تفسير آية ( تدعو من أدبر وتولى )

إنضم
18/07/2010
المشاركات
16
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
كنت أبحث في تفسير قوله تعالى : ( تدعو من أدبر وتولى ) المعارج آية رقم 17
ولكنني لم أجد من أوضح الفرق بين الإدبار والتولي
قال سيد قطب رحمه الله في تفسير الآية : " تدعوه كما كان يدعى من قبل إلى الهدى فيدبر ويتولى . ولكنه اليوم إذ تدعوه جهنم لا يملك أن يدبر ويتولى"
كما قال السعدي في تفسير الآية : " أي: أدبر عن اتباع الحق وأعرض عنه"

أما في التفاسير الحديثة ففسرت الآية في التفسير الميسر بما يلي : "تنادي مَن أعرض عن الحق في الدنيا, وترك طاعة الله ورسوله "

وفسر أبو بكر الجزائري في كتاب أيسر التفاسير الآية بما يلي : "أي عن طاعة الله ورسوله وتولى عن الإِيمان فأنكره وتجاهله"

و هكذا حتى قرأت تفسير الآية الكريمة في أكثر من أربعين كتاباً للتفسير
وقد لاحظت أن كلمة أدبر في بعض المواضع الأخرى فُسرت بتولى
وكلمة تولى في بعض المواضع الأخرى فُسرت بأدبر


بحثت بجد بحثت في كتب الدكتور فاضل السامرائي و برامجه و بحثت في تأملات الشيخ المغامسي حفظه الله و بحثت في تفسير الشعراوي رحمه الله و بحثت في كتب التكرار اللفظي في القرآن الكريم و بحثت في الفروق اللغوية بين الفعلين ولكني لم أهتد ِ.
أعلم أن هناك لطيفة لغوية من ذكر الفعلين أدبر وتولى
أرجو ممن سمع عنها أو فتح الله عليه أن يرشدني
جزاكم الله كل خير


تحية طيبة لكل أعضاء الملتقى أثابكم الله جمعياً وتقبل منكم ونفع بكم الإسلام والمسلمين .
 
السلام عليكم
بارك الله فيك ..
فعلاً لم أجد من المفسرين أحداً تكلم عن هذين الفعلين
لقد ورد الفعلين فى القرآن معا فى قوله تعالى "وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ ....." ؛" ..... ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ "
ولكن فى آية المعارج جاءا فعلين وأدبر قد تقدم على تولى

هذه محاولة للفهم ....أسأل الله أن يوفقنى فيها
أدبر وتولى ....يفهم من السياق أنه أدبر وتولى فى الدنيا بدلالة " وجمع فأوعى "
ولكن عن ماذا ؟! لم يحدد السياق ؛ وذلك يجعلهما فعلين ملازمين لفاعلهما كخصيصتين له لاتنفكان عنه ... فأصبح شأنه الادبار والتولى
أدبر .... يخلد إلى جهة الدبر - الجهة التى جاء منها - لايريد أن يوجه وجهه الوجهة الصحيحة أبدا
تولى ..... لابد أن يتبنى عقيدة باطلة ...."....نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ ...." النساء 115؛ "ما" تعود على شيء أو فكر أو عقيدة باطلة بعد مشاقة الرسول واتباع غير سبيل المؤمنين
" فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا " النجم 29 تفيد أن التولى يكون عن الحق إلى غيره
"ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ " الليل 16

إذن فى آية المعارج أدبر تحدد وجهة التولى أنها إلى الدنيا وإلى الباطل
لأن هناك تولى إلى وجهة أخرى " وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْغَالِبُونَ " المائدة 56
والله أعلم
 
جزاكم الله كل خير و أثابكم من فضله
ما ذكرته لنا عن الآية جميل جزاك الله كل خير و فقهك في آياته
ولكن أريد أن أسأل عن أمر
هل يمكن أن يكون معنى تولى في الآية ليس الإدبار بل اتخاذ ولي غير الله كمن يتخذ هواه إلهاً أو يتخذ ماورثه عن آبائه من الأولياء من أصنام أو عادات وتقاليد تنافي الدين .
فيكون معنى الآية أدبر ابتعد عن الدين الحق واتخذ ولياً غير الله سبحانه وتعالى .
أم أن هناك ما يمنع هذا الفهم .
أخاف أن أكتب ذلك دون أن أنقله من كتاب عالمٌ متخصص في التفسير ولكني بحثت وطال البحث ولا أعرف ما سبب السكوت عن تباين المعنى و أو تطابقه بين الفعلين ( تطابق جزئي وليس كلي لأننا نعلم أنه لا يوجد تطابق كلي بين كلمتين في اللغة العربية فكل لفظ يناسب ذكره في موضعه في القرآن ولا يقوم مكانه لفظ آخر )
كما أنني مستغربة جداً لأنني لاحظت أن هناك مروراً سريعاً عند تفسير هذه الآية مع أني أجد فيها ما يدعو للوقوف .
أسأل الله أن يوفقني لما يحب و يرضى و أن يفتح علي ما في هذه الآية وغيرها.
 
السلام عليكم
ولكن أريد أن أسأل عن أمر
هل يمكن أن يكون معنى تولى في الآية ليس الإدبار بل اتخاذ ولي غير الله كمن يتخذ هواه إلهاً أو يتخذ ماورثه عن آبائه من الأولياء من أصنام أو عادات وتقاليد تنافي الدين .
أرى أن تولى غير اتخذ وليا ؛ كما لايمكن أن نقول أن تأله هى اتخذ إلها !
"تولى" المتعدى بنفسه يفيد أن الانسان يعطى من ولايته ونصرته لمن يتولاه ....كما فى قوله تعالى "وَمَن يَتَوَلَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ ...." .... الرجل أمامه مجموعتان يجب أن ينضم إلى حزب من الحزبين ... فهو الذى يجعل ولايته لأحد الحزبين ؛ أما إن قلت إنه يتخذ حزب الله وليا فالمعنى مختلف
وفى آية الأعراف "إِنَّ وَلِيِّـيَ ٱللَّهُ ٱلَّذِي نَزَّلَ ٱلْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى ٱلصَّالِحِينَ " الله جل شأنه هو الذى يتولى ؛

والفعل المتعدى بحرف له دلالة مختلفة
فى قوله تعالى : عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ ... الفعل فى حكم المتعد بحرف " عن " ... فهو تولى عن هذا الموقف ؛ وكذلك فى قوله تعالى "ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ " الليل 16 ؛ الفعل فى حكم المتعدى بحرف " إلى " ؛.... إلى أين يتولى الذى كذب بالحق ... لابد وأنه سيتولى إلى الباطل يدعمه وينصره ويجعله غايته ؛ فهو الذى يعطى من ولايته للباطل - كصنم أو غيره - ؛ لاأنه يتخذ الصنم وليا يستنصر به
 
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
كانوا ممن { أَدْبَرَ وَتَوَلَّى } أي: كذب بقلبه1، وترك العمل بجوارحه2
---------
1:يقصد تولى
2:يقصد أدبر والله أعلم.
 
جزاكم الله كل خير وبارك فيكم
أشكرك أخي مصطفى سعيد على التوضيح جعله الله في ميزان حسناتك .

قرأت في التحرير والتنوير في تفسير هذه الآية
(عطف و {تَوَلَّى} على {أَدْبَرَ} ، أي تدعو من ترك الحق وتولى عنه إلى الباطل. وهذه دقيقة من إعجاز القرآن بأن يكون الإدبار مرادا ًبه إدبار غير تول، أي إدبارا ًمن أول وهلة، ويكون التولي مراداً به الإعراض بعد ملابسة، ولذلك يكون الإدبار مستعارا ًلعدم قبول القرآن ونفي استماع دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم وحال الذين قال الله فيهم {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ} [فصلت:26]، والتولي مستعار للإعراض عن القرآن بعد سماعه وللنفور عن دعوة الرسول كما قال تعالى: {وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} [الأنفال:31] وكلا الحالين حال كفر ومحقة للعذاب وهما مجتمعتان في جميع المشركين.
والمقصود من ذكرهما معاً تفظيع أصحابهما .)

لم أشعر إلى الآن أني وجدت ضالتي . أتمنى لو كنت أستطيع التواصل مع الدكتور فاضل السامرائي حفظه الله وبارك فيه لأسمع تفكره فيها .
سبحان الله ما أبلغ القرآن .
في كلام ابن عاشور نظر ، ولكني لم أكن أفضل أن أنقل عنه مع أني أعلم أن النقل في اللطائف اللغوية لا يضر شيئاً .

ما رأيكم ؟
 
عزيـــزتي بانة حفظك المولى... هذا ما قاله الشيخ سلمان العودة حفظه الله في الآية ,, وهو كلام قيّم حقيقة , أرجو أن ينفع الله به:
قال عفا الله عنّا وعنه:
(تدعو من أدبر وتولّى )
(من أدبر وتولى )
أدبر: أعرَضَ, أعطاك ظهره , الدُّبُر : هو الظَهر , فهذا الإنسان أعطاك ظهره يعني : أدبر عنك , أعرضوا , لكن هؤلاء القوم أعرضوا أوّلاً , والإنسان ممكن أن يعرض ولا يكون عنده شيء سوى الإعراض , لم يعطيك جواباً لا زين ولا شين , سكــت , هذا تقول : أدبر , لكن هؤلاء القوم أضافوا إلى هذا شيئاً آخر , فقال تعالى : ( تدعو من أدبر وتولّى ) , يعني مع الإدبار أعطاك ظهره وصار يمشي إلى طريق آخر , وأصل التولّي : كون الإنسان تولى شيئاً , تولاه يعني :سار إليه وأقبل عليه , ومنه المولَى ( الله مولاكم ) , ( إنّ الله مولى الذين آمنوا ) , فهذا الإنسان تولّى: يعني أعرض عنك وتولّى شيــئاً آخر , أعرض عن الإيمان وتولّى الكفر , وهذا فيه دليل على أن ّ الإنسان لابد من شيء يعبده , فإمّا أن يعبد الرحمن أو يعبد الشيطان , كمــا قال ربنا سبحانه :( ألم أعهد إليكم يابني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدوٌّ مبين *وأن اعبدوني هذا صراط مستقيم ) , إذا لم يسلك الإنسان طريق الخير سلك طريق الشــر , ولذلك كان بعض الحكماء يقول : نفسك إن لم تشغلها بالخير شغلتْك بالشر, الوقت إذا ما صرفته في طاعة صرفته في معصية في الغالب , جهودك وإمكانيّاتك وعقلك وقلبك وقواك وقدراتك إذا وظّفتها في أشياء جيدة مفيدة نافعة في قراءة في درس في تجارة في زراعة في حرث في تجارب في خبرات في إدارة في وظيفة فهذا حسن , وإن لم تفعل وظّفتها تلقائياً في أمور تضر ولا تنفع , ولهــذا قال : ( أدبر وتولى ) ولاحظ هنا التناسب العجيب جداً بين قوله : (أدبــر وتولّى ) وبين قوله : ( تدعو) , فهذا الإنسان في الدنيا أعرض وأدبر وتولى عن الإيمان وعن التذكير بهذه المعاني فيوم القيامة هي تدعوه لأنه أدبر وتولى , فتناديه ليأتي إليها مكرهاً مع أنّه كان يمكن أن يأتي في الدنيا طــائعاً مختــاراً...
من برنامج( إشراقات قرآنية في جزء تبارك ) وقد وضعتُ البرنامج في ملتقى البرامج الإعلامية القرآنية للتحميل..
 
جزاك الله كل خير أختي ونفع بك الإسلام والمسلمين
أشكرك لاهتمامك
و ما ذكره الشيخ واضح جداً جعله الله في ميزان حسناته
وأثابك على نقل كلامه .
أعمل على تفسير بطريقة معاصرة وقد بدأت بجزء عم وتبارك لأنهما الأكثر حفظاً بين المبتدئين
وهو تفسير يعتمد على دعم المعنى والشرح بالصور والفيديو إن أمكن .
و قد اعتمدت فيه استخدام الكلمات العربية الفصحى المفهومة البسيطة حتى يكون مفهوماً لجيل الشباب .
لأن التفاسير الموجودة في أغلبها إما مختصرة لا توصل إلى التدبر وإما أنها مراجع كبيرة لا يسهل على المراهقين قراءتها .
وقد دمجت فيه بين التفسير والإعجاز العلمي واللغوي و بعض البحوث المختصرة كملاحق للتعريف بالأمور المجهولة في هذا العصر .

أشكر كل من ساعدني و أسأل الله أن يثيبهم على ذلك .
 
عودة
أعلى