تعريف ألقاب الحروف

محمد سيف

New member
إنضم
05/03/2009
المشاركات
102
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
العمر
40
الإقامة
المدينة المنورة
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا مبحث قمت بعمله ضمن بحث قدمته متطلباً لإحدى المقررات لمنهجية مرحلة الدكتوراه، أسأل الله أن يكون نافعاً ومفيداً، وأن أكون قد وفقت في تقديم ما يرقى إلى المستوى العلمي الرفيع الذي تميز به رواد هذا الملتقى المبارك، ويمكن أن تتم مناقشة المحتوى لمزيد الاستفادة والإفادة.


تعريف ألقاب الحروف​
"ألقاب الحروف" مركب إضافي، فيحسن تعريف كل لفظ منه على حدة:
اللقب: يراد به في اللغة ما يطلق على الشيء من اسم غير اسمه الحقيقي، قال الخليل: «اللقب: نَبْزُ اسمٍ غيرِ ما سُمِّيَ به»([1]).
الحرف: للحرف معانٍ عديدة ذكرها أهل المعاجم، وأعادها ابن فارس إلى ثلاثة أصول: حد الشيء، والعدول، وتقدير الشيء([2])، وما يعنينا هنا أنهم ذكروا أنه يطلق على الواحد من حروف الهجاء، وهو أصغر جزء في الكلمة عند تجزئتها([3]).
أما تعريفه كمركب أضافي فيحسن أولاً بيان تاريخ هذا المصطلح بشكل موجز للتعرف على معناه بشكل دقيق، فمع أن الخليل (ت170هـ) هو أول من استعمل هذه الألقاب إلا أنه لم يذكر هذا المصطلح، وكان أول من استعمله فيما أعلم مكي بن أبي طالب (ت437هـ) في كتابه الرعاية حيث قال: «باب صفات الحروف وألقابها وعللها» ثم قال: «لم أزل أتتبع ألقاب الحروف التسعة والعشرين وصفاتها وعللها حتى وجدت من ذلك أربعة وأربعين لقباً»([4])، ومزج في هذه الأربعة والأربعين بين الصفات والألقاب ولم يرد بالألقاب تحديداً معيناً، ثم جاء بعد ذلك من خصص مصطلح الألقاب فيما أطلقه الخليل على الحروف من ألقاب تشير إلى مخارجها، وهو السخاوي (ت643هـ) في فتح الوصيد حيث قال: «لقَّب صاحب العين الحروف بتسعة ألقاب...»([5])، وتبعه على ذلك الجعبري (ت732هـ) في كنز المعاني وابن الجزري (ت833هـ) في التمهيد ونَسبا إلى الخليل أنها عشرة؛ فأضافوا مصطلح الجوفية([6])، ولم أجده عند الخليل، واستقر الأمر بعد ذلك على هذا مصطلح "الألقاب"، وذكره عدد من المؤلفين في العصر الحاضر([7]).
وأشار بعضهم إلى كون الخليل رحمه الله أخذ هذه الألقاب واشتقها من أسماء المواضع التي تخرج منها الحروف([8])، ويمكن من خلال ذلك تعريف ألقاب الحروف بأنها: ألفاظ أطلقت على الحروف العربية تشير إلى مخارجها، والله أعلم.

([1]) العين مادة (لقب) 5/172، وانظر المادة نفسها في: معجم مقاييس اللغة لابن فارس 5/261، الصحاح للجوهري 1/220، لسان العرب لابن منظور 5/4056.
([2]) معجم مقاييس اللغة مادة (حرف) 2/42.
([3]) انظر مادة (حرف) في: العين للخليل 3/210، تهذيب اللغة للأزهري 5/10، لسان العرب لابن منظور 2/837، تاج العروس للزبيدي 23/128.
([4]) ص115.
([5]) 4/1361.
([6]) انظر: كنز المعاني 5/2604، والتمهيد ص95.
([7]) انظر مثلاً: أحكام قراءة القرآن الكريم للحصري ص73، وهداية القاري للمرصفي ص65، والتجويد الميسر للشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي وآخرين ص34.
([8]) انظر: أحكام قراءة القرآن الكريم للحصري ص73، وهداية القاري للمرصفي ص65.
 
أحسنتم يا شيخ محمد، وقد شرفت بحضور عرضكم هذا البحث، واستفدت منكم كثيرا بارك الله فيكم.
 
جزاك الله خيراً ياشيخ محمد واستفدنا من عرضك الرائع
وفقك الله لكل خير
 
مبحث لطيف، أشكرك على إفادتنا به يا شيخ محمد جزاك الله خيرا.
حبذا إضافة بعض الأمثلة التي يتبين بها الفرق بين مصطلحات (اللقب/ المخرج/ الصفة)..​
 
جزاكم الله خيرا.
قال ابن دريد (ت 321) في الجمهرة 1/45: وقد أثبته لك وإن كان فيه طول؛ لتقف على ألقاب الحروف ومخارجها.
وقال الأزهري (ت370) في تهذيب اللغة 1/37: باب ألقاب الحروف ومدارجها.
وقال في موضع آخر وهو يتحدث عن الهمزة: 15/490: ولها ألقاب كألقاب الحروف.
 
قال الخليل في كتاب العين 1/57: قال اللَيث: قال الخليل: في العربية تسعة وعشرونَ حَرْفا: منها خمسة وعشرون حَرْفا صِحَاحا لها أحياناً ومدارج، وأربعة أحرف جُوْف وهي: الواو والياء والألف اللَّينَة والهمزة، وسُمِّيَتْ جوفاً لأنها تَخْرُجُ من الجوف فلا تَقَعُ في مدرجة من مدارِج اللَّسان، ولا من مدارِج الحَلْق، ولا من مدرِج اللهاة، إنَّما هي هاوية في الهواء، فلم يكن لها حَيز تُنسب إليه إلاّ الجَوْفَ.
وكانَ يقول كثيراً: الالِفُ اللّينَةُ والواو والياءُ هوائية، أي أنها في الهواء.
وقال أيضا 8/91: ...فيقولون : دَأْدَدَ يُدَأْدِدُ، وإنَّما اختاروا الهمزة؛ لأنها أقوى من سائر الحروف الجوفية.
 
شكر الله لكم يا شيخ سمير عمر؛ فهذه إضافات للبحث في غاية الأهمية، ولا بد من إعادة النظر في بعض ما ذكرتُه بناءً على ما نقلتم.
 
الشكر لكم أيضا، إلا أنه قد نبهني أحد المشايخ الفضلاء إلى خطإ وقع في كلام الخليل، وهو قوله: منها خمسة وعشرون حرفا صحاحا لها أحيانا ومدارج.
وقد رجعت إلى كتاب العين طبعة السامرائي والمخزومي فوجدت العبارة كما نقلت، وصواب العبارة كما ذكر الشيخ حفظه الله تعالى: منها خمسة وعشرون حرفا صحاحا لها أحياز ومدارج.
وهذا الذي ذكر هو المناسب لسياق الكلام، وهو ما نقل الأزهري عن الخليل في التهذيب 1/48.
ومعذرة للقراء الأفاضل.
 
ابداع في ابداع
وأرجو اتمامه بذكر الالقاب التي اوردها الخليل
دمتم للحقيقة العلمية
 
هذه إعادة صياغة لبعض ما ورد في المبحث بناءً على ما أفدتموني به من نقولات مهمة في الموضوع:

أما تعريفه كمركب أضافي فيحسن أولاً بيان تاريخ هذا المصطلح بشكل موجز للتعرف على معناه بشكل دقيق، فمع أن الخليل (ت170هـ) هو أول من استعمل هذه الألقاب إلا أنه لم يذكر هذا المصطلح، وكان أول من استعمله فيما أعلم ابن دريد (ت321هـ) في جمهرة اللغة فقال في معرض الحديث عن مخارج الحروف «وقد أثبتّه لك ... لتقف على ألقاب الحروف ومخارجها »([1])، واستعمله بعد ذلك الأزهري (ت370هـ) في تهذيب اللغة حيث ذكر باباً سماه «باب ألقاب الحروف ومدارجها»([2])، ومن علماء التجويد: مكي بن أبي طالب (ت437هـ) في كتابه الرعاية حيث قال: «باب صفات الحروف وألقابها وعللها» ثم قال: «لم أزل أتتبع ألقاب الحروف التسعة والعشرين وصفاتها وعللها حتى وجدت من ذلك أربعة وأربعين لقباً»([3])، وكلهم لم يوضحوا معنى محدداً يقصدونه من لفظ "الألقاب"؛ فقد مزجوها بمخارج الحروف وصفاتها على نحو لا يتبين معه تحديد معين لهذا المصطلح.
ثم جاء بعد ذلك من خصص مصطلح الألقاب فيما أطلقه الخليل على الحروف من ألقاب تشير إلى مخارجها، وهو السخاوي (ت643هـ) في فتح الوصيد حيث قال: «لقَّب صاحب العين الحروف بتسعة ألقاب...»([4])، وتبعه على ذلك الجعبري (ت632هـ) في كنز المعاني وابن الجزري (ت833هـ) في التمهيد ونَسبا إلى الخليل أنها عشرة؛ فأضافوا مصطلح الجوفية([5])، ويبدو أن السخاوي لم يذكره لكون الخليل لم يورده في نفس الموضع الذي سرد فيه هذه الألقاب، واستقر الأمر بعد ذلك على هذا المصطلح "الألقاب"، وذكره عدد من المؤلفين في العصر الحاضر([6]).

([1]) 1/45.
([2]) 1/44.
([3]) ص115.
([4]) 4/1361.
([5]) انظر: كنز المعاني 5/2604، والتمهيد ص95.
([6]) انظر مثلاً: أحكام قراءة القرآن الكريم للحصري ص73، وهداية القاري للمرصفي ص65، والتجويد الميسر للشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي وآخرين ص34.
 
عودة
أعلى