تسمية سورة الواقعة بسورة المزن

لا أذكر أنني قرأت ذلك في كتاب بعينه ، ولكن مثل هذا وارد في بعض أسماء السور ، عندما يسمونها باسم عبارة لم ترد في غيرها . وسورة الواقعة ورد فيها قوله تعالى : (أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون) ولم يُذكر المزن في القرآن في غير هذه الآية ، والله أعلم .
 
تقول الدكتورة منيرة محمد ناصر الدوسري في رسالتها للماجستير بعنوان : (سور القرآن وقضائلها ) : " وسميت هذه السورة الواقعة بتسمية النبي صلى الله عليه وسلم وقد وردت في ذلك أحاديث عدة ... كما وقعت تسميتها في عصر الصحابة رضوان الله عليهم ، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر الواقعة ونحوها من السور ) . وبذلك سميت في المصاحف وكتب السنة ، ولا يعرف لها اسم آخر غير هذا الاسم ، ولم يعدها السخاوي والسيوطي في عداد السور التي لها أكثر من اسم ."
 
جزى الله الشيخين الفاضلين خير الجزاء، إلا أني وقفت على رسالة لمكي بن أبي طالب القيسي وسمى سورة الواقعة بسورة المزن، فهل هناك من سبقه إلى هذه التسمية، أم الأمر كما ذكر الشيخ الدكتور عبد الرحمن الشهري.
 
يقول مكي بن أبي طالب (ت:437ه) في تفسيره : (الهداية إلى بلوغ النهاية) :
[بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الواقعة : مكية
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من داوم قراءة الواقعة لم يفتقر أبدا " .
قال معروف دعي ابن مسعود إلى عطائه ليأخذه فأبى ، فقيل له خذ للعيال ، فقال إنهم يقرءون سورة الواقعة ، فمن قرأها أذهبت عنه الفاقة ، قال معروف فأكثرت ذلك ، فرأيته كذلك من ليلتي أو من الغد .
قال ابن مسعود إني قد أمرت بناتي أن يقرأن سورة الواقعة كل ليلة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من قرأ سورة البقرة لم تصبه فاقة "
ومن رواية ابن وهب أن ابن مسعود قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قرأ سورة الواقعة لم تصبه فاقة أبدا ".
وكانت عائشة رضي الله عنها تقول للنساء لا تعجزن إحدا كن أن تقرأ سورة الواقعة كل ليلة .
( وقال مسروق بن الأجدع من أراد أن يعلم نبأ الأولين ونبأ الآخرين ونبأ أهل الجنة ونبأ أهل النار ، ونبأ الدنيا ونبأ الآخرة فليقرأ سورة الواقعة ) .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من داوم قراءة الواقعة لم يفتقر أبدا " ].

ملاحظة : في هذه المقدمة لم يُسَم مكي بن أبي طالب سورة الواقعة بغير اسمها المعروف والذي تداوله جل المفسرين .​
 
ملاحظة : في هذه المقدمة لم يُسَم مكي بن أبي طالب سورة الواقعة بغير اسمها المعروف والذي تداوله جل المفسرين . [/RIGHT]
رجعت إلى التبصرة والكشف ومشكل إعراب القرآن والهداية وكلها لمكي وسمى سورة الواقعة.
التسمية التي ذكرت في إحدى رسائله المخطوطة، وجزاكم الله أحسن الجزاء.
 
عودة
أعلى