صلاح بلعلا
New member
تنبيهات حول ضبط مصحف المدينة النبوية برواية حفص عن عاصم ( 1 )
نقاط الإعجام:
وضعت نقاط الإعجام في وقت مبكر للتمييز بين الحروف المتشابهة، قيل أن نصر بن عاصم هو من وضعها وهو من أتباع أبي الأسود، وقد مرت بمراحل تطورت فيها حتى استقرت لما هي عليه الان.
وقد ضبط مصحف المدينة النبوية بطريقة المشارقة، ويلاحظ عليهم أنهم تركوا نقط الياء المتطرفة باعتبار أنها لا تلتبس بغيرها، وهذا فيه عدة إشكالات:
1) أن ذلك مخالف لقاعدة تعميم الضبط على كل أجزاء الكلمة، فقد استقر ضبط المصحف على ضبط كل أجزاء الكلمة، إضافة إلى ذلك فإن مسألة نقط الحروف المتطرفة فيها خلاف، فبعض علماء الضبط يرى ترك نقط النون والفاء والقاف إضافة إلى الياء، لهذا فإن تمييز الياء عن غيرها ليس له ما يبرره، وحجة أنها لا تلتبس بغيرها غير واردة هنا، لأن نقاط الإعجام أصبحت جزءًا من الحرف لا تنفصل عنه بأي حال من الأحوال.
2) أن ذلك مخالف لمبدأ للقياس، فإما أن تنقط الياء في جميع أجزاء الكلمة، وإما أن تترك في جميع الأجزاء، ولو ترك نقط الياء في كل أجزاء الكلمة لكان ذلك اصطلاحًا ولم تلتبس بغيرها، لأننا إذا نقطنا جميع الحروف المشابهة لها وتركناها كان ذلك تمييزًا لها، أما أن يترك نقطها إذا تطرفت وتنقط في بقية أجزاء الكلمة فهذا مخالف للقياس .
3) إن ترك نقط الياء المتطرفة يؤدي إلى التباسها الألف بالياء نحو: ( إِلَى ٱلۡحَقِّ ) فالألف هنا ملتبسة بالياء في حالة الوقف، وإن كان الحرف ساقط في حالة الوصل، إلا أنه ينبغي علينا ضبط صورة الحرف قبل ضبط حكمه؛ بمعنى أنه يجب معرفة ما هو الحرف الساقط، لأن عملية الضبط تمر بثلاث مراحل، أولا: ضبط صورة الحرف، ثانيًا: ضبط حركة الحرف، ثالثًا: ضبطه منطوقًا أو محذوفًا.
والخلاصة أن الأولى أن تنقط الياء المتطرفة, لعدم وجود أي إشكال عند نقطها، بل تزول جميع الإشكالات بذلك، ونقطها يتوافق مع القواعد العلمية من جميع الجوانب. والله اعلم
نقاط الإعجام:
وضعت نقاط الإعجام في وقت مبكر للتمييز بين الحروف المتشابهة، قيل أن نصر بن عاصم هو من وضعها وهو من أتباع أبي الأسود، وقد مرت بمراحل تطورت فيها حتى استقرت لما هي عليه الان.
وقد ضبط مصحف المدينة النبوية بطريقة المشارقة، ويلاحظ عليهم أنهم تركوا نقط الياء المتطرفة باعتبار أنها لا تلتبس بغيرها، وهذا فيه عدة إشكالات:
1) أن ذلك مخالف لقاعدة تعميم الضبط على كل أجزاء الكلمة، فقد استقر ضبط المصحف على ضبط كل أجزاء الكلمة، إضافة إلى ذلك فإن مسألة نقط الحروف المتطرفة فيها خلاف، فبعض علماء الضبط يرى ترك نقط النون والفاء والقاف إضافة إلى الياء، لهذا فإن تمييز الياء عن غيرها ليس له ما يبرره، وحجة أنها لا تلتبس بغيرها غير واردة هنا، لأن نقاط الإعجام أصبحت جزءًا من الحرف لا تنفصل عنه بأي حال من الأحوال.
2) أن ذلك مخالف لمبدأ للقياس، فإما أن تنقط الياء في جميع أجزاء الكلمة، وإما أن تترك في جميع الأجزاء، ولو ترك نقط الياء في كل أجزاء الكلمة لكان ذلك اصطلاحًا ولم تلتبس بغيرها، لأننا إذا نقطنا جميع الحروف المشابهة لها وتركناها كان ذلك تمييزًا لها، أما أن يترك نقطها إذا تطرفت وتنقط في بقية أجزاء الكلمة فهذا مخالف للقياس .
3) إن ترك نقط الياء المتطرفة يؤدي إلى التباسها الألف بالياء نحو: ( إِلَى ٱلۡحَقِّ ) فالألف هنا ملتبسة بالياء في حالة الوقف، وإن كان الحرف ساقط في حالة الوصل، إلا أنه ينبغي علينا ضبط صورة الحرف قبل ضبط حكمه؛ بمعنى أنه يجب معرفة ما هو الحرف الساقط، لأن عملية الضبط تمر بثلاث مراحل، أولا: ضبط صورة الحرف، ثانيًا: ضبط حركة الحرف، ثالثًا: ضبطه منطوقًا أو محذوفًا.
والخلاصة أن الأولى أن تنقط الياء المتطرفة, لعدم وجود أي إشكال عند نقطها، بل تزول جميع الإشكالات بذلك، ونقطها يتوافق مع القواعد العلمية من جميع الجوانب. والله اعلم