محمود الشنقيطي
New member
الحمدُ لله الفعال لما يُريد , هذه أبياتٌ لا أدري كيف خرجتْ فأنا في شُغل شاغلٍ عنها وعن كل شيء إلا من قيلت فيه , وهو خالي العزيز / محمد عبد الله بن إبراهيم المصطفى رضي الله عنه وأرضاه وتولاهُ ورحمه , والذي اختاره الله لجواره ما بين مكة والمدينة عشية أول أيام رمضانَ صائماً بعد إيابه من العمرة وقبل وصوله بقريب من مائة كيلو متر , وقد أكرمه الله بصلاة جموع الصائمين عليه بعد مغرب أول أيام رمضان بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
بُحْ أيهـا القلَـمُ الباكي بمـا أجدُ = إن المواجعَ تَخـبُـو ثُـم تَتـقدُ
بُح أيـها القلَـمُ السيَّـالُ مدمَعُه = ممـا اعـتَراني فلا ركـنٌ ولا سنَـدُ
بُح لي وجُد لي فألفـاظي مُسلَّـبةٌ = كما السَّـبايا , وبئـسَ الوردُ ما تردُ
تقاسمتـها من الأكـدار ألويـةٌ = وبَـاتَ يُسلمـهُـنَّ الفَـارسُ النَّـجِدُ
بُحْ لي ولا تُشمت الأحزانَ بي فلقد = يغدو وساداً لـها مـن كَـانَ يتَّسِدُ
كمْ باغتَـتْني فما تنـفكُّ صـاغرةً = أمامَ صبري , وهَـا قد خانَـني الجلَدُ
فـعَـامُ حُزنيَ أشْتـاتٌ قَـوارعُه = لكـنْ مواجعُـها في النفس تتحـدُ
مَـواجعٌ سلَبَتني الرُّشدَ واتَّسـعت = فضَاقَ عَـن كيفهن (الأيْنُ والأمَـدُ)
صالتْ وجالَت فما بالحَرف من رمَق = يشفي الغَليلَ , وما في النفس مُلتَحَدُ
وكيفَ لا.؟ والـمُفَـدَّى بي تَـخَطَّـفُـهُ = يـدُ المـنُـون التي لم تُبق ما تجـدُ
فيالَفَـقْدِ الـمُفَدَّى بي , لقَـد كتَبَت = به المـقَاديرُ حُـكمـاً ما لهُ بَـدَدُ
ترَكتَـني اليومَ يا خـالي ويَا أبَتي = خالٍ من الأنس , بل يقْـتاتُني الكبَـدُ
أقلِّبُ الطرفَ في دُنيـايَ حاسرةً = عن الصروف , وأيـامي بهَـا جُـدُدُ
طفلاً تَرصَّدَني اليُتمُ الألـيمُ وبي = شَوقٌ وسَوقٌ وحادي رحلَتي الـكمَدُ
أرنو إلى وجه (عبد الله) أرقُـبُهُ = ومَبسَمٍ لم يَـقُـم في وجـهه النَّكَـدُ
وأستعيـدُ زماناً كُنتَ فيه لنَـا = ظلاً ظـليلاً , وأنتَ الأنـسُ والرَّغَـدُ
نَجني فتحْنُو , وتَبتَـاعُ الهَناءَ لَنا = وقد ألـفْـناكَ فـعالاً لـما تَـعـدُ
والبشرُ يعلوكَ تياهاً تُضَـارعُـهُ = مَـخايلُ البرِّ لا تُخْـطـيكَ إذْ تَـردُ
بَرًّا بأمِّـكَ مطواعاً تحُـطُّ لهَـا = جَناحَ ذُلِّكَ , جـوَّاداً بـما تَـجـدُ
أما أبـوكَ أبو الأمجاد جامعُـها = فَـنالَ غَـايةَ ما يَـسخُـو به الـولدُ
جاورتَهُ وحملتَ الكَلَّ عنهُ , وَلاَ= تُـرى لَـكم فيه إلا نـعـمةٌ ويَـدُ
وارَحمَتي والنعـيُّ اليـومَ أنبـأهُ = بمـا تـؤودُ إذا حُـمِّــلنَـهُ البُـرُدُ
وارحمتي لي أرانـي أبتغي حوَلاً = عـن الزمـان فـتـنعـاكُم ليَ المـُدَدُ
ألوذ بالسفَـر المحـتُـوم أحسبهُ = يُسْـلي , ولكـن تعـزِّي فيكُمُ البَـلَـدُ
أصُمُّ سمعيَ عن نَـاعيكَ لي , وأنا = مؤمِّـلٌ هاتـفاً من صَوبكم يَـفـدُ
لكن تطَاوَل تَصْمَامي , وحاصَرَني = صـوتُ المُعزِّينَ لي إذ باتَ يحـتَشـدُ
فمَا ملكتُ سوَى التـسليم راضيةً = نفسي إذا فـاتَـني السلوانُ والجَـلَدُ
وقمتُ أسترحمُ اللهَ اللطيفَ فَـلاَ = يَـخيبُ داع عَـلى باريه يعتَـمـدُ
أدعُـوهُ والعَـبرةُ الحرى مُؤمِّـنَةٌ = أقـولُ يـا بَر با منـانُ يا صـمَـدُ
أتَـاكَ ضيفُكَ يا رحمـنُ مُعتَمراً = في غُرة الشـهر يسْـعى ليسَ يقتَـصدُ
أتاكَ والصومُ يعلوا هـامَ مُهجته = ولم يمُت صـائماً إلا الأُلـى سـعـدوا
أتـى يحث مسيراً للـمـدينَة لا = يحـثهُ المـالُ فيها , لا , ولا الــوَلدُ
مُسارعاً فيكَ عجلاناً وغَـايتُـهُ = رضَاكَ , فارضَ وشفع من قد احتشـَدُوا
تالـينَ فـاتحةَ الـقرآن راغبـةً = نفوسُهم أن يُوارِي روحَهُ الرشَــدُ
وأن تؤمِّــنه مما يـخـافُ وأن= تُهدي لهُ العفـوَ والغفرانَ يا أحَــدُ
يا رب فافتحْ له الريانَ واقض لهُ = بمـقـعد الصـدق طـوافاً به الرغـدُ
وشفع المُصطـفى فيه ومُد لهُ = حبلَ الجــوار بدار مـا بـها نـكَـدُ
وصلِّ أزكَـى صَلاةٍ سرمَـداً أبداً = على النبيِّ صلاةً مَـا لَها عددُ[/poem]
وهذه الفاجعة الثالثة التي تدهمُني هذا العامَ بعد وفاة الشيخ سيد لاشين ووالدتي الغالية (أمِّ أبِي) رحم الله الجميع وتولاه برحمته وإحسانه.
[poem=font="Traditional Arabic,6,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="groove,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
بُحْ أيهـا القلَـمُ الباكي بمـا أجدُ = إن المواجعَ تَخـبُـو ثُـم تَتـقدُ
بُح أيـها القلَـمُ السيَّـالُ مدمَعُه = ممـا اعـتَراني فلا ركـنٌ ولا سنَـدُ
بُح لي وجُد لي فألفـاظي مُسلَّـبةٌ = كما السَّـبايا , وبئـسَ الوردُ ما تردُ
تقاسمتـها من الأكـدار ألويـةٌ = وبَـاتَ يُسلمـهُـنَّ الفَـارسُ النَّـجِدُ
بُحْ لي ولا تُشمت الأحزانَ بي فلقد = يغدو وساداً لـها مـن كَـانَ يتَّسِدُ
كمْ باغتَـتْني فما تنـفكُّ صـاغرةً = أمامَ صبري , وهَـا قد خانَـني الجلَدُ
فـعَـامُ حُزنيَ أشْتـاتٌ قَـوارعُه = لكـنْ مواجعُـها في النفس تتحـدُ
مَـواجعٌ سلَبَتني الرُّشدَ واتَّسـعت = فضَاقَ عَـن كيفهن (الأيْنُ والأمَـدُ)
صالتْ وجالَت فما بالحَرف من رمَق = يشفي الغَليلَ , وما في النفس مُلتَحَدُ
وكيفَ لا.؟ والـمُفَـدَّى بي تَـخَطَّـفُـهُ = يـدُ المـنُـون التي لم تُبق ما تجـدُ
فيالَفَـقْدِ الـمُفَدَّى بي , لقَـد كتَبَت = به المـقَاديرُ حُـكمـاً ما لهُ بَـدَدُ
ترَكتَـني اليومَ يا خـالي ويَا أبَتي = خالٍ من الأنس , بل يقْـتاتُني الكبَـدُ
أقلِّبُ الطرفَ في دُنيـايَ حاسرةً = عن الصروف , وأيـامي بهَـا جُـدُدُ
طفلاً تَرصَّدَني اليُتمُ الألـيمُ وبي = شَوقٌ وسَوقٌ وحادي رحلَتي الـكمَدُ
أرنو إلى وجه (عبد الله) أرقُـبُهُ = ومَبسَمٍ لم يَـقُـم في وجـهه النَّكَـدُ
وأستعيـدُ زماناً كُنتَ فيه لنَـا = ظلاً ظـليلاً , وأنتَ الأنـسُ والرَّغَـدُ
نَجني فتحْنُو , وتَبتَـاعُ الهَناءَ لَنا = وقد ألـفْـناكَ فـعالاً لـما تَـعـدُ
والبشرُ يعلوكَ تياهاً تُضَـارعُـهُ = مَـخايلُ البرِّ لا تُخْـطـيكَ إذْ تَـردُ
بَرًّا بأمِّـكَ مطواعاً تحُـطُّ لهَـا = جَناحَ ذُلِّكَ , جـوَّاداً بـما تَـجـدُ
أما أبـوكَ أبو الأمجاد جامعُـها = فَـنالَ غَـايةَ ما يَـسخُـو به الـولدُ
جاورتَهُ وحملتَ الكَلَّ عنهُ , وَلاَ= تُـرى لَـكم فيه إلا نـعـمةٌ ويَـدُ
وارَحمَتي والنعـيُّ اليـومَ أنبـأهُ = بمـا تـؤودُ إذا حُـمِّــلنَـهُ البُـرُدُ
وارحمتي لي أرانـي أبتغي حوَلاً = عـن الزمـان فـتـنعـاكُم ليَ المـُدَدُ
ألوذ بالسفَـر المحـتُـوم أحسبهُ = يُسْـلي , ولكـن تعـزِّي فيكُمُ البَـلَـدُ
أصُمُّ سمعيَ عن نَـاعيكَ لي , وأنا = مؤمِّـلٌ هاتـفاً من صَوبكم يَـفـدُ
لكن تطَاوَل تَصْمَامي , وحاصَرَني = صـوتُ المُعزِّينَ لي إذ باتَ يحـتَشـدُ
فمَا ملكتُ سوَى التـسليم راضيةً = نفسي إذا فـاتَـني السلوانُ والجَـلَدُ
وقمتُ أسترحمُ اللهَ اللطيفَ فَـلاَ = يَـخيبُ داع عَـلى باريه يعتَـمـدُ
أدعُـوهُ والعَـبرةُ الحرى مُؤمِّـنَةٌ = أقـولُ يـا بَر با منـانُ يا صـمَـدُ
أتَـاكَ ضيفُكَ يا رحمـنُ مُعتَمراً = في غُرة الشـهر يسْـعى ليسَ يقتَـصدُ
أتاكَ والصومُ يعلوا هـامَ مُهجته = ولم يمُت صـائماً إلا الأُلـى سـعـدوا
أتـى يحث مسيراً للـمـدينَة لا = يحـثهُ المـالُ فيها , لا , ولا الــوَلدُ
مُسارعاً فيكَ عجلاناً وغَـايتُـهُ = رضَاكَ , فارضَ وشفع من قد احتشـَدُوا
تالـينَ فـاتحةَ الـقرآن راغبـةً = نفوسُهم أن يُوارِي روحَهُ الرشَــدُ
وأن تؤمِّــنه مما يـخـافُ وأن= تُهدي لهُ العفـوَ والغفرانَ يا أحَــدُ
يا رب فافتحْ له الريانَ واقض لهُ = بمـقـعد الصـدق طـوافاً به الرغـدُ
وشفع المُصطـفى فيه ومُد لهُ = حبلَ الجــوار بدار مـا بـها نـكَـدُ
وصلِّ أزكَـى صَلاةٍ سرمَـداً أبداً = على النبيِّ صلاةً مَـا لَها عددُ[/poem]
بقلم: محمود بن كابر
الرياض:3 / 9 / 1432هـ
الرياض:3 / 9 / 1432هـ