تدبر كتاب الله البداية

الخطاب الاول لبني اسرائيل

الخطاب الاول لبني اسرائيل

بسم1
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (40) وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (42) وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (44) وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (45) الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)
1.ان البيان الجميل لموجود لو بحثت عن((نعمتي)) ليس عن ماهيتها ..لان نعم الله على هؤلاء كثيرة ...لكن لو بحثت لم هي مفردة لم لم يقل واذكروا نعمي ....وهنا الجمال والبلاغة ...انقل لكم هذه اللفتة البلاغية عن احد الاخوة
نعمة الله الواحدة المفردة في الحقيقة هي مجموعة نعم و تؤثر على نعم كثيرة , فنعمة البصر مثلاً ليست للرؤية فقط , و إلا فتخيل البشر بلا بصر هل ستكون لهم حضارة ؟ كذا نعمة (الشمس) للحرارة و النور و للنبات ... الخ . ا.هـ
وانقل عن استاذي الامام الشعراوي : رحمه الله سبحانه وتعالى حين يخاطب المسلمين لا يقول اذكروا نعمة الله. وإنما يقول: " اذكروا الله " لأن بني إسرائيل ماديون ودنيويون.
فكأن الحق سبحانه وتعالى يقول لهم: مادمتم ماديين ودنيويين. فاذكروا نعمة الله المادية عليكم.
ولكننا نحن المسلمين أمة غير مادية.
وهناك فرق بين أن يكون الإنسان مع النعمة. وأن يكون مع المنعم. الماديون يحبون النعمة. وغير الماديين يحبون المنعم. ويعيشون في معيته. ولذلك. فخطاب المسلمين: " اذكروا الله " لأننا نحن مع المنعم. بينما خطابه سبحانه لبني إسرائيل: " اذكروا نعمة الله "
ا.هــ
ولو ذكروا نعمة واحدة وشكروا لاستقام بهم الحال فهي نعمة واحدة ممكن ان تغير مصير العبد لو عرف حقها
2. وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ ..فمادمت انا انزلت فلاتهتموا بالمنزل عليه امنوا به لاتنشغلوا بمن انزل عليه..ولهذا اضمرت العبارة باستعمال ((ما))
3. وَلَا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ ..فانكم لو كفرتم لسبقتم كفار مكة لان اولئك ليس لهم كتاب منزل مثلكم ..انتم اهل كتاب..لوكفرتم فكفركم اعظم
4. وقدم الرهبة على التقوى والاولى اعم واعظم لانه انسب مع مطلوبات الاية الاولى من شكر المنعم والايفاء بالعهد
5. الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)
ولقد توقفت في هذه الاية..لان المعنى بين هذين الوصفين متقارب فكل ملاق لربه راجع اليه فما المعنى المغاير ..لابد من معنى مغاير؟
 
الخطاب الاول لبني اسرائيل 2

الخطاب الاول لبني اسرائيل 2

بسم1
الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (46)

يقول صاحب التنوير والتحرير: والملاقاة والرجوع هنا مجازان عن الحساب والحشر
وفي ثنايا تلك الكلمات تجد ايضا حسن ظن الخاشعين لانهم يلاقون ربهم الذي هداهم ورزقهم وبارك حياتهم وهم يحسنون الظن بلقاء ربهم ويومنون بالحشر والبعث
س/ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ثم وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ فمم كانوا يرهبون غيره تعالى؟
ويجيب الاستاذ الطاهر بن عاشور: لما كانت رهبتهم أحبارهم تمنعهم من الإيفاء بالعهد أدمج النهي عن رهبة غير الله مع الأمر برهبة الله تعالى في صيغة واحدة.يقول ايضا:: بالنهي عما يحول بينهم وبين الإيفاء بالعهد على وجهه وذلك هو صد كبرائهم وأحبارهم إياهم عن الانتقال عما هم عليه من التمسك بالتوراة ا.هـ
لطيفة عن : وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا
قال الشيخ محمد بن عرفة عظّم الآيات بشيئين الجمع والإضافة إلى ضمير الجلالة وحقّر العوض بتحقيرين التنكير والوصف بالقلة اهـ



 
تعداد النعم وقصة البقرة

تعداد النعم وقصة البقرة

بسم1
يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (47)
يابني الرجل الصالح الطيب النبي كان يكفيكم ان تذكروا النعمة..نعمتي فتعرفون من انعم ....واذكروا جدكم الصالح العبد المنيب ...لو تذكرتم لانتهت المسالة..ولقد فضلتكم في الماضي على العالم ..اي تكريم هذا.....اذكروا هذا...فلقد نسيتم..لقد كنتم تحت الاضواء يوما ما فلا تحسدوا من انزل الله عليه الرسالة الخاتمة اليوم...فلقذ اكرمكم كما اكرم ادم فلا تذنبوا كما اذنب ابليس فتحسدوا العرب فتضلوا وتهلكوا بسبب تكذيبكم له
وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (48)
مع تذكيري لكم بذلك اتقوا ماهو ات..اتقوا الحساب الالهي...فلاتكفروا وامنوا ...فلااحد يجزي عنكم ويدفع العذاب ولاشفاعات ولا فداءات واخذ للعدل ولااحد ينصركم
والظاهر ان تجاوزهم في حدود التوراة كان كذلك يقف احدهم عند الحد فيشفع او يدفع المال للحبر المرتشي فلايقع الحد او يستنصر رجلا ميسورا او ذا جاه من العرب فيدفع عنه فيفلت من الحد التوراتي
فالاية تنذر ان هذه لن تكون موجودة كما تعودتم في حساب الاخرة المال سوف لا يعني شيئا ولا جاه بل الملك لله
وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)
قلا تنجون في حساب الاخرة ولاحجة لكم على الله فلقد انجاكم بل نجّاكم فكرر انجائكم فنجّى الابناء ونجّى الازواج وهذه النعمة وماقبل التنجية اختبار من ربكم ...وانظر للتقديم والتاخير في نهاية الاية ...لنتعلم نحن وهم وليعلم أي قارئ للاية ان هذا الاختبار من الرب ليتميز الخبيث من الطيب وليربي عقيدة الصبر وليهدي من يتمعن كيف نجّى الله المستضعفين وليرى المكروبين كيف تعمل عناية الله ورحمته لتخلصهم مماوقع عليهم
ال فرعون تجاوزوا امر فرعون على عادة المكلفين بتنفيذ الاوامر فلهذا ذكرهم السياق هنا
يسومونكم::يعطوكم ثمن الخدمة التي تعملون بها لهم.....سوء العذاب::اسوأ اساليب العذاب
هكذا نجا سلفكم ولولا هذه النجاة لما كنتم اليوم تعيشون بين العرب معززين مكرمين فلم تبادوا كاقوام عاد وثمود ولوط
مع انكم قد اجرم منكم الكثير فقتلوا الانبياء وارتكبوا المحرمات وبدلوا وحرفوا ولكنكم موجودين
وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)
والواو تستمر بسرد النعم ..وتذكروا يابني النبي الصالح اية البحر فما ان اقتربتوا منه حتى انفرق لكم البحر فريقين عظيمين كانكم اداة الفرق((لاحظ الباء في بكم)) وهنا وقعت نعم متداخلة في هذه الواقعة الجليلة
غرق العدو ...نجاة القوم.....تبديل سنة كونية لاتنسى في انشقاق البحر....تكريم عظيم....رؤية العدو والله ينتقم لهم منه بغير تدخل منهم..
أي نعمة واي قلوب قاسية لهؤلاء فهل مقابل هذا عبدوا العجل وعاندوا رسولهم وعصوا الله تعالى وتجراوا عليه
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51) ثُمَّ عَفَوْنَا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (52)
وهذه نعمة العفو لكفر صريح بعد ان غاب الرسول اربعين ليلة فنسيتم رسولكم والهكم المنعم الجليل سبحانه وفعلتم ما يعيب وظلمتم انفسكم وتجاوزتم
وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (53)
ونزلت ايات الهدى وكانت اول كتب الله عليكم ولاحجة لكم وقد تنزلت ايات الهدى...نعمة بعد نعمة
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (54)
ولقد نزلت تعاليم التوبة ليغفر لكم الله فحصلتم على مغفرته دون ان تخوضوا في هذا الحد
س/ لم قال بارئكم؟ولم يقل ربكم ؟ومادلالتها في السياق
البارئ اسم اخص من الخالق خلق أي أوجد الشيء من عدم.. والبارئ أي سَوَّاهُ على هيئة مستقيمة وعلى أحسن تقويم..
.. بارئكم مأخوذة من برئ السهم.. وبرئ السهم يحتاج إلى دقة وبراعة.

ان بارئكم جائت لتحس ان الانسان المخلوق باحسن تقويم ارتكب شنيعة وقبيحا في حق نفسه فلم يحترم غاية خلقه في احسن تقويم فاسجد نفسه لماهو ادنى منه للعجل الذي هو في خدمته اصلا
لقد صنعك الله في احسن صورة وجعلك سيد الكون واسجد لك الملائكة فاين تهبط بنفسك ولم تظلم نفسك فتحرمها من المقام الكريم الذي اعطاك الله
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (55) ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (56)

عجب عجاب...ونعمة اخرى من رب حليم..فهاهم بنفس الاعين التى شهدت انفراق البحر بهم واغراق ال فرعون يرون صاعقة مجندة لعقابهم تميتهم والسياق يعبر.... َفأَخَذَتْكُمُ ...فذهبتم معها لانكم خلق ضعيف امام جندي من جنود الله ..اخذتكم فلا حول لكم..ثم كان لكم اية البعث من الموت لتدركوا من المحيي والمميت والباعث والمنعم والهادي كان لابد ان ترى بصيرتكم رب العالمين...لكنه الجمود لكنه العجب
أي اناس كان هؤلاء
وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنْزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (57)
وبهذا اللطف الالهي تستمر ايات سرد النعم فالظل يرافقهم وتتنزل عليهم من بركاته الطيبة ولاحجة لهم اذن ولاداعي لان يحسدوا المسلمين...ظلموا انفسهم فحرموها من التكريم المستمر الالهي بل انهم لازالوا يظلمون انفسهم
وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ
ومن صور الظلم للنفس هذه...قرية بها خيرات كثيرة يدعوهم الله بدخولها بشكل معين فاذا بهم يقلبون الطاعة بمعصية فتنزل على من ظلم نفسه عذابا سماويا لانه فسد فلا يرتجى منه عودة للصلاح وكان العذاب هنا محددا باشخاص
وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْنًا قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)

اكل وشرب وايات ومعجزات فلم يستقم لهم لاعقيدة ولاتوبة ولاكتاب شريعة ولااكل ولا فتح ارض ولا مشرب
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ مِنْ بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُمْ مَا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (61)
ودوما ماستبدلوا الذي هو ادنى بالذي هو خير هذه أي ابلغ بيان وصف تلك القلوب ولهذا وصمهم الله بعلامة الذلة فالمجتمعات تحتقرهم وبعلامة المسكنة فتتوهم انه مسكين وخاضوا تلك التجارب فخرجوا من تجاربهم بغضب من سيد الكون وملك الملوك بسبب عادتهم الغبية في الكفر بكل اية مهما بلغت اعجازياتها وعادتهم في قتل الانبياء واكده بغير الحق وهذه كبيرة عجيبة وبعصيانهم واعتدائاتهم على الارض التي استخلفوا فيها
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62)

ومازال الباب مفتوحا لمن يريد الدخول للاسلام من هؤلاء ومن غيرهم فلا خوف يعتليهم ابدا ولا حزن يسيطر على أي حياة لهم ولا اجر يسلب منهم
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (63) ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ (64)

ونعمة اخرى وهم يتولون فيتركون الميثاق الغليظ ويعبدون العجل فلولا فضله تعالى ورحمته لخسروا الدارين معا
وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (65) فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ (66)
ويذكر لهم حادثة السبت فلا يفصلها بل يذكر العقوبة فيها وهي رمزية عدم احترام يوم التعبد بسبب الحرص على الدنيا
فكانت عقوبته رادعة لكل مجترئ فما تجرأ بعدها احد
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ (70) قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71) وَإِذْ قَتَلْتُمْ نَفْسًا فَادَّارَأْتُمْ فِيهَا وَاللَّهُ مُخْرِجٌ مَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (72) فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا كَذَلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (73)

صورة لفهم الشريعة لدى هؤلاء وقياس للجراة والعنت والاستجابة ...فبداوا بالاستخفاف بالرسول ...وفي كلمة ربك عدم توقير اخر...وضعف ايمان وجحود وقلة تعقل ..وكان الله في عون سيدنا موسى وانتهت بمعجزة احياء نفس مقتولة
ولقد كان توقيرهم للحيوان الذي كان يعبد في مصر والشام والعراق والهند عجيبا بل ان القران يقول فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ (71)
ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74)

هاهي القلوب تتحول الى ماهو اقسى من الحجارة التي تستجيب لله ولقد استجابت وهم ينظرون عند استسقائهم وعند رفع الطور وعند حادثة طلب موسى لرؤية الله
 
عودة
أعلى