تقرير عن كتاب الثمرات اليانعة للفقيه يوسف الثلائي الزيدي

إنضم
25/10/2008
المشاركات
24
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
الرياض
بسم الله الرحمن الرحيم
[align=center]تقرير عن كتاب الثمرات اليانعة
64b265dcf3a420.jpg
[/align]
أولاً : معلومات عن الكتاب:
اسمه: الثمرات اليانعة والأحكام الواضحة القاطعة.
مؤلفه: القاضي يوسف بن أحمد بن عثمان (الشهير بالفقيه يوسف)توفي عام 832هـ باليمن.
طبعته: طبعته وزارة العدل بالجمهورية اليمنية الطبعة الأولى عام 1423هـ بتنفيذ مكتبة التراث الإسلامي بصعده، تحقيق عبد الله الحوثي وآخرون.
وصفه: يقع الكتاب في خمسة مجلدات متوسطة الحجم .
ثانياً: محتوى الكتاب:
المقدمة
الفصل الأول : في أصول التفسير
المجمل والمبين
الظاهر والمؤول
العام والخاص
المطلق والمقيد
المفرد والمشترك
المحكم والمتشابه
الأمر والنهي
الناسخ والمنسوخ
الفصل الثاني: التفسير
قوله تعالى"الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة"
قوله تعالى"إن الذين كفروا سواء عليهم ءأنذرتهم"
قوله تعالى" ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر"
وهكذا حتى نهاية الكتاب، وليس له خاتمة.
ثالثاً : أبرز محاسن الكتاب:
1- التنظيم: فالكتاب مرتب جداً، يذكر مؤلفه الآية ثم يقول ومن ثمراتها : الحكم الأول.....، ويرتب الأقوال ويذكر القائلين بها من السابقين واللاحقين وأدلتهم .
2- في الكتاب ترجيحات لمؤلفه للأقوال الفقهية واختيارات تدل على علمه وسعة فهمه.
3- يلخص بعض الأحكام حين يطول الكلام فيه فيعود في آخر الحكم ليقول: وملخص هذا الحكم هو:...
4- في الكتاب أبيات منتقاه في مواضعها ومُلَح وقصص وطرائف واستطراد حسن في اللغة وشرح الغريب.
5- يكاد يستوعب الأقوال في بعض الآيات وخاصة الأجزاء الأولى من الكتاب.انظر السجود لآدم وليعقوب وأحكام السجود لغير الله وتوجيه الآية وفق ذلك ج 1 ص 117.
6- يذكر أسباب النزول ويهتم بها لما لها من الأثر في معرفة الحكم الشرعي.
7- يتوسع في الاستنباط من الآية ويسرد كل مسألة يمكن أن يستدل بالآية عليها ، ففي الجزء الأول مثلاً ص 130 وعند قوله تعالى " ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً.." ذكر الحكم الأول من الآية وهو تحريم الرشوة ثم أتبعه بما يمكن أن يفهم من دلالة الآية فذكر:
1- الأجرة على تعليم القرآن.
2- تأجير المصاحف.
3- أرباح المغصوب.
4- ما استهلك بالطحن والخبز ...... وذكر مسائل أخرى أيضاً مما يدل على توسعه في دلالة الآية، وحينما يبحث هذه المسائل الفرعية يذكر الأقوال والقائلين بها وأدلتهم كما لو كانت المسألة الأصلية.
رابعاً: مما لاحظته على الكتاب:
1- ذكر الأحاديث الواهية وعدم تعقبها ، وهي وإن كانت في مناهج بعض المفسرين إلا أنها تزداد خطورة حينما تمس شخص النبي صلى الله عليه وسلم فعند قوله تعالى :" وإذ تقول للذي أنعم الله عليه.."ذكر الحديث الواهي الذي تناقله بعض المفسرين ولا إسناد لها إلا من قول الكلبي ولا يخفى حاله، وهو أنه صلى الله عليه وسلم نظر إليها فأعجبته فقال سبحان الله مقلب القلوب...وهو معارض لعقيدتنا في النبي صلى الله عليه وسلم ومنافٍ لتعزيره وتوقيره، ومعارض لقواعد الحديث، ومعارض للعقل ، وليس هذا محل تفصيل ذلك.
فائدة: صنف في تخريج أحاديث الكتاب عبد الله بن محيي الدين محمد اليماني الزيدي المعروف بالعراسي المتوفى في حدود سنة 1080هـ ثمانين وألف. كتاب الفتوحات الإلهية تخريج ما في الثمرات اليانعة من الأحاديث النبوية.
2- تأثير المقرر السابق على المؤلف وهو مذهبه الزيدي الشيعي في اختيار بعض الأقوال ورواية بعض الآثار ، فقد روى بعض الآثار التي لا يخطمها إسناد ولا يزمها إحالة عن محبة آل البيت – وفي الصحيح غنية عنها- كالأثر الغريب الذي ذكره عند قوله تعالى" إلا المودة في القربى" وأوله :"من مات على حب آل البيت مات شهيداً ومن منات على حب آل البيت مات........في سياق طويل لا يعرف له سند ولم يذكر مفسروا الأمة ، بل إن علامات الوضع بادية عليه.
وللإنصاف فإنه كثيراً لا يحمله النتماء للتعصب في اختيار أقوال موغلة في الغلو بل كان يتعقبها، فقد تعقب قول من قال : لا يدخل النار من ولد فاطمة أحد، وقال: من زعم ذلك فقد أخطأ.
بل كان يتعقب أقوال الإمامية بالرد فعند قوله تعالى " لا ينال عهدي الظالمين" قال: احتج الرافضة بالآية على أن الإمامة لا يستحقها من ظلم مرة، ورام الطعن في إمامة أبي بكر وعمر، وهذا لا يصح لأن العهد إن حمل على النبوة فلا حجة، وإن حمل على الإمامة فمن تاب من الظّلم لا يوصف بأنّه ظالم، ولم يمنعه - تعالى - من نيل العهد إلا حال كونه ظالمًا"
3- تأثير المذهب المعتزلي وكتب المعتزلة على الكتاب فأكثر مراجعه وموارده تهذيب الحاكم الجشمي والسفينة له والكشاف للزمخشري، وأقوال القاضي عبد الجبار .
4- الإطالة في أول الأجزاء على خلاف الأخيرة وهو محمول على كثرة الأحكام في الأجزاء الأولى لأنها مدنية بخلاف الأخرى، لكنه في الأول لا يلتزم بآيات الأحكام بل يفسر أحيانا ما ليس منها، ولم يفعل ذلك في الآخر ، فالتسعة أجزاء الأخيرة هي في المجلد الخامس الأخير ، وأربعة أجزاء لما بقي .

وللفائدة: فهناك رسالة ماجستير في منهجه في التفسير للباحث مجلي حسين أحمد مجلي
 
ذكر الشيخ الدكتور / محمد بن صالح المديفر ... حفظه الله
في رسالته العلمية الموسومة بـ (( تفاسير الزيدية - عرض ودراسة - )) 1412هـ
رأيه في كتاب : ( الثمرات اليانعة والأحكام الواضحة ) لـ يوسف بن أحمد الثلاّئي (ت832هـ) قائلاً:
"الثمرات اليانعة للثلاّئي أضخم تفسير لآيات الأحكام عند الزيدية، وقد اشتمل على أقوال الفقهاء الأربعة بالإضافة إلى أقوال أئمة المذهب الزيدي، وقد وجد من علماء الزيدية كل اهتمام ورعاية تمثل ذلك في إنجازين كبيرين:
الإنجاز الأول: ما قام به النَّجري (ت877هـ) عندما اختصر الثمرات فيسّره وسهل الرجوع إليه في كتابه شافي العليل شرح خمسمائة آية من التنزيل.
الإنجاز الثاني: ما قام به عبدالله بن محي الدين العراسي عندما خرج الأحاديث التي أوردها الثلاّئي في الثمرات في كتاب سماه: الفتوحات الإلهية في تخريج ما في الثمرات من الأحاديث النبوية، والمكتبة القرآنية تخلو من تفسير زيدي مطول لآيات الأحكام، والأحكام الفقهية لدى علماء الزيدية وفقهائها موافقة في كثير من تفريعاتها لأقوال المذاهب الأربعة، فحتى نثري المكتبة القرآنية بهذا النوع من التراث فإني أرى إخراج كتاب الثمرات، والعناية بتحقيقه تحقيقاً علمياً يعتمد على دراسة النصوص وتمحيص الأقوال، وتحقيق القول الحق في الآراء والاجتهادات التي ضمّنها الثلاّئي كتابه الثمرات، وإن مما يقوي الداعي إلى إخراج الكتاب أن شافي العليل للنَّجري المختصر من الثمرات قد حقق كاملاً وطبع جزء منه".
 
تم تحقيق ونشر الكتاب من قبل وزارة العدل اليمنية ، وقام وزير العدل السابق أحمد عقبات بنشره وتعميمه على القضاة في المحاكم اليمنية ؛ لأنه -بحسب قول الوزير في المقدمة -يفيد القضاة في الأحكام الشرعية،والكتاب طبع على حسب وزارة العدل، ولولا أني بعيد عن مكان وجود الكتب لأعطيتكم تقريرا كاملاً عن الكتاب وعن الكاتب بالتفصيل، بل ومنهجه في الكتاب وعقيدته ومذهبه ؛ إذ كل ذلك ظاهر عند قراءتك للكتاب، وممن تكلم عن الكتاب الدكتور علي حسان في رسالته التي نال بها شهادة العالمية الدكتوراه من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (التفسير والمفسرون في اليمن) عرض ودراسة، بإشراف الشيخ الأستاذ الدكتور/ محمد بن عبد الرحمن الشايع حفظه الله ورعاه.
 
أتمنى رفع الثمرات اليانعة والأحكام الواضحة القاطعة ، طبعة اليمن !
لعل أحد المحسنين ينشط !
 
سبحان الله !كنت قد اطلعت - قبل سنوات - على فهارس المخطوطات بجامعة الملك عبدالعزيز , فوقع نظري على هذا العنوان ,وأشارعليَّ بعض الإخوة تقديمه لجامعة أم القرى ليكون مشروع رسائل علميه ؛ لكني عزفت عنه بعد تفكير ؛ لعلمي بمعاناة كثير من الباحث = ممن قدم مثل هذا الموضوع فَرُفض .
والحقيقة أنه ينبغي أن يعاد النظر في هذا الموضوع , فما الجديد الذي سيقدمه الباحث إن حقق كتاباً من كتب أهل السنة ؛غير إخراج الكتاب , ولا أقلل من هذا , بيد أن تحقيق كتب مخالفة لأهل السنة أدعى في توسيع مدارك الباحث , وتنمية ملكة النقد عنده , وكذلك بيان الباطل الذي يحتويه الكتاب المخالف, والذي قد يطوف على بعض طلبة العلم ناهيك عن عامة الناس , تحت إشراف علمي مؤصل . والله أعلم .
 
والحقيقة أنه ينبغي أن يعاد النظر في هذا الموضوع , فما الجديد الذي سيقدمه الباحث إن حقق كتاباً من كتب أهل السنة ؛غير إخراج الكتاب , ولا أقلل من هذا , بيد أن تحقيق كتب مخالفة لأهل السنة أدعى في توسيع مدارك الباحث , وتنمية ملكة النقد عنده , وكذلك بيان الباطل الذي يحتويه الكتاب المخالف, والذي قد يطوف على بعض طلبة العلم ناهيك عن عامة الناس , تحت إشراف علمي مؤصل . والله أعلم .

لا إخال الأستاذ يحيى يقصد التعميم بهذا الكلام، وإلا فإن في كتب أهل السنة الغنية والكفاية، سواء ما كان منها تأصيلياً أو في مجال الرد، ثم إذا لم يقم أبناء السنة بإخراج تراث سلفهم الصالح، فهل ننتظر من مخالفيهم نشره ، ونشره بأمانة...
و في كتب أئمة السنة ومحقيقها من العلم والإيمان والحكمة، وتعظيم النص، ودقة الاستنباط العجب العجاب.
ثم إن من عرف الحق واقتصر عليه لا يعاب، إذا علم أن ما وراء الحق إلا الضلال، هذه وجهة نظر أحببت طرحها، والله أعلم
 
وللفائدة: فهناك رسالة ماجستير في منهجه في التفسير للباحث مجلي حسين أحمد مجلي
وهذا ملخصها:
منهج الفقيه يوسف الثلائي في كتابه الثمرات اليانعة والأحكام الواضحة القاطعة
raw.gif
الباحث: أ / مجلي حسين أحمد مجلي
raw.gif
الدرجة العلمية: ماجستير
raw.gif
لغة الدراسة: العربية
raw.gif
تاريخ الإقرار: 2006
raw.gif
نوع الدراسة: رسالة جامعية .
الملخص:[align=justify]
تناولت هذه الدراسة منهج الفقيه يوسف الثلائي اليمني الزيدي في تفسير آيات الأحكام في كتابه الثمرات اليانعة، وجاءت هذه الرسالة في تمهيد وأربعة فصول وخاتمة.
أما التمهيد فكان في مبحثين: الأول عن تعريف الزيدية ونشأتها في عدة مطالب تناولت نبذة عن هذه الفرقة ونشأتها وعن الإمام زيد ومبادئه وقرب المذهب الزيدي المعتدل، من أهل السنة أصولاً وفروعاً، ثم أهم الفرق التي تفرعت عن الزيدية، ومنها الجارودية والسليمانية والصالحية، وأشرت إلى تطور الزيدية في القرنين الثالث والرابع الهجريين في كل من طبرستان واليمن، ثم ظهور علماء تحرروا عن الزيدية، كابن الوزير، وابن الأمير والشوكاني دون التزام مذهب فقهي معين، ومالوا إلى أهل السنة.
وشمل المبحث الثاني نبذة عن الفقيه يوسف ومكانته العلمية وشيوخه وتلاميذه ،فقد كان أحد علماء الزيدية المعتدلين، وكان ذا مكانة مرموقة، تتلمذ عليه كثيرون من أبناء اليمن كما أن كتابه الثمرات اليانعة من أجل مصنفات الزيدية في التفسير الفقهي، جمع فيه الكثير من آراء أئمة الزيدية وأئمة المذاهب السنية الأربعة وغيرها في قالب المقارنة ، وقد نهج الفقيه يوسف في تفسيره هذا المنهج التقليدي الذي يسير وفق تسلسل النظم القرآني ، إلا أنه قصر نفسه على آيات الأحكام ، ولذا فإن الاتجاه الغالب في تفسير الثمرات هو الاتجاه الفقهي.
وقد تناولت في الفصل الأول من الدراسة أهم أسس منهج الفقيه يوسف في تفسيره ، ومنها جمعه بين المأثور والرأي ، ثم اهتمامه بالجانب الأصولي مبيناً أثر الخلاف الأصولي في الاستنباط عند الزيدية وغيرهم في بعض المسائل..
أما طريقة الفقيه يوسف في عرض الأحكام الفقهية، فأبرز مميزاتها اهتمامه بإيراد الآراء وعزوها ومناقشتها ، وكان يغلب عليه الأسلوب الحواري في المناقشة، وكان مهتماً بمقارنة آراء أئمة المذهب الزيدي بآراء علماء المذاهب الأخرى، متحلياً بالروح العلمية المنصفة دون غلو أو تعصب لمذهبه، بل قد يخالف مذهبه تبعاً للدليل، وكان يتوسع أحياناً في ذكر فروع لا تتعلق بالآية المفسرة.
وقد اهتم الفقيه يوسف بالتأصيل اللغوي لبعض الألفاظ في تفسيره ، واستشهد لذلك بالشعر، كما اعتمد على الدلالة اللغوية والنحوية في استنباط الحكم وتوجيه المعنى في بعض مواضع التفسير.
وأما الجانب العقدي ، فإنه لم يهتم بالتعرض لآيات العقيدة في هذا التفسير إلا نادراً ، وهو يميل إلى مبادئ المعتزلة في العقيدة كما هو حال علماء الزيدية.، باستثناء مبدأ الإمامة ، فإن الزيدية ترى أن الأحق بالإمامة بعد رسول الله e - علي بن أبي طالب مع قولهم بجواز إمامة المفضول في وجود الفاضل ، وتابعهم الفقيه يوسف في ذلك ،إلا أنه يتولى الصحابة ويحبهم ويدافع عنهم وينكر على من ينتقصهم، مخالفاً بعض الزيدية الذين يرون التوقف في الترضية عن بعض الصحابة ويرى أن الأحوط في الدين الترضية عنهم حتى لا يُخل بالموالاة.
في الفصل الثاني تناولت الدراسة موقف الفقيه يوسف من بعض علوم القرآن كأسباب النزول فقد نهج فيها منهجا معتدلا ، معتمدا على سبب النزول في توجيه المعنى ، وهو ينقد بعض مرويات أسباب النزول ويرجح بعضها ، وقد وقع في بعض الضعيف والموضوع من الروايات ، وقد تناول بعض القراءات القرآنية وأثرها في الحكم الفقهي والمعنى التفسيري ، كما اهتم بقضايا النسخ في القرآن وهو يميل إلى إثبات النسخ في القرآن الكريم ويرى وقوع المجاز القرآن.
هذا ومن أهم مزايا الفقيه يوسف في تفسيره موقفه من الروايات الإسرائيلية - فهي قليلة عنده- وكان ذا حيطة منها، يردها مبيناً ضعفها وزيفها، متابعاً الحاكم الجشمي في ذلك.
وكان الحديث عن مصادر الفقيه يوسف في تفسيره،هو ما تناوله الفصل الثالث من البحث وقد بينت فيه تأثر الفقيه يوسف بمصادر زيدية وسنية ، ونقله الكثير عن العلماء، مع عزوه لما ينقل في الغالب ، متقيدا بالنص أحيانا ومتصرفا فيه أحيانا ، ومن أهم ما رجع إليه الفقيه يوسف في التفسير: كـتاب تفـسير التـهذيب للـحاكم الجشمي ت 494هـ، وتفسير الكشاف للزمخشري ت 538هـ ، وقبلهما كتاب الروضـة والغدير للأمـير محـمد بن الهـادي ت 720 هـ.
وأما في الحديث فلم يقتصر على مرويات الزيدية أو كتبهم فقط ، وإنما رجع إلى كتب أهل السنة كالأمهات الست والسنن وشروحها، ولم يكن يهتم بالحكم على الأحاديث إلا ما ندر، وأكثر المصادر التي رجع إليها الفقيه يوسف كانت في الفقه ومنها كتب زيدية (كالأحكام) و (المنتخب) للهادي ت298هـ ، وكتاب شرح الإبانة للهوسمي ت 455هـ، وشرح القاضي زيد الكلاري توفي في القرن 5هـ ، والمهذب للمنصـور بالله ت614هـ ، والانتـصار ليحي بن حـمزة ت 749 هـ، شفاء الأوام للأمير الحسين ت 582هـ، ومنها كتب سنية، كالمهذب في فقه الشافعية، للشيرازي ت 476هـ، وبداية المجتهد لابن رشد ت 595هـ، وجامع الأمهات لابن الحاجب ت 646هـ، وفي الأصول رجع إلى المعتمد لأبي الحسين البصري ت 436هـ، والبرهان للجويني ت 478هـ وغيرهما، ولم يصرح الفقيه يوسف برجوعه إلى شيء من كتب اللغة سوى كتاب (ضياء الحلوم مختصر شمس العلوم لمحمد بن نشوان الحميري) ت 610هـ اعتمد عليه في بعض التعاريف اللغوية وكان الفقيه يوسف يستشهد بكلام سيبويه والمبرد في توضيح المعاني، ومن كتب التزكية رجع إلى كتاب إحياء علوم الدين ومختصره لأبي حامد الغزالي وكتاب الأذكار للنووي وأما رجوعه إلى كتب السير فقليل، وقد نقل أشياء عن بعض شيوخه. وقد كان الفقيه يوسف في تعامله مع هذه المصادر يعزو الأقوال إلى أصحابها في الغالب، معقباً على بعض النقول.
هذا وهناك بعض المآخذ التي تؤخذ على الفقيه يوسف،في تفسير الثمرات ختم بها هذا الفصل منها ما يتعلق بموقفه من بعض الأحاديث التي أوردها، فإن بعضها ضعيف أو موضوع لم يبين حالها وأوردها بصورة توهم أنها من الصحيح هذا من جهة، ومن جهة أخرى فقد رد أحاديث صحيحة ثابتة ، ومن المآخذ عليه ما يتعلق بالنقل والتوثيق كعدم بيان نهاية بعض النقول، وكالخطأ في العزو أو ترك العزو أحياناً. ومنها، استطراداته التي يخرج فيها عن الآية المفسرة إلى فروع لا تتعلق بها.
وخصص الفصل الرابع لعقد مقارنة بين منهج الفقيه يوسف و منهج الإمام الشوكاني في تفسيره فتح القدير بغرض زياد ة وضوح منهج الفقيه يوسف و محاولة كشف الغموض ـ لدى بعض الباحثين ـ حول مذهب الشوكاني الفقهي والاعتقادي والإسهام في تصحيح ما يقع فيه بعض الباحثين من خطأ علمي حين يعدون الشوكاني من أعلام الشيعة الزيدية ، حتى بعد اجتهاده ، وميله إلى السنة .
وتمثل نتائج هذه المقارنة عدداً من نقاط الالتقاء والتباين بين منهج الفقيه يوسف ومنهج الشوكاني ، ومن ذلك ، وجود تقارب في استنباط الأحكام من الآيات مع فرق في طريقة عرضها ، وكان الفقيه يوسف أكثر توسعاً في الأحكام الفقهية ، لأن تفسيره خاص بآيات الأحكام. بينما تناول الشوكاني القرآن كاملاً، ولذا اكتفى بذكر أهم الأحكام بصورة موجزة.
أما جانب الاعتقاد فهناك تباين تام بين المنهجين؛ فالفقيه يوسف يميل إلى الاعتزال، بينما يميل الشوكاني إلى عقيدة أهل السنة.
وأما موقفهما من التقليد والمذهبية فإن الفقيه يوسف يميل إلى مذهبه الزيدي الهادوي ويلتزم قواعد وأصول الاستنباط عند الأئمة ، لكنه لا يجد غضاضة في مخالفة مذهبه إذا وضح له الدليل، أما الشوكاني فقد حرر نفسه عن الزيدية خاصة وعن المذهبية عامة وحارب التقليد واجتهد اجتهاداً مطلقاً، ولذا نجده يخالف الزيدية في أهم مبادئها، كالإمامة، وكاعتبار مدرسة أهل البيت الطريق الأمثل لتلقي الشريعة.
ويتقارب المنهجان في تناول بعض الآيات المتشابهة ، كما تقاربا في الجمع بين التفسير بالمأثور والرأي ، و كان الشوكاني أكثر اهتماماً بعزو الآراء وتخريج الأحاديث مع وجود روايات ضعيفة عند كل منهما ، إلا أن الشوكاني نبه في مقدمته إلى أنه قد يترك بعض الروايات دون بيان حالها.
ويتقارب المنهجان - أيضاً - في الحيطة من الإسرائيليات والرد عليها ، وإن كان الشوكاني سكت عن بعضها، مكتفياً بعزوها إلى كتب التفسير، ولعله عدها من الموضوع أو الضعيف الذي اكتفى بدعوة القارئ أن يطلع على أسانيده بنفسه ، وكان الشوكاني مع رده الإسرائيليات يرفض الخروج عن ظاهر النص القرآني إلى التأويل البعيد. هذا وقد كان الشوكاني أكثر اهتماماً بالقضايا النحوية واللغوية ، وأكثر اهتماماً بالقراءات القرآنية وتوجيهها.
مقترحات وتوصيات:
1ـ أن يحقق تفسير الثمرات كاملاً([1]) تحقيقا علميا،تخرج فيه الأحاديث والأخبار المروية والأقوال الفقهية ويعلق على بعض الآراء فيه ، مع إبراز الجانب الذي يمثل تقاربا بين السنة والزيدية المعتدلة ،ويذيل بفهارس كاملة تعين على تمام الفائدة منه.
2ـ أن يهتم أبناء الزيدية بتراث علمائهم المعتدلين، وأن لا يسمحوا للغلو في التشيع أن يمحو الصفحات المشرقة في تاريخ الفقه الزيدي القريب من السنة والذي يرعى الاجتهاد ويسمح به.
3ـ على المجامع الفقهية الإسلامية ،ومنظمة المؤتمر الإسلامي ـ خصوصاـ والعلماء والدعاة والحكومات الإسلامية ـ عموماـ أن يتبنوا نشر فكر التقارب وفقه الحوار بين المذاهب الإسلامية،من خلال إصدار مؤلفات موجهة أو أبحاث علمية متخصصة أو محاضرات عامة وأن تستغل وسائل الإعلام الحديثة في هذا الأمر وخاصة القنوات الفضائية، لما لها من أثر فعال وسريع كما لا يخفى.
4ـ على المتخصصين من أساتذة البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعات والمعاهد والمراكز العلمية أن ينبهوا الباحثين وطلبة العلم إلى الفرق الواضح بين فكر الإمام الشوكاني وبين أئمة الزيدية ـ رحمهم الله جميعاـ وعليه فليس من الصواب أن تصنف كتب الشوكاني في قائمة الفقه الزيدي أو ضمن كتب الزيدية والشيعة ، وبالمثل كتب المتحررين عن الزيدية من أمثال الشوكاني، كابن الأمير الصنعاني ومحمد بن إبراهيم الوزير.
5ـ يرى الباحث أن تخصص رسالة علمية متكاملة لدراسة فكر الإمام الشوكاني في العقيدة والفقه بين الزيدية والسنة.
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
.......................................................
([1]) حقق الدكتور محمد محفوظ زين العابدين الجزء الأول فقط في رسالة علمية قدمها الى كلية أصول الدين بجامعة الأزهر،القاهرة 1406هـ.[/align]

المصدر: هنا
 
عودة
أعلى