تقرير عن لقاء (القراءة بالألحان بين المنع والتجويز والنظرية والتطبيق)

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,309
مستوى التفاعل
125
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]

[align=center]
newsImg1256566795.jpg
[/align]
عقدت الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان) اللقاء الأول للفصل الأول من هذا العام الجامعي 1430/1431هـ مساء اليوم الثلاثاء 8/11/1430هـ بعنوان (القراءة بالألحان بين المنع والتجويز والنظرية والتطبيق) .
وقد كان ضيف اللقاء فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور إبراهيم بن سعيد الدوسري الأستاذ بقسم القرآن وعلومه بجامعة الإمام وفقه الله . وقد أدار اللقاء الدكتور ناصر بن محمد الماجد الأستاذ المساعد بقسم القرآن وعلومه . وقد عقد اللقاء بالقاعة الكبرى بكلية أصول الدين بالرياض .
وقد تم نقل اللقاء مباشرة من خلال موقع البث الإسلامي ، ويمكن الاستماع له من خلال هذا الرابط هنا .
وكان تنظيم اللقاء جيداً موفقاً جزى الله الإخوة المنظمين خيراً وبارك في جهودهم ونفع بها .
وقد حضر اللقاء أعضاء مجلس الإدارة وعدد لا بأس به من المتخصصين ، وإن كنا نشكو دوماً من قلة حضور المعنيين لمثل هذه اللقاءات ، ولكن يعزينا أنها تسجل وتنقل لأمثالكم على الإنترنت فتعم الفائدة بها وتستمر ولله الحمد .

موضوع المحاضرة :
وقد عرض الدكتور إبراهيم الدوسري لصلة هذا الموضوع بكتاب الله .
ثم تحدث عن عناية العلماء به قديماً وحديثاً، وذكر كلام أئمة المذاهب الأربعة فيه وفي حكمه، كما اشار إلى أنه قد تكلم عنه المتأخرون والمعاصرون .
ومنهم من خصه بالتأليف كابن الكيال في كتابه (الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق والكبائر) (1).
كما اشار الدكتور إبراهيم إلى أن الشيخ لبيب السعيد في كتابه التغني قد تعرض للموضوع ، وكذلك الدكتور أيمن سويد في كتابه (البيان لحكم قراءة القرآن الكريم بالألحان) .
وأشار الدكتور إلى الاهتمام المتزايد بالمقامات ودراستها في الآونة الأخيرة من عدد من المهتمين، وبخاصة الشباب منهم .
وأكد الدكتور إبراهيم إلى أن القراءة سنة يأخذها الآخر عن الأول ، وذكر بعض الآثار عن السلف في ذلك .

كما تعرض الدكتور لتعريف الألحان فذكر من التعريفات :
اللُّحُون والألْحان : جمع لَحْن وهو التَّطْرِيب وتَرجِيع الصَّوْت وتَحسِين القِرَاءة والشِّعر والغِنَاء“.النهاية في غريب الأثر - (4 / 460).
”الألحان في القراءة والنشيد لميل صاحبها بالمقروء والمنشد إلى خلاف جهته بالزيادة والنقصان الحادثين بالترنم والترجيع“. الفائق في غريب الحديث - (3 / 309).
التلحين: الأصوات المعروفة عند من يغني بالقصائد وإنشاد الشعر، وهي سبعة ألحان رئيسة. (التجريد).

وأشار إلى بعض المصطلحات المشابهة للتلحين مثل التطريب وهو (التنغّم بالقراءة والترنّم بها، بحيث يزيد في المدّ في موضع المدّ وغيره ) .
وأيضاً مصطلح (التحريف) وهو :
قراءة مجموعة بصوت واحد مع مراعاة قوانين النغم دون مراعاة قواعد التجويد، فيحركون السواكن التي لا يجوز تحريكها ويمدّون ما لا يمدّ ويقصرون ما يجب فيه المدّ ونحو ذلك، فيقـرؤون مالك يوم الدين ـ مثلا ـ: يوم الدِّن، وهو من الأساليب الممنوعة في التلاوة. (التجريد).

وأشار للفرق بين تحسين القراءة والقراءة بالألحان بأن ( تحسين الصوت بالقراءة غير قراءة الألحان، فتحسين الصوت تزيينه بالترتيل والجهر والتفخيم والترقيق، وقراءته بالألحان هي قراءته بطريق أهل علم الموسيقى في الألحان، أي في النغم والأوزان) (إكمال الإكمال).

ثم تحدث عن طريقة السلف رضي الله عنهم في القراءة وأنهم كانوا يقرأونه بدون ألحان
فذكر أن (السلف كانوا يُحَسِّنون القرآنَ بأصواتِهم من غيرِ أن يتكلفوا أوزانَ الغِناء، مثلَ ما كان أبو موسى الأشعري يَفعلُ، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لقد أُوتِيَ هذا مِزْمارًا من مَزاميرِ آلِ داودَ". وقال لأبي موسى الأشعري: "مررتُ بك البارحةَ وأنتَ تقرأ، فجعلتُ أستمعُ لقراءتِك"، فقال: لو علمتُ أنك تسمعُ لَحبَّرتُهُ لكَ تحبيرًا. أي لحسَّنْتُه لك تحسينًا. وكان عمر يقول لأبي موسى الأشعري: يا أبا موسى، ذَكِّرْنا ربَّنَا، فيقرأ أبو موسى وهم يستمعون لقراءته.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "زَيِّنُوا القرآنَ بأصواتِكم". وقال: "لَلَّهُ أَشَدُّ أَذَنًا إلى الرجلِ الحسنِ الصوتِ بالقرآنِ من صاحبِ القَيْنَةِ إلى قَيْنَتِه". وقال: "ليس منّا من لم يَتَغَنَّ بالقرآن".
وتفسيرُه عند الأكثرين كالشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهما هو تَحْسِين الصوتِ به. وقد فَسَّره ابن عُيينة ووكيع وأبو عبيد على الاستغناء به". ابن تيمية.

ثم انتقل الدكتور إبراهيم بعد ذلك للحديث عن (تاريخ القراءة بالألحان والمقامات من حيث نشأته وأول من حفظ عنه الكلام فيه) فذكر أن (علم الألحان علم قديم، عرفه قدماء اليونان، فتحدث عنه أرسطو وأفلاطون وغيرهما، وتعتبر مؤلفات الكندي المتوفى120هـ من أقدم ما وصل إلينا. مقدمة محقق الموسيقى للصفدي.
وكانت الألحان معمول بها في معابد اليهود والنصارى.
أول ما ظهرت قراءة القرآن بألحان الغناء في الإسلام في المائة الثانية وكان ممن يقرأ بهذه الألحان الهيثم وأبان وابن أعين ومحمد بن سعيد وهذا من أهل المائة الثالثة. تاريخ القرآن الكريم للكردي.

كما أشار إلى أن (دخول المعازف في تلاوة القرآن) كان بدعوة مشبوهة من بعض الصحفيين قديماً بزعم تصوير المعاني وضبط الأنغام ، وربما تمادى بعضهم وطالب بما يقارن تلك الألحان بالآلات الموسيقية ، فكل ذلك جرأة على كتاب الله تعالى ذِكرُه وتقدس اسمُه ، ولا شك أن الاشتغال بتلك الأنغام يوقع القارئ في تحوير الألفاظ ، ويصرف السامع عن تدبر المعاني ، بل يفضي بها إلى التغيير ، وكتاب الله تعالى مجد المسلمين ينزه عن ذلك . " حول فكرة تلحين القرآن " لعبد الفتاح القاضي بمجلة الأزهر الجزء الأول ، عدد محرم 1387 هـ ، والجمع الصوتي الأول للقرآن الكريم للبيب السعيد صـ 343 .

ثم فصل الدكتور إبراهيم الدوسري حكم قراءة الألحان عند القراء فذكر أن هذا يعد عندهم من الأساليب الممنوعة في القراءة، وأما الإقراء به فقد نص الشهرزوري على أنه لا يجوز الإقراء به. ويلحق به التطريب وغيره، حيث النص عن ابن مجاهد على منعه.

ثم انتقل للحديث عن حكم القراءة بالألحان عند الفقهاء ففصل فيه ، وذكر أدلة المجيزين وأدلة المانعين ، ثم ذكر اختيار ابن تيمية وهو قوله :(تنازع الناسُ في قراءةِ الألحانِ، منهم مَن كرهَها مطلقًا، بل حَرَّمها، ومنهم من رخَّصَ فيها، وأعدلُ الأقوالِ فيها أنها إن كانت موافقةً لقراءة السَّلفِ كانت مشروعةً، وإن كانت من البدع المذمومة نُهِيَ عنها".)

وذكر قولاً لابن القيم نصه : (وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعاً أنهم برءاء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة ، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوِّغوها ، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب ، ويحسنون أصواتهم بالقرآن ، ويقرؤونه بشجي تارة ، وبطرب تارة ، وبشوق تارة ، وهذا أمر مركوز في الطباع تقاضيه ، ولم ينه عنه الشارع مع شدة تقاضي الطباع له ، بل أرشد إليه وندب إليه ، وأخبر عن استماع الله لمن قرأ به ، وقال : " ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن "، وفيه وجهان : أحدهما : أنه إخبار بالواقع الذي كلنا نفعله ، والثاني : أنه نفي لهدي من لم يفعله عن هديه وطريقته صلى الله عليه وسلم )

وقد علق الدكتور إبراهيم الدوسري على أقوال الفقهاء فقال :

وعلماء التجويد والقراءات لا يعتدون بعلم الألحان ، وإنما يشتغل به من يتخذون القرآن الكريم حرفة لإحياء الليالي والمآتم ونحوها، أو من يحبون الشهرة ، وما ذكره ابن حجر ( ت852 هـ ) وغيره من الأئمة المعتبرين من الجواز في ذلك إنما مرادهم التلحين البسيط الذي لا يؤثر على الأداء الصحيح ، وهذا هو محل الخلاف .
أما التلحين الموسيقي الذي ابتلي به بعض الناس ممن لا يُعتبرون من علماء التجويد ولا القراءات فلا يختلف في تحريمه ؛ لأن الأداء الصحيح متوقف على مقدار معين في الحركات ومقادير الغنن والمدود ، وكذلك التلحين يتعين له مقدار من الصوت لا يتم إلا به ، فلا يمكن اجتماعهما في القرآن الكريم المنزل للإعجاز.

تحرير محل النزاع :
وقد حرر محل النزاع في هذه المسألة فقال :
وإن وقع خلاف بين العلماء في جواز القراءة بالألحان ، على أن هذا الخلاف عند إمعان النظر مرتب لا مفرّع ، وذلك أن القراءة بالألحان لا تخرج عن حالتين :
الحالة الأولى :
الألحان التي تسمح بها طبيعة الإنسان من غير تصنّع ، وهذا ما يفعله أكثر الناس عند قراءة القرآن ، فإن كل من تغنّى بالقرآن فإنه لا يخرج عن ذلك التلحين البسيط ، وذلك جائز ، وهو من التغني الممدوح المحمود ، كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يتغنّ بالقرآن " ، وعلى هذه الحالة يحمل الحكم بالجواز والاستحباب .

الحالة الثانية :
الألحان المصنوعة والإيقاعات الموسيقائية التي لا تحصل إلا بالتعمّل والتمرين ، ولها مقادير ونسب صوتية لا تتم إلا بها ، فذلك لا يجوز ، لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التي لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد ، وذلك أمر ممنوع .

وخلص المحاضرُ من محاضرته إلى أمور :

1- أن القراءة بالألحان ظهرت في القرن الثاني، وعدها علماء الإسلام بدعة.
2- حكم القراءة بالألحان دائر بين المنع والجواز .
3- الخلاف في القراءة بالألحان مفرع على مراعاة قواعد التجويد، فإن وافقها فجائز، وإن خالفها فممنوع .
4- تحسين القراءة بالصوت أمر مستحب .
5- أن واقع تلاوة الناس عامة وخاصة لا يخرج عن دائرة النغم، وإن لم يكن مطابقا لها.
التلحين الموسيقي الذي ابتلي به بعض الناس ممن لا يُعتبرون من علماء التجويد ولا القراءات فلا يختلف في تحريمه .

جزى الله الدكتور إبراهيم الدوسري خيراً على هذه المحاضرة القيمة التي وعد بأنه سوف يتممها ويخرجها في مؤلف تنشره الجمعية له بإذن الله .

وقد كانت هناك بعض المداخلات للحضور ، يطلب فيها الحضور نماذج تطبيقية للمقامات وقراءة القرآن بها ، غير أن الدكتور إبراهيم اعتذر عن تلبية ذلك . وكنت ممن طالب بالنماذج الصوتية لقراءة القرآن بهذه المقامات السبعة المشهورة (الحجاز ، والصبا ، والنهاوند ، ... الخ) حتى يتبين لنا الفرق بين المقبول والممنوع منها ، وأذكر أن في بعض المواقع نماذج صوتية لمثل هذه القراءات لعل أحدكم من أهل الخبرة بها ينقل لنا نماذج لكل مقام بصوت أحد المتقنين له من باب التعرف على هذه المقامات أولاً بغض النظر عن موقف الواحد منا منها .


ـــ الحواشي ــــــــ :
(1) حقق هذا الكتاب مرتين بواسطة د. عيسى الدريبي في مجلة الجمعية ، وبواسطة الأخ مشعل المطيري . انظر هنا .
 
أشكر شيخنا الأستاذالدكتور/ إبراهيم الدوسري على ما أفاد به ، وأشكر الأخ الفاضل الدكتور / عبد الرحمن على كتابة هذا التقرير والملخص لما دار في هذا اللقاء العلمي .

وستعلن الجمعية بإذن الله قريبا برنامجها لمثل هذه اللقاءات لأخذ مقترحات الإخوة في محاور هذه اللقاءات ، لأن رأيكم يهم جمعيتكم .
[align=center]كن مع تبيان لنشر هدى القرآن [/align]
 
بارك الله عليكم
بخصوص هذه الفقرة
"لأن الأداء الصحيح متوقف على مقدار معين في الحركات ومقادير الغنن والمدود ، وكذلك التلحين يتعين له مقدار من الصوت لا يتم إلا به ، فلا يمكن اجتماعهما في القرآن الكريم المنزل للإعجاز."
أحسبها تحتاج بسطا، ولابد من عرض نماذج وبيان الخلل الواقع فيها أو الموطن الذي سيختار القارئ فيه بين أن يراعي
التجويد أو المقام ليكون دليلا على أن فساد أحدهما لازم

لأن أهل اللحن من القراء المشهورين ينكرون التعارض، وقد لقيت أحد الحذاق يخطئ بعض الفقرات في المصحف المجود لأحد القراء الراحلين كنا نستمع إليه
ويقول أنه اضطر للتخفف من قواعد الصحة حتى في صحة نطق الحرف ليحفظ النغمة، وأظنها كانت تلاوة من سورة النحل
" وإذا بشر أحدهم بالأنثى" وما بعدها والله أعلم
وعلى العكس وجدت الأستاذ محمد العزاوي يقول أن الشيخ الحصري يقرأ بمقام كذا في بعض الأحيان وهو مقام لائق بصوته! وذكر مثالا وقلده فيه" وقال رجل مؤمن من ءال فرعون"
قالها في لقاء له مع الأستاذ محمد العوضي

وضايقني ذلك لعلمي بمبالغة الشباب في الأمر وأن هذا كلام
قد يزيد الإغراق في هذا، فقد باتوا يكتبون اسم السورة ومعها مقام كذا على اليوتيوب، وأسوأ من هذا أنه قال أن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم الموصوفة تتوافق مع مقام كذا واسمه كذا بالفارسي ومعناه رقم أربعة أو ما شابه-والحلقات موزعة على الشبكة وعلنية-
وسمعت في حلقة توثيقية عن حياة الشيخ الشحات أنور في ذكرى رحيله
أن الشيخ الشحات محمد أنور قال أنهم أوقفوا قبوله في الإذاعة حتى يدرس عامين في معهد الموسيقى علم المقامات

لهذا وغيره كثير أتمنى أن يتم التوسع في الموضوع
وقد قرأت في حوار سابق بشأن هذا الأمر
أن الإمام ابن رجب قال أن "أكثر السلف منع هذا وبعضهم جوزه"
فأرجو أن يتم البسط والتعيين لهذه المسألة التي تضايق حين أجد كلمة سورة كذا بمقام نهاوند للمنشاوي
وسورة كذا بمقام كذا
ولا حول ولا قوة إلا بالله
 
بارك الله فيكم يا دكتور إسلام وأنا أتفق معكم تماماً ، وهذا ما كنتُ أنتظره من الدكتور إبراهيم الدوسري في الموضوع ، باعتبار أن معظم الحضور من المتخصصين وكنا نرغب في الدخول للمسائل المفصلية في الموضوع للإفادة أكثر . ولعله يتم ذلك في لقاءات قادمة إن شاء الله ومن خلال الملتقى لعل الزملاء أهل العناية بالقراءات يفيدوننا بذلك .
وأرجو أن يكون هذا الموضوع محلاً مناسباً لكل صاحب علم معنا هنا للإفادة والتفصيل في الأمر . وليت الزملاء في الملتقى الذين يطيلون النقاش في قضايا جزئية في مسائل التجويد نفيد منهم كثيراً أن يفيدونا في هذا الموضوع ويتتبعون لنا النماذج الصوتية للمقامات أولاً والمخالفات المحرمة أو المكروهة ونماذج لها حتى يكون الموضوع مرجعاً علمياً يستفاد منه مستقبلاً .

وأرغب في سماع رأي أخي الدكتور أبي هاني وفقه الله فهو صاحب باع في علم الصوتيات والتجويد وما يتعلق بها .

نفع الله بكم جميعاً .
 
بحثت في الانترنت عن تعريف وجيز بالمقامات التي دار الحديث عنها في هذه المحاضرة ، فوجدت عدة موضوعات في موقع (مزامير آل داوود) وفي مواقع أخرى . فقمتُ بنقل موضوع قيم للأخ (دوزان) من منتدى (مزامير آل داود) مع بعض التهذيب والاختصار والتصرف . مع الاستفادة من موضوع آخر من منتدى حياة تك.
والغاية من هذا تعريف القارئ الكريم بهذه المقامات واصطلاحاتها ، مع إتاحة نماذج صوتية للقراء بهذه المقامات .
[line][/line]
مقدمة :
المقام الصوتي هو الطابع الموسيقي الذي يمتاز به صوت معين. وعلم المقامات هو ذلك العلم الذي يدرس أنواع المقامات الصوتية والتمييز بينها وفروعها وأوقات استعمال كل مقام. أما عن تاريخ ظهوره فهو كاللغات واللهجات لا يمكن تحديد وقت ظهورها .. لكون هذا العلم في أصله علم فطري فالإنسان بطبيعته يميز بين الطوابع الموسيقية .. فجاء هذا العلم ليهذب هذه الفطرة والمَلَكَة التي وهبها اللهُ الإنسانَ، فقُعِّدَت القواعد، وأنْشِئت الأسماء، ووُضِعَت المصطلحات، ولابد لناشد هذا العلم من معرفة مصطلحاته المتداولة ليتمكن من التعمق فيه .
وتعلم المقامات له ارتباط وثيق بالموسيقى، بيد أنه بالإمكان دراسة هذا العلم دون اللجوء إلى الموسيقى، وذلك عن طريق الاستماع إلى القراء المتقنين والمنشدين المتخصصين .
والمقامات في الأصل أساليب وطرق ترجع إلى بعض الأمصار الإسلامية تعودت أن تقرأ وتنشد على المقام المناسب لها . فأهل الحجاز لهم طريقتهم المعروفة في التلاوة والإنشاد وهذا هو طابع أهل البلد وسمي أسلوبهم بـ(مقام الحجاز) ، وكذلك بقية البلدان .
ومسميات المقامات مشتركة بين الفارسية والتركية والعربية للتقارب بين الشعوب الإسلامية في عهودها المختلفة التي اختلطت فيها الثقافات ,وكل هذه المقامات كان ينشد بها العرب ويقرؤون بها قديماً وحديثا .

والمقامات سبعة مجموعة في قولك : ( صنع بسحر ) ولمن يضيفون مقام الكرد تكون ثمانية ويقولون ( صنع بسحرك ) .
( ص ) رمز ( الصَّبا )
( ن ) رمز ( النَّهاوند )
( ع ) رمز ( العَجَم )
(ب) رمز ( البيات )
(س) رمز ( السيكاه )
( ح ) رمز ( الحجاز)
( ر ) رمز ( الرست )
( ك ) رمز ( الكرد )

[line][/line]
مصطلحات ينبغي معرفتها :
*السُّلَّم الموسيقي : يعني درجات ارتفاع الصوت أو انخفاضه بشكل منسق متدرج منتظم فّإذا ما تم القفز عن درجة ما فإنه يسمى "نشاز"
*النَّشاز: يعني الخروج من مقام إلى آخر غير متناسق من المقام الأصلي . وهو غير مريح للأذن المستمعة، أو من درجة إلى درجة أخرى.
*القرار: انخفاض في عدد اهتزاز النبرات الصويتة. وغالبا ما يُبدأ بالقرار ويُنتَهَى به. ويسمى (الجواب الموسيقي).
*الجواب: ازدياد نسبي في عدد اهتزاز النبرات الصوتية. ويوحي الجواب بعدم اكتمال الخبر والموضوع وأن هناك كلاما سيتبعه. ويسمى (السؤال الموسيقي).
--
وهناك العديد من المصطلحات الأخرى التي لا تفيد إلا المتخصص في هذا المجال.

[line][/line]
المقامات مع أمثلة صوتية لها من تلاوات القراء :

أولاً : مقام الصَّبَا :
مقام الحزن والشجن .. غالبا ما يُستَخدَم هذا المقام في آيات الوعيد والعذاب ووصف اليوم الآخر . وبالنسبة للإنشاد فيستعمل هذا المقام غالبا في أناشيد الرثاء وبكاء أمجاد الأمة .. وهو مقام شهير يتلو عليه كثير من القراء في المملكة وخارجها .. إلا أن الشيخ عبد الباسط عبد الصمد قد بلغ في إتقان هذا المقام مبلغا سنيا .. وممن أتقنه واشتهر به في المملكة .. الشيخ خالد القحطاني والشيخ سعد الغامدي ..واشتهر - أيضا - الشيخ حسين آل الشيخ - إمام وخطيب المسجد النبوي - بهذا المقام ..

نماذج صوتية :
المقطع الأول : للشيخ عبد الباسط عبد الصمد رحمه الله
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/abdolbasetsaba.wma[/rams]

المقطع الثاني : للشيخ محمد صديق المنشاوي
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/mensh-saba.wma[/rams]

المقطع الثالث : للشيخ محمد الليثي
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/lethi-saba.wma[/rams]

المقطع الرابع : للشيخ الشحات محمد أنور
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/sha7at-saba.wma[/rams]

المقطع الخامس : للشيخ خالد القحطاني
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/alka7tani-saba.wma[/rams]

المقطع السادس : للشيخ محمد المحيسني
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/almo7esni.wma[/rams]

[line][/line]
ثانياً : مقام النَّهاوَنْد :
يرجع هذا المقام إلى أهل نهاوند وهي المدينة التي فتحها المسلمون في معركة نهاوند الشهيرة ببلاد فارس . وقد يوصف هذا المقام بأنه مقام السراب وضياع الأمل، وهو مقام ذو سِمَة عاطفية جياشة، وكثير من القراء المجودين من مصر يقرأ على هذا المقام، أشهرهم: محمود خليل الحصري والمنشاوي (رحمهما الله تعالى) . أما من المملكة العربية السعودية فمن أشهر من يقرأ على هذا المقام الشيخ سعد الغامدي (حفظه الله) ، علما بأن الشيخ سعد يقرأ على عدة مقامات أخرى .ولهذا المقام قراؤه المتميزون ومن أشهرهم الشيخ عبد الهادي كناكري والشيخ مشاري العفاسي ، وهذه النغمة مشهورة في تلاوات الترتيل شرقيّ الجزيرة العربية.

نماذج صوتية :

المقطع الأول : للشيخ محمد صديق المنشاوي
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/menshawi-nhawand.wma[/rams]

المقطع الثاني : للشيخ محمد فريد السنديويني
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/sandawini-nhawand.wma[/rams]

المقطع الثالث : للشيخ عبد الباسط عبد الصمد
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/abdoalbaset-nhawand.wma[/rams]

المقطع الرابع : للشيخ محمد شبيب
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/shabeb-nhawand.wma[/rams]

المقطع الخامس : للشيخ الشحات محمد أنور
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/shahat-nhawand.wma[/rams]

المقطع السادس : للشيخ عبد الفتاح الطاروطي
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/taroti-nhawnd.wma[/rams]

المقطع السابع : للشيخ محمد أيوب
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/2eoob.wma[/rams]

المقطع الثامن : للشيخ مشاري العفاسي
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/al3fasi.wma[/rams]

المقطع التاسع : للشيخ عبد الهادي كناكري
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/knakere.wma[/rams]

[line][/line]
ثالثاً : مقام العَجَم :
مقام التعظيم والتمجيد .. كثيرا ما يستخدم هذا المقام في الاستعراضات العسكرية وفي الأغاني الوطنية ، يسمى هذا المقام عند الغربيين (ماجور Majeur) ويستخدم هذا المقام كثيرا في الأناشيد الجهادية ، من أهم فروعه وأشهرها "الجاهركاه" وهو في الحقيقة عبارة عن مقامين عجم وراست في آن واحد . تجد القراء يأتون بمقام العجم - غالبا -في التلاوة المحققة "المجودة" أما في تلاوات الترتيل والحدر فليس كذلك ..وله فروع من أهمها الجهركاه ويستخدمه القراء في الغالب ، بل انهم قد يستعملونه اكثر من مقام العجم الأصلي والجهركاه عبارة عن مقامين مقام راست ومقام عجم وكانك دمجتهما مع بعضهما البعض ..
نماذج صوتية :

المقطع الاول : للشيخ مصطفى إسماعيل .ويلاحظ أنه يطعمه بشيء من النهاوند خاصة في الآية الأخيرة .
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/mstafa-3agm.wma[/rams]

المقطع الثاني : للشيخ أحمد السعدني
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/s3dani-3agm.wma[/rams]

المقطع الثالث : للشيخ محمد الليثي
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/lethi-3agm.wma[/rams]

المقطع الرابع : للشيخ مصطفى اسماعيل
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/mostafa-3agm2.wma[/rams]

العجم - ترتيل :
والقراء نادراً ما يأتون بنمط العجم اثناء الترتيل وتلاوات الحدر مع ان طريقته سهله وجميلة وانت استمع للمقاطع التالية وتعرف مدى جماله وسهولته
نماذج صوتية :

المقطع الأول : بصوت الشيخ محمد أيوب
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/2eoob.wma[/rams]

المقطع الثاني : بصوت الشيخ سعد الغامدي
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/algamdi.wma[/rams]

[line][/line]
رابعاً : مقام البيات.
وهو مقام فرح ومقام حزن في آن واحد .. (حين تستمع إلى النماذج سوف تدرك ذلك) ومنشأ هذا المقام في العراق وينسب إلى عائلة البياتي وذلك لإجادتهم له .. وما زالت هذه العائلة موجودة إلى اليوم ..وكثيرا ما يجمع بعض القراء في التلاوة الواحدة بين مقام الصبا ومقام البيات، أي أنه يفتتح تلاوته بمقام الصبا ويختتمها بمقام البيات أو العكس .. وذلك يرجع إلى التناسق بين المقامين. ويفضل استخدام هذا المقام في آيات الوعد والوعيد والترغيب والترهيب .
من المشهورين بإتقان هذا المقام الشيخ محمد أيوب والشيخ ناصر القطامي وفارس عباد ، والشيخ ماهر المعيقلي .. علما أن لكل قارئ طابع خاص .. بل أن لكل منطقة طابع خاص . فتجد أهل الحجاز يقرأون على مقام البيات ولكن بطابع حجازي، وأهل العراق - مثلا - يقرأونه بطابع عراقي حزين ..
وللمقام البيات فروع كثيره من أهمها : الشوري - الحسيني - النوا ..

نماذج صوتية :

- المقطع الأول : الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/abdoalbaset-bayat.wma[/rams]

- المقطع الثاني : الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/abdoalbaset2-bayat.wma[/rams]

- المقطع الثالث : الشيخ محمد صديق المنشاوي - بداية تلاوة
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/menshawi.wma[/rams]

- المقطع الرابع : الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/abdolbaset4.wma[/rams]

- المقطع الخامس : الشيخ عنتر مسلم - نهاية تلاوة
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/3anter-bayat.wma[/rams]

- المقطع السادس : للشيخ مصطفى اسماعيل
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/mostafa-bayati.wma[/rams]

- المقطع السابع : للشيخ عنتر مسلم ( بداية تلاوة )
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/3nter-byati2.wma[/rams]

بيات ترتيل :
وهو مشهور في تلاوات الترتيل ولكل بلد لهم طابعهم الخاص ولو اردت تلاوة القرآن الكريم من أوله الى آخره بالبيات فلن تمل او تتعب !

نماذج صوتية :
المقطع الأول : للشيخ محمد أيوب وياتي به الشيخ كثيرا وهو افضل مقام يبدع فيه الشيخ
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/aeeob-bayat.wma[/rams]

المقطع الثاني : الشيخ محمد المحيسني بطريقة أهل نجد وهذه الطريقة مشهورة في نجد
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/almo7esni-bayat.wma[/rams]

[line][/line]
خامساً : مقام السيكاه:
وهو مقام يتميز به القراء المصريون .. وأشهرهم محمد صديق المنشاوي (رحمه الله) .. والسيكاه كلمة مركبة من كلمتين، سيه تعني ثلاثة، وكاه تعني مقام . ممن يجيده من قراء المملكة .. الشيخ خالد القحطاني والشيخ سعد الغامدي وتميز به أهل الحجاز - ومنهم الشيخ زكي داغستاني - حتى ظن كثير من الناس أنه مقام الحجاز
وتلاوة أهل نجد الأصلية تتلى بهذا المقام، خصوصا عند كبار السن. وأول من ذكر السيكاه كدرجة هو قطب الدين محمود بن مسعود بن مصلح الشيرازي وذلك في كتابه درة التاج لغرة الديباج ، وقد استعمله الفارابي ولم يذكر اسمه لانه كان غير معروف اسمه في عصره ، واستعمله صفي الدين البغدادي ولم يذكر اسمه أيضا للسبب المذكور ، وهو في الأصل مقام عربي ويرجع الى العراق وسماه المسلمون الفرس ..

نماذج صوتية :
المقطع الأول : للشيخ مصطفى اسماعيل
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/mostafa_seka_baldy.wma[/rams]

المقطع الثاني : للشيخ الشحات محمد أنور
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/sha7at_seka.wma[/rams]

المقطع الثالث : للشيخ فريد السنديويني
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/sandeweni_sekah.wma[/rams]

المقطع الرابع : للشيخ عنتر مسلم
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/3antr-sykah.wma[/rams]

المقطع الخامس : للشيخ محمد أيوب .
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/2eeob-sekah.wma[/rams]

[line][/line]
سادساً: مقام الحجاز .
هو مقام عربي أصيل .. مقام حزين يثير الأشجان ويحرك المشاعر .. سمي بالحجاز نسبة إلى أرض الحجاز، كثيرا ما يترنم به أهل الحجاز .. فيحن السامع إلى تلك الديار .. إلى أرض الرسالة .. وهو مقام حزين .. غالبا ما يقرأ به في آيات الوعد والوعيد وأهوال يوم القيامة ..
ولهذا المقام فروع كثيرة وكثيرا مايدخل الى فروع المقامات الأخرى , وهو مقام جميل جداً والكل يشتاق ويرتاح وتخنقه العبرات حينما يتلو وينشد بهذا المقام ..
ولكل بلد لهم طابع في تلاوة المقام فاهل العراق متميزون فيه واهل الحجاز لهم طابعهم الخاص وقراء مصر كذالك وغيرهم
ويستعمله قراء التحقيق بكثرة ويبدعون فيه .. واجمل من يتلوه بحزن هو الشيخ عبد الباسط عبد الصمد ولكنه لايطيل فيه .. والشيخ مصطفى اسماعيل يتقنه وينوع تلاوته بهذا المقام وفروعه ويستخدمه بشكل رائع في ايات العذاب والوعيد والتي فيها طابع الترهيب والتخويف كما ستسمع للشيخ في سورة الحج .

نماذج صوتية :
المقطع الأول : للشيخ عبد الباسط عبد الصمد
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/abdoalbaset-7gaz.wma[/rams]

المقطع الثاني : للشيخ محمد صديق المنشاوي
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/menshawi=7gaz.wma[/rams]

المقطع الثالث : للشيخ محمد الليثي
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/alethi-7gaz.wma[/rams]

المقطع الرابع : للشيخ مصطفى اسماعيل ( المقطع الذي تمت الإشارة له في مقدمة المقام )
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/mostafa-7gaz.wma[/rams]

المقطع الخامس : للشيخ محمد أيوب ( وهو من قراء بلاد الحجاز )
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/2yob-7gaz.wma[/rams]

المقطع السادس : للشيخ سعد الغامدي
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/algamdi-7gaz.wma[/rams]

المقطع السابع : للشيخ مشاري العفاسي
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/al3fasi-7gaz.wma[/rams]

المقطع الثامن : للشيخ هاني الرفاعي ( وهو من قراء بلاد الحجاز )
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/alrefa3i-7gaz.wma[/rams]

[line][/line]
سابعاً : مقام الرست.
ويسميه البعض (الرصد) يتميز مقام الراست بطابعه الشرقي الواضح والعربي الأصيل، وهو مقام مرح طرب مميز، و "راست" كلمة فارسية تعني الاستقامة، غالبا ما يُستخدم هذا المقام في آيات التشريع والقصص. وغالب أئمة الحرمين الشريفين يقرأون على هذا المقام، وهم: السديس والشريم والجهني والبدير والحذيفي والثبيتي.
بالنسبة لقراء التحقيق فهذا المقام اساسي عندهم وهو بالنسبة لهم استعراض لقدرات القارئ وحنجرته وقوة العرب والزركشات التي تتميز بها حنجرة القارئ ...
وهو من اكثر المقامات التي تتلى في الترتيل واكثر قراء العالم الإسلامي يقرؤون به ..

نماذج صوتية :
المقطع الأول : للشيخ محمد صديق المنشاوي
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/mynshawi-rast.wma[/rams]

المقطع الثاني : للشيخ محمد أيوب
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/2eeob-rast.wma[/rams]

المقطع الثالث : للشيخ محمد المحيسني
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/mo7esni-rast.wma[/rams]

[line][/line]
ثامناً : مقام الكرد .
يوصف بأنه مقام الضعف وقلة الحيلة، وبعض علماء المقامات يعدونه فرعا من مقام البيات أو مقام النهاوند ، وذلك للتشابه بين مقام الكرد والمقامين السابقين ..
اشتهر بهذا المقام الشيخ أحمد العجمي ، ومن أئمة الحرم الشيخ أسامة بن عبدالله خياط . وقد أكثر المنشدون من هذا المقام خصوصا في الخليج العربي

المقطع الأول : أحمد العجمي .
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/alajmi.wma[/rams]

المقطع الثاني : محمد المحيسني .
[rams]http://vb.tafsir.net/User_Uploads/6/almhaisni.wma[/rams]

جزى الله من قام بإتاحة هذه النماذج الصوتية ، والتعريف بهذه المقامات . وأرجو المعذرة إن كان هناك أي خطأ في الأمثلة فقد نقلتها كما هي في مشاركة الأخ دوزان .

 
جزاكم الله خيرا يا شيخ عبد الرحمن على هذا الجهد المتواصل في خدمة كتاب الله تعالى.
سألت أحد العارفين بالمقامات فقال:

المقامات سبعة ولا يمكن أن تخرج قراءة ما عن هذه المقامات.
وقال :
المقامات مثل الألوان لا يمكن أن تجد شيئا ما بلا لون.

ومما قال لي وعجبت منه قوله:
هل تعلم أن الشيخ السبيل "أحسن الله لنا وله الخاتمة" يقرأ على مقام السيكا.

فذكرني هذا بموقف في رمضان المنصرم حيث كنت أسكن بجوار مسجد الدكتور بندر بليلة ، فقرأ في صلاة المغرب مقلدا للشيخ السبيل فما سمعت أجمل من ذلك قط ذكرنا فيها بالشيخ وسنواته الجميلة في الحرم .
 
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم..

أعجبني كلام فضيلة الشيخ العالم عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ ـ حفظه الله ـ في مسألة القراءة بالألحان ، وأحب أن أنقل مختارات منه من باب إثراء النقاش والبحث، لا الإلزام فتنبه .
عقد فصلاً في كتابه النفيس (سنن القراء ومناهج المجودين) سماه: "القراءة بالألحان" استفتحه بقوله : "هذه مسألة مشهورة لدى العلماء، واللحن من معانيه في اللغة : التطريب والغناء، والمقصود هنا شيء أكثر من ذلك، وهو أن الأصوات عند التغني لها أنواع ومذاهب، تسمى أنغاما أو ألحانا، ويميز كل نوع منها عن الآخر باسم اصطلاحي، ويسمى مجموع هذا بقانون النغم، كما سماه الحافظ ابن حجر العسقلاني والشهاب القسطلاني، وهذا القانون مجرد ضبط لأنواع الأصوات، وألوان النغمات والألحان، كما هو الشأن في (العروض) الذي هو قانون الشعر، حيث تضبط به الأوزان، وكما أن قانون الشعر هذا لا يختص بأهل الفسق والمجون من الشعراء، وهم أكثر من استعمله، فكذلك قانون النغم لا يختص بأهل الموسيقى وأهل الغناء الشيطاني"ا.هـ.
فتبين من كلامه ـ حفظه الله ـ أن قانون النغم وهو المقامات مجرد ميزان تضبط به الأصوات، أو نقول بدقة : تضبط الأداء القرآني، فإن القارئ الذي يتلو آيات الرحمة والبشرى بنفس الطريقة التي يتلو بها آيات العذاب والنذارة يكون خادشا لأدائه وحذقه لطريقة التلاوة .
كما يتبين أن مجرد عناية أهل الموسيقى والغناء المحرم بالمقامات أو قانون النغم، لا ينهض دليلا للتحريم، لا سيما وقد علمنا أنه مجرد قانون يفيد منه المحق والمبطل، كالشأن في علم العروض.
وقد بين ـ نفع الله بعلومه ـ أن الذي توصل إليه بعد دراسة النصوص وأقوال السلف: أن الاستعانة بالألحان وقانونها لتحسين الصوت بالقرآن لا بأس به بشروط أربعة:

أولها: ألا يطغى ذلك على صحة الأداء، ولا على سلامة أحكام التجويد، فإنه إذا ما سبب التلحين إخلالا بأحكام الأداء، وقواعد التجويد والقراءة حرم.

ثانيها: ألا يتعارض التلحين والتنغيم مع وقار القرآن وجلاله، ومع الخشوع والأدب معه، فإن بعض هذه الألحان لا يليق بالقرآن، وهي التي يكون فيها تطريب لا يبعث على الخشوع والخشية والتذكر، بل هو لهو وعبث، ويسبب للسامع تفريحا وترقيصا لا يليقان بمقام القرآن، بينما هناك ألحان أخرى فيها تحزين وخشوع تناسب مقام القرآن الذي هو مقام خشوع وتذكير....

ثالثها:أن يميل عند القراءة بالألحان إلى التحزين...

رابعها: أن يأخذ من الألحان ويستعين بها على قدر حاجته إلى تحسين صوته، وتزيين ترنمه بالقرآن، دون أن يخرج عن الحد المشروع إلى التكلف والتعسف المعروفين ممن اتخذ القراءة حرفة وصنعة للتكسب...
ثم قال: "هذا القول الذي اخترناه نرى أنه الصواب، وهو قول وسط بين طرفين، عدل بين نقيضين، بين من يشدد في هذه المسألة ويغلق بابها بالكلية، وبين من يترخص فيها وتوسع بدون ضوابط"ا.هـ.(انظر: سنن القراء/93ـ109).
هذه مشاركة في الموضوع للتوسع في النقاش والبحث، وسيتبعها بإذن الله مشاركات وتعقيبات وتعليقات، واستكمال للحواشي والشروحات، مني ومن الإخوة الزملاء، ومشايخنا الكرام، حتى يستوفى الموضوع من جميع جوانبه.
 
[align=right]جزى الله مشايخنا الفضلاء خير الجزاء

والموضوع- كما أشاروا - يستحق البسط ومعالجة جميع الإشكالات فيه

وهي الإشكالات التي أرى شخصيا أنها عوارض طارئة ليست من صميم الموضوع، ولكنها تسبب التباسا لدى البعض

وقبل إعطاء رأيي أود التعليق على فقرات من محاضرة الدكتور - نفع الله به - أرى أنها تحتاج بعض المراجعة

- فمثلاً هناك نوعٌ من المصادرة والتحكم بالإحالة على مسلمات لا دليل عليها ، مثل قوله
[/align]
أن (السلف كانوا يُحَسِّنون القرآنَ بأصواتِهم من غيرِ أن يتكلفوا أوزانَ الغِناء، مثلَ ما كان أبو موسى الأشعري يَفعلُ، فقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لقد أُوتِيَ هذا مِزْمارًا من مَزاميرِ آلِ داودَ". وقال لأبي موسى الأشعري: "مررتُ بك البارحةَ وأنتَ تقرأ، فجعلتُ أستمعُ لقراءتِك"، فقال: لو علمتُ أنك تسمعُ لَحبَّرتُهُ لكَ تحبيرًا. أي لحسَّنْتُه لك تحسينًا.

[align=right]فالمراد من هذا الحديث إثبات "دعوى" أن السلف كانوا يحسنون بأصواتهم من غير أن يتكلفوا أوزان الغناء، والحديث ليس نصا في المطلوب فنحن لم نسمع تلاوة أبي موسى ولم يذكر أنه لم يتكلف ذلك ، بل إن قوله " لحبَّرته لك تحبيرا" أقرب دلالة على التكلف ، إذ إنه يدل على مزيد اعتناء بحسن التلاوة زيادة على الحال العادي

ثم إن عبارة "التكلف" - مع ذكر الغناء - منفرة في حد ذاتها ، ولذا تعطي القارئ انطباعا غير جيد عن من يوصف بها ، فيميل إلى استشناع ما يقوم به ، ولكن الحقيقة أنها عبارة فضفاضة غير علمية إطلاقا، فالتكلف في اللغة هو فعل ما فيه كلفة أي مشقة، وذلك - في حد ذاته - ليس بالأمر المكروه، فالخطاط مثلاً يتكلف لكي يكتب القرآن بخط بديع ترتاح إليه عيون القراء، والقارئ ذو الصوت الخشن ينبغي أن يتكلف ليقرأ القرآن بصوت جميل ويحبره تحبيرا
وأذكر أن السخاوي ذكر في ترجمة الإمام عاصو القارئ البدر أن كان متنطعا في القراءة، ولم يعدَّ ذلك عيبا بل فسره بأنه متتبع لأحكام التجويد

قوله :
[/align]
ويلحق به التطريب وغيره، حيث النص عن ابن مجاهد على منعه
يتناقض مع نقله عن ابن القيم :
وكل من له علم بأحوال السلف يعلم قطعاً أنهم برءاء من القراءة بألحان الموسيقى المتكلفة التي هي إيقاعات وحركات موزونة معدودة محدودة ، وأنهم أتقى لله من أن يقرؤوا بها ويسوِّغوها ، ويعلم قطعاً أنهم كانوا يقرؤون بالتحزين والتطريب ، ويحسنون أصواتهم بالقرآن ، ويقرؤونه بشجي تارة ، وبطرب تارة ، وبشوق تارة

فهل التطريب ممنوع مرغوب عنه ؟أم هو من هدي السلف ؟
الحقيقة أن هذا من المواضع المشكلة التي نجد التناقض فيها لدى الكثيرين، وكان المفترض أن يبين الدكتور فيها رأياً واضحا، فما هي المشكلة في التطريب إذا كان هو تحسين الصوت؟ وهل يمكن أن يكون الصوت حسناً وغير مطرب ؟

وحتى كلام ابن القيم في هذا لا يخلوا من بعض التناقض؛ ففي البداية يبرئ السلف من القراءة بالألحان "المتكلفة "، ثم بعدُ يقرر أنهم يقرأونه بشجىً تارةً وبطرب تارة وبشوق تارة، ولعمري ما تلك إلا المقامات ؛ الصبا والسيكا والنهاوند ... إلخ

ثم قوله :
وعلماء التجويد والقراءات لا يعتدون بعلم الألحان ، وإنما يشتغل به من يتخذون القرآن الكريم حرفة لإحياء الليالي والمآتم ونحوها، أو من يحبون الشهرة ،

[align=right]هذا من الأمثلة على طغيان العوارض على الموضوع، فكون البعض يتخذ القرآن حرفة لإحياء الليالي الخ لا يعني أن كل من قرأ المقامات هو كذلك، فبقي السؤال المطروح : وما حكم من تعلمها ليقرأ القرآن تعبدا فقط ، ويمتثل أمر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ لا شك أن هذا موجود وكثير
ثم إن إحياء الليالي أيضا إذا خلا من غرور القارئ وإعجابه بنفسه وكان تلاوة لكتاب الله بنية الانشغال بها عن القيل والقال فهو أمر محمود

يبقى أن طريقة الاجتماع في كثير من الأحيان يكون فيها الصراخ وعدم الاحترام لكتاب الله فهذا من أعظم الآثام وينبغي التحذير منه ، ولكنه لا يؤثر في الحكم على التلاوة مجردة
[/align]
وما ذكره ابن حجر ( ت852 هـ ) وغيره من الأئمة المعتبرين من الجواز في ذلك إنما مرادهم التلحين البسيط الذي لا يؤثر على الأداء الصحيح ، وهذا هو محل الخلاف .

[align=right]هذا أيضا مثال على التعميم وإطلاق العبارات غير العلمية ، فما هو "التلحين البسيط"، ومن يحدده ؟ وإذا سمعنا المنشاوي مثلا يتلو آية بمنتهى الخشوع مع إتقان الأحكام - ونحن لا نعرف المقامات - فهل سنتوقف في أمرها حتى نعرف هل هي على التلحين البسيط أم لا ؟ وهل إذا عرفنا أنه - مع التزامه بالأحكام - قد قرأ تلك الآية بمقام كذا فنقول حينها إنه مقام من التلحين البسيط الجائز ؟[/align]

[align=center] * * * [/align]
هذا ما أردت التعليق عليه من هذا البحث القيم المفيد

والذي يبدو لي أن الأمر يحتاج أولا إلى تحديد المنطلق، ثم بعد ذلك إلى تحرير محل النزاع، لكي ينحصر الموضوع ويتحدد محل الإشكال

أعني بالمنطلق :هل تحسين الصوت بالقرآن مطلوب ؟
بعض العلماء كرهه ، ورأى أن يقرأ فقط بقراءة عادية من دون تحسين إطلاقاً ، ومنهم الإمام القرطبي فقد أفاض في ذلك في مقدمة تفسيره، وتأول كل الأحاديث الواردة فيه.


لا أظن أن أحدا منا يوافق على هذا القول ، فالجميع هنا متفقون على تحسين الصوت بالقرآن كما هو قول جماهير العلماء
إذن فما هو التحسين، وهل يمكن أن أن يكون تحسين بدون الالتزام بنسق معين؟ وبدون تمرين عليه ؟

أظن أن الجواب على السؤالين هو "كلا "

إذن فالالتزام بنسق معين هو "المقام" والخروج عليه هو " النشاز " ، والتمرين على ذلك النسق هو " التكلف" ، فالطفل في سن التعلم لو تركته يقرأ القرآن كما يقرأ القصة ولم تكلفه تحسين الصوت فلن يحسن صوته بالقرآن

أما تحديد محل النزاع ، فأقصد به أن نقول
- إن ما كان فيه خروج على أحكام التجويد فهو محرم مطلقا ، سواء كان مقامات أو غيرها
- وما كان بالمقامات ولم يكن فيه خروج عن أحكام التجويد ، فما الإشكال فيه ؟
لقد كاد المحاضر أن يقبل بهذا التفريق حين قال
:
- الخلاف في القراءة بالألحان مفرع على مراعاة قواعد التجويد، فإن وافقها فجائز، وإن خالفها فممنوع .

ولكنه في فقرة أخرى يدعي أن ذلك غير ممكن :
فذلك لا يجوز ، لأن أداء القرآن له مقاديره التجويدية المنقولة التي لا يمكن أن تتوافق مع مقادير قواعد تلك الألحان إلا على حساب الإخلال بقواعد التجويد ،

هذا برأيي هو مربط الفرس وهو محل النزاع الذي ينبغي أن يدور حوله النقاش :

هل يمكن أن يقرأ القارئ بالمقامات ملتزما بسلمها ، وهو مع ذلك ملتزم تماما بأحكام التجويد

نرى أنه ممكن ، بل نرى أنه يساعد القارئ أكثر

وربما يكون الفيصل في ذلك هو تسجيلات القراء، وعلى رأسهم العلم الأجل الشيخ محمود خليل الحصري رحمه الله فلا يختلف اثنان على حسن أدائه وإتقانه ، كما لا يختلف أهل المقامات على إحكامه لها أيضا ، وشهادة العزاوي حجة في هذا الباب ، فهو من أرباب الفن

ولئن يسر الله في الوقت فسوف أرفع هنا نماذج للشيخ الشحات رحمه الله تعالى لكل من المقامات السبعة ، يتضح بها صحة ما نراه

والله تعالى أعلم والسلام عليكم ورحمة الله
 
أخي الكريم الشيخ محمد الأمين أعزك الله بطاعته .
لن أناقش فيما أثرته وأثريته من السؤالات ؛ حتى لا أتقدم على الأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري - حفظه الله - في الإجابة عنها , فهو المعني بها.
لكن أجتذب من عبارتكم - وفقكم الله - قولكم:"ولئن يسر الله في الوقت فسوف أرفع هنا نماذج للشيخ الشحات رحمه الله تعالى لكل من المقامات السبعة ، يتضح بها صحة ما نراه "
آمل منكم في الوقت نفسه إرفاق ماخالف به الشحات -غفر الله له - في القراءة ماعليه أهل الأداء المجودة ؛ لإتمام مقامات النغم بحذافيرها , إذ لايخفاكم ماذكره عن نفسه من دراسته للتلوين النغمي في المعهد الحر للموسيقى لمدة سنتين ؛ حتى صار متمكنا من كل المقامات الموسيقية بكفاءة عالية -وذلك شرط قبوله بالإذاعة - ومن ألقابه التي عرف بها : ( أمير النغم )! وصاحب الصوت ...
 
أعتقد أن هناك فرقا بين المقامات وما يسمى بالنوتة الموسيقية ، وقد سمعت بعضا من يقرأ على النوته فوجدته لا يتناسب مع عظمة القرآن ويمجه الطبع السليم.
 
بارك الله عليكم جميعا وجزاكم خيرا
أضيف جملا لتزيد الهامش، وتوسع المدارك حول الأمر، ولعل أحدا يضيء ويكمل لنا الصورة، فنحن نبين احتياجنا وما يعتمل في صدورنا لتزول الإشكالات

*سمعت شيخ المقارئ -الشيخ المعصراوي- يقول أن الشحات محمد أنور كان لا يخلط فإذا بدأ بكذا يظل ..يعني لا يخرج من نغمة بدأ فيها أو مقام لمقامات تشوش حسبما فهمت
*ثم استدرك أنه كان يتقي الله فلا يخالف أحكام التجويد

وأنوه لأن النفس-نفسي الخاطئة وجل من أعرفهم- تأنف كلمة المقامات وما شابه، وهذا بسبب بعدها عن كتب السلف وبعدهم عنها، وبسبب الواقع الذي تربينا فيه سواء كثرة المغنين ومجونهم، أو كثرة المقرئين باللحن كأنهم موسيقيون يعزفون، وحولهم كذلك من لا يعي معنى اللفظ، ويذهب ليتلذذ بالنغم
ويفرح بالكلمة وإن كانت نذارة رهيبة
وهذه بلادنا
ولكن هذا هو الحال، ولعل سببه عدم حزن القارئ، أو عدم مراعاته لأن هذا ليس أغنية تنفع فيها كل الألوان، إضافة لجهل السامع، وربما عدم نيته التدبر إلا من رحم الله
وحتى في القراء الجدد-أهل الالتزام- من يفقد وقاره ومنهم من صرح باعتماده المقامات في صفحته على الشبكة

لهذا تمنيت-لو كنا سنعتمد المقامات علما للطالبين- أن تسمى المقامات بأسمائها العربية ما دامت هي دلالة على درجات مرقمة بالفارسية أو لها معان، فلماذا سنبتعد عن لغتنا

وكنت أحسب أن شعور المرء بالأيات -المرء الواعي -سيجعله حتما لا يبتهج، أو يخلط في الترنم بين الرجاء والخوف والقصص
دونما تعلم للمقامات
وهذا من خلال مشاهداتي، وفهمي أن السلف كانوا يدرجون على تعلم القرءان وتلقيه دون ذكر لهذه الأشياء- وإن كانت مطمورة ضمنا في السياق- وإلا فماذا بقي للقارئ إن كان سيستحضر أحكام التلاوة والمقامات
ولعل هذا سبب في أنهم لم يجعلوها مستحبة ولا واجبة، فلو كانت هي التحبير لباتت من علوم الألة مثلا
وأزكي النقل عن الشيخ القارئ حين جعل الحزن شرطا-دون تقييد بمواطن- لأنه صفة ثابتة مطلقة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وجل الأفاضل المهديين
وهذا الحزن ليس ثابتا في كل القراءات المعاصرة للأسف، وأحسبه ليس في المقامات كلها كما قال فضيلته
حيث فسر عبقري الأمة الشافعي رحمة الله عليه الترتيل بالترنم والتحزن، دونما تفضيل لأهل التقسيم وخبرائه، ودونما تخصيص لآيات باستحضار التحزن فيها والله تعالى أعلى وأعلم.
 
السلام عليكم
لو أن قارئا قرأ والتزم بالمقامات مع مراعاة الأحكام والتجويد ..ما السبب لمنعه ؟؟
فقد أجاز الشافعي والنووي وابن حجر وغيرهم القراءة بالألحان بالضوابط السابقة .
( فهذا النوع هو الذي يكون حوله النقاش )

فهناك من القدامي من يقرأ القرآن بطريقة المخاطبة وكأنه يصور المشهد كما نقل ذلك ابن الجزري في " غاية النهاية " ولم نسمع عمن منع هذا .

فتعلم المقامات مثل تعلم التجويد إن سلم التعليم من مصاحبة آلات اللهو .والله أعلم
والسلام عليكم
 
أشكر أخي العزيز ضيف الله العامري على نقله القيم لرأي الشيخ الدكتور عبدالعزيز بن عبدالفتاح القارئ وفقه الله ، من كتابه القيم (سُننُ القُرَّاء ومناهج المجوِّدِين) ، وهو كتاب قيم حقاً أظن نسخه نفدت أو كادت من السوق ، وقد سبق أن تمَّ التعريف به في إحدى حلقات برنامج التفسير المباشر ويمكن مشاهدة ذلك على هذا الرابط في موقع مشاهد .
[align=center]
64aeaeceb27cef.jpg
[/align]

وقد صنَّفه الدكتور عبدالعزيز ليكون متمماً لكتاب الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله (بدع القراء) .
وقد راجعتُ قبل ذهابي لحضور محاضرة الدكتور إبراهيم الدوسري هذا الموضع من الكتاب للدكتور القارئ رغبةً في تذكر تفاصيل كلام العلماء في المسألة ، وقد أجاد الشيخ ضيف الله بنقله جزاه الله خيراً .
ومن كلام الدكتور عبدالعزيز القارئ المتعلق بالموضوع كذلك ما ذكره في حاشية رقم (5) صفحة 100 وما بعدها تعليقاً على مسألة إجادة التلاوة وإتقانها بنغمة التحزين وتفاوت القراء في ذلك ، مع بيان رأي الدكتور الشخصي في أداء بعض القراء المشهورين رحمهم الله . حيث قال وفقه الله :
(ومن أحسن من سمعته يتقن نغمة التحزين من قراء الإذاعات المنشاوي رحمه الله ، وممن يتقن القراءة بالألحان مع المحافظة على الشروط المذكورة الشيخ محمد رفعت رحمه الله ، ولصوته وقراءته تأثير عجيب على النفس ولعل سر ذلك في إتقانه ، وفي صدقه وخشوعه ، فهو يقرأ من قلبه لا من حنجرته كما هو شأن أكثر قراء الإذاعات ، لا يجاوز القرآن حناجرهم .
وممن يرتل دون أن يلتزم بالألحان محمود خليل الحصري فترتيله مناسب للمتعلمين المبتدئين .
ومنهم عبدالباسط عبدالصمد فإنه مع جمال صوته لا يتقن الألحان .
وممن يتكلف الألحان ويبالغ في ذلك حتى يكاد أن يخل أحياناً بالشروط مصطفى إسماعيل ، وأسوأُ منه في ذلك أبو العينين شعيشع ، وأسوأ منهما الطبلاوي فإنه يخل كثيراً بقواعد الأداء وبالحروف ، خاصة الراء .
وأما أشنع مثال على التطريب المذموم المجمع على تحريمه فما سمعته من شريطٍ لِدَعِيٍّ يُسمى عنتر آتاه الله صوتاً خلاباً ، وجهلاً فادحاً بالتجويد ، وجرأة بالغة على اللعب بالقرآن ، وقد سمعتُ شيخ المقارئ المصرية السابق العلامة الشيخ عامر بن السيد عثمان المدفون ببقيع الغرقد - رحمه الله - سمعته يفتي بقتله إذا لم يتب .
وإنما مثلت بقراء الإذاعات لشهرتهم ، وسماع الناس لأصواتهم وانتشار ذلك بينهم) .


كما استطرد الدكتور عبدالعزيز القارئ في تعليقٍ له على من يغلق باب القراءة بالألحان المحمودة فقال في حاشية رقم (2) ص 102 :
(إنَّ أسلوب سَدِّ الأبواب لا نراه مفيداً ، خاصة في زماننا هذا ، فقد اشتدت حاجة الناس فيه إلى البديل الشرعي الذي يستغنون به عن مزمار الشيطان الذي استفحل أمره وانتشر ، فهل من الحكمة أنه بينما يقف العلماء عاجزين عن إزالة هذا المنكر الذي فتن به كثير من الناس ، يغلقون باباً شرعياً أتاحه الشارع الحكيم ؟
إنَّ التشديد في مسألة القراءة بالألحان وتحريمه على القراء ، كان من نتائجه عندنا إعراض طلبة العلم - أعني الحفاظ منهم - عن إجادة الترنم ، وتحبير التغني ، حتى يحركوا به القلوب ، فتصدر للقراءة - خاصة في المحاريب - من لم يتقن ذلك ، فلم يحركوا القلوب ، بل أتعبوا السامعين وعذبوهم ، وبعض الأصوات (المتصدرة) أصوات مبتدئين لم تصقل مواهبهم ، ولم تُحبَّر تلاوتهم . وأعجب من ذلك أن التشديد فَرَّخَ تشديداً آخر ، فوُجد من طلبة العلم من يَعُدُّ قواعد الأداء والتجويد بدعةً ، فإذا كان التجويد بدعةً ، والقراءةُ بالألحان بدعةَ فأعان الله السامعين)
.
 
* كان الدكتور إبراهيم متحرجا من الجانب التطبيقي للألحان بشكل واضح وهي التي كانت ستزيد الموضوع بيانا.

* أتمنى من الدكتور عبدالرحمن أن يطرح هذا الموضوع بشكل أوسع في الجمعية أو في مركز تفسير بحيث يخصص له أكثر من جلسة ويكون بإضافة الاختصاصيين في المقامات مع أهل الأداء ؛ لأني لم أقتنع بقول الدكتور إبراهيم لما قال : إن تطبيق المقامات يلزم منه الإخلال بقواعد التجويد. فالمنشاوي وهو ممن يشير إليه الدكتور إبراهيم من أرباب هذا الفن تطبيقا وأداؤه في قمة الإتقان وغيره.

*أيضا لا يسلَّم للدكتور أن إبراز المعنى ممكن بغير معرفة هذا العلم (أي مطلقا) ؛ لأن هذا العلم يكاد المعنى يكون هو الأساس المقصود فيه _أعني عند من يرى تعلمه لأجل القرآن_وقد أشار الدكتور إلى تميز الشيخ محمد رفعت في كتاب إبراز المعاني وهو من أبرز مطبقي علم المقامات في القراءة.
وجزى الله الشيخ إبراهيم خيرا على تلك المحاضرة الرائعة فقد أجاد فيها وأفاد نفعنا الله بعلمه.
 
( ترانيم قرآنية ) على فضائية الشارقة برنامج جديد للشيخ شيرزاد

( ترانيم قرآنية ) على فضائية الشارقة برنامج جديد للشيخ شيرزاد

ترانيم قرانية

برنامج علمي تطبيقي منوع يهدف إلى التعريف بعلم الأداء الصوتي على فضائية الشارقة

وقت البرنامج : يوم الجمعة من الساعة 6:15 وحتى الساعة 7:10 مساءا بتوقيت دولة الإمارات

مدة البرنامج : 45 دقيقة

ضيوف البرنامج الدائمون والشيخ عبدالله السبعاوي والشيخ المعتصم بالله العسلي والشيخ عبدالرزاق الدليمي ونخبة آخرون من المتخصصين في مجال الصوتيات


التعريف بالبرنامج

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن التغني بالقرآن مشروع، وفي ذلك أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها: ما رواه البخاري و مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن". ومنها ما رواه البخاري و مسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما أذن الله ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن" ومنها: ما رواه أحمد و أبو داود و النسائي و ابن ماجه و الدارمي عن البراء بن عازب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "زينوا القرآن بأصواتكم" ومنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سمع أبا موسى الأشعري يقرأ القرآن ويتغنى به ويحبره، قال: "لقد أوتيت مزماراً من مزامير آل داود" رواه البخاري و مسلم .

ولكن لا يتجاوز بالتغني بالقرآن حتى يصير كألحان الأغاني، وقد كره ذلك السلف.

أما بالنسبة لقول الناس بعد المقرئ: ((الله)) فإنه ليس من هدي السلف، بل فيه عدم تعظيم للقرآن، لأن المسلم مطلوب منه حين قراءة القرآن أن ينصت ويتدبر، قال تعالى: (فإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون)[الأعراف:204] وقال سبحانه: (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب)[ص:29] وقال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)[محمد:24] وهذا العمل ينافي ذلك.

فالنفوس فطرت على حب الصوت الحسن , وليس هناك أذن لا تحب الصوت الحسن وليس هناك قلب لا يهتز للصوت الحسن، ومن أنكر على الناس ميلهم لهذا فهو إنما ينكر عليهم فطرتهم

"قال الشيخ بن باز رحمه الله تعالى : جاء في السنة الصحيحة الحث على التغني بالقرآن ، يعني تحسين الصوت به ، وليس معناه أن يأتي به كالغناء ، وإنما المعنى تحسين الصوت بالتلاوة ، ومنه الحديث الصحيح : (مَا أَذِنَ اللَّهُ لِشَيْءٍ مَا أَذِنَ لِنَبِيٍّ حَسَنِ الصَّوْتِ بِالْقُرْآنِ يَجْهَرُ بِهِ) وحديث : (لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ ، يَجْهَرُ بِهِ) ومعناه : تحسين الصوت بذلك كما تقدم .
والتغني : الجهر به مع تحسين الصوت والخشوع فيه ، حتى يحرك القلوب ، لأن المقصود تحريك القلوب بهذا القرآن ، حتى تخشع ، وحتى تطمئن ، وحتى تستفيد ، ومن هذا قصة أبي موسى الأشعري رضي الله عنه لما مر عليه النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ ، فجعل يستمع له عليه الصلاة والسلام ، وقال : (لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ) فلما جاء أبو موسى أخبره النبي عليه الصلاة والسلام بذلك ، قال أبو موسى : لو علمت يا رسول الله أنك تستمع إليّ لحبرته لك تحبيراً . ولم ينكر عليه النبي عليه الصلاة والسلام ذلك ، فدل على أن تحبير الصوت وتحسين الصوت والعناية بالقراءة أمر مطلوب ، ليخشع القارئ والمستمع ، ويستفيد هذا وهذا
وكما لا يستطيع من ينظم قصيدة موزونة أن يخرج عن بحور الشعر فكذلك كل من أراد أن (يتغنى) بالقرآن لا يستطيع أن يخرج عن المقامات الصوتية وقواعدها شاء أم أبى

وكل قارئ حسن الصوت يتغنى بقراءته للقرآن لا بد أن يكون ( لحنه) راجعاً لمقام من هذه المقامات السبعة الأساسية المعروفة: الصبا، والنهاوند، والعجم، والبيات، والسيكا، والحجاز، والرست ، والتي جمعها بعضهم بقوله صنع بسحر فهي قواعد صوتية لا يخرج صوت ولا إهتزاز في حنجرة الإنسان إلا طبقا لهذه القواعد

وإذا حللنا قراءة أي قارئ للقرآن، فإننا سنجد بأن تلاوته تعود لمقام من المقامات السبعة الرئيسية أو فروعها سواءا علم القاريء أم لم يعلم
فالمقامات قد تكتسب سماعا وليس دراسة شأنها شأن الشعر فكثير من الشعراء يجيد الشعر ويبدع فيه وينظمه وهو لايعرف شيئا عن بحور الشعر , وكونه لايعرف هذه البحور لايجعل قصيدته خارج بحور الشعر فقصيدته شاء أم أبى ستعود حتما إلى واحد من بحور الشعر الستة عشر التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي ،

فالشيخ السديس والشيخ الشريم والشيخ الثبيتي والشيخ الحذيفي والشيخ عبد الله بصفر ومعظم قراء الحرمين قراءتهم التي عرفوا بها هي على مقام الرست ونجزم بأنهم لايعرفون عن هذا المقام شيئا لكنهم تعلموه سماعا وطبقوا قواعده سماعا لذا فهم منضبطون فيه غاية الضبط ( من حيث لايدرون ) ,

الشيخ عبد الله بصفر ينتقل من مقام الرست إلى مقام الحجاز حين ينفعل بالقراءة ثم يعود من الحجاز إلى الرست كما كان أو إلى البيات أحياناً، أما الشيخ أحمد العجمي والشيخ الشاطري فيقرآن على مقام الكرد وهو متفرع عن النهاوند وإن كان لكل منهما طريقته التي يتميز بها، والنهاوند هو المقام الذي عرفت به قراءة الشيخ الحصري رحمه الله، والتي قلدها الشيخ توفيق الصايغ، أما الشيخ مشاري العفاسي فهو يقرأ بمقام النهاوند ويبدع في تنقلاته فيه وينتقل إلى مقامات أخرى , الشيخ الأخضر والشيخ محمد أيوب عندما كانا يصليان معاً في الحرم النبوي في أعوام خلت فهما كبقية أئمة الحرمين يقرءان بمقام الرست ، أما الشيخ الأخضر فلقراءته بمقام الرست خصوصية لا تجدها عند غيره ولو حرصت فهو الذي إشتهر بحرصه على تصوير المعاني أما الشيخ محمد أيوب فقد اشتهر بمقام البيات أول ما اشتهر، ثم هاهوذا يتحفنا بمقام الحسيني المتفرع عن البيات في مصحفه المرتل المشهور الذي نال شهرة فائقة ، ويقرأ الشيخ محمد أيوب أحياناً بالبنجكة، وكثيراً بالرست ، وله تسجيلات بمقام الحجاز بطريقته الحزينة المؤثرة والمميزة، ويعتبر الشيخ محمد أيوب مدرسة فهو يقرأ بمعظم المقامات ويؤديها بإحتراف

ولكل أهل منطقة أسلوب في القراءة وإن اتحدت المقامات، فتجد أن ابن الحجاز يقرأ على مقام الرست بأداء غير أداء ابن العراق وغير ابن الشام، أو ابن مصر، فلكل أهل بلد طريقتهم أو فلنقل (نكهتهم) الخاصة في قراءة المقام يتميزون بها عن قراءة غيرهم،

استمع إلى قراءة الشيخ زكي داغستاني حين يقرأ بمقام الرست وقارنها بقارئ من قراء العراق مثلاً يقرأ على نفس المقام لتدرك الفرق

حلقات البرنامج

الحلقة الأولى : مقام الصبا
الحلقة الثانية : مقام النهاوند
الحلقة الثالثة : مقام العجم
الحلقة الرابعة : مقام البيات
الحلقة الخامسة : مقام السيكا
الحلقة السادسة : مقام الحجاز
الحلقة السابعة : مقام الرست
الحلقة الثامنة : مقام الكرد

ويناقش البرنامج المحاور التالية أيضا

1- مشروعية التغني بالقران
2-الفرق بين علمي المقامات والقراءات
3-تعريف المقامات
4-المقامات الرئيسية السبعة ( صنع بسحر ) الصبا , النهاوند , العجم , البيات , السيكا , الحجاز , الرست )
5-الضوابط الشرعية لإستخدام علمي المقامات والقراءات
6-علم القراءات - الأركان الثلاث لصحة القراءة - فوائد تعلم علم القراءات
7-الطبقات الصوتية والتنقل بينها ( القرار , الجواب , جواب الجواب )
8-توظيف علم المقامات في تصوير المعاني القرانية
9-مساحة الحنجرة وضوابط النشاز
10-القفلات الصحيحة والنشاز
11-الفرق بين الأداء وقوته وموهبة الصوت الحسن
12-تحسين الاداء وتحسين الصوت
13-علم الوقف والإبتداء ( أنواع الوقف والإبتداء المحرم والقبيح و المكروه , بدع القراء في الوقف والإبتداء , توزيع النفس , تناسق المدود , تناسق سرعة البدء والإنتهاء )
14-طرق المحافظة على الحنجرة ( الأطعمة والأشربة , الحمية , طريقة توظيف المقامات في المحافظة على الحنجرة و الحبال الصوتية )
15-طرق تعلم المقامات الرئيسية وفروعها ( الطريقة السماعية , الطريقة النظرية )
16-الفرق بين الطريقة النظرية والطريقة السماعية في تعلم المقامات ( فوائد ومحاذير كل طريقة )
17-مقارنة بين مدارس التلاوات في العالم الإسلامي ( المصرية , الشامية , العراقية , الحجازية , المغربية , التركية , جنوب شرق آسيا )
18-المقومات الأربعة للقاريء المميز ( تحليل لمقومات قراء جيل الرواد )
19-التقليد ( ضوابط التقليد , محاسن ومساويء التقليد , التخلص من التلقيد )
20-كيفية التخلص من التقليد
21-أخطاء القراء في ( الخنخنة , الترعيد , ضبط المدود , القفلات , التنقل بين الطبقات , خلط القرءات , السكتات , توظيف المعاني , إختيار المواضع وضوابطها ( المعنى , طول الايات , حروف الحلق وتوفير النفس ) )
22-الاذان ( أخطاء المؤذنين , ضوابط تحسين الاذان )

المصدر:
http://www.sherzaad.net/news.php?action=show&id=28
 
الأخ الكريم حجازي بارك الله فيك .
هل توجد حلقات هذا البرنامج (ترانيم قرآنية) لمشاهدتها والإفادة منها ؟
وهل شاهده أحدٌ منكم ليبين لنا كيفيته ؟
 
الأخ الكريم حجازي بارك الله فيك .
هل توجد حلقات هذا البرنامج (ترانيم قرآنية) لمشاهدتها والإفادة منها ؟
وهل شاهده أحدٌ منكم ليبين لنا كيفيته ؟

هذا رابط صوتي للحلقة الأولى:

http://www.4shared.com/get/14518058...ssionid=37B48A8EE4EEC2A4274F570A1A04C00C.dc90

أما المشاهدة فلم أشاهد الحلقة الأولى وأرجو أن أتمكن من مشاهدة القادم إن شاء الله.
 
أشكرك أخي العزيز حجازي وفقك الله . فقد استفدت من سماع الحلقة الأولى من (ترانيم قرآنية) وفيها فوائد كثيرة في هذا الفن ، والمتحدثون من خبراء هذا الفن فيما يبدو .
جزاك الله خيراً وليتنا نحظى ببقية الحلقات حول بقية المقامات .
 
بارك الله فيك
شيخ عبدالرحمن بالنسبة للبرنامج الجمعة الماضية كانت هي الحلقة الاولى فهوبرنامج جديد

جزاكم الله خير
 
مقامات الشحات

مقامات الشحات

[align=center]في ما يلي التلاوة التي أشرت إليها سابقاً للشيخ الشحات محمد أنور
رحمه الله تعالى ، بعد ما قطعتها بحسب المقامات ، كلا على حدة :
[/align]
[align=center]مقام البياتي [/align]

[align=center]* * * [/align]
[align=center]مقام الرست[/align]


[align=center]* * *[/align]

[align=center]مقام الجهاركاه[/align]

[align=center]* * *[/align]
[align=center]مقام السيكا[/align]

[align=center]* * *[/align]

[align=center]مقام الحجاز[/align]

[align=center]* * *[/align]

[align=center]مقام الصبا[/align]

[align=center]* * *[/align]

[align=center]مقام النهاوند[/align]

[align=center][align=center]* * *[/align][/align]
 
إضافة وتنويه

إضافة وتنويه

1-ذهب بعض الأئمة إلى أن حديث (ليس منا من لم يتغن بالقرآن ) وفي رواية (يجهر) به إلى أن التغني هنا 1- تحسين الصوت .....
2- الاستغناء ،أي : من لم يستغن بالقرآن ، ولايذهب به إلى الصوت وليس للحديث عندي وجه غير هذا ؛لأنه في حديث آخر كأنه مفسر له ....ولوكان وجهه أنه الترجيع بالقراءة وحسن الصوت لكانت العقوبة قد عظمت في ترك ذلك ..(غريب القرآن لأبي عبيد) .
2-يذكر أن أول من قرأ بالألحان هو : عبد الله بن أبي بكرة ، وكانت قراءته تحزنا ، ليست على شيء من ألحان الغناء ولا الحداء ..س: إذا كان أول ...فهل يعني أنها محدثة ولاأصل له؟؟ انظر(المعارف لابن قتيبه)
3-قول الرسول عليه السلام (لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود )والرد (لحبرته..)يدل على التكلف ...س: ما وجه الشبه في قوله (مزمارا) ..؟
4-خرجت رسالة علمية في المقامات وما يتعلق بها في إحدى الجامعات الأردنية ، ولاأعرف عنها شيئا سوى أن احد المشايخ الفضلاء لديه نسخة منها (لم تطبع) ووعدني بتصويرها ، والى الآن لم يتيسر لي ذلك .......
5-هناك بحث بعنوان : البيان في حكم القراءة بالمقامات والألحان ....
 
للتوسع في معنى حديث : (ليس منَّا من لم يتغن بالقرآن) يمكن الاطلاع على بحث قيم للدكتور بشار عواد معروف بعنوان :(البَيَان في حكم التغنِّي بالقرآن : دراسة في ضرورة تحسين الصوت والتطريب بالقراءة ) وهو في المرفقات .

يراجع أيضاً كتاب : كتاب : التغني بالقرآن - لبيب السعيد
 
إخواننا الأفاضل تتناقشون في القراءة بمقامات البيات والسيكا وغيرها وكأن تعلمها مجمع على إباحته فهل يتكرم أحد بنقل الإجماع لنا ؟
إن البحث في حكم القراءة بالألحان والمقامات فرع عن إباحة تعلمها فهلا تفضل أحد بنقل فتاوى العلماء في جواز تعلم المقامات تعلما مجردا ثم بعد ذلك نبحث حكم قراءة القرآن بها , فليس كل مباح يجوز استعماله في قراءة القرءان فتعلم العروض مثلا مباح ولكن مع كونه مباحا لا يجوز أن يقرأ عليه القرءان بتفعيلاته وبحوره , فموطن النزاع أمران :
الأول : حكم تعلم المقامات والألحان .
والثاني : حكم قراءة القرآن بالمقامات إذا كان تعلم المقامات مباحا.
والأمران كما نرى مرتبان : الثاني بعد الأول فإذا بطل الأول بطل الثاني ولابد , وإذا صح الأول قد يصح الثاني وقد لا يصح , فلنبدأ بالأول أولا .
 
قال شيخ الإسلام رحمه الله في الإستقامة :
" ومع هذا فلا يسوغ أن يقرأ القرآن بألحان الغناء ولا أن يقرن به من الألحان ما يقرن بالغناء من الآلات وغيره " (1/ 246 )
 
السلام عليكم ورحمة الله
سررت بعودة الملتقى، يسر الله الخير لنا جميعا، وهدانا بفضله ومنه وجعل لنا في كل أمر فرقانا
تذكرت هذا الحوار حين علمت خلال ملفي فيديو وصلاني بالبريد الالكتروني بتراجع شيخ المقارئ المصرية ومعه شيخ مقارئ قطر الشيخ عبد الرشيد صوفي والدكتور أيمن سويد وربما شيخ ءاخر فاز في مسابقة المزامير عن موضوع الألحان عامة، وعما جرى بمسابقة المزامير خاصة، ولعل هذا منعا لفتنة ظهرت ومبالغات كانت مغلقة أبوابها
وكنت أتساءل لماذا منعه من منعه من السلف، وقد مررت بنقل -سأضعه أدناه- حين كنت أبحث عن مسألة في المرض والألم والصبر الجميل! فوصلت إلى روضة في طبقات الحنابلة، ومنها للكلام عن الألحان!، وعزمت على وضعه
وبداية أقررت لنفسي بأن التكلف في أمر كثيرا ما يكون مسألة تقديرية، حسب الذوق -الذوق المعتدل نسبي- وحسب الحال"الشخص والبيئة" والوسط.. والحس العربي"في القرون الفاضلة" عادة ما يفضله الأئمة حين تكون المسألة دون نص صريح، وكثيرا ما قرأت أن ما استحسنه العرب فهو حسن، وربما كان وقوف الأئمة تأسيا بمن سبق من هذا الباب
فقد فتحوا بلاد المقامات والنغمات ووصلوا لفارس والروم في عصر الخلافة الراشدة، وترجمت كتب اليونان في عهد عمر بن عبد العزيز الراشد رضي الله عنه، ولم يتجهوا لأخذ الألحان عنهم، ولا عن أهل أي مصر فتح، أو لتحري تعلمها للتحسين، رغم إقرارهم بمشروعية التحبير والعمل على إيجاده، ولكن التحري بقوانين أكثر تكلفا من التقليد لمن يحسن التحزن والترنم، وأكثر تكلفا من التطريب بالسليقة-وكلاهما فيه تحر واجتهاد- وهذا دون قوانين وضوابط واشتقاقات نغمية، وأسماء وتركيبات قد تصرف المرء أحيانا عن التدبر "أو تشغل ذهنه بقدر ما قد يشتته"
فقلت لعل الامتناع كان تأسيا بالصحابة الذين لم يثبت عنهم ولا عن القرون الأولى ذلك
أو كان سدا للذريعة كي لا يحدث ما جرى الأن من صخب وصياح وتلذذ باللحن لا المعنى
ومن مبالغة وانشغال زائد بالأداء، أو أمورا كما جرى في المسابقة، مما جعل الشيخ حسان ينكر الأمر جملة وتفصيلا واسما ومعنى في فيديو، وينكر على ابنه كذلك، وقال لا نقول ألحان بل نقول حسن الصوت وكفى، ونغلق الباب" ولست أدعو لتقليده ولا غيره بل لتأمل الحدث بعين صافية"
وكما قلت دوما هناك مساحة رمادية -إن صح التعبير- للمكلفين، تتفاوت فيها الأفهام والأحاسيس، وكل امرئ حسيب نفسه فيها ولا سلطان لأحد على أحد

(1/208) عبد الرحمن أبو الفضل المتطبب وقيل أبو عبد الله البغدادي:
ذكره أبو محمد الخلال فقال: كانت عنده مسائل حسان عن أبي عبد الله وكان يأنس به أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث ويختلف إليهما.
نقلت: من كتاب أبي بكر الخلال أخبرني جعفر بن محمد العطار قال: سمعت أبا الحسن محمد بن محمد بن أبي الورد يقول كان عبد الرحمن المتطبب عندي فقال: دخلت على أبي عبد الله فقلت: ما تقول في قراءة الألحان قال: بدعة بدعة.
قال الخلال وأخبرني المروذي قال: سمعت عبد الرحمن المتطبب يقول قلت: لأبي عبد الله في قراءة الألحان فقال: يا أبا الفضل اتخذوه أغانيا اتخذوه أغانياً.
قال الخلال وأخبرني محمد بن أبي هارون الوراق قال: سمعت عبدان الحذاء قال: سمعت عبد الرحمن المتطبب قال: سألت أبا عبد الله عن هذه الألحان فقال: اتخذوه أغانيا لا تسمع من هؤلاء.
الكتاب :
1/206طبقات الحنابلة
المؤلف : أبو الحسين ابن أبي يعلى ، محمد بن محمد (المتوفى : 526هـ)
الناشر : دار المعرفة - بيروت
 
بارك الله فيكم يا دكتور إسلام على هذه الإضافة القيمة ، ونسأل الله أن يهدينا دوماً للحق والصواب .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فأحب أن أطرح الموضوع من زاوية أخرى - وقد أشيرَ إليها في بعض المداخلات السابقة - فأقول:

الأصل في التعبدِ المحضِ المنعُ إلا بدليل، وتلاوة القرآن الكريم تعبدٌ بلا مرية، فمن قال بجواز تلاوته على المقامات فليأتِ بالدليل، وهذا الكلامُ ردٌّ على من قال: لا دليل على التحريم! فهو المطالب بالدليل لأن الأمر أصلا على المنع لا على الجواز، فتأمل!

لكن قبل البدء لابد من التفريق بين أمرين:
الأول: تعلُّمُ المقامات وتعليمها، فإن هذا الفعل ليس تعبدياً محضاً، وإن كانت كل شئون المسلم عبادة مصداقاً لقول الحق "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له"، لكنه ليس من العبادة المحضة.
الثاني: التلاوة لكلام الله تعالى بالمقامات، فهذه تعبديةٌ محضةٌ بلا خلاف، والله أعلم.

فالأول ليس تعبدياً محضاً، وبالتالي فالأصل فيه الحِل، وبهذا التفريق بين التعلم للمقامات؛ والتلاوة بالمقامات: يحصل فرق هائلٌ وبَوْنٌ شاسعٌ، هو الفارق بين الحل والحرمة!

إذًا: هناك فارق جوهري بين التعليم والتعلم من جهة وبين التلاوة بها من جهة.
والله أعلى وعلم وأحكم.
 
هنا حديث للشيخ الجليل محمد بن صالح المنجد -حفظه الله - في شريطه الجديد (ماذا حصل للنشيد الإسلامي؟) عن قراءة القرآن الكريم بالمقامات وأمور أخرى ، والموضوع نفسه جدير بالاستماع .
للاستماع للمحاضرة .. من هنا . وكلامه عن القراءة بالمقامات من الدقيقة 54,18
 

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله عليك دكتور عبد الرحمن، وحفظك وحماك، وأحب الحوار معك حقيقة
هكذا فلنكن جميعا، مثل النحلة ذات همة وسعي في جمع الرحيق، ثم هي تفيد منه المجموع ..
أنزلت المحاضرة وبدأت أستمع، ولعله سيستغرق أياما إن شاء الله، لظروف الوقت، والرغبة في الأناة

وبالمناسبة سأذكر شعوري مع سماع حلقة ختامية في مسابقة الفجر، ولم أتابعها، لكن ساق الله تلك الحلقة للفائز على موقع اليوتيوب، ديوان زماننا، هذا إن كان شعوري يهم أحدا..
ولعل المتفقهين الباحثين عليهم استحضار شعور العامة أمثالي كذلك، فهو من المناط، وهو من حال القوم وواقعهم،
ومن لا يراعي ذلك "في بيانه، إن لم يكن في حكمه كذلك" عن الأولى والمستحب وغير ذلك فقد يفتن القوم، بل يفتن نفسه، والأدلة لا تخفى على اعتبار ذلك
لقد طلب الممتحنون من القارئ الفائز الأول القراءة بمقام ما، فقال القارئ لا أعرف أسماء المقامات
فتأوه أحد الممتحنين الحاضرين ليذكره بالمقام آآآآآآآآه
وقد شهقت أنا من الصدمة والألم والغصة، لا من الطرب ولا من الوعظ المزعوم منهم، وظل الأمر يشوكني ويؤلمني كمرض وقهر كلما تذكرته أو تحركت جوارحك أوجعك المصاب منها
وقد ساءني حقيقة، ليس لإساءته لذاتي التي لا تحتاج وصف الفقر
لكن لمقام القرءان
وهذا شعور تربيت عليه، فهو وليد ثقافة وتعليم ومجتمع وإعلام، رغم كل عوارهم، ثم بحث واطلاع واستماع لمصادر العلم الشرعي، ومن ثم تربى الذوق لدى جل من عرفت من جيلي
فهل سيغير الباحثون ذلك كله لنتقبل الأمر
وإنا لله وإنا إليه راجعون
وأرجو أن يعتبر هذا مجرد بوح يحتاج علاجا أو تنمية، كما كان الناس يبوحون لبعضهم في المجالس
 
جوانب ينبغي مراعاتها عند نقاش هذا الموضوع

جوانب ينبغي مراعاتها عند نقاش هذا الموضوع

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

جزى الله خيراً صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور إبراهيم الدوسري على هذا البحث القيم، وصاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الشهري على هذا التقرير المبارك والإضافات المفيدة ، وجزى الله خيرا كل من ساهم في إثراء الموضوع بمناقشة أو نقل.

هناك جوانب يظهر أهميتها عند نقاش هذه المسألة أستسمحكم في ذكرها هنا، وهي:

الأول : من خلال النصوص المذكورة هنا، وما تيسر لي الاطلاع عليه فإن القراءة بالألحان إذا أدت إلى الإخلال بالقراءة فهي ليست محل خلاف!
وبناء على ذلك فإن ما يذكر من أن المنع محمول على وجود الإخلال بأحكام القراءة والجواز محمول على انتفاء وجود الإخلال بالأحكام فيه نظر؛ لأن ما أدى إلى الإخلال ليس محل نزاع. والله أعلم.

أم أن من الفضلاء في هذا الملتقى المبارك من وقف على قول لأحد من أهل العلم يجيز القراءة بالألحان حتى مع وجود الإخلال بالأحكام والأداء فلعله يفيدنا بذلك؟.

الثانية: من خلال ما بين أيدينا من كتب القراءات والتجويد - عدا بعض المؤلفات المعاصرة - فإن مسألة القراءة بالألحان ليست من مسائل الأداء التي تضمنتها كتب الفن وبينت كيفياتها ووسائل تحقيقها ، وبناء على ذلك فهي ليست من المسائل التي يعول فيها على أقوال القراء - المعاصرين - باعتبارها مسألة اختصوا بها بحكم الاختصاص في هذا العلم.


الثالث: بالنسبة للعامي وطالب العلم المبتدئ ومن حيرته هذه المسألة والكلام فيها فإنه ينبغي أن يوجه إلى أن ينظر في حال من يتكلم فيها، هل هو ممن يحرص على الاقتداء به، وتبرأ الذمة بذلك من جهة الوثوق بعلمه وأمانته أم لا؟ فإن الملاحظ أن أكثر من يتطرق إلى هذه المسألة ويناقشها بكثرة في مناسبات مختلفة هم لفيف من الإعلامين والمنشدين والقراء الذين هم في كثير من أحوالهم أقرب إلى العامة، ولا علم لهم بالسنن، ولا بأحوال السلف، وليسوا معنيين بذلك، بل وأحيانا يتكلم فيها بعض المغنين!، ويقررون في أثناء ذلك الأحكام التي يختص أهل العلم بنقاشها ومدارستها وإبداء الرأي فيها!

رابعا: من ناحية الخلاف المنقول عن العلماء في جواز القراءة بالألحان وعدمه هل المقصود به القراءة بالمقامات، ومراعاة قوانينها أم المقصود ما هو أعم من ذلك من تكلف تحسين الصوت بدون مراعاة لهذه القوانين؟ فإن الألحان أعم من المقامات.

نعم أظن أنه مربي في كلام لابن حجر في الفتح والسيوطي في الاتقان - رحمهما الله - الكلام عن مراعاة قوانين النغم عند نقلهم للخلاف، لكني أظن أن هذه الجزئية تحتاج إلى مزيد بحث وتحرير؛ لإن الاحتمال المشار إليه لا زال باقيا.

وأخيراً: أقترح أن يشرك في مناقشة هذا الموضوع -لو تيسر لقاء آخر - بعض أهل الفتوى من كبار الفقهاء المعاصرين ممن اجتمع فيهم العلم بخلاف العلماء في الفروع والمعرفة بالسنن وأحوال السلف، لعل ذلك يضيف إضافات جوهرية في هذا الموضوع.
والله تعالى أعلم.
وأكرر شكري وامتناني لأصحاب الفضيلة.
 
التعديل الأخير:
عودة
أعلى