تساؤلات حول اعجاز القران

إنضم
13/04/2012
المشاركات
4
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
مكة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتشرف بان تكون هذه اول مشاركة لي في هذا الملتقى المبارك اسال الله ان يجزي القائمين عليه خير الجزاء .


حين اقرا القران دائما يتبادر الى ذهني ان القران معجز واحاول ان استخرج الاعجاز في الاية التي اقراها لكني دائما ما اعجز لقصوري وليس لعدم اعجاز القران طبعا ، وقد قرات مقولة للدكتور صلاح الخالدي ان بعض الناس يستدل على اعجاز القران بانه كلام الله بينما المعادلة الصحيحة انه يستدل باعجاز القران على انه كلام الله .
فما هي حقيقة اعجاز القران وكيف نستشعر اعجازه اثناء قراءتنا ؟
افيدونا افادكم الله
 
أولاً : مرحباً بك أخي أحمد في ملتقى أهل التفسير مفيداً ومستفيداً ، وأسأل الله لك التوفيق .
ثانياً : لقد سألتَ عن عظيمٍ ، ويستحق منك بذل الجهد في القراءة والاطلاع في كتب العلماء التي أ<ابت عن سؤالك بتفصيل وتوسع يصعب علينا في هذا الجواب المستعجل أن نستوعبه لك . ولكن حسبي هنا أن أدلك على بعض المصادر التي تأخذ بيدك شيئا فشيئا للوصول إلى جوابٍ علمي مطمئن عن حقيقة إعجاز القرآن الكريم .
وكل الكتب التي صنفت في إعجاز القرآن الكريم من أيام الجاحظ وحتى اليوم تسعى لتجيب عن سؤالك الذي سألتَ عنه ، وهو (ما حقيقة إعجاز القرآن الكريم ؟) ، وجمهور العلماء على أن حقيقة الإعجاز تتمثل في بلاغة القرآن ونظمه .
والقراءة في هذه الكتب شيئا فشيئا تكشف لك حقيقة إعجاز القرآن ، ويبقى تذوقك للغة القرآن مرهوناً بمدى مثابرتك في تعلم أسرار لغة العرب من خلال الدراسة المباشرة لكلامها شعراً ونثراً في أزهى عصوره الجاهلية والإسلامية، والقراءة لكبار علماء العربية قديماً وحديثاً ، فكل هذا سوف يوقفك على حقيقة إعجاز القرآن الكريم . ولذلك يتفاوت الناس في إدراك حقيقة الإعجاز لتفاوتهم في هذه المعرفة .

كتب مقترحة للاطلاع :
1- إعجاز القرآن للباقلاني ، تحقيق السيد أحمد صقر .
2- ثلاث رسائل في إعجاز القرآن للرماني والخطابي والجرجاني .
3- كتب عبدالقاهر الجرجاني أٍسرار البلاغة ودلائل الإعجاز .
4- كتب الدكتور محمد محمد أبو موسى ، وتجدها كلها في مكة في مكتبة إحياء التراث بحي الزاهر ، وتجدها في المكتبة الفيصلية أيضاً بمكة .
5- كتب الدكتور فاضل السامرائي مفيدة كذلك فاقرأ منها ما تقدر عليه .
والملتقى فيه الكثير من البحوث والدراسات والنقاشات عن موضوع إعجاز القرآن ، والمؤلفات في هذا كثيرة جدا ولله الحمد .
 
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على رسل الله أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

سألت عن عظيم.. أريد أن أضيف رأيى وأرجوا أن نتباحث فيه تحت مراقبة القرآنيين المحترمين يتدخّلون حيث يرون المصلحة لتصويبنا وإنتقادنا.

بالنسبة لي ..الذي أظنه أن سؤالك -أو جزء منه- غير صحيح بالمرة، لماذا؟
لكي أسأل هذا السؤال: [كيف أستشعر اعجاز القرآن؟] لابد أن تتوفر في شروط تتعلق بلوازم السؤال ومفهوم الإعجاز ثم الإستشعار. أنت قلت عن إستشعار وليس عن فهم والفرق كبير!
نعرف - نفهم و -نستشعر = 3 أشياء 'مختلفة'.

العرب الأقحاح الذين تحداهم القرآن كانوا في مستوى هذا التحدي أي كانت هناك شروط تتوفر فيهم تجعلهم أهدافا مشروعة للتحدي أي كانوا على مستوى عالي جدا في فن توظيف اللغة من ناحية البيان والنظم. هؤلاء كانوا يستشعرون مباينة القرآن لبيانهم أي يتذوقون هذه المفارقة تذوقهم لفنونهم أي يتعايشون مع هذا كله. أما غيرهم في زمانهم أو بعد زمانهم فأمرهم مختلف لا سبيل لهم إلا سبيل المعرفة عن طريق تناقل الخبر أو مشاهدة عجز هؤلاء في التصدي لبيان القرآن ونظمه بفنونهم الشعرية والخطابية، أو سبيل الفهم وأدواته: (علم إعجاز القرآن) و (علم البلاغة) و (علم دلائل القرآن) - مع الاشارة إلى خلط هذه العلوم بعضها ببعض عند الكثير--.

أوك، أنت في سؤالك أستاذنا أحمدإبراهيم تجاوزت المعرفة وتجاوزت الفهم إلى ما يحوم حول الادراك بجوانبه التجريبية الاستشعارية والتذوقية.

قصة موسى عليه السلام مع السحرة:
عندما ألقى موسى آياته أمامهم أصبحوا في الحال قادرين على إدراك هذا التأويل، اي تصورهم لما لا يكون سحرا نتيجة علمهم بالسحر أصبح الآن أمامهم حقيقة يتعايشونها. هنا تتوفر فيهم شروط لا تتوفر في باقي الحاضرين لأنهم أولا لا يعلمون ما السحر وثانيا لا يستطيعون تمييز السحر عن غيره في الظاهر. هناك إذن سبيلين أمام الحاضرين: المعرفة والفهم.

المعرفة: رأوا كيف إستسلم السحرة بالنسبة للحاضرين أو تناقل ذلك عن طريق صحيح بالنسبة لغيرهم.
الفهم: دراسة السحر دراسة توصلهم إلى قدرة على إدراك مفارقة السحر لما ليس هو سحرا رغم تشابههما الظاهري. وطبعا الذي درسه وقطع فيه تجارب طويلة غير الذي يفعله.


أشكرك..
 
حياك الله اخي الكريم
أظن ان العبارة خانتني عندما قلت أني اريد ان استشعر انما كان مرادي الفهم مع الاستحضار اثناء القراءة
( لا اريد مجرد المعرفة ان القران معجز اريد ان افهم كيف هو معجز )
شكرًا على ردك
 
أحسنت سيدي،
إن الذي تحتاج إليه في فهم هذه المسألة هو نفس الشيء في الادراك والمعرفة شرط التجريد و التمثيل.
الإنتقال من الادراك الى الفهم يحدث عن طريق تجريد التأول، والتأول عبارة عن تذوق أي تجربة داخلية إستشعارية أو إحساس عملي فطري غريزي، ليحصل الفهم أي أن العلم هنا نوع من الإدراك لكن دون هذا التأول.
أما الإنتقال من الإدراك إلى المعرفة (يساوي: الإطمئنان إلى الثقة في وقوع الإعجاز) فيكون عن طريق تجريد تأول الفهم أي أن المعرفة هنا هي نوع من الفهم بالمثل التي تتخيلها وتطمئن إلى واقعيتها دون إدراكك لحقيقتها ولا لقيمتها العلمية.
هناك درجتين من التجريد (أقصد تجريد abstractization الإدراك): الدرجة الأولى تؤدي إلى الفهم والثانية إلى المعرفة.
** هكذا يعمل العاملون في العلوم التطبيقية على ميادين مختلفة لكنهم معا يصلون إلى تحقيق مردود واحد.

كيف تنظر الإعجاز مدركا لحقيقته؟؟ (جانب من جوانب حق اليقين)
إدراك كلامك العربي الفصيح عمليّا ثم إدراك كلام القرآن إستشعاريا ثم إدراك الواسطة تعايشيا وهذه الواسطة هي: كلامك أنت العربي البياني الفصيح وكلام هذا القرآن من جنس واحد: لسانك العربي.. مع ذالك إنه مفارق بصفات تتحداك..

كيف تنظر الإعجاز متصورا لحقيقته؟ (جانب من جوانب عين اليقين)
فهم الصفات التي تتصل مباشرة بالتحدي ثم فهم مقابل هذه الصفات في كلام العرب الفصحاء ثم الواسطة وهي علوم اللغة العربية عامة كما وظفها العرب وأسس لها اللغويون استنباطيا وتدبريا نظما وقواعد.
** الأستاذ محمود محمد شاكر يرى أن الباقلاني رحمه الله أخطأ الطريق الذي سلكه في الدفاع عن (الإعجاز القرآني) لأنه بدل أن يستخرج من الأدب العربي تلك المواصفات التي تجعله هدفا مشروعا لعملية التحدي الموجهة إلى عباقرته العرب، ثم يقارن بينه وبين القرآن ليستنتج مباينة القرآن له ثم مكمن علو القرآن، ذهب مذهبا الطعن فيه ليرد شبهات الزنادقة والجهلة ..

إذا درست بيان القرآن ونظمه ثم وصلت إلى نتيجة مفادها أن هذا الكلام مبين فصيح سليم موزون دقيق، فكيف ستفهم أن العرب عجزوا في الرد عليه؟ أو كيف تفهم أصلا أنهم كانوا هدفا مشروعا لمثل هذا التحدي؟ لا سبيل إذن إلا أن تجمع الفهم و المعرفة أو تتحقق شروط الفهم المتكاملة وهي ثلاثة.

كيف تنظر الإعجاز متخيلا لحقيقته؟ (جانب من جوانب علم اليقين)
أيضا ثلاثة شروط: أن تسكن وتطمئن، أي تعرف، عن طريق السمع إلى أن العرب كانوا فصحاء متقدمين في الأدب، أن القرآن جاء بفصاحة و نورانية أدبية يتحداهم فما استطاعوا أن يواجهوه، مع أن كلام القرآن وكلامهم من جنس واحد وهو اللسان العربي.. ألم و كهيعص و ألر..: حروف عربية......... كتاب، بقرة، سماء، أرض..: كلمات عربية...
** ثم معرفة حصول الفهم عند أهل العلم الذين يصلون إلى تلك النتيجة..

هذه المعرفة الأخيرة هي التي يجب أن يسلكها كل واحد يريد أن يتجاوز مرحلة المعرفة إلى مرحلة الوعي: أي لا يبدأ من الصفر بل يطلع أولا على أعمال العلماء في هذا الميدان قديما وحديثا..


الإستحضار عملية تحدث بعد حصول الفهم وهذه عملية إنتقال كما أرى، ولها شروط غيبية إيمانية صفاء القلب وحسن النية مع الجهاد في الله ليهدينا سبله، وإلا فلن نستحضر شيء لا بالمعرفة ولا بالفهم. المعاندين الخوضويون (..في خوضهم يلعبون) كان منهم من يدرك مباشرة بذاته وكان منهم من يدرك بشكل مباشر عن طريق مشاهدة ذل فصحائهم وعجزهم.. مع ذلك ما آمنوا.. أما المؤمنين الذين كانوا يدركون هذا الإعجاز فهم أقوى في ذلك ولكن بما أن القرآن لكل المسلمين في كل زمان فلابد وأن هناك طرق أخرى مفتوحة أمامنا للوصول إلى نظرية إيمانية قوية نركن إليها ونستريح بها ونوسع من خلالها آمالنا حيث لا نفقد بها مسئوليتنا وخوفنا، وهذه حقيقة الحياة إيجاد ميزان بين متجاذبات، وهذه الطرق المفتوحة: دلائل القرآن لأهل التدبر، وجهاد النفس لأهل الإحسان.

حياك الله أستاذتنا ولا تنسى أن تنتقد ردي بكل ما أوتيت من علم وشكراً لك مسبق..
 
عودة
أعلى