توقيعات المفسريــــن

عمر المقبل

New member
إنضم
06/07/2003
المشاركات
805
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
[align=center]كم تمرّ بأحدنا ـ أثناء قراءته أو سماعه ـ كلمات جميلة ،ورائعة ..
كلمات ..
تحكي تجربةً ناضجة ..
أو تأملاً طويلاً ..
أو حكمةً أملتها السنون ..

وتذهب هذه الكلمات ـ التي اصطلح عليها باسم ـ
توقيعـــــــــــات
فيحتاجها الإنسان حيناً ، فيتمنى أنها قريبةٌ منه
فلا يتذكر أين ومتى سمعها ؟!

لذا جاءت فكرة تدوين ما يمكن تدوينه في هذا الملتقلى العلمي من توقيعات
المفسرين ، لعل وعسى أن يفيد منها من يقرأها ..

ومن المعلوم أن أن طبيعة التوقيع أن تكون جُمّله قصيرة ،حتى لا ينسي آخره أوّلَه ..

ولعلي أبدأ بهذا التوقيع للشيخ محمد الأمين
في تعليقه على قوله تعالى : (أفلا يتدبرون القرآن) من سورة محمد :
(ولا شك أن هذا القرآن العظيم
هو النور الذي أنزله الله إلى أرضه
ليستضاء به ،فيعلم في ضوئه :
الحق من الباطل
والحسن من القبيح
والنافع من الضار
والرشد من الغي ).

يتبع ـ إن شاء الله ـ[/align]
 
[align=center]يقول الأستاذ سيد قطب رحمه الله ـ وهو يعلق على قوله تعالى ـ
في سورة المزمّل ـ (قم الليل إلا قليلاً ... ـ إلى قوله ـ : إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً )


[إن الذي يعيش لنفسه .. قد يعيش مستريحاً ..
ولكنه يعيش صغيراً .. ويموت صغيراً .]


قارن هذه الكلمات بواقع أكثر الناس !!
حتى يتبين لك لماذا يموت أكثر الناس وهم
صغـــــــــــــاااار ؟!
لأنهم عاشوا صغاراً في همومهم !
صغاراً في عقولهم !
صغاراً في تفكيرهم !
صغاراً في طموحاتهم !
صغاراً في أخلاقهم !



لذا استحقوا أن يموتوا صغاراً
أعاذنا الله من حالهم

يتبع ـ إن شاء الله ـ[/align]
 
حياك الله يا دكتور عمر و جزاك خيرا ونفع بموضوعاتك التي تتحفنا بها
 
يقول صاحب الظلال أثناء استجمامه ظلال أواخر سورة الحشر "قوله تعالى:" لو أنزلنا هذا القرآن على جبل..."

الأية .

"وهي ـ أي : الآية ـ صورة تمثل حقيقة . فإن لهذا القرآن لثقلا وسلطانا وأثرا مزلزلا لا يثبت له شيء يتلقاه بحقيقته.

ولقد وجد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ما وجد , عندما سمع قارئا يقرأ: والطور , وكتاب مسطور , في رق

منشور , والبيت المعمور , والسقف المرفوع , والبحر المسجور , إن عذاب ربك لواقع ما له من دافع . . . فارتكن

إلى الجدار . ثم عاد إلى بيته يعوده الناس شهرا مما ألمَّ به !

واللحظات التي يكون فيها الكيان الإنساني متفتحا لتلقي شيء من حقيقة القرآن يهتز فيها اهتزازا ويرتجف

ارتجافا . ويقع فيه من التغيرات والتحولات ما يمثله في عالم المادة فعل المغنطيس والكهرباء بالأجسام .

أو أشد .
 
[align=center](وبلاد الشرق أمست كالمريض الأحمق ، يأبى الدواء ،ويعافه لأنه دواء)[/align]

[align=center]الشيخ رشيد رضا معلقا على حال المسلمين مع كتاب ربهم [/align]
 
من الكلمات التي أعجبتني في الشوق إلى لقاء الله تعالى كلمات أوردها القشيري في تفسيره قال رحمه الله:

"قوله : (تَوَفَّنِى مُسْلِماً) قيل: عَلِمَ أنه ليس بعد الكمال إلا الزوال فَسأَلَ الوفاة.
وقيل: من أمارات الاشتياق تمنِّي الموت على بساط العوافي مثل يوسف عليه السلام:

أُلقِيَ في الجُبِّ فلم يقل توفني مسلماً..

وأقيم فيمن يزيد فلم يقل توفني مسلماً..

وحُبِسَ في السجن سنين فلم يقل توفني مسلماً..

ثم لماتمَّ له المُلْكُ، واستقام الأمر، ولَقِيَ الإخوةَ سُجَّداً، وأَلْفَى أبويه معه على العرش قال: (تَوَفَّنِى مُسْلِماً) فعُلِمَ أنه كان يشتاق للقائه سبحانه".

وهذا المعنى ينسجم مع القولين في تفسير الآية فإن سؤال موافاة الأجل على الإسلام في تلك الحال، من مناسبته ما أشير إليه هنا.
 
[align=center]ما رحم الله عباده بشيء أعظم من رحمته
إياهم بنزول هذا القرآن
اقرأ ـ إن شئت ـ
: [تنزيل العزيز الرحيم]

التوقيع :
محمد بن صالح العثيمين [/align]
 
[align=center]في تدبر القرآن وتفهمه ،من مزيد العلم والايمان مالا يحيط به بيان

ابن تيمية
مجموع الفتاوى 10/81
[/align]
 
فالقرآن كان متشابها لتشابه معانيه في الصحة والإحكام، وابتنائه على الحق والصدق، واستتباع منافع الخلق في المعاد والمعاش، وتناسب الألفاظ في الفصاحة والبلاغة، وتجاوب نظمه في الإعجاز والبراعة؛ فإنّ كل كلمة من كلماته مشتملة على مناسبة بحسب ما قبلها وما بعدها، وما من سورة إلا وهي في مركز تليق به، مع نكتة مقتضية وضْعها فيه بحيث يكون لها سرّ باعتبار السورة التي قبلها، وآخر باعتبار ما بعدها، ولأوّلها مع آخر الأولى مناسبة تامة، كما أن لآخرها مع أول التي بعدها نكتة رائقة، ولمبدئها سرّ جليل اقتضى التصدير لها به، كما أنّ ما خُتمت به كذلك؛ فسبحان من أودع فيه أسرارا جلّت عن الحصر والإحصاء، ونُكت تعالت عن العد والاستقصاء، وعلوما صيّرت الأفكار عن الإحاطة بفهمها كليلة، وأعجوبات أضاءت في سموات عقول الكُمَّل حتى ظفروا بأعظم فضيلة. (الشيخ زيتونة)
 
أخي الكريم (أبا عبيدة) ، هل تتكرم بالتعريف بالشيخ زيتونة ؟!
 
هو الشيخ محمد بن أحمد زيتونة. ولد بالمنستير - بالساحل التونسي - وبها نشأ وحفظ القرآن.. وفقد بصره صغيرا جراء ركوبه مركبا مسوقا بالملح في شدة الشتاء فأثر ذلك على بصره فعمي.. وقصد القيروان في أول أمره وقرأ على شيوخها كالشيخ محمد ابن عظوم، ثم قدم إلى تونس فأخذ عن الطبيب الماهر الشيخ محمد الحجيج الأندلسي ومحمد بن فتاتة وعبد القادر الجبالي.. وتصدر بعدها للتدريس بالجامع لأعظم جامع الزيتونة. خرج للحج سنة ١١١٤هجرية فاجتمع بمصر بالشيخ الزرقاني.. ثم عاد إلى تونس وتولى التدريس بالمدرسة المرادية... ثم حج ثانيا سنة ١١٢٤ هجرية وجاور بالمدينة وصنف وأقرأ بها التفسير. ثم رجع إلى تونس ولازم التدريس بها إلى آخر حياته. كان يحفظ من سماع واحد. وله في ذلك حكايات عجيبة. ومن وقف على تفسيره الذي أملاه أدرك ذلك، فسبحان من عوضه نور البصر بأنوار البصيرة، فكان يملي مصنفاته على تلاميذه وهم يكتبونها تلقيا من لفظه، وكان يملي ما يعجزهم كتابته.. بل من وقف على الرسوم المثبتة في حاشية خطبة أبي السعود... سبح بحمد الله وقال: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.
توفي رحمه الله تعالى سنة ١١٣٨ هجرية. ودفن بمقبرة الزلاج بتونس.
صنف:
- مطالع السعود وفتح الودود على تفسير أبي السعود.
- لمعان السراج في إبداء بعض لطائف المعراج.
- حاشية على العقيدة الوسطى للإمام السنوسي.
- شرح على السلم في المنطق.
- شرح على البيقونية.
- شرح على خطبة المطول.
- شرح على خطبة المختصر للتفتازاني.
وكان مالكي المذهب فقها، سني العقيدة أشعريا.
 
[motr1][جزاكم الله خيراً

أما أنا فممن يقرأ لكم وستفيد من جمعكم المبارك.
[/motr1]
 
.
.
[motr1]طاعة الله : امتثال ما أمر ، وترك ما حظر ، وتصديقه فيما أخبر (أبو العباس الحراني)[/motr1]
.
.
 
[align=center]من مكايد الشيطان :
تنفيره عباد اللّه من تدبر القرآن لعله أن الهدى واقع عند التدبر، فيقول: هذه مخاطرة، حتى يقول الإنسان: أنا لا أتكلم في القرآن تورعًا.[/align]

[align=center]
الوزير ابن هبيرة
(ذيل طبقات الحنابلة
2/156)
ط.العثيمين
[/align]
 
[align=center]أنزل القرآن ليعمل به فاتخذ الناس تلاوته عملا

الحسن البصري[/align]
 
الحمد لله
قال الشيخ محمد زيتونة:

اعلم أن أمثال القرآن نوعان:

ـ كامنة لم يصرح فيها بلفظ المثل، وطابقتها أمثال العرب

ـ وظاهرة مصرح بها. منها قوله تعالى: (أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ) [البقرة:16]
فالأولى الكامنة من التي طابقتها أمثال العرب، مثل:

ـ «خير الأمور أوساطها» ، (لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ) [البقرة:68]. (وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً) [الفرقان:67]. (وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ) [الإسراء:29]. (وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) [الإسراء:110].

ـ «من جهل شيئا عاداه» ، (بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ) [يونس:39]. (وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ) [الأحقاف:11].

ـ «احذر شر من أحسنت أليه»، (وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ) [التوبة:74].

ـ «ليس الخبر كالعيان»، (وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ) [البقرة:260].

ـ «في الحركات البركات»، (وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً ) [النساء:100]

ـ «كما تدين تدان»، (مَن يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ ) [النساء:123].

ـ «حين تلقي تدري»، (وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً) [الفرقان:42].

ـ «لا يلدغ المرء من جحر مرتين»، (هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ ) [يوسف:64].

ـ «من أعان ظالما سُلِّط عليه»، (كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ ) [الحج:4].

ـ «لا تلد الحية إلا الحي»، (وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً) [نوح:27].

ـ «للحيطان آذان»، (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ) [التوبة:47].

ـ «الجاهل مرزوق والعالم محروم»، (مَن كَانَ فِي الضَّلَالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً) [مريم:75].

توقيع: الشيخ زيتونة التونسي في حاشيته العجيبة على تفسير أبي السعود، المسماة بـ«مطالع السعود وفتح الودود على إرشاد أبي السعود".
 
أخي أبا عبيدة .. ألا تلاحظ أن طرح تعليقات الشيخ ـ رحمه الله ـ بهذه الطريقة أخرجتها عن حد التوقيعات إلى حد الموضوعات ؟!
 
[align=center]المطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به
فإن لم تكن هذه همة حافظه ،لم يكن من أهل العلم والدين.

ابن تيمية
مجموع الفتاوى 23/55[/align]





استفدت هذا التوقيع من توقيع أخينا الشيخ عبدالرحمن السديس في موقع الألوكة.
 
[align=center]من علم علماً فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم
فإن من فقه الرجل أن يقول لما لا يعلم الله أعلم
[/align]

[align=center]عبدالله بن مسعود رضي الله عنه[/align]
 
[align=center]كل من لم يشتغل بتدبر آيات هذا القرآن العظيم أي تصفحها وتفهمها ، وإدراك معانيها والعمل بها ، فإنه معرض عنها ، غير متدبر لها ، فيستحق الإنكار والتوبيخ المذكور في الآيات ـ إن كان الله أعطاه فهماً يقدر به على التدبر ـ [/align]


[align=center]العلامة الشنقيطي في "أضوائه" 7/429[/align]
 
[align=center]إعراض كثير من الأقطار عن النظر في كتاب الله وتفهمه والعمل به وبالسنة الثابتة ـ المبينة له ـ من أعظم المناكر وأشنعها ، وإن ظن فاعلوه أنهم على هدى[/align]

[align=center]العلامة الشنقيطي في "أضوائه" 7/429[/align]
 
[align=center]لا شك أن الذي يتباعد ، عن هداه ـ أي : عن هدى القرآن ـ يحاول التباعد ، عن هدى الله ورحمته !!

العلامة الشنقيطي في "أضوائه" 7/435[/align]
 
[align=center]قال ابن رجب الحنبلي:
من سار على طريق الرسول صلى الله عليه وسلم ومناهجه وإن اقتصد، فإنه يسبق من سار على غير طريقه وإن اجتهد.
من لي بمثل سيرك المذلل *** تمشي رويدا وتجي في الأول
[/align]
 
الإمامة في الدين

الإمامة في الدين

[وجعل الإمامة في الدين موروثة عن الصبر و اليقين بقوله تعالى :
[وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا و كانوا بآياتنا يوقنون )
فإن الدين كله علم بالحق و عمل به ، و العمل به لا بد فيه من الصبر ، بل و طلب علمه يحتاج إلى الصبر .
ابن تيمية الفتاوى10/39 .
 
إن الله أخفى أولياءه في عباده، وأخفى رضوانه في طاعته
الشيخ : صالح بن عواد المغامسي
 
[align=center](واختلاف مقامات الكلام يمنع من حمل ما يقع
فيها ـ أي من سياق الآيات ـ من الألفاظ على محمل واحد
فإن في القرآن فنوناً من التذكير لا تلزم طريقة واحدة
وهذا مما يغفل عن مراعاته بعض المفسرين في حملهم
معاني الآيات المتقاربة المغزى على محامل متماثلة)[/align]


[align=center]
الطاهر ابن عاشور
29/231
عند تفسيره لللآية رقم
(13 من سورة القيامة)[/align]
 
[align=center][align=center]قصر عمومات القرآن على أسباب نزولها باطل.[/align]

ابن تيمية 15/364[/align]
 
من أصابه الأرق ... ولم يأتيه النوم ...
فاليذكر الله كثيراً فإن الشيطان أحرص على أن لا يذكر الله ..

إ بن عثيمين رحمه الله تعالى في شرح أصول التفسير
 
واعلم أن اليمين لا تنعقد إلا بالله أو باسم من أسمائه أو بصفة من صفاته
الشوكاني


تحصيل الرضا من الجميع متعذر
القرطبي


والعلم بأن المقلد كافر أو غير كافر طريقه النظر دون التوقيف والخبر
القرطبي



وفق الله الجميع
 
[align=center]أحبتي الكرام .. ألحظ أن التوقيعات خرجت عن شرطها إلى كلمات لا صلة لها بالقرآن أو التفسير .


أرجو أن يراعى هذا ، بارك الله في الجميع .[/align]
 
(ومن تأمل في ذاته وتفكر في صفاته ظهرت له عظمة باريه وآيات مبديه وفي الأرض آيات للموقنين وفي أنفسكم أفلا تبصرون بل من عرف نفسه فقد عرف ربه)

التـــوقـــيـــع:السيد محمود الألوسي - رحمه الله-
 
قال ابن عاشور رحمه الله عند آية (وجآءوا أباهم عشاء يبكون)
(وفي الناس عجائب من التمويه والكيد, ومن الناس من تتأثر أعصابهم بتخيل الشيء ومحاكاته فيعتريهم ما يعتري الناس بالحقيقة وبعض المتظلمين بالباطل يفعلون ذلك وفطنة الحاكم لا تنخدع لمثل هذه الحيل ولا تنوط بها حكما وإنما يناط الحكم بالبينة )
 
ا قالوا التوبة من حيث الشريعة تختلف باختلاف التائبين ، فتوبة سائر المسلمين الندم بالقلب ، والرجوع عن الذنب ، والعزم على عدم العود ، ورد المظالم إذا أمكن ، ونية الرد إذا لم يمكن ، وتوبة الخواص الرجوع عن المكروهات من خواطر السوء ، والفتور في الأعمال ، والإتيان بالعبادة على غير وجه الكمال ، وتوبة خواص الخواص لرفع الدرجات ، والترقي في المقامات


ابو حيان الاندلسي
 
"صلحت أنفس العرب بالقرآن حين كانوا يتلونه حق تلاوته في صلواتهم المفروضة، وفي تهجدهم وسائر أوقاتهم فرفع أنفسهم وطهرها من خرافات الوثنية المذلة للنفوس المستعبدة لها، وهذب أخلاقها وأعلى هممها، وأرشدها إلى تسخير هذا الكون الأرضي كله لها، فطلبت ذلك فأرشدها طلبه إلى العلم بسنته تعالى فيه من أسباب القوة والضعف، والغنى والفقر، والعز والذل، فهداها ذلك إلى العلوم والفنون والصناعات، فأحيت مواتها، وأبدعت فيها ما لم يسبقها إليه غيرها"
[السيد رشيد رضا - تفسير المنار 1/7]
 
فالمجتمع الذي يربيه الإسلام بتوجيهاته وتشريعاته ونظامه ، متناسق مع شكل النظام وإجراءاته ، متكامل مع التشريعات والتوجيهات ، ينبع التكافل من ضمائره ومن تنظيماته معا متناسقة متكاملة. وهذه حقيقة قد لا يتصورها الذين نشأوا وعاشوا في ظل الأنظمة المادية الأخرى. ولكنها حقيقة نعرفها نحن - أهل الإسلام - ونتذوقها بذوقنا الإيماني. فإذا كانوا هم محرومين من هذا الذوق لسوء طالعهم ونكد حظهم - وحظ البشرية التي صارت إليهم مقاليدها وقيادتها - فليكن هذا نصيبهم! وليحرموا من هذا الخير الذي يبشر اللّه به : «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ» .. ليحرموا من الطمأنينة والرضى ، فوق حرمانهم من الأجر والثواب. فإنما بجهالتهم وجاهليتهم وضلالهم وعنادهم يحرمون! إن اللّه - سبحانه - يعد الذين يقيمون حياتهم على الإيمان والصلاح والعبادة والتعاون ، أن يحتفظ لهم بأجرهم عنده. ويعدهم بالأمن فلا يخافون. وبالسعادة فلا يحزنون :
«فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ، وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ» ..
[الأستاذ سيد قطب - في ظلال القرآن 1/ 329]

 
عودة
أعلى