ناصر عبد الغفور
Member
بسم1
من أنواع علوم القرآن التي ذكرها العلماء: البدائع.
ومن بدائع القرآن الكريم: المشاكلة.
وهي: ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته، وقد مثل لها الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في الإتقان بمجموعة من الآيات، منها:
قوله تعالى:" تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك" ، وقوله جل وعلا:" ومكروا ومكر الله".
قال معلقا: " فإن إطلاق النفس والمكر في جانب البارئ تعالى إنما هو لمشاكلة ما معه".
وكذا قوله –تعالى-:" اليوم ننساكم كما نسيتم..."، " ويسخرون منهم سخر الله منهم"،
" إنما نحن مستهزئون الله يستهزيء بهم..."اهـــ.
قلت: التمثيل بهذه الآيات على المشاكلة مردود مرفوض، فإن من ورائه نفي صفات البارئ سبحانه وتعطيله عنها، حيث أنه لم يذكرها إلا من باب مشاكلة اللفظ للفظ لا غير.
ومعلوم أن مذهب الأشاعرة –ومنهم الإمام السيوطي- نفي الصفات الفعلية بل وغيرها من الصفات –إلا القليل- بحجة أن إثباتها يلزم منه تشبيه الخالق بالمخلوق، باعتبار أن هذه الصفات تستلزم التجسيم.
فهما مقدمتان عندهم:
- الصفات الفعلية لا تقوم إلا بجسم.
- الأجسام متشابهة.
النتيجة: إثبات هذه الصفات يلزم منه التشبيه.
لذا وجب تعطيل الله عنها.
وقد خالفهم أهل السنة والجماعة وبينوا بطلان مذهبهم، ولعل من أشهرهم شيخ الإسلام التي كانت كتبه كالصواعق على كل من خالف عقيدة الحق في باب الصفات وغيرها.
ولينظر كمثال كتاب العقيدة التدمرية له.
فالحق أن تلك الآيات التي ذكرها الإمام السيوطي لم يرد ذكر الصفات فيها بغرض المشاكلة وإنما هي صفات ثابتة لله تعالى على الوجه اللائق به سبحانه:
فمن صفاته: المكر والسخرية والاستهزاء...
ولما كانت هذه الصفات لها وجهان: جهة نقص وجهة كمال، ثبتت لله على جهة الكمال، وهي أن الله تعالى يمكر ويسخر ويستهزء... بمن يستحق ذلك، فيمكر بمن يمكر ويسخر بمن يسخر ويستهزء بمن يستهزء...، وليس كما يقول الإمام السيوطي إن إطلاق هذه الألفاظ لم يكن إلا للمشاكلة.
أما قوله تعالى:" اليوم ننساكم كما نسيتم..." فالمقصود به الترك، وليس النسيان المعهود عند الإنسان، فالله جل في علا كما قال موسى عليه السلام لفرعون اللعين:" لا يضل ربي ولا ينسى".
وهذا أحد النماذج لتأثير العقيدة في كتب علوم القرآن، وقد سبق أن ذكرت نموذجا آخرا:
تعليق على كلام للإمام السيوطي في الإتقان بخصوص المشاكلة:
من أنواع علوم القرآن التي ذكرها العلماء: البدائع.
ومن بدائع القرآن الكريم: المشاكلة.
وهي: ذكر الشيء بلفظ غيره لوقوعه في صحبته، وقد مثل لها الإمام السيوطي رحمه الله تعالى في الإتقان بمجموعة من الآيات، منها:
قوله تعالى:" تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك" ، وقوله جل وعلا:" ومكروا ومكر الله".
قال معلقا: " فإن إطلاق النفس والمكر في جانب البارئ تعالى إنما هو لمشاكلة ما معه".
وكذا قوله –تعالى-:" اليوم ننساكم كما نسيتم..."، " ويسخرون منهم سخر الله منهم"،
" إنما نحن مستهزئون الله يستهزيء بهم..."اهـــ.
قلت: التمثيل بهذه الآيات على المشاكلة مردود مرفوض، فإن من ورائه نفي صفات البارئ سبحانه وتعطيله عنها، حيث أنه لم يذكرها إلا من باب مشاكلة اللفظ للفظ لا غير.
ومعلوم أن مذهب الأشاعرة –ومنهم الإمام السيوطي- نفي الصفات الفعلية بل وغيرها من الصفات –إلا القليل- بحجة أن إثباتها يلزم منه تشبيه الخالق بالمخلوق، باعتبار أن هذه الصفات تستلزم التجسيم.
فهما مقدمتان عندهم:
- الصفات الفعلية لا تقوم إلا بجسم.
- الأجسام متشابهة.
النتيجة: إثبات هذه الصفات يلزم منه التشبيه.
لذا وجب تعطيل الله عنها.
وقد خالفهم أهل السنة والجماعة وبينوا بطلان مذهبهم، ولعل من أشهرهم شيخ الإسلام التي كانت كتبه كالصواعق على كل من خالف عقيدة الحق في باب الصفات وغيرها.
ولينظر كمثال كتاب العقيدة التدمرية له.
فالحق أن تلك الآيات التي ذكرها الإمام السيوطي لم يرد ذكر الصفات فيها بغرض المشاكلة وإنما هي صفات ثابتة لله تعالى على الوجه اللائق به سبحانه:
فمن صفاته: المكر والسخرية والاستهزاء...
ولما كانت هذه الصفات لها وجهان: جهة نقص وجهة كمال، ثبتت لله على جهة الكمال، وهي أن الله تعالى يمكر ويسخر ويستهزء... بمن يستحق ذلك، فيمكر بمن يمكر ويسخر بمن يسخر ويستهزء بمن يستهزء...، وليس كما يقول الإمام السيوطي إن إطلاق هذه الألفاظ لم يكن إلا للمشاكلة.
أما قوله تعالى:" اليوم ننساكم كما نسيتم..." فالمقصود به الترك، وليس النسيان المعهود عند الإنسان، فالله جل في علا كما قال موسى عليه السلام لفرعون اللعين:" لا يضل ربي ولا ينسى".
وهذا أحد النماذج لتأثير العقيدة في كتب علوم القرآن، وقد سبق أن ذكرت نموذجا آخرا: