شذى الأترج
New member
*تـنـبيهـات عامّــة على الـمخرج العـــام :
اللســـــان
[FONT="] بجمع المخارج اللسانيّة العشرة ، نجد أنّ المخارج الخاصّة المُتقاربة اشتركت فى بعض الصّفات وتميّزت بغيرها ، أمّا إذا اتّفقت فى صفاتِها كُلِّها ؛ فاختلافُ المخرج كفيل ٌ بتمييز أصواتها ، وفى كلتا الحالتين ؛ فإنّ ضبط المخرج أولاً ثمّ ضبط درجة التصادم بين طرفيه وقوّة اعتماد القارئ عليهما مع ضبط وضع أقصى اللسان داخل الفمّ : هو المُعوَّلُ عليه فى ضبط أصوات الحروف المُتقاربة خاصّة ، وسائر الحروف العربية عامّة ؛ إذا تجاورت فى الكلمة الواحدة ، أو تجاورت فى جُملةٍ ما .[/FONT]
[FONT="] أمّا بالنسبة للمخارج الخاصة فإن اتّحاد حروف كل منها فى المخرج ، جعل صوتَ كلِّ حرفٍ منها يتميّز عن صوت مجانسه بصفةٍ واحدة على الأقلّ ، إذ لولاها لصار هذا الحرفُ عينَ الأخر ، ومن هنا تقع غالب أخطاء النطق بالحروف العربيّة .
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]وباستعراض هذه المخارج يتضح لنا ما يلي :-
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]أوّلاً ، منطقة أقصى اللسـان :-
[/FONT]
[/FONT]
وفيها مخرجان خاصّان : مخرج القاف ، ومخرج الكاف [FONT="].
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="] واتفق الحرفان فى صفة الشّدّة ، فمخرج كلٍّ منهما بطبيعته شديد ؛ بمعنى أنّه مخرج مغلق إغلاق تام : يعاق فيه صوت الحرف إعاقة تامّة بمجرّد التصادم بين طرفيه .[/FONT]
[FONT="] وكذلك اتفق الحرفان فى وصف الانفتاح ، فلا يصاحب استعلاءَ أقصى اللسان الإراديّ بغرض النطق بالحرف وتفخيمه مع القاف ، أو اللاإرادي بغرض النطق بالحرف مع الكاف ؛ لا يُصاحبُ أيّاً منهما استعلاءُ طرف اللسان ، فلا ينحصر صوت أيٍّ من الحرفين بين صفحة اللسان كله وغار الحنك الأعلى ، وتميّزت القاف بتفخيم صوتها ، وتميّزت الكاف بترقيق صوتها ، وصاحب القاف قوّةٌ فى الاعتماد على مخرجها المغلق تماماً ، بينما صاحب الكاف ضعفٌ فى الاعتماد على مخرجها المغلق تماماً أيضاً ، والنتيجة : انفكاك دفعي قوي بين طرفي مخرج القاف ليكمُل صوتُها بالقلقلة ، وانفراج ضعيف بين طرفي مخرج الكاف ليكمُل صوتُها بالهمس .[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="] ولهـذا نقـول : -[/FONT]
[FONT="] لولا جهر القاف وقلقلتها مع استعلائها لصارت كافاً ، ولولا همس الكاف مع استفالها لصارت قافاً ، وذلك لقرب مخرجيهما واتحادهما فى صفتيّ الشّدِة والانفتاح .
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]ثانياً ، منطقة وسـط اللسـان :-
[/FONT]
[/FONT]
وفيها مخرجٌ خاص واحد لثلاثة حروف ؛ هي : الجيم والشين والياء .
[FONT="] واشترك ثلاثـتُهم فى صفتيّ الاستفال والانفتاح ، حيث شاركت الجيمُ والشينُ : الياءَ فى المخرج ؛ وهي أسفلُ الحروف العربيّة ويرتبط الترقيق بها وبالكسر ، كما تميّزت الياء بليونة مخرجها ، حيث يمكن أن يجري صوتها جريان الحرف الرخو المجهور (المحقق) ، أو يجري جريان الحرف الرخو المجهور الممدود (المُقدّر) ، وذلك عند وجود السبب[/FONT][FONT="] .
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="]واتفقت الياء مع الشين كذلك فى صفة الرخاوة (جريان صوت الحرف بمجرد التصادم بين طرفي مخرجه) ، وتميّزت الشين بالهمس فى مُقابل جهر الياء ، ومع اتساع مخرجها وبُعده عن مقدم الفمّ ، انتشر هواؤها داخل الفمّ وصار مُتفشّياً فيه يجري فى خفّةٍ وسلاسة (الرخاوة والهمس مع التفشّي) ، واتفقت الجيم مع الياء كذلك في صفة الجهر(بالإضافة لصفتي الاستفال والانفتاح) ، فتميزت عنها بالشدة والقلقلة فى مقابل رخاوة وليونة الياء .
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="] ولهذا نقول :-
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="] لولا شدّة الجيم وقلقلتها لصارت ياءً ، ولولا جهر الجيم وشدتها مع قلقلتها لصارت شيناً ، ولولا رخاوة الشين وهمسها مع تفشّي صوتِها لصارت جيماً ، ولولا همس الشين وتفشّي صوتها لصارت ياءً ، ولولا مرونة مخرج الياء ورخاوتها لصارت جيماً ، ولولا مرونة مخرجها وجهرها لصارت شيناً .[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
**مـلـحـوظـة :-
[FONT="] هناك أخطاء كثيرة يقع فيها العامة عند النطق بالجيم ، وذلك لشدّة هذا المخرج الذي توسّط اللسان ، فلم يقع فى أقصاه كالقاف و الكاف ، ولم يقع فى طرفه كالطاء والدال والتاء ، ولم يتطرّف تماماً إلى الشفتين كالباء .[/FONT]
[FONT="] هناك أخطاء كثيرة يقع فيها العامة عند النطق بالجيم ، وذلك لشدّة هذا المخرج الذي توسّط اللسان ، فلم يقع فى أقصاه كالقاف و الكاف ، ولم يقع فى طرفه كالطاء والدال والتاء ، ولم يتطرّف تماماً إلى الشفتين كالباء .[/FONT]
[FONT="] ولا يحتاج ضبط صوت الجيم العربيّة الفصيحة الشديدة المجهورة المُقلقلة إلاّ إلى ضبط المخرج(فى منطقة وسط اللسان) ، وضبط درجة التصادم بين طرفيه بقوّة اعتماد كافية لغلقه تماماً فيتبع ذلك انفكاك طرفي المخرج بدفعة صوت قويّة متمثّلة فى صوت القلقلة المجهور وذلك حال سكون الجيم ، فإذا تحرّكت بأيٍّ من الحركات الثلاث ؛ فإنّ قوة اعتماد القارئ على المخرج حال سكون الجيم تساوي قوة اعتماده عليه حال تحرّكها ، ممّا يجعل صوتَها محتبساً من بداية النطق بها (وليس جارياً) قبل التباعد إلى جوف أصل الحركة .[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]ثالثاً ، منطقة حافّتيّ اللسان :-
[/FONT]
[/FONT]
وفيها مخرجان خاصّان : مخرج الضاد ، ومخرج اللام[FONT="] .
[/FONT]
[/FONT]
[FONT="] واشترك الحرفان فى صفة الجهر وقوّة الصوت ، ولم يشتركا فى أيّ صفةٍ أخرى، فاللام : متوسّطة ومجهورة ومستفلة ومنفتحة (حال ترقيقها ، فإذا فُخّمت عند وجود السبب ؛ صارت مستعلية مطبقة لاستعلاء طرف اللسان مع أقصاه ) ، وينحرف صوت اللام عن الحافّتين الأماميّتين إلى الخلفيّتين عند النطق بها .[/FONT]
[FONT="] والضاد : رخوة ومجهورة ومستعلية ومطبقة ، واستطال صوتها عن مخرجها لاستطالة اللسان وتحرّكِه عند النطق بها ، فاحتاجت لمخرج اللام حتى يكمل صوتها ويكتسب فصاحتَه بتحقيق رخاوتها عن طريق استطالتها ، واحتاجت اللام لمخرج الضاد حتى يكمُل صوتُها ويكتسب فصاحتَه بتحقيق جريانه الغير تام بعد احتباسه الغير تام ، ولا يتمّ هذا إلاّ بانحراف صوتِها عن مخرجها إلى مخرج الضاد . [/FONT]
[FONT="] فكلا الحرفين لايستغني عن مخرج مقاربه بحالً من الأحوال حتى يكتسب صوتَه العربيّ الفصيح .[/FONT]