طارق منينة
New member
- إنضم
- 19/07/2010
- المشاركات
- 6,331
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 36
التعريف بالمؤلفة
ولدت زيجريد هونكه في26 أبريل1913 ، وتوفيت في هامبورغ ، في15 يونيو1999، وهي ابنة الناشر هاينريش هونكه، وزوجها هو المستشرق الألماني الكبير الدكتور شولتزا.
قبل أن تنشر كتابها الأول ،عام1960، عن حضارة العرب والمسلمين المعنون بعنوان جامع(شمس الله تسطع على الغرب)، كانت قد عاشت سنوات معدودة في المغرب العربي، فرأت وسمعت الحقائق، ودرست وتعلمت في التاريخ والفكر..اشتركت عام1974،مع الدكتور مصطفى ماهر وآخرين بمقال واسع، وُضع له عنوان( أنهار من الشرق تُسقي حقول الثقافة الألمانية) وبعدها ، عام1976،أصدرت كتابها (الإبل على بلاط قيصر) أو في ترجمة أخرى (قوافل عربية في رحاب قيصر)، ثم تم نشر الطبعة العربية لكتاب(الله ليس كذلك)،عام 1416هجرية،1995م، بمشاركة ثلاثة مؤسسات ، وهي دار الشروق المصرية، مؤسسة بافاريا –ميونخ ألمانيا، مجلة النور الكويتية.
والغرض الرئيس لنشر هذا الكتاب،هو بحسب تعبير المؤلفة:" أخذنا على عاتقنا أن نخرج إلى النور أهم الانجازات والتأثيرات العربية ذات الفضل على العلوم والفنون في أوروبا"(مقدمة المؤلفة للكتاب" الله ليس كذلك" ،ص9، دار الشروق، الطبعة الأولى،1416 هجرية،1995م،)
التعريف بالكتاب
ينقسم الكتاب إلى مقدمة للناشر وأُخرى للمؤلفة، وستة فصول، فمقدمة الناشر كتبها الاستاذ عبد الحليم خفاجي (من مؤسسة نافاريا للنشر والإعلام، ميونيخ-ألمانيا، بالإشتراك مع فيصل الزامل من مجلة النور الكويتية)، ومقدمتهما وضعت تحت عنوان مشير ،وهو(مؤمنة آل فرعون) فالقصة القديمة للرجل المؤمن من آل فرعون تتكرر في التاريخ، والعنوان يشير كما يمكن للقارئ ملاحظة ذلك إلى أن المؤلفة واجهت الباطل بكتاباتها لبيان الحقيقة التاريخية والعلمية كما واجه مؤمن آل فرعون قومه.:"وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ "وقال ايضا لهم:" وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ"
أما مقدمة المؤلفة فتنقسم إلى ثلاثة عناصر، العنصر الأول أخاذ وملفت جدا، وهو ربما أهم مافي الكتاب من مغزى وإيحاء ،فهو بعنوان ( الله ليس كذلك) ، وهو يحمل سمات "فقه المؤلفة" إذ انها تشير بالعنوان الذي وضعت تحته تصورات الغرب الباطلة "وإفتراءاته الجماعية" على القرآن والنبي محمد والمسلمين وتاريخهم، أن الله عز وجل وماأنزله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أتى بالخير والرحمة للبشرية، والعلم والعقل للإنسان الجاهل والغافل،وأنزل عليه شريعة تصنع مدنية وحضارة كونية، وهذا يعني أنها تدافع (برمزية العنوان) عن تبرئة الإسلام نفسه ونصرة الله عز وجل وشريعته على الباطل كله، (انظر فيما يأتي دفاعها عن موقف القرآن من المرأة) وقد ألزمت نفسها ببيان الحقيقة المحجوبة، مع إعلام الغرب كله أن الإسلام بمنجزاته الحضارية ومقاومة الكنيسة له، لم يكن أصلا لحرب وإيلام الإنسان الغربي أوالإنتصار عليه في عملية همجية لشعوب بدائية او استعمارية تبغي الحصول على أموال الناس بالباطل، وقهر الإنسان او انه ضد شعوب الغرب، الغرب الذي تسعى زيجريد هونكه في مشروعها كله إلى إقامة جسور التواصل والتعارف بينه وبين الشعوب المسلمة.
فالإسلام ، بتدفق مظاهر التفوق الثقافي والفكري من الشرق إلى الغرب-كما قالت-انتصر ،في معاركه التاريخية، على دعايات الكنيسة الكاذبة ، والجهل الظافر المستبد ، والسائد، ولم يكن في معركة مع الشعوب المغلوب على أمرها بالسيطرة المكبلة للروح البشري والتجهيل فالمعركة كانت مع السلطات المنغلقة المستبدة ، التي تمنع الإنسان من أن يكون إنسان، وتقوم بتكبيله واستضعافه، وسرقه مقدراته والحرص على استعباده واستغلاله:" فقد انتصر هو عليها بإنجازاته الثقافية والحضارية وجعل حياتها ثراء وأحدث تغييرا جذريا في إحساس الغربي بالحياة في كل مناحيها"(إبل على بلاط قيصر ص 39) وأنا أرى أن العنوان فريد في مغزاه ومرماه وهو فقه المؤلفة في واجهة الكتاب، ثم كتبت عنوان متفرع وهو (المحمديون) وفيه تتكلم عن اشتقاق هذا الإسم وغيره من الأسماء المخترعة في الغرب، مثل الساراسين ،وهي العناوين المزيفة التي أطلقت على المسلمين لحجب الإسماء الحقيقية التي وراءها مقاصد الوحي الرباني ومعاني الحقائق الكبرى ، ثم عنوان آخر وهو (نداء يهيب بقتال أعداء الرب)، وتشير به إلى نداء البابا أوربان الثاني في 27 نوفمبر1095م في كلبرمونت بفرنسا، للزحف لتحرير قبر عيسى وتبين زيف الدعوى وكذب الدعاية، وهزيمتها، فالأكاذيب أسباب للهزيمة، وبلفظ المؤلفة :"سببا في هزيمتها فلقد وقع ماكانت تريد الكنيسة الحيلولة دونه"(إبل على بلاط قيصر ص39).
ولدت زيجريد هونكه في26 أبريل1913 ، وتوفيت في هامبورغ ، في15 يونيو1999، وهي ابنة الناشر هاينريش هونكه، وزوجها هو المستشرق الألماني الكبير الدكتور شولتزا.
قبل أن تنشر كتابها الأول ،عام1960، عن حضارة العرب والمسلمين المعنون بعنوان جامع(شمس الله تسطع على الغرب)، كانت قد عاشت سنوات معدودة في المغرب العربي، فرأت وسمعت الحقائق، ودرست وتعلمت في التاريخ والفكر..اشتركت عام1974،مع الدكتور مصطفى ماهر وآخرين بمقال واسع، وُضع له عنوان( أنهار من الشرق تُسقي حقول الثقافة الألمانية) وبعدها ، عام1976،أصدرت كتابها (الإبل على بلاط قيصر) أو في ترجمة أخرى (قوافل عربية في رحاب قيصر)، ثم تم نشر الطبعة العربية لكتاب(الله ليس كذلك)،عام 1416هجرية،1995م، بمشاركة ثلاثة مؤسسات ، وهي دار الشروق المصرية، مؤسسة بافاريا –ميونخ ألمانيا، مجلة النور الكويتية.
والغرض الرئيس لنشر هذا الكتاب،هو بحسب تعبير المؤلفة:" أخذنا على عاتقنا أن نخرج إلى النور أهم الانجازات والتأثيرات العربية ذات الفضل على العلوم والفنون في أوروبا"(مقدمة المؤلفة للكتاب" الله ليس كذلك" ،ص9، دار الشروق، الطبعة الأولى،1416 هجرية،1995م،)
التعريف بالكتاب
ينقسم الكتاب إلى مقدمة للناشر وأُخرى للمؤلفة، وستة فصول، فمقدمة الناشر كتبها الاستاذ عبد الحليم خفاجي (من مؤسسة نافاريا للنشر والإعلام، ميونيخ-ألمانيا، بالإشتراك مع فيصل الزامل من مجلة النور الكويتية)، ومقدمتهما وضعت تحت عنوان مشير ،وهو(مؤمنة آل فرعون) فالقصة القديمة للرجل المؤمن من آل فرعون تتكرر في التاريخ، والعنوان يشير كما يمكن للقارئ ملاحظة ذلك إلى أن المؤلفة واجهت الباطل بكتاباتها لبيان الحقيقة التاريخية والعلمية كما واجه مؤمن آل فرعون قومه.:"وَقَالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَانَهُ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ وَإِنْ يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُمْ بَعْضُ الَّذِي يَعِدُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ (28) يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ "وقال ايضا لهم:" وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ (34) الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آَيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آَمَنُوا كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ"
أما مقدمة المؤلفة فتنقسم إلى ثلاثة عناصر، العنصر الأول أخاذ وملفت جدا، وهو ربما أهم مافي الكتاب من مغزى وإيحاء ،فهو بعنوان ( الله ليس كذلك) ، وهو يحمل سمات "فقه المؤلفة" إذ انها تشير بالعنوان الذي وضعت تحته تصورات الغرب الباطلة "وإفتراءاته الجماعية" على القرآن والنبي محمد والمسلمين وتاريخهم، أن الله عز وجل وماأنزله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم أتى بالخير والرحمة للبشرية، والعلم والعقل للإنسان الجاهل والغافل،وأنزل عليه شريعة تصنع مدنية وحضارة كونية، وهذا يعني أنها تدافع (برمزية العنوان) عن تبرئة الإسلام نفسه ونصرة الله عز وجل وشريعته على الباطل كله، (انظر فيما يأتي دفاعها عن موقف القرآن من المرأة) وقد ألزمت نفسها ببيان الحقيقة المحجوبة، مع إعلام الغرب كله أن الإسلام بمنجزاته الحضارية ومقاومة الكنيسة له، لم يكن أصلا لحرب وإيلام الإنسان الغربي أوالإنتصار عليه في عملية همجية لشعوب بدائية او استعمارية تبغي الحصول على أموال الناس بالباطل، وقهر الإنسان او انه ضد شعوب الغرب، الغرب الذي تسعى زيجريد هونكه في مشروعها كله إلى إقامة جسور التواصل والتعارف بينه وبين الشعوب المسلمة.
فالإسلام ، بتدفق مظاهر التفوق الثقافي والفكري من الشرق إلى الغرب-كما قالت-انتصر ،في معاركه التاريخية، على دعايات الكنيسة الكاذبة ، والجهل الظافر المستبد ، والسائد، ولم يكن في معركة مع الشعوب المغلوب على أمرها بالسيطرة المكبلة للروح البشري والتجهيل فالمعركة كانت مع السلطات المنغلقة المستبدة ، التي تمنع الإنسان من أن يكون إنسان، وتقوم بتكبيله واستضعافه، وسرقه مقدراته والحرص على استعباده واستغلاله:" فقد انتصر هو عليها بإنجازاته الثقافية والحضارية وجعل حياتها ثراء وأحدث تغييرا جذريا في إحساس الغربي بالحياة في كل مناحيها"(إبل على بلاط قيصر ص 39) وأنا أرى أن العنوان فريد في مغزاه ومرماه وهو فقه المؤلفة في واجهة الكتاب، ثم كتبت عنوان متفرع وهو (المحمديون) وفيه تتكلم عن اشتقاق هذا الإسم وغيره من الأسماء المخترعة في الغرب، مثل الساراسين ،وهي العناوين المزيفة التي أطلقت على المسلمين لحجب الإسماء الحقيقية التي وراءها مقاصد الوحي الرباني ومعاني الحقائق الكبرى ، ثم عنوان آخر وهو (نداء يهيب بقتال أعداء الرب)، وتشير به إلى نداء البابا أوربان الثاني في 27 نوفمبر1095م في كلبرمونت بفرنسا، للزحف لتحرير قبر عيسى وتبين زيف الدعوى وكذب الدعاية، وهزيمتها، فالأكاذيب أسباب للهزيمة، وبلفظ المؤلفة :"سببا في هزيمتها فلقد وقع ماكانت تريد الكنيسة الحيلولة دونه"(إبل على بلاط قيصر ص39).
أما متن الكتاب فيتكون من ستة فصول، تتكلم في الفصل الأول عن (إشعال نار الكراهية والبغضاء) والثاني بعنوان( الفروسية الألمانية والفروسية العربية تخزيان عدم التسامح النصراني)، والصورة السائدة عن الإنسان المسلم "جبري، وموضوع الجهاد"، وفي الفصل الثالث تتكلم عن شارل مارتل:منقذ الغرب كما يزعمون،وهو عنوان الفصل، ثم عنوان الفصل الرابع (المرأة مضطهدة تسام الخسف في الإسلام) وتقوم فيه بالرد على الإفتراءات الظالمة، من القرآن والتاريخ وخبرتها بنصوص الوحي القرآني وحال المرأة المسلمة في تاريخ حضارة الإسلام، والفصل الخامس بعنوان"... وحريق مكتبة الإسكندرية الكبرى؟!) وفيه خبرة عميقة بتاريخ الإسلام الأول ، ونصوص القرآن، ومعرفتها بشخصية الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي نُسب حريق الإسكندرية لأوامره، فتقوم هونكه بعرض أدلتها الدامغة ضد خرافة حرق المكتبة من قبل المسلمين ،تقوم ذلك بصورة تاريخية لاتدع مجالا للشك في أن أكذوبة كبيرة روجت لحجب حقيقة العلم في الإسلام ومداه الإنساني والكوني، العمودي والأفقي، فكم مرة طلب القرآن من المسلمين بالبحث والنظر، والعلم والتفكير، والملاحظة والتعقل، وكم قدم المسلمون في التاريخ الحضاري للإسلام من ثمائن الكتب والمخطوطات، والعلوم والمكتبات وأما الفصل السادس فتتكلم المؤلفة فيه عن الأوضاع المعاصرة تحت عنوان ( الصدمة النفسية"العربية" للغرب تنشط من جديد)
بيد أن الكتاب، على الرغم من مواضيع العناوين، الثرية بالدلالات، مليء بموضوعات علمية وقرآنية مبهرة، سنعرضها في موضعها لشدة الحاجة اليها ولبيان خبرة باحثة ألمانية بالإسلام ونصوص القرآن، وحضارته الفذة.
بيد أن الكتاب، على الرغم من مواضيع العناوين، الثرية بالدلالات، مليء بموضوعات علمية وقرآنية مبهرة، سنعرضها في موضعها لشدة الحاجة اليها ولبيان خبرة باحثة ألمانية بالإسلام ونصوص القرآن، وحضارته الفذة.
لماذا(الله ليس كذلك)
لقد أعلنت زيجريد هونكه في كتابها الأول ، وهو(شمس الله تسطع على الغرب) ان مصير الغرب مرتبط :" بصورة وثيقة بمصير العالم العربي الذي قام ذات مرة من قبل بتغيير معالم دنيانا تغييرا حاسما" وأعادت هذه الكلمة مرة أخرى في مقدمة كتابها التالي وهو"قوافل عربية في رحاب قيصر" وقالت انها بكتابها هذا كانت :"تهدف من وراءه إلى تنوير الألمان فحسب...أننا لانزال نلاحظ جهلا يؤسف له يسود حتى اليوم ، جهلا بالشعب العربي وشخصيته وطبيعته وتفكيره" الا أن العرب يصرحون لها دوما ان الكتاب نفسه " جاء ليساعد العرب على استعادة هويتهم الذاتية من جديد" (مقدمة كتابها "إبل على بلاط قيصر، نقله إلى العربية د. حسام الشيمي، مكتبة العبيكان، الطبعة الأولى،1421هجرية،2001م،ىص9،10) لقد إرتأت زيجريد أن هناك حاجة ملحة إلى مزيد من التوضيح للأمة الألمانية وغيرها لبيان شأن الإسلام،على الرغم من اصدارها كتابها الأول والثاني عن العرب وحضارة الإسلام، فكتبت في كتابها الثالث(المسمى "الله ليس كذلك" عن حضارة هذا الدين :" لقد أصر الغرب إصرارا على دفن حقيقة العرب في مقبرة الأحكام التعسفية والافتراءات الجماعية دفنا، وأهال عليها ما أهال طمسا منه لمعالمها، على الرغم من محاولاتنا المعروفة، كما يشهد بذلك كتابنا" شمس الله تسطع على الغرب" ... وكتابنا" قوافل عربية في رحاب قيصر"...ولايزال القوم يروجون للخرافات السائدة..."(ص 7،8)، وشرحت ميلها الحثيث نحو كتابة مخطوطة ثالثة او رابعة عن دين علم أهل أوروبا كيف يعيشون الدنيا ، بعلمية ونظافة:"لماذا كان من الضروري نشر هذا الكتاب، كتاب "الله ليس كذلك"، وللإجابة على السؤال تستدعي قول رومان رولاند:" لاريب أن الآراء المطلقة المتوارثة ، تجعل تفهم الشعوب بعضها بعضا أمرا عسيرا، كما تجعل احتقار بعضها الآخر أمرا هينا سهلا"، وتعلق بقولها:" تلك الكلمة التي قالها الفرنسي رومان رونالد تصدق أشد ماتصدق على علاقة الغرب النصراني بالعالم العربي- الإسلامي، وليس ثمة شعب يسئ الغرب فمهمه كالعرب والعروبة...إن شعوبا أخرى، نائية غريبة عنا، غير ذات أديان وضعية ليست من ديننا، نقف منها موقفا سمحا مبسطا ليس بالمعقد، على العكس من موقفنا من الشعوب العربية المسلمة ، أو تلك التي تدين بالإسلام من غير العرب..ماالسبب وراء ذلك؟! لابد أن هناك سببا معينا في كون الأحكام الظالمة المتعسفة الموروثة عن القرون الوسطى لاتزال حتى يومنا هذا، على خطئها وخطرها، تسد الطريق على المعرفة الموضوعية للنواحي الفكرية والعقلية لذلك العالم، ودينه، وتاريخه، وحضارته"(الله ليس كذلك، لزيغريد هونكه،،ص7) وذلك:" بدلا من التماس المعلومات الموضوعية"(ص8) ف:" لايزال القوم يروجون للخرافات السائدة هنا مثل" استعباد الإسلام للمرأة"(ص8)
موضوع الساعة الملح
لذلك قالت ان:" موضوع الساعة الخطير ليحتم فضح تلك الأحكام المتجنية والمتعسفة وإزالتها، وشتى المعلومات الفجة الظالمة الزائفة ، التي تلتصق بالإسلام منذ قرون... وإن خطورة هذا الأمر لتتضح لمن يرى ويسمع ، كما تبرهن على ذلك موجات العداء الجديدة المغرضة في ألمانيا، والتي تستهدف الإسلام"(ص9)، وتؤكد أن الوجه الذي قدمته احداث11 سبتمبر لم يكن هو وجه الإسلام، وأن المسلمون أخرجوا قديما الغرب نفسه من الظلمات التي كان فيها إلى نور العلم والمدنية، والنظافة والترقي ، فالمسلمون في الغرب الإسباني، ولمدة ثمانية قرون، أقاموا مع اليهود والنصارى ، وبالإتفاق السلمي، بل وبالتعاون في مختلف الوجوه:" أكثر نظم الحكم ثراءا واذدهارا في القارة الأوروبية" (الإبل على بلاط قيصر ص 16).
ظواهر لها أسباب
وترصد زيجريد أسباب تلك الظواهر الغربية المستديمة،حتى من قبل احداث سبتمبر المشؤومة، ومنها (نقص المعرفة بالإسلام)
- " إن مدى نقص معرفة الغرب بالإسلام...يتجلى في التصورات التي تحكم نظرة الغرب إلى الإنسان المسلم"(ص37)
وتأجيج الإعلام الغربي لسعار الأغاليط والأكاذيب الفجة:
- " مثل عدم التسامح والسماحة في الدين الإسلامي مما يطغى منذ قرون ليصبغ أو يشكل الدعايات المغرضة المزيفة للواقع والحق، والمنادية بالويل والثبور، وعظائم الأمور، تؤجج من جديد أجهزة الإعلام الغربي المتباينة من أورارها المسعور...ذلك التصوير المشوه الممسوخ المقصود المتوارث منذ القرون الوسطى لذلك العدو الكافر...يراد له أن ينقلب إلى كرة متأصل، كحالة مَرضية يرزح الغربي تحت كابوسها الخانق"(الله ليس كذلك ص8)
مجالات التلاعب وميادين التهديم
تقوم زيغرد هونكه بتعداد محاور التشويه ومجالات التلاعب بمفاهيم الإسلام وحقيقة المسلمين "الأصلية" ، فتقول "إن تلك الأحكام المستقرة المستهلكة لازالت تتغذى على عدد لاحصر له من المغالطات وليدة سوء الفهم، ومن الصورة الدينية الظالمة للخصم، ومن المعلومات الخاطئة المنحازة، ومن الإساءة المشوهة عمدا وقصدا ومن النقص في المعرفة نقصا مبينا، مثلا في:
-ميدان العقيدة والتصور الديني ، وتصور المسلمين للذات الإلهية.
-وفي تصور الغرب لمؤسس تلك العقيدة والخلط بينه وبين الله.
- وفي معرفتهم بالمؤمنين من المسلمين ونحو ذلك.
- وفي التاريخ الإسلامي للعرب وغيرهم من الشعوب التي اعتنقت الإسلام.
-وفي التعايش مع الناس المختلفين في الدين.
- وفي وضع المرأة في التاريخ والحياة الزوجية والأسرة والعمل.
-وفي الحضارة والعلوم؛ والفنون والتقنية.
-وفي السياسة المعاصرة"(الله ليس كذلك ص 26)
السياسة المعاصرة ورسوم متحركة من القرون الوسطى إلى اليوم
وفي الصورة الأخيرة ، عن السياسة الغربية المعاصرة، ذكرت هونكه أن أزمة النفط في خريف 1973 ، جعلت الغرب يتصور العرب حفنة من رعاء الماعز، وحداة الإبل، فقد ملئت الرسوم الساخرة(الكاريكاتورية) خيالاتهم بشيوخ نفط سمان، تحلت أصابعهم بالعديد من الخواتم المرصعة بالأحجار الكريمة، يلهون بحريمهم، وفي قسوة يرفعون سعر النفط بجنون!، وتقول هونكه أن الحق غير ذلك، :" والحق غير ذلك فنصيب العرب-قياسا إلى تكاليف الإنتاج التي تزايدت بصورة مُركزة ، وتبعا للضرائب الحكومية التي زادت- لم يرتفع إلا في حدود متواضعه...(انظر ص94،95).
لكنها بكتبها الثلاثة، ومنها كتاب التعريف هنا، تذكر في كل صفحة منها، أن حضارة الإسلام وأهله قدموا كل علومهم للغرب، قدموا الدواء والصيدليات، والعلوم والمختبرات، والنظافة والحياة، ومعلوم أن الشعوب تتاجر بما عندها من مواد وغذاء، وأوروبا اليوم تفعل ذلك بكل ماتنتجه من ذلك، ارتفعت الأسعار ام كان احتكار!، او كانت الأسعار معقولة موفورة.
لم تنسى زيجريد في بداية كتابها-ايضا- ان تذكر مساوئ الإستعمار الغربي وماسعى من تغيير عقائد الأمة وهويتها الجليلة.
العودة الى هوية مفتقدة، حضارية وعلمية شاملة
وفيما تذكرنا المؤلفة بذلك، نجدها حريصة على الدعوة الأصيلة،تطالب بها أهل الإسلام، في الحفاظ على "الأصول" و"الجذور" ، لأنها مقتنعة أشد الإقتناع أن الإسلام خدم البشرية عامة، مجانا وبغير حساب، فهي دعوة لإنصاف هذا الدين ورسوله المرسل رحمة للعالمين، ومن مطالب العودة : لغتهم التي " هي المفتاح الرئيسي إلى عالم الفكر الذاتي للعرب"(ص95)، كما دعتهم إلى الحفاظ على : الدين بإعتباره المحور الذي يدور حوله وجودهم، الدين" المنفتح على العالم، والذي لايعارض التطور العقلي"، ثم: التنقيب عن الماضي الفكري المدفون تحت الأنقاض تماما واستيعاب أسباب نشوئه ، واكتماله واكتهاله، ثم تقهقره واندثاره، والخروج بالعبر والدوروس اللازمة للانطلق للمستقبل.
وتزيد في النصيحة العالمة بتاريخ الإسلام وحضارته الزاهرة، في موقف علمي متزن على العكس من مواقف العلمانيين العرب-منهم اركون وهاشم صالح- الذين اعتبروا كتاباتها تبجيلية معيقة مع انها كتبت غير ذلك وهذه جملة من اروع مختصراتها العلمية، نضعها أمام الأنوف العلمانية المزكومة: الإستفادة غير العمياء أمر مهم عاشه تاريخ الغرب في ظل منهجهم الديني الأصيل وهو منهج عقلاني علمي، ايضا:عدم التوسل بأمجاد الماضي للهروب من الواقع،أو أن يكون اعتذارا واهيا يذكي الكبرياء فحسب :" دون أدائه الحق المفروض عليه، وهو التعلم من الماضي لبناء المستقبل"(ص 96)
مما يلفت الإنتباه، أيضا، أن الباحثة الكبيرة زيغريد هونكه تكتب ذلك، وهي تعلم مدى السقوط الذريع الذي وقعت فيه الأنظمة العربية من التقليد الأعمى للغرب، والأنماط الغربية أو الأيديولوجية الروسية، وهو ماجعل مسيرة العرب تنتكس، فالأفكار والأنماط الالخاطئة لاتنفع الأمة ولاتعمل على رقيها كما كانت أول مرة، الا انها قالت انه لاداعي للإنغلاق عن مايفيد أمة الإسلام، مما لايتعارض مع هويتهم ودينهم، :" ليس ثمة أجدى من السماحة في العطاء والأخذ الواعي القائم على الأصالة، المبنية على الرفض الصادر عن الثقة بالنفس، المتغلغل فيها، للعناصر الغربية على الطبيعة العربية، والانفتاح للتطورات في العالم الحديث، لكي يتمكن العرب من الإحاطة بها والإفادة منها بما يتفق وروحهم الخلاق المبدع، وأن ينفخوا فيها من روحهم فيبعثونها عربية حية..."(الله ليس كذلك ص 97)
لاتنسى المؤلفة أن تنهي كتابها وربما حياتها بالإيمان ب:"إن الإسلام هو ولاشك أعظم ديانة على ظهر الأرض سماحة وإنصافا، نقولها بلاتحيز، ودون أن نسمح للأحكام الظالمة أن تلطخه بالسواد، إذا مانحينا هذه المغالطات التاريخية الآثمة في حقه، والجهل البحت به، وإن علينا أن نتقبل هذا الشريك والصد=يق، مع ضمان حقه في أن يكون كما هو"(الله ليس كذلك ص 101).
رحمها الله ان كانت ماتت على الإسلام وهو مانظنه كذلك.
مخطوطة تثبت العمق في البحث والتنقيب واستخلاص النتائج المنصفة
مما يلاحظ ، كذلك، أن زيجريد هونكه لم تخوض في مجال هذا البحث التاريخي الخطير الشأن ،الا بعد أن تعمقت في دراسة التاريخ الأوروبي ، وحقبه المختلفة، والتاريخ الإسلامي أيضا، وبعمق واضح، كما انها إطلعت بصورة موسعة على العقائد النصرانية وأساطير فرقها وجماعاتها المختلفة، وعلمت من القرآن مالم يعلمه كبار المستشرقين من بني جنسها، و سنلاحظ هذا فيما يأتي من كلامها في كل موضع ترد فيه فرية طائشة او إشاعة منتشرة باطشة ، وقد كانت–وأظن أنها توفيت مسلمة- على دراية كبيرة بالأكاذيب التاريخية عن تاريخ الإسلام والمسلمين والإفتراءت التي تدور حول ذلك، وإلى اليوم في الغرب.كما أن لها خبرة فريدة بخلفاء الإسلام والفتوحات كما سيأتي من كلامها عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ووصفها له بأروع وصف.
لقد أعلنت زيجريد هونكه في كتابها الأول ، وهو(شمس الله تسطع على الغرب) ان مصير الغرب مرتبط :" بصورة وثيقة بمصير العالم العربي الذي قام ذات مرة من قبل بتغيير معالم دنيانا تغييرا حاسما" وأعادت هذه الكلمة مرة أخرى في مقدمة كتابها التالي وهو"قوافل عربية في رحاب قيصر" وقالت انها بكتابها هذا كانت :"تهدف من وراءه إلى تنوير الألمان فحسب...أننا لانزال نلاحظ جهلا يؤسف له يسود حتى اليوم ، جهلا بالشعب العربي وشخصيته وطبيعته وتفكيره" الا أن العرب يصرحون لها دوما ان الكتاب نفسه " جاء ليساعد العرب على استعادة هويتهم الذاتية من جديد" (مقدمة كتابها "إبل على بلاط قيصر، نقله إلى العربية د. حسام الشيمي، مكتبة العبيكان، الطبعة الأولى،1421هجرية،2001م،ىص9،10) لقد إرتأت زيجريد أن هناك حاجة ملحة إلى مزيد من التوضيح للأمة الألمانية وغيرها لبيان شأن الإسلام،على الرغم من اصدارها كتابها الأول والثاني عن العرب وحضارة الإسلام، فكتبت في كتابها الثالث(المسمى "الله ليس كذلك" عن حضارة هذا الدين :" لقد أصر الغرب إصرارا على دفن حقيقة العرب في مقبرة الأحكام التعسفية والافتراءات الجماعية دفنا، وأهال عليها ما أهال طمسا منه لمعالمها، على الرغم من محاولاتنا المعروفة، كما يشهد بذلك كتابنا" شمس الله تسطع على الغرب" ... وكتابنا" قوافل عربية في رحاب قيصر"...ولايزال القوم يروجون للخرافات السائدة..."(ص 7،8)، وشرحت ميلها الحثيث نحو كتابة مخطوطة ثالثة او رابعة عن دين علم أهل أوروبا كيف يعيشون الدنيا ، بعلمية ونظافة:"لماذا كان من الضروري نشر هذا الكتاب، كتاب "الله ليس كذلك"، وللإجابة على السؤال تستدعي قول رومان رولاند:" لاريب أن الآراء المطلقة المتوارثة ، تجعل تفهم الشعوب بعضها بعضا أمرا عسيرا، كما تجعل احتقار بعضها الآخر أمرا هينا سهلا"، وتعلق بقولها:" تلك الكلمة التي قالها الفرنسي رومان رونالد تصدق أشد ماتصدق على علاقة الغرب النصراني بالعالم العربي- الإسلامي، وليس ثمة شعب يسئ الغرب فمهمه كالعرب والعروبة...إن شعوبا أخرى، نائية غريبة عنا، غير ذات أديان وضعية ليست من ديننا، نقف منها موقفا سمحا مبسطا ليس بالمعقد، على العكس من موقفنا من الشعوب العربية المسلمة ، أو تلك التي تدين بالإسلام من غير العرب..ماالسبب وراء ذلك؟! لابد أن هناك سببا معينا في كون الأحكام الظالمة المتعسفة الموروثة عن القرون الوسطى لاتزال حتى يومنا هذا، على خطئها وخطرها، تسد الطريق على المعرفة الموضوعية للنواحي الفكرية والعقلية لذلك العالم، ودينه، وتاريخه، وحضارته"(الله ليس كذلك، لزيغريد هونكه،،ص7) وذلك:" بدلا من التماس المعلومات الموضوعية"(ص8) ف:" لايزال القوم يروجون للخرافات السائدة هنا مثل" استعباد الإسلام للمرأة"(ص8)
موضوع الساعة الملح
لذلك قالت ان:" موضوع الساعة الخطير ليحتم فضح تلك الأحكام المتجنية والمتعسفة وإزالتها، وشتى المعلومات الفجة الظالمة الزائفة ، التي تلتصق بالإسلام منذ قرون... وإن خطورة هذا الأمر لتتضح لمن يرى ويسمع ، كما تبرهن على ذلك موجات العداء الجديدة المغرضة في ألمانيا، والتي تستهدف الإسلام"(ص9)، وتؤكد أن الوجه الذي قدمته احداث11 سبتمبر لم يكن هو وجه الإسلام، وأن المسلمون أخرجوا قديما الغرب نفسه من الظلمات التي كان فيها إلى نور العلم والمدنية، والنظافة والترقي ، فالمسلمون في الغرب الإسباني، ولمدة ثمانية قرون، أقاموا مع اليهود والنصارى ، وبالإتفاق السلمي، بل وبالتعاون في مختلف الوجوه:" أكثر نظم الحكم ثراءا واذدهارا في القارة الأوروبية" (الإبل على بلاط قيصر ص 16).
ظواهر لها أسباب
وترصد زيجريد أسباب تلك الظواهر الغربية المستديمة،حتى من قبل احداث سبتمبر المشؤومة، ومنها (نقص المعرفة بالإسلام)
- " إن مدى نقص معرفة الغرب بالإسلام...يتجلى في التصورات التي تحكم نظرة الغرب إلى الإنسان المسلم"(ص37)
وتأجيج الإعلام الغربي لسعار الأغاليط والأكاذيب الفجة:
- " مثل عدم التسامح والسماحة في الدين الإسلامي مما يطغى منذ قرون ليصبغ أو يشكل الدعايات المغرضة المزيفة للواقع والحق، والمنادية بالويل والثبور، وعظائم الأمور، تؤجج من جديد أجهزة الإعلام الغربي المتباينة من أورارها المسعور...ذلك التصوير المشوه الممسوخ المقصود المتوارث منذ القرون الوسطى لذلك العدو الكافر...يراد له أن ينقلب إلى كرة متأصل، كحالة مَرضية يرزح الغربي تحت كابوسها الخانق"(الله ليس كذلك ص8)
مجالات التلاعب وميادين التهديم
تقوم زيغرد هونكه بتعداد محاور التشويه ومجالات التلاعب بمفاهيم الإسلام وحقيقة المسلمين "الأصلية" ، فتقول "إن تلك الأحكام المستقرة المستهلكة لازالت تتغذى على عدد لاحصر له من المغالطات وليدة سوء الفهم، ومن الصورة الدينية الظالمة للخصم، ومن المعلومات الخاطئة المنحازة، ومن الإساءة المشوهة عمدا وقصدا ومن النقص في المعرفة نقصا مبينا، مثلا في:
-ميدان العقيدة والتصور الديني ، وتصور المسلمين للذات الإلهية.
-وفي تصور الغرب لمؤسس تلك العقيدة والخلط بينه وبين الله.
- وفي معرفتهم بالمؤمنين من المسلمين ونحو ذلك.
- وفي التاريخ الإسلامي للعرب وغيرهم من الشعوب التي اعتنقت الإسلام.
-وفي التعايش مع الناس المختلفين في الدين.
- وفي وضع المرأة في التاريخ والحياة الزوجية والأسرة والعمل.
-وفي الحضارة والعلوم؛ والفنون والتقنية.
-وفي السياسة المعاصرة"(الله ليس كذلك ص 26)
السياسة المعاصرة ورسوم متحركة من القرون الوسطى إلى اليوم
وفي الصورة الأخيرة ، عن السياسة الغربية المعاصرة، ذكرت هونكه أن أزمة النفط في خريف 1973 ، جعلت الغرب يتصور العرب حفنة من رعاء الماعز، وحداة الإبل، فقد ملئت الرسوم الساخرة(الكاريكاتورية) خيالاتهم بشيوخ نفط سمان، تحلت أصابعهم بالعديد من الخواتم المرصعة بالأحجار الكريمة، يلهون بحريمهم، وفي قسوة يرفعون سعر النفط بجنون!، وتقول هونكه أن الحق غير ذلك، :" والحق غير ذلك فنصيب العرب-قياسا إلى تكاليف الإنتاج التي تزايدت بصورة مُركزة ، وتبعا للضرائب الحكومية التي زادت- لم يرتفع إلا في حدود متواضعه...(انظر ص94،95).
لكنها بكتبها الثلاثة، ومنها كتاب التعريف هنا، تذكر في كل صفحة منها، أن حضارة الإسلام وأهله قدموا كل علومهم للغرب، قدموا الدواء والصيدليات، والعلوم والمختبرات، والنظافة والحياة، ومعلوم أن الشعوب تتاجر بما عندها من مواد وغذاء، وأوروبا اليوم تفعل ذلك بكل ماتنتجه من ذلك، ارتفعت الأسعار ام كان احتكار!، او كانت الأسعار معقولة موفورة.
لم تنسى زيجريد في بداية كتابها-ايضا- ان تذكر مساوئ الإستعمار الغربي وماسعى من تغيير عقائد الأمة وهويتها الجليلة.
العودة الى هوية مفتقدة، حضارية وعلمية شاملة
وفيما تذكرنا المؤلفة بذلك، نجدها حريصة على الدعوة الأصيلة،تطالب بها أهل الإسلام، في الحفاظ على "الأصول" و"الجذور" ، لأنها مقتنعة أشد الإقتناع أن الإسلام خدم البشرية عامة، مجانا وبغير حساب، فهي دعوة لإنصاف هذا الدين ورسوله المرسل رحمة للعالمين، ومن مطالب العودة : لغتهم التي " هي المفتاح الرئيسي إلى عالم الفكر الذاتي للعرب"(ص95)، كما دعتهم إلى الحفاظ على : الدين بإعتباره المحور الذي يدور حوله وجودهم، الدين" المنفتح على العالم، والذي لايعارض التطور العقلي"، ثم: التنقيب عن الماضي الفكري المدفون تحت الأنقاض تماما واستيعاب أسباب نشوئه ، واكتماله واكتهاله، ثم تقهقره واندثاره، والخروج بالعبر والدوروس اللازمة للانطلق للمستقبل.
وتزيد في النصيحة العالمة بتاريخ الإسلام وحضارته الزاهرة، في موقف علمي متزن على العكس من مواقف العلمانيين العرب-منهم اركون وهاشم صالح- الذين اعتبروا كتاباتها تبجيلية معيقة مع انها كتبت غير ذلك وهذه جملة من اروع مختصراتها العلمية، نضعها أمام الأنوف العلمانية المزكومة: الإستفادة غير العمياء أمر مهم عاشه تاريخ الغرب في ظل منهجهم الديني الأصيل وهو منهج عقلاني علمي، ايضا:عدم التوسل بأمجاد الماضي للهروب من الواقع،أو أن يكون اعتذارا واهيا يذكي الكبرياء فحسب :" دون أدائه الحق المفروض عليه، وهو التعلم من الماضي لبناء المستقبل"(ص 96)
مما يلفت الإنتباه، أيضا، أن الباحثة الكبيرة زيغريد هونكه تكتب ذلك، وهي تعلم مدى السقوط الذريع الذي وقعت فيه الأنظمة العربية من التقليد الأعمى للغرب، والأنماط الغربية أو الأيديولوجية الروسية، وهو ماجعل مسيرة العرب تنتكس، فالأفكار والأنماط الالخاطئة لاتنفع الأمة ولاتعمل على رقيها كما كانت أول مرة، الا انها قالت انه لاداعي للإنغلاق عن مايفيد أمة الإسلام، مما لايتعارض مع هويتهم ودينهم، :" ليس ثمة أجدى من السماحة في العطاء والأخذ الواعي القائم على الأصالة، المبنية على الرفض الصادر عن الثقة بالنفس، المتغلغل فيها، للعناصر الغربية على الطبيعة العربية، والانفتاح للتطورات في العالم الحديث، لكي يتمكن العرب من الإحاطة بها والإفادة منها بما يتفق وروحهم الخلاق المبدع، وأن ينفخوا فيها من روحهم فيبعثونها عربية حية..."(الله ليس كذلك ص 97)
لاتنسى المؤلفة أن تنهي كتابها وربما حياتها بالإيمان ب:"إن الإسلام هو ولاشك أعظم ديانة على ظهر الأرض سماحة وإنصافا، نقولها بلاتحيز، ودون أن نسمح للأحكام الظالمة أن تلطخه بالسواد، إذا مانحينا هذه المغالطات التاريخية الآثمة في حقه، والجهل البحت به، وإن علينا أن نتقبل هذا الشريك والصد=يق، مع ضمان حقه في أن يكون كما هو"(الله ليس كذلك ص 101).
رحمها الله ان كانت ماتت على الإسلام وهو مانظنه كذلك.
مخطوطة تثبت العمق في البحث والتنقيب واستخلاص النتائج المنصفة
مما يلاحظ ، كذلك، أن زيجريد هونكه لم تخوض في مجال هذا البحث التاريخي الخطير الشأن ،الا بعد أن تعمقت في دراسة التاريخ الأوروبي ، وحقبه المختلفة، والتاريخ الإسلامي أيضا، وبعمق واضح، كما انها إطلعت بصورة موسعة على العقائد النصرانية وأساطير فرقها وجماعاتها المختلفة، وعلمت من القرآن مالم يعلمه كبار المستشرقين من بني جنسها، و سنلاحظ هذا فيما يأتي من كلامها في كل موضع ترد فيه فرية طائشة او إشاعة منتشرة باطشة ، وقد كانت–وأظن أنها توفيت مسلمة- على دراية كبيرة بالأكاذيب التاريخية عن تاريخ الإسلام والمسلمين والإفتراءت التي تدور حول ذلك، وإلى اليوم في الغرب.كما أن لها خبرة فريدة بخلفاء الإسلام والفتوحات كما سيأتي من كلامها عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ووصفها له بأروع وصف.
كثافة علمية وجودة بحثية
الأمر الآخر الذي أود أن أشير اليه في هذه المقدمة هو أن المادة التحليلية العلمية لكتابنا هذا ، تتميز بالكثافة العلمية والجودة البحثية، وإن كان كتابها "شمس الله تسطع على الغرب" من أجود ماكتب في الغرب ، إلا أني أشبه كتابها الأخير(الله ليس كذلك) ، من ناحية البحث العلمي، بكتاب نيل الأوطار الذي كتبه الإمام الشوكاني وهو في ريعان شبابه ، وأما كتابها (الله ليس كذلك) فأشبهه بكتاب السيل الجرار(الذي كتبه الشوكاني بعد عمر طويل) فتجد فيه الخلاصات العلمية والخبرة العميقة والإستقلال والإبداع ونحت الألفاظ وجودتها، (مع أن موضوعه نفس موضوع نيل الأوطار) ولأضرب مثلا، انظر إلى دقة وروعة نصها التالي:" وكما قيل حقا فإن إنجازات علماء العرب من أطباء وكيميائيين ورياضيين وفلكيين ومخترعاتهم الفنية، التي وصلت إلى أوروبا إبان إحكام آباء الكنيسة قبضتهم عليها ليزداد تخلفها من سيء إلى أسوأ؛ كل ذلك هطل على أوروبا كالغيث على الأرض الميتة فأحياها قرونا، وخصبها إبان ذلك من نواحي متعددة، ودفعها دفعا قويا لكي تباشر بحوثها الخاصة بها. ذلك هو العطاء الثاني، وهو أسخى بكثير من سواه، ولايمكن أن يقاس فضله، والذي يدين به الغرب بل العالم كله للعرب"(الله ليس كذلك ص 82)، وانظرا إلى وصفها للتوتر والإرتباك الذي كان عليه الغرب وهو يرى نور الإسلام ساريا في حواضره، كأنها تكشف خلجات القساوسة المظلمة المضطربة أمام زحف النور المبين ، كما تكشف الأمل في عيون الشباب الأوروبي المتطلع للحياة الكريمة:" إن قبول العلوم الصادرة عن الغريب، ذلك العدو الديني المستباح كان متباينا، حافلا بالتوتر؛ فقد اختلط الإعجاب بالرفض الفظ، ووقف الشك المحموم أمام الظمأ المستبد بالعلوم، ونظر البعض بارتياح إلى الانتهاج من جديد بنجاح لسياسة القمع والملاحقة، والزج في السجون بتهمة الزندقة"(الله ليس كذلك ص 83)
فهي تعرض الصورة النفسية للإنسان الغربي والصراع الداخلي بينه وهو محمل بحوامل الدعاية الكنسية ضد الإسلام وبين مايراه أمامه من أخلاق العربي المسلم في حواضر الإسلام وقدرته:" التي تحدد...أيضا ميله نحو الطبيعة وأسلوبه العلمي، ذلك الذي يتمثل في أن يفكر في إطار إنساني شامل والاعتراف للفرد بوجوده الذاتي وطبيعته المتفردة... بالإضافة الى الاستعداد للإقرار بحرية أصحاب العقائد الأخرى واختيار عقيدتهم بأنفسهم بغض النظر عن وجهة النظر الذاتية"(إبل على بلاط قيصر ص 129)
الأمر الآخر الذي أود أن أشير اليه في هذه المقدمة هو أن المادة التحليلية العلمية لكتابنا هذا ، تتميز بالكثافة العلمية والجودة البحثية، وإن كان كتابها "شمس الله تسطع على الغرب" من أجود ماكتب في الغرب ، إلا أني أشبه كتابها الأخير(الله ليس كذلك) ، من ناحية البحث العلمي، بكتاب نيل الأوطار الذي كتبه الإمام الشوكاني وهو في ريعان شبابه ، وأما كتابها (الله ليس كذلك) فأشبهه بكتاب السيل الجرار(الذي كتبه الشوكاني بعد عمر طويل) فتجد فيه الخلاصات العلمية والخبرة العميقة والإستقلال والإبداع ونحت الألفاظ وجودتها، (مع أن موضوعه نفس موضوع نيل الأوطار) ولأضرب مثلا، انظر إلى دقة وروعة نصها التالي:" وكما قيل حقا فإن إنجازات علماء العرب من أطباء وكيميائيين ورياضيين وفلكيين ومخترعاتهم الفنية، التي وصلت إلى أوروبا إبان إحكام آباء الكنيسة قبضتهم عليها ليزداد تخلفها من سيء إلى أسوأ؛ كل ذلك هطل على أوروبا كالغيث على الأرض الميتة فأحياها قرونا، وخصبها إبان ذلك من نواحي متعددة، ودفعها دفعا قويا لكي تباشر بحوثها الخاصة بها. ذلك هو العطاء الثاني، وهو أسخى بكثير من سواه، ولايمكن أن يقاس فضله، والذي يدين به الغرب بل العالم كله للعرب"(الله ليس كذلك ص 82)، وانظرا إلى وصفها للتوتر والإرتباك الذي كان عليه الغرب وهو يرى نور الإسلام ساريا في حواضره، كأنها تكشف خلجات القساوسة المظلمة المضطربة أمام زحف النور المبين ، كما تكشف الأمل في عيون الشباب الأوروبي المتطلع للحياة الكريمة:" إن قبول العلوم الصادرة عن الغريب، ذلك العدو الديني المستباح كان متباينا، حافلا بالتوتر؛ فقد اختلط الإعجاب بالرفض الفظ، ووقف الشك المحموم أمام الظمأ المستبد بالعلوم، ونظر البعض بارتياح إلى الانتهاج من جديد بنجاح لسياسة القمع والملاحقة، والزج في السجون بتهمة الزندقة"(الله ليس كذلك ص 83)
فهي تعرض الصورة النفسية للإنسان الغربي والصراع الداخلي بينه وهو محمل بحوامل الدعاية الكنسية ضد الإسلام وبين مايراه أمامه من أخلاق العربي المسلم في حواضر الإسلام وقدرته:" التي تحدد...أيضا ميله نحو الطبيعة وأسلوبه العلمي، ذلك الذي يتمثل في أن يفكر في إطار إنساني شامل والاعتراف للفرد بوجوده الذاتي وطبيعته المتفردة... بالإضافة الى الاستعداد للإقرار بحرية أصحاب العقائد الأخرى واختيار عقيدتهم بأنفسهم بغض النظر عن وجهة النظر الذاتية"(إبل على بلاط قيصر ص 129)