تغريدات قرآنية تفسيرية

جزاك الله خيرا
نأمل منك أن توضح لنا برأيك الطريقة المثلى في تدريس التفسير للمرحلة الجامعية نفع الله بك
 
41-
إذا كنت لا تفرح بالفائدة العلمية القيمة فاعلم أن لا تزال أعمى، وإن كنت تفرح بها ولكنك لا تعمل بمقتضاها فاعلم أنك محجوب.
وإذا كنت لا تقر بهذه الحقيقة فاعلم أنك لست من أولي الألباب.
{أفمن يعلم أنما إنزل إليك من ربك الحق كم هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب}​
 
42-
قال الإمام ابن العربي في أحكام القرآن (4/ 248) [ط العلمية ] في بيانه لأحكام آيات سورة الجمعة تعليقا على قراءة "فَامْضُوا إلَى ذِكْرِ اللَّهِ":
( وَهُوَ كُلُّهُ تَفْسِيرٌ مِنْهُمْ، لَا قِرَاءَةٌ قُرْآنٍ مُنَزَّلٍ، وَجَائِزٌ قِرَاءَةُ الْقُرْآنِ بِالتَّفْسِيرِ فِي مَعْرِضِ التَّفْسِيرِ.).
 
أستاذنا الفاضل ، السلام عليكم ،
تشير بذلك الى الرضى أم الإنتقاد ؟

40 - من خلال تجربتي في تدريس التفسير في المرحلة الجامعية حوالي 20 عاما تبيّن لي أننا في الغالب نفسّر أقوال المفسرين أكثر من تفسيرنا للقرآن.
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الانتقاد لا شك
مشكور أستاذنا الكريم ،
صدق ظني ، ولكني أردت التحقق ،
ماهو بتصورك المخرج من هذه الحالة ؟ كيف نجد سبيلا لفهم القرءان من دون الخلافات ومن دون تفسير التفسير وليته يكون من دون التفسير ؟
ظهرت أراء حول أحقية التفسير وجدواه وشرعيته وضرورته ، مامدى أحقية مثل هذه الأراء ؟
 
﴿فَذَكِّرْ فَمَا أَنْتَ بِنِعْمَتِ رَبِّكَ بِكَاهِنٍ وَلَا مَجْنُونٍ﴾ رسالة ربانية للداعية المصلح بأن يشتغل بما أمره الله به من تذكير الناس ودعوتهم، ولا يلتفت لما يرمى به من الاتهامات والافتراءات.
وفيها إشارة إلى أن من قام بأمر الله تولى الله الدفاع عنه.
 
ما أحسن قول مجاهد في بيان المراد بـ ﴿والذي جاء بالصدق وصدق به﴾ قال: أصحاب القرآن المؤمنون يجيئون يوم القيامة، فيقولون: هذا ما أعطيتمونا، فعملنا فيه بما أمرتمونا. انتهى

فالصدق هو القرآن، وتصديقه: العمل به. وأهل الصدق هم أهل القرآن العاملون به.
 
{ {ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين}}

في هذه الآية المخيفة تحذير من الكذب على الله، وبيان لسبب هذا الكذب، وهو التكبر!
فالمتكبر يمنعه الكبر أن يتعلم، وإذا سئل منعه تكبره أن يقول: لا أعلم؛ فيكذب على الله، فيخزى ويفضح يوم القيامة بسواد الوجه في جهنم.
 
﴿بَلِ ٱللَّهَ فَٱعۡبُدۡ وَكُن مِّنَ ٱلشَّـٰكِرِینَ﴾ العلاقة بين صدق التعبد والشكر وثيقة جدا، فإنه لا يُحسن العبادة ويتلذذ بها إلا من تذكّر نعم الله العظيمة عليه.
ومن فقه هذا المعنى العظيم عَلِمَ جمالَ جواب سيد العابدين -صلى الله عليه وسلم- لما سئل عن سبب اجتهاده في العبادة: "أفلا أكون عبدا شكورا"!
 
﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة آية:٣٤]
من لطائف اللغة العربية: أن مادة الاتصاف بالكبر لم تجيء منها إلا بصيغة (الاستفعال) أو (التفعل)؛ إشارة إلى أن صاحب صفة الكبر لا يكون إلا متطلبًا الكبر، أو متكلفًا له، وما هو بكبير حقًَا.

ابن عاشور
 
عودة
أعلى