.
دعوة لتفهم معنى الإجماع الذي أورده الإمام القرطبي أثناء تفسيره لقوله تعالى:" إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (النساء17)
قال قتادة: أجمع أصحاب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ على أن كل معصية فهي بجهالة، عمدا كانت أو جهلا، وقاله ابن عباس وقتادة والضحاك ومجاهد والسدي.
السؤال: ما سر ذكر" بجهالة" إن كان الأمر كذلك ؟
جزاكم الله خيراً يا دكتور خضر على فتحكم باب النقاش و المدارسة في هذا القول الكريم من القرآن العظيم
و ما تفضلتم بنقله مما ذكره الإمام القرطبي عن قتادة رضي الله عنه ، فقد أسنده الإمام ابن المنذر في " تفسيره " - في القطعة الموجودة من مخطوطه ، و التي طُبعتْ قريبا - قال :
1480 - حدثنا موسى، قال: حدثنا حميد، قال: حدثنا سفيان، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي العالية الرياحي [1] ، قال: " اجتمع رأي رهط من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، أن كل ذنب أصابه ابن آدم فهي جهالة " .
[ تفسير ابن المنذر - (2 / 605) ]
و قال - ابن المنذر - عقبه في تفسيره :
1481 - حدثنا أبو أحمد، قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، عن مجاهد، في قوله عز وجل " {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة} قال: من عمل ذنبا من شيخ أو شاب، فهو بجهالة "
-------------------------------
[1] هو : أَبُو العَالِيَةِ رُفَيْعُ بنُ مِهْرَانَ الرِّيَاحِيُّ البَصْرِيُّ (ع)
الإِمَامُ، المُقْرِئُ، الحَافِظُ، المُفَسِّرُ، أَبُو العَالِيَةِ الرِّيَاحِيُّ، البَصْرِيُّ، أَحَدُ الأَعْلاَمِ.
كَانَ مَوْلَىً لامْرَأَةٍ مِنْ بَنِي رِيَاحِ بنِ يَرْبُوْعٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي تَمِيْمٍ.
أَدْرَك زَمَانَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ شَابٌّ، وَأَسْلَمَ فِي خِلاَفَةِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيْقِ، وَدَخَلَ عَلَيْهِ.
وَسَمِعَ مِنْ: عُمَرَ، وَعَلِيٍّ، وَأُبَيٍّ، وَأَبِي ذَرٍّ، وَابْنِ مَسْعُوْدٍ، وَعَائِشَةَ، وَأَبِي مُوْسَى، وَأَبِي أَيُّوْبَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ، وَزَيْدِ بنِ ثَابِتٍ، وَعِدَّةٍ.
وَحَفِظَ القُرْآنَ، وَقَرَأَهُ عَلَى: أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ، وَتَصَدَّرَ لإِفَادَةِ العِلْمِ، وَبعُدَ صِيْتُهُ.
....قَالَ أَبُو خَلْدَةَ: مَاتَ أَبُو العَالِيَةِ فِي شَوَّالٍ، سَنَةَ تِسْعِيْنَ.
وَقَالَ البُخَارِيُّ، وَغَيْرُهُ: مَاتَ سَنَةَ ثَلاَثٍ وَتِسْعِيْنَ. [ الذهبي ، سير أعلام النبلاء ]
فهو من كبار التابعين