توجيه رسم المصحف

إنضم
30/07/2007
المشاركات
66
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
توجيه رسم المصحف
جمع وترتيب
سامح سالم عبد الحميد

الحمد لله على ما أنعم , والشكر له على ما ألهم , وصلى الله على محمد وسلم .......
وبعد فهذا بحث فى ( القواعد العامة لتوجيه رسم المصحف ) يتتبع فى الغالب القواعد العامة وعلى القاريء اللبيب أن يقيس عليها والله أسأل القبول .

فائدة البحث
قد يسأل سائل : ما هى فائدة البحث وقد كتب القدامى فيه كثيرا ؟
أقول أولا : هذا البحث معنى بجمع التوجيهات من كتب رسم المصحف وقد يصعب على غير المتخصص معرفة أسماء الكتب التى اهتمت بهذا فضلا عن الوصول إليها .

ثانيا : الكتب قد تدرج أشياء قد لا تأتى فى أذهان الناس أصلا وهذا نابع من تصورت كل عصر
فزاد حجم الكتب فأردت أن أختصرها فى عشر صفحات تزيد قليلا أو تقل قليلا بحيث يسهل إخراج المطلوب فى أقل وقت وجهد ولذلك وضعتها تحت عناوين وقواعد كلية يندرج تحتها أفرع .

ثالثا : هذه عادة علمائنا القدامى فى اختصار المطولات وجمع الشتات فسرت على دربهم واتبعت نهجهم والله أسأل أن أحشر معهم .

كلمة فى البدء :

باديء ذى بدء قرأت كتاب المقنع فى رسم المصحف لأبى عمر الدانى وكتاب البديع فى الرسم العثمانى لابن معاذ الجهينى الأندلسى ونظرت فى كتاب المحكم فى ضبط ونقط المصحف للدانى
ففتحوا لى بابا مغلقا وأفاضا على من جودهما العطاء فجزاهما الله خيرا .

ثم قرأت رسالة الماجستير ( رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية ) للدكتور غانم قدورى وفى الحقيقة وجدت نفسى مبهورا بعقلية هذا الرجل العلمية وسعة بذله ووضوح رؤيته بل وعجبت أ يضا من ترجيحه للآراء التى تنم على ثقل فى العلم بارك الله فيه وسدد خطاه فلقد فتح لى بابا أوسع وأرحب مما كنت وقعت عليه فى الكتب السالفة الذكر واختياره للعلل والوقوف أمامها كان موفقا.

على أية حال سوف أقوم بنقل الأقوال التى لا توجد فى البديع والمقنع والمحكم من كتابه رسم المصحف فجزاه الله خيرأ .


ملحوظات :

1 ـ توجيه الرسم أو الضبط أو المتشابه كل ذلك اجتهاد محض من الممكن أن يصيب أو يخطئ لكنه على أية حال محاولة جادة لفهم المزيد عن القرآن الكريم الذى ندين له بالكثير .

2 ـ قد لا يقتنع القاريء ببعض التوجيهات لخروج بعض الكلمات عنها ( الاستثناءات ) فأقول له : العبرة بالأكثر .

3 ـ هذا البحث فى الغالب معنى بالقواعد العامة وليس هدفه تتبع الألفاظ بل قواعد عامة متكاملة ( أصل يندرج تحته فرع ) لكن فى بعض الآحيان يذكر توجيه بعض الكلمات إتماما للفائدة ولكثرة أسئلة الناس عنها . والله الوهاب وإليه المرجع والمئاب




أولا : المقطوع والموصول

رسمت بعض الكلمات القرآنية فى مواضع موصولة وفى أخرى مفصولة مثل ( أن لا ) ترسم فى مواضع ( ألا ) وقس عليها كل كلمة رسمت تارة مقطوعة وأخرى موصولة
مثل ("آن لآ" بالنون و"مِن ما" بالنون و " عن ما " " و" اِن ما "
و" فأن لم" و " آن لن " "عن من"."آم من" بالميم. " في ما " مقطوع "اينما""كل ما":"ابن اُمَِّ": )
التوجيه
1 ـ من كتبها بالنون ( أن ) مقطوعة عما بعدها فعلى الأصل ومن كتبها موصولة فإنه يذهب إلى أن النون ليست ظاهرة فى اللفظ فلا تظهر فى الكتابة لأنها مدغمة فلا أثر لها فى النطق . وهذا ينطبق على ما فيه حرف مدغم . قلت ـ سامح ـ : سماه الداني ( ما رسم في المصاحف من الحروف المقطوعة على الأصل والموصولة على اللفظ ) .
2 ـ كل ما فصل فعلى الأصل مثل ( إن لا ) وكل ما وصل فعلى الاختصار والاستخفاف . قاله الكسائى
3 ـ ليس بين هذه الحروف التى وصلت والتى قطعت فرق يوجب التفرقة بينهما ولكن هكذا كتبت فى المصاحف .
4 ـ فى الكثير يراعى الكتبة اللفظ والوصل دون الأصل والقطع وقد يستعملان فى الرسم للدلالة على الجواز . أ . هـ البديع فى الرسم لابن معاذ الجهينى والمقنع للدانى

ثانيا : ما رسم في المصاحف من هاءات التأنيث تارة بالهاء وتارة بالتاء
مثل ( رحمة ) ترسم أحيانا ( رحمت ) وهكذا فى بقية النظائر مثل ( نعمة ـ لعنة ـ امرأة ـ شجرة ـ سنة ـ قرة ـ جنة ـ فطرت ـ بقيت ـ ابنة ـ كلمة )
التوجيه
1 ـ لغة طائفة تنطق التاء هاء فى الوقف فرسمت هاء هكذا ( رحمه ) .
2 ـ لغة طائفة تنطق التاء المربوطة فى الوقف تاء مفتوحة قيل هى لغة طيىء هكذا ( رحمت ) فرسمت على اللهجتين .
3 ـ كتبوا تاء التأنيث فى آخر الكلمة هاء ليفرقوا بينها وبين الأصلية فى بناء الكلمة. هذا رأى الخليل وقد علق الدكتور غانم بأن هذا الرأى قد جانبه الصواب .
4 ـ الأصل فى كتابة الكلمة أن تكتب بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقف عليها فلذلك ترسم تاء تأنيث مرة وهاء أخرى والقاعدة العامة فى رسم تاء التأنيث أن تكتب بالهاء .
5 ـ معظم علماء اللغة يقولون : التاء هى الأصل فى علامة التأنيث والهاء تلحقها فى الوقف لذلك معظم الأمثلة مرسومة بالهاء .
6 ـ كتبت تاء على الأصل والوصل وتكتب هاء على الوقف .
ملحوظة
هناك كلمات رسمت بالتاء لأنها موضع خلاف بين القراء بعضهم قرأها بالجمع والبعض الآخر بالإفراد فلذلك كتبت بالتاء لتوافق القراءتين وهذه الثمانى كلمات
" كلمات " الأنعام يونس موضعين وغافر "لولا أنزل عليه ءايت من ربه" العنكبوت ـ " غيابات " و "ءايت للسائلين" يوسف ـ " الغرفات" سبأ "على بينّت منه" فاطر ـ "من ثمرات من اكمامها" فصلت ـ "كأنّه جملتٌ صفر" المرسلات .
ثالثا : رسم ألف بعد همزة مضمومة مرسومة على واو
مثل : ("تفتؤا" "يتفيّؤا" "اتوكّؤا" ا "لا تظمؤا" "و يدرؤا" "قل ما يعبؤا" ويبدؤا الخلق" "نبؤا الخصم" "أو من ينشؤا" "ينبؤا الأنسن و"شُرَكؤا" "انبؤا" "عُلمؤا" "الضُعَفؤا" :."نشؤا" : "دُعؤا" : "شفعؤا" : "البلؤا" )
وقس على هذا بقية النظائر
التوجيه
قال الداني : رسمت الألف بعد الواو في هذه المواضع لأحد معنيين اما تقوية للهمزة لخفائها وهو قول الكسائي وأما على تشبيه الواو التي هي صورة الهمزة في ذلك بواو الجمع من حيث وقعتا طرفا فاُلحقت الألف بعدها كما الحقت بعد تلك وهو قول أبي عمرو بن العلاء والقولان جيدان . المقنع للدانى
رابعا : ما رسم بالواو وهو بالألف
وهى : ( الصلاة ـ الزكاة ـ الحياة ـ الربا ) ترسم هكذا ( الصلوة ـ الزكوة ـ الحيوة ـ الربو)
وأيضا ( بالغداة ـ كمشكاة ـ النجاة ـ مناة ) ترسم هكذا ( "بالغدوة" و"كمشكوة" "النجوةِ" و"ومنوةَ" )
التوجيه
1 ـ رسمت الألف واوا على لفظ التفخيم ومراد الأصل . الدانى المقنع
2 ـ كتب على لغة الحيرة الذين تعلم منهم العرب الخط . المنهاج شرح مسلم بن الحجاج للنووى
3 ـ تعظيم لهذه الألفاظ لعظم ما تدل عليه .
4 ـ كتبت على الجمع ( صلاة ـ صلوات ـ و زكاة ـ زكوات )
5 ـ لتدل على أن الأصل الواو . المحكم للداني
6 ـ كتبت على لهجة بعض العرب فى تفخيم الألف لأنها إذا فخمت نحى بها نحو الواو فى اللفظ ) قاله المهدوى فى هجاء المصاحف
ملحوظة
اعترض الجعبرى على مثل تعليل المهدوى قال : ولم أعلل به لعدمه فى القرآن .
وقال الدانى : ( لا إمام لتلك اللغة من أئمة القراءة لكنها صحيحة عند العرب )
وقال القسطلانى : ( ذلك غلط بل رسمت واوا لتدل على أصلها ) .

خامسا : ما حذف كراهة توالى صورتين متفقتين فى الرسم
أولا : الهمزتان فى أول الكلمة( أأ )
( أ ) مثل ( أأنذرتهم ـ أؤُنبئّكم ـ أئنا ) وما شابهها همزة الاستفهام دخلت على همزة متحركة بإحدى الحركات الثلاث ( الفتحة والضمة والكسرة )
التوجيه
يقول الداني : ( وما كان من الاستفهام فيه ألفان أو ثلاثة فإن الرسم ورد بلا اختلاف في شيء من المصاحف بإثبات ألف واحدة اكتفاءً بها لكراهة اجتماع صورتين متفقتين فما فوق فى الرسم
واتفقت المصاحف على رسم واو بعد الهمزة في آل عمران في قوله "قل أؤُنبئّكم" وكذلك الهمزة المكسورة مثل ( أءنا ) سورة الواقعة 47 ترسم بالياء فى ( أئنا ) سورة النمل والصافات
وذلك على مراد التليين ( يعنى على قراءة التسهيل ) ولم يرسموها في نظائر ذلك على إرادة التحقيق وكراهة اجتماع ألفين والهمزة قد تصوّر على المذهبين جميعا واكتفوا بالواحدة إيجازا واختصارا ) . أ . هـ المقنع للداني بتصرف
ثا نيا : حذف ما ليس بهمزتين
مثل ( تئويه ) لم ترسم على واو هكذا ( تؤويه ) وكذلك مثل ( داود ) لم ترسم واو أخرى
هكذا ( داوود ) .
التوجيه
1 ـ لكراهة توالى الأمثلة . وسماها د /غانم قدورى : ( كراهة اجتماع الأشباه فى الخط )
2 ـ أو على التخفيف لأن توالى الشكل ثقيل كتوالى اللفظ .
وفى ذلك يقول الدانى : ( بعض الحروف المتتابعة كالواوين والياءاين والألفين فى الكتابة يحذف كراهة توالى صورتين متفقتين فى الرسم ) المحكم فى نقط المصحف
سادسا : ما يرسم ليوافق القراءات المختلفة
مثل : ( مالك يوم الدين ) مرسومة ( ملك ) لتوافق القراءات المختلفة
وهكذا : لفظة (الأيكة) رسمت فى المصحف برسمين مختلفين ففي سورة الشعراء و ص رسمت (أصحابُ لْئَيْكَةِ)الشعراء176 ( وأصحابُ لْئَيْكَةِ ) ص آية13 بحذف همزة الوصل وفى سورة الحجر وق قد رسمت هكذا (أصحابُ الأيْكَةِ ) سورة الحجر 78 وسورة ق (وأصحاب ُ الأيْكَةِ ) آية 14 رسمت بهمزة الوصل
وفرقوا بين الرسمين لأن موضعى سورة الشعراء وص بهما قراءتان مختلفتان بينما موضعا سورة الحجر وق موضعا اتفاق من القراء فلذلك فرقوا فى الرسم .
وهكذا : لفظة ( أيها ) ترسم فى كل المصحف هكذا إلا لفظة ( أيه ) سورة النور آية 31 وسورة الزخرف آية 49 وسورة الرحمن آية 31 وهذه لتحتمل القراءتين المختلفتين .
قال فى البديع لابن معاذ الجهينى : ( وحكى بعض أهل العلم أنها كتبت بغير ألف على قراءة ابن عامر وهى لغة للعرب والله أعلم . أقول ــ سامح ــ : وسبحان الله سورة النور الآية31 وسورة الرحمن نفس الرقم !!!!
سابعا : ما رسم بحذف الياء أو الواو لغير علة نحوية
أولا : ما رسم بحذف الياء لغير علة نحوية
مثل( الجوار المنشئات ) أصلها ( الجوارى )
ومثلها ( بالوادى المقدس ) أصلها ( بالوادى )
ومثلها ( يناد المناد ) أصلها ( ينادى )
ومثلها (يسر ) أصلها ( يسرى )
ومثلها ( يوم يأت لا تكلم ) أصلها ( يأتى ) وأشباهها
ومثلها0( فارهبون" فاتقون""ولا تكفرون" )
ومثلها الكبير المتعال" و"واليه متاب""فهو المهتد"
هذه الكلمات وأشباهها لا يوجد سبب نحوى لحذف ( الياء ) منها ترى ــ أراك الله الخير ـــ ما السبب فى حذف الياء إذن ؟
التوجيه
1 ـ بنوا فيها الخط على اللفظ إذ الخط نقل اللفظ كما هو .
2 ـ اجتزأوا بالكسرة من الياء فحذفوها إذ الكسرة دالة عليها وهى لغة عربية فاشية .
3 ـ الحذف للتخفيف واكتفاء بالكسرة عن الياء . أ . هــ البديع لابن معاذ الجهينى
ولقد تحدث الدانى عن هذه القواعد قائلا : فى الكثير يراعى الكتبة اللفظ والوصل دون الأصل والقطع
وقد يستعملان فى الرسم للدلالة على الجواز . أ .هـ المقنع للداني
إذن فى بعض المواضع ستكتب مثل هذه الكلمات 0 ( واخشونى ) البقرة بقى المصحف ( واخشون )
( المهتدى ) الأعراف بالياء وتحذف فى باقى المصحف ( المهتد ) لتدل على جواز الأمرين وللعل السابقة ومثلها ( يؤت الله ) سورة النساء بدون ياء
و ( يؤتى الحكمة ) البقرة بالياء وأشباهها .
فمن كتبت بحذف الياء فللعلل السابقة ومن كتبها بالياء فعلى الأصل ولجواز الأمرين .
ملحوظة
يتفرع من حذف الياء ـ أيضا ـ التنوين العوض عن حرف الياء
مثل( ناج ـ هاد ـ واق ) أصلهم ( ناجى ـ هادى ـ واقى )
قال أبو عمرو : ( وكل اسم مخفوض أو مرفوع آخره ياء ولحقه التنوين )
التوجيه
فالمصاحف اجتمعت على حذف تلك الياء بناءً على حذفها من اللفظ في حال الوصل لسكونها وسكون التنوين بعدها . أ . هـ الدانى المقنع
ويذهب أبو معاذ الجهينى الأندلسى إلى أن العرب اسثتقلت الضمة على الياء فأزالوها فاجتمع ساكنان الياء والتنوين فحذفوا الياء لالتقاء الساكنين . ا. هـ البديع فى الرسم العثمانى
الشرح
1 ـ هادِىٌ _____ هادِيْنْ ____ هادِن ___ هادٍ
الخطوات
حذفت الضمة أولا فصارت الكلمة آخرها بعد الياء الساكنة تنوين ( وهو نون أصلا ) فيصير نطقا هكذا ( هاديْنْ ) فحذفت الياء تخلصا من التقاء الساكنين ( والساكنان هما الياء والتنوين ) فصارت هكذا ( هادِنْ ) ولأن التنوين نون لا تكتب فعوضنا بحركة مماثلة فصارت ( هادٍ )
تنبيه
النحويون يردون الياء المحذوفة وصلا يردونها فى حالة الوقف فى مثل هذه الكلمات لأن التنوين لما زال فى الوقف ردوا الياء . وقولهم لا يؤخذ به عند القراء إلا فى كلمات معدودة مثل قراءة ابن كثير يقول الشاطبى :
وَهَادٍ وَوَالٍ قِفْ وَوَاقٍ بِيَائِهِ وَبَاقٍ (دَ)نَا
(الدال) رمزلابن كثير .
ثانيا : ما رسم بحذف الواو لغير علة نحوية
حذفت الواو من أربع أفعال مرفوعة أولها في سبحان "ويدع الانسن بالشر" وفي عسق الشورى "ويمح الله الباطل" وفي القمر "يدع الداع" وفي العلق "سندع الزبانية" قال أبو عمرو ولم تختلف المصاحف في أن الواو من هذه المواضع ساقطة وكذا اتَّفقت على حذف الواو من قوله في التحريم "و صلح المؤمنين" وهو واحد يؤدّى عن جمع" . أ. هـ المقنع لابى عمر الدانى
التوجيه
أقول ـ سامح ـ : حذفت الواو وإن كانت لا توجد علة نحوية ( يعنى لا يوجد أداة جزم ليحذف حرف العلة ) وإذا لاحظت قول الدانى (أربع أفعال مرفوعة ) سيتبين لك أنه لا توجد علة نحوية لحذفها لذلك يعربها المعربون ( فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو المحذوفة ...... )
وتوجيه هذا مثل توجيه (ما رسم بحذف الياء لغير علة نحوية ) فى الصفحةالتى قبلها لكن فقط تقول :
( لأن العرب يجتزئون بالضمة عن الواو كما يجتزئون بالكسرة عن الياء وبالفتحة عن الألف ) أ . هـ البديع لابن معاذ الجهينى
وأحيانا يراعوا اللفظ والوصل دون الأصل والقطع مثل : ( سوف يؤتِ الله ) و( يدعُ الداع ) وشبهه لما سقطن من اللفظ لسكونهن وسكون ما بعدهن وبنوا الخط على ذلك فأسقطوهن منه وكذلك ( أيه المؤمنون ) .أ . هـ الداني فى المحكم
ثامنا : ما زيد من الحروف فى الشكل للتفرقة بينه وبين غيره وباب زيادة حرف المد ( واى ) بعد الهمزة
مثل ( أوْلئك ) ومثل ( أوْلى ) ومثل ( ماْئة ) ومثل ( عمروْ ) ومثل ( ركبواْ )
التوجيه
هناك عدة أقوال فى مثل هذه الكلمات
1 ـ إما أن العرب لم تكن اصحاب شكل ونقط فكانت تصور الحركات حروفا لأن الإعراب قد يكون بها كما يكون بهن فتصور الفتحة ألفا والكسرة ياء والضمة واوا فتدل هذه الاحرف الثلاثة على ما تدل عليه الحركات الثلاث من الفتح والكسر والضم .

2 ـ أولأن العرب لم يكونوا اصحاب شكل ونقط فكانوا يفرقون بين المشتبهين في الصورة بزيادة الحروف إلحاقهم الواو في ( عمرو ) فرقا بينه وبين ( عمر ) وإلحاقهم إياها في ( أولئك ) فرقا بينه وبين ( إليك ) وفي ( أولى ) فرقا بينه وبين ( إلى ) وإلحاقهم الياء في قوله ( والسماء بنيناها بأييد ) فرقا بين ( الايد الذي معناه القوة ) وبين الايدي ( التي هي جمع يد ) وإلحاقهم الالف في ( مائة ) فرقا بينه وبين
( منه و منة ) من حيث اشتبهت صورة ذلك كله في الكتابة . أ. هـ المحكم فى نقط المصاحف للداني
تعليق
قلت ـ سامح ـ : ( العرب لم تكن لديها شكل للهمزة فلا يخدع أحد فيقول ( إليك ) لا همزة فى الوسط و( أولئك ) لا ياء فى الوسط فكيف سيشتبهان ؟ أقول يا أخى الكريم : الشكل قديما كان واحدا لأنه لا توجد نقط ولا همزات فكان الشكل هكذا للاثنين ( الك ـ حذفت الواو والهمزة من (أولئك ) وكذلك كلمة (إليك ) تحذف الياء فتصير ( الك ) الكلمتان فى الشكل يشبهان بعضهم البعض تماما ولذلك يقول القتبى و زادوا الالف في ( مائة ) ليفصلوا بها بينهما وبين ( منه ) ألا ترى أنك تقول (اخذت مائة واخذت منه ) فلو لم تكن الألف لالتبس على القارئ . أ . هـ كلامه
وبالطبع لا يوجد شكل للهمزة قديما . فتنبه
وزادوا الواو فى ( عمرو ) للفرق بينها وبين ( عمر ) مع أنها لا تؤثر فى النطق لكن لما كانوا لايعرفون التشكيل بالحركات فعلوا هذا
بالطبع إلا فى حالة نصب كلمة ( عمرو ) فسيضعون ألفا بعدها لأنها لا تشتبه لأن العربى يعرف أن ( عُمَر ) على وزن فُعَل ممنوع من التنوين فلا تكتب فيها ألف بدل التنوين فسيعرف حينئذ أن هذه اللفظة ( عَمْر) لأنها نونت
وقد يسأل سائل : لم زادوا الواو فى ( عمرو ) ولم يزيدوها فى ( عمر ) ؟
والجواب لأنهم قالوا بأن ( عَمْرو ) أخف من ( عُمَر ) .

وزادوا الألف فى مثل ( ركبوا ـ قتلوا ـ شربوا ) كل فعل اتصلت به واو الجماعة ليفرقوا بين واو الجماعة والواو الأصلية نحو ( يبدو ) و ( يعدو )
أو ليفرقوا بين واو الجماعة و واو العطف مثل ( نفر وخرج ) هل هى واو جماعة ( نفرو) أم واو عطف (نفر ) وخرج فوضعوا الألف للتفرقة لهذا . أ . هـ رسم المصحف د غانم قدورى نقلا عن الزجاجى وقد زدت بيانه وشرحه وإضافات أخرى .
وقال التنسى : ( وضعت الألف فى مثل ( ركبوا ) للدلالة على انفصال الكلمة عما بعدها ( كلمة مستقلة ) يمكن الوقف عليها أو للفرق بين ما بعده ضمير منفصل يجعل فيه ألف ( وإذا ما غضبواْ هم يغفرون ) سورة الشورى وبين ما بعده ضمير متصل نحو ( كالوهم ) سورة المطففين لا تجعل فيها ألف ) . أ. هـ الطراز فى شرح ضبط الخراز
ولأبى عمرو الدانى توجيه آخر فى ألف ( مائة ) ونحوها هل هى للتفرقة أم للتقوية فيقول : (وإما تقوية للهمزة ــ يعنى وضعت الألف فى الشكل تقوية للهمزة ــ من حيث كانت حرفا خفيا بعيد المخرج فقووها بالالف لتتحقق بذلك نبرتها وخصت الالف بذلك معها من حيث كانت من مخرجها وكانت الهمزة قد تصور بصورتها وهذا القول عندي أوجه لانهم قد زادوا الالف بيانا للهمزة وتقوية لها في كلم لا تشتبه صورهن بصور غيرهن فزال بذلك معنى الفرق وثبت معنى التقوية والبيان لانه مطرد في كل موضع ) أ. هـ المحكم فى نقط المصحف
تنبيه
لفظة ( على ) التى هى حرف جر كتبت بالياء للتفرقة بينها وبين ( علا فى الأرض ) التى هى فعل
ملحوظة
إذا حذفت الألف من بعد واو الجماعة مثل ( جاءو) و ( باءو ) و ( فاءو ) فلعها حذفت على الأصل ولأنها لا تنطق .
تاسعا : زيادة الألف والواو والياء بعد الهمزة
مثل ( سأوريكم ) زيادة الواو بعد الهمزة وكذلك زيادة الياء بعد الهمزة فى نحو ( نبأىْ ) ومثل زيادة الالف بعد الهمزة في ( ولأ اوضعوا ) و ( أو لأاذبحنه ) .
التوجيه
1 ـ أما الداني فيرى : ( العرب لم تكن أصحاب شكل ونقط فكانت تصور الحركات حروفا فتصور الفتحة ألفا والكسرة ياء والضمة واوا )
2 ـ والكرمانى يقول نفس القول ويضيف أمثلة أخرى لهذه القاعدة مثل ( لا أوضعوا ) بالألف مكان الفتحة ومثل ( وإيتاى ذى القربى ) بالياء مكان الكسرة لقرب عهدهم من الخط الأول
وكذلك ذهب الزمخشرى فى ( لا أوضعوا ) و ( لاأذبحنه ) قال : الفتحة تكتب ألفا قبل الخط العربى وقد بقى من ذلك الألف أثر فى الطباع فكتبوا صورة الهمزة ألفا وفتحتها ألفا أخرى ) الكشاف
وكذلك ذهب المهدوى : ( من مذاهب العرب إشباع الحركات فى اللفظ دون الخط أو فيهما أو فى الخط دون اللفظ ) هجاء المصاحف
إذن الألف المتصلة باللام مشبعة من حركة اللام والألف التى بعدها صورة الهمزة .
وللدانى وجهة نظر فى رسم الألف فى ( لا أوضعوا ) و ( لاأذبحنه ) يقول : ( وأما زيادتهم الالف
في ( ولأ اوضعوا ) و ( أو لأاذبحنه ) .


فلمعان أربعة
هذا إذا كانت الزائدة فيهما المنفصلة عن اللام وكانت الهمزة المتصلة باللام وهو قول اصحاب المصاحف 1ـ ان تكون صورة لفتحة الهمزة من حيث كانت الفتحة ماخوذة منها .
2 ـ الحركة نفسها لا صورة لها وذلك ان العرب لم تكن اصحاب شكل ونقط فكانت تصور الحركات حروفا لأن الاعراب قد يكون بها كما يكون بهن فتصور الفتحة ألفا والكسرة ياء والضمة واوا فتدل هذه الاحرف الثلاثة على ما تدل عليه الحركات الثلاث من الفتح والكسر والضم منه اشياء لم تغير عما كانت عليه في الرسم قديما وتركت على حالها فما في مرسوم المصحف من نحو ولأ اوضعوا هو منها .
3ـ دليل على إشباع فتحة الهمزة وتمطيطها في اللفظ لخفاء الهمزة وبعد مخرجها وفرقا بين ما يحقق من الحركات وبين ما يختلس منهن وليس ذلك الاشباع والتمطيط بالمؤكد للحروف إذ ليس من مذهب أحد من أئمة القراءة وإنما هو إتمام الصوت بالحركة لا غير .
4ـ تقوية للهمزة وبيانا لها ليتأدى بذلك معنى خفائها والحرف الذي تقوى به قد يتقدمها وقد يتأخر بعدها.

التلخيص
ولخص التنسي كل هذه الأقوال فقال : ـ إما زيدت للفرق أو تقوية للهمزة أو دلالة على إشباع حركتها أو صورة لحركتها أو حركتها نفسها أو أن الواو صورة للهمزة على مراد الوصل والألف زائدة لتقوية الهمزة أو أنها كذلك لكن الألف زيد دلالة على إشباع حركة ما قبل الهمزة ) أ . هـ الطراز فى شرح ضبط الخراز

عاشرا : ما رسم للتناسب مع رءوس الآى
مثل ( الضحى ـ سجى ـ قلى ) وقس عليها نظائرها
التوجيه
يقول الداني : (وذلك على وجه الاتباع لما قبل ذلك وما بعده مما هو مرسوم بالياء من ذوات الياء لتأتي الفواصل على صورة واحدة ) أ . هـ المقنع للداني
الحادى عشر : ما رسم ياء لعلة الإمالة
مثل ( الضحى ـ سجى ـ قلى ) وقس عليها نظائرها
التوجيه
قد تكون رسمت هكذا لتحتمل قراءة من أمالها أو قللها ( بين الفتح والإمالة ) .

الثانى عشر : حذف اللام وإثباتها
حذفت في قوله "الّيل" و"الّذي" و"الذين" و"الذَين" و"الذان" و"التَّي" و"اّلاتي ارضعنكم" و"اّلاتي يأتين" و"الاتي دخلتم" و"اّلائي يظهرون" و"اّلائي يئسن" وشبه من لفظه في جميع القرآن
التوجيه
حذف إحدى اللامين لكثرة الاستعمال ولكراهة اجتماع صورتين متّفقتين .
وأما اثبات اللامين معا فعلى الأصل . أ. هـ الدانى فى المقنع

الثالث عشر : زيادة الياء
رسمت بعض الكلمات بزيادة ياء مثل ( بأييكم ـ بأييام ـ فبأيى ـ بأييد ـ نبأىْ )
التوجيه
إما أنها رسمت مراعاة للأصل لأن حقيقة المشدد حرفان وإن كان ترك فى مواضع فقد نبهوا عليه فى بعض المواضع .
وإما أنها رسمت على أن من مذهبه تخفيف الهمزة تقلب ياء محضة لانفتاحها وانكسار ما قبلها فينبغى أن تصور على مذهبه ياء .
وينبغى أن تصور على قراءة من يحقق الهمزة ألفا فكأن هاتين الكلمتين كتبتا على اللغتين فجعلت كل كلمة منها بعلامتين علامة التحقيق وعلامة التخفيف ) أ . هـ رسم المصحف نقلا عن المهدوى فى هجاء المصاحف
وكذلك قال التنسى فى ( نبأى ) قرئت محققة فصورة ياء وقرئت مسهلة فصورت ياء .

الرابع عشر : حذف ألف النصب إذا كان قبلها همزة قبلها ألف
نحو قوله "ماءً" و"جفاءً" و"سواءً" وما كان مثله
التوجيه
لئلا تجتمع ألفان وقد يجوز أن تكون هي المرسومة والمحذوفة الأولى والأول أقيس .
وقال بعض النحويين إنما لم يجمع بين ألفين في الخط من حيث لم يجمع بينها في الفظ. . أ . هـ المقنع للدانى
توضيح
العرب لم تكن تعرف شكلا للهمزة فكانت الكلمة عندهم هكذا ( ما ) و ( جفا ) و( سوا ) فإذ أبدل التنوين ألفا فى الرسم فستصير الكلمة هكذا ( ماا ) ( جفاا ) و ( سواا ) لذلك اعتبروا أن الهمزة لما رسمت لا أثر لها فلا ترسم الألف بدلا من التنوين للعلة السابقة اجتماع ألفين أو لأن الهمزة شكلها ألف فلا ترسم لئلا يجتمع الألفان فى الشكل والله أعلم .

الخامس عشر : حذف إحدى الياءين اختصارا وما أثبتت فيه على الأصل
يقول الدانى : ( اعلم إن المصاحف اتفقت على حذف احدى الياءين إذا كانت الثانية علامة للجمع والثانية عندي هي تلك ويجوز إن تكون الأولى والأول اقيس وذلك في نحو قوله "النبيّن" و"الأمّيّن" و"ربّنيّن" و"الحواريّن" وما كان مثله إلا موضعا واحدا فأن مصاحف أهل الامصار اجتمعت على رسم الياءين فيه على الاصل وهو قوله في المطففين "لفي علّيّين" لا غير وكذلك حذفت الياء التي هي صورة الهمزة في نحو قوله "متّكئين" و"المستهزءين" و"خسئين" وما كان مثله ) . أ . هـ المقنع
التوجيه
وذلك كله لكراهة اجتماع ياءين في الخط . أ . هـ المقنع للدانى


وأما قوله في سورة ق "افعيينا بالخلق الأول" فأن المصاحف اجتمعت على رسمه بياءين ويلحق به ما رسم بياءين .
فالتوجيه
على اللفظ ( لأنها ياءان ) والأصل ( لأن الأصل أن يكتب الحرف المنطوق ) . أ .هـ الدانى المقنع فى رسم المصحف السادس عشر : حذف إحدى الواوين
حذف"الواو التى للجمع" نحو قوله "و لاتلون، ولا يستون، والغاون، وليسئوا وجوهكم، وفادرءوا، وفأوا إلى الكهف" وشبهه وكذلك "يدرئون، ولا يطئون، وبدءوكم، ومستهزءون، ومتكئون، وفمالئون، وانبئوني، وليطفئوا، وليواطئوا، ويستنبئونك" وشبهه مما قبل واو الجمع فيه همزة قبلها فتحة أو كسرة
والتي للبناء نحو قوله ( والمئودة، ويئوسا، وداود" وشبهه. ( ارجع لصفحة 4 من هذا البحث نقطة ثا نيا : حذف ما ليس بهمزتين)
يقول الداني : ( والثابتة عندي فى كل ما تقدم في الخط هي الثانية اذ هي داخله لمعنى يزول بزوالها ويجوز عندي إن تكون الأولى لكونها من نفس الكلمة وذلك عندي اوجه فيما دخلت فيه للبناء خاصَّة وبالله التوفيق.
التوجيه
حذفت احدى الواوين من الرسم اجتزاء بأحدهما (اختصارا ) إذا كانت الثانية علامة للجمع أو دخلت للبناء

السابع عشر : كلمات متفرقة
1 ـ أحيانا يكتب على مراد الوصل دون الوقف وهو لفظ ( كأين ) أصلها ( كأى ) فالأصل أن ترسم بالياء أصلا لكننا حالة الوصل تنطق تنوينا فرسمت على الوصل .

2 ـ أحيانا تكتب الألف علامة على الفتحة ( ولا تقولن لشأى ) الكهف خاصة . التنسى الطراز فى شرح ضبط الخراز

3 ـ أحيانا ترسم الكلمة موصولة لقلة حروفها مثل ( بئس ) ترسم موصولة ب ( ما ) هكذا ( بئسما )
وحين تزداد الحروف قبلها تحذف حينئذ مثل زيادة اللام قبلها ( لبئس ما ) تلحظ أنها فصلت فى الكتابة .
أ .هـ رسم المصحف د غانم قدورى
4 ـ واتَّفقت المصاحف على حذف الواو التي هي صورة الهمزة دلالةً على تحقيقها في قوله "الرؤيا" و"رؤياك" و"رءيى" جميع القرآن . الدانى المقنع فى رسم المصحف

والله أعلم وأحكم وصلى الله على محمد وسلم


راجى عفو ربه المجيد
سامح سالم عبد الحميد
 
جزاك الله خيراً .
بحث ممتع وشيق ، وإن كنت أميل إلى :
أن
الرسم
لا
يُعَلّل
 
رائع بحث ماتع وفقكم الله لكل خير وإن كنت مع أخي السالم بأن الرسم لايعلل
 
السلام عليكم

جزاك الله خيرا أخي وصديق العمر الشيخ سامح سالم علي البحث الشيق الممتع .
والبحث في التعليلات شئ رائع ، وتنوع الصحابة في كتابة الكلمة جعلت الأئمة الأعلام أمثال الداني وغيره ينظرون باهتمام لهذا الأمر ومن ثم ألفوا في هذا الفن ، وذكروا عللها ، ولو لم تكن بلا فائدة ما أرهقوا أنفسهم في البحث عن سبب كتابة هذا اللفظ بهذه الطريقة ، وكتبوا الأخري ـ رغم مطابقتها ـ بطريقة أخري .

وهناك بعض الشبهات إثيرت ممن اعترضوا علي تعليل الرسم فقالوا :


قالوا :" آمل التكرم بإثيات أن الصحابة رضي الله عنهم كان بخلدهم كل هذه الأمور المذكورة ،أعني اختلاف اللهجات واللغات والقراءات حتى يصح لنا أن نقول إنهم رضي الله عنهم راعوها وأن "تعليل " رسمهم مبني عليه 0)) ا.هـ

الجواب : سيدي الفاضل تبينت هذه الأوجه بالاستقراء وكما مر في الجواب السابق " :" ... ألسنا قد أمرنا بالتدبر والنظر في كل ما يقع أمامنا من الظواهر الكونية ؟
أولسنا مطالبين كذلك أن نسعي جادين في تحقيق المسائل العلمية مما لها أوثق الصلات بالرسم وأعظم التعلق بكتاب الله تعالي وذلك كظاهرة الرسم العثماني ؟؟

فعسانا أن نجد فيها سرا من أسرار هذا الكتاب المجيد ونعثر علي ضرب آخر من أضرب إعجازه البياني الذي هو من أعظم الوسائل إظهار خصائص البلاغة القرآنية وكما يقولون :" الحكمة ضالة المؤمن أني وجدها فهو أحق بها "(ا.هـ 170،171

وبناء علي هذا البحث عن أسرار الرسم اجتهد العلماء في هذه المسألة وإليك بعض الأمثلة :



ما فيه قراءتان ورسم برسم واحد صالح لهما :
" إبراهيم " لم رسمت في البقرة خاصة " إبراهم " دون غيرها ؟؟ بالطبع لأنه موضع اتفاق في قراء ابن عامر وإن كان ابن ذكوان له خلف فقد وافق هشاما في وجه .

الأيكة في الشعراء وص .. لماذا هذين الموضعين بالذات ؟؟
لمستم في النساء والمائدة
ولم أثبتوا الياء في " اخشوني " في البقرة دون نظائرها ؟؟ بالطبع لأن هذا الموضع موضع اتفاق بين القراء . وقس علي ذلك .
أما الخلاف في الزيادة بحرف مثل " ووصي وأوصي " وأشباههما فهي مرسومة في بعض المصاحف ومحذوفة في بعض .
2. الدلالة علي بعض اللغات الفصيحة ككتابة هاء التأنيث تاء في لغة طيئ ، ومثل حذف آخر الفعل المضارع المعتل لغير الجازم مثل ( يوم يأت ) في لغة هزيل و( ذلك ما كنا نبغ ( .
3. الدلالة علي أصل الحركة ككتابة الكسرة ياء والضمة واوا نحو : وإيتاءي ذي القربي ـ سأوريكم دار الفاسقين (
أو الدلالة علي أصل الحرف ككتابة: الصلاة والزكاة والحياة والربا بالواو بدل الألف .
4. الدلالة علي معان خفية مثل ( يدع ـ ويمح ـ سندع الزبانية ) بغير واو دلالة علي سرعة وقوع الفعل وسهولته
راجع كتاب " عنوان الدليل للمركشي في هذه الجزئية الرابعة .)) رسم المصحف بين التوقيف والاجنهاد د/ سامي هلال

قالوا : "من جهة أخرى أخي الفاضل : هل كان الصحابة رضي الله عنهم أثناء نزول القرآن يقولون هذه الكلمة فيها قراءتان فنرسمها لاحتمال ذلك أم أنهم يعرفون الخلاف بعد ذلك عندما يقرأها عليهم النبي صلى الله عليه وسلم 0)) ا.هـ
الجواب : سبحان الله ـ نحن نتحدث عن الكتابة الأخيرة أي بعد إتمام الوحي أي في زمن عثمان ـ رضي الله عنه ـ هذه من جهة
ومن جهة أخري : محل النزاع هل هذه الاجتهادات في رسم المصحف محل قبول أو اعتراض ؟
فهذا السؤال لا دخل له بمحل النزاع ـ من وجهة نظري ـ والله أعلم
والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فهذا البحث مشوق وجميل، والجميع يحتاجه في دراسة وفهم مسائل الرسم العثماني،
وهو يأتي في نظري من باب الاستئناس لهذا الرسم الذي رسمه به الصحابة رضوان الله عليهم، والذي بني على قولين معروفين،
والجميل أيضا هذا الترتيب الذي قام به الباحث جزاه الله خيرا، لذاأتمنى على الإخوة في الإشراف على الملتقى تبني هذا النوع من البحوث، وإخراجه بشكل مناسب(كنسخة أكترونية) بالاتفاق مع الباحث ليكون مؤلفا يمكن قراءته واقتناؤه. والله الموفق.
 
السلام عليكم مرحبا بالشيخ الفاضل سامح ..
موضوع جميل ومجهود طيب تقبل الله تعالى..واقتراح البحاثة أمين الشنقيطي حفظه الله تعالى سديد ..
وعن قول فضيلة الدكتور الجكني حفظه الله وموافقة أبو الجود العالم المتقن ... فقولهما هو الأصوب بيد أن بعض الكلمات لها علة في الرسم وقد مثل لها فضيلة شيخنا الموقر الشيخ عبد الحكيم حفظه الله تعالى .. وهي أفراد ويبقى الأصل الأصيل (الرسم لا يعلل على الغالب)
 
السلام عليكم مرحبا بالشيخ الفاضل سامح ..
موضوع جميل ومجهود طيب تقبل الله تعالى..واقترح البحاثة أمين الشنقيطي حفظه الله تعالى سديد ..
وعن قول فضيلة الدكتور الجكني حفظه الله وموافقة أبو الجود العالم المتقن ... فقولهما هو الأصوب بيد أن بعض الكلمات لها علة في الرسم وقد مثل لها فضيلة شيخنا الموقر الشيخ عبد الحكيم حفظه الله تعالى .. وهي أفراد ويبقى الأصل الأصيل (الرسم لا يعلل على الغالب)

السلام عليكم
شيخنا الشيخ : أيمن صالح

بل العكس يا سيدي هو الصواب ـ من جهتي ـ أن الأكثر له تعليل ، وقد تكون القلة لا تعليل فيه مقنع ، إلا أن القدامي حاولوا فيه قدر ما فتح الله به عليهم .

إن كتابة المصحف بطريقة تخالف الكتابة الإملائية ، لعلها ترجع إلي إفراد المصحف وعدم تشابه بشئ آخر لقداسته وأذكر كلاما أظنه للجاحظ :
سمت العرب ديوانا وسمي الله كتابه قرآنا .
سمت العرب قصيدة وسمّي الله سورة
سمت العرب بيتا من الشعر وسمي الله آية
وقالوا عجز البيت ـ أي آخره ـ وسمو في القرآن رأس آية ، لأن القرآن كلما قرآه العبد ارتفع وعلا نسأل الله أن يجعلنا ممن علا بهم القرآن . والحديث مشهور

وقد سمعت أحد شيوخنا يعلق علي قول بعض الجماعات (القرآن دستورنا ) فقال : يجب أن ينزه القرآن من هذه الألفاظ الأرضية ، بل الصواب : القرآن منهجنا وشريعتنا لقوله تعالي ( شرعة ومنهاجا ) وقوله ( ثم جعلناك علي شريعة من الأمر )

والشاهد : تنزيه القرآن لقداسته ولو في الأسماء ما استطعنا لذلك سبيلا .

وأيضا خص الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ كتابة المصحف بعناية خاصة ، وأما اختلافهم في الكلمة الواحدة هي لعلة (( لغوية ـ قراءة أخري ـ لهجة أخري ـ معني دقيق في اللفظ المخالف وووو .

إذن الأكثر له تعليل بأي طريقة اخترتها .

وأعتقد أن الذين ذهبوا لعدم التعليل آثروا السلامة عن الخوض في حديث لا تدفعهم إليه الحاجة ..قاله د/ عبد الكريم صالح ثم قال بعد ذلك : بيد أنا نتسائل كما يتسائل غيرنا من الباحثين : لماذا لا نفتش عن الحكمة بقدر طاقتنا البشرية وبالوسائل المتاحة لنا ؟؟ ثم ذكر الكلام السابق ذكره في المداخلة السابقة ( ألسنا أمرنا ...)

وأقول : وما دام قد بحث القدامي عن هذه العلل فما المانع ؟؟ وليس تنجيما بالغيب ولكن خاض فيه من هم أورع وأحرص منا علي كتاب الله .

وأحيلك لكتابين :
1." رسم المصحف بين التوقيف الاجتهاد " ا.د/ سامي عبد الفتاح هلال " وكيل كلية علوم القرآن "
2." المتحف في الرسم العثماني " د/ عبد الكريم

وفيهما كلام رائع في الرد علي هذه التساؤلات
والسلام عليكم
 
كل تحية وتقدير للمشايخ الذين أثروا هذا الموضوع المهم .
وليسمح لي شيخنا : عبد الحكيم حفظه الله بهذه المداخلة :
قولي " الرسم لا يعلل ":أقصد به أنه لا توجد علة " علمية " يمكن أن تكون غير منتقضة بدليل علمي آخر ، فمن يأتي ويقول علة رسم تلك الكلمة هو كذا يمكن لمن يخالفه أن يبين أن هذه العلة منتقضة بعلة كذا ، يعني : لايسلم ادعاء العلة من ناقض ينقضها .
وأما قولكم حفظكم الله في المداخلة الأخيرة :
"قدر ما (فتح الله )به عليهم" :
فالفتح علم لدني - وكلنا نتمناه لا حرمنا الله جميعاً منه - لكن لا يعتبر دليلاً علمياً للمسائل ، لأن " الفتح " مختلفة صوره بين أهل " الفتح " أنفسهم " ، فالفتح عند ابن البناء المراكشي ليس هو من بابة الفتح عند الشيخ الدباغ وهكذا وهذا أيضاً له صورة مصغرة عند أهل التفسير فيما سموه " التفسير الإشاري ".
فالقصد : الحديث عن التعليل العلمي وليس الفتحي .
 
عدم اطراد علل الرسم ظاهرة لمن عرف اختلاف الرسم في رسوم المصاحف العثمانية ، وذلك ما أشار إليه الدكتور السالم الشنقيطي ، وقد ظهر لي أن الأمر لا يعدو أن يكون من باب اختلاف التنوع في الرسم ، فهذا الرسم كان عندهم ، وذاك أيضًا ، فتراهم يرسمون مرة بهذا ومرة بذاك .
ولا يعني هذا أن العلل غير موجودة أصلاً ، لكن المراد هو أن اطراد العلل لا يلزم أن يكون موجودًا في كل قضايا الرسم .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإنّ قضية هذا البحث أعلاه، تتعلق بتوجيه رسم المصحف، وبجمع وترتيب قواعده، وهي مسألة جديرة بالاهتمام، لذا كنت أثنيت على البحث الذي قدمه بين أيدي ملتقى أهل القراءات، فضيلة الشيخ سامح سالم عبد الحميد،حفظه الله، وأشدت به كبحث جميل لأنه اعتمد في وضع القواعد التي جمعها ورتبها على علماء معروفين كالداني ،وابن معاذ الجهني رحمهما الله ، ثم الدكتور غانم قدوري،حفظه الله، فكانت بذلك دراسة وجيهة تستحق ماقيل فيها من مدح وثناء.
وبعد أن قرأت تعليق الإخوة سلمهم الله، رأيت قبل أن يكون نسخة أكترونية –كماقترحت-،أن يقوم الباحث بتقويم عمله ويأخذ بملحوظات ناظريه، في ملخص ختامي لهذا البحث يكون على شكل نتائج مستفادة منه، يستأنس فيه برأي الإخوة المداخلين، ولاضيرعليه في ظل وجود مدرستين قائمتين في هذه المسألة.
وإثراء للبحث أضيف رؤيتي التي ظهرت لي بعد تأمل في مقولة(الرسم لايعلل)كماذكر بعض الإخوة.
قأقول: التعليل يجوز إذا كان مبنيا على التفصيل والنظر،وعلى دلائل متوفرة في المسألة إذا درست من كافة نواحيها.
وفي دراسة وقفت عليها بعنوان ابن خلدون ورسم المصحف العثماني،للدكتور محمد حسين أبو الفتوح، توصل الباحث بعد دراسة وتتبع ومقارنة،لرأي ابن خلدون في رسم المصحف،وسبب اختلاف الرسوم في المصاحف اختلاف القراءات،وتعدد القراءات هو تعدد لهجات في لغة واحدة وهي لغة قريش،وفي مفهوم كلمة عرب عند ابن خلون،ورسم المصحف العثماني والإملائي الحديث، إلى حقائق مهمة، وقدحاولت أن ألخص مافهمته من هذا الكتاب المهم بغية التسهيل والتوضيح لماقرأته وفهمته منه،
أولاً: رسم الصحابة ، لابد من النظر فيه من جهتين:
1- من جهة أن (الكلمات المرسومة ) مثل (رحمت وسنت) /14، ترجع الى خصائص الخط النبطي التي انتقلت الى الخط العربي في المدينة وظهر واضحا في رسم المصحف العثماني../15وهو راي البلاذري وابن خلدون والفراء وغيرهم .
2- من جهة وجود قراءات متعددة في لغة واحدة استلزم نمطا خاصا ليسع تلك القراءات المتعددة واهتدى الصحابة إلى هذا رضوان الله عليهم../17
وتمتنع جهة ثالثة: وهي توجيه رسم الصحابة بالمعنى كما جاء في بعض الكلمات مثل: (ولأوضعوا) فوجهه بعضهم بأنه للتنبيه على أن المؤخر أشد في الوجود من المقدم عليه لفظا فالذبح أشد من العذاب والإيضاع أشد فسادا من زيادة الخبال(البرهان1/381)، و(لأذبحنه)قالوا فيه بأنه تنبيه على أن الذبح لم يقع ،و(باييد)قالوا فيه إنه تنبيه على كمال القدرة الربانية..قال أبو العباس المراكشي : انما كتبت باييد بياءين فرقا بين الايد الذي هو القوة وبين الأيدي جمع يد ولاشك ان القوة التي بنى الله بها السماء هي احق بالثبوت من الأيدي فزيدت الياء لاختصاص اللفظة بمعنى أظهر... /21.
وقد علق الباحث على كلام المراكشي الأخير هذا بقوله: فالحقيقة أنه ليس لدينا مايثبت أن (كتبة المصاحف في عهد عثمان )كانوا يقصدون من زيادة الياء في مثل هذا (اللفظ) هذا (المعنى) الذي أورده أبو العباس بالإضافة إلى أن هذا يحوجنا دائما إلى تبرير كل ماجاء ناقصا أوزائدا في الرسم العثماني وقد يكثر التبرير وتتعدد الآراء مما يجعلنا نقع في شيء من التخبط/17.
ثانيا: شخّص المؤلف شبهة في المسألة، وهي دعوى أن مارسمه الصحابة وكان مخالفا،ترجع إلى عدم دقة الصحابة فيه،ورد عليها، فقال:
لكن ماذا نفعل حيال من يغفل حال الصحابة من معرفتهم للكتابة، ويغفل القراءات التي جمعتها لغة قريش، ويغفل الكتابة العربية وتطورها ويحيل مايراه في رسم المصحف في مخالفته لقواعد اللغة العربية وفن الإملاء أو النحو إلى عدم دقة الخط في المصحف .. ؟؟
ورد على ذلك بقوله: فالحق يقال: إن الصحابة بذلوا جهدا كبيرا ... .فحافظوا على النبع الثري للهجات العرب في الرسم القرآني ألا وهي القراءات ../33 .
ثالثا: يوضح هذا الباحث قضية مهمة وهي أنه قد يُخطئ من يقول: إن رسم (المصاحف العثمانية) سر من الأسرار التي لم تهتد إلى حله فحول العلماء ونوابغ العقلاء.
ثم يستدرك فيقول : أما إذا قصد من كلمة سر إبداع الصحابة رضوان الله عليهم في كتابة المصحف بهذه الطريقة التي شملت القراءات كلها فليس هناك خطأ في كلامهم/29.
قلت: لعله يقصد إنه ليس سرا رسم المصاحف بمايخالف اللغة وقواعدها، وإنما السرفي إبداع الصحابة في الكتابة.. والله أعلم.
أخيراً : أضيف لبحث الشيخ سامح سلمه الله، كلاما من بحث جديد، ليكون ضمن أدلته :
يقول محمد شملول في كتابه: (إعجاز القران وإعجاز التلاوة) :ولقد جاء تغير مبنى الكلمة ليوحي بالمعاني المتجددة للكلمة في كل عصر بما يتوافق مع معطيات هذا العصر وبمايفيض الله على عباده المؤمنين من فهم وعلم في كل العصور...إن جهدي في هذه الدراسة بل وجهد كل من يتدبر القران هو جهد قاصر وإنما هي تأملات بشرية تحتاج الى تضافر كل الجهود..انه من خلال دراستي لرسم الكلمة القرآنية وتلاوتها فإنني اعتقد أن الإعجاز القادم للقران الكريم هو إعجاز رسم القران وإعجاز تلاوته ..إنه من الواجب على كل قارئ للقران التركيز على تدبر رسم كل كلمة قرآنية ولماذا جاءت على هذا الشكل من حذف للألف في بداية الكلمة أونهايتها..ان تغير رسم الكلمة أوشكلها لابد وأن يؤدي إلى تغير معناها لا يمكن أن يتغير رسم الكلمة القرآنية عبثا ../56
فائدة هذا الكتاب قدم له فضيلة الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية .
هذا وأستغفر الله وأتوب إليه،إنه هو الغفور الرحيم.
 
شكر واعتذار

شكر واعتذار

السلام عليكم
جزى الله خيرا شيخنا الفاضل الدكتور أمين الشنقيطى على اقتراحه وحسن ظنه بى وعلى إضافاته القيمة التى هى محل نظر واعتبار لدى .

وأشكر إخوانى الذين شاركوا بآرائهم سواء بالموافقة أو بالمخالفة فلكل وجهة .

أولا : فى الحقيقة لقد أصابنى العَجب كثيرا ... لم القائلون : بأن الرسم لا يعلل لم يغيروا وجهة نظرهم بعد إطلاعهم علي هذه القواعد الكلية التي ذكرت في البحث ؟؟

وكان من المفترض بهم بعد الاطلاع علي هذه القواعد العامة وليس القواعد الجزئية ألا يقولوا : بأن الأفراد فقط هي التي لها قواعد يندرج تحتها مئات الكلمات .

ثانيا : هلا هدم إخواننا المخالفون هذه القواعد بتعرضهم للقواعد الرئيسية وهدمها . فمن السهل إطلاق الأحكام العامة كقول بعض الفضلاء : الرسم لا يعلل .

ثالثا : لقد ذكر في البحث أسماء كثير من السلف الصالح الذين تبنوا وجهة النظر هذه مثل : الكسائي والداني والخليل وسيبويه وغيرهم وكذلك ذكر النووي في شرحه لمسلم : ((اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي أَصْل الصَّلَاة فَقِيلَ : ...... وَقِيلَ : هِيَ مِنْ ( الصَّلَوَيْنِ ) وَهُمَا عِرْقَانِ مَعَ الرِّدْف . وَقِيلَ : هُمَا عَظْمَان يَنْحَنِيَانِ فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود قَالُوا : وَلِهَذَا كُتِبَتْ ( الصَّلَاة ) بِالْوَاوِ فِي الْمُصْحَف... وَاَللَّه تَعَالَى أَعْلَم .))ا.هـ

وكذا الرازي وأبو حيان في تفسيرهما حيث قالا : ((قال الرازي : إنما حذفوا الألف قبل الهاء من قولنا : «الله» في الخط لكراهتهم اجتماع الحروف المتشابهة بالصورة عند الكتابة ، وهو مثل كراهتهم اجتماع الحروف المتماثلة في اللفظ عند القراءة .

ويقول أبو حيان : وحذفت الألف الأخيرة من الله لئلا يشكل بخط اللاه اسم الفاعل من لها يلهو ، وقيل طرحت تخفيفاً ، وقيل هي لغة فاستعملت في الخط .أ .هــ

رابعا : ثم إنني لم آخذ بكلام المراكشي في التوجيه بالأشياء الباطنية ـ مع أن بعض رؤياه قد تكون صوابا ـ وعمدتُ إلي الذين يوجهون باللغة والنحو ، لأن وجهة اللغويين أوضح وأضبط . والله سبحانه وتعالي أعلي وأحكم .

وختاما أقول : سوف أقوم بمناقشة قولهم : الرسم لا يعلل .. ولكن نظرا لعطل لدي جهازي الحاسوب فأنا أكتب من خارج البيت ولم أطلع علي هذه المداخلات القيمة إلا الساعة . فأنا كتبت هذه النبذة علي عجلة من أمري ، ريثما يتسني لي تناول الموضوع بشمولية أكثر . والله الموفق .
والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: وبعد:
أخي الشيخ سامح سالم عبد الحميد، جهودكم موفقة إن شاء الله فقد نفع الله بكم في علم الرسم العثماني بهذا البحث الطيب، وأرجو لكم ذلك في بقية علوم القرآن الكريم، وأتأمل منكم سرعة إنجاز مضمونه، وتحويله إلى بحث نوعي متميز يحمل طابع الجدة والموضوعية، مع التبسيط الجميل الذي امتازت به مقدمته، كماأرجو أن يقتصر جهدكم المبارك على ذلك وتلخيص فكرة الرد على بعض المقولات فيه دون تطويل، وإشعار الملتقى بذلك وأحسنتم مرة أخرى وبارك الله فيكم.
 
بحث ممتع، مع ميل الفقير إلى أن رسم المصحف توقيفي على ما كتب بين يدي الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم وأشرف عليه الوحي جبريل الأمين وليس للصحابة فيه أي دخل وأنه مليء بالأسرار لمن يفتح الله عليه، وأن عمل أبي بكر رضي الله عنه إنما كان استنساخ ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وعمل عثمان رضي الله عنه اسنتساخ ما جمع أبو بكر، نعم قد يكون لهم تدخل في الاختيار (وعليه تحمل بعض الآثار الواردة) كما هو حال القراءات، فليس كل ما قرئ به نقل جيلا بعد جيل، فليست الأمة مكلفة بنقل جميع القدر المرخص لهم فيه، بل هم مكلفون بنقل القدر المأمور به. لقوله الله تعالى فاقرؤوا ما تيسر منه
وما روى البخاري وغيره من قول رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وآله وسلم ‏ ‏اقرأ يا ‏ ‏عمر ‏ ‏فقرأت التي أقرأني فقال كذلك أنزلت ‏ ‏إن هذا القرآن أنزل على ‏ ‏سبعة أحرف ‏ ‏فاقرءوا ما ‏ ‏ تيسر ‏ ‏ منه

وكيف نقبل من أهل الأصول أن ما فعله الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليس بالضرورة بين يديه ثم لم يرد دليل لفظي بمنعه يكون له حكم الرفع وأخذوا منه أحكاما في الحلال والحرام، ثم نأتي للذي يكتب بين يديه ولا نجعله أعلى من ذلك مع حضور النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي لا يقر إلا ما هو شرعي. ومراقبة جبريل والملائكة.

======================

فائدة:
لاحظ أن الغالبية العظمى التي تدخل في البحث أعلاه تدور في حروف العلة وهي في الحذف أكثر منها في الإثبات، بل قال بعضهم أنها لو أثبتت لصار المصحف بين أيديهم أزيد من كذا وكذا مما عليه اليوم.

وهناك حكمة عظيمة في التأكيد على أهمية التلقي والمشافهة، لبيان كيفية النطق في كل حرف من حروف هذا القرآن العظيم
 
.
2- من جهة وجود قراءات متعددة في لغة واحدة استلزم نمطا خاصا ليسع تلك القراءات المتعددة واهتدى الصحابة إلى هذا رضوان الله عليهم../17
وتمتنع جهة ثالثة: وهي توجيه رسم الصحابة بالمعنى كما جاء في بعض الكلمات مثل: (ولأوضعوا) فوجهه بعضهم بأنه للتنبيه على أن المؤخر أشد في الوجود من المقدم عليه لفظا فالذبح أشد من العذاب والإيضاع أشد فسادا من زيادة الخبال(البرهان1/381)، و(لأذبحنه)قالوا فيه بأنه تنبيه على أن الذبح لم يقع ،و(باييد)قالوا فيه إنه تنبيه على كمال القدرة الربانية..قال أبو العباس المراكشي : انما كتبت باييد بياءين فرقا بين الايد الذي هو القوة وبين الأيدي جمع يد ولاشك ان القوة التي بنى الله بها السماء هي احق بالثبوت من الأيدي فزيدت الياء لاختصاص اللفظة بمعنى أظهر... /21.
.
.


سلمكم الله تعالى وتقبل صيامكم
الأولى كتابتها كما جاءت ليتضح للقارئ
وَلَاأوضعوا
لـا أ ذبحَنه
أي بألف زائدة كما هي في رسم المصحف لأن مدار الحديث عليها

وشكر الله لكم
 
جزاك الله خيرا يادكتور عبد الرحمن، على هذه الملاحظة،
وأحسب الباحث سيعود إلى المصدر لنقل الكلمة كما هي فيه ثم يحاول تعديلها وفق رسم المصحف إن تمكن من ذلك،
جعل الله شهر رمضان مباركا علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية.وأن يهله بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام.وأن يتقبل منا ومنكم الصيام والقيام.آمين
 
عودة
أعلى