عبدالإله بن إبراهيم
New member

تنبيه للراجح في حديث ابن مسعود عن خلق الجنين :
فهم كثير من العلماء أن مدة الخلق المذكورة في الحديث هي ١٢٠ يوما ؛ وهذا خطأ بين لأنه يتعارض مع بقية الأحاديث الصحاح ؛ التي قررت أن النطفة والعلقه والمضغه تكون جميعها في ثنتين واربعين يوما ،،،
ففي مسلم يقول صلى الله عليه وسلم { إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة ؛ بعث الله إليها ملكا } ؛ وهم يقولون أن الملك يأتي بعد ١٢٠ يوما
والخطأ وقع في فهم قوله عليه الصلاة والسلام { مثل ذلك } ففهموه أنه في العدد ؛ أي أربعين يوما أخرى ؛ والحق أن معنى { مثل ذلك } أي مثل جمعه الأول ؛ والدليل أن لفظ الحديث الكامل عند مسلم جاء بلفظ { في ذلك مثل ذلك }
فيكون الحديث بلفظه الكامل عند مسلم
{ إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك [ اي في نفس الاربعين ] مضغة مثل ذلك [ اي مثل جمعه الأول ] ثم يكون في ذلك [ اي في نفس الاربعين ] مضغة مثل ذلك ؛ ثم يرسل الله الملك فينفخ فيه الروح ...} الحديث
فلفظة { في ذلك } تزيل الإشكال وهي ليست موجودة في البخاري ؛ وقوله { مثل ذلك } مثل الجمع الاول من حيث انه من البطن ؛ بخلاف الطور الثاني حيث يختلف الأمر ؛ فيكون تخليقا من الملك بإذن الله و مجيئ الملك وتخليقه يكون بعد أول أربعين أو ثنتين وأربعين يوما الأولى ؛ وبهذا تتوافق الأحاديث ويزول الإشكال
كما وأن علماء الأجنة في هذا العصر من الكفرة والمسلمين ؛ يرون المضغة رأي العين بعد أربعين يوما الأولى كما في صحيح مسلم ؛ فتبارك الله أحسن الخالقين
**********************
وجميع طعون الكفرة على هذه الآية تدور على أمرين :
١- أن الآية لم تأت بشيئ جديد فهو اعتقاد الفلاسفه من قبل كبقراط وجالينوس وسقراط
٢- وأن العظام لا تتكون قبل اللحم بل معه في نفس اللحظه
*******
والجواب :
أن هاذين الأمرين كذب محض له قرنان
فأما الأول : فإن القدماء كانوا يعتقدون بنظرية ؛ الجنين القزم أي أنك أيها السامع خرجت من مني أبيك رجلا كاملا ولكن كنت قزما اي اصغر مما انت عليه الآن بمئات المرات ثم سقاك دم الحيض فكبرت على صورتك ؛ وبعضهم عكس الأمر فقالوا انك جئت قزما كاملا من دم الحيض وسقاك المني وهيأ لك الجو كما هيأت الأنفحة الجبن ؛ وقد اثبت القران والعلم بطلان ذلك
٢- وأما الثاني فإن علم الأجنة الحديث ؛ اثبت ان العظام تتشكل أثناء الاسبوع السابع ثم في نهاية الأسبوع وبداية الثامن تتشكل عضلات اللحم فتكسوا العظام فتبارك الله احسن الخالقين
تعقيب :
لم يغير العالم الغربي تصورة من نظرية الجنين القزم إلا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بألف ومئة سنة عند اكتشاف المجهر