تغريدات قرآنية تفسيرية

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
بسم1​
هذه فوائد سريعة وتنبيهات مختصرة في الفوائد القرآنية والمعلومات التفسيرية على طريقة تغريدات "التويتر" وفوائد "الفيس بوك" المختصرة.
أسأل الله أن ينفع بها، وأن يوفقني لاختيار النافع المفيد.

1- ( ولا تغتر بما قيل: (عسى) : من الله واجبة الوقوع؛ فإن ذلك أكثري لا كلي. قال تعالى: {فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى} [طه: 44] ، وفرعون لعنه الله لم يتذكر ولم يخش تذكرا وخشية نافعين له...) الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/ 35)

2- {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما . ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا}، أي لا يقتل بعضكم بعضا، وإنما قال أنفسكم لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «المؤمنون كنفس واحدة» ؛ ولأن العرب يقولون: قتلنا ورب الكعبة إذا قتل بعضهم؛ لأن قتل بعضهم يجري مجرى قتلهم؛ أو المراد النهي عن قتل الإنسان لنفسه حقيقة وهو الظاهر وإن كان الأول هو المنقول عن ابن عباس والأكثرين، ثم رأيت ما يصرح بالثاني وهو أن «عمرو بن العاص - رضي الله عنه - احتلم في غزوة ذات السلاسل فخاف الهلاك من البرد إن اغتسل فتيمم وصلى بأصحابه الصبح ثم ذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له: صليت بأصحابك وأنت جنب فأخبره بعذره ثم استدل وقال: إني سمعت الله يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} [النساء: 29] فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل شيئا» ، فدل هذا الحديث على أن عمرا تأول في هذه الآية قتل نفسه لا نفس غيره ولم ينكره - صلى الله عليه وسلم -.) الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/ 154).

3- ( ومن أقبح البدع أن بعض الجهلة إذا أمر بالمعروف أو نهي عن منكر يقول قال الله تعالى: {عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم} [المائدة: 105] وما علم الجاهل بقول أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وكرم الله وجهه: إن من فعل ذلك أردف إثم معصيته بإثم تفسيره القرآن برأيه...، وإنما معنى الآية {عليكم أنفسكم} [المائدة: 105] بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قاله ابن المسيب وفيها أقوال أخر.
وقال أبو عبيدة: ليس لنا آية جمعت بين الناسخ والمنسوخ سواها، وقال غيره: الناسخ إذا اهتديتم إذ الهدى هنا هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..) الزواجر عن اقتراف الكبائر (2/ 276)
 
4- علمني القرآن أن السبيل الأمثل للخشوع في الصلاة هو الإعراض عن اللغو، وهو كل ما لا فائدة فيه من القول والعمل. فيا غارقا في اللغو أفق وأعرض لعلك تكون من الخاشعين المفلحين. صدر سورة المؤمنون.

5- وعلمني القرآن أن الرضا والسعادة لا تتحقق إلا بثلاث:
ذكر لله دائم
وصبر جميل
وقناعة تجعلك لا تمد عينيك إلى ما أعطي غيرك
الآيتان ١٣٠ و١٣١ طه
 
رائع ... جزاك الله خيرا ...بعد الإذن سأنقله لأخواتى للفائدة
 
6- قال ابن القيم رحمه الله: وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه: تأملت أنفع الدعاء فإذا هو سؤال الله العون على مرضاته، ثم رأيته في الفاتحة في:{ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ }. المدارج .

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
 
٧- قال الإمام السعدي في تفسيره تعليقاً على قول الله تعالى في سورة آل عمران: "الحق من ربك فلا تكن من الممترين" : (وفي هذه الآية وما بعدها دليل على قاعدة شريفة وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق وجزم به العبد من مسائل العقائد وغيرها، فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة، سواء قدر العبد على حلها أم لا فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه، لأن ما خالف الحق فهو باطل، قال تعالى { فماذا بعد الحق إلا الضلال } وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه.)
 
٨- ظهر لي من خلال تأمل آية الاسئذان [27 من سورة النور ] أن الاستذان في الشرع هو مجموع أمرين: الاستئناس والسلام. وهذا ما يدل عليه قول الله تعالى: {حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا} [النور: 27]. وهذا ما يدل عليه صراحة ما أخرجه أبو داوودعن ربعي، قال: حدثنا رجل من بني عامر أنه استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في بيت فقال: ألج؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لخادمه: " اخرج إلى هذا فعلمه الاستئذان، فقل له: قل السلام عليكم، أأدخل؟... الحديث . فالاسئذان الشرعي هو طلب الدخول مع السلام، وعليه فلا حاجة لما أورده المفسرون كالشوكاني وغيره من بحث مسألة: هل الاسئذان قبل السلام أو العكس؟. هذا ما ظهر لي، والله أعلم.
 
٩- ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِى إِلَيْهِمْ فاسألوا أهل الذكر إِن كُنْتُم لاَ تعلمون ) فالأولى أن يقف لتمام الآية والمعنى.
وقول الله تعالى بعدها : (بِٱلْبَيِّنَٰتِ والزبر ) متعلق بمحذوف أي أرسلناهم بالحجج الواضحة والكتب.
وهذا أرجح مما يظنه كثير منا من تعلق الجار والمجرور ب "تعلمون" في الآية التي قبلها، حتى إن كثيراً من القراء يصل الآيتين ولا يقف.
 
10- يظن بعض الناس أن "طه" اسم للنبي صلى الله عليه وسلم، والصحيح أنهما حرفان من الحروف المقطعة في أوائل السور.

11- علمني القرآن أن الجهل من أكبر أسباب الإعراض وعدم الاستجابة للحق. قال الله تعالى: {بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون}، وقال: {بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه..}.

12- قول الله تعالى في سورة مريم عن مريم عليها السلام: {قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} الأولى أن يقف القارئ على {إني أعوذ بالرحمن منك} ثم يستأنف: {إن كنت تقياً} وجواب الشرط محذوف، تقديره: فلا تؤذني ولا تتعرض لي بسوء.
 
نعم سيدى ....بارك الله فيكم فى ماتكتبوه ونفعنا به
 
لدي سؤال بارك الله فيكم يا شيخ
لم عندما نذكر مريم ام عيسى عليها السلام نقول(مريم عليها السلام) فان لفظ عليه السلام نطلقه على الانبياء ومعلوم ان مريم ليست من الانبياء لان الله لم يجعل النبوة والوحي في النساء وكذلك ما يذكر في هاجر وسارة زوجتا ابراهيم عليه السلام فان كان لا باس باطلاق هذا عليهما فهل يسوغ ان نطلق ذلك على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
ربما يكون طرح السؤال ليس مناسبا هنا لكن بحق هذا سؤال يدور بذهني منذ زمن فارجو منكم تقبل الامر بصدر رحب بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا
 
التعديل الأخير:
لدي سؤال بارك الله فيكم يا شيخ
لم عندما نذكر مريم ام عيسى عليها السلام نقول(مريم عليها السلام) فان لفظ عليه السلام نطلقه على الانبياء ومعلوم ان مريم ليست من الانبياء لان الله لم يجعل النبوة والوحي في النساء وكذلك ما يذكر في هاجر وسارة زوجتا ابراهيم عليه السلام فان كان لا باس باطلاق هذا عليهما فهل يسوغ ان نطلق ذلك على زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟
ربما يكون طرح السؤال ليس مناسبا هنا لكن بحق هذا سؤال يدور بذهني منذ زمن فارجو منكم تقبل الامر بصدر رحب بارك الله فيكم
وجزاكم الله خيرا

الله عز وجل قال: {وسلام على عباده الذين اصطفى}
ونحن نقول في صلواتنا: "التحيات لله والصلوات الطيبات .... السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ..".
فلا مانع من قول "عليه السلام" لكل من اصطفاه الله من النبيين والصالحين.

والممنوع هو تخصيص أحد بعينه بهذه التحية، بحيث تكون شعاراً له.
والله أعلم
 
13- في تفسير عبد الرزاق: عَنْ مَعْمَرٍ , قَالَ: أَخْبَرَنِي أَيُّوبُ , عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْمَعُ بِي مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ , وَلَا يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ فَلَا يُؤْمِنُ بِي إِلَّا دَخَلَ النَّارَ» فَجَعَلْتُ أَقُولُ: فَأَيْنَ تَصْدِيقُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ وَقَلَّمَا سَمِعْتُ حَدِيثًا إِلَّا وَجَدْتُ لَهُ تَصْدِيقًا فِي الْقُرْآنِ , حَتَّى وَجَدْتُ هَذِهِ الْآيَةَ: {وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ} [هود: 17] , فَالْأَحْزَابُ: الْمِلَلُ كُلُّهَا {فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} [هود: 17] , قَالَ: «الْكُفَّارُ أَحْزَابٌ كُلُّهُمْ عَلَى الْكُفْرِ». [ وقد علّق محمود شاكر في تحقيقه لتفسير الطبري على هذا الأثر وما في معناه بقوله: هذه الآثار عن سعيد بن جبير، والتي روى فيها الخبر مرسلا، رواه الحاكم في المستدرك 2: 342، موصولا مرفوعًا من حديث ابن عباس. وذلك من طريق عبد الرازق، عن معمر، عن أبي عمرو البصري، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وقال الحاكم " هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه "، ووافقه الذهبي.]


14- قال الرازي في تفسيره لقول الله تعالى - في سورة الواقعة -: {إنه لقرآن كريم} في بيان وجه وصف القرآن بالكرم:
( لَكِنَّ الْقُرْآنَ أَيْضًا كَرِيمٌ عَلَى مَفْهُومِ الْعَوَامِّ فَإِنَّ كُلَّ مَنْ طَلَبَ مِنْهُ شَيْئًا أَعْطَاهُ، فَالْفَقِيهُ يَسْتَدِلُّ بِهِ وَيَأْخُذُ مِنْهُ، وَالْحَكِيمُ يستمد به وَيَحْتَجُّ بِهِ، وَالْأَدِيبُ يَسْتَفِيدُ مِنْهُ وَيَتَقَوَّى بِهِ، واللَّه تَعَالَى وَصَفَ الْقُرْآنَ بِكَوْنِهِ كَرِيمًا، وَبِكَوْنِهِ عَزِيزًا، وَبِكَوْنِهِ حَكِيمًا، فَلِكَوْنِهِ كَرِيمًا كُلُّ مَنْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ نَالَ مِنْهُ مَا يُرِيدُهُ فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَا يَفْهَمُ مِنَ الْعُلُومِ شَيْئًا وَإِذَا اشْتَغَلَ بِالْقُرْآنِ سَهُلَ عَلَيْهِ حِفْظُهُ، وَقَلَّمَا يُرَى شَخْصٌ يَحْفَظُ كِتَابًا يَقْرَؤُهُ بِحَيْثُ لَا يُغَيِّرُ مِنْهُ كَلِمَةً بِكَلِمَةٍ، وَلَا يُبَدِّلُ حَرْفًا بِحَرْفٍ وَجَمِيعُ الْقُرَّاءِ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ مِنْ غَيْرِ تَوَقُّفٍ وَلَا تَبْدِيلٍ، وَلِكَوْنِهِ عَزِيزًا أَنَّ كُلَّ مَنْ يُعْرِضُ عَنْهُ لَا يَبْقَى مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ، بِخِلَافِ سَائِرِ الْكُتُبِ، فَإِنَّ مَنْ قَرَأَ كِتَابًا وَحَفِظَهُ ثُمَّ تَرَكَهُ يَتَعَلَّقُ بِقَلْبِهِ مَعْنَاهُ حَتَّى يَنْقُلَهُ صَحِيحًا، وَالْقُرْآنُ مَنْ تَرَكَهُ لَا يَبْقَى مَعَهُ مِنْهُ شَيْءٌ لِعِزَّتِهِ وَلَا يَثْبُتُ عِنْدَ مَنْ لَا يَلْزَمُهُ بِالْحِفْظِ، وَلِكَوْنِهِ حَكِيمًا مَنِ اشْتَغَلَ بِهِ وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ بِالْقَلْبِ أَغْنَاهُ عَنْ سَائِرِ الْعُلُومِ.)
 
15- علمني القرآن أن العجلة ليست مبرراً للتقصير والمخالفة؛ فقد قال الله تعالى لموسى عليه السلام: {وما أعجلك عن قومك ياموسى} في مقام العتاب.

تنبيه: كثيراً ما نستشهد بقول الله تعالى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى} [طه: 84] على فضل المبادرة واستباق الخيرات، والمتأمل في الآية وسياقها يتبين له أن هذا القول من موسى عليه السلام جاء اعتذاراً منه لربه بسبب اجتهاده الذي عاتبه الله عليه. فكان في ذلك الاجتهاد بمنزلة اجتهاد أبي بكرة رضي الله عنه لما ركع قبل الصف، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «زادك الله حرصا ولا تعد» كما في صحيح البخاري. نبه على ذلك ابن عاشور في التحرير والتنوير.
ولو استدل بالآية على أن العجلة ليست عذراً في المخالفة لكان أقرب. والله أعلم
 
فوائد متميزة يا أبا مجاهد وفقك الله ونفع بعلمك وزادك من فضله ، وهذا الذي ننتظره منك دوماً رعاك الله .
 
16- (وقد فكرت مرة في اصطناع المعروف إلى اللئام، فلم أرَ نكبة لها في التاريخ ذكر إلا كان أصلها من هذا القبيل.)
السيد عبدالرحمن السقاف الحضرمي في كتابه الماتع الرائع "العود الهندي".
ومن الوقائع التي تدل على ذلك حادثة وردت في القرآن، وهو ما قام به موسى عليه السلام من إحسان إلى الإسرائيلي الذي استغاث به، فكانت إغاثة موسى له سبباً في وقوع موسى في القتل، ثم انكشاف أمره بعد ذلك بسبب الرجل نفسه.

17- {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا} [الأحزاب: 30] (وقوله "يسيراً" مما يحق به للأحزان أن تُشمل رياطها، وللقلوب أن يتقطع نياطها؛ فما لنبي معه إرادة، ولا بينه وبين أحدٍ من خلقه هوادة، فأنّى ينجو المقصر، أو يسعد الطالح، وقد قال الله تعالى لنوح عليه السلام: {إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ} [هود: 46].) العود الهندي للسقاف الحضرمي ص195.
 
18- السلام في الأرض لن يتحقق إلا إذا انتهى الظلم وقُبر الظالمون؛ فلا سلام إلا مع العدل. ففي قصة نوح عليه السلام، وبعد أن انتهى أمر الطوفان، وأغرق الكافرون { وقيل بعداً للقوم الظالمين} أمر الله نوحاً عليه السلام بأن يهبط على الأرض ليعيش هو ومن معه بسلام: {قيل يا نوح اهبط بسلام منا}. مدرسة الأنبياء - عبر وأضواء لمحمد بسام الزين ص37.

19- قصة نوح عليه السلام تعلمنا:
- لا تدع الفرص تفوتك "لا تدع المركب يفوتك" {اركب معنا}.
- لاتتأثر بالسخرية و الانتقادات و تتوقف، بل أكمل مهمتك و العمل الموكل اليك {وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَاتَسْخَرُونَ}.
- خطط للمستقبل. لم يكن هناك مطر عندما بدأ نوح عليه السلام فى بناء السفينة، بل استجاب للأمر الإلهي وبدأ التنفيذ، وأيقن أن في المستقبل مطرا وأن في السفينة النجاة بإذن الله.
- لا تهمك العواصف. إذا كان الله معك فلا تهتم {وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌرَحِيمٌ}.
- العاقبة للصابرين المتقين {فاصبر إن العاقبة للمتقين}.
 
20- فائدة في تفسير ابن أبي حاتم :
قال شيخ الإسلام رحمه الله في كتابه / جواب أهل العلم والإيمان <58> :
‏( وابن أبي حاتم قد ذكر في أول كتابه في التفسير أنه طلب منه إخراج تفسير القرآن بأصح الأسانيد وأنه تحرى إخراجه بأصح الأخبار إسنادا ، وأشبعها متنا ، وذكر إسناده عن كل من نقل عنه شيئا ) .
قال العلامة / ناصر الدين الألباني بعدما ذكر خبرا في تفسير ابن أبي حاتم في السلسلة الضعيفة [1/485] :
‏( تبين لنا من رواية ابن أبي حاتم في تفسيره لمثل هذا الحديث الباطل أن ما ذكره في أول كتابه التفسير : أنه تحرى إخراجه بأصح الأخبار إسنادا ، وأثبتها متنا ، كما ذكره ابن تيمية ، ليس على عمومه ، فليعلم هذا ) .
 
21- • قال ابن القيم : (وأما قوله تعالى : {فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم} [ النحل : 98 ] فعلى ما ذكرنا من التعبير عن إرادة الفعل بالفعل، هذا هو المشهور، وفيه وجه ألطف من هذا، وهو أن العرب تعبر بالفعل عن ابتداء الشروع فيه تارة ، وتعبر عن انتهائه تارة ، فيقولون : فعلت عند الشروع ، وفعلت عند الفراغ، وهذا استعمال حقيقي؛ وعلى هذا فيكون معنى قرأت في الآية ابتداء الفعل، أي: إذا شرعت وأخذت في القراءة فاستعذ؛ فالاستعاذة مرتبة على الشروع الذي هو مبادىء الفعل ومقدمته وطليعته.) بدائع الفوائد.

22- قال العز بن عبد السلام في كتابه فوائد في مشكل القرآن : ( وذات الشيطان لا يستعاذ منه ، فلا بد من محذوف ، وأولى ما قدر به المحذوف هو ما ظهر في كتاب الله عز وجل ، وقد ظهر : {أعوذ بك من همزات الشياطين} ، وظهر :{ من شر الوسواس الخناس}، وأولى الظاهرين : الوسواس ؛ لأن الشيطان يوسوس للقارئ ليلهيه عن ذكر ربه .) انتهى ص34-35 .
 
عند تأمل آخر أيات سورة القيامة نرى أن الله -تعالى- بين مراحل نمو الإنسان ثم جعل منه بعد ذلك زوجين: ذكر وأنثى. فيقول:
أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39).
ثم ختم الله كلامه بسؤال عظيم قال فيه: أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40).
ثم بدأ الله سورة الإنسان التالية لهذه السورة مباشرة بسؤال أيضاً قال فيه: هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا (1)
وكأن الله أراد أن يثبت لنا بطريق السؤال البديهى والتى تكون إجابته أيضاً بديهيه فيقول: يا من تشك فى قدرة الله على إحيائه الموتى ، أنسيت ! ألم يأتى عليك زمن لم يكن لك فيها وجود أصلاً ومع ذلك استاطع الله أن يخلقك من لا شئ ؛ فأيهما أسهل؟ الخلق بعد الوجود ، أم الخلق من عدم !!!
مع العلم أنه لا يجوز أن نقول فى حق الله -تعالى-: هذا سهل وهذا أسهل ؛ وإنما هذا من باب ضرب المثل لتقريب الأمر وتبسيطه لذوى العقول القاصرة.
هذا والله أعلى وأعلم.​
 
23 - قال الإمام السبكي - رحمه الله تعالى -: ( قوله تعالى {ولتجدنهم أحرص الناس على حياة} [البقرة: 96] نكر الحياة لإرادة أيسر ما يكون منها، والمعنى أنهم أحرص الخلق على أقل ما يكون من الحياة، فما ظنك بالكثيرة منها، فكيف يتمنون الموت؟ والزمخشري ادعى أنه نكر لإرادة حياة طويلة وما ذكرناه أبلع وأحسن، ولا ينافيه قوله تعالى {ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة} [البقرة: 96] فإنه إذا ود اليسير منها ود الكثير بطريق أولى.) انتهى.

24 - وقال - رحمه الله تعالى - أيضاً: ( قوله تعالى {محمد رسول الله} [الفتح: 29] بعد قوله {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق} [الفتح: 27] الآية خطر لي في أنه رد «لقول سهيل بن عمرو ومن معه في قصة الحديبية لو نعلم أنك رسول الله ما قاتلناك» كأنه بلسان الحال يقول محمد - صلى الله عليه وسلم - رسول الله بشهادة الله التي هي أعظم شهادة وإن لم تعلموا أنتم، وبهذا يترجح أن يكون (رسول الله) خبرا ولا يكون صفة وإن كان الزمخشري لم يذكر هذا الإعراب؛ وإنما جعله خبر مبتدأ أو مبتدأ وما بعده عطف بيان.) انتهى.
 
25- {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [الأحقاف: 13]
( قال أبو بكر: لم يشركوا
وقال عمر: استقاموا على الطاعة ولم يروغوا روغان الثعالب
وقال عثمان: أخلصوا العمل لله
وقال علي: أدّوا الفرائض..
فقد اجتمع هؤلاء الخلفاء الأربعة على تفسير الاستقامة؛ وهو مؤذن بأهميتها في الدين.
ولم أجد لفظة غيرها ذكر فيها تفسير هؤلاء الأقطاب الأربعة رضوان الله عليهم.)
 
26- جاء في تفسير ابن كثير رحمه الله لقول الله تعالى: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ} [آل عمران: 133]:
( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَرَأَيْتَ قَوْلَهُ تَعَالَى: {جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأرْضُ} فَأَيْنَ النَّارُ؟ قَالَ: "أرَأيْتَ اللَّيْلَ إِذَا جَاءَ لَبسَ كُلَّ شَيْءٍ، فَأيْنَ النَّهَار؟ " قَالَ: حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ. قَالَ: "وَكَذِلَكَ النَّارُ تَكُونُ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ" [ إسناده صحيح كما قال أحمد شاكر].
وَهَذَا يَحْتَمِلُ مَعْنَيَيْنِ:
أَحَدُهُمَا: أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى فِي ذَلِكَ: أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ عَدَمِ مُشَاهَدَتِنَا اللَّيْلَ إِذَا جَاءَ النَّهَارُ أَلَّا يَكُونَ فِي مَكَانٍ، وَإِنْ كُنَّا لَا نَعْلَمُهُ، وَكَذَلِكَ النَّارُ تَكُونُ حَيْثُ يَشَاءُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ....
الثَّانِي: أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى: أَنَّ النَّهَارَ إِذَا تَغَشَّى وَجْهَ الْعَالَمِ مِنْ هَذَا الْجَانِبِ، فَإِنَّ اللَّيْلَ يَكُونُ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ...) انتهى باختصار.
وقد علّق أحمد شاكر على المعنى الثاني - الذي أورده الحافظ ابن كثير- بقوله: ( هذا أحد الدلائل على أن كروية الأرض كانت معروفة لعلماء الإسلام قبل أن تخطر ببال الإفرنج ومن يشايعهم. ليخزي الله المستهترين بالطعن في علوم الإسلام وعلمائه جهلاً منهم وتقليداً.) انتهى من عمدة التفسير 1 / 415.
 
27- جاء في كتاب العزلة للخطابي (ص: 55) مت نصه:
( أَخْبَرَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الزِّيبَقِيِّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ زَكَرِيَّا التُّسْتَرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعُتْبِيُّ قَالَ: " كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ فَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ} [الأنعام: 38] وَقَالَ: مَا فِي الْأَرْضِ آدَمَيٌّ إِلَّا وَفِيهِ شَبَهٌ مِنْ شَبَهِ الْبَهَائِمِ فَمِنْهُمْ مَنْ يَهْتَصِرُ اهْتِصَارَ الْأَسَدِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَعْدُو عَدْوَ الذِّئْبِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْبَحُ نُبَاحَ الْكَلْبِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَتَطَوَّسُ كَفِعْلِ الطَّاوُسِ وَمِنْهُمْ مَنْ يُشْبِهُ الْخَنَازِيرَ الَّتِي لَوْ أُلْقِيَ لَهَا الطَّعَامُ الطَّيِّبُ عَافَتْهُ فَإِذَا قَامَ الرَّجُلُ عَنْ رَجِيعِهِ، وَلَغَتْ فِيهِ فَكَذَلِكَ تَجِدُ مِنَ الْآدَمَيِّينَ مَنْ لَوْ سَمِعَ خَمْسِينَ حِكْمَةً لَمْ يَحْفَظْ وَاحِدَةً مِنْهَا وَإِنْ أَخْطَأَ رَجُلٌ عَنْ نَفْسِهِ أَوْ حَكَى خَطَأَ غَيْرِهِ تَرَوَّاهُ وَحَفِظَهُ ".
قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: مَا أَحْسَنَ مَا تَأَوَّلَ أَبُو مُحَمَّدٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ هَذِهِ الْآيَةَ وَاسْتَنْبَطَ مِنْهَا هَذِهِ الْحِكْمَةَ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الْكَلَامَ إِذَا لَمْ يَكُنْ حُكْمُهُ مُطَاوِعًا لِظَاهِرِهِ وَجَبَ الْمَصِيرُ إِلَى بَاطِنِهِ وَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ وُجُودِ الْمُمَاثَلَةِ بَيْنَنَا وَبَيْنَ كُلِّ دَابَّةٍ وَطَائِرٍ وَكَانَ ذَلِكَ مُمْتَنِعًا مِنْ جِهَةِ الْخِلْقَةِ وَالصُّورَةِ وَعَدَمًا مِنْ جِهَةِ النُّطْقِ وَالْمَعْرِفَةِ فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَصْرُوفًا إِلَى الْمُمَاثَلَةِ فِي الطِّبَاعِ وَالْأَخْلَاقِ.)
 
28- قال الله تعالى في سورة الجمعة: { مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفاراً}؛ فكأن فيه دعوة لحسن تحمل العلم والذكر الذي يقوله الخطيب أثناء الخطبة، وأن من لم ينتفع بالخطبة ففيه شبه بالحمار الذي لا ينتفع بما يحمل من الكتب.

29 - قال الزمخشري في الكشاف: ( وعن بعضهم: قد أبطل الله قول اليهود في ثلاث [ أي في سورة الجمعة]: افتخروا بأنهم أولياء الله وأحباؤه، فكذبهم في قوله: {فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ}، وبأنهم أهل الكتاب والعرب لا كتاب لهم فشبههم بالحمار يحمل أسفارا، وبالسبت وأنه ليس للمسلمين مثله فشرع الله لهم الجمعة.)
 
30 - لطيفة في تكرار ذكر الأم في آية الأحقاف

قال أبو حيان عند تفسيره لقول الله تعالى : ﴿ وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ (الاحقاف:15) :

(وهنا لطيفة: ذكر تعالى الأم في ثلاثة مراتب في قوله: بوالديه وحمله وإرضاعه المعبر عنه بالفصال، وذكر الولد في واحدة في قوله: بوالديه؛ فناسب ما قال الرسول من جعل ثلاثة أرباع البر للأم والربع للأب في قول الرجل: «يا رسول الله، من أبر؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك». ) انتهى

قلت: الأقرب أن المرة الثالثة هي "ووضعته"؛ فتميزت عن الأب بثلاثة أشياء: الحمل والوضع [الولادة ] والرضاع، واشتركت مع الأب في "والديه".
 
تغريدات قرآنية

تغريدات قرآنية

12- قول الله تعالى في سورة مريم عن مريم عليها السلام: {قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا} الأولى أن يقف القارئ على {إني أعوذ بالرحمن منك} ثم يستأنف: {إن كنت تقياً} وجواب الشرط محذوف، تقديره: فلا تؤذني ولا تتعرض لي بسوء.[/QUOTE قال:
شيخنا الفاضل ،، جزاكم الله خيرا ،، قرأت لبعض المفسرين أن معنى قول مريم عليها السلام في هذه الآية (إن كنت تقيا فاستعاذتي بالرحمن منك ستردك وتمنعك من إيذائي ) (بتصرف) ويكون الوصل أولى ،، فهل لهذا المعنى وجه في اللغة ،، أفيدونا بارك الله فيكم؟
 
31- يظن بعض الناس أن المراد بـ"سلاماً" في قول الله تعالى: { وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً" التحية بالسلام؛ وهذا خطأ، بل المراد به: القول الصواب.
قال ابن قتيبة في غريب القرآن: ( ويُسمَّى الصوابُ من القول "سلاما": لأنه سَلِم من العيب والإثم. قال: {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا} ؛ أي: سَدادًا من القول.) انتهى

وقال شيخ المفسرين ابن جرير: ( وقوله: (وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا) يقول: وإذا خاطبهم الجاهلون بالله بما يكرهونه من القول، أجابوهم بالمعروف من القول، والسداد من الخطاب.) انتهى.
 
32- قال الله تعالى: ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ )


وهذا أول نداء في القرآن لأهل الإيمان -حسب ترتيب المصحف-.


وقد اشتمل هذا النداء على أصل من أصول العقيدة، وعلى قاعدة من قواعد الشريعة، وأدب من الآداب الشريفة، وطريقة مهمة من طرائق التربية الرشيدة:
أما الأصل فهو النهي عن التشبه بالكفار، وخاصة اليهود.
وأما القاعدة فهي قاعدة سد الذرائع.
وأما الأدب فهو أدب انتقاء أنسب الألفاظ واختيار أحسن الأقوال.
وأما الطريقة التربوية فهي إيجاد البدائل لما ننهى عنه قدر الإمكان، وهي طريقة ربانية نبوية مهمة.
هذا باختصار وإجمال، وللتفصيل موضعه، وللبيان مناسبته.
 
جزاك الله خيرا ياشيخ فقد استفدت منك كثيرا نفع الله بك الاسلام والمسلمين
 
33- تأملوا قول الله تعالى: { ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين} [ [التحريم: 10] .
فقوله سبحانه : ( تحت ) إعلام بأنه لا سلطان لهما على زوجيهما، وإنما السلطان للزوجين عليهما؛ فالمرأة لا تُسَاوَى بالرجل ولا تعلو فوقه أبداً.
حراسة الفضيلة لبكر أبو زيد بتصرف يسير.
 
34 - من تأمل القرآن وجد أن أشد الآيات التي خاطب الله فيها النبي محمداً صلى الله عليه وسلم وأقواها تحذيراً له؛ هي الآيات التي يحذر الله فيه حبيبه عليه الصلاة والسلام من الركون إلى الكافرين والميل إليهم واتباع أهوائهم:
{ ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئاً قليلاً . إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيراً}
{ ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين}
وأشد آية عليه - عليه الصلاة والسلام - نزلت لما اختار الأرفق بأسرى بدر ولم يأخذ برأي عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أشار بقتلهم؛ فأنزل الله: { ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم. لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}.
 
35- قال الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام في كتابه فضائل القرآن :
حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال: خرج عبد الرحمن بن يزيد مرة، وهو يريد أن يجاعل في بعث خرج عليه، ثم أصبح فتجهز، فقلت: ألم تكن أردت أن تجاعل؟ فقال: «بلى، ولكن قرأت البارحة سورة براءة، فسمعتها تحث على الجهاد».

قلت: هكذا كان القرآن يؤثر فيهم، يقرأونه ليلاً ليعملوا به نهاراً.


تنبيه: قد أتأخر عن إضافة التغريدات هنا، ويسعدني تواصلكم معي عبر حسابي في التويتر لمزيد من التغريدات:
https://twitter.com/#!/moh396
 
36 - بسم الله:

خطأ شائع:

يحمل كثير من الناس قول الله تعالى: {الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته} على إتقان القراءة، والصحيح أن المراد بالآية: يعملون به حق العمل بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

والقاعدة أن التلاوة بمعنى الاتباع؛ فتلاوة القرآن اتباعه، إلا إذا عُدي فعل التلاوة بـ "على" فيكون معناها القراءة، مثل: "يتلو عليهم آياتك" "يتلى عليكم".
ومن جميل التفاسير ما أورده السعدي في تفسير قول الله تعالى: { إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة ...} الآية، حيث قال: ( {إن الذين يتلون كتاب الله} أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره فيصدقونها ويعتقدونها، ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضا ألفاظه، بدراسته، ومعانيه، بتتبعها واستخراجها.).
 
إذا ما فسرنا قوله تعالى : ( فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ) بما أورده ( أبو مجاهد ) في إحدى تغريداته أعلاه ، إذا كيف يتبين لنا معنى التحدي الذي تشير إليه الآية ؟
فطلب محض التمني من طائفة ما ( اليهود ) للموت يجيز لها أن تطلب الطلب ذاته من الطائفة التي ابتدرتها في الطلب !
أما إذا فسرنا الآية بطلب الدعاء على الكاذب من الطائفتين بالموت فهنا يظهر وجه التحدي جليا ، والكاذب لن يدعو بالموت على نفسه انتصارا لكذبه وهو يعلم أن الرسول حق ، وهكذا فعلت اليهود التي انسحبت مخزية ، وكان ذلك أيضا في آية المباهلة فالطائفة الكاذبة ( النصارى ) انسحبت من هذا التحدي مخزية ، والله أعلم بمراده .
 
37-

الفرق بين العباد والعبيد:


قال الإمام ابن عطية في تفسيره للآية رقم 79 من سورة آل عمران: (والذي استقريت في لفظة العباد، أنه جمع عبد متى سيقت اللفظة في مضمار الترفيع والدلالة على الطاعة دون أن يقترن بها معنى التحقير وتصغير الشأن، وانظر قوله تعالى: {والله رؤف بالعباد} [البقرة: 207] [آل عمران: 30] و{عباد مكرمون} [الأنبياء: 26] {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله} [الزمر: 53] ...


وأما العبيد فيستعمل في تحقير، ومنه قول امرئ القيس:


قولا لدودان عبيد العصى ... ما غركم بالأسد الباسل

ومنه قول حمزة بن عبد المطلب: وهل أنتم إلا عبيد، ومنه قول الله تعالى: {وما ربك بظلام للعبيد} [فصلت: 46] لأنه مكان تشفيق وإعلام بقلة انتصارهم ومقدرتهم، وأنه تعالى ليس بظلام لهم مع ذلك، ولما كانت لفظة العباد تقتضي الطاعة لم تقع هنا، ولذلك أنس بها في قوله تعالى: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم} [الزمر: 53].
قال الإمام أبو محمد: فهذا النوع من النظر يسلك به سبل العجائب في ميزة فصاحة القرآن العزيز على الطريقة العربية السليمة.) انتهى باختصار
قلت: تأمل العلاقة بين الألف في العباد وبين الرفعة والعلو، والعلاقة بين الياء في العبيد وبين الهبوط والدنو !! فالألف ترفعها وتعلو بها، والياء تميلها وتنزل بها.
 
إذا ما فسرنا قوله تعالى : ( فتمنوا الموت إن كنتم صادقين ) بما أورده ( أبو مجاهد ) في إحدى تغريداته أعلاه ، إذا كيف يتبين لنا معنى التحدي الذي تشير إليه الآية ؟
فطلب محض التمني من طائفة ما ( اليهود ) للموت يجيز لها أن تطلب الطلب ذاته من الطائفة التي ابتدرتها في الطلب !
أما إذا فسرنا الآية بطلب الدعاء على الكاذب من الطائفتين بالموت فهنا يظهر وجه التحدي جليا ، والكاذب لن يدعو بالموت على نفسه انتصارا لكذبه وهو يعلم أن الرسول حق ، وهكذا فعلت اليهود التي انسحبت مخزية ، وكان ذلك أيضا في آية المباهلة فالطائفة الكاذبة ( النصارى ) انسحبت من هذا التحدي مخزية ، والله أعلم بمراده .

نحن لم ندعِ أننا أولياء الله من دون الناس، ولا أن الآخرة خالصة لنا من دونهم؛ فلا يورد علينا الأمر بتمني الموت.
 
بارك الله فيكم أخ أبو مجاهد وزادكم من فضله
مشاركات رائعة وفوائد جمة أمتعتنا بها
 
38- "إنَّ هَذَا القُرَآن أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ ".
قال الشافعي رحمه الله تعليقاً على هذه الحديث المتواتر: (فإذ كان الله لِرَأْفته بخلْقِه أنزل كتابَه على سبْعة أحْرف، معرفةً منه بأنَّ الحفْظَ قدْ يَزِلُّ، لِيُحِلَّ لهم قراءته وإنْ اختلف اللفظُ فيه، ما لم يكن في اختلافهم إحالةُ معنى: كان ما سِوَى كتابِ الله أوْلَى أنْ يجوز فيه اختلاف اللفظ ما لم يُحِلْ معْناه.
وكل ما لم يكن فيه حُكْمٌ، فاختلاف اللفظ فيه لا يحيل معناه. )
الرسالة للشافعي (1/ 273 - 274)
قال المحقق الكبير أحمد شاكر رحمه الله في تعليقه على حديث نزول القرآن على سبعة أحرف: ( والرجل العربي الصريح، والعالم القرشي، سيد الفقهاء، وإمام العلماء، - الشافعي- قال في تفسيره ومعناه قولة الحق محكمةً موجزة؛ لله أبوه.)
 
جزاك الله كل خير
أستاذنا الفاضل أبو مجاهد

و جعل التغريدات في ميزان حسناتك

و نامل استمرارها بإذن الله
 
39 - قال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/ 403): ( قَالَ صَاحِبُ " الْمَنَازِلِ ": قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ} [الكهف: 24] يَعْنِي: إِذَا نَسِيتَ غَيْرَهُ وَنَسِيتَ نَفْسَكَ فِي ذِكْرِكَ ثُمَّ نَسِيتَ ذِكْرَكَ فِي ذِكْرِهِ ثُمَّ نَسِيتَ فِي ذِكْرِ الْحَقِّ إِيَّاكَ كُلَّ ذِكْرٍ.
لَيْتَهُ - قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ - لَمْ يَقُلْ.
فَلَا وَاللَّهِ مَا عَنَى اللَّهُ هَذَا الْمَعْنَى، وَلَا هُوَ مُرَادُ الْآيَةِ وَلَا تَفْسِيرُهَا عِنْدَ أَحَدٍ مِنَ السَّلَفِ وَلَا مِنَ الْخَلَفِ.
وَتَفْسِيرُ الْآيَةِ عِنْدَ جَمَاعَةِ الْمُفَسِّرِينَ: أَنَّكَ لَا تَقُلْ لِشَيْءٍ: أَفْعَلُ كَذَا وَكَذَا، حَتَّى تَقُولَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَإِذَا نَسِيتَ أَنْ تَقُولَهَا فَقُلْهَا مَتَى ذَكَرْتَهَا. وَهَذَا هُوَ الِاسْتِثْنَاءُ الْمُتَرَاخِي الَّذِي جَوَّزَهُ ابْنُ عَبَّاسٍ وَتَأَوَّلَ عَلَيْهِ الْآيَةَ. وَهُوَ الصَّوَابُ.
فَغَلِطَ عَلَيْهِ مَنْ لَمْ يَفْهَمْ كَلَامَهُ وَنُقِلَ عَنْهُ أَنَّ الرَّجُلَ إِذَا قَالَ لِامْرَأَتِهِ: أَنْتِ طَالِقٌ ثَلَاثًا، أَوْ قَالَ: نِسَائِيَ الْأَرْبَعُ طَوَالِقُ. ثُمَّ بَعْدَ سَنَةٍ يَقُولُ: إِلَّا وَاحِدَةً، أَوْ: إِلَّا زَيْنَبَ - إِنَّ هَذَا الِاسْتِثْنَاءَ يَنْفَعُهُ.
وَقَدْ صَانَ اللَّهُ عَنْ هَذَا مَنْ هُوَ دُونَ غِلْمَانِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِكَثِيرٍ، فَضْلًا عَنِ الْبَحْرِ حَبْرِ الْأُمَّةِ وَعَالِمِهَا الَّذِي فَقَّهَهُ اللَّهُ فِي الدِّينِ وَعَلَّمَهُ التَّأْوِيلَ. وَمَا أَكْثَرَ مَا يَنْقُلُ النَّاسُ الْمَذَاهِبَ الْبَاطِلَةَ عَنِ الْعُلَمَاءِ بِالْأَفْهَامِ الْقَاصِرَةِ.) انتهى
 
40 - من خلال تجربتي في تدريس التفسير في المرحلة الجامعية حوالي 20 عاما تبيّن لي أننا في الغالب نفسّر أقوال المفسرين أكثر من تفسيرنا للقرآن.
 
عودة
أعلى