رحم الله مجدد الدين بالديارالجزائرية، ورافع لواء العلم بها ، ولا أجد تعبيرا أبلغ مما قاله أمير البيان الجزائري العلامة البشير الإبراهيمي -رحمه الله - في حق هذا الإمام حيث قال : " إنه باني النهضتين العلمية والفكرية بالجزائر، وواضع أسسها على صخرة الحق، وقائد زحوفها المغيرة إلى الغايات العليا، وإمام الحركة السلفية، ومنشئ مجلة (الشهاب) مرآة الإصلاح وسيف المصلحين، ومربّي جيلين كاملين على الهداية القرآنية والهدي المحمّدي وعلى التفكير الصحيح، ومحيي دوارس العلم بدروسه الحيّة، ومفسّر كلام الله على الطريقة السلفية في مجالس انتظمت ربع قرن، وغارس بذور الوطنية الصحيحة، وملقّن مبادئها على البيان، وفارس المنابر، الأستاذ الرئيس الشيخ عبد الحميد ابن باديس، أول رئيس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وأول مؤسس لنوادي العلم والأدب وجمعيات التربية والتعليم، وحسبه من المجد التاريخي أنه أحيا أمّة تعاقبت عليها الأحداث والغير، ودينًا لابسته المحدثات والبدع، ولسانًا أكلته الرطانات الأجنبية، وتاريخًا غطى عليه النسيان، ومجدًا أضاعه وَرَثَةُ السوء، وفضائلَ قتلتْها رذائلُ الغرب "
وقال عنه أستاذه وشيخه في الزيتونة العلامة ابن عاشور: " العالم الفاضل، نبعة العلم والمجادة، ومرتع التحرير والإجادة، ابننا الذي أفتخرُ ببنوته إلينا... الشيخ سيدي عبد الحميد ابن باديس... أكثر الله من أمثاله في المسلمين "
وأما شاعر الصحراء الجزائرية- محمد العيد آل خليفة- فقد أكرمه بقصيدة كانت من محفوظاتنا لايحظرني الساعة منها إلا هذه الأبيات:
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
بمثـــلكَ تعتــــــزُّ البــــلادُ وتفخـــــرُ = وتزهرُ بالعلــمِ المنيــرِ وتزخـــرُ
طبعتَ على العلمِ النفوسَ نواشئًا = بمخبرِ صدقٍ لا يُدانيهِ مخبرُ
نهجتَ لها في العلـمِ نهجَ بلاغــةٍ = ونهج َمفاداةٍ كأنكَ حَيْـــــدرُ
ودَرْسُكَ في التفسيرِ أشهى مِنَ الجَنَى = وأبْهَــى' مِنَ الـروضِ النظيــــرِ وأبهــر
ختمـــتَ كتــــابَ ختمــةَ دارس = بصيــرٍ لـه حَــلُّ العويـــصِ مُيـسَّـر
فكـــمْ لكَ فــي القــرآنِ فَهْـــمٌ موفَّــــق = وكــمْ لكَ فــي القــرآنِ قــولٌ محــرر[/poem]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع