محمد السيلاوي
New member
- إنضم
- 06/10/2005
- المشاركات
- 20
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 1
بسم الله الرحمن الرحيم
صدر عن دار عمار للنشر والتوزيع كتاب جديد لفضيلة الشيخ العلامة صلاح عبد الفتاح الخالدي بعنوان: الكليني وتأويلاته الباطنية للآيات القرآنية في كتابه أصول الكافي , والكتاب يكتسب أهمية كبيرة حيث : أنه دراسة جادة معمقة لأهم الكتب الحديثية عند الشيعة وهو كتاب الكافي في الأصول للكليني الذي أورد فيه كثيراً من الروايات التفسيرية المنسوبة في أغلبها للإمامين محمد الباقر وجعفر الصادق , والذي ذكر معظمها في كتاب الحجة من الكافي الذي خصصه للإحتجاج لعقيدتهم في الأمامة والوصاية والنص على إمامة علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - والأئمة من ذريته في القرآن وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .
والكتاب هو الكتاب الحديثي الأول عند الشيعة الإمامية , ويؤمنون بصحة كل رواياته ويعتقدون بما فيها , ونظرتهم له تفوق نظرة أهل السنة والجماعة لصحيح البخاري ومسلم , ويهتم الشيعة بالكافي إهتماماً كبيراً خاصاً يقرؤنه ويتعلمونه ويحفظون رواياته ويؤمنون بمضمونها ويعتقدون صحتها وصوابها...
ويشير الدكتور صلاح - حفظه الله - في كتابه إلى أن لتفسير القرآن في الكافي ميزة خاصة عندهم , ولا سيما أن شيخ الكليني من المفسرين المعتمدين عند الشيعة وهو علي بن إبراهيم القمي . ويبين أن بعض روايات الكليني التفسيرية صحيحة وبعض المعاني التي قدمها صائبة وهي قليلة في ( الكافي ) , ولكن معظم الروايات التي ذكرها الكليني في كتابه خاطئة , والمعاني التي قدمها فيه مردودة .
وهذه الدراسة الجادة النافعة من فضيلة العلامة صلاح الخالدي - نفع الله بعلمه - تتميز بأنها دراسة موضوعية اكتفى فيها المؤلف - حفظه الله - بالعرض والنقد والتصحيح والتصويب بعيدا عن الحكم والإتهام والإدانة والتجريح والإستفزاز والشتام واللعن لأن المؤمن - كما يقول المؤلف - ليس سبابا ولا لعانا ولا فاحشا بذيئ اللسان , ولأن هذا الأسلوب يغطي على الحقيقة ويصرف عنها .
وأما منهج الشيخ العلامة في هذه الدراسة فيتلخص في الأمور التالية :
1- لم يقف الشيخ عند بعض الروايات التفسيرية الصحيحة " وهي قليلة ونادرة " في كتاب الكافي , لأنها صحيحة لاتحتاج إلى بحث أو نظر أو تصويب .
2- عرض الروايات التفسيرية الخاطئة وهي كثيرة وطامة كبرى في كتاب الكافي على الأصول المعتمدة من الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة لمعرفة ما فيها من أخطاء .
3- أغفل الكلام عن الروايات التاريخية التي تتحدث عن القرآن وعن الرسول - صلى الله عليه وسلم - والصحابة الكرام , وهي مردودة وباطلة لأنها لا تتحدث عن تفسيرات خاطئة لآيات القرآن .
4- لم يلتفت لأسانيد الروايات التفسيرية في " الكافي " لأن هذا لا يعنيه في هذه الدراسة , ويحتاج إلى دراسة حديثية مع الأخذ بعين الأعتبار أن معظم رجال الأسانيد عند الشيعة ليسوا عدولا عند أهل السنة والجماعة , ومطعون فيهم وفق قواعد الجرح والتعديل .
5- كانت وقفته عند متون الروايات التفسيرية الخاطئة في " الكافي " لمعرفة ما فيها من أخطاء , وتقديم المعنى الصائب الصحيح للآيات التي تتحدث عنها .
6- أعطى الآيات التي تحدث عنها أرقاما مسلسلة بلغ مجموعها مائتين وعشرين آية , ولم يرتبها على أساس ترتيب المصحف , وإنما رتبها كما هي في ترتيب " الكافي " في كتبه وأبوابه .
وبعد : فالكتاب من الكتب النافعة المهمة , خاصة وأنه يأتي في وقته المناسب , في ظل انخداع قوم من بني جلدتنا بعقيدة هؤلاء القوم و000 وانتصاراتهم , ليلقي الضوء على عقائدهم الباطلة التي يؤمنون بها ويواجهن بها أهل السنة والجماعة . ولا سيما أن مؤلف الكتاب أستاذنا وشيخنا العلامة المفسر علم من أعلام الفكر والعلم والدعوة , وبحّاثة متخصص في دراسة علوم القرآن والتفسير , يشهد له بذلك عشرات الكتب التي ألفها وأتحف بها المكتبة الإسلامية في هذا الجانب 0
ونسأل الله أن ينفع بهذا الكتاب الذي ما أراد به مؤلفه إلا الإنتصار للقرآن الكريم والصحابة الكرام - رضوان الله عليهم - وتصحيح الأخطاء , ونسأله تعالى أن يجزي مؤلفه خير الجزاء ويبارك وينفع به , وأن يجعله في ميزان أعماله يوم القيامة .
وترقبوا الكتاب القادم لشيخنا العلامة من سلسلة الإنتصار للقرآن بعنوان : القرآن ونقض مطاعن الرهبان
قريباً جداً !!!