تناسب بدايات السور مع خواتيمها

إنضم
7 مايو 2004
المشاركات
2,562
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الخبر - المملكة ا
الموقع الالكتروني
www.islamiyyat.com
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإخوة الأفاضل في هذا المنتدى المبارك أنقل لكم ما جمعته من حلقات الدكتور فاضل السامرائي جزاه الله خيراً حول موضوع تناسب بدايات السور مع خواتيمها للفائدة فلا تنسونا من دعوة صالحة بارك الله فيكم ونفعنا بعلم الدكتور فاضل وزاده علماً وفهماً بكتابه العزيز اللهم آمين
 
احسن الله اليك ونظر الى صالح اعمالك وجعل السكينة والاطمئنان ظلالك
 
جزاك الله خيرا وبارك الله لك في عمرك
 
باركك الله أختاه ونفع بك
ونقدم للأخوة الأفاضل كتابنا: القرآن سورة واحدة: جزء عم نموذجا!
والذي ركنا فيه على الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية, وارتباط واتصال السور ببعضها وكيف أن هذا الاتصال عنصر رئيس في فهم العديد من المفردات القرآنية
ويمكن للمتصفح الكريم تنزيل الكتاب من هذه الصفحة:
http://www.amrallah.com/ar/showthread.php?p=1076#post1076
 
جزاكم الله خيراً إخوتي وأخواتي الأفاضل على تعقيباتكم الطيبة وبارك فيكم ونفعنا بما علمنا.
بارك الله فيك أخي الكريم عمرو الشاعر على الكتاب وجاري تحميله للإطلاع عليه وأستأذنك في وضعه على موقعي إسلاميات لتعم الفائدة
 
باركك الله أختاه ونفع بك
ونقدم للأخوة الأفاضل كتابنا: القرآن سورة واحدة: جزء عم نموذجا!
والذي ركنا فيه على الوحدة الموضوعية للسورة القرآنية, وارتباط واتصال السور ببعضها وكيف أن هذا الاتصال عنصر رئيس في فهم العديد من المفردات القرآنية
ويمكن للمتصفح الكريم تنزيل الكتاب من هذه الصفحة:
http://www.amrallah.com/ar/showthread.php?p=1076#post1076

الأخ عمرو الشاعر

لقد قمت بإنزال كتابك وقرأت مقدمته ورأيته كما يقول المثل العامي : المكتوب يعرف من عنوانه.

وأنا أرى أن تقوم بإحراق كتابك هذا إن كان مطبوعاً وتمسحه من الشبكة ، فهو خير لك.

فلا أنت فهمت المراد من آيات الله ، ولا أنت فهمت ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا ما جاء عن الصحابة الذين زكاهم الله ورضي عنهم وجعلهم أمناء على تبليغ ما نزل على رسوله صلى الله عليه وسلم.

وما أراك بأسلوبك هذا إلا طعاناً في كتاب الله فضلاً عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وإني أحذر إخواني في هذا الملتقى المبارك من كتابات عمرو هذا ففيها من التدليس والقول على الله بلا علم الشيء الكثير.

وإني أدين الله بهذا القول

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
الأخ عمرو الشاعر

لقد قمت بإنزال كتابك وقرأت مقدمته ورأيته كما يقول المثل العامي : المكتوب يعرف من عنوانه.

وأنا أرى أن تقوم بإحراق كتابك هذا إن كان مطبوعاً وتمسحه من الشبكة ، فهو خير لك.

فلا أنت فهمت المراد من آيات الله ، ولا أنت فهمت ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا ما جاء عن الصحابة الذين زكاهم الله ورضي عنهم وجعلهم أمناء على تبليغ ما نزل على رسوله صلى الله عليه وسلم.

وما أراك بأسلوبك هذا إلا طعاناً في كتاب الله فضلاً عن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

وإني أحذر إخواني في هذا الملتقى المبارك من كتابات عمرو هذا ففيها من التدليس والقول على الله بلا علم الشيء الكثير.

وإني أدين الله بهذا القول

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.

وحتى لا يعتب علي الإخوة إليكم مثالاً من كتابته:

"أول وأكبر إشكالية تنبع من قبول نزول القرآن على شكل آيات منفصلة, بخلاف إعطاء المعاندين أكبر فرصة لرفض الإيمان بالقرآن, هي وقوع التشكيك في مصدر الوحي! والإدعاء أن القرآن الكريم من عند محمد بن عبدالله!
فإذا كان القرآن الكريم منزل من لدن حكيم عليم, وهو الواقع فعلا, أفلم يكن علام الغيوب عارفا بالوقائع التي يمكن حدوثها في المستقبل فيدرجها في كتابه؟ أم أنه ينتظر حتى تقع, فيُعدل من أجلها كلمته الخاتمة؟! إننا نشكو من القصور التشريعي الذي تعاني وتأنُّ منه الأحكام الوضعية, لأنها من وضع وتأليف بشر, ليست لديهم الرؤية الكاملة ولا التوقعات المستقبلية للحوادث الممكنة, لذا فإن هذه القوانين محكوم عليها بالنقص والعجز وبالتعديل المستقبلي! فهل يكون الأمر كذلك مع الله سبحانه وتعالى؟! إننا نباهي دوما بأن القرآن كتاب شامل متجاوز لحدود الزمان والمكان, صالح لكل إنسان مهما ومتى كان, فكيف يكون ذلك إذا كان الله –تعالى سبحانه عن ذلك- لم ينتبه أو يراعي بعض المسائل البسيطة في زمن الرسول, فما بال ما بعد ذلك بآلاف السنين والأميال؟!!
فإذا أخذنا رواية واردة في مسلم -على سبيل المثال- تقول:
عن أبي إسحاق أنه سمع البراء يقول في هذه الآية: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله" فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فجاء بكتف يكتبها, فشكا إليه بن أم مكتوم ضرارته فنزلت: "لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر"
وهنا نتساءل: لماذا لم ينزلها الله عزوجل في المرة الأولى, أكان هذا عن نقص علم أم عن سهو عن أصحاب الضرر, أم غفلة منه؟ تعالى سبحانه عن ذلك! إن علمه وكرمه يجعلان هذا الأمر محالا!
وإذا بررها القابلون بأي تبرير مثل القول أن هذا كان من أجل إظهار منة الله على عباده! فإن هذا لا يرفع شبهة السهو والغفلة –تعالى سبحانه عن ذلك- كما أنه يؤدي إلى التشكيك, ونسب القرآن إلى محمد نفسه! فيقول الطاعن أو غير المؤمن: إن الرب كامل وعلمه كذلك, أما هذا القرآن فكان من عند محمد, يؤلفه كما يحلو له, فإذا اُعترض عليه أصحابه أضاف أو حذف, وقال: أوحي إلي كذا وكذا, ولو كان من عند الله لما حدث هذا؟!"

فانظروا لا عقل ولا نقل .
 
يعجبني فيك أخي محب القرآن أنك فعلا محب للقرآن وأنه أثر فيك تأثيرا شديدا ويظهر هذا جليا في أسلوب حوارك مع كل مخالفيك!
لا عقل ولا نقل!
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم, وسامحك الله أخي!
هل هذا أسلوب للحوار؟ ما أروع أسلوبك الذي لا علاقة له بالقرآن الذي تحبه!!!!
وأسألك أخي : أعط من لا عقل له -أنا- مبررا عقليا -علّي أعقل!!- في نزول آيات ينقصها كلمات ثم تكمل الكلمات لاحقا؟!
وكيف لا يثير هذا الشك عند غير المسلم -عقلا- ويدفعه للظن أن القرآن من عند محمد؟!
إنك تريد القول أنه من المنطقي والطبيعي بل والأفضل أن ينزل الوحي الإلهي ناقصا كلمات ثم يكمل بعد ذلك, أما من يقول أنه نزل كاملا فهو مخالف للمنطق وصاد عن كتاب الله ودافع غير المسلمين للشك في كتاب الله!!!!
والعجيب أنك ترى قولي طعنا في الكتاب!! فأسألك بالله العظيم أن تعطيني آية واحدة خالفتها بقولي هذا؟!
آية واحدة فقط, ولا تنقل لي قول فلان وعلان, أريد آية واحدة خالفتها بقولي حتى أكون طعانا في القرآن!


وختاما أقول لك:
إن دعوتك لحرق الكتاب الذي يحتوي فكرا مخالفا يظهر أي مستوى عقلي تمتلك وبأي طريقة تفكر!
فهنيئا لك العقل والتفكير ويا حسرتاه على حالنا
سلام عليك!
 
وبغض النظر عن الاتفاق في الجزء التأصيلي المعروض في أول الكتاب! هل نظرت أخي فيما قدمناه تطبيقا؟ أعتقد أنك لم ولن تفعل؟!
فأسأل الأخوة أن ينظروا ما قدمناه في تناول سور جزء عم فسيجدوا فيه الجديد النافع والذي لن يجدوا أي حرج في تقبله فلقد بينا فيه اتصالا بديعا بين السور و وحدة داخل السورة نفسها!
ونحمد الله تعالى أننا لم نسبق إليه!
 
والعجيب أنك ترى قولي طعنا في الكتاب!! فأسألك بالله العظيم أن تعطيني آية واحدة خالفتها بقولي هذا؟!
آية واحدة فقط, ولا تنقل لي قول فلان وعلان, أريد آية واحدة خالفتها بقولي حتى أكون طعانا في القرآن!

وختاما أقول لك:
إن دعوتك لحرق الكتاب الذي يحتوي فكرا مخالفا يظهر أي مستوى عقلي تمتلك وبأي طريقة تفكر!
فهنيئا لك العقل والتفكير ويا حسرتاه على حالنا
سلام عليك!

سألتني بالله وهذا هو الجواب:

(مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة البقرة (106)

(وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)) سورة النحل

فهذه نصوص صريحة في أن هناك آيات تنسخ وآيات تبدل، وهذا وحده كافٍ في الرد عليك.

وكلامك مخالف للنصوص الصحيحة الصريحة من سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ومنها:

ما رواه مسلم رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة قال:

لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
قَالَ فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ بَرَكُوا عَلَى الرُّكَبِ فَقَالُوا أَيْ رَسُولَ اللَّهِ كُلِّفْنَا مِنْ الْأَعْمَالِ مَا نُطِيقُ الصَّلَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْجِهَادَ وَالصَّدَقَةَ وَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا نُطِيقُهَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَقُولُوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتَابَيْنِ مِنْ قَبْلِكُمْ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا بَلْ قُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَوْمُ ذَلَّتْ بِهَا أَلْسِنَتُهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي إِثْرِهَا
{ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }
فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ نَسَخَهَا اللَّهُ تَعَالَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا }
قَالَ نَعَمْ
{ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا }
قَالَ نَعَمْ
{ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ }
قَالَ نَعَمْ
{ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ }
قَالَ نَعَمْ.

وروى مسلم أيضاً من حديث بن عباس رضي الله عنهما قال:
"بَيْنَمَا جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَمِعَ نَقِيضًا مِنْ فَوْقِهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ هَذَا بَابٌ مِنْ السَّمَاءِ فُتِحَ الْيَوْمَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَنَزَلَ مِنْهُ مَلَكٌ فَقَالَ هَذَا مَلَكٌ نَزَلَ إِلَى الْأَرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إِلَّا الْيَوْمَ فَسَلَّمَ وَقَالَ أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةُ الْكِتَابِ وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَنْ تَقْرَأَ بِحَرْفٍ مِنْهُمَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ"

وروى البخاري رحمه الله تعالى من حديث البراء رضي الله عنه
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ الْبَيْتِ وَأَنَّهُ صَلَّى أَوْ صَلَّاهَا صَلَاةَ الْعَصْرِ وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ صَلَّى مَعَهُ فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ الْمَسْجِدِ وَهُمْ رَاكِعُونَ قَالَ أَشْهَدُ بِاللَّهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ الْبَيْتِ وَكَانَ الَّذِي مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ رِجَالٌ قُتِلُوا لَمْ نَدْرِ مَا نَقُولُ فِيهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
{ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ }"

وأخرج البخاري رحمه الله عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ سَمِعْتُ الْبَرَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
لَمَّا نَزَلَ صَوْمُ رَمَضَانَ كَانُوا لَا يَقْرَبُونَ النِّسَاءَ رَمَضَانَ كُلَّهُ وَكَانَ رِجَالٌ يَخُونُونَ أَنْفُسَهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
{ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ }.

وروى البخاري أيضاً
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ
خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي فَأَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْتِمَاسِهِ وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَأَتَى النَّاسُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ فَقَالُوا أَلَا تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِالنَّاسِ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ فَقَالَ حَبَسْتِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاسَ وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ قَالَتْ عَائِشَةُ فَعَاتَبَنِي أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي وَلَا يَمْنَعُنِي مِنْ التَّحَرُّكِ إِلَّا مَكَانُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى فَخِذِي فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ فَتَيَمَّمُوا فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ فَإِذَا الْعِقْدُ تَحْتَهُ.

وروى البخاري بسنده فقال :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا حَيْوَةُ وَغَيْرُهُ قَالَا حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو الْأَسْوَدِ قَالَ قُطِعَ عَلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ بَعْثٌ فَاكْتُتِبْتُ فِيهِ فَلَقِيتُ عِكْرِمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَأَخْبَرْتُهُ فَنَهَانِي عَنْ ذَلِكَ أَشَدَّ النَّهْيِ ثُمَّ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ عَبَّاسٍ
أَنَّ نَاسًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ يُكَثِّرُونَ سَوَادَ الْمُشْرِكِينَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي السَّهْمُ فَيُرْمَى بِهِ فَيُصِيبُ أَحَدَهُمْ فَيَقْتُلُهُ أَوْ يُضْرَبُ فَيُقْتَلُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
{ إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمْ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ }
الْآيَةَ.

وروى أيضاً بسنده فقال:
حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ عَطَاءٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
{ وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا }
قَالَ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ كَانَ رَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ لَهُ فَلَحِقَهُ الْمُسْلِمُونَ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ فَقَتَلُوهُ وَأَخَذُوا غُنَيْمَتَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِي ذَلِكَ إِلَى قَوْلِهِ
{ تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }
تِلْكَ الْغُنَيْمَةُ قَالَ قَرَأَ ابْنُ عَبَّاسٍ السَّلَامَ"

وروى البخاري أيضاً من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حديث الأفك الطويل وفيه قالت:
"قَالَتْ فَوَاللَّهِ مَا رَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا خَرَجَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ فَأَخَذَهُ مَا كَانَ يَأْخُذُهُ مِنْ الْبُرَحَاءِ حَتَّى إِنَّهُ لَيَتَحَدَّرُ مِنْهُ مِثْلُ الْجُمَانِ مِنْ الْعَرَقِ وَهُوَ فِي يَوْمٍ شَاتٍ مِنْ ثِقَلِ الْقَوْلِ الَّذِي يُنْزَلُ عَلَيْهِ قَالَتْ فَلَمَّا سُرِّيَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُرِّيَ عَنْهُ وَهُوَ يَضْحَكُ فَكَانَتْ أَوَّلُ كَلِمَةٍ تَكَلَّمَ بِهَا يَا عَائِشَةُ أَمَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَقَدْ بَرَّأَكِ فَقَالَتْ أُمِّي قُومِي إِلَيْهِ قَالَتْ فَقُلْتُ لَا وَاللَّهِ لَا أَقُومُ إِلَيْهِ وَلَا أَحْمَدُ إِلَّا اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسِبُوهُ }
الْعَشْرَ الْآيَاتِ كُلَّهَا فَلَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ هَذَا فِي بَرَاءَتِي قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحِ بْنِ أُثَاثَةَ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ مَا قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
{ وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ }
قَالَ أَبُو بَكْرٍ بَلَى وَاللَّهِ إِنِّي أُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ وَقَالَ وَاللَّهِ لَا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا"

وأختم بالحديث الذي شغبت به على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة وتأريخها وعلمائها ومفسريها ، وهو ما رواه البخاري بسنده إلي :

الْبَرَاءِ قَالَ
لَمَّا نَزَلَتْ
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ }
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُوا فُلَانًا فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ أَوْ الْكَتِفُ فَقَالَ اكْتُبْ
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ }
{ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }
وَخَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }.

وأي غرابة في هذا ، بل إن فيه أكبر دليل على أن هذا القرآن من عند الله تعالى ولكن الذي يعمل عقله مقابل النصوص ولا يتدبرها يأتِ بالعجائب كما فعلت أنت.

فالقرآن كما أخبر الله تعالى :
(حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) سورة الزخرف

فهو في أم الكتاب وأنزل منجما بحسب الوقائع والأحداث على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا موافق للحكمة في التربية والتعليم .

هذا والله أعلم .
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد.
 
وهذا بعض الردود على كلامك في مقدمتك حتى يعلم الإخوة لماذا حذرتهم من كتاباتك.
يقول عمرو الشاعر:


"وتأتي الإجابة المفجعة, في أن المسألة لم تأت من غير المسلمين أو حتى من عوامهم وإنما أتت من علماء مسلمين! فهم وإن كانوا يقولون أن القرآن –بشكله الحالي- كتاب, إلا أنهم يتعاملون معه على غير هذا الأساس, فهم يرون أن القرآن أنزل مفرقا, تارة على شكل سور وتارة آيات متفرقات جُمعت لاحقا وأدرجت تحت سورة واحدة, وهكذا استمر جمع الآيات في سور, إلى أن مات الرسول الكريم بعد أن أخبر صحابته بترتيب سوره, أو لم يخبرهم وتولى الصحابة ترتيب المصحف بأنفسهم! وتبعا لهذا القول فإن القرآن يفقد معنى الكتاب, لأنه أصبح عبارة عن مجموعة "مقالات" رُصت بترتيب معين –لا يوثق في راصها- وقُدمت للبشرية."

سبحان الله !! علماء المسلمين منذ ما يزيد على ألف وأربع مئة سنة لم يتنبه أحد منهم لهذه المسألة .
علماء المسلمين الذين كان في مقدمتهم أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذين فهموا القرآن وعملوا به ما لم يعمل بمثله أحد من بعدهم .
الصحابه الذين فهموا القرآن وعلموه للناس من بعدهم وتناقلته الأجيال من بعدهم وعلموه وعملوا به وأفتوا به ورجعوا إليه في أحكامهم في جميع شؤون حياتهم كانوا جميعا يتناولون القرآن على أنه مقالات لا على أنه كتاب ؟
سبحانك هذا بهتان عظيم.


"ولهذا لم يقرأ عامة المفسرين القرآن على أنه كتاب ذو موضوعات متصلة, وإنما قرأوا السور على أنها مجموعة آيات متراصة, وأخذوا في تفسيرها! فإذا التفت أحدهم إلى السياق الذي وردت فيه الآية فبها ونعمت وإن لم يراعها فلا حرج, فلم يرهق نفسه, ألم تنزل السور مفرقة, وكانت تنزل آيات في مكة وأخرى في المدينة, وآيات تنزل بعد عشر سنين, وآيات تنزل في مواضيع مختلفة ثم جُمعت في سورة واحدة؟! فكيف أربطها ببعضها, وما الذي سأستفيده أو سيستفيده القارئ, إذا رأى العلاقة بين الآيات؟!"



سبحان الله !!!
كان المفسرون بهذه البلادة ؟
هلا أعطيتنا مثالا شاهدا لقولك من تفسير كل مفسر من كل عصر حتى نتحقق من بلادتهم وغبائهم ومن ثم نكر على مؤلفاتهم تقطيعا وتمزيقا وتحريقا؟

"وهكذا فسّر المفسرون القرآن كآيات منفصلات, فتخبطوا تخبطا شديدا وذكروا في كتبهم أقوالا ما أنزل الله بها من سلطان, وأضاعوا دلائل بينات على كون القرآن من عند الله عزوجل, وذلك لأنهم اعتمدوا منهج التجزئة في التعامل مع كتاب الله تعالى, واكتفائهم بالقول أن القرآن أفصح كلام .... مقتضب متقطع!!
ويعجب المرء من هذا القول! هل هناك كلام فصيح غير متصل, وإنما جمل متناثرات تُرص رصا, في موضوعات لا علاقة لها ببعضها؟!"


سبحان الله !!
كانوا يتخبطون ويضلون الناس ولا أدرى بعلم أو بغير علم ؟ وحسب قولك يبدوا أنه على علم منهم لأنهم ذكروا الأقوال التي ما أنزل الله به من سلطان وأضاعوا البينات على كون القرآن من عند الله عز وجل .
سبحانك هذا بهتان عظيم.
الذين اشتغلوا بالقرآن تعليما وتفسيرا وبيانا للناس والذين يصدق عليهم قول الحبيب صلى الله عليه وسلم : " خيركم من تعلم القرآن وعلمه" وقوله : " يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله " يقال عنهم مثل هذا الكلام.

"لذا فإننا سنقوم في هذا الكتاب بتناول هذا القضية, مظهرين أن كتاب الله تعالى كتاب, يشتمل عناصر الكتاب, كتاب أفضل من أي كتاب, كتاب ذو بنيان قويم, مترابط الأجزاء متناسقها, يصدق بعضه بعضا, كتابٌ آيته أنه كتاب, وليست آيته في السورة الواحدة, لأن السورة لا تكون سورة إلا بغيرها!"

سبحان الله كيف غُفل عن هذا ألف وأربع مئة سنة ثم سقطت أنت عليه!
لا تستغرب من اللهجة التي أكتب بها فمن يسفه الأمة وعلاماءها يُسفه وترفض أقواله.


كيف أُنزل القرآن؟
من المسلّم به بين عوام المسلمين وعلمائهم أن القرآن أنزل مفرقا, ولم ينزل جملة واحدة, وذلك لصريح قوله تعالى: "وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً [الإسراء : 106]"
وقوله: "وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً [الفرقان : 32]"
فالكافرون كان يريدون أن ينزل القرآن جملة واحدة حتى يعرفوا ما فيه وماذا سيقدم لهم, ولكن الله عزوجل بيّن أن طلبهم هذا مخالف للحكمة من طريقته التي ارتضاها في تنزيل القرآن.
فإذا تجاوزنا هذه المسَلّمة انتقلنا إلى النقطة التالية, وهي السؤال:
إذا كان القرآن أُنزل مفرقا, فكيف كان هذا الإنزال؟
المشتهر أنه كان هناك طريقتان في نزول القرآن, فإما أن تُنزل السورة كاملة, أو تُنزل آيات بحسب الحاجة, فلربما أُنزلت خمس أو عشر آيات أو أكثر, ولربما أُنزلت آية أو جزء من آية, وفي هذا يقول الإمام السيوطي في الإتقان:
"النوع الثالث عشر: ما نزل مفرقاً وما نزل جمعاً.
الأول غالب القرآن. ومن أمثلته في السور القصار: اقرأ، أول ما نزل منها إلى قوله (ما لم يعلم) والضحى أول ما نزل منها إلى قوله (فترضى), كما في حديث الطبراني. ومن أمثلة الثاني: سورة الفاتحة والإخلاص والكوثر وتبت, ولم يكن والنصر والمعوذتان نزلتا معاً، ومنه في السور الطوال المرسلات. ففي المستدرك عن ابن مسعود قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار فنزلت عليه المرسلات عرفاً, فأخذتها من فيه وإن فاه رطب بها فلا أدري بأيها ختم: (فبأي حديث بعده يؤمنون) أو (وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون), ومنه سورة الصف لحديثها السابق في النوع الأول. ومنه سورة الأنعام، فقد أخرج أبو عبيد والطبراني عن ابن عباس قال: نزلت سورة الأنعام بمكة ليلاً جملة, حولها سبعون ألف ملك. " اهـ
وعلى قولهم, لم تنزل الآيات داخل السور المفرقة مرتبة, وإنما كانت تنزل هكذا حسب الحالة, فلربما أُنزلت آيات في آخر السورة أو وسطها قبل آيات في أولها, ثم ينزل الأول بعد ذلك, ولربما أُنزلت مرتبة, وهكذا إلى أن رُتب القرآن الترتيب الذي نحن عليه الآن في العرضة الأخيرة على الرسول الكريم, والذي استقر عليه المسلمون في آخر حياة الرسول وبعد وفاته.
وبعد أن عرضنا ما قالت به بعض الروايات, والتي صدّق عليها العلماء, ننظر في القرآن, لننظر؛ هل ما قال به العلماء الأفاضل هو ما قال به القرآن."


وهنا أسألك أين هي الروايات التي صدق عليها العلماء ؟
هل ما ذكره السيوطي هو الروايات أو هو ما فهمه من مجموع الروايات الثابته بالأسانيد الصحيحة؟


"الناظر في القرآن يجد أنه يقولها صراحة, أنه أُنزل على شكل سور ولم ينزل على شكل آيات متفرقات! فكانت السور الطوال مثل البقرة وآل عمران والنساء تنزل جملة واحدة, كما كانت السور القصار مثل الإخلاص والكوثر والنصر تنزل جملة واحدة."

أين الدليل على أن البقرة وال عمرآن والنساء نزلت جملة واحدة؟
ومن قال لك أن النصر والإخلاص والكوثر نزلت جملة واحدة؟

"ونبدأ في تناول الآيات التي تصرح أن القرآن أُنزل على شكل سور وليس على شكل آيات:
ونبدأ بالآيات التي يخبر الله تعالى بعدم قدرة البشر على الإتيان بمثل القرآن, والتي قالوا أن الله تعالى تحدى فيها البشر, وبغض النظر إذا كان الأمر تحديا أو إخبارا فإن كليهما مؤدٍ إلى ما نقول به:
يقول الله تعالى في كتابه الكريم:
"وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ [البقرة : 23]"
"أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [يونس : 38]"
"أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [هود : 13]"
هذه الآيات تقول صراحة أن الكفار لن يستطيعوا أن يأتوا بعشر سور من القرآن أو حتى سورة واحدة, وعلى قولهم فهي تتحداهم أن يأتوا بسورة أو عشرة, فلماذا يطالبهم الله عزوجل أن يفعلوا ما لم يفعله هو في كثير من الأحيان؟!
فإذا كان يُنزل على الرسول الكريم السور القصار فقط جملة واحدة, وأحيانا يُفرقها, وأما السور الكبار فينزلها على مرات متتاليات, بدون أي ترتيب للآيات, فينزل آخر السورة قبل وسطها, وقبل أولها؟!
التحدي لا يكون إلا إذا كانت السور, كبيرة كانت أو صغيرة, تُنزل جملة واحدة وعلى الآخرين أن يأتوا بمثلها."


أما سؤالك الأول فأتركه للقارىء الكريم.
ومن قال أن التحدي لا يكون إلا إذا أنزلت السورة جملة واحدة ؟
وبناء على قولك فلا يجوز التحدي بالقرآن كله حتى ينزل كاملاً ، والتحدي بالقرآن كله قد نزل في سورة الطور والأسراء قبل أن يكتمل نزول القرآن.


"ونقدم لك عزيزي القارئ تصورا يقرب لك المسألة:
تصور أني شاعر كبير وأدعي أني آتي بقصائد لم يأت به الأوائل ولن يستطيعها الأواخر, فقال لي الناس: قدّم لنا ما عندك لنحكم. فقدمت لهم بعض أبيات من قصيدة, ثم بعدها بفترة قدمت لهم أبيات أخرى, وقلت لهم: هذه الأبيات لا أعرف موضعها من القصيدة, وسأخبركم فيما بعد, المهم أنها من القصيدة. وهكذا كل فترة, أقدم لهم بعض أبيات تضاف إلى القصيدة, وأحيانا كنت أحذف بعض الأبيات بعد أن أقدمها لهم, وأحيانا أقدم لهم أبياتا, فيعترض معترض أو يسأل سائل, فأضيف بعض الكلمات إلى القصيدة, وبعد فترة أقول لهم: الآن انتهت القصيدة, وهذا هو الشكل النهائي لها, وأتحداكم أن تأتوا بمثلها؟!
بالله عليك هل يُقبل مثل هذا الشكل من التحدي في أي مجال أدبي أو فكري؟! "


سبحان الله تقيس كلام الله على كلام البشر!
إن الذي أنزل القرآن مفرقاً قد علم أنهم سيعجزون عن الإتيان بمثله ، والدليل أنهم لم يحاول ، بل علموا من اللحظة الأولى أنه ليس كلام بشر ، وأقصى ما فعلوا أنهم قالو :
(لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) سورة الأنفال من الآية(31)
فلا داعي لكلامك هذا وما بعده من القياسات والصور الفاسدة.


"ونلاحظ أن الله تعالى لم يخبر (لم يتحد) بأننا لا نستطيع أن نأتي بمثل بضع آيات, وإنما كان التحدي (الإخبار) بعدم القدرة على الإتيان بسورة, وإذا كانت الآيات المنزلة في كل مرة كافية شافية في قضية ما, فإن إضافة غيرها يعد حشوا! أو نقضا للتناسق بين الكلام وبعضه.
وإذا كان الله تعالى يعتمد هذا الأسلوب في إنزال النصوص, فكان من الممكن أن يعتمده أيضا كفار قريش, فيردون على محمد بجمل مرتبطة, ويقولون: هذا مثل ما أنزل عليك وسنكمله نحن أيضا فيما بعد, عندما تكمل أنت سورك!!"


وهذا جهل فاضح بالقرآن أو أنه طعن فيه من طرف خفي .
إن كل آية من القرآن كافية شافية في موضوعها ولا يمنع أن ما أضيف إليها يعطي معنىً إضافياً ، ولا يلزم من ذلك من أن تنزل جملة واحدة كما هو في القرآن كله .


"ومن الممكن أن يفعله أي مدعٍ للنبوة في أي زمن, فيقدم بعض نصوص تتناول أي موضوعات, فإذا قيل له: وماذا في هذه النصوص؟ ليست على القدر من الفصاحة والبيان, كما أن موضوعها ليس على المستوى. أجاب: لقد فعل الله سابقا مثل هذا! –تعالى الله عن هذا- فأنزل جملا متفرقة على محمد, ثم جمعها فيما بعد فصارت معجزة أدبية! فلم تقبلونها مع محمد وترفضونها معي؟!"


سبحان الله
هل القرآن لم يكتسب فصاحته وبيانه إلا بعد إكتمال نزوله؟
والجواب بنعم لازم لك لأنك تقول إن القرآن سورة واحدة.

"إن القول بتفريق سور القرآن كان دقا لأكبر مسمار في نعش تفرد القرآن, وقضاء على تحديه بأن يأتي المخالف بسورة من مثله, فسيأتي المخالف ببعض جمل ويقول: أتيت بسورة من مثله, وباقيها سأكمله بعد سنة أو عشر سنين, كما حدث مع مزملكم؟! فكيف نرد على هذا؟!"

وكيف افترضت أن للقرآن نعشا وأنه قريبا سيحمل على الأعناق ثم يدفن بلا رجعة؟
ثم لماذا هذه العبارة: " كما حدث مع مزملكم؟!"
لا أدري ما أقول ، قد يكون جهلاً وغباءً وقد يكون مكرا وخبثا.
 
سلام عليك أخي:
رد أخير أختم به حواري معك أخي الحنون!!!
قلت ردا علي:سألتني بالله وهذا هو الجواب:

(مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) سورة البقرة (106)

(وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102)) سورة النحل

فهذه نصوص صريحة في أن هناك آيات تنسخ وآيات تبدل، وهذا وحده كافٍ في الرد عليك." اهـ
يا أخي المحب هذا أكبر دليل على أنك لا تتدبر القرآن, وتكرر وتنقل ما قاله الأقدمون وتتشنج في الدفاع عنه, غير منتبه للسياق العام!!!
الذي وردت فيه الآيات, فأقول وخذها من إنسان غير متدبر:
كلمة آية تأتي في القرآن دوما بمعنى علامة, دليل , بينة أو بالاستعمال الخاطئ بما يساي معجزة, ولم تأت أبدا بمعنى: آية في القرآن بخلاف كلمة: آيات والتي قد تأتي بمعنى: آيات قرآنية أو ما يسمى بالمعجزات!
قد تقول: ولكنها في هذا السياق أتت بمعنى آية في القرآن وهاتان الآيتان استثناء. فأقول لك:
هنا عزيزي المتدبر يبرز دور السياق في تحديد المعنى, فإذا نظرنا إلى الآيات السابقة واللاحقة لهذه الآية وجدنا الله تعالى يقول:
مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (١٠٥) مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٦) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (١٠٧) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (١٠٨) وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٩)
فالسياق يتحدث عن كره أهل الكتاب لنزول القرآن على المسلمين, كما أن الحديث عن قدرة الله تعالى وليس عن علمه كما أن هناك كلام عن مطالبة الرسول بما طولب به موسى, فكل هذا يؤكد أن الحديث عن الآية والتي هي بمعنى المعجزة! والتي هي إشارة للقرآن كله في مقابل التوراة التي نسخت!
فإذا انتقلنا إلى آية النحل وجدنا السياق يؤكد ما قلناه هنا; فالله تعالى يقول:
فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (٩٨) إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٩٩) إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ (١٠٠) وَإِذَا بَدَّلْنَا آَيَةً مَكَانَ آَيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (١٠١) قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (١٠٢)
فالآيات تتكلم عن كره واستثقال المعاندين للقرآن فيقول الله تعالى لهم أنه أعلم بما ينزل فالرسول لا يفتري على الله فلم يأت بالقرآن من عند نفسه, فلقد نزله -لاحظ أن القرآن يعود على القرآن والذي هو الآية التي أتت مكان التوراة!- روح القدس, فهذه الآية في سياقها دليل على أن المراد من الآية القرآن كاملا!
ولست أدري كيف تستدل بالآية فهل صدق الكفار أو اليهود بالقرآن وأنه من عند الله فإذا نسخت آية اعترضوا على محمد وقالوا أنه يفتري على الله!! لو قالوا هذا لكان معناه أنهم يعترفون بالقرآن كوحي من عند الله!! وهذا ما لا يقولون به! فتأمل أخي المحب!!!

والعجيب أنك قلت:

وأختم بالحديث الذي شغبت به على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة وتأريخها وعلمائها ومفسريها ، وهو ما رواه البخاري بسنده إلي :

الْبَرَاءِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ }
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُوا فُلَانًا فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ أَوْ الْكَتِفُ فَقَالَ اكْتُبْ
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ } { وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }
وَخَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }.

وأي غرابة في هذا ، بل إن فيه أكبر دليل على أن هذا القرآن من عند الله تعالى ولكن الذي يعمل عقله مقابل النصوص ولا يتدبرها يأتِ بالعجائب كما فعلت أنت. اهـــــــ
وأسألك بالله عليك مجددا وأرجو أن تجيب بنعم أو بلا: هل المنطقي أن ينزل الوحي الإلهي ناقصا ثم يكمل عند الاعتراض؟ وهل هذا هو الأفضل أم من الأفضل والأكثر منطقية أن ينزل بدون كلمات ناقصة؟ ولماذا لا ينبغي أن يثير هذا الشك عند غير المسلم؟!!
يا أخي أنا أعمل عقلي في تدبر القرآن ولله الحمد لي إنتاج كبير يشهد على هذا, ويكفيني فخرا أني استخرجت في المرحلة الجامعية من القرآن تصورا لخلق الإنسان مخالفا للتصور التقليدي والذي يقول بالتمثالية وللآخر الذي يقول بالداوينية, وغير ذلك في تلك المرحلة المبكرة!

ثم تقول:
هلا أعطيتنا مثالا شاهدا لقولك من تفسير كل مفسر من كل عصر حتى نتحقق من بلادتهم وغبائهم ومن ثم نكر على مؤلفاتهم تقطيعا وتمزيقا وتحريقا؟ اهـ
يا أخي تمهل ورفقا بالمفسرين, المشكلة أن المقدسين للسابقين يظنون أن السابقين أفضل من اللاحقين!! وهذا ما لا نجده في أي علم من العلوم!!! فمن المعلوم أن اللاحق يبني على نتاج السابق ويكون أعلم منه لأنه خبر ما قدمه واكتشف زلاته وأخطاءه وقصوره ويحاول أن يتفادى هذا فيما يقدم, لهذا يكون اللاحق أعلم. وهم رحمهم الله قدموا لنا اللبنات الأساسية والتي عليها نبني وننقد, ولو لم يقدموا لنا لتخبطنا, ويكفيهم فخرا أنهم ابتدأوا وأسسوا فهذه تحسب لهم!
أما أن نظل دوما نكرر: السابقون أفضل السابقون أعلم السابقون السابقون ... فهذا أمر غير منطقي مخالف لسير كل العلوم على وجه البسيطة!
لذلك لا ينبغي أن نمزق كتبهم أو نحرقها وإنما نقرأها تبعا للمستوى الحضاري والفكري للمفسر ولا نعتمدها كتفسير أو تأويل نهائي للقرآن الكريم!
أما بخصوص شاهد من تفسير المفسرين فمن المعلوم أن المفسرين لم يراعوا السياق في تفسيرهم للقرآن إلا فيما ندر! وكتب التفسير أمامك شاهدة على ما أقول, فتجد المفسر يورد الأقوال المختلفة في تفسير الكلمة, ولو اعتمد السياق مرجحا لألغى كثيرا من هذه الاحتمالات!
وأضرب لك مثالين: ذكر المفسرون في تفسيرهم للنازعات غرقا .... أقوالا عدة, وكذلك ذكروا في تفسيرهم: للشفع والوتر أقوالا وصلت إلى العشرين قولا, ذكرها الإمام الفخر في تفسيره ولم يستطع أن يرجح فيها قولا واحدا!!!!
فلما اعتمدت أنا العبد الغير متدبر السياق -ولاحظ أن الآية في أول السورة!- واكتشفت رباط السورة استطعت تحديد مدلول يتفق مع كل السورة وتوجهها ولم أقم برص احتمالات كثيرة!!
رجاء أخي انسى مسألةالحرق والتمزيق وحاور بلين!!

ثم قلت:
وهذا جهل فاضح بالقرآن أو أنه طعن فيه من طرف خفي .اهـ
يا أخي أنت تنظر إلى المخالف لك على أنه سيء السريرة ويتعب نفسه طيلة عمره ليطعن في القرآن! وأنا لا أعتبر محاوري كذلك! فأنت في نظري إنسان قرأت كتبا كثيرة فاقتنعت بما فيها وتحسبه الحق المطلق, ثم تعيد سكب ما قرأته هنا!
وأنصحك فأقول لك: تدبر الكتاب قليلا وأرنا ماذا ستقدم أخي!

ثم قلت:
إن كل آية من القرآن كافية شافية في موضوعها ولا يمنع أن ما أضيف إليها يعطي معنىً إضافياً ، ولا يلزم من ذلك من أن تنزل جملة واحدة كما هو في القرآن كله . اهـ
بالله عليك هل يمكن الزيادة على الكمال التام؟!! هو إما تام أو ناقص ولا احتمال ثالث!
ثم قلت:
لا أدري ما أقول ، قد يكون جهلاً وغباءً وقد يكون مكرا وخبثا. اهـ
فأقول لك: أنا لا أفترض سوء النية في المخالف أبدا وإنما أراه مدافعا عما يؤمن به!!
فلم الظن السيء أخي؟!
ختاما أقول لك:
نصيحة من أخ: غير اسمك الذي تتعامل به, فلو كنت محبا للقرآن لأصبحت لينا هينا! وهذا ما لا يبدو من الحرق والتمزيق والظن بالآخرين الظن السيء, فهذا لا يكون من انسان محب أبدا!
فاكتب باسمك نعرفك ونخاطبك به!
سلام عليك!
 
لأن أرد على كلامك لأنك يبدو من الذين يعتقدون ثم يستدلون.

ولكني سألتك عن هذه العبارة:
ثم لماذا هذه العبارة: " كما حدث مع مزملكم؟
فإذا كنت ناقل لهذه العبارة ولم تنسبها إلى قائلها فهذا جهل منك يجب أن تتحمل عواقبه.

وإذا كنت أنت القائل وهي من اختراعك فيكفي هذا شاهدا على سوء قصدك.

ما أنا فسأبقى إن شاء الله تعالى محبا لكتابه مدافعاً عنه.

وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد المزمل والمدثر ورحمة الله للعالمين.
 
والعجيب أنك قلت:

وأختم بالحديث الذي شغبت به على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة وتأريخها وعلمائها ومفسريها ، وهو ما رواه البخاري بسنده إلي :

الْبَرَاءِ قَالَ لَمَّا نَزَلَتْ { لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ }
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادْعُوا فُلَانًا فَجَاءَهُ وَمَعَهُ الدَّوَاةُ وَاللَّوْحُ أَوْ الْكَتِفُ فَقَالَ اكْتُبْ
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ } { وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }
وَخَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا ضَرِيرٌ فَنَزَلَتْ مَكَانَهَا
{ لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرَ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ }.

وأي غرابة في هذا ، بل إن فيه أكبر دليل على أن هذا القرآن من عند الله تعالى ولكن الذي يعمل عقله مقابل النصوص ولا يتدبرها يأتِ بالعجائب كما فعلت أنت. اهـــــــ
وأسألك بالله عليك مجددا وأرجو أن تجيب بنعم أو بلا: هل المنطقي أن ينزل الوحي الإلهي ناقصا ثم يكمل عند الاعتراض؟ وهل هذا هو الأفضل أم من الأفضل والأكثر منطقية أن ينزل بدون كلمات ناقصة؟ ولماذا لا ينبغي أن يثير هذا الشك عند غير المسلم؟!!
!

وكيف أجيبك وهذا تصورك لمراحل نزول الوحي؟

أرجو من الغيورين على كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة وتأريخ الأمة أن يجيبوك.
 
أخي الكريم عمرو
بناء على ما نقل الأخ الفاضل محب القرآن ، أقٌول لك : ياليتك تراجع كتاباتك ، ففيها ملاحظات تحتاج إلى إعادة نظر .
 
عودة
أعلى