تفعيل فرق البحث العلمي في الدراسات القرآنية

عبدالرحمن الشهري

المشرف العام
إنضم
29 مارس 2003
المشاركات
19,306
مستوى التفاعل
124
النقاط
63
الإقامة
الرياض
الموقع الالكتروني
www.amshehri.com
01.png

غلبت المؤلفات والجهود الفردية على أعمالنا العلمية في خدمة القرآن الكريم فلا تكاد تجد للمشروعات العلمية المشتركة التي أنضجتها العقول المتخصصة أثراً يذكر في تاريخ التأليف في القرآن وعلومه، وهناك مؤلفات كثيرة في مسائل لا يكفي فيها رأي الباحث الفرد ، وإنما هي في حاجة إلى نظر جماعي من طائفة من الباحثين للخروج برأي علمي يمكن الوثوق به والاطمئنان إليه وذلك كالتأليف في أصول التفسير وقواعد الترجيح وقواعد التفسير وغيرها من الأصول والمسائل المشكلة المهمة في الدراسات القرآنية .
ولذلك تجد الباحث يتردد بين هذه الآراء المتفرقة في المؤلفات الفردية ، ولا يكاد يستقر له رأي يطمئن إليه مع تردد النظر في هذه المؤلفات .
وقد لمستُ في المؤلفات الغربية عشرات المؤلفات الرصينة المؤثرة في تاريخ العلوم قام بتحريرها ومراجعتها عدة مؤلفين من المتخصصين في دقائق مسائل تلك المؤلفات ، مما أكسب تلك المؤلفات قوة وموثوقية عالية ، وذلك في مختلف التخصصات العلمية .
وإنني أرى أننا في هذا الزمن الذي تقارب فيه الباحثون في الدراسات القرآنية من خلال هذا الملتقى وغيره ، ينبغي الاتجاه للتأليف الجماعي بين الباحثين المتقاربي الاهتمامات في تحرير مؤلفات تصطبغ بالصبغة الجماعية ويظهر عليها أثر الخبرات المختلفة ، بحيث تكون نواة لمشاريع أكبر في خدمة القرآن الكريم وعلومه ، وتفسير شامل موسع يشارك فيه جميع الباحثين المؤهلين لخدمة هذا العلم الشريف .
أرجو إبداء الرأي في هذه الفكرة من الزملاء المهتمين وأصحاب الخبرات في هذا الأمر ، وهل ثمة مقترحات عملية لتحقيق مثل هذه الأفكار ؟

الإثنين 2/6/1433هـ
 
بارك الله فيك على كتابة هذا المقال المبارك حيث كانت فكرته تجول في الفكر قبل ساعة فما انتهيت من البحث الذي ذهب في مهب الريح حتى مضى بي البنان لأجد هذا المقال الشافي ...
وأنا أجول بين كتب التفاسير وبين مقالات مركز تفسير بحثا عن التفسير الصحيح لآية:{ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ } (ص: 33 )
فالمفسرين الأقدمين والمتأخرين مختلفين فيها على قولين على حد سواء وكلا القولين ضعيف، وعند استعراض الأقوال في معنى المسح على أنه القطع تميل إليهم الكفة وعند استعراض أقوال النافين للقطع وان المسح يقصد به باليد أو الغسل تميل إليهم الكفة ولا مرجح قوي هنا إلا بالنظر في السياق السابق والحالي للاية والتدقيق في الألفاظ والمعاني اللغوية والبلاغية وغيرها..
وودت أن أ حرر القول الصحيح للمفسرين في هذه الآية حيث أن هناك بعض المرجحات لأحد القولين لم يذكرها المفسرون حسب اطلاعي على تفسير هذه الآية في كتبهم ،وجهدي هذا سيكون فردي ، وسيكون قطعا غير مقبول لمن يرى ترجيح القول الآخر ،وهذا اعتقد أنه جهد ضائع ..
فحضر في البال أن لو تتكاتف الجهود في الترجيح برأي جماعي وذلك بالتعمق في تفسير الآية لغة واستنباطا وتدبرا وتحليلا صحيحا مما يدعم القول الصحيح فيها ثم ترجيحه .
فالمشاركة الجماعية في تفسير مثل هذه الآيات كمشروع قرآني من وجهة نظري أنها أقوى أثرا في التفسير وأعم نفعا وأكثر حاجة للمسلمين لفهم كتاب ربهم .
قد دونت هذا تأييدا لفكرة شيخنا الفاضل :عبد الرحمن الشهري بارك الله فيه ؛ وذلك لتفعيلها وتطبيقها ،مع علمي القاصر عن المؤلفات في مثل هذه الآيات ، فإن كان قد أُلِّف فيها شيء فدلوني عليه ،، وإن لم يكن فالحاجة للتفسير الجماعي للآيات المختلف في تفسيرها مطلب ،،، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .​
 
بسم1

[FONT=&quot]الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات,,, وبعد!
[/FONT]​
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]فتح الله لكم أباب الخيرات والبركات يا الدكتور عبد الرحمن الشهري لما فتحتم لهذه الأمة ما كان مغلوقا غامضا قبله,,,, [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]والمقال الجامد القيم الذي ألقيت هذا أظن أنه جاء في وقته المناسب والفكرة المسحوبة فيه حقا في حاجة ماسة في الدراسات القرآنية الآن وفي هذا الزمان الذي يشهد تطورا واسعا من جميع المجالات إذا ما أريد لهذه الدراسات أن تتقدم وتتطور، فعلا لا بد من عمل جماعي من الباحثين المتقاربي الاهتمامات في تحرير مؤلفات كما قلتم,,,, [/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]فأنا مجرد رأيت هذا المقال الرائع وأنا متفق معكم بدون تردد، وكان عقلي حينئذ تطير وكأنه رأى ابن عباس رضي الله عنه يأتي في هذا الملتقى ويشارك من جديد بمقالته المشهور: "لا تفسر القرآن الزمن يفسره,,,"[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]أشكركم يا أستاذي وتبارك الله عليكم,,,,[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]طالبكم،[/FONT]
[FONT=&quot]محمد حتى عبد الفتاح الإندونيسي[/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه" صحيح مسلم
عن الأغر أبي مسلم أنه قال: أشهد على أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده" صحيح مسلم
جزاكم الله خيرا أخي عبد الرحمن على هذه الفكرة القيمة و السنة الحسنة. و كتاب الله خير ما اجتمعت عليه الجهود. و إن كنت لا أعد نفسي من المتخصصين - فما أنا إلا عبد يسر الله له تدبر كتابه و فتح عليه من ذلك ما شاء- إلا أني أرغب أن أكون ممن نفر لهذا العمل الجليل و إن بزاد قليل.
و لي سؤال أرجو أن أجد جوابه عندكم دكتور عبد الرحمن : هل يندرج تحت اقتراحكم من لديه بحث في علم من علوم القرآن يعرضه لإشراف أهل التخصص على شاكلة البحوث الجامعية فإن رأوا فيه خيرا نشره في هذا الملتقى لبحثه و مناقشته ؟
 
تعقيب على مادونته :
من نماذج المشاريع البحثية الناجحة والنافعة ( التفسير الموضوعي لسور القرآن ) الذي قدمته جامعة الشارقة بمشاركة نخبة من المفسرين وأهل علوم القرآن ،فعلى غراره تكون بقية مشاريع البحث العلمي في الدراسات القرآنية ، كتأليف مصنف مثله بعنوان ( التفسير الراجح للآيات المختلف في تفسيرها ) أو( الترجيح في الخلاف القائم في بعض آيات سور القرآن الكريم ) مثلا ..
مع الأخذ بالاعتبار الصعوبات التي تواجه تلك المشاريع القرآنية لتفاديها قدر الإمكان ، والله يتولاكم بعونه وتوفيقه وتسديده .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة على رسول الله وأشهد أن لا إله إلاّ الله
وبعد... أضمّ صوتي (المبحوح) لصوت الأستاذ الفاضل الكريم...
ولعلّ أبرز ما ينفع فيه البحث الجماعي، المواضيع التي تحتاج إلى جهد لا يستطيعه الفرد وحده أو التي تحتاج إلى وقت لا يملكه الفرد وحده...ويظهر ذلك أكثر ما يظهر في البحوث ذات المنهج الاستقرائي خاصة، ومثله المقارن... كمثل البحث في تاريخ العلوم ومصادرها...أو تتبع مسألة أو ظاهرة في كتب التفسير مثلاً...
وأضيف ها هنا تجربة خاصة، فأنا ومنذ زمن ليس بالقصير أبحث في موضوع تراجم قراء الجزائر، وقد استطعت بمجهودات فردية مظنية وعلى مدى زمن طويل أن أصل إلى حوالي 130 ترجمة ... ولكن اعتقادي الجازم أنّ هذا العمل لو تبنته مجموعة من الباحثين الشباب لوصل العدد فيما أعتقد إلى أكثر من 500 ترجمة (وبجهد زهيد ووقت قصير) ....وأنا الآن أحاول جاهداً إصدار كُتَيّب بعنوان (دعوة إلى فهرست قراء الجزائر) هو عبارة عن دعوة لأهل الهمّة والاجتهاد والعلم ولأهل الفضل والخير إلى تبني هذا المشروع الجماعي من خلال إنشاء فريقي عمل (منفصلين من أجل المنافسة والتوثيق) يعملان بالتوازي في التنقيب والتنقير وفي التفتيش والتقميش من أجل استلال أكبر عدد ممكن من تراجم القراء من كتب مخصوصة ومعلومة....
ثمّ، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم (يد الله مع الجماعة) ألم يقل عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم (إنّما يأكل الذيب من الغنم القاصية) أوَ ليس الخطأ في البحث من عمل الشيطان ومن كدّ وجدّ هذا (الذيب) المذكور في الحديث أوَ ليسَ إهدار وقت الباحث وتشتيت جهده ممّا يجتهد في تحصيله هذا (الذيب اللعين)... وفي الجماعة السلامة من كلّ ذلك..
وصل اللهمّ وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبع هديه إلى يوم الدين ....آمين.
 
بارك الله فيكم جميعاً وتقبل منكم .
أشكركم على تفاعلكم الإيجابي مع الفكرة ، وأرجو أ، يكون هذا دافعاً للباحثين للتكتل العلمي البحثي لإنضاج كثير من البحوث والقضايا الجديرة بالتكتل من أجلها ، فإن اجتماع العقول المتخصصة على الفكرة ينضجها ، ويعجبني عمل الأطباء في فرق تقرر الطريقة المثلى للعلاج ، فإنهم يعملون في فرق ولا ينفرد أحدهم بالقرار غالباً .

و لي سؤال أرجو أن أجد جوابه عندكم دكتور عبد الرحمن : هل يندرج تحت اقتراحكم من لديه بحث في علم من علوم القرآن يعرضه لإشراف أهل التخصص على شاكلة البحوث الجامعية فإن رأوا فيه خيرا نشره في هذا الملتقى لبحثه و مناقشته ؟
نعم بكل سرور ، فنحن هنا أسرة واحدة يتعلم بعضنا من بعضٍ ، وقد حصل لي الشرف كثيراً بالتعاون مع الباحثين والباحثات من خلال هذا الملتقى خلال السنوات الماضية ، وساتفدت كثيراً من ذلك ، وأرحب بكل تعاون ، وزملائي أرحب مني صدراً ، وأغزر علماً ، وهذا التعاون من تزكية العلم الذي تعلمناه ، والله يبارك في علم الباذلين ويفتح لهم أبواب الفهم والتوفيق .
 
ومراكز البحث أيضا

ومراكز البحث أيضا

ولهذا أعرج تتميما للفكرة شيخنا عبد الرحمن على أهمية مراكز البحوث والدراسات وضرورة دعمها.
فالساحة الإسلامية اليوم أضحت ميداناً للأنشطة والأعمال الكثيرة التي لا يدرك العاملون في فلكها نتائجها، وهل ستحدث فارقاً في إعادة الأمة إلى كتاب ربها ونهضتها من كبوتها أم لا. فالبحوث والمؤلفات والمقالات في جانب، والقادة والعاملون يجتهدون في جانب آخر. وحاجات الأمة بما يدخل في واجب الوقت في واااااااااااد آخر, والوضع السليم والله تعالى أعلم أن نحدث حالة متقدمة واعية يدرك فيها كل عامل طبيعة مشاركته في مشروع خدمة كتاب الله تعالى، ونتيجة عمله وتدخله وأثرهما على المشروع العام للأمة الإسلامية .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بارك الله بكم وبأفكاركم الطيبة، وهذه الفكرة من فتح الله تعالى عليكم، وأرجو تفعيلها والعمل بها، فهي ما نحن بحاجة إليه، إذ عندما يكتب الفرد لوحده سيعود ويقول: لو أني كتبت كذا، وحذفت كذا، وفي العمل الجماعي يقلُّ هذا إلى أدنى مستوى، لما فيه من ممازجة أفكار، وإخراج مكنونات داخلية من خلال النقاش والحوار، وفقكم الله لكل خير وبارك فيكم.
 
عودة
أعلى