(ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ)المؤمنون أية 3من المقصود

إنضم
22 ديسمبر 2009
المشاركات
31
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
61
يقول المولى سبحانه في سورة المؤمنون بعد ذكر قصة قوم نوح قوله (ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ) أية 31 و الذي يتبارد الى الذهن أنهم قوم عاد ولكن يشكل علينا قوله تعالى ( فأخذتهم الصيحة ) الآية
نرجو من الاحبة التعليق على هذا الموضوع بما يزيل الاشكال لدينا
 
يقول المولى سبحانه في سورة المؤمنون بعد ذكر قصة قوم نوح قوله (ثُمَّ أَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ) أية 31 و الذي يتبارد الى الذهن أنهم قوم عاد ولكن يشكل علينا قوله تعالى ( فأخذتهم الصيحة ) الآية
نرجو من الاحبة التعليق على هذا الموضوع بما يزيل الاشكال لدينا

الأخ الفاضل الريس عبد الرحمن

الراجح والله أعلم أن هؤلاء ثمود قوم صالح.
والسؤال لماذا أغفل هنا ذكر عاد قوم هود وأتى بذكر قوم صالح عليه السلام ؟

وهناك احتمال آخر وهو أنه قرن آخر غير عاد وثمود ممن لم يقصص الله تعالى خبرهم على رسوله صلى الله عليه وسلم ، وربما يستدل لذلك بقول الله تعالى:

(وَقَوْمَ نُوحٍ لَمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آَيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَابًا أَلِيمًا (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا (38) ) سورة الفرقان

والله أعلى وأعلم
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
أخي العزيز حجازي سعدت بمشاركتك وكما ظننت أن لا يسبقك أحد في المشاركة فهذا ما تعودنا منك أيها المشارك الفعال فنرجو لك التوفيق و السداد و نأمل منك أخي العزيز أن تضع الحرب أوزارها بينك و بين طالبة على التفسير فكلاكما نستفيد منه و تذكر قول الحبيب صلى الله عليه و سلم ( ما كان الرفق 000) الحديث
عودا على موضوعنا فكلامك جميل و لكن يشكل علينا قوله ( ثم أنشأ من بعده قرنا آخرين ) الآية و ثم تفيد الترتيب و ترتيب عاد بعد قوم نوح
والموضوع طويل لازال بحاجة إلى بحث جيث أن المفسرين المشهورين لم يجزموا فيه بشيء
لك مني جزيل الشكر عزيزي الحجازي و أرجو ان تقبل نصيحتي بصدر رحب
 
أخي العزيز حجازي سعدت بمشاركتك وكما ظننت أن لا يسبقك أحد في المشاركة فهذا ما تعودنا منك أيها المشارك الفعال فنرجو لك التوفيق و السداد و نأمل منك أخي العزيز أن تضع الحرب أوزارها بينك و بين طالبة على التفسير فكلاكما نستفيد منه و تذكر قول الحبيب صلى الله عليه و سلم ( ما كان الرفق 000) الحديث
عودا على موضوعنا فكلامك جميل و لكن يشكل علينا قوله ( ثم أنشأ من بعده قرنا آخرين ) الآية و ثم تفيد الترتيب و ترتيب عاد بعد قوم نوح
والموضوع طويل لازال بحاجة إلى بحث جيث أن المفسرين المشهورين لم يجزموا فيه بشيء
لك مني جزيل الشكر عزيزي الحجازي و أرجو ان تقبل نصيحتي بصدر رحب

جزاك الله خيرا
والشكر على نصيحتك والتذكير بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الرفق ، وأرجو من طالبة التفسير أن ترفق بنا وأن لا تكتب في معاني كتاب الله ما لا تستطيع أن تقيم الدليل عليه.

وأما "ثم" فهي تفيد الترتيب صحيح لكنها تفيد التراخي أيضا فلا يلزم أن يكون هذا القرن أتى بعد هلاك قوم نوح مباشرة.
والله أعلم.
 
الأخ الكريم الريس،

استناداً إلى كلام الأخ حجازي أقول بصيغ توضيحية:
1. قوله تعالى:"وقوم نوحٍ ....... وَعَادًا وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا ": هذا نص بأنّ هناك أمماً جاءت بعد نوح وعاد وثمود... ولم تذكر في القرآن الكريم.
2. وعليه لا يوجد ما يمنع أنّ الأمة المذكور خبرها في سورة (المؤمنون) هي أمة ليس لها ذكر سابق في القرآن الكريم.
 
المسألة لا تعدو ثلاث احتمالات لا رابع لها ، وكل منها له أدلته الظاهرة :الأول : أنهم عاد ، ويمكن أن يستدل له بما يلي :
أ - أنهم بعد نوح في الترتيب التاريخي والقرآني .
ب - أنهم بلغوا من الحضارة والرقي ما يمكن أن يفهم منه قوله تعالى : "وأترفناهم.."
ولكن يشكل على هذا القول أنهم لم يهلكوا بالصيحة ، وهي صريحة في الآية ؛ فيجب استبعاد هذا القول لمنافاته لصريح القرآن الكريم ، وإن قال به كثير من المفسرين.
الثاني : أنهم قوم صالح ، ويكمن أن يستدل له بما يلي :
أ - أنهم أهلكوا بالصيحة وهي صريحة في الآية .
ب - أنهم بلغوا من الترف ما يفسر قوله تعالى : "وأترفناهم .." بدليل قوله تعالى : "أتتركون في ما ها هنا آمنين.. " وما في معناها .
ويمكن أن يعترض عليه بأنه مخالف للترتيب القرآني والتاريخي .
ويجاب عنه بأنه لا يلزم الترتيب ، بدليل أنه لم يلتزم في كل السور التي تعرضت لقصص الأمم.
الثالث : أن المراد قرن من القرون التي بين نوح وعاد ، ويمكن أن يستدل له بما يلي :
أ - أن الله تعالى صرح في آيات كثيرة بأن هناك أمما بعد نوح تم إهلاكها ، فلا مانع أن يكون هذا واحد منها .
ب - أنه صرح بأن بعض الرسل لم يقصص خبرهم على النبي صلى الله عليه وسلم ؛ فقد يكون هذا واحدا ، وهو راجع إلى الأول .
وأرجع الأقوال في نظري والله تعالى أعلم أنهم ثمود ، ويليه في القوة أنهم من الأمم التي لم تذكر ، وأضعفها عندي أنهم عاد.
والله تعالى أعلم .
 
اخواني الاعزاء أبو عمرو البيراوي و ابراهيم الحسني شكرا على مشاركتم الرائعة و اخص بالذات مشاركة الحسني وما فيها من التفصيل الجميل لكن لا ننسى القول الذي ضعفه الاخ الحسني (انهم قوم عاد )ذكره مفسرون كبار لا يمكن اغفاله هذا أولا وثانيا أن الإهلاك بالصاعقة قد طال أمما كثيرة فليس خاص بثمود و حتى عاد قد قال الله عنهم (فقد أنذرتكم صاعة مثل صاعقة عاد و ثمود ) فهل يمكن أن نقول أن قوم عاد جاءتهم صاعقة ثم اهلكوا بالريح كما فعل الله سبحانه وتعالى بقوم شعيب (هذا مجرد تساؤل )و كذلك اخي ابراهيم استبعد ان يكونوا قوما غير معروفين فقد ذكر المولى في الايات التي بعدها قوله سبحانه (ثم أنشأنا بعدهم قرونا آخرين ) فهذا يدل على ان هذا القرن المذكور معروف فعلى ذلك يستبعد الاحتمال الثالث انه غير معروف ويكون الترجيح محصورين في الا حتمال الاول و الثاني (قوم عاد أو قوم ثمود ) وانا انتظر الترجيح بين هذين الاحتمالين
 
أخي الكريم : الريس ، بارك الله فيك .
لا خلاف بين أهل العلم - فيما أعلم - أن عادا أهلكوا بالريح ، وأن ثمود أهلكوا بالصيحة .
وكل من نوعي الهلاك يعبر الله تعالى عنه في مواطن من كتابه بأسماء مختلفة .
فتارة يصف هلاك عاد بأنه بالريح الصرصر ، وتارة بالريح العقيم ، وتارة بالصاعقة..
ويعبر عن إهلاك ثمود تارة بالصيحة ، وتارة بالرجفة ، وتارة بالتدمير ، وتارة بالصاعقة ..
ويبقى الترجيح بين الأقوال أمر يحتاج إلى بحث وترو ، ولعل أحد الإخوة ممن عنده وقت كاف لذلك أن يفيدنا به وله منا الدعاء .
والله تعالى أعلم.
 
فكّ العبارة في ما ورد في القرآن بالإشارة
يقول الله عزّ وجلّ
"ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ (31) فَأَرْسَلْنَا فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ أَفَلَا تَتَّقُونَ (32) وَقَالَ الْمَلَأُ مِن قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَٰذَا إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ (33) وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ (34) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُم مُّخْرَجُونَ (35) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (36) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (37) إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُ بِمُؤْمِنِينَ (38) قَالَ رَبِّ انصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ (39) قَالَ عَمَّا قَلِيلٍ لَّيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ (40) فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ بِالْحَقِّ فَجَعَلْنَاهُمْ غُثَاءً ۚ فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (41)" [المؤمنون].
هذه آيات بيّنات من سورة "المؤمنون" جاءت عقب الحديث عن قوم نوح الذين كذّبوا رسولهم وكيف أخذهم الله بالعذاب فأغرقهم جميعا بطوفان جعلهم سلفا ومثلا للآخرين. واستئناسا منّا بالترتيب الخاص بالأمم الذي ورد في القصص القرآني، كنّا ننتظر أن يذكر قوم عاد تباعا، لكنّه سبحانه وتعالى أخفى علينا في هذه الآيات اسم الرّسول وهويّة القوم المبعوث إليهم. وهو بمثابة اختبار تبدو فيه المسألة متشعّبة من حيث أنّها تُطرح باعتماد العناصر التالية :
- المبهمات : الرّسول والقوم.
- القرائـن : * فأنشأنا من بعدهم قرنا آخرين
* فأخذتهم الصًّيحة بالحق
* أترفناهم في الحياة الدنيا
* إن هو إلا رجل افترى على الله كذبا
* عمّا قليل
* ليصبحنّ نادمين
لنأخذ القرينة الأولى والمتمثلة قوله تعالى "ثُمَّ أَنشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ". هذه الآية قد توحي لنا بأنّ القوم المتكلّم عنهم هم "عاد" باعتبار انّه سبق الحديث قبل هذا عن قوم نوح. لكن باعتماد قرينة العذاب وهي *الصّيحة*، وأن قوم عاد لم تأخذهم الصيحة، بل جاءتهم ريح صرصر عاتية. وبفعل هذه القرينة تنحصر فرضيات الإجابة في الأقوام الثلاثة المتبقيّة: ثمود، لوط ومدين، إذ أنّ كلا منهم أخذته الصّيحة.
فأمّا قوم لوط "فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ (73)" [الحجر]، وهي غير الصيحة التي أخذت قوم ثمود، فالأولى بالإشراق والثانية بالإصباح لقوله تعالى "فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ (83)" [الحجر]. ثمّ إن الله سبحانه وتعالى فصّل الصّيحة الأولى بإمطارهم مطر السّوء، في حين لم يقع تفصيل الثانية.
وأمّا قوم مدين ففي بيان عذابهم قال تعالى "وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ (94)" [هود]. على أنّ هذا العذاب وقع كذلك تفصيله في سورة الشّعراء بقوله تعالى"فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189)". قال قتادة "قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: إنّ الله سلّط عليهم الحرّ سبعة أيّام حتى ما يظلّهم منه شيء, ثمّ إنّ الله أنشأ لهم سحابة فانطلقوا إليها جميعا فاستظلّوا تحت ظلّها فأجّجت عليهم نارا فاحترقوا". [تفسير ابن كثير]
فإن قلت لماذا إذن وقع استعمال لفظ "الصيحة" مشتبها وغير متشابه في الأقوام المذكورة، قلنا قد يعود ذلك إلى مقتضيات التناسب اللغوي والبلاغي.
إذن، رأينا أنّ استخدام المعطى الخاصّ بالعذاب كان هامّا جدّا في تحديد هوية القوم المتكلّم عنهم، وهم "قوم ثمود". ويتأكّد هذا الاستنتاج بالرجوع إلى القرائن والمعطيات الأخرى. فقوله تعالى "وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا" ينسجم مع ما بلغه قوم صالح عليه السّلام من ترف أخبرنا الله تعالى عنه في قوله "أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ (146) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (147) وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ (148) وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ (149) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ(150) وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ (151) الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ (152)" [الشعراء].
أمّا قوله تعالى"إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا وَمَا نَحْنُ لَهُۥ بِمُؤْمِنِينَ"، فقد جاء في آية الأعراف ما يفكّ العبارة الواردة ههنا بالإشارة، وذلك لمّا اتهمت ثمود رسولهم بالكذب، بقولهم "إِنَّا لَنَرَاكَ فِي سَفَاهَةٍ وَإِنَّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الْكَاذِبِينَ"[الأعراف 66].
ومن القرائن الواقعية التي ترجّح فرضية أن يكون قوم ثمود هم المتحدث عنهم في هذه الآيات، عبارة "عَمَّا قَلِيلٌ" ، والتي نجد لها صدى في قوله تعالى "وَيَا قَوْمِ هَٰذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ" [64 هود]
وأمّا المعطى الأخير والذي استخلصناه من قوله تعالى"لَيُصْبِحُنَّ نَادِمِينَ"، فقد ورد هذا المعنى في وصف عاقبة قوم ثمود، وذلك قول الله عزّ وجلّ "فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُوا نَادِمِينَ" [الشعراء 157].
إنّ هدف هذه الدّراسة الموجزة لا يكمن في القطع أو الحسم بالقول في المسألة موضوع الدّرس، فإنّه لا يعلم تأويله إلا الله إلاّ ما ورد صريحا في كتاب الله، إنّما أردنا من خلالها استجلاء وتبيان بعض الملامح الحكيمة في منهج التعليم والإرشاد. والله وليّ التوفيق.
 
عودة
أعلى