة تعاني منها الأرملة أو المطلّقة إن هما فكرتا في الزواج ثانية..لكن ولله الحمد كفاني الله ذلك بموافقة ابني ووقوفه بجانبي ، بل لمّا يرى معالم الحزن في وجهي بسبب بعض التّصرفات يقبّل رأسي ويقول لي : دعيك منهم أمي..فكم يخفّف عني ، أسأل الله أن يصلحه ويحفظه ويقرّ عيني به في الدّنيا والآخرة..
وأما ماذكرت من مشاكل مع أبناء الزّوج وزوجته فالحمد لله زوجي ليس له زوجة ولا أبناء..وكفى الله المؤمنين القتال
قد قيل..وحقٌّ ماقالوا : (إنّ المرأة بدون زوج كالبستان بدون سور)...جرّبتها في سياقتي للسيّارة التي اضطررت إليها ولم أكن ممّن يرغبن في ذلك ويتشوّفن له رغم اعتقادي حليّته..كم عانيت بخوضي هذه التّجربة..وكم مرّة ابتلّ غطاء وجهي بدمع خفيّ تحته لمّا أُبتلى بسيّئ خلُق يرى أنّي أعقته في السّير أو أخطأت بحكم عدم خبرتي...لكنّي ولله الحمد الآن ارتحت من هذا العالم وزوجي هو من يتولّى السّياقة وايصالي وابني أين دعتنا الحاجة ، وتركت السّياقة إلا بقدر ماتدعو إليه الضرورة ..
 
فرج الله أم يوسف

فرج الله أم يوسف

حديثي حفظك الله كان عاما
لم اعنيك بصفة خاصة فأنا لا أعرفك،وقد كنت منذ زمن أود الوقوف على هذا الموضوع، لما رأيت من صور شتى في صفوف النساء،إلا أنني انشغلت عنه، ولما وصلني مقالك رأيت أنه لا محيد لي عن الوقوف معك، والوقوف على هذا الموضوع،وهكذا نعيش هموم إخواننا وكأنها همومنا،ونجد آلامهم في قلوبنا، بل قد يأتي من يتحدث عن ألمه فتبكي عيني قبل أن تبكي عيناه.
ولعل الوقوف هنا على جانب آخر في هذا الموضوع مهم وهو أن بعض النسوة قد يتجهن متجها خاطئا نتيجة ضعفهن وقلة علمهن ونقص إيمانهن،وهذا خطير، بل قد يصبح بعضهن يتهمن الإسلام بظلم المرأة، وعدم حفظه لحقوقها وحقوق أولادها ونحو ذلك.
وهذا مسلك خطير ينبغي أن تحذر المرأة السير فيه،فهي وإن ظلمت، فليس الإسلام من ظلمها،أو هيأ لظلمها،بل ظلمها من قصر الإيمان والتقى في قلبه.
وأخيرا أم يوسف الحمد لله أن امتن الله عليك بنعمته،وقصتك جميلة، والله عوضك خيرا،ولعلك أسلفت خيرا فعوضك خيرا في الدنيا قبل الآخرة، ولأجر الآخرة أكبر،فأسأله أن يتم عليك نعمته ويبارك فيك وفي ولدك يوسف وزوجك ومولودك الجديد.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وصحبه وأزوجه.
 
أصلح الله الأحوال وجبر مصاب المبتَلين وفرّج همّ المهمومين ووسّع على المعسرين من المسلمين والمسلمات.
ما ذُكر من معاملة سيئة للأرامل أمرٌ مُحزن بلاشك، واعتبار زواجها جريمةً منكر شرعاً وعقلاً، ولكن الواقع في كثير من المجتمعات الإسلامية حسب اطلاعي خلاف ذلك، فلايرون عيباً في زواجها ولاسيما إذا كانت شابة، وهناك من يتنازلون عن حقهم في الميراث لها ولأولادها، ويتولون رعايتها، رأينا صوراً كثيرة من ذلك ولله الحمد.
ولا شك أن الحياة لاتصفو إلا بالعفو والتسامح والتنازل عن بعض الحقوق، وأحسب أن الأرملة إذا عملت بذلك ستملك قلوب أهلها وأهل زوجها وتقنعهم برأيها بعون الله، والأرزاق بيد الله تعالى يقسمها بعلمه وحكمته.
 
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ولكن قد يكون الأمر فيما حولك كما تراه إلا أنني بصفتي امرأة أعيش واقع النساء أكثر وأستمع إلى شكواهن وأجد منهن معاناتهن بصورة أكبر من الرجل وأوسع من نظرته لأحوالهن.
فليست القضية في بعض الأحوال تختص بخلق الأرملة أو سلوكها بل الأمر نظرة عامة في المجتمع إلا من حفظه الله بالهداية.
والقضية هذه وغيرها فيما يخص الزواج والطلاق والولاية والحضانة ينبغي أن تحاط بتقوى الله كي تنضبط،فليس تقوى الله محصورا في التعبد بالعبادات دون المعاملات بجميع أشكالها
وليس هنا في قضيتنا حسن الخلق والتقوى تطالب به الأرملة دون غيرها
فالأمر أوسع وإن كان يشمله
شكرا لكم على مداخلتكم المباركة
 
أصلح الله الأحوال وجبر مصاب المبتَلين وفرّج همّ المهمومين ووسّع على المعسرين من المسلمين والمسلمات. ما ذُكر من معاملة سيئة للأرامل أمرٌ مُحزن بلاشك، واعتبار زواجها جريمةً منكر شرعاً وعقلاً، ولكن الواقع في كثير من المجتمعات الإسلامية حسب اطلاعي خلاف ذلك، فلايرون عيباً في زواجها ولاسيما إذا كانت شابة، وهناك من يتنازلون عن حقهم في المراث لها ولأولادها، ويتولون رعايتها، رأينا صوراً كثيرة من ذلك ولله الحمد. ولا شك أن الحياة لاتصفو إلا بالعفو والتسامح والتنازل عن بعض الحقوق، وأحسب أن الأرملة إذا عملت بذلك ستملك قلوب أهلها وأهل زوجها وتقنعهم برأيها بعون الله، والأرزاق بيد الله تعالى يقسمها بعلمه وحكمته.
 
جريمة زواج الأرملة !!!

الأخ الكريم إبراهيم الحميضي
كلامك جميل ورصين، ومبني على الحكمة، الا أنه يعتبر استثناء نادر الوقوع للحالة العامة التي تتحدث عنها الأخوات.
أظن أن من الصعوبة بمكان أن يكفي التسامح المرأة لامتلاك قلوب أهل زوجها، أهل الزوج فريق مناوئ، ثم لا أدري أي نوع من التسامح هذا الذي يدفع الأرملة الى التنازل "عن بعض الحقوق" وهي قد لا تملك حتى بعض مقومات الحياة.
الوضع مأساوي من الخطبة الى الحداد،
ثم إن زواج الأرملة مجرد قضية رومانسية تطورت الى حرقها مع الزوج في بعض مناطق وأعراف الهند، وعبرت عنها المرأة العربية بالعزوف عن الزواج وفاء له، ومع الوقت أصبحت عادة، وأدبيا يطالب أهل الزوج المرأة الالتزام بها. ولما اراد بعضهن إلغاء هذه العادة من منطلق الحاجة العاطفية بسند الدين واجهن ما رأيته أعلاه.
هذا في زواج الأرملة، اما يتاماهن فلم يوجد حتى الان حل عملي، ولأمر ما شبه الله أكل مالهم بأكل النار.
الحق ان الموعظة ليست كافية.
بإملاء من هذه المآسي قررت الدولة الاسلامية في ماسنه - بكسر السين، وبعد النُّون هاء لا تلفظ بها، وما كتبت الا لحماية النُّون من التسكين: منطقة كبيرة بدولة مالي الحالية - سنة ١٧٦٣م: "للأرملة حق الزواج بعد غروب الشمس من آخر يوم من عدتها، وليس لأحد أن يعيب عليها ما أحل الله لها"
يقول محمد الحسن بوصو: لعل محرر المادة من قراء كتب ابن حزم، لان الجملة الاخيرة "وليس لأحد أن يعيب عليها ما أحل الله لها" ليست من القانون.
وفي مكان آخر، - أترجم عن Ferdinand Dumend: - "ومن أراد خطبة الأرملة حل له ذلك بعد السلام من أول صلاة مغرب بعد تمام عدتها".
لولا أني قرأت هذا في مخطوطات هذا المستفرق الأوروبي لقلت بأن ذلك القرن لا يقدر على هذه الدقة البالغة، ربما كان الكاتب ممتعضا من الوضع السائد فكتب ما نقلناه وترجمناه لكم
 
عودة
أعلى