أقيمت الدورة ولله الحمد، وكانت غاية في النفاسة؛ حيث إن المشاركَين الفاضلَين قد تناولوا موضوعاً مهماً، وهو: مقومات القراءة التفسيرية، ولعلها -بإذن الله- تنزل قريباً على الشبكة.
د. برهجي ود. الردادي يقدّمان دورة التجويد الثانية بكلية القرآن الكريم
د. برهجي ود. الردادي يقدّمان دورة التجويد الثانية بكلية القرآن الكريم
بسم1
ضمن فعاليات برنامج "إسناد" نظمت كلية القرآن الكريم بالتعاون مع مركز تفسير للدراسات القرآنية الدورة الثانية من سلسلة مهارات التجويد وحسن الأداء، قدّمها فضيلة الدكتور محمد بن أحمد برهجي الأستاذ المشارك بقسم القراءات، وفضيلة الدكتور يوسف بن مصلح الردادي الأستاذ المساعد بقسم القراءات. وبدأت الدورة بحديث للدكتور برهجي ذكر فيه أن الله - عز وجل - تكفل بحفظ القرآن الكريم، ومن حفظه حفظ الطريقة التي يؤدَّى بها، وأن الأداء القرآني له قداسته التي تقتضي التمسك به والدفاع عنه ضد كل تحريف أو تبديل. وبيّن الدكتور برهجي أن موضوع الدورة: مهارات الأداء التفسيري، وأن الكلام في هذا الموضوع ينطلق من عدة منطلقات: المنطلق الأول: حديث عائشة - رضي الله عنها - أنها وصفت قراءة النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها كانت مفسرة حرفاً حرفاً، وتعني: مبينة، كل حرف على حدة. وبين أن القرآن الكريم له خصائص، منها: التعبد، والإعجاز، والتجويد، والتدبر والتفكر والتذكر. وأن أداء القران الكريم له مقومات، منها: المقومات الإيمانية، والنفسية، والمعرفية أي: معرفة أحكام التجويد وما يتبعها من وقف وابتداء وعلوم اللغة العربية وما إلى ذلك، والصوتية؛ إذ الصوت راحلة القراء، بها يتزينون ويتباينون. ونبّه على بعض الظواهر التي لها تتعلق بالأداء التفسيري، وجعل منها ظاهرة المد، خصوصاً مد التعظيم عند أصحاب القصر من القراء والرواة، وظاهرة الإمالة؛ لما فيها من ليونة وسهولة، وظاهرة الوقف على أواخر الكلم بالروم والإشمام؛ لما فيه من بيان حركات أواخر الكلمات، وظاهرة الوقف والابتداء. وأما المنطلق الثاني، فهو خفض الصوت، وذكر الدكتور برهجي أن فيه نصوصاً، منها ما جاء عن إبراهيم النخعي - رحمه الله - أنه قال: ينبغي لمن قرأ قوله تعالى: {وقال اليهود عزير ابن الله} أن يخفض بها صوته. وفي المنطلق الثالث تحدث عن ارتفاع الصوت، ونقل عن الإمام السيوطي - رحمه الله – قوله: من قرأ قوله تعالى: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتاً وهم نائمون} ينبغي عليه أن يرفع بها صوته. وبين أنه ينبغي رفع الصوت عند الأمر والنهي والنفي والاستفهام والمد الطبيعي والنداء ونهاية الآيات المتعلقة بما بعدها والمشدد.
ثم تحدّث الدكتور يوسف الردادي عن المنطلق الرابع، وهو أثر الوقف والابتداء في الأداء، وذكر أن العمدة في الوقف والابتداء حديث ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: "لقد عشنا برهة من دهرنا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم فنتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تعلمون أنتم اليوم القرآن..". وبين أن الحديث يؤكد أن هذا العلم كان له أهمية قصوى عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم. ونبه إلى أن الإخلال بهذا الفن يؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها، ومن أمثلة ذلك قارئ يقرأ: {يدخل من يشاء في رحمته والظالمين...}، فيقف مراعاة للمقام الصوتي الذي يقرأ به، وهذا جهل عظيم. ومثل الدكتور الردادي بنماذج من تلاوات القراء المعاصرين الذين أبدعوا في مراعاة الوقف والابتداء، ومنهم: الشيخ إبراهيم الأخضر في سورة يوسف من تسجيلات الحرم النبوي، والشيخ الثبيتي في الأعراف والأنفال من تسجيلات الحرم أيضاً، وكذلك الشيخ الحذيفي في تلاواته. وتحدث في المنطلق الخامس عن مراعاة اختيار القراء السبعة في الوقف والابتداء إذ لهم اختيارات ذكرها الإمام ابن سعدان في كتابه في الوقف، ومن أمثلته اختيار الإمامين: نافع وعاصم الوقف على قوله تعالى: {ذلك الكتاب لا ريب}. وفي المنطلق السادس عدد الدكتور الردادي بعض التنبيهات والضوابط في الوقف والابتداء، وذكر أنها كثيرة، ومنها عدم الابتداء بقول الكفار والفاسقين، والابتداء في مقابل ذلك بالدعاء، والعناية بكلمات مخصوصة في كتاب الله تعالى نبه عليها العلماء، ومنها: كلا وبلى ونعم، ففيها تفصيلات من حيث الوقف عليها والابتداء بها، وينبغي الرجوع إلى كتاب فيها ولو كان مختصراً مثل كتاب الإمام مكي ابن أبي طالب. وختم فضيلته بالمنطلق السابع، وهو أثر النبر في قراءة القرآن، ومثل للنبر بأمثلة كثيرة، منها قوله تعالى: {فسقى لهما}، وقوله: {بأن ربك أوحى لها}، وحرض الحاضرين على العناية بأدائها حتى يسلموا من الخطأ. وختمت الدورة بمناقشات وأسئلة الحضور.