تذكرة المسلمين بالموت والآخرة لعلنا نتعظ ونستقيم

البهيجي

Well-known member
إنضم
16/10/2004
المشاركات
2,686
مستوى التفاعل
116
النقاط
63
العمر
66
الإقامة
العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
عندما طُعِن سيدنا عمر ( رضي الله عنه ) فأتي بالحليب فشربه فخرج الحليب من خاصرته .. فقال له الطبيب : أوصِ يا أمير المؤمنين فإنك لن تعيش ...!!

فنادى إبنه عبدالله وقال له :
أئتني بحذيفة بن اليمان ...

وجاء حذيفة وهو الصحابي الذي أعطاه الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) جدولا بأسماء المنافقين ولا يعرفهم إلا الله ورسوله وحذيفة

⬅️وقال عمر و الدماء تجري من خاصرته : يا حذيفة بن اليمان أناشدك الله هل قال الرسول إسمي بين المنافقين .؟

⬅️فسكت حذيفة ودمعت عيناه وقال : إئتمنني على سر لا استطيع أن أقوله يا عمر

⬅️قال : بالله عليك قل لي هل قال رسول الله إسمي بينهم ..؟؟
⬅️فبكى حذيفة فقال :
أقول لك ولا أقولها لغيرك والله ما ذكر إسمك عندي ...!!

⬅️فقال عمر لإبنه عبدالله :
بقي لي من الدنيا أمر واحد ؟؟
فقال له : ما هو يا ابتاه ؟

⬅️قال :
أن ادفن بجوار رسول الله
يا بني إذهب إلى عائشة أم المؤمنين .. ولا تقل أمير المؤمنين بل قل عمر يستأذنك انت صاحبة البيت إن إذنت أن يدفن عمر تحت قدمي صاحبيه ...
فقالت : نعم قد كنت أعددت هذا القبر لي واليوم أتركه لعمر ...!!

⬅️فعاد عبدالله فرحأ وقال :
يا أبتاه قد إذنت ثم رأى خد عمر على التراب فجلس عبدالله ووضع خده على فخده فنظر إلى ابنه وقال له : لم تمنع خدي من التراب ؟
قال : يا أبتاه
قال : ضع خد أبيك على التراب ليمرغ به وجهه فويل عمر أن لم يغفر له ربه غدا.
⬅️ومات عمر بعد أن أوصى إبنه فقال :ان حملتني وصليت عليّ في مسجد رسول الله فأنظر إلى حذيفة فقد يكون راعني في القول فإن صلى عليّ حذيفة فاحملني باتجاه بيت رسول الله
⬅️ثم قف على الباب فقل يا أماه ولدك عمر ولا تقل أمير المؤمنين فقد تكون إستحييت مني فأذنت لي فإن لم تأذن فادفني في مقابر المسلمين !!

⬅️فحمله ونظر في المسجد فجاء حذيفة وصلى عليه ...!!
فاستبشر بن عمر وحمله إلى بيت عائشة ، فقال يا أمنا ولدك عمر في الباب هل تأذنين له ؟
فقالت : ادخلوه

⬅️فدفن سيدنا عمر ( رضي الله عنه ) بجانب صاحبيه...

رحم الله عمر بن خطاب :
ملأ الارض عدلا وخاف الله خوفا شديدا مع ان الرسول صل الله عليه وسلم بشره بالجنة .. فما بالنا نحن اليوم لايدري أحدنا أربُّه راضٍ عنه أم لا ؟ ومع ذلك نلهو ونضحك ولانخاف ولا نخشى ولانفكر بمصيرنا بعد الموت...!!
اللهم أحسن خاتمتنا وثبتنا عند الموت
اللهم إهدنا .. ثم إهدنا .. ثم إهدنا وذرياتنا هداية لانشقى ولانضل بعدها أبدا🤲
 
بسم الله الرحمن الرحيم

﴿ إِنَّكَ مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ﴾ [ الزمر: 30]​


قال القرطبي: (
وقال الحسن والفراء والكسائي : الميت بالتشديد من لم يمت وسيموت , والميت بالتخفيف من فارقته الروح ; فلذلك لم تخفف هنا .
قال قتادة : نعيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم نفسه , ونعيت إليكم أنفسكم .
وقال ثابت البناني : نعى رجل إلى صلة بن أشيم أخا له فوافقه يأكل , فقال : ادن فكل فقد نعي إلي أخي منذ حين ; قال : وكيف وأنا أول من أتاك بالخبر .
قال إن الله تعالى نعاه إلي فقال : " إنك ميت وإنهم ميتون " .
وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أخبره بموته وموتهم ; فاحتمل خمسة أوجه : [ أحدها ] أن يكون ذلك تحذيرا من الآخرة .
[ الثاني ] أن يذكره حثاً على العمل .
[ الثالث ] أن يذكره توطئةً للموت .
[ الرابع ] لئلا يختلفوا في موته كما اختلفت الأمم في غيره , حتى إن عمر رضي الله عنه لما أنكر موته احتج أبو بكر رضي الله عنه بهذه الآية فأمسك .
[ الخامس ] ليعلمه أن الله تعالى قد سوى فيه بين خلقه مع تفاضلهم في غيره ; لتكثر فيه السلوى وتقل فيه الحسرة ) .

والله تعالى أعلم .
 
بسم الله الرحمن الرحيم
(
توجه لسيارته المتوقفة بعيدا عن محل المشروبات الكحولية الذى خرج منه للتو يحامل كيس بلاستيكى بداخله عدد كبير من زجاجات الخمر.
أسرع الخطى فالمطر يهطل بغزارة والجو شديد البروده وقد خلى الشارع من المارة تماما بعدما احتمى الجميع من المطر الشديد، بمدخل البنايات المتراصة عن الجانبين.

ما أن وصل للسيارة حتى قام بفتح بابها الخلفي وضع أغراضه على المقعد واتجه لفتاح الباب الأمامي، أثناء ما كان يفعل، نظر بدون قصد لمدخل أحد البنايات فوقعت عيناه على طفل صغير لم يبلغ الثانية عشر على أقصى تقدير، ترتعد فرأسه بفعل البرد القارص والأمطار الغزيرة التى تسقط على جسده النحيل، فجعلته يجلس القرفصاء يحتمي بالجدار المتواجد بجواره.

لم يعير الأمر أهتماما، فما أكثر هؤلاء المشردين الذين أصبحت تمتلئ بهم الشوارع فى الأونة الأخيرة ويمتهنون إما التسول أو السرقة.
جلس خلف عجلة القيادة، أغلق الباب، شعر ببعض الدفئ المحبب للنفس يتسلل لجسده بعدما قام بتشغيل تكييف السيارة الدافئ.

لا إراديا نظر للطفل ثانية، لكنه فى تلك المرة أطال النظر إليه قرابة دقيقة كاملة، رق قلبه لحال الصغير الذى يرتدى ملابس صيفية متسخة بشدة.

ترجل من السيارة متجها نحوه، أخرج بعض النقود ومد يده بها إليه، شكره الصغير بعبارات مقتضبة بعدما أخبره بأنه لا يتسول، تعجب بشدة من رد الطفل، ففى العادة مثل هؤلاء لا يفعلون ذلك.

هز رأسه متعجبا وأدار ظهره عائدا لسيارته، ما أن أبتعد بضع خطوات حتى أستدار إليه ثانية يعرض عليه أن يوصله لبيته فالمطر يزداد مع مرور الوقت، أجابه الصبي بأن الشارع هو بيته.

ما أن قال جملته حتى أخذ يبكي بشدة لتختلط دموعة بقطرات المطر التى تنهمر بغزارة وكأن السماء تتعاطف معه وقررت البكاء تأثرا لحاله.

أخذ يلح على الصغير أن يركب معه السيارة ليحتمي بها من برودة الطقس، تردد ذلك الأخير للحظات، لكنه لم يمهله الوقت للأعتراض، اذ أمسك يده برفق وهو يساعده على النهوض واتجها سويا نحو السيارة.

جلس الصبي على المقعد المجاور له وهو يمسح ماء المطر عن وجهه، سأله عن أسمه، أجابه الصغير بانه يدعى(عبدالغفور)، تعجب من أن يلقب طفل بذلك الأسم الذى لم يعد منتشر منذ زمن طويل.

دار بينهما حديث طويل، سأله خلاله عن سبب رفضه الذهاب للبيت، أخبره الصغير أن والدته متوفيه منذ كان رضيعا، وبعدها تزوج والده ليحضر له من تقوم برعايته، لكنه منذ أن دخلت البيت أحالت حياته جحيما، دائما ما كانت تضربه وتفضل أولادها عليه فى الطعام وتعامله بقسوة شديدة.

كان يخبر والده بما تفعله زوجته، فتتظاهر تلك الأخيرة بالبراءة وهى تتحدث عن حبها له أكثر من أولادها، وما أن يغادر والده البيت حتى تقوم بضربه عقابا له على حديثه معه.
ظل على تلك الحال عدة سنوات، فارقت الأبتسامة وجهه، أصبح الحزن ملازما له، إلى أن بلغ الأمر ذروته بعدما توفي والده فى حادث سير.

بعد أنتهاء مراسم العزاء، قامت زوجة أبيه بطرده من البيت مدعيه إنه بيتها، وما ساعدها على فعل ذلك أن الأب لم يكن له أخوة، ليجد الصغير نفسه مشردا فى الشوارع الباردة، يتخذ من الأرض فراشا ويتلحف السماء، ويقتات على بقايا الطعام الذى يبحث عن بداخل صناديق القمامة او يجود عليه به اهل الخير.

تأثر بشدة بعدما فرغ الطفل من حديثه، ربت على كتف الصغير محاولا أن يهون عليه ما يشعر به، أدار محرك السيارة وأنطلق بها سريعا، نظر إليه الصبي يطل من عينيه تسأل إلى أين هو ذاهب؟

لاحظ الخوف الواضح فى عينيه، أبتسم له وهو يطمأنه، بعد مرور عشر دقائق اوقف السيارة أمام أحد محال الملابس الشهيرة، انتظر بعض الوقت حتى هدأت الأمطار قليلا، ترجل من السيارة وهو يخاطب الصغير أن يفعل هو أيضا.

أمسك بيده واتجها نحو المحل، ما أن دلفا للداخل، حتى أخذا يتجولا سويا لتفقد المعروضات، شعر الصغير بالحرج الشديد فهو لم يعتاد أن يفعل معه أحد أمرا كهذا، لكنه فى النهاية رضخ لرغبته وقام باختيار كل ما يحتاجه من ملابس، بالأضافة لحذاء جديد.

بعدما أرتدى ملابسه الجديدة، تغيرت هيئته بالكامل، لم يعد ذلك المشرد الذى كان عليه قبل دقائق، لاحت على وجهه أبتسامة هادئة كانت قد فارقته منذ زمن طويل، شكره الصغير كثيرا على ما قدمه له.

عادا ثانية للسيارة التى أنطلقت بهما مجددا، ليتوقف بعد قليل أمام أحد المطاعم الشهيرة وهو يخاطب الصغير أن يترجل ليتناولا طعامهما سويا، للمرة الثانية يشعر ذلك الأخير بالخجل ولكن جوعه الشديد منعه من الرفض.

بعدما فرغا من تناول الطعام، وأثناء سيرهما نحو السيارة، أخذ الصغير يوجه الكثير من عبارات الشكر له على كل ما فعله معه، أحتضنه بحنان كبير، شب على قدميه ليطبع قبله على خده.

هم بتوديعه ولكن صوت أذان العشاء أرتفع من أحد المساجد القريبة، أمسك الصغير بيده وهو يجذبه نحو المسجد قائلا:
- هيا لنصلي وبعدها ليذهب كل منا فى طريقة.

تجمد بمكانه، لم يستطع التحرك، تعجب مما سمع وكأنه تلقى صفعة قوية على وجهه أفقدته توازنه لعدة لحظات، فهو منذ زمن طويل أنقطع عن أداء الصلاة، كما إنه عندما كان يصلى لم يكن يؤدى كل الفروض.

حاول أن يتعذر للصغير وينصرف، ولكن ذلك الأخير أمسك يده بقوة وهو يخاطبه قائلا:
- لن نفترق حتى نصلي سويا.. لقد كان والدي يوصينى دائما بالصلاة حتى يجتمع شمل أسرتنا فى الجنة.. وأنا أود أن أراك هناك.

وقعت كلمات الصغير على عقله فجعلته يستفيق وسلكت طريقها لقلبه فبدأ يلين، سار بخطوات بطيئة نحو المسجد، بينما (عبدالغفور) يتقدمه ممسكا بيده حتى وصلا للباب، فنظر له الصغير مبتسما وخاطبه قائلا:
- أنت ملاك بحق.. لو أصبح كل الناس مثلك لتحولت الدنيا لجنة.

أخذ يحدث لنفسه على أى صورة يراه الصغير وعن أى ملاك يتكلم، إنه لم يخطوا بقدميه لداخل مسجد منذ أكثر من عشرين عاما هى نصف عمره، أصبح يداوم على شرب الخمر ويتردد باستمرار على الملاهي الليلة بصورة يوميه، بالأضافة للعلاقات المحرمة مع فتيات الليل.

فتجارة الأثار التى يعمل بها تدر عليه الكثير من المال الذى يسهل له فعل مايريد وقتما يشاء، كل تلك الأفعال جعلت منه شخص يمتلك قلب، مليئ بالذنوب، لدرجة إنه كان يخاطب نفسه بأنه من المستحيل بعد كل تلك الذنوب التى يفعلها أن يغفر (الله) له عندما كانت تلك الفكرة تسيطر عليه، يزداد فى ارتكاب المعاصى والآثام.

خطى لداخل المسجد وصوت الأذان يتردد فى أذنيه، أنتفض جسده بقوة وكأنه يسرى به تيار كهربي، أصابة الرعشة قدماه، لم يصدق إنه بعد مرور كل ذلك الوقت قد دخل للمسجد من جديد، هو الذى كان قبل ساعة لا أكثر يحمل الخمر ويخطط لقضاء سهرة كل ليلة، تبدل طريقه للنقيض.

أصطف المصلين جنبا إلى جنب، بينما وقف هو وعن يمينه (عبدالغفور)، لا يكف عقله عن التفكير، ترى لو قرر التوبة هل سيقبل (الله) توبته أم أن كثرة الذنوب التى أرتكبها ستقف حائلا بينه وبين ذلك.

أثناء انهماكه فى التفكير، أستمع لصوت الأمام يتلوا قول (الله) تعالى

(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ).

شعر وكأن الأيه تنطبق عليه تماما، فقد كان يتسأل قبل لحظات هل ستقبل توبته أم لا، شعر إنها رسالة من رب العزة، أخذ يبكي بشدة، بكى كما لم يبكي من قبل.

بعدما فرغ من الصلاة لم تتوقف دموعه عن النزول، شعر وكأنه ولد من جديد، ربت (عبدالغفور) على يده يهون عليه ما يشعر به، أستدار نحوه وعيناه ممتلئة بالدموع وقد جال بخاطره أن (الله) قد أرسل إليه ذلك الملاك الصغير ليأخذ بيده للطريق الصحيح قبل فوات الأوان.

قرر أن يتولى أمر الصغير وينتشله من ظلم وظلام حياة الشارع، مثلما أنتشله الصغير من ظلام الخطيئة والضلال، لايدري حقا من فيهما ساقه (الله) للأخر ليصحح مسار حياته.

* تمت *

قصة قصيرة

(تصحيح مسار)

بقلم الكاتب /محمد نمر)
اللهم اهدنا لصراطك المستقيم يا كريم
 
عودة
أعلى